المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملاحدة والتجربة



حمادة
07-29-2012, 08:56 AM
يدعي الكثير من انصار الفلسفة التجريبية ان الانسان لا يمكنه ان يصل الى الحقائق القطعية سوى عن طريق الحس وانه لا توجد افكار قبلية مركوزة في الذهن وانه لا موجود سوى ما اثبتته التجربة العلمية في المختبرات ,فما تدركه حواسنا ونراه ونسمعه ونشمه ونحسه هو الحقيقى,وكل ما سوى ذلك هو غير مقبول وخرافة!.
لكن الذي يفكر بهذه الطريقة ويرفض كل شيء ما سوى المحسوس لابد ان ينكر ذاته وينكر وجود نفسه ووجود العالم في الخارج كما انكره من قبله دافيد هيوم لانه لن يستطيع ان يصل بالتجربة الى جواهر الاشياء في العالم الخارجي فكل ما يصله ويحس به هو في الاخير مجرد ظواهر الاشياء التي يدركها وليست الاشياء ذاتها فلن يستطيع تخطي حدود التجربة الحسية وسيبقى كالسجين داخل احاسيسه ولايمكنه اثبات وجود المادة في العالم الخارجي لان الفيسلوف التجريبي ينكر المعرفة العقلية المجردة فكيف يتاكد الانسان العاقل من وجود العالم الخارجي ؟هنا ياتي دور العقل فييقوم بتحليل تلك الاوصاف والاعراض ويحكم بوجود الموصوف لان العقل يقول لاتوجد صفة قائمة بذاتها بدون موصوف والعرض يحتاج الى المحل ...فهكذا يدرك الانسان وجود العالم الخارجي.
فاذا كان ادراك العالم الخارجي يكون عن طريق العقل بحيث يستدل بوجود الصفة على وجود الموضوع ووجود العرض على وجود الجوهر فكيف ينكر علينا الملحد قولنا اننا نستدل على وجود الله عن طريق اثارها التي نراها في الكون ؟ما هو الفرق ؟؟
فالمثالية تكون لازما للفلسفة التجريبية( عدم القدرة على إثبات موضوعية الواقع و أنه مستقل عن الإدراك ) بسبب أنها فلسفلة تجعل من التجربة مصدرا أوليا من مصادر المعرفة.و هذا الخبط لا بد أن تقع فيه ، لأنها جعلت التجربة مصدرا أوليا للمعرفة ، فكل ما لا يقع تحت التجربة نفته ، لذلك لا بد ان تنفي الجوهر لأن طريق إثباته العقل لا التجربة!. و هنا أود أن أبين كيف غرقت الماركسية في أوحال المثالية ، إذ قد جعلت كل ما لا يقع تحت طائلة الحس من المعدوم ، فجعلت الإدراك أو الوعي شرطا في تحقق الشيء ولا فرق بينها وبين الملحد الذي يقول بعدم وجود الله بحجة انه لا يراه!!!
والقاعدة أن عدم العلم لا يعني العلم بالعدم أو عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود !!!
فانكار وجود الله يقودالملحد الى انكار وجود نفسه والعالم الخارجي.
يقول الفيلسوف المسلم مصطفى صبرى رحمه الله تعالى .
"انك لا تبصر اي شيء ولا تدرك وجود ما ابصرته الا وتدرك معه وجود الله ’ان كنت في غفلة عن هذا الادراك فان فالعقل يقضي بذلك,اعلم هذا وحذار ان تقول اني لا اعترف بوجود ما لا تراه عيناى او تقول ان العقل لا يقتضى الاعتراف بوجود الله."

ان التجربة فرع الطريقة العقلية .....كمثال ،لو فرضنا أن التجربة مصدر أولي للمعرفة ، طيب لو رأينا غليان الماء عند درجة مائة ، و أعدنا التجربة آلاف المرات ، فإننا لن نستطيع صياغة قانون ، لأنه ربما توجد حالة لا تحدث فيها نفس النتيجة ، و لا تستطيع التجربة وحدها صياغة قانون ، بل نلجأ للعقل الذي يخبرنا أن الجزئيات المتماثلة ، وفق نفس الشروط يحكمها قانون واحد كلي .

أي أن التجربة لا تستطيع أن تبرهن على صدقها ، لأنه لو كانت التجربة تستمد صدقها من التجربة ، للزم أن نقوم بآلاف التجارب دون الوقوف عند حد ، و هو ما يأدي للتسلسل ، و هو ممتنع .

أي أنك عندما رأيت غليان الماء عند درجة مائة ، كيف استطعت أن تحكم بأن التجربة الآتية ستحدث فيها نفس النتيجة ، إن قلت التجربة ، فإن تكرارها لن يوصلك للقطع بصحتها ، فربما كانت التجربة التالية لها نتيجة مختلفة !!!.
لهذا قال شيخ الملاحدة برتراند راسل :

''انني اجزم بان هناك طرقا للاستنباط اقرب الى الحق ,ويجب قبولها رغم انه لا يمكن اثباتها بالتجربة''
My Philosophical Developement ,Page 132.

