المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ثنايا فكرٍ تقودهُ نزوة .!



عـلـوش
04-12-2006, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الإنسان , ذلك المخلوق العجيب .! يحب ,ويهوى , ويعشق , وفي المقابل , يبغض ويمقت ويكره .! فهو خليطٌ من المشاعر والأحاسيس,فلا يمكن تجريده منها ,ولايمكنك أن تخاطبه منفرداً , فلا بد أن تخاطب عقله وقلبه وأحاسيسه ,وعلى ذلك يكون التواصل والتفاهم بين بني البشر , وكلما تقربت من الإنسان أكثر ,كلما زاد فهمك له وأمكنك التواصل معه ,والفته وألفك ,وماذلك إلا لأنك قد خاطبته بكل لغاته وبكل مكنوناته .

ليس الإنسان فحـسب ,بل كل كائن خلقه الله أعطاه من ذلك على قدره ,أو سلبه شيئاً منها لحكمته سبحانه وتعالى ورحمة منه , ولك أن تتأمل الحيوان والطير وسائر ماعلمت من المخلوقات , فالبهيمة ترفع حافرها عن صغيرها خشية أن تطأه رحمة من الله وفضلا منه .

ولأن الخطاب هنا من إنسان إلى إنسان آخر ,فأقول إن الله كرّم بني آدم بنعمة العقل ,فهو المسيطر على المعطيات ,والمرد إليه عند من أعمل عقله قبل قلبه وشهواته.! فهو يدرك ويفكر , ويميّز ويتخيّر , ويقدم ويجمح , والبشر يختلفون في ذلك , كما أنك لايمكنك أن تعزل الإنسان عن غرائزه التي فطر عليها , فغريزة البقاء تجدها في كل إنسان , لكن يختلف مفهمومها من شخص لآخر بحسب معتقده وتوجهاته , كذلك عندما نتحدث عن غرائزه الأخرى .

ولأن الخطاب هنا يخص به المسلم دون سواه ,فإن الله سبحانه قد كرمنا بنعمة الإسلام ,فجاء النص الشرعي موجهاً للعقل ومرشدا له ,فأُمر بالتأمل في خلق الله ,فالسماء مرفوعة بلا عمد , والأض جـُعلت ذلولا ً ,والماء لو أصبح غوراً فما من سبيلٍ إليه .!والتأمل هذا يدعونا لمعرفة عظمة الخالق سبحانه ,فهو الذي رزقنا هذه النعم , ليكون العقل متبعاً لتعاليم الله , وجاءت الآيات الكريمة موبخة للكفار متوعدة إياهم بعذاب أليم لمّا فسدت عقولهم ,واتبعوا أهوائهم ,فهم لايعقلون ,ولايتدبرون ,فشهواتهم ونزواتهم تهديهم الى سبل الضلال .. وساء سبيلا .

.. قبل فترة قصيرة عرفني أحد الأشخاص على نفسه وفهمت منه أنه يدير أحد المواقع الحواريه ,ورغم لقاءاتنا القليلة والمقتضبة ,إلا أنني لازلتُ في حيرةٍ من أمره ,فهو يملك كماً هائلاً من المصطلحات والكثير منها مستورد ,لكنه يأبى أن يعطيني تفسيراً لها ..تعمدت تركه مؤقتاً لأعود له عند تفرغي ,إلا أنه يتعمد إلقاء التحية عليّ كل مساء وعلى طريقته الخاصة , وأحيانا يخاطب الغريزة ظناً منه أني حيوان على دفة " ماسنجر ".!

وفي إحدى المرات بادرته بالسلام والتحية ,ولم إعطه مجالاً فخاطبته وخاطبت عقله وقلبه ,فوجدته شخصاً مختلفاً بالكلية ,وقدم الإعتذار ,وبرر بعض تصرفاته ..! قبلتُ إعتذاره ,ولحق هذا حديثٌ قصير ثم افترقنا على أمل العودة مرة أخرى ..

عاد صاحب الأرواح والقلوب هذا ,ولكنه هذه المرة عاد بثوبه القديم متكئا على مصطلحاته المستورده , يهذي كالمخمور , تنتفض كلماته فلا أكاد أفقه منها حرفاً ..!لكني هذه المرة تيقنت أنه مسعورٌ بداءٍ عضال ,ولاسبيل إلى علاجه إلا بالعودة الى الحق ,فرأسه مطبق ٌ على عقل ٍ سيره عقل ٌآخر .. فاختلطت عليه الأمور ,فغوى وأصبح أثراً بعد عين .!

..هنا دعونا نتوقف كثيراً , فكم من متحدثٍ متلسنٍ متبخترٍ بمصطلحاتٍ لايفقهها ولايعلم من أين تنبع وأين تصب , تجده قد ضلّ وأضلّ ..!فهذا ينظّر لفكرٍ منحرف ,وذاك يروّج للرذيلة ,وتلك فسدت وأفسدت .!

لقد حث الإسلام على طلبِ العلم ,ودعا اليه ,والعالم خيرٌ من الجاهل ,إلا أن ثلةً من شبابنا المسلم قد حثوا الخطى نحو الغرب طلباً للعلم وسعياً إليه ..عاد شبابنا هؤلاء ,فلم يقام مصنع ,أوتصنع طائرة ,أو تبنى ناطحة سحاب ,بل صنعت الألسن ,وتقيأوا المصطلحات ..!فانبهر بهم الخاوون ,وطبل لهم المطبلون ,وتراقصت المنابر ,وتمرّدت الأفكار .. بعد أن كنا بنعمة الله إخوانا .!

لقد إعتلت بعض منابرنا خطبٌ مبهرجةٌ مجردةٌ من كل قيمة , لاتخاطب إلا النزوات , ولاتحثُ إلا على كل منكر , والحجة هنا التمدنُ والحضارة , ومن يعترض سبيلها فهو لايفقه من الإنسانية وفسيفسائها شيئاً , بل هو رجعيّ لايفقه إلا الحلال والحرام .!

.. واليوم هاهم طلبة العلم الغربيّ قد ألبسونا كل لباس ,ورمونا بكل تهمة ,وقذفونا بكل خطيئة ,وأخرجونا من دائرة الوطنية ,ورحبوا بنا في صف الخونة العملاء ,فهذا يؤلب ,وذاك يشكك ,وآخر يتصيّد في ماءٍ عكـر .! ...ولو أن ليتاً أجدت من قالها .. لقلت ليتنا لم نبرح الخيمةَ والغنم .!





دمتم على تقى

علوش ,,,

حازم
04-12-2006, 05:06 PM
شخصت فاحسنت التشخيص وانظر الى بعض بنى ملحد عندنا وهم يرددون عبارات ضخمة فى مشاركاتهم حتى تشعر ان الواحد منهم بمجرد ان يقع على مصطلح جديد يطير به فرحا يردده فى كل موضوع . كلماتك قوية اخى علوش فلا تحرمنا من مواضيعك بارك الله فيك