Eslam Ramadan
09-16-2012, 08:22 PM
602
الدكتور زكى نجيب محمود ..قراءة سريعة فى فكره وأطروحاته
فرق الدكتور زكى .. بشكل كبير بين الوافد والموروث..لكنه فى النهاية القى بالتراث فى خانة الهويه ..أى أن المحافظة على التراث ما هى إلا وسيلة للحفاظ على الهوية ..حتى لا تنصهر الهوية عند التحديث..
وهذا أختزال كبير لهوية وثقافة الشعب العربى ..وإستهانه لأهمية الدين والتاريخ والتراث فى صنع واقع وحضارة
من الأخطاء المنهجية عند الدكتور زكى ##
أنه أعتبر ان الوسيلة الوحيدة للتقدم هى ما تقدم به غيرنا
أى على حد قوله فى (حصاد السنين ) أن ما صلح مع غيرنا بالتأكيد هو الوسيلة الوحيدة لتقدمنا
فالأخذ بالمنهج الغربى بشكل (كُلى)..وغير جزئى وعلى نطاق أوسع واشمل لجميع نواحى الحياة مع أختزال هوية الشعب العربى ودينه فى مجرد دين بسيط "ساذج " اشبه بالمسيحية الغربية ..ووضعه داخل الإطار القلبى والوجدانى فقط مع تنحيته عن الحياة العملية والفكرية ..فقط تكون أهميته هى (الحفاظ على الهوية )
يعتبر الدكتور زكى أن الواقع المعاصر يعيش وفق أربعة أفكار رئيسية
*التيار الأول* : الوجودى
"وجودية مؤمنة" (وهى فى الغرب الأوروبى ) وهى تهتم بالمجتمع الإنسانى والصالح الإنسانى بشكل عام ..وهى وجودية ذات تيار إيمانى وتنتهى بالإيمان بالله فى النهاية ومثلها هو (كريجارد -هيدجر-كارل ياسبرز)
"وجودية ملحده" تقع فى أوروبا الغربية (ما عدا ألمانيا )..وهى تهتم بالذات الإنسانية وما ينفعها ويفيدها وتهتم بحرية الإنسان والقضايا الإنسانية ..مثل (سارتر -كامى-سيمون ديفوار)
*التيار الثانى* :
المادية الديالكتيكية فى المانيا ومجاورتها (بولندا- النمسا -المجر)
وهى تنظر للتاريخ تظرة الصراع ..سواء الأحداث البارزة والأشخاص البارزين الذين يغيرون من المجتمع أو سواء صراع الأضاد الذى يؤدى فى النهاية ومن منظور الديالكتيك الهيجلى (1) سيصل فى النهاية إلى الوحدة المطلقة (2) أو الروح المطلقة "بعبارة هيجل "
وهو تيار كان فى البداية مؤمن بالمسيحية البروتستانتيه وفى النهاية تحول من المسيحية البروتستانتيه إلى الفاشية (ولكن هذا ما لم يذكره الدكتور زكى )
*التيار الثالث*: فى وسط وشرق اوروبا ..(روسيا -أوكرانيا (إجمالا الإتحاد السوفيتى -ويوغسلافيا السابقة)
وهو تيار شيوعى (ملحد )..يحارب الثنائيات والثقافات المغايرة للفكر الشيوعى يحاول تنميط المجتمع وتحويلة إلى مجتمع (اللاقومية)
والتقدم بالمجتمع إلى الوصول إلى اللحظة (الكوسموبوليتيه(3 )
"التيار الرابع" :الفكر الليبرالى
يسود فى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يهتم بما يفيد الإنسان ..إي بالإجابة عن الأسئلة التى تفيد الإنسان فى مستقبله وحياته العملية ..
