المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يعرف الملحد عظمة الخالق ثم ينكرها



هشام بن الزبير
11-06-2012, 07:44 PM
يجمع الناس مؤمنين وملحدين في هذا العالم على وجود قوة جبارة لا نفهم كنهها لكنها تدهشنا, وتشعرنا بالرهبة, وتنجح كل مرة في جعل جلودنا تقشعر, وعيوننا تدمع, إنها تلك القوة التي تملك أن تجعل الحياة تدب في قطعة لحم تنشأ بشكل عجيب في رحم ضيق, إنها القوة التي لا تكتفي بخلق الحياة في أشكالها المتنوعة من أنواعها المجهرية إلى الكائنات الإنسانية, بل تصور كل فرد منها صورة فريدة, وتضع في كل ذرة منه بصمة مميزة, وتهبه كل ما يحتاجه ليتلاءم في كينونته مع العالم الذي خلق فيه وأعد له. إن أعتى الملاحدة لا يملك أن يصمد باستمرار حيال ما تثيره هذه القوة في النفوس من مشاعر, فينسى في لحظات الانبهار الغامر بسلطانها وإبداعها ماديته الجامدة, ليستعير عبارات مديح يخلعها على تلك القوة المجهولة, توحي بأنه يقر أن لها ذات وصفات, لكنه يتوهم أنها قوة العالم المادي من حوله, فتراه يتحدث عن إبداع الطبيعة وعن غضبها وعن عبقريتها وحكمتها واختيارها.

إن وجودنا هنا لغز محير لا يفتأ يستحثنا للنظر في الآيات المبثوثة من حولنا في هذا الكتاب المنظور, إننا لا نملك أن نتجاهل هذه الحقيقة, ونسعى بفطرتنا لنفهم سر وجودنا, وسر القوة التي وهبتنا نعمة الإيجاد ونعمة الحياة, لكننا نختلف بعد ذلك أشد الاختلاف, فالملاحدة يقفون عند ظواهر الطبيعة والعالم المادي وقوانينه, ويقنعون من بحثهم بطرح سؤال: "كيف", لكنهم في الحقيقة لا يستطيعون أن يُخرسوا الصوت الذي يصرخ في دواخلهم: "لماذا", فأنت ترى الفيزيائيين والرياضيين وعلماء الأحياء الملحدين اليوم يتحدثون في مسائل فلسفية كأصل العالم ومنشإ الحياة, أو ليس هذا إقرارا بأن النفس البشرية ظمآى إلى إدراك حقيقة الظاهرة الإنسانية وغاية وجود هذا الكائن العجيب الغريب على هذا الكوكب الأرضي؟
إن سؤال "لماذا" يبحث عن الغاية والحكمة والمصير, وهذه رسالة الدين والنبوة, أما سؤال "كيف" فلا يتجاوز الظواهر المادية, وهذا منتهى ما يناله الملحدون الذين رضوا من علمهم بما يكشف لهم عن ظاهر من الحياة الدنيا.

إن الثنائية التي تتخلل هذا العالم تشهد بأن له سرا عجيبا يجدر بالعقلاء السعي في استكشافه, إنها ثنائية الجسم والروح, والقلب والعقل, والشكل والمعنى, والكيف والغاية, والغيب والشهادة, والخير والشر, والهدى والضلالة, والعدل والظلم, فكيف كانت الظواهر المادية والأنواع الحيوانية والنباتية في غاية التنوع, ثم تكون هذه المعاني وتلك القيم متقابلة كأنها من عالم آخر؟ لماذا لا نستطيع أن نتصور مع الخير والشر معاني أخرى تكسر هذه الثنائية؟ إنها ثنائيات تدل على أن الخالق بث في هذا الكون ما لا يحصى من الأدلة على أنه الواحد الأحد الذي لا ثاني له ولا ند ولا ولد.

muslim.pure
11-06-2012, 08:31 PM
كلمات رائعة
جزاك الله خيرا

هشام بن الزبير
11-06-2012, 08:52 PM
وجزاك الله خيرا أخي الكريم.

علي الشيخ الشنقيطي
11-06-2012, 10:07 PM
كلمات من القلب ...
لكن القوم كما قال تعالى :'ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ¤ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ¤ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ¤ و إن منها لما يهبط من خشية الله ¤ وما الله بغافل عما تعملون ¤

هشام بن الزبير
11-06-2012, 10:23 PM
بارك الله فيك أخي الكريم ونسأله أن يصلح قلوبنا.

اخت مسلمة
11-06-2012, 11:30 PM
إن وجودنا هنا لغز محير لا يفتأ يستحثنا للنظر في الآيات المبثوثة من حولنا في هذا الكتاب المنظور, إننا لا نملك أن نتجاهل هذه الحقيقة, ونسعى بفطرتنا لنفهم سر وجودنا, وسر القوة التي وهبتنا نعمة الإيجاد ونعمة الحياة

لافُضّ فوكَ أيُّها الأديب
بالفِعل , كانَ من حكمة الشّارِع رفعه التكليف عن " المَجنون " لأنّهُ لايَعقِل ولايُفكّر !
ومن لم يسأل عن سبب وُجودِه يوماً , ويدمج فكرهُ في هذه النُقطة مع كُل مُعطيَات الكون ومافيهِ من غائِيّة وعناية وتدبير , فهوَ لم يبلُغ حتّى مبلَغَ المجنون ! هوَ كما عبّر عنهم خالِقهم والأعلم بحالهم في قوله عزّ وجل : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) , إذن ماحال هؤلاءِ في الدّنيا ..؟؟
:( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) !!

