المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملحد : هل العرب هم شعب الله المختار لينزل عليهم معظم الرسالات ؟



بحب دينى
08-20-2012, 12:07 PM
إن الذى ظل يبحث فى ثقافات الغرب لاهثاً خلفها ، جرته الأمواج الى براثن المستنقعات ذات الطحالب السوداء ! ، فظل يقرأ ويلهث خلف قرأته تلك ، باحثاً عن بغيته من التشكيك والطعن فى الدين ،لو كان منصفاً لقرأ رد من يتخذهم خصوماً له ويطعن فى معتقدهم !، إذ لو قرأ لفهم !..لكنها الدنيا ومن يجرى خلفها !..فعيونٌ عمياء وقلوبٌ سوداء !.....

لقد سأل الزميل اليوم سؤالاً عجيباً ، والعجب ليس للمراد من السؤال عن الحكمة !، ولكن مردها الى كونه يطعن فى الدين بسببها !، فهل هذه حجة تجعلك تكفر بالله الواحد الأحد الذى خلقك !؟ ، لكننا سنجيبه بأختصار ومدعماً كلامنا بالأدلة العلمية إن شاء الله ....

لقد كانت البشرية بعد سيدنا نوح عليه السلام هى ذرية أولاده : حام وسام ويافث ، الذى أنتقل كل واحد منهم الى أماكن عديدة من وادى الى
أخر ومن جبال الى اخرى ، وكان معظم ارتكاز من آتى خلفهم فى الجزيرة العربية ومصر وفلسطين وبلاد الشام - فلسطين وسوريا والأردن ولبنان - واليمن ، فكانت التنقلات غالبها يأتى من العراق مثلاً الى فلسطين ومن فلسطين الى مصر ومن مصر مثلاً الى الحجاز ولك فى قصة سيدنا أبراهيم عبرة وفهم !(1) ..ومن اليمن الى الحجاز ومن الشام الى مصر !....

ومما قلناه يتضح أن أكثر الهجرات والتنقلات كانت فى تلك البقاع وأنتشار الناس كان فى تلك المناطق ، وهذا يوضح لك سبب أرسال معظم الرسل الى هذه المناطق ! ، وذلك لكثرة البشر والنازحين المهاجرين اليها ، ولو بحثت فى التاريخ القديم ستجد أن تلك المناطق كان فيها دول عديدة كانت لها الثقل والقوة ، ففى العراق حكم البابليين والآشوريين وغيرهم وفى بلاد الشام تكونت ثقافة الفينيقيين وشعبهم ! وفى فلسطين وأحتلال الروم لها وفى مصر وحكامها من فراعنة ومن الأحتلال الرومانى لها ومن حكم الفرس لها ، وفى الحجاز وتكون القبائل العربية والثقافة البدوية !...(2) .

إذاً هذا يجيب سؤالك عن سبب أرسال معظم الرسل الى هذه الأجزاء من العالم وذلك لكثرة البشر فى تلك المناطق فى تلك الأوقات ، ولكنك لو سألتنا وقلت لما ختم فى العرب الرسالة الخالدة للبشرية وهى رسالة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأحتفظ بها من كانت لغتهم هى العربية دون غيرهم ؟ ، أجبتك قائلاً لعدة أسباب : منها أن العرب كانو يعيشون فى البادية ومما تعلموه من خلال تلك الحياة الصعبة الشديدة هو القاء الشعر للتعبير عن حالتهم ووجدانهم وكان العربى صاحب القبيلة المعينة أو المنتسب اليها يتفاخر على غيره من القبائل الأخرى بدرجة قوته فى الشعر وبلاغته فيه وبفصاحته وأسلوبه وما سوق عكاظ- الشعرى - فى مكة يخفى عنك !..(3).