ويعترف الدكتور زكى بأن هذا التيار الفكرى ..لا يهتم بالتاريخ ولا بالثقافة ولا بالحضارة بمفهومها العام بل فقط يهتم بالآنى واللحظى والمستقبلى ..وساعدها فى ذلك أنها دولة منزوعة التاريخ والهو ية والثقافة (4)
وبعد أن يستعرض الدكتور زكى هذه التيارات الأربعة
يقوم بنقد الفكر العربى بشكل عام ويلوم الفكر العربى على أنه لفظ كل هذه التيارات الفكرية بإعتبارها دخيله على فكره أو أنها لا تتناسب مع عقيدته الدينية
ويتعجب الدكتور زكى أشد التعجب من ذلك (5) وويقول كيف بالعربى أن يستخدم الأدوات و الآلات التى يصنعها الغرب ولكنه في النهاية لا يحاول التماس هذا الفكر أو تبنيه بإعتباره هو السبب الرئيسى فى تقدم هؤلاء الشعوب التى نستورد منها فقط
ويستنكر ايضاً هذا الموقف بإعتباره موقف إستغلالى ..(6)
كما أنه فى كتابه (جنة العبيط) وكتابه (الكوميديا الأرضية ).يمدح بشكل كبير اخلاق المجتمعات الغربية والعدل والمساواة وقيم المجتمع الجميلة التى تسود الغرب !!(7)
الدكتور زكى يتعامل مع الإسلام بأنه مثل البروتستانتيه
فهو فى النهاية وفى اصح الأحوال (ميتافيزيقا صادقه)
كما ذكر ذلك فى كتابه (موقف من الميتافيزيقا ) الذى لا يخفى على الكثيرين أنه كان بعنوان (خرافة الميتافيزيقا )..
لا يخفى على أحد من المتتبعين لكتابات الدكتور زكى أنه لم يكن فى بداية حياته وفى سفره لبريطانيا أنه كان مؤمن بالله ويتجلى ذلك فى (قصة الفلسفة الحديثه ) وفى شروق من الغرب
وتأكيده على إعتراضات هيوم وباركلى وكانط
فالدكتور أتى بالكثير من الإعتراضات الإلحادية على وجود الله ..ولكن لم يعقب عليها أو ينقدها ..ولو كان ألتزم الحياد لكان افضل بل أنه ايد وأكد إعتراضاتهم على دلائل الملحدين على عدم وجود الله
أى أن تحولات دكتور زكى لم تخلصه من أنبهاره الأعمى بالغرب
حتى فى كتابه الأخير حصاد السنين ذكر فى (مطالع الأنوار
أنه أتخذ منهجه الفكرى على أنه يطوع التراث والثقافة والهوية الموجودة فى البلاد العربية على أن تتلائم مع الفكر الوافد والحضارة الغربية
وإى أنبهار بعد ذلك ..أن يطلب منا الدكتور زكى أن نطوع فكرنا ودثقافتنا بحيث أنها تتلائم مع الحضارة الغربية ..
وبأى منظر كان يرى الدكتور زكى ..هل الغرب هو الفردوس الأرضى الحقيقى الذى لابد علينا أن نتقبله بشكل "كامل" ونبتلعه حتى ولو خسرنا كل شىء ...ديننا وثقافتنا مع التذكير أن الدكتور أكد على أهمية الهوية !!
أى هوية ؟...مع كل هذا الأنبهار بالغرب ..كيف يكون للعربى والمسلم هوية فكرية واضحه !
وكيف هذه القيود الغريبة التى علينا أن نستورد بها من غيرنا ..كيف سيبقى للعربى هوية ودين وفكر !
خفت أن اقول ما لا اعلم وما لا اعرف ..او أن اسير على درب آخرين فى نقد الأشخاص دون أن أكون على دراية بفكر من أنقد ..
-----------------------------
وفى الأخير |:
بعد دراستى لفكر الدكتور زكى .وقراءة منصفه لكل كتبه
.استطيع أن اقول واؤكد على مقولة الشيخ الغزالى فى مقدمة كتابه "ظلام من الغرب" والتى كانت فى الأساس رداً على كتاب الدكتور زكى (شروق من الغرب)
قال الشيخ الغزالى :
هناك مستشرقون مصريون! ولدوا فى بلادنا هذه ٬ ولكن عقولهم وقلوبهم تربت فى الغرب ونمت أعوادهم مائلة إليه٬ فهم أبدًا تبع لما جاء به...! إنهم من جلدتنا٬ ويتكلمون بألسنتنا بيد أنهم خطر على كياننا! لأنهم كفار بالعروبة والإسلام٬ أعوان عن اقتناع أو مصلحة للحرب الباردة التى يشنها الاستعمار علينا٬ بعد الحرب التى مزق بها أمتنا الكبيرة خلال قرن مضى... وهم سفراء فوق العادة لـ `إنجلترا ٬ وفرنسا ٬ وأمريكا` دول التصريح الثلاثى الذي خلق إسرائيل وحماها. والفرق بينهم وبين السفراء الرسميين أن هؤلاء لهم تقاليد تفرض عليهم الصمت وتصبغ حركاتهم بالأدب. أما أولئك المستشرقون السفراء فوظيفتهم الأولى أن يثرثروا فى الصحف وفى المجالس٬ وأن يختلقوا كل يوم مشكلة موهومة ليسقطوا من بناء الإسلام لبنة٬ وليذهبوا بجزء من مهابته فى النفوس... وبذلك يحققون الغاية الكبرى من الزحف المشترك الذى تكاتفت فيه: `الصهيونية` و `الصليبية` فى العصر الحديث...!! .. .
