أبو عثمان
11-20-2012, 05:29 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده .. وبعد
همسة في أذن بني علمان
.,.
كلمة لابد أن تستحضر على طول المقال-الروائي- وتُسقَط على أي شكل وحال
وهي قول ابن الخطاب رضي ربي عنه (( نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام فما ابتغينا العزة بغيره إلا أذلّنا الله ))
خرجت علينا دعاوى التعقّل والتحرر لنبذ ما نحن فيه من تحجّر وتجحّر , وأخذوا بأيدينا أوصياءاً (!) الى ساحل المنطق وشاطئ العلم , وأخرجونا-كما زعموا- من تلك البيوتات الطينية الضيقة الى فضاء الفكر وعالم النور .
وتعنّوا بحشو أسماعنا وأدلجة عقولنا بشعارات من مثيل (الى متى والمكوث في حضانات أصحاب اللحى ؟!)( الى متى وأنتم تجدّدون عقد الوصاية عليكم لهم بدعوى عقد الوكالة عندهم ؟!)
(الى متى وأنتم لعقولكم مأجّرين ولأداة منطقكم منهم مستعيرين ؟!)(الى متى وهذا الرضوخ للأشخاص دون الأفكار؟!) .. وددت لو أقول (الخ) لكن تذكرت أن هذه التهم تجسّدت على شكل عجل لا نهاية لدورانها , ففور ما تنتهي لا تلبث الا أن تعود !
فحملنا أنفسنا على ما تكره وخرجنا من ظُلمات الكهوف ووصاية الحضانات-كما نعتوها- وعلّقنا عنهم العقود =فلعلنا نعود ! , أقول فخرجنا وقد لُبّسنا شعارات القوم كما تلبّس شياه المسلخ الأرقام , وأنطلقنا نرفعها بقولنا : لا للوصاية ونعم للتحرير, لا للتحجر ونعم للتفكير , لا للخنوع لحضانة وهيّا فل نبني حضارة
أنطلقت هذه الشعارات وتعالت هذه الصيحات , فتأملتا فوجدتها لا تعدوا أن تكون عبارات مجرّدة وجمل مزوّرة ! تحمل الإنسان على الفتنة ولكنها قد تقوده الى محنة !
فإن على الضد من أقوالهم أقوالٌ لا تختلف عنهم من جهة التهييج والتأثير وإنما الإختلاف في التنظير , فمن هنا كانت البداية بداية التقصي للاختبار كي لا أقع في الشّرَك الذي أخرجوني منه بلا اختيار!
فأول ما عملت به هو قول الحكيم ابن خل البغدادي :
في زخرف القول تزيينٌ لباطلهِ .,. والحق قد يعتريه سوء تعبيرِ
وتقول هذا مجاج النحل تمدحه .,. وإن ذممت فقل قيءُ الزنابير
مدحاً وذماً وما غيرتَ من صفة .,. سحر البيان يرى الظلماء كالنور
فأحببت بكوني متحرّراً من الوصاية -كما علموني- ومتمنطقاً في التفكير -كما لقنوني- وبعيداً عن التحجر -كما أخرجوني- , أقول فأحببت أن أبحث وأسبر وأفتّش وأنظر , فلا مجال للعودة للرق بعد الحرية !
فسائلتهم عن أفكارهم وباحثتهم في قاعاتهم , فلم أر سوى التجهّم والعبس والتقنّط والدّلس , وخشيت أن يكون ما خَطَر لي أن يكون , فانتظرت واحتسبت وقلت لعلي عجول في حصول ذلك المأمول , وتذكرت قول الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه .,. يكون وراءه فرجٌ قريب !
مرّت الشعارات تلو الشعارات والعبارات تلو العبارات , وأنا ما زلتُ منتظراً لذلك المنطق الحر الوسيم الذي يمتطي العقل المفكّر الرزين أن يخطبني .. ويدفع لي مهري وبرهاني .. ويكسب ودّي بانتمائي
وفجأة سمعت أصواتاً مألوفة , ورأيت شُرَطاً مأفونة .. فها أن أسمع ما كنتُ قد عُلِّمتُ أن استنكره ورأيت ما وُجّهتُ بأن أحذره .. ها أنا أسمع (افعل ولا تفعل) ها أنا أرى أمراً ونهيا ! ها أنا أذوق سوط الوصاية وأكبّل بسلسلة الولاية !