ومما سبق يتضح لنا أن هذا الشعر والقائه ومهارة القائه يحتاج الى حفظ وقوة حفظ وهذا مما نمى مهارة الحفظ الكبير والقوى أنذاك عند العرب ومما جعل لديهم حافظة قوية منماه ،ومن الطرق التى نقل بها القرآن الينا هى الحفظ فى الصدور ! ،ولما كانت هذه هى الرسالة الخالدة لكل البشر الى قيام الساعة كان ولابد أن يحفظها من هو قوى الحافظة والذاكرة لينشرها عن حفظه الى غيره ومما أعان على الحفظ هو نزول القرآن على مدة تعدت العشرون عاماً ! لتثبيت الحفظ والفهم والتدبر أكثر وأكثر (4).

فإن قلت أن الغرب الأوربى والشرق الأسيوى من بلدان غير العرب فيها من فيهم قوة الحفظ أيضاً رددت عليك بأجابتين إحداهما أنتشار السكان فى تلك المناطق ثانيهما أن العرب فيهم هذه الصفة أكثر مما فى غيرهم ، فإنك إن أخترت أحداً من أقاربك لتحمله رسالة هامة الى والدك مثلاً ستختار الكبير من أخوتك اللبق والذى تكون فيه هذه الصفات غالبة دائمة وليست معرضة للحظة الواحدة لمعرض الشك !..فلن تختار مثلاً أخوك الصغير ليقوم بهذه المهمة لرؤيتك أياه مرة واحدة يتكلم بفصاحة !وهى صفة غير دائمة عليه ، ولله المثل الأعلى ..فلقد كان العرب فيهم هذه السمة غالبة عليهم دون غيرهم ممن تجد فيه هذه الحالات شاذة أحياناً وتجد من هو ذاكرته بهذه القوة فيهم ...فيمثل بالنسبة اليهم حالة شاذة وهى ليست من السمات الغالبة عليهم فهى حالات أستثنائية ، أما العرب فكانت هذه هى الصفة الغالبة عليهم وليست الأستثنائية !.....

ومما سبق يتضح لديك أمران وأزيدهما بثالث وهو أن هذه الأمة كانت خير أمة أخرجت للناس ، فلم يسبق أن وجدت أمة مثلها فى ما تميزت به من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر بضوابطه ونقاء قلوب الصحابة وطوع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والأقتداء به على عكس بنو اسرائيل وما فعلوه مع أنبيائهم من قتل !! وقلة أدب تفوق كل تصور للقلوب النقية التى تعرف توقير الأنبياء !...وكذلك على عكس النصارى وما فعلوه من تحريف بغية الدنيا والأهواء التى أضلتهم للهث خلف الجمع بين الوثنية والمسيحية ! فجعلو الباطل هو الغالب حتى وصلو الى ما تشمئز منه جلود الذين آمنو ! ...وكذلك على عكس من هاجرو من بلدٍ الى أخرى من المعذبين فى الأرض والذين مرو بالبلاد يهرولون ممن يطاردهم حتى وصلو الى أمريكا وغابتها والى أقاصى افريقيا وما تخفى عنكم تلك القبائل النائية والتى تشكلت لديها لغات عجيبة وصفات أدهشت البشر من مدى بدائيتها !....

وأذكر كلامنا ليس تعصباً للعرب دون غيرهم فقد كان فى العرب أيضاً الشرك وعبادة الأوثان وأكل الميتة ودفن البنات أحياء ومحاربة دعوة التوحيد من قبائل شتى وبقاع وأمصار فى جزيرة العرب ! فليس ولائى الا للأسلام وعدائى الا لغيره من الكفر والبهتان والضلال !..ولكننا نذكر ما فيهم من تميز وبلاغة فى اللغة جعلت تلك المعجزة تبهر عقولهم وهى المعجزة البلاغية للقرآن !....(5) فما أستطاعو على بلاغتهم تلك أن يأتو بمثل هذا القرآن فى بلاغته وقوته التى تبهر من له أدنى دراية بلغة العرب من بلاغة ونحو ! ...وعلى الرغم من كثرة المال والعيال ! وكثرة الشعراء فما أستطاعو الا أن ينصاعو صاغرة رؤس صناديد الكفر والشرك أمام بلاغة القرآن وفصاحته !...فلا مال نفع ولا حتى البلاغة والفصاحة التى أمتلكوها !...لأنها وضعوهما فى غير مواضع النفع ! وخسرو الدنيا والأخرة !...

