المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال هل يقيد الدين حرية الانسان? (قصة ملحود الغريق)!



نور الدين الدمشقي
08-03-2012, 06:44 PM
"ملحود" رجل عريق من سلالة بني شمباز بن قارد - وقد عرف بين قومه بحب ذاته وتقديس قردانيته وشهواته - ولذلك احبه قومه!
لا تظنن قصة ملحود هذه تاريخية وقعت في الازمنة الغابرة - فملحود يعيش اليوم بيننا وقد عايش زمن الذرة والفضاء والانترنت - بل وزمن الفيسبوك والتويتر! واليكم القصة:

كان "ملحود" يقود سيارته على شارع "35 اكتوبر" (ولا تستغرب فنحن على كوكب بني الحاد) - وكان الطقس معتدلا - واصوات العصافير و "الغربان" (وهم من بني عمومته بطريقة او باخرى طبعا) يغردون مع نسيمات الاصيل العليلة.

كانت اصوات مزامير الشيطان الصاخبة تحدث هزة على اوراق الشجر عند كل دقة تزلزل كل ما مرت عليه سيارته - وساترككم لتتخيلوا طريقة هزة رأس ملحود مع كل دقة!

وبينما ملحود يسير في طريقه اذ لاحظ عجوزا كبيرا على قارعة الطريق يحاول ان يقيم صلبه متكئا على عكازته -

548

اوقف ملحود سيارته والقى نظرة فاحصة على ذلك العجوز المنحني القامة - كانت حواجب العجوز البيضاء تتدلى على عينيه - ويداه ترتجفان وكأن ربيع ملحود اشد ما يكون شتاءا على ذلك العجوز الضعيف!

بدأ يستمع ملحود الى صوت ذلك العجوز المرتجف وهو يقول: "هلا اوصلتني يا بني"?
اخذت ملحود الشفقة - رغم انه لا يدري ما الدافع الذي جعله يجيب بنعم - حيث ان شيئا من الاخلاق والرحمة ليست في دستور بلاده - تجاهل ملحود القانون وقال: اركب!

بدأ العجوز يلقي المواعظ على ملحود في طريقه - وقد شعر ملحود بأن هذا العجوز ينغص عليه متعته في ذلك اليوم
كان العجوز يريد الخير لذلك الشاب المعتوه - حيث اراد ان يرشده الى ما فيه صلاح لحياته - لكن ملحود المغرور لم يأبه لكل ما قال العجوز - حتى انفجر في اثناء حديث العجوز وقال مقاطعا: "لا احب القيود في حياتي! فوفر نصائحك لنفسك!"

توقف العجوز عن الكلام تماما وقد فوجيء بأن هذا الشاب الجاهل لم يفهم حتى ان العجوز انما اراد له المصلحة والنصح ردا لجميله - لكن هذا الصمت لم يدم طويلا عندما وصلت السيارة الى مفترق طريق على مشارف بحيرة "اوهام" الكبيرة.

قال ملحود منزعجا: "غريب لم ار هذا المفترق في هذا المكان من قبل"!
نظر ملحود فاذا بطريق يمنى فرعية ولوحة منصوبة كتب عليها: "الجسر تحت الاصلاحات - الرجاء اخذ التحويلة اليمينية"!

547

قال ملحود متذمرا: "ما هذا? انا اخذ هذا الطريق دائما - فما الذي حصل? من هذا الجاهل الذي وضع تلك اللوحة وسد هذا الطريق?!
نزل ملحود من سيارته وركل تلك اللوحة برجله ليفسح الطريق وقد استشاط غضبا ثم رجع الى السيارة!
قال العجوز: ماذا تفعل?

ملحود: "الا ترى ايها العجوز - الا ترى ما كان مكتوبا في تلك اللوحة!! الم اقل لك بانني لا احب القيود في حياتي!!
العجوز: هل انت مجنون?! هذا يا بني ليس تقييدا لحريتك ولكن ضمان لسلامتك!!

نزل العجوز من السيارة لما رآه من اصرار ملحود - وبمجرد نزوله انطلقت السيارة المتعجرفة نحو الجسر
ولم تمض دقيقة حتى سمع العجوز صوت صراخ ملحود - ثم صوت ارتطام السيارة بماء البحيرة - وغرق مسعود في بحيرة الاوهام!

تولى العجوز وقال: لقد نصحت لك - ولكن لا تحبون الناصحين!!
ايها الملحد: الدين ليس تقييدا لحريتك - ولكن ضمان لسلامتك! فان فهمت والا فلا تنس ان تسلم لنا على ملحود!!

قلب معلق بالله
08-03-2012, 07:59 PM
بارك الله فيكم
إبداع
لم أكذب عندما قلت لأميرة الجلباب أغلب الأعضاء هنا مبدعين
دمتم فى حفظ الله

علي الادربسي
08-03-2012, 08:08 PM
ماشاء الله أخي الكريم . في كثير من المرات قصص مثل هده لو تأمل فيه الإنسان سيوفر على نفسه سنين من التفلسف ليصل لحقيقة مثل التي دكرت . و لكن تجد أغلب الملحدين لا يفكرون سوى في أنفسهم و ذاتهم متناسين أن العالم حولهم يحتاج لنظام معين لكي يعيش فيه الجميع سواءا و مرتاحين و في حفظ الله . و ماهدا النظام إلا الإسلام .

muslim.pure
08-03-2012, 08:35 PM
ايها الملحد: الدين ليس تقييدا لحريتك - ولكن ضمان لسلامتك! فان فهمت والا فلا تنس ان تسلم لنا على ملحود!!
جزاك الله خيرا

أبو الحسام
08-04-2012, 12:48 AM
القصة من أروع ما قرأت. أحسن الله إليك


ماشاء الله أخي الكريم . في كثير من المرات قصص مثل هده لو تأمل فيه الإنسان سيوفر على نفسه سنين من التفلسف ليصل لحقيقة مثل التي دكرت . و لكن تجد أغلب الملحدين لا يفكرون سوى في أنفسهم و ذاتهم متناسين أن العالم حولهم يحتاج لنظام معين لكي يعيش فيه الجميع سواءا و مرتاحين و في حفظ الله . و ماهدا النظام إلا الإسلام .

