القاعدة الذهبية (The Golden Rule) في المنظوري المادي الإلحادي

[Omar Saad]

السلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته

------
منذ نحو أسبوعين تقريبا, دخلت في حوار قصير مع ملحد هولندي على صفحة الداعية البريطاني حمزة أندرياس تزورتزيس Hamza Andreas Tzortzis على الفيس بوك. وكان الحوار حول وجود الأخلاق في عالم المادي الإلحادي.

وما لبث أن وضعته بالزاوية, حتى انتفض بكل ثقة وأشار إلى رابط لصفحة مبدأ القاعدة الذهبية (The Golden Rule) - والذي ملخصه أنه على الإنسان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه, كما قال عليه الصلاة والسلام-.

ثم تحجج المسكين, بعد أن ألزمته بإحضار دليل يثبت بصحة القاعدة الذهبية وإلزاميتها لجميع البشر (ضمن عالم مادي إلحادي), بأن القاعدة الذهبية ليست مبدأا دينيا صرفا, وكانت حجته في ذلك أن لها أثرها في الكثير من المجالات مثل علم النفس وعلم الاجتماع والسياسة وغيرها.. فضلا على كونها الأساس الذي كتب عليه إعلان الاستقلال في الولايات المتحدة الأمريكية (وقد قمت أنا بنسف هذا الدليل تحديدا بشيء من التفصيل).

فأخبرته أن هذا لا يعد حجة مطلقا! بل هي مغالطة منطقية من نوعية argumentum ad populum.
إنما الذي أطلبه هو دليل تجريبي علمي مادي صرف يثبت أن القاعدة الذهبية لها جذورها في عالم المادة البحت, والتي تجعل منها القانون الملزم الأساسي الذي يجب أن ينبغي على جميع البشر الاحتكام إليه في تعاملهم مع بعضهم. وإلا فإن الميكافيللية تبدو أيضا قانونا منطقيا جدا! بل إنها تبدو أكثر منطقية في المنظور المادي الإلحادي من القاعدة الذهبية!

أوليست نظرية داروين هي من أبرز النظريات التي ترسخ النظرة الميكافيللية الخالصة للكون وللطبيعة؟

وبعد جولتين أو ثلاث من الأخذ والرد بيني وبينه, تناولنا فيها قضية المحرقة النازية ومدى أخلاقيتها أو لا أخلاقيتها من المنظور المادي الإلحادي, توقف الملحد عن الحوار, ويبدو أنه اختفى تماما من الصفحة بأكملها.

-------

الشاهد من القصة السابقة (وهي حدثت فعلا بيني وبين أحد الملحدين الأجانب على الفيس بوك), هو أنني أرغب في أن أجد ملحدا يقدم لي دليلا تجريبيا موثقا واحدا, يجعل من القاعدة الذهبية قانونا ملزما يحتكم إليه جميع البشر في عالم إلحادي مادي بحت.

أنا من جهتي متأكد تماما من أنني لن أجد هذا الدليل يوما.

فهل هناك من يمكنه أن يثبت أنني مخطئ؟

[هشام بن الزبير]

تطبيق المنهج التجريبي على عالم الأخلاق أمر مستحيل, و القاعدة الذهبية التي يحتج بها كثير من الملاحدة لا تفسر الثراء الأخلاقي للإنسان.
بارك الله فيك أخي الكريم.

[Omar Saad]

وجزاكم الله خيرا أخي هشام


تطبيق المنهج التجريبي على عالم الأخلاق أمر مستحيل, و القاعدة الذهبية التي يحتج بها كثير من الملاحدة لا تفسر الثراء الأخلاقي للإنسان.
بارك الله فيك أخي الكريم.

الفكرة التي أود أن أصل إليها أخي الكريم, هي أنه لا يمكن للمنظور الإلحادي المادي البحت أن يحاول وضع أي تفسير حقيقي مركب شامل دقيق لمسألة الأخلاق والخير والشر دون أن يقع في دوامة من المغالطات والنتاقضات أولها وأبرزها يتمثل في الإيمان الغير مبرر ماديا بمدأ لا وجود لأي تفسير مادي تجريبي حقيقي ملموس عليه. وبهذا يكون أثبت من حيث لا يدري أن النظرة المادية الإلحادية للظاهرة الإنسانية إنما هي نظرة اختزالية ضيقة, ناسفا بذلك دون أن يشعر نفس منهجه الذي ينافح للدفاع عنه والترويج له.


فهم دوما يتهموننا بالإيمان بال"خرافات" وال"تهيؤات" التي لا وجود لها حسب زعمهم. ثم تجدهم لا شعوريا يستخدمون مفاهيم وأفكارا لا أصل لها في نظرتهم الإلحادية المادية للواقع, مرتكبين بذلك نفس التهمة التي يلقونها علينا صباح مساء.

[مسلم أسود]

لن يجد الملحدون دليلاً مادياً على هذا أبداً . و إلا فعليهم القول أن الأخلاق غير مادية . و عندها ينحشرون فنسألهم : ( كيف تؤمنون بالأخلاق الغير مادية و لا تؤمنون بإله غير مادي خلق هذا النظام البديع الذي أثبت العلم استحالة تكونه صدفة )

[Omar Saad]

لن يجد الملحدون دليلاً مادياً على هذا أبداً . و إلا فعليهم القول أن الأخلاق غير مادية . و عندها ينحشرون فنسألهم : ( كيف تؤمنون بالأخلاق الغير مادية و لا تؤمنون بإله غير مادي خلق هذا النظام البديع الذي أثبت العلم استحالة تكونه صدفة )

بالضبط!

وصدقني أخي الكريم, أنهم في قرارة أنفسهم يعلمون تماما أن الأخلاق منفصلة تماما عن قوانين المادة, وإنما يحاولون إذابتها في عالم المادة وقاونينه الميكانيكية الصرفة بشتى الطرق لأنهم أخذتهم العزة بالإثم وختم على قلوبهم. ولأن تسليمهم بعدم مادية الأخلاق سيكون بلا شك ضربة قاصمة في قلب منهجم الواحدي المادي الإلحادي.

والله الهادي..