متروي
10-26-2012, 02:13 AM
بيان أمير المؤمنين الملّا محمد عمر مجاهد - حفظه الله تعالي ورعاه- بمناسبة عيد الأضحي المبارك لعام 1433 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العلمين، والصلوة والسّلام علي سيّد الكونين أشرف الأنبياء وقائد المجاهدين، نبيّنا محمد المصطفي صلّي الله عليه وسلّم، وعلي آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الأنفال). وقال الله تعالي : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) [6] الصف(صدق الله العظيم)
أهنئ الشعب الأفغاني المسلم، والمجاهدين الأبطال في مقاومة المعتدين، وذويّ الشهداء، والمعاقين، والحجاج الكرام، وجميع المسلمين في كلّ أرجاء المعمورة بحلول يوم الإيثار والتضحية والفرح يوم العيد الأضحي المبارك، وأسأل الله تعالي أن يجعل هذه الأيام أيام الفرح والاطمئنان والرفعة للأمة الإسلامية جمعاء .
وأخصّ بالتهنئة شعبنا الغيّور، والمجاهدين الأشاوس بالانتصارات العسكرية العظيمة للمجاهدين في هذه السنة، وأسأل الله تعالي أن يرزقنا جميعا الاستقامة، كما أسأله تعالي أن يخلّص شعبنا المظلوم من شرّ هذا الاعتداء الجائر عليهم، وهاهي لحظات الانتصار قد اقتربت أكثر من أيِ وقت آخر إن شاء الله تعالي.
إخواني المجاهدين! إنكم تشهدون الواقع بأمّ أعينكم أنّ صفوف الجهاد تكتسب قوّة من يوم إلي آخر، ويتسع تكاتف شعبنا الشهم مع المجاهدين وتضحيته إلي جانبهم، وتتمّ الهجمات الكبيرة بالأساليب الجهادية المُبتَكرَة علي قواعد العدوّ الكبيرة، والعدوّ بدأ ينسحب من قواعده ومراكزه العسكرية خوفاً من المجاهدين، وكذلك تتمّ الهجمات القاصمة والخطيرة علي العدوّ المحتلّ الماكر من قبل الجنود المسلمين الفدائيين من داخل صفوف الإدارة التي أقامها المحتلّون. وإلي جانب ذلك كله تنضمّ أعداد كبيرة ممن كانوا قد انخدعوا من صفوف العدوّ بإلامارة الإسلامية نتيجة جهود لجنة الدعوة والإرشاد، والتحوّلات السريعة المماثلة الأخري كلها من المكتسبات التي يجب علينا جميعا أن نشكر الله تعالي عليها.
ولكي يرافقنا مزيد من التوفيق في تحقيق أهدافنا يجب علينا جميعاً أن نسأل الله تعالي التوفيق بمزيد من التضرّع والإنكسار له، وأن نلتزم بالعهد والوفاء لآمالنا وأهدافنا الجهادية، وألّا نغترّ بأنفسنا، وألّا يأخذنا التهاون في تحقيق أهداف الجهاد ومتابعة مسيرتنا المحترمة. ولذلك يجب علينا أنّ نجعل رضا الله تعالي وطاعة الأمير، ومراعاة اللوائح الجهادية، والعمل لإقامة النظام الإسلامي وإسعاد الشعب الأفغاني الهدف من جهادنا، لأنّ شعبنا الذي نحن جزء منه قد قاسي المصائب والمعاناة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فمن حقه علينا أن نعطف عليه، وأن نعامله باللين وحُسن الُخلُق، وأن نوسّع له صدورنا، لأنّ تضحيات هذا الشعب العزيز وإيثاره وفدائيته أهّلتنا لمواصلة المعركة بشكل موفّق ضدّ أكبر قوّة عسكرية متكبّرة إلي أن واجهت الهزيمة في جميع المجالات.
إنّه يجب علينا أن نتألّم جميعاً بألم هذا الشعب، وأن نغتمّ بغمّه، واعلموا أنّكم بنصر الله تعالي ثمّ بالتعاون المتقابل من شعبكم تدكون عدوّكم، وتنتصرون عليه.