د. هشام عزمي
11-07-2012, 10:33 PM
يصدق فيهم قوله تعالى : {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}

هشام بن الزبير
11-08-2012, 11:21 PM
المؤمن ينفي ويثبت ويكفر بالطاغوت ويؤمن بالله, ويعرف الحق ويستقيم ويذعن, أما الكافر فينفي عن خالقه صفات الكمال ويثبت بعضها لخلقه, فيصدق فيه أنه عرف النعمة وأنكر المنعم.

خالد الفيل
11-09-2012, 06:55 AM
قال الله تبارك و تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).

مسلم أسود
11-09-2012, 10:41 AM
رأيت توقيعك يا أستاذ هشام و قد صدقت فيه ! أول أمس دعوت ملحداً ليأتي لمنتدى التوحيد فتحجج بالكثير

1 - "المنتدى بالعربية إذاً أنت نصاب"
2 - "لقد واجهت المسلمين كثيراً و غلبتهم سابقاً"
3 - "مللت من محاولة الحديث مع الجهلة أمثالك"

فلهذا أرشحه للقب "أكبر هارب من أهل التوحيد" فهل هناك من يستحقه أكثر منه :)

هشام بن الزبير
11-28-2012, 11:35 AM
بارك الله فيك أخي خالد.
أخي مسلم هروبهم دليل على أنهم يعرفون وجهة الحق فيميلون عنها.

عابث
11-28-2012, 03:31 PM
اولا انت تتكلم عن الخلق وان الملحد ادرك حقيقه الخلق ولكنه يتجاهلها
دعني اخبرك بما هي وجهه نظر اغلب الملحدين عن من هو الخالق وبما فيهم انا
اولا عند اي حوار عن الخلق مع اي شخص دائما يصل الى نقطه محدده
الا وهي الماده الاولى على الاطلاق الذره الاولى اطلاقا
من خلقها ؟ وهنا يكون الجدل الذي ليس له نهايه :)
يؤمن كثير من الملحدين ان من خلق تلك الماده الاولى هو نظاااااااام خلقها بدون اراده انما فقط خلقها كعمل تلقائي كان يجب عليه عمله
من سبب ذالك النظام ؟ يفرض كثير من الملحدين انه لم يسببه شيء انما هو فقط كان نتيجه شيء مجهول لان وجوده كان طبعا قبل وجود اول ذره
فهذا يعني انه كان خارج نطاق الزمان والمكان فهنا يجب على الانسان بسبب قدره عقله المحدوده التي لا تستطيع نهائيا تفسير اي شيء خارج الزمان والمكان
فنحن لا نستطيع معرفه مصدر ذالك النظام

لكن هناك الفرضيه الاخرى الاكثر منطقيه والتي اؤؤمن بها انا
التي هي نفس النظريه السابقه لكن بدون نظام بدون اي شيء
هناك شيء اوجد اول ذره على الاطلاق ........ ماهو لا اعلم انه شيء خارج قدره الادراك
هل هو اله ......... هذا احد الاحتمالات ولكنه غير منطقي ويفترض ان يكون مدعوم بادله ولكن ليس هناك ادله على ذالك


ثم تحدثت انت عن الهدف من الوجود
انا اعترف لك كملحد اني لست ادرك الهدف من وجودي
فكلما اتمكن من الوصول لفكره استطيع النظر اليها على انها سبب الوجود ......... ما ان اتذكر اني سوف اموت حتى تصبح تلك الفكره غير منطقيه
بضل وجود الموت بل النسبه للملحد الحياه يصعب ان يكون لها معنى

هشام بن الزبير
11-28-2012, 04:57 PM
هل تقول إن شيئا ما سبب ذرة واحدة, وتلك الذرة صار منها كون ومجرات وأرض وسماوات وحياة أصبح جزء منها يتمتع بالوعي ويتساءل: -من أين جاء العالم؟
هل تعي أنك تقول كلاما لا يقبله المجانين, العالم يقوم على نظام دقيق لو تغير منه شيء مثقال ذرة لاختفى من الوجود, الفيزيائيون تحيروا من ذلك وصاروا يهذون بكلام مضحك عن أكوان متوازية خيالية وأنت تقول ذرة, يا رجل ارحم نفسك وارحمنا فإن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله به عدوه.
تصور لو قلت لك: هذا الوندوز الذي يشتغل به حاسوبي, لا يحتاج لمصصم, إن القوانين الفيزيائية تستطيع تفسيره, فقط كانت البداية من هذا: [01]
وعبر عملية اصطفاء معقدة تطور النظام ليمر بمراحل حتى وصل إلى ويندوز 8, لماذا تحتاج أن تفترض وجود بيل جيتس؟ هذا افتراض معقد, أنت ترى أن تفسيري منطقي!!!
ما أغبى الإلحاد, يجعل صاحبه ينسب الفعل للجماد, بل للمعدوم.