المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال في الإخلاص



أحمد عبدالله.
10-30-2012, 12:39 PM
باختصار, كيف يمكن التوفيق بين عبودية الله الخالصة وطلب الجنة والإستعاذة من النار؟ وهل احتساب الأجر من أصغر عمل إلى أكبره يقدح في الإخلاص؟

أبو القـاسم
10-30-2012, 12:59 PM
حقيقة العبودية تأتلف من الذل والحب ، وهذا يعني الانقياد والتسليم مشوبًا بالحب والتعظيم ..فالله تعالى هو من شرع لعباده احتساب الأجر ورغب فيه وهو نفسه تبارك وتعالى من أمر بالسير إليه بالخوف والرجاء والطير إليه بالطاعة والحب والمسارعة لجنة عرضها السماوات والأرض ..فيكون مقتضى ذلك : ما كان من محبوبات الله ومراضيه ، فهو داخل في مسمى العبودية ..وقد قال الله تعالى عن الرسل وهم خير الناس (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) ، وكذلك فإنه لا تعارض في اجتماع غير سبب شرعي على محل واحد لتحصيل مسبَّب..فحب الله عز وجل لا يعارض الطمع في دخول الجنة ، ولا الخوف من النار شرعًا، ولكن يعارضه أو يؤثر فيه: عصيان الله ، ..لأن الله يقول "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" ، والإخلاص لا يعارضه إلا صرف شيء من العبادة لغير الله سواء بالشرك الخفي أو الأكبر ، ونحن حين نطلب الجنة فإنما نطلب سلعة الله ورحمته التي علقها على إفراده بالتعبد ، بخلاف من يصلي مثلا ليمدحه الناس ، فلم يؤد العبادة لمستحقها سبحانه ، خالصة له كما أمر ، وكان واقعا في التشريك ..والله الموفق

أحمد عبدالله.
10-30-2012, 09:32 PM
جزاك الله خيرا أستاذي الكريم وجعله في ميزان حسناتك... لي عودة بإذن الله.

أحمد عبدالله.
04-27-2013, 11:27 PM
قرأت ان بعض السلف جاهدوا انفسهم 40 سنة ليصلوا للاخلاص...
وهذا يدل على وعورة الطريق...
وكم من الاعمال ستنسف خلال هذا الطريق...
كم من الجهد والوقت والصدقات الجارية ستكون هباء منثورا...

فهل يجب الانتظار حتى الوصول؟؟
وماذا عن الوقت والجهد...

سألت هذا السؤال منذ زمن في أحد المنتديات فأجابتني أخت كالتالي:


ووددتُ أن أضيف شيئاً بخصوص الإثابة عن العمل إن تاب المسلم عن الرياء أو ابتغاء غير وجه الله بعمله أو الشرك الأصغر

فأنقلُ من شرح الشيخ محمد إسماعيل المقدم لسورة محمد (صلى الله عليه وسلم) ما نصه : [فقد ورد عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية -أتعبد بها في الجاهلية- من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم أفيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما أسلفت من خير)، رواه الشيخان وغيرهما، فهذا يدل على أن الإسلام يجب السيئات فقط، وأما الحسنات فتبقى ويثاب عليها رحمة من الله سبحانه وتعالى. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ فقال: لا يا عائشة ! إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)، رواه مسلم . قوله: (إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) يعني: أنه لم يكن موحداً، بل كان مشركاً. إذاً: هذا الحديث يدل دلالة ظاهرة على أن الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية، بخلاف ما إذا مات على كفره فإنه لا ينفعه، بل يحبط بكفره]

فإن كان الكافر كفراً أكبر سيثاب على عمله الصالح - الذي عمِله حال كُفره وقد كان لغير وجه الله قطعاً ، مضافاً إلى ذلك جحوده الكامل لتوحيده سبحانه - بعد توبته وموته على الإسلام بفضل الله ، فكيف بصاحب الشرك الأصغر - أو الرياء - الذي عمل عملاً قصد به غير وجه الله تعالى - وهو مسلم موحد - ثم تاب من ذلك توبة نصوحاً ؟ أعتقد أن يتوب الله تعالى عليه ثم يثيبه عن عمله من باب أولى بفضله وكرمه ورحمته .. والله تعالى أعلم ..

كلام يثلج الصدر... ولكن عدت وخفت ان لا يكون صائبا...
فما رايكم؟

ماكـولا
04-28-2013, 12:31 AM
النُكتةُ في قولها
الذي عمِله حال كُفره وقد كان لغير وجه الله قطعاً فليس الامر كذلك ! ويرد عليها قول حكيم بن حزام " أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية -أتعبد بها في الجاهلية- من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم أفيها أجر؟" أي لله ! .
فما كان من عملٍ للمشرك فيه لله قُبل , وما كان لغير الله كيف يُقبل , والله أغنى الشُركاء عن الشرك وقال " من عملَ عملاً أشرك فيه معي غيري فليطلبه من غيري أنا أغنى الشركاء عن الشرك " . وقد وصف الله حالهم في الشرك العبادة حيث قال" وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون " والكافر ان عمل عملاً خالصاً لله أطعم به طعمةً في الدنيا ! روى الامام مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته. "
فلذلك اذا وافي الله لم يجد شيئاً ! يقول الله " ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون " .

وما كان من ذلك رياءاً فلا يُقبل أصالةً ! لنه ابتغى بذلك جاه وسمعة وقد قيل ! وقد ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم حاتم الطائي باسناد حسن بالشواهد عند الامام احمد وبن حبان من حديث عدي بن حاتم الطائي قال: يا رسول الله ان أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر ..."
فما أريد به لسمعةٍ كان لسمعة ,في الجاهلية والاسلام !, وما اريد به وجه الله قُبل منه في الجاهلية والاسلام , الا انه ان استمر على جاهليته أُطعم بها في الدنيا , وان دخل في الاسلام أسلم على ما معه من خير ! . والنصوص كثيرة في اثبات ان أعمال المشركين كان منها لله , وان سبب حبوطها أعمال شركية دخلت عليها اما في ذات العمل أو في اعمال أخر . والله اعلم

أحمد عبدالله.
04-29-2013, 11:36 AM
جزاك الله خيرا... وجعل الله كلامك في الميزان...
نسأل لله لنا ولك ولجميع المسلمين الاخلاص والقبول...

ذو الفقار
05-03-2013, 02:48 AM
جزاك الله خيرا