ويجب علي جميع مسؤولي الإمارة الإسلامية ومنسوبيها أن يزيدوا من إحكام أواصر الوحدة والمحبة فيما بينهم، وأن يتجنّبوا التفرّق والاختلاف، وأن يقوموا بتسيير الأمور الجهادية في جوّ من التضامن والتشاور، وأن يُعدّوا الخطط الجيدة لدك العدوّ، وأن يطبّقوها بدّقة، وكذلك يجب عليهم أن يسعوا لتوفيرالتسهيلات الممكنة لعامّة أفراد الشعب، وأن يعملوا لحفظهم من ظلم المحتلّين وظلم مليشياتهم المحلّية، وأن يتّخذوا جميع التدابير لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين، لأنّ العدوّ يسعي دومّاً أن يُلقي بلائمة خسائر المدنيين علي عاتق المجاهدين.
وكذلك علي المجاهدين أن يصعّدوا من جهودهم في اختراق صف العدوّ وتنظيم الفعّاليات فيه بدقّة وعلي نطاق واسع، وستظهرفي المسقبل لهذا التكتيك نتائج طيبة إن شاء الله تعالي.
وأوصي مسؤوليّ المجاهدين بالاهمتام بأمر تعليم المجاهدين، وأن يعلمّوهم الأحكام الضرورية المرتبطة بالجهاد، وأن يهتمّوا كذلك بتربية المجاهدين الخُلقية والفكرية إلي جانب التربية العسكرية، كما أوصيهم بإدراك مسؤليتهم تجاه الأيتام والمعاقين والأسري، وليعلموا أن التصرّفات المخالفة للمصالح الدينية، والأعمال العشوائية الانفعالية ربّما تكون لها نتائج سلبية خطيرة.
وأوجّه في هذه المناسبة مرّة أخري الدعوة للأفغان الواقفين في صفوف الحكومة العملية أن يتعاونوا مع المجاهدين بالإخلاص دفاعاً عن الإسلام وعن المصالح الوطنية، واشتراكاً منهم في عملية تحرير البلد من نيرالاحتلال.
إنّ القيام بالفعّاليات الجهادية في داخل صفوف جنود العدوّ ومليشياته هو من أعظم الأساليب الجهادية تأثيراً، وسيتّسع في المستقبل نطاق هذه الفعّاليات أكثر، وستكون أكثر تنظيماً وأخطر تأثيراً إن شاء الله تعالي.
وإنّني أهيب بكل أفغاني نبيل يمكنه أن يجد فرصة العمل الجهادي داخل صفوف القوّات المحتلّة والقوّات العميلة أن يستغلّ هذه الفرصة، وأن يدك أعداء الدين والوطن في داخل معاقلهم، وأن يستغلّ جميع الطرق والأساليب والفرص المتاحة في توجيه الضربة إلي العدوّ، لأنّ الجهاد فرض علي الجميع، والعمل لتحرير البلد واستعادة الإستقلال مسؤلية دينية ووجدانية لكل فرد في هذا الشعب، وعلي المجاهدين أن يعرّفوا أمثال هؤلاء الأبطال لمزيد من التقدير والإكرام والمكافأة إلي قيادة الإمارة الإسلامية.
أمّا عن المصير السياسي لمستقبل هذا البلد فأقول للمرّة الأخري: بأنّنا لانفكر في حكر السلطة، ولا نتصور الحرب الأهلية بعد رحيل المحتلين، بل سعينا الوحيد هو أن يتعيّن المصير السياسي للبلد بيد الأفغان أنفسهم بعيداً عن تدخّلات الدول العظمي في العالم، وبعيداً عن تدخّلات الدول المجاورة، وأن يكون هذا المصير ذو صبغة إسلامية وأفغانية خالصة.
وبعد تحرير البلد سوف نتمتّع بنصرالله تعالي بذلك النظام الشرعي والوطني الذي سيسعي لإيجاد حكومة تخلو من جميع أنواع العنصرية والعصبية، وستوسد الأمور إلي أهلها، وستحافظ علي وحدة أرض الوطن، كما ستوفّر الأمن، وستنفذّ الشريعة، وستضمن إحقاق حقوق جميع أفراد البلد رجالاً ونساءً، وستعمل لإعمار البنية التحتية لاقتصاد البلد، وكذلك ستقوم بتقوية المؤسسات الاجتماعية في البلد، وستقوم بتوفير التسهيلات التعليمية لجميع الشعب في ضوءالأصول الإسلامية والمصالح الوطنية، وستعمل تلك الحكومة لتسييرالشؤون العلمية والثقافية في اتّجاه صحيح، وبمساعدة شعبها الأبيّ سوف تقف سداً منيعاً في طريق تحقيق الأهداف المشؤومة لمن يفكرون في إشعال الحرب الأهلية وتقسيم البلد.
