هشام بن الزبير
09-04-2012, 10:54 AM
لعلكم تعرفون لغز صاحب المركب الذي يريد أن يعبر النهر بالذئب والعنز وحزمة العشب, لكن المركب صغيرة لا تسع معه في كل مرة إلا أحد هؤلاء الثلاثة, فعليه أن يجد طريقة ما لكيلا تلتهم العنز العشب, أو تنتهي هي نفسها في بطن الذئب.
إن تصور هذا المشهد وسيلة طريفة لبيان فضل الإنسان على الحيوان وسمو غريزة العقل على غرائز الجسد, لكن الإنسان يتميز بملكة أخرى يستنير العقل بنورها ليختار السلوك الأمثل, ألا وهي ملكة الأخلاق, فالإنسان السويّ لا يزن أفعاله وتروكه بميزان الربح والخسارة والألم واللذة, بل يحتاج لميزان أخلاقي رُكّب أصله في فطرته ثم جاءت التربية الأخلاقية الروحية لتصقله وتضبطه.
وإنما ذكّرني بهذا كله موضوعُ أخي الدكتور هشام ظاهرة عالمية: عدم الثقة في أخلاق الملاحدة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48331-%D9%C7%E5%D1%C9-%DA%C7%E1%E3%ED%C9-%DA%CF%E3-%C7%E1%CB%DE%C9-%DD%ED-%C3%CE%E1%C7%DE-%C7%E1%E3%E1%C7%CD%CF%C9), وذلك أن الحديث عن الملاحدة والأخلاق يشبه الحديث عن الذئب والعنز, فإننا نستطيع أن نقوي الرقابة الخارجية على الذئب الإلحادي كلما دنا من العنز, لكننا لا نملك وسيلة تنسجم مع الإلحاد لتحفيز رقابة أخلاقية ذاتية تزكي النفس الذئبية وتكبح قوتها الغريزية, و لو افترضنا أننا نجحنا بعض النجاح في ذلك, فإننا لا نملك أن نحمل أنفسنا على الثقة بالأخلاق الذئبية, بل سنواظب على تمثُّل حيلة صاحب المركب الذي لا يثق في ولاء الذئب إلا حين يكون بين ناظريه و تحت رقابته المباشرة.
دعونا الآن نعيد صياغة اللغز المشهور بحيث يصف ما أشار إليه المقال الذي أحالنا الأخ عليه, وندعو الملاحدة إلى التحلي بشيء من روح الدعابة وخفة الظل, ولا أشك أن لهم في سلفهم الذي إليه ينتسبون أسوة في ذلك.
إذا كنت زميلي الملحد وأسرتك في رحلة سياحية إلى تايلند, وأردت زيارة جزيرة صغيرة فأخبرك صاحب المركب -الذي تثق فيه تمام الثقة- أنها لا تسع كل مرة إلا اثنين كما هو الحال في اللغز المذكور, ومعك (1) حقيبة فيها كل أموالك ووثائقك الخاصة, و (2) زوجتك, و (3) وسائح ملحد دارويني أخبرك خلال الرحلة أنه يعتنق مذهب اللذة والمنفعة, فكيف تصنع أيها الزميل, وكيف تضمن أن تمر هذه العملية بسلام؟
إن تصور هذا المشهد وسيلة طريفة لبيان فضل الإنسان على الحيوان وسمو غريزة العقل على غرائز الجسد, لكن الإنسان يتميز بملكة أخرى يستنير العقل بنورها ليختار السلوك الأمثل, ألا وهي ملكة الأخلاق, فالإنسان السويّ لا يزن أفعاله وتروكه بميزان الربح والخسارة والألم واللذة, بل يحتاج لميزان أخلاقي رُكّب أصله في فطرته ثم جاءت التربية الأخلاقية الروحية لتصقله وتضبطه.
وإنما ذكّرني بهذا كله موضوعُ أخي الدكتور هشام ظاهرة عالمية: عدم الثقة في أخلاق الملاحدة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48331-%D9%C7%E5%D1%C9-%DA%C7%E1%E3%ED%C9-%DA%CF%E3-%C7%E1%CB%DE%C9-%DD%ED-%C3%CE%E1%C7%DE-%C7%E1%E3%E1%C7%CD%CF%C9), وذلك أن الحديث عن الملاحدة والأخلاق يشبه الحديث عن الذئب والعنز, فإننا نستطيع أن نقوي الرقابة الخارجية على الذئب الإلحادي كلما دنا من العنز, لكننا لا نملك وسيلة تنسجم مع الإلحاد لتحفيز رقابة أخلاقية ذاتية تزكي النفس الذئبية وتكبح قوتها الغريزية, و لو افترضنا أننا نجحنا بعض النجاح في ذلك, فإننا لا نملك أن نحمل أنفسنا على الثقة بالأخلاق الذئبية, بل سنواظب على تمثُّل حيلة صاحب المركب الذي لا يثق في ولاء الذئب إلا حين يكون بين ناظريه و تحت رقابته المباشرة.
دعونا الآن نعيد صياغة اللغز المشهور بحيث يصف ما أشار إليه المقال الذي أحالنا الأخ عليه, وندعو الملاحدة إلى التحلي بشيء من روح الدعابة وخفة الظل, ولا أشك أن لهم في سلفهم الذي إليه ينتسبون أسوة في ذلك.
إذا كنت زميلي الملحد وأسرتك في رحلة سياحية إلى تايلند, وأردت زيارة جزيرة صغيرة فأخبرك صاحب المركب -الذي تثق فيه تمام الثقة- أنها لا تسع كل مرة إلا اثنين كما هو الحال في اللغز المذكور, ومعك (1) حقيبة فيها كل أموالك ووثائقك الخاصة, و (2) زوجتك, و (3) وسائح ملحد دارويني أخبرك خلال الرحلة أنه يعتنق مذهب اللذة والمنفعة, فكيف تصنع أيها الزميل, وكيف تضمن أن تمر هذه العملية بسلام؟