------------------------
مراجع للأفادة بتوسع :
3-2-1 التاريخ قبل البعثة للشيخ محمود شاكر السورى وليس الشيخ أبو فهر المصرى ...
4- بحث عن القرآن الكريم ، كتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بينات وموجود فى المكتبة الشاملة
فى قسم علوم القرآن بأسم : بحث عن القرآن الكريم ...
5- كتاب النبأ العظيم للشيخ محمد دراز رحمه الله ...

إلى حب الله
08-20-2012, 12:42 PM
جمع موفق أخي الحبيب بارك الله فيك ...
وإن كانت جزيرة العرب والعراق ومصر والشام :
هي مركز حركات العالم القديم منها وإليها : ولذلك قد لمع فيها خبر كبريات الرسالات السماوية فيها :
فإن الله تعالى يقول أيضا ًويُثبت في كتابه الكريم :

" إنا أرسلناك بالحق بشيرا ًونذيرا ً: وإن من أمة ٍإلا خلا فيها نذير " ...! ويقول أيضا ً:

" وما كنا معذبين : حتى نبعث رسولا " ... ويقول سبحانه :

" ولكل قوم ٍ: هاد " !!.. ويقول كذلك :

" ولقد بعثنا في كل أمةٍ : رسولا " ..!
وهم رسل كثيرون جدا ًأكثر من مشاهير الرسل المعروفين والمذكورين في القرآن نفسه !!
يقول عز وجل للنبي ولنا معه :

" ورسلا ًقد قصصناهم عليك من قبل : ورسلا ًلم نقصصهم عليك " ...!
------------
-----------------

>>>
فأما عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن :
فقد ورد ذكر 25 منهم .. نجد في سورة الأنعام وحدها : ‏18 .. والباقي في سور متفرقة :
آدم وهود وصالح وشعيب ‏وإدريس وذو الكفل ومحمد صلى الله عليهم أجمعين ...

>>>
ونحن نعلم أن الرسول : هو نبي ولكنه يحمل رسالة بها أحكام إلى قومه :
ثم يأتي الأنبياء من بعده ليتبعوا تلك الرسالة ...
وعليه : فكل رسول : هو نبي أيضا ً.. ولكن : ليس كل نبي هو رسول ..
ومن هنا نعرف : لماذا عدد الأنبياء أكثر من الرسل ... ‏

>>>
وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عددهم في حديث واحد ...
ففي مسند الإمام أحمد : ومن رواية أبي أمامة : قال أبو ذر رضي الله عنه :
" قلت : يا رسول الله .. كم وفاء عدة الأنبياء ؟.. قال : مائة ‏ألف وأربعة وعشرون ألفا ..
والرسل من ذلك : ثلاثمائة وخمسة عشر .. جما ًغفيرا ً" ...
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح .... ‏

< يعني الأنبياء 124000 .. منهم 315 رسول >

>>>
يوجد هنا أكثر من موضوع في هذا المنتدى الطيب :
فيه أدلة من قبائل نائية على وجود أصل التوحيد لديها في أديانها وعقيدتها !!!!..

والله الموفق ...

بحب دينى
08-20-2012, 01:04 PM
جزاك الله خيراً يا أخى الحبيب وفيك بارك الله .. وجعل ما كتبت وزدت للأفادة فى ميزان حسناتك ...اللهم آمين ...وأنبه على شىء أن موضوعى كان مركزاً بصفة أساسية على الجواب حول ختم النبوة فى العرب وشهرة معظم الرسل مثل سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل وكذلك خاتم النبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ...فكان الكلام عن شهرة الرسالات التى أختص بها العرب ولا أعنى أن الرسل قد حصرت رسالتهم فى العرب ...