ولا ينبغي أن يُظَنّ بأن الشعب الأفغاني شعب مغفّل، وأنّه سيقطع الوشائج العقدية والثقافية، والاجتماعية، والتاريخية القوّية مع الأقوام الشقيقة، أو أنّه سيرضي بالتقسيم، إنّ الاتحاد السوفيتي أيضا كان أراد أن يجرّب وصفة تقسيم البلد، ولكنّ نتيجة جهوده كانت معكوسة، وقد انطبقت عليه .
إنّنا سنحافظ علي العلاقات الحسنة مع كلّ جهة تحترم أفغانستان كدولة إسلامية ذات سيادة مستقلّة، ولا تكون علاقاتها ومناسباتها بأفغانستان ذات الصبغة السلطوية الاستعمارية. وأري أنّ هذه هي مطالبة وأمل كلّ أفغاني حرّ مسلم.
وحول المفاهمة مع القوات الخارجية فأقول : بأننا سنستمرّ في الكفاح السياسي إلي جانب عملنا العسكري لتحقيق أهدافنا وأمالنا الإسلامية والوطنية، وقد عيّنّا جهة خاصّة في إطار مكتب سياسي لمتابعة المسيرة السياسية، والمكتب السياسي يتعامل مع الأجانب وفق مصالحنا الإسلامية والجهادية.
ويجب أن أصرّح بأنّه لا توجد لدينا أيّة قناة أخري للمفاهمة مع الجهة المقابلة سوي مكتبنا السياسيّ، لأننا لا نتعامل في هذه المضمار بالسياسات الخفية، ولا نتحمّلها أيضا، بل سياستنا للتفاهم مع المقابل قد وضعناها في ضوء قِيَمنا الدينية والوطنية، وقد أعلنّاها واضحة للجميع. فإن كانت القنوات الاستخباراتية والدبلوماسية للدول المعتدية تبحث لها عن وجوهٍ وقنوات مزوّرة لإجراء المحادثات معها، وإحداث الجَلَبَة الإعلامية حولها، فإن هذا العمل لن يكسبها سوي ضياع الوقت، ولن تخدع بها إلاّ نفسها وشعوبها .
وبما أنّ الحرّية حق للجميع، فإننا أيضا نأمل من العالم، والمجتمع الدولي، وبخاصّة من الدول الإسلامية، والمؤتمر الإسلامي أن يقف الجميع شعوراً بمسؤوليتهم إلي جانبنا في تحرير بلدنا الإسلامي وإنهاء الاحتلال فيه، وأن تقوم هذه الجهات بأداء مسؤليتها الإنسانية تجاه أسرانا الذين يقبعون مظلومين في سجون (غوانتانامو) و(باغرام) والمعتقلات الأخري، وكذلك في سجون الدول المجاورة، ونطالب جمعيات حقوق الإنسان أن تُحسّ مسؤوليتها تجاه الحقوق الإنسانية للمساجين المظلومين الذين يُعَذّبون أثنا التحقيقات معهم خلافاً لجميع القوانين، وتُنزع منهم الإعترافات نتيجة الضغوط والتعذيب، ويُحرمون من جميع الحقوق الانسانية الأوّلية، حتي أن بعضهم قد قُتلوا أثناء التحقيقات، كما أصيبت أعداد منهم بالإعاقة.
وإنني استنكر الفلم المسيئ لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأقول: بأنّ أعداء الإسلام كانوا قد قاموا بكلّ ما يُسيء إلي صورة الإسلام، وهاهم أخيراً قاموا بالتصرّفات المسيئة إلي ذات رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد فعلوا في شأن أشرف الأنبياء صلي الله عليه وسلم ما لا يتحمّله الوجدان السليم حول شخص عاديّ أيضا.