حقٌّ والله

مسلم أسود
08-04-2012, 01:14 AM
قصة معبرة جزاك الله خيراً . و يذكرني هذا بملحد يقال له (شوك) قال ذات يوم حين سألوه عن سبب بعده عن الدين :

مش عايز أصلي
عايز أرقص و أغني
عايز أروح النايت كلوب
.... إلخ

فتجد بني الإلحاد في الغالب متبعين للشهوات و يدعون اتباع العقل و التنور و الحرية و كل هذا

جُنيد الله
08-04-2012, 01:39 AM
جميل جدا...

ها الملحد: الدين ليس تقييدا لحريتك - ولكن ضمان لسلامتك! فان فهمت والا فلا تنس ان تسلم لنا على ملحود!!
قال مونتسكيو صاحب مبدأ فصل السُلطات في كتابه "روح القانون" أن الحرية أن تفعل ما يجب فعله وفق القوانين
و أيضا في الإسلام أنت تفعل ما يجب فعله ما لم تخرق الشريعة الإسلامية

و كما يقول المهندس عبد المُنعم شحات"أنت حُر ما لم تعص الله"
فالملحد أمامه هذه المسااحة الضخمة من الحُرية!!
هدى الله ملحود و كل الملاحدة إلى صراطه المُستقيم
و بارك الله فيك أُستاذ نور الدين الدمشقي

متروي
08-04-2012, 03:33 AM
في هذه الدنيا إما أن تكون عبد لله أو تكون عبدا لبشر مثلك يحللون لك و يحرمون عليك ما يشاؤون و إذا خالفتهم عاقبوك أشد العقاب و كله بالقانون ؟؟؟؟

إلى حب الله
08-04-2012, 04:19 AM
أرى منافسة ً( قصصية ً) من النوع الهادف جارية في المنتدى ما شاء الله ..........
وكنت سأضع قصة ًاليوم ...
ولكن من باب احترام المنافس : سأؤجلها سويعات ... أو سأكون كريما ًمع أخي الحبيب نور :
إذا أجلتها للغد ................... :)):

بارك الله فيك أخي الحبيب ...
وما أصدق كلمة أخي الحبيب علي الإدريسي :


ماشاء الله أخي الكريم . في كثير من المرات قصص مثل هده لو تأمل فيه الإنسان سيوفر على نفسه سنين من التفلسف ليصل لحقيقة مثل التي دكرت . و لكن تجد أغلب الملحدين لا يفكرون سوى في أنفسهم و ذاتهم متناسين أن العالم حولهم يحتاج لنظام معين لكي يعيش فيه الجميع سواءا و مرتاحين و في حفظ الله . و ماهدا النظام إلا الإسلام .

فالعقيدة والتوحيد والدين والله : هم أبعد ما يكونون في فطرتهم عن التعقيدات والتقعر والتفلسف والتشدق !
ودلائلهم هم في حياة كل إنسان وفي مواقفه اليومية العادية جدا ً!!!!..

فتجد أحدهم يستخدم الاستنباط العقلي في حياته ولا يتحرج من ذلك : فإذا جاء الحديث عن وجود الله :
أغلق على عقله بابا ًإلى ما بعد مرور الزوبعة !!!..
وترى الآخر يعلم أن الصدفة في حياته يستحيل أن ينتج عنها نظاما ًمعقدا ًمركبا ًمتداخلا ًودقيقا ً:
فإذا جاء الحديث عن نشأة الكون وما فيه : نسب إلى هذه الصدفة كل إعجاز !!!!..

وهكذا ........
والله الشافي ...

عمر الأنصاري
08-04-2012, 05:51 AM
حركتَ فيَّ أخي نور الدين الشوق لكتابة قصة، كُنت قد وضعتُ مقدمتها قبل أربع سنوات، ثم وضعت عناوين الفصول والأحداث العامة قبل ستة أشهر، حتى تحمَّستُ لأجعلها رواية أخرجها للنشر، فحال بيني وبين ذلك ضُعف زادي في اللغة، فوقفتُ عند قدْري، ورحم الله امرئا عرف قدر نفسه.

لكني تحمستُ لنشرها هاهنا، لا سيما وأنها قضت أربع سنوات تتخمر وتنضج.
ثم قرأت رد أستاذي أبو حب الله، فقُلتُ في نفسي أدخل المُنافسة وما توفيقي إلا بالله :39:
وربنا يستر

مشرف 9
08-04-2012, 06:01 AM
ثم قرأت رد أستاذي أبو حب الله، فقُلتُ في نفسي أدخل المُنافسة وما توفيقي إلا بالله :39:
وربنا يستر

أنعم بها من منافسة أيها الأفاضل , فلا شك أن القصة تكون أخف في قراءتها وأسرع انتشارا وأقوى وأبقى في تأثيرها
وفقكم الله

عــمــر
08-04-2012, 07:39 AM
جميل ما أبدعت يازميل :)
تحياتي لك