يا دعاة التحرير الى أين أُساق ؟ يا أهل التنوير الى أين أصير ؟ , ولا أعلم هل صُمُّوا أم تصمّموا عني
فقلت في نفسي انظر الى الجانب المُشرق فها أنت (تُساق) بعيداً عن حضانتك التي فيها رُبّيت وبالتحجّر غُذّيت ! ..
ومضى زمنٌ ليس باليسير وقُطِع شوطٌ جِدُّ عسير فظننت أننا ندور في حلقة مفرغة , أليس هذا المكان الذي أخرجتموني منه ؟ أليس هذا البناء ..هو بناء حضانة ؟ أليست هذه الرجالات .. رجالات حراسة ووصاية ؟! بل لا حاجة للبُعد والتمادي , أليس ما كبّلتموني بها قبلاً =هو عينُ ما كسرتموه عني زعماً ؟!
فتبيّن لي ما كان خافياً واتّضحَ عندي ما كان خافتاً , واستحضرت فور التبيّن والتثبّت قول المتنبي :
إذا رأيتَ أنياب اللّيث بارزة .,. فلا تظنّن أنّ اللّيث يبتسمُ
--
نكمل لاحقاً
أعتذر عن تحجيبها بعد اغرائها لكن راحة لأناملي واستدعاءاً لفكري فقد خنست قريحتي ودليل الخنوس ظاهر فقد افتطرتُ بمقال وأنتهيت برواية !!
وقد ارتجلت في هذا الصباح المليح على غير العادة , فأنا ممن يؤثرون الدّعة ويماطلون طلباً له :) , وهذا الموضوع هو جواب طلب من غير واحد من أسيادي هنا ,فقد ثرّبوا علي انقطاعي وعاتبوني على قلة مدخلاتي , فلعلّ في هذا ترضية ولقلوبهم عليّ تصفية .
همسة في أذن بني علمان
.,.
كلمة لابد أن تستحضر على طول المقال-الروائي- وتُسقَط على أي شكل وحال
وهي قول ابن الخطاب رضي ربي عنه (( نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام فما ابتغينا العزة بغيره إلا أذلّنا الله ))
خرجت علينا دعاوى التعقّل والتحرر لنبذ ما نحن فيه من تحجّر وتجحّر , وأخذوا بأيدينا أوصياءاً (!) الى ساحل المنطق وشاطئ العلم , وأخرجونا-كما زعموا- من تلك البيوتات الطينية الضيقة الى فضاء الفكر وعالم النور .
وتعنّوا بحشو أسماعنا وأدلجة عقولنا بشعارات من مثيل (الى متى والمكوث في حضانات أصحاب اللحى ؟!)( الى متى وأنتم تجدّدون عقد الوصاية عليكم لهم بدعوى عقد الوكالة عندهم ؟!)
(الى متى وأنتم لعقولكم مأجّرين ولأداة منطقكم منهم مستعيرين ؟!)(الى متى وهذا الرضوخ للأشخاص دون الأفكار؟!) .. وددت لو أقول (الخ) لكن تذكرت أن هذه التهم تجسّدت على شكل عجل لا نهاية لدورانها , ففور ما تنتهي لا تلبث الا أن تعود !
فحملنا أنفسنا على ما تكره وخرجنا من ظُلمات الكهوف ووصاية الحضانات-كما نعتوها- وعلّقنا عنهم العقود =فلعلنا نعود ! , أقول فخرجنا وقد لُبّسنا شعارات القوم كما تلبّس شياه المسلخ الأرقام , وأنطلقنا نرفعها بقولنا : لا للوصاية ونعم للتحرير, لا للتحجر ونعم للتفكير , لا للخنوع لحضانة وهيّا فل نبني حضارة
أنطلقت هذه الشعارات وتعالت هذه الصيحات , فتأملتا فوجدتها لا تعدوا أن تكون عبارات مجرّدة وجمل مزوّرة ! تحمل الإنسان على الفتنة ولكنها قد تقوده الى محنة !