إنّ الغرب يعتبر الإساءة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإحراق نسخ القرآن الكريم تعبيراً عن حرّية الفكر والبيان، ولكنّه في نفس الوقت يتّهم بالإرهاب ويسجن ويعذّب كلّ من يقرأ آيات الجهاد من كتاب الله تعالي أو يفسّرها للناس، أو يطالب بحقوقه وحرّيّته.
إنّ الإشاعة الباطلة في دنيا الأفلام الغربية، والروح العصبية، والتصرفات الدالة علي ضيق النظر لدي الغرب لن يجلب علي الغرب إلاّ الخزي والعار. يقول تعالي: (يُريدونَ لِيُطفِئوا نورَ اللهِ بِاَفواهِهِم واللهُ مُتِمُّ نورِه وَلوكَرِهَ الكافِرون)(8) الصف).
فيجب علي المسلمين ألاّ يكتفوا تجاه هذه الجريمة بالاحتجاج بالقول فقط، بل عليهم أن يتمسّكوا بدينهم، وأن يطبّقو السنن النبوية -علي صاحبها أفضل الصلاة والسلام- في العمل، وأن يتّحدوا في مابينهم، وأن يقوموا بالجهاد العملي ضدّ الإحتلال والمحتلين: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )(21)الاحزاب .
إننا الآن لم نهجم علي أحد، ولم نعتد علي أرض أحد، ولكنّنا سنستمرّ في جهادنا ضدّ المحتلين الذين اعتدوا علي أرضنا إلي أن ينتهي الاحتلال بشكل كامل، وإننا كنّا قد قلنا للعدوّ قبل إحدي عشر سنة بأنّ مجيئهم إلي أفغانستان سيكون سهلاً، ولكنّ بقاءه علي هذه الأرض، وخروجه منها سوف يكون مصحوباً بكثير من المشاكل. وهاهو وضع العدوّ اليوم كما كنّا قد توقّعناه آنذاك.
إنّنا اليوم نتمتّع بالكفاءة اللازمة والنَفَس الطويل لمواصلة الجهاد للزمن الطويل، ونتمتّع بالاعتماد القويّ علي الله تعالي، ونملك القوّة البشرية الكافية لمواصلة المسيرة، وإنّ جميع هذه الإمكانيات لم نستسلفها من أحدٍ، ولم يتبرّع بها علينا أحد، بل هي من فضل الله تعالي علينا، وسنبطل بإذن الله تعالي بجهودنا وبتدابيرنا جميع مخططات العدوّ، وإنّ مسيرتنا الجهادية بفضل الله تعالي ثمّ بالمناصرة الإسلامية العالمية، والتضامن الشعبي، والحصول علي الوسائل المناسبة، قد وصلت إلي المرحلة التي تؤهّلنا لإلحاق الهزيمة المنكرة والمحيّرة بالعدوّ في المجال العسكري أيضا إن شاء الله تعالي.
وفي الأخير أرجو من جميع أهل الخير الموسرين والإدارات الخيرية، أن يشفقوا في أيام العيد المباركة علي أُسَر المجاهدين والمساكين وعلي الأخصّ علي أولاد الشهداء والمحبوسين مثلما يشفقون علي أولادهم، وأن يوصلوا إليهم مساعداتهم مباشرة، أو عن طريق لجنة الأمور الاقتصادية بالإمارة الإسلامية ليشركوهم معهم في فرحة العيد.
وأسأل الله تعالي في هذه الأيام الميمونة أن يأجر الشعب الأفغاني المؤمن المجاهد الذي وقف بكل الحبّ والرجولة معاوناً ومسانداً للمجاهدين في الجهاد ضدّ التحالف الكفري العالمي بقيادة أمريكا لأكثر من عشر سنوات، وبفضل الله تعالي ثم بفضل هذه المساندة وصل جهادنا إلي مشارف النصر إن شاء الله تعالي، كما أسأل الله تعالي أنّ يمن بجميل الصبر والاستقامة والأجر العظيم علي الأُسَر التي استشهد أبناؤها وأقاربها في الجهاد في سبيل الله تعالي، أو استشهدوا، أوجُرحوا، في قصف العدوّ ومداهمته لمنازلهم، أو وقعوا أسري في يد العدوّ، أو تحمّلوا خسائر مالية، و أرجو الله تعالي آن يُحقّق آمال شعبنا، وأن يرفع راية الإسلام خفّاقة في هذا البلد. آمين يارب العلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خادم الاسلام
الملّا محمد عمر (مجاهد)
7/11/1433 هــ
23/10/2012 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العلمين، والصلوة والسّلام علي سيّد الكونين أشرف الأنبياء وقائد المجاهدين، نبيّنا محمد المصطفي صلّي الله عليه وسلّم، وعلي آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) الأنفال). وقال الله تعالي : وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) [6] الصف(صدق الله العظيم)
أهنئ الشعب الأفغاني المسلم، والمجاهدين الأبطال في مقاومة المعتدين، وذويّ الشهداء، والمعاقين، والحجاج الكرام، وجميع المسلمين في كلّ أرجاء المعمورة بحلول يوم الإيثار والتضحية والفرح يوم العيد الأضحي المبارك، وأسأل الله تعالي أن يجعل هذه الأيام أيام الفرح والاطمئنان والرفعة للأمة الإسلامية جمعاء .