فهل انت ايها الملحد تعرف الالحاد اكثر من برتراند راسل ؟
فهذا شيخك يقول لك ان التجربة لا يمكن ان تكون اساس كل المعارف الانسانية فمتى تستفيق ؟

وعلى فكرة الحاد برتراند راسل كان لسبب سخيف جدا ...كيف ذلك ؟
انظر الى كلامه هذا !!
"وهناك دليل من بين هذه الادلة ليس منطقيا محظا ....انه الاستدلال بنظام تخطيط الكون مع ان دارون على كل حال قد ابطل هذا الدليل "
Why I am not a Christian.P.X1.
فبرتراند راسل يعترف بصحة الاستدلال المنطقي بنظام الكون ولكنه ينفيه لسبب تافه جدا هو ان فرضية التطور التي لم تثبت قد ابطلته !!

قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ؟

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ!!!



تحياتي:emrose:

حمادة
07-29-2012, 11:42 PM
كما ان التجربة لا يمكنها ان تقود الى الاستحالة المنطقية لان كل ما يمكن ان نستنتجه من التجربة هو عدم وجود اشياء معينة في نطاق محدود ولكن القاعدة العقلية تقول عدم وجود الشيء لا تعني استحالته لانه من الممكن ان يكون موجودا في امكنة اخرى او تحت ظروف اخرى لم تكتشفها التجربة,فمثلا العقل يحكم باستحالة وجود دائرة مربعة او وجود مثلت له اربعة اضلاع ويحكم بامكانية وجود انسان يتمكن من الطيران فالعقل يحكم بجواز حصوله كونه ممكن عقلا ولكن الانسان التجريبي الذي ينفي وجود قوانين عقلية مستقلة عن التجربة سيقول نفس كلام في الحالتين ولايمكنه ان يقول عن شيء انه مستحيل لان الاستحالة اي الحكم بعدم وجود الشيء لايمكننا ان نستمده من التجربة فكل ما يمنكك ان تصل اليه عن طريق التجربة هو بعدم وجود اشياء معينة ولكن كما قلت عدم وجود الشيء لا تعني استحالته .!.
كما ان مفهوم الاستحالة لا يمكن ان يوجد اصلا في عالم مادي صرف لان الواقع المادي كله من ضمن الممكنات فالاستحالة هي علم نظري وليس نتيجة للتجربة.

نور الدين الدمشقي
07-30-2012, 12:01 AM
فتح الله عليك

حمادة
07-31-2012, 08:26 AM
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب على المرور.
الاستاذ القدير عبد الواحد:emrose:
العلوم الفيزيائية لا تستقيم إلا بالإيمان بأن المنطق "عابر للزمكان" ويحكم القوانين المادية المتغيرة:
لأنه لا يمكنك استنتاج حال الكون في ظرف آخر دون الانطلاق من توافق بين القواعد العقلية والقوانين المادية.
ولأنه عندما يختل ذلك التوافق في ظرف زمني أو مكاني خارج نطاق المرصود..
1- لا يستنتج الفيزيائي أن المنطق كان مختلفا .. حتى يتوافق مع القوانين الفيزيائية.
2- بل يستنتج أن القوانين الفيزيائية كانت مختلفة .. حتى تتوافق مع المنطق العقلي.
العقل لا يطرح فقط الأسئلة كما تظن !!
بل عليه أن يربط بين كل (سؤال) وبين (نوعية التجارب التي يُفترض القيام بها) قبل القيام بها.. وهذا الربط ليس دائما بديهي!
التجربة لا ترصد المعادلات، بل فقط تؤرخ لأحداث صماء تُجمع في قاعدة بيانات، حفظها عن ظهر قلب لا يعني فهم النظام!
العقل هو الذي يحلل تلك البيانات ويبحث عن قوانين ومعادلات تتوافق مع النتيجة.
وهو نفس العقل الذي يستنتج أن القوانين الحالية لم تكن صالحة في ظرف آخر..

فهل علمتَ الآن ايها الملحد لماذا "ندخل المنطق العقلي عندما نتحدث عن العلوم"؟

muslim.pure
07-31-2012, 03:07 PM
هم متناقضون فتارة يقولون انهم لا يعترفون الا بما يرونه او يحسون به ثم يعترفون بوجود الاشعة الكهرومغنطسية مع انهم لا يرونها استنادا على اثارها فهم يستنتجون وجود الاشعة الكهرومغناطسية استنادا على اثارها لانها تفيدهم و لا تضر مصالحهم و لكن عندما يتعلق الامر بالايمان بوجود الله فهم لا يطبقون هذا المبدأ رغم صحته و رغم الادلة الكثيرة على وجود الله و ما ذلك الا لتكبرهم و ليس عدم وجود الادلة او عدم صحتها بل عندما تحاور احدهم و تفحمه تجده يتهرب من الاجابة و يحاول تغيير الموضوع او السب و الشتم
جزاك الله خيرا