التحرير الكامل أن نجلى هذا الصنف من المستشرقين عن الحياة العامة كما أجلينا عن ضفاف القناة جيوش إنجلترا ٬ وكما سنجلى عصابات اليهود عن أرض فلسطين بعون الحق !....
جل شأنه
----------------------------
وهذا حق ..الدكتور زكى كان من الحداثيين التغريبين بكل معانى الكلمة ..وهذا ليس ظلم له ولا اجحاف وكان يعتبر الدين والثقافة والتراث شىء ثانوى يساوى الهوية الثقافيه للشعوب الأخرى وفى نقد فكره ليس ظلم له ..لكنه أختار هذا الدرب وأختار هذا المنهج..والحق أن كشف مناهج الأشخاص ونقدها هو واجب الإنسان الباحث عن الحق ..مع الإحترام الكامل لشخص الدكتور الكريم ومحبيه
-----------------
By :Eslam ramadan
------------
الهوامش
1-أنظر المنهج الجدلى عند هيجل "إمام عبد الفتاح إمام"
2- اللحظة المطلقه عند هيجل = لحظة الكومسمبوليتنيه عند ماركس لكن الفارق أن هيجل هنا مؤمن لكن ماركس ملحد
وهنا لا منهجيه فى عرض الفكر الغربى ..فالدكتور زكى يعرض الفكر الغربى على أنه فكر كامل (لا نقائص فيه) ويصر على عرض الإيجابيات فقط دون عرض السلبيات !! وهذا هو الإنبهار بعينه !
3- أنظر ..البيان الشيوعى (ماركس- أنجلز)
4- حصاد السنين ص(140) زكى نجيب محمود
5- السابق (مطالع الأنوار ) 160
6- مطالع الأنوار 167
7- أنظر جنة العبيط (مجموعة مقالات للدكتور زكى ) بها النقد اللاذع للمجتمع العربى وفيها دعوات صريحة لتقليد الغرب تقليد الأعمى
الدكتور زكى نجيب محمود ..قراءة سريعة فى فكره وأطروحاته
فرق الدكتور زكى .. بشكل كبير بين الوافد والموروث..لكنه فى النهاية القى بالتراث فى خانة الهويه ..أى أن المحافظة على التراث ما هى إلا وسيلة للحفاظ على الهوية ..حتى لا تنصهر الهوية عند التحديث..
وهذا أختزال كبير لهوية وثقافة الشعب العربى ..وإستهانه لأهمية الدين والتاريخ والتراث فى صنع واقع وحضارة
من الأخطاء المنهجية عند الدكتور زكى ##
أنه أعتبر ان الوسيلة الوحيدة للتقدم هى ما تقدم به غيرنا
أى على حد قوله فى (حصاد السنين ) أن ما صلح مع غيرنا بالتأكيد هو الوسيلة الوحيدة لتقدمنا
فالأخذ بالمنهج الغربى بشكل (كُلى)..وغير جزئى وعلى نطاق أوسع واشمل لجميع نواحى الحياة مع أختزال هوية الشعب العربى ودينه فى مجرد دين بسيط "ساذج " اشبه بالمسيحية الغربية ..ووضعه داخل الإطار القلبى والوجدانى فقط مع تنحيته عن الحياة العملية والفكرية ..فقط تكون أهميته هى (الحفاظ على الهوية )
يعتبر الدكتور زكى أن الواقع المعاصر يعيش وفق أربعة أفكار رئيسية
*التيار الأول* : الوجودى
"وجودية مؤمنة" (وهى فى الغرب الأوروبى ) وهى تهتم بالمجتمع الإنسانى والصالح الإنسانى بشكل عام ..وهى وجودية ذات تيار إيمانى وتنتهى بالإيمان بالله فى النهاية ومثلها هو (كريجارد -هيدجر-كارل ياسبرز)
"وجودية ملحده" تقع فى أوروبا الغربية (ما عدا ألمانيا )..وهى تهتم بالذات الإنسانية وما ينفعها ويفيدها وتهتم بحرية الإنسان والقضايا الإنسانية ..مثل (سارتر -كامى-سيمون ديفوار)
*التيار الثانى* :
المادية الديالكتيكية فى المانيا ومجاورتها (بولندا- النمسا -المجر)