وأخصّ بالتهنئة شعبنا الغيّور، والمجاهدين الأشاوس بالانتصارات العسكرية العظيمة للمجاهدين في هذه السنة، وأسأل الله تعالي أن يرزقنا جميعا الاستقامة، كما أسأله تعالي أن يخلّص شعبنا المظلوم من شرّ هذا الاعتداء الجائر عليهم، وهاهي لحظات الانتصار قد اقتربت أكثر من أيِ وقت آخر إن شاء الله تعالي.
إخواني المجاهدين! إنكم تشهدون الواقع بأمّ أعينكم أنّ صفوف الجهاد تكتسب قوّة من يوم إلي آخر، ويتسع تكاتف شعبنا الشهم مع المجاهدين وتضحيته إلي جانبهم، وتتمّ الهجمات الكبيرة بالأساليب الجهادية المُبتَكرَة علي قواعد العدوّ الكبيرة، والعدوّ بدأ ينسحب من قواعده ومراكزه العسكرية خوفاً من المجاهدين، وكذلك تتمّ الهجمات القاصمة والخطيرة علي العدوّ المحتلّ الماكر من قبل الجنود المسلمين الفدائيين من داخل صفوف الإدارة التي أقامها المحتلّون. وإلي جانب ذلك كله تنضمّ أعداد كبيرة ممن كانوا قد انخدعوا من صفوف العدوّ بإلامارة الإسلامية نتيجة جهود لجنة الدعوة والإرشاد، والتحوّلات السريعة المماثلة الأخري كلها من المكتسبات التي يجب علينا جميعا أن نشكر الله تعالي عليها.
ولكي يرافقنا مزيد من التوفيق في تحقيق أهدافنا يجب علينا جميعاً أن نسأل الله تعالي التوفيق بمزيد من التضرّع والإنكسار له، وأن نلتزم بالعهد والوفاء لآمالنا وأهدافنا الجهادية، وألّا نغترّ بأنفسنا، وألّا يأخذنا التهاون في تحقيق أهداف الجهاد ومتابعة مسيرتنا المحترمة. ولذلك يجب علينا أنّ نجعل رضا الله تعالي وطاعة الأمير، ومراعاة اللوائح الجهادية، والعمل لإقامة النظام الإسلامي وإسعاد الشعب الأفغاني الهدف من جهادنا، لأنّ شعبنا الذي نحن جزء منه قد قاسي المصائب والمعاناة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فمن حقه علينا أن نعطف عليه، وأن نعامله باللين وحُسن الُخلُق، وأن نوسّع له صدورنا، لأنّ تضحيات هذا الشعب العزيز وإيثاره وفدائيته أهّلتنا لمواصلة المعركة بشكل موفّق ضدّ أكبر قوّة عسكرية متكبّرة إلي أن واجهت الهزيمة في جميع المجالات.
إنّه يجب علينا أن نتألّم جميعاً بألم هذا الشعب، وأن نغتمّ بغمّه، واعلموا أنّكم بنصر الله تعالي ثمّ بالتعاون المتقابل من شعبكم تدكون عدوّكم، وتنتصرون عليه.
