المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا خلقني الله ولم يخيرني في بقائي عدما؟



عماد الدين 1988
09-23-2012, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلاة وسلاما على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد قرأت بعض المواضيع الحوارية في منتداكم الكريم وقررت أن أجمع ردا للملحدين في مسألة الخلق والحكمة من ذلك... وقد ارتأيت أن ألخص الموضوع حسبما فهمت راجيا منكم أن تصححوا لي أو أن تضيفوا اي اضافة تنفع الموضوع وتزيل الاشكال عن المستشكلين خاصة وأنا بين طلاب علم وعلماء كبار بمثل حجمكم أدام الله عليكم النعمة

--------------
لماذا خلقني الله ولم يخيرني في بقائي عدما؟
هذا السؤال مبني على أسئلة متناقضة وعدم فهم بعض صفات الله تعالى أهمها صفة الحكيم والعادل والقهار والرحيم والظاهر
أولا بما أن الملحد يؤمن بالمادة فكيف تكون هذه المفاهيم عنده كمفهوم العدل والرحمة؟
بنفس المنطق أسأل الملحد لماذا نحن هنا؟ أين العدل والرحمة في وجودنا؟ فموتنا وحياتنا سواء بالنسبة لك
ثانيا الجواب سهل وبسيط وهو أن الملحد يتجاهل حكمة الله عز وجل
يجب أولا اثبات وجود الله المتصف بصفات الكمال للملحد فإن لم يؤمن فلا ينبغي أن يخوض بفهمه القاصر في صفاة الله عز وجل
إذا آمن بأن الله ذو صفات الكمال والجلال والجمال حكيم وأنه لا يشبه خلقه مع اثبات ما أثبته تعالى لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه
حينها نفهم بأننا لا ندرك جميع حكمته وأن الجدال في هذا جدال نابع عن جهل فمثلنا كاللعبة التي تظن أن صانعها يشبهها
في الاسلام خلقنا الله لكي نعبده والعبادة بمفهومها الشامل وهي الاصلاح في الأرض وعمارتها
بالذكر والدعاء والعمل والبناء والقيم والأخلاق والعبادة تعني أن تكون خاصعا ومسلما له في كل أوامره
ومن الحكم التي نعرفها هي أن يوجد الأنبياء والشهداء والموحدون المحبون لله عز وجل والحكم كثيرة جدا جدا جدا وهذا ما وصلت إليه أفهامنا
وهذا جزء مما نعلمه من حكمته بدون الاحاطة بجميع حكمته تعالى فكحمته لا تشبه حكمتنا المحدودة
ثم إن الملائكة تساءلت عندما أراد الله خلق الانسان لعدم احاطتها بحكمة الله وهذا من ظهور حكمة الله على مخلوقاته
إذا قال اللملحد هل خلقنا الله لأنه محتاج لنا... قلنا له: لا لأن الله بوجودنا أو بدوننا متصف بصفات الكمال والجلال
فهل يعني مثلا أن تكون فقيرا وتلتقي شخصا غنيا وكريما فإن شاء تصدق عليك أو لم يتصدق
فهل هذا ينفي صفة الغنى والكرم عنه... لا بل يعني أن صفة الغنى والكرم قد ظهرت لك وفيك فقط وقد أدركتها
فهو يمتلك أموالا طائلة ومعروف عنه الكرم حتى ولو لم يتصدق عليك أنت بالظبط
إذن الله ليس بحاجة لنا ولكن ظهرت رحمته وكرمه وغناه وفضله في مخلوقاته وظهرت فيك ففهمتها وأدركتها
فإن قال أين العدل في دخولنا النار فنقول له: إن الله لم يحاسبنا عما كنا مسيرين فيه بل يحاسبنا على التخيير
فالله لم يحاسبنا على العهد والتكليف والأمانة بل سيحاسبنا على أفعالنا في الدنيا ويجازينا في الآخرة
ومعلوم أن العذاب على من بلغته الرسالة وقامت عليه الحجة فكفر وجحد وعصى وليس من لم تبلغه
فإن قال لماذا لم يستشرني الله في خلقي؟ قلنا له: الاستشارة تنافي كمال الله فهي صفة البشر المترددين في اتخاذ القرار
فإن قال لماذا لم يخيرني الله في خلقي وبقائي في العدم قلنا له أصلا: كيف تفسر بقاءك في العدم؟
الله القهار خلقك وجبرك على أن تُخلق ولم يحاسبك على ذلك بل سيحاسبك على أفعالك في حياتك الدنيا
وهذا لا يتنافى أبدا مع العدل فهو تعالى العادل والقهار والخالق المتفضل عليه بنعمة الايجاد
وكيف يخيرك الله في وجودك وبقائك عدما وأنت قد وجت أصلا؟ فإن قال: يعيدني عدما كما كنت
قلنا له: هذا ينافي الحكمة من خلقك وهي تخييره في أفعالك وليس في وجودك من عدمك
ثم كيف ستظهر نعمة خلقه لك أنت وأنت عدم؟ فنعمته الايجاد هي أكبر دليل على ادراكك للنعمة أنت لا غيرك
هذا كمن يعترض على والديه ويقول لماذا أنجبتماني ولم لم تخيراني في الوجود والعدم وهذا سؤال متناقض
فخروجه إلى الدنيا تفضّل ونعمة ولو بقي عدما لما أمكنه أصلا أن يفسر ذاته وادراكه فكيف يسأل السؤال في حد ذاته
ومعلوم أن الادراك لم ينشأ من المادة وهو شيء غير مفهوم بالنسبة للماديين والملاحدة واللادينيين
إذن الملحد يريد أن يربط مفهوم العدل بالتخيير فقط في الايجاد وهذا خطأ فمفهوم العدل مرتبط بالتخيير في العمل
وبذلك يترتب الثواب لمن آمن وعمل صالحا والعقاب لمن عصى وكفر
والسبب الحقيقي هو أن الملحد يريد الافساد في الأرض فيريد بذلك إما أن يفرض على الله تعالى ألا يخلقه في الأصل
كي لا يعذب ظنا منه أن العذاب على من خلق وليس على من كلف أو لأنه لا يؤمن بالثواب والعقاب ويريد حياة عبثية
وباختصار المشكلة تدور في عدم فهم أسماء الله الحسنى وصفاته العليا أو بالأحرى تجاهلها
فإذا أصر الملحد على رأيه وقال لم اقتنع بكل هذا قلنا له أعطنا تفسيرك الذي يقنعنا
------------
وجزاكم الله كل خير

هشام بن الزبير
09-23-2012, 03:48 PM
لقد جمعت أخي الكريم بالفعل طرفا من أجوبة الإخوة على هذه الشبهة البليدة, بقي أن تصحح بعض الأخطاء في الكتابة.
ويقال لمثل هذا السائل المتعنت: لماذا لم تعترض حين كنت نطفة؟ و لماذا لا تحكم حبلا في رقبتك فتتدلى به من السقف حتى تتخلص من هذا الوجود الذي ترى العدم خيرا منه؟