فإن على الضد من أقوالهم أقوالٌ لا تختلف عنهم من جهة التهييج والتأثير وإنما الإختلاف في التنظير , فمن هنا كانت البداية بداية التقصي للاختبار كي لا أقع في الشّرَك الذي أخرجوني منه بلا اختيار!
فأول ما عملت به هو قول الحكيم ابن خل البغدادي :
في زخرف القول تزيينٌ لباطلهِ .,. والحق قد يعتريه سوء تعبيرِ
وتقول هذا مجاج النحل تمدحه .,. وإن ذممت فقل قيءُ الزنابير
مدحاً وذماً وما غيرتَ من صفة .,. سحر البيان يرى الظلماء كالنور
فأحببت بكوني متحرّراً من الوصاية -كما علموني- ومتمنطقاً في التفكير -كما لقنوني- وبعيداً عن التحجر -كما أخرجوني- , أقول فأحببت أن أبحث وأسبر وأفتّش وأنظر , فلا مجال للعودة للرق بعد الحرية !
فسائلتهم عن أفكارهم وباحثتهم في قاعاتهم , فلم أر سوى التجهّم والعبس والتقنّط والدّلس , وخشيت أن يكون ما خَطَر لي أن يكون , فانتظرت واحتسبت وقلت لعلي عجول في حصول ذلك المأمول , وتذكرت قول الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه .,. يكون وراءه فرجٌ قريب !
مرّت الشعارات تلو الشعارات والعبارات تلو العبارات , وأنا ما زلتُ منتظراً لذلك المنطق الحر الوسيم الذي يمتطي العقل المفكّر الرزين أن يخطبني .. ويدفع لي مهري وبرهاني .. ويكسب ودّي بانتمائي
وفجأة سمعت أصواتاً مألوفة , ورأيت شُرَطاً مأفونة .. فها أن أسمع ما كنتُ قد عُلِّمتُ أن استنكره ورأيت ما وُجّهتُ بأن أحذره .. ها أنا أسمع (افعل ولا تفعل) ها أنا أرى أمراً ونهيا ! ها أنا أذوق سوط الوصاية وأكبّل بسلسلة الولاية !
يا دعاة التحرير الى أين أُساق ؟ يا أهل التنوير الى أين أصير ؟ , ولا أعلم هل صُمُّوا أم تصمّموا عني
فقلت في نفسي انظر الى الجانب المُشرق فها أنت (تُساق) بعيداً عن حضانتك التي فيها رُبّيت وبالتحجّر غُذّيت ! ..
ومضى زمنٌ ليس باليسير وقُطِع شوطٌ جِدُّ عسير فظننت أننا ندور في حلقة مفرغة , أليس هذا المكان الذي أخرجتموني منه ؟ أليس هذا البناء ..هو بناء حضانة ؟ أليست هذه الرجالات .. رجالات حراسة ووصاية ؟! بل لا حاجة للبُعد والتمادي , أليس ما كبّلتموني بها قبلاً =هو عينُ ما كسرتموه عني زعماً ؟!
فتبيّن لي ما كان خافياً واتّضحَ عندي ما كان خافتاً , واستحضرت فور التبيّن والتثبّت قول المتنبي :
إذا رأيتَ أنياب اللّيث بارزة .,. فلا تظنّن أنّ اللّيث يبتسمُ
--
نكمل لاحقاً
أعتذر عن تحجيبها بعد اغرائها لكن راحة لأناملي واستدعاءاً لفكري فقد خنست قريحتي ودليل الخنوس ظاهر فقد افتطرتُ بمقال وأنتهيت برواية !!
وقد ارتجلت في هذا الصباح المليح على غير العادة , فأنا ممن يؤثرون الدّعة ويماطلون طلباً له :) , وهذا الموضوع هو جواب طلب من غير واحد من أسيادي هنا ,فقد ثرّبوا علي انقطاعي وعاتبوني على قلة مدخلاتي , فلعلّ في هذا ترضية ولقلوبهم عليّ تصفية .