وهى تنظر للتاريخ تظرة الصراع ..سواء الأحداث البارزة والأشخاص البارزين الذين يغيرون من المجتمع أو سواء صراع الأضاد الذى يؤدى فى النهاية ومن منظور الديالكتيك الهيجلى (1) سيصل فى النهاية إلى الوحدة المطلقة (2) أو الروح المطلقة "بعبارة هيجل "
وهو تيار كان فى البداية مؤمن بالمسيحية البروتستانتيه وفى النهاية تحول من المسيحية البروتستانتيه إلى الفاشية (ولكن هذا ما لم يذكره الدكتور زكى )
*التيار الثالث*: فى وسط وشرق اوروبا ..(روسيا -أوكرانيا (إجمالا الإتحاد السوفيتى -ويوغسلافيا السابقة)
وهو تيار شيوعى (ملحد )..يحارب الثنائيات والثقافات المغايرة للفكر الشيوعى يحاول تنميط المجتمع وتحويلة إلى مجتمع (اللاقومية)
والتقدم بالمجتمع إلى الوصول إلى اللحظة (الكوسموبوليتيه(3 )
"التيار الرابع" :الفكر الليبرالى
يسود فى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يهتم بما يفيد الإنسان ..إي بالإجابة عن الأسئلة التى تفيد الإنسان فى مستقبله وحياته العملية ..
ويعترف الدكتور زكى بأن هذا التيار الفكرى ..لا يهتم بالتاريخ ولا بالثقافة ولا بالحضارة بمفهومها العام بل فقط يهتم بالآنى واللحظى والمستقبلى ..وساعدها فى ذلك أنها دولة منزوعة التاريخ والهو ية والثقافة (4)
وبعد أن يستعرض الدكتور زكى هذه التيارات الأربعة
يقوم بنقد الفكر العربى بشكل عام ويلوم الفكر العربى على أنه لفظ كل هذه التيارات الفكرية بإعتبارها دخيله على فكره أو أنها لا تتناسب مع عقيدته الدينية
ويتعجب الدكتور زكى أشد التعجب من ذلك (5) وويقول كيف بالعربى أن يستخدم الأدوات و الآلات التى يصنعها الغرب ولكنه في النهاية لا يحاول التماس هذا الفكر أو تبنيه بإعتباره هو السبب الرئيسى فى تقدم هؤلاء الشعوب التى نستورد منها فقط
ويستنكر ايضاً هذا الموقف بإعتباره موقف إستغلالى ..(6)
كما أنه فى كتابه (جنة العبيط) وكتابه (الكوميديا الأرضية ).يمدح بشكل كبير اخلاق المجتمعات الغربية والعدل والمساواة وقيم المجتمع الجميلة التى تسود الغرب !!(7)
الدكتور زكى يتعامل مع الإسلام بأنه مثل البروتستانتيه
فهو فى النهاية وفى اصح الأحوال (ميتافيزيقا صادقه)
كما ذكر ذلك فى كتابه (موقف من الميتافيزيقا ) الذى لا يخفى على الكثيرين أنه كان بعنوان (خرافة الميتافيزيقا )..
لا يخفى على أحد من المتتبعين لكتابات الدكتور زكى أنه لم يكن فى بداية حياته وفى سفره لبريطانيا أنه كان مؤمن بالله ويتجلى ذلك فى (قصة الفلسفة الحديثه ) وفى شروق من الغرب
وتأكيده على إعتراضات هيوم وباركلى وكانط
فالدكتور أتى بالكثير من الإعتراضات الإلحادية على وجود الله ..ولكن لم يعقب عليها أو ينقدها ..ولو كان ألتزم الحياد لكان افضل بل أنه ايد وأكد إعتراضاتهم على دلائل الملحدين على عدم وجود الله
أى أن تحولات دكتور زكى لم تخلصه من أنبهاره الأعمى بالغرب
حتى فى كتابه الأخير حصاد السنين ذكر فى (مطالع الأنوار
أنه أتخذ منهجه الفكرى على أنه يطوع التراث والثقافة والهوية الموجودة فى البلاد العربية على أن تتلائم مع الفكر الوافد والحضارة الغربية
وإى أنبهار بعد ذلك ..أن يطلب منا الدكتور زكى أن نطوع فكرنا ودثقافتنا بحيث أنها تتلائم مع الحضارة الغربية ..