ويجب علي جميع مسؤولي الإمارة الإسلامية ومنسوبيها أن يزيدوا من إحكام أواصر الوحدة والمحبة فيما بينهم، وأن يتجنّبوا التفرّق والاختلاف، وأن يقوموا بتسيير الأمور الجهادية في جوّ من التضامن والتشاور، وأن يُعدّوا الخطط الجيدة لدك العدوّ، وأن يطبّقوها بدّقة، وكذلك يجب عليهم أن يسعوا لتوفيرالتسهيلات الممكنة لعامّة أفراد الشعب، وأن يعملوا لحفظهم من ظلم المحتلّين وظلم مليشياتهم المحلّية، وأن يتّخذوا جميع التدابير لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين، لأنّ العدوّ يسعي دومّاً أن يُلقي بلائمة خسائر المدنيين علي عاتق المجاهدين.
وكذلك علي المجاهدين أن يصعّدوا من جهودهم في اختراق صف العدوّ وتنظيم الفعّاليات فيه بدقّة وعلي نطاق واسع، وستظهرفي المسقبل لهذا التكتيك نتائج طيبة إن شاء الله تعالي.
وأوصي مسؤوليّ المجاهدين بالاهمتام بأمر تعليم المجاهدين، وأن يعلمّوهم الأحكام الضرورية المرتبطة بالجهاد، وأن يهتمّوا كذلك بتربية المجاهدين الخُلقية والفكرية إلي جانب التربية العسكرية، كما أوصيهم بإدراك مسؤليتهم تجاه الأيتام والمعاقين والأسري، وليعلموا أن التصرّفات المخالفة للمصالح الدينية، والأعمال العشوائية الانفعالية ربّما تكون لها نتائج سلبية خطيرة.
وأوجّه في هذه المناسبة مرّة أخري الدعوة للأفغان الواقفين في صفوف الحكومة العملية أن يتعاونوا مع المجاهدين بالإخلاص دفاعاً عن الإسلام وعن المصالح الوطنية، واشتراكاً منهم في عملية تحرير البلد من نيرالاحتلال.
إنّ القيام بالفعّاليات الجهادية في داخل صفوف جنود العدوّ ومليشياته هو من أعظم الأساليب الجهادية تأثيراً، وسيتّسع في المستقبل نطاق هذه الفعّاليات أكثر، وستكون أكثر تنظيماً وأخطر تأثيراً إن شاء الله تعالي.
وإنّني أهيب بكل أفغاني نبيل يمكنه أن يجد فرصة العمل الجهادي داخل صفوف القوّات المحتلّة والقوّات العميلة أن يستغلّ هذه الفرصة، وأن يدك أعداء الدين والوطن في داخل معاقلهم، وأن يستغلّ جميع الطرق والأساليب والفرص المتاحة في توجيه الضربة إلي العدوّ، لأنّ الجهاد فرض علي الجميع، والعمل لتحرير البلد واستعادة الإستقلال مسؤلية دينية ووجدانية لكل فرد في هذا الشعب، وعلي المجاهدين أن يعرّفوا أمثال هؤلاء الأبطال لمزيد من التقدير والإكرام والمكافأة إلي قيادة الإمارة الإسلامية.
أمّا عن المصير السياسي لمستقبل هذا البلد فأقول للمرّة الأخري: بأنّنا لانفكر في حكر السلطة، ولا نتصور الحرب الأهلية بعد رحيل المحتلين، بل سعينا الوحيد هو أن يتعيّن المصير السياسي للبلد بيد الأفغان أنفسهم بعيداً عن تدخّلات الدول العظمي في العالم، وبعيداً عن تدخّلات الدول المجاورة، وأن يكون هذا المصير ذو صبغة إسلامية وأفغانية خالصة.
وبعد تحرير البلد سوف نتمتّع بنصرالله تعالي بذلك النظام الشرعي والوطني الذي سيسعي لإيجاد حكومة تخلو من جميع أنواع العنصرية والعصبية، وستوسد الأمور إلي أهلها، وستحافظ علي وحدة أرض الوطن، كما ستوفّر الأمن، وستنفذّ الشريعة، وستضمن إحقاق حقوق جميع أفراد البلد رجالاً ونساءً، وستعمل لإعمار البنية التحتية لاقتصاد البلد، وكذلك ستقوم بتقوية المؤسسات الاجتماعية في البلد، وستقوم بتوفير التسهيلات التعليمية لجميع الشعب في ضوءالأصول الإسلامية والمصالح الوطنية، وستعمل تلك الحكومة لتسييرالشؤون العلمية والثقافية في اتّجاه صحيح، وبمساعدة شعبها الأبيّ سوف تقف سداً منيعاً في طريق تحقيق الأهداف المشؤومة لمن يفكرون في إشعال الحرب الأهلية وتقسيم البلد.
