فيصل...
04-04-2006, 11:12 PM
الحمد لله ذي الجود والثناء والمجد والسناء والعز والكبرياء ، أحمده على سوابغ النعم وجزيل العطاء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك شهادة أعدها ليوم اللقاء وأشهد أن محمد عبده ورسوله خاتم الأنبياء. وبعد.
فمن المعلوم أن طريقة أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله وصفاته مع نفي مماثلة المخلوقات في شيء من ذلك ، إثباتاً بلا تشبيه ، وتنزيهاً بلا تعطيل ، كما قال تعالى :"ليس كمثله شيء وهو السميع البصر" ، وأصلهم الأصيل الذين يهتدون به في ذلك هو ما جاء في القرآن العظيم وما صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول الإمام ابن قتيبه: ((فنحن نقول كما قال تعالى وكما قال رسوله ولا نتجاهل-[كما هي طريقة أهل التجهيل]- ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه ، ولكنا لا نقول كيف)) الاختلاف في اللفظ ص23
فهم يؤمنون بما جاء ولا يخوضون بما لا ليس لهم به علم ، جاء عن الحسن البصري قال: تكلم مطرف[من كبار التابعين] على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده مثله ، وهو : الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه . الأربعين للذهبي ص81 والتمهيد لابن عبد البر7/146-147
فلا تعطيل المعطلة ولا تشبيه المشبهه ولينظر ما قاله الإمام الترمذي في جامعه الذي هو أحد أصول الإسلام ناقلاً إجماع أهل السنة على ذلك في" كتاب الزكاة باب "ما جاء في فضل الصدقة"
وأسماء الله كلها حسنى ، وصفاته في غاية الكمال ، وثبوت الكمال قد دل القرآن والسنة والعقل عليه بل إثبات الكمال لله تعالى مستقر في فطر الناس ، فالناس مفطورون على ذلك كفطرتهم على الإقرار بخالقهم ، فهم كذلك مفطورون على أنه تعالى أعلى وأعظم وأجل وأكمل من كل شيء.
========
وقد فهم من طمس عقله بهواه (النقص) في اتصاف الله بالكبرياء ونحو هذا من مما جاء به القرآن والسنة وكأمره للناس بعبادته ودعائه والرغبة إليه ونحو ذلك من خصائص الربوبية مقارناً بينه وبين المخلوق!
وهذا من جهله في الحقيقة لأن هذا مما لا يستحقه إلا هو ولو ادعاه مدعي لكان كاذب في دعواه وكان نقصاً في حقه فهو بمنزلة كونه (واجب الوجود) وأنه (بكل شيء عليم) و(على كل شيء قدير) و(العزيز الذي لا ينال) والقهار لكل ما سواه فكل هذه الكمالات مختصة بالرب سبحانه وليس لغيره فيها نصيب والكبرياء مما يختص به سبحانه فلا يستحقه المفتقر المصنوع الناقص ، و هذا مما يشهد به الفطر فكم سمعنا من عامي لما يرى متكبر فيقول : الكبرياء لله يا عم أو نحو هذا.
وهذا كما أن النبوة كمال للنبي وإذا ادعاءها المفترون كمسيلمة وأمثاله كان ذلك نقصاً منهم ، لا لأن النبوة نقص ولكن دعواها ممن ليست له هو النقص.
فالخلاصة: أن الرب مستحق للكمال مختص به على وجه لا يماثله فيه شيء فليس له سمي ولا كفوء –المجموع6/138- سواء كان الكمال لا يثبت شيء منه للمخلوق كالذي تضمنه الإخبار بانه المتكبر والمعبود ونحو هذا أو كان مما ثبت منه نوع للمخلوق كالعلم والحياة والذي يثبت للخالق منها لا يماثل بوجه ما ثبت للمخلوق المصنوع المفتقر.
والله تعالى أعلم.
فمن المعلوم أن طريقة أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله وصفاته مع نفي مماثلة المخلوقات في شيء من ذلك ، إثباتاً بلا تشبيه ، وتنزيهاً بلا تعطيل ، كما قال تعالى :"ليس كمثله شيء وهو السميع البصر" ، وأصلهم الأصيل الذين يهتدون به في ذلك هو ما جاء في القرآن العظيم وما صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول الإمام ابن قتيبه: ((فنحن نقول كما قال تعالى وكما قال رسوله ولا نتجاهل-[كما هي طريقة أهل التجهيل]- ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه ، ولكنا لا نقول كيف)) الاختلاف في اللفظ ص23
فهم يؤمنون بما جاء ولا يخوضون بما لا ليس لهم به علم ، جاء عن الحسن البصري قال: تكلم مطرف[من كبار التابعين] على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده مثله ، وهو : الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه . الأربعين للذهبي ص81 والتمهيد لابن عبد البر7/146-147
فلا تعطيل المعطلة ولا تشبيه المشبهه ولينظر ما قاله الإمام الترمذي في جامعه الذي هو أحد أصول الإسلام ناقلاً إجماع أهل السنة على ذلك في" كتاب الزكاة باب "ما جاء في فضل الصدقة"
وأسماء الله كلها حسنى ، وصفاته في غاية الكمال ، وثبوت الكمال قد دل القرآن والسنة والعقل عليه بل إثبات الكمال لله تعالى مستقر في فطر الناس ، فالناس مفطورون على ذلك كفطرتهم على الإقرار بخالقهم ، فهم كذلك مفطورون على أنه تعالى أعلى وأعظم وأجل وأكمل من كل شيء.
========
وقد فهم من طمس عقله بهواه (النقص) في اتصاف الله بالكبرياء ونحو هذا من مما جاء به القرآن والسنة وكأمره للناس بعبادته ودعائه والرغبة إليه ونحو ذلك من خصائص الربوبية مقارناً بينه وبين المخلوق!
وهذا من جهله في الحقيقة لأن هذا مما لا يستحقه إلا هو ولو ادعاه مدعي لكان كاذب في دعواه وكان نقصاً في حقه فهو بمنزلة كونه (واجب الوجود) وأنه (بكل شيء عليم) و(على كل شيء قدير) و(العزيز الذي لا ينال) والقهار لكل ما سواه فكل هذه الكمالات مختصة بالرب سبحانه وليس لغيره فيها نصيب والكبرياء مما يختص به سبحانه فلا يستحقه المفتقر المصنوع الناقص ، و هذا مما يشهد به الفطر فكم سمعنا من عامي لما يرى متكبر فيقول : الكبرياء لله يا عم أو نحو هذا.
وهذا كما أن النبوة كمال للنبي وإذا ادعاءها المفترون كمسيلمة وأمثاله كان ذلك نقصاً منهم ، لا لأن النبوة نقص ولكن دعواها ممن ليست له هو النقص.
فالخلاصة: أن الرب مستحق للكمال مختص به على وجه لا يماثله فيه شيء فليس له سمي ولا كفوء –المجموع6/138- سواء كان الكمال لا يثبت شيء منه للمخلوق كالذي تضمنه الإخبار بانه المتكبر والمعبود ونحو هذا أو كان مما ثبت منه نوع للمخلوق كالعلم والحياة والذي يثبت للخالق منها لا يماثل بوجه ما ثبت للمخلوق المصنوع المفتقر.
والله تعالى أعلم.