وبأى منظر كان يرى الدكتور زكى ..هل الغرب هو الفردوس الأرضى الحقيقى الذى لابد علينا أن نتقبله بشكل "كامل" ونبتلعه حتى ولو خسرنا كل شىء ...ديننا وثقافتنا مع التذكير أن الدكتور أكد على أهمية الهوية !!
أى هوية ؟...مع كل هذا الأنبهار بالغرب ..كيف يكون للعربى والمسلم هوية فكرية واضحه !
وكيف هذه القيود الغريبة التى علينا أن نستورد بها من غيرنا ..كيف سيبقى للعربى هوية ودين وفكر !
خفت أن اقول ما لا اعلم وما لا اعرف ..او أن اسير على درب آخرين فى نقد الأشخاص دون أن أكون على دراية بفكر من أنقد ..
-----------------------------
وفى الأخير |:
بعد دراستى لفكر الدكتور زكى .وقراءة منصفه لكل كتبه
.استطيع أن اقول واؤكد على مقولة الشيخ الغزالى فى مقدمة كتابه "ظلام من الغرب" والتى كانت فى الأساس رداً على كتاب الدكتور زكى (شروق من الغرب)
قال الشيخ الغزالى :
هناك مستشرقون مصريون! ولدوا فى بلادنا هذه ٬ ولكن عقولهم وقلوبهم تربت فى الغرب ونمت أعوادهم مائلة إليه٬ فهم أبدًا تبع لما جاء به...! إنهم من جلدتنا٬ ويتكلمون بألسنتنا بيد أنهم خطر على كياننا! لأنهم كفار بالعروبة والإسلام٬ أعوان عن اقتناع أو مصلحة للحرب الباردة التى يشنها الاستعمار علينا٬ بعد الحرب التى مزق بها أمتنا الكبيرة خلال قرن مضى... وهم سفراء فوق العادة لـ `إنجلترا ٬ وفرنسا ٬ وأمريكا` دول التصريح الثلاثى الذي خلق إسرائيل وحماها. والفرق بينهم وبين السفراء الرسميين أن هؤلاء لهم تقاليد تفرض عليهم الصمت وتصبغ حركاتهم بالأدب. أما أولئك المستشرقون السفراء فوظيفتهم الأولى أن يثرثروا فى الصحف وفى المجالس٬ وأن يختلقوا كل يوم مشكلة موهومة ليسقطوا من بناء الإسلام لبنة٬ وليذهبوا بجزء من مهابته فى النفوس... وبذلك يحققون الغاية الكبرى من الزحف المشترك الذى تكاتفت فيه: `الصهيونية` و `الصليبية` فى العصر الحديث...!! .. .
التحرير الكامل أن نجلى هذا الصنف من المستشرقين عن الحياة العامة كما أجلينا عن ضفاف القناة جيوش إنجلترا ٬ وكما سنجلى عصابات اليهود عن أرض فلسطين بعون الحق !....
جل شأنه
----------------------------
وهذا حق ..الدكتور زكى كان من الحداثيين التغريبين بكل معانى الكلمة ..وهذا ليس ظلم له ولا اجحاف وكان يعتبر الدين والثقافة والتراث شىء ثانوى يساوى الهوية الثقافيه للشعوب الأخرى وفى نقد فكره ليس ظلم له ..لكنه أختار هذا الدرب وأختار هذا المنهج..والحق أن كشف مناهج الأشخاص ونقدها هو واجب الإنسان الباحث عن الحق ..مع الإحترام الكامل لشخص الدكتور الكريم ومحبيه
-----------------
By :Eslam ramadan
------------
الهوامش
1-أنظر المنهج الجدلى عند هيجل "إمام عبد الفتاح إمام"
2- اللحظة المطلقه عند هيجل = لحظة الكومسمبوليتنيه عند ماركس لكن الفارق أن هيجل هنا مؤمن لكن ماركس ملحد
وهنا لا منهجيه فى عرض الفكر الغربى ..فالدكتور زكى يعرض الفكر الغربى على أنه فكر كامل (لا نقائص فيه) ويصر على عرض الإيجابيات فقط دون عرض السلبيات !! وهذا هو الإنبهار بعينه !
3- أنظر ..البيان الشيوعى (ماركس- أنجلز)
4- حصاد السنين ص(140) زكى نجيب محمود
5- السابق (مطالع الأنوار ) 160
6- مطالع الأنوار 167
7- أنظر جنة العبيط (مجموعة مقالات للدكتور زكى ) بها النقد اللاذع للمجتمع العربى وفيها دعوات صريحة لتقليد الغرب تقليد الأعمى