ولا ينبغي أن يُظَنّ بأن الشعب الأفغاني شعب مغفّل، وأنّه سيقطع الوشائج العقدية والثقافية، والاجتماعية، والتاريخية القوّية مع الأقوام الشقيقة، أو أنّه سيرضي بالتقسيم، إنّ الاتحاد السوفيتي أيضا كان أراد أن يجرّب وصفة تقسيم البلد، ولكنّ نتيجة جهوده كانت معكوسة، وقد انطبقت عليه .
إنّنا سنحافظ علي العلاقات الحسنة مع كلّ جهة تحترم أفغانستان كدولة إسلامية ذات سيادة مستقلّة، ولا تكون علاقاتها ومناسباتها بأفغانستان ذات الصبغة السلطوية الاستعمارية. وأري أنّ هذه هي مطالبة وأمل كلّ أفغاني حرّ مسلم.
وحول المفاهمة مع القوات الخارجية فأقول : بأننا سنستمرّ في الكفاح السياسي إلي جانب عملنا العسكري لتحقيق أهدافنا وأمالنا الإسلامية والوطنية، وقد عيّنّا جهة خاصّة في إطار مكتب سياسي لمتابعة المسيرة السياسية، والمكتب السياسي يتعامل مع الأجانب وفق مصالحنا الإسلامية والجهادية.
ويجب أن أصرّح بأنّه لا توجد لدينا أيّة قناة أخري للمفاهمة مع الجهة المقابلة سوي مكتبنا السياسيّ، لأننا لا نتعامل في هذه المضمار بالسياسات الخفية، ولا نتحمّلها أيضا، بل سياستنا للتفاهم مع المقابل قد وضعناها في ضوء قِيَمنا الدينية والوطنية، وقد أعلنّاها واضحة للجميع. فإن كانت القنوات الاستخباراتية والدبلوماسية للدول المعتدية تبحث لها عن وجوهٍ وقنوات مزوّرة لإجراء المحادثات معها، وإحداث الجَلَبَة الإعلامية حولها، فإن هذا العمل لن يكسبها سوي ضياع الوقت، ولن تخدع بها إلاّ نفسها وشعوبها .
وبما أنّ الحرّية حق للجميع، فإننا أيضا نأمل من العالم، والمجتمع الدولي، وبخاصّة من الدول الإسلامية، والمؤتمر الإسلامي أن يقف الجميع شعوراً بمسؤوليتهم إلي جانبنا في تحرير بلدنا الإسلامي وإنهاء الاحتلال فيه، وأن تقوم هذه الجهات بأداء مسؤليتها الإنسانية تجاه أسرانا الذين يقبعون مظلومين في سجون (غوانتانامو) و(باغرام) والمعتقلات الأخري، وكذلك في سجون الدول المجاورة، ونطالب جمعيات حقوق الإنسان أن تُحسّ مسؤوليتها تجاه الحقوق الإنسانية للمساجين المظلومين الذين يُعَذّبون أثنا التحقيقات معهم خلافاً لجميع القوانين، وتُنزع منهم الإعترافات نتيجة الضغوط والتعذيب، ويُحرمون من جميع الحقوق الانسانية الأوّلية، حتي أن بعضهم قد قُتلوا أثناء التحقيقات، كما أصيبت أعداد منهم بالإعاقة.
وإنني استنكر الفلم المسيئ لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأقول: بأنّ أعداء الإسلام كانوا قد قاموا بكلّ ما يُسيء إلي صورة الإسلام، وهاهم أخيراً قاموا بالتصرّفات المسيئة إلي ذات رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد فعلوا في شأن أشرف الأنبياء صلي الله عليه وسلم ما لا يتحمّله الوجدان السليم حول شخص عاديّ أيضا.
إنّ الغرب يعتبر الإساءة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإحراق نسخ القرآن الكريم تعبيراً عن حرّية الفكر والبيان، ولكنّه في نفس الوقت يتّهم بالإرهاب ويسجن ويعذّب كلّ من يقرأ آيات الجهاد من كتاب الله تعالي أو يفسّرها للناس، أو يطالب بحقوقه وحرّيّته.
إنّ الإشاعة الباطلة في دنيا الأفلام الغربية، والروح العصبية، والتصرفات الدالة علي ضيق النظر لدي الغرب لن يجلب علي الغرب إلاّ الخزي والعار. يقول تعالي: (يُريدونَ لِيُطفِئوا نورَ اللهِ بِاَفواهِهِم واللهُ مُتِمُّ نورِه وَلوكَرِهَ الكافِرون)(8) الصف).
فيجب علي المسلمين ألاّ يكتفوا تجاه هذه الجريمة بالاحتجاج بالقول فقط، بل عليهم أن يتمسّكوا بدينهم، وأن يطبّقو السنن النبوية -علي صاحبها أفضل الصلاة والسلام- في العمل، وأن يتّحدوا في مابينهم، وأن يقوموا بالجهاد العملي ضدّ الإحتلال والمحتلين: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )(21)الاحزاب .
إننا الآن لم نهجم علي أحد، ولم نعتد علي أرض أحد، ولكنّنا سنستمرّ في جهادنا ضدّ المحتلين الذين اعتدوا علي أرضنا إلي أن ينتهي الاحتلال بشكل كامل، وإننا كنّا قد قلنا للعدوّ قبل إحدي عشر سنة بأنّ مجيئهم إلي أفغانستان سيكون سهلاً، ولكنّ بقاءه علي هذه الأرض، وخروجه منها سوف يكون مصحوباً بكثير من المشاكل. وهاهو وضع العدوّ اليوم كما كنّا قد توقّعناه آنذاك.
إنّنا اليوم نتمتّع بالكفاءة اللازمة والنَفَس الطويل لمواصلة الجهاد للزمن الطويل، ونتمتّع بالاعتماد القويّ علي الله تعالي، ونملك القوّة البشرية الكافية لمواصلة المسيرة، وإنّ جميع هذه الإمكانيات لم نستسلفها من أحدٍ، ولم يتبرّع بها علينا أحد، بل هي من فضل الله تعالي علينا، وسنبطل بإذن الله تعالي بجهودنا وبتدابيرنا جميع مخططات العدوّ، وإنّ مسيرتنا الجهادية بفضل الله تعالي ثمّ بالمناصرة الإسلامية العالمية، والتضامن الشعبي، والحصول علي الوسائل المناسبة، قد وصلت إلي المرحلة التي تؤهّلنا لإلحاق الهزيمة المنكرة والمحيّرة بالعدوّ في المجال العسكري أيضا إن شاء الله تعالي.
وفي الأخير أرجو من جميع أهل الخير الموسرين والإدارات الخيرية، أن يشفقوا في أيام العيد المباركة علي أُسَر المجاهدين والمساكين وعلي الأخصّ علي أولاد الشهداء والمحبوسين مثلما يشفقون علي أولادهم، وأن يوصلوا إليهم مساعداتهم مباشرة، أو عن طريق لجنة الأمور الاقتصادية بالإمارة الإسلامية ليشركوهم معهم في فرحة العيد.
وأسأل الله تعالي في هذه الأيام الميمونة أن يأجر الشعب الأفغاني المؤمن المجاهد الذي وقف بكل الحبّ والرجولة معاوناً ومسانداً للمجاهدين في الجهاد ضدّ التحالف الكفري العالمي بقيادة أمريكا لأكثر من عشر سنوات، وبفضل الله تعالي ثم بفضل هذه المساندة وصل جهادنا إلي مشارف النصر إن شاء الله تعالي، كما أسأل الله تعالي أنّ يمن بجميل الصبر والاستقامة والأجر العظيم علي الأُسَر التي استشهد أبناؤها وأقاربها في الجهاد في سبيل الله تعالي، أو استشهدوا، أوجُرحوا، في قصف العدوّ ومداهمته لمنازلهم، أو وقعوا أسري في يد العدوّ، أو تحمّلوا خسائر مالية، و أرجو الله تعالي آن يُحقّق آمال شعبنا، وأن يرفع راية الإسلام خفّاقة في هذا البلد. آمين يارب العلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خادم الاسلام
الملّا محمد عمر (مجاهد)
7/11/1433 هــ
23/10/2012 م