ابن بدر المصري
12-17-2004, 09:15 AM
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه . . .
من خلال حواراتي في هذا المنتدى وجدت توجها عجيبا لدى أكثر من ملحد للطعن في المعارف الدينية بحجة أنها غير يقينية .. و أنه لا سبيل لليقين إلا بأن يكون لكل شخص نبي خاص به بل ربما لا يتيقن إلا بعد أن يرى الله جهرة و يخاطبه كفاحًا .. عندها قد ينظر الملحد في أمره و يؤمن !!
و الرد على هذا الطرح العجيب يكون باستعراض المعارف البشرية التي اتفق عليها العقلاء من الناس ، و هي رغم كونها لا تفيد اليقين إلا أنها ليست محلاً للطعن ؛ لأن المعلومة التي تفيد غلبة الظن عبارة عن شيء واقع في الخارج و لا يجوز الطعن فيها لوهم في الذهن . فإن كان لدى المعترض دليل واقع يبيح التشكيك فليكن ، أما الطعن بلا دليل فهو مردود على صاحبه .
و قد يعترض أحدهم قائلاً : علماء المسلمين بشر غير معصومين و يخطئون ، فكيف يجوز تصديق كلامهم ؟
و كنت قد رددت على هذا الكلام في حوار سابق قائلاً :
كون البشر يخطئون هو مما لا خلاف فيه ، و لكنه لا يكفي للقدح في العلم الذي أسسه البشر ، لأن هناك فرق بين الصفة و الفعل : فأنت مثلا اسنان ناطق و لكن هل يعني هذا أنك نطقت الشهادتين ؟
و انت انسان ذو يدين ، فهل يعني هذا أنك خنقت عصفور الكناري بيديك ؟
و هكذا . . .
لذلك فعندما نقول أن البشر يخطئون ، هذا لا يعني أنهم اخطئوا في جزئيات علم الحديث .. و من قال بذلك يلزمه الدليل ، أليس كذلك ؟
تماما كما يمكنني أن ادعي عليك انك نطقت الشهادتين ببساطة لأنك انسان ناطق .. ما رأيك أيها السيد في من يقول أنك نطقت الشهادتين لمجرد كونك ناطق ، هل هذا الشخص يحترم عقلك ؟
انتهى الرد .
و خلاصة الرد أننا لا نعارض في حقيقة أنه لا أحد معصوم - بخلاف الأنبياء - و لكن هذا لا يعني فساد العلوم البشرية و إلا لسادت الفوضى .. فمثلا شهادة أي شاهد لجريمة لا تعتبر يقينية و لكنها حجة امام القاضي إن كان هذا الشاهد ثقة و مشهود له بالأمانة و الصدق .. و كذلك شهادة والدتك بأن أباك هو أبوك الحقيقي لا تعتبر يقينية و لكنها معترف بها في الاوراق الرسمية و عند الميراث .. و الامثلة اكثر من أن تعد و تحصى .
بل الأعجب أن هذا الملحد اللايقيني قد يذهب للطبيب فيخبره بأنه في حاجة لعملية جراحية ، فيستجيب لكلام الطبيب و يعرض حياته للخطر تحت مشرط الجراح دون أن يخطر في باله أي هراء عن كون الطب و الجراحة علوم غير يقينية و أن الطبيب غير معصوم و أنه يخطيء .. إلخ ..
إنه فصام فكري يا أحبة !
إنهم يقولون ما لا يفعلون ، و هذا أبرز دليل على تهافت فكرهم الالحادي اللايقيني .. فلو كانوا يعتقدون صحة ما يقولون لما كان هذا حالهم في باقي العلوم لأننا نجدهم لا يطعنون إلا في سلامة العلوم الدينية .. أما العلوم المادية فهي فوق الشبهات !!
و قد نصحت أحدهم قائلاً :
(( الطريقة الوحيدة لمعرفة الحق هو فحص الاقوال و كيفية ورودها و من قالها و من وافقه و من خالفه و حجة كل طرف و الترجيح بينها ، و هكذا نصل للحق على الراجح . أما تكذيب الأئمة بلا دلبل أو بينة بل لمجرد كونهم غير معصومين فهذا ليس من احترام العقل في شيء ، بل هو اسلوب المتهوكين الذين لا يبغون سوى التشويش و التغبيش . ))
و العجيب أنه اتخذ من قولي (( على الراجح )) محلاً للطعن في كلامي لأنه لا يفيد التوكيد ، بل مجرد غلبة الظن ، فكان ردي . . .
هذا لا يفيدك كما تتصور لأن الراجح يعني الاقرب للصحة و لا يعدل إنسان عن الاقرب للصحة إلى غيره أبدًا .. و المعلوم من العقل بالضرورة أن كل معارفنا البشرية هي من هذا النوع ، و ما يفعله علماء الحديث هو ما يفعله الطبيب الذي يفحص و يشخص و يصف العلاج (( على الراجح )) و ما يفعله القاضي الذي يحقق و يدقق و ينطق بالحكم (( على الراجح )) و هكذا في جميع امور حياتنا .
فإن أردت أن تشكك في تشخيص الطبيب لزمك أن تتناوله من الناحية الطبية لا أن تقول أنه تشخيص و علاج على الراجح و ترفضه .
و نفس الشيء إن أردت أن تشكك في حكم القاضي لزمك أن تتناوله من الناحية القانونية لا أن تقول أنه حكم على الراجح و ترفضه .
هكذا يكون احترام العقل أيها السيد و ليس كما تفضلت .
انتهى الرد .
و الطريف أنهم حينما يعجزون عن الدفاع عن مذهب اللايقينية يهرعون لسبيل الطعن في الأئمة و تكذيبهم فيقول أحدهم :
و هل سمعت انت عن مدي فساد الحكام في عصور بني امية و بني العباس
و هل سمعت انت عن شراء الذمم بالاموال
هل سمعت عن المنافقين و اصحاب السلطان
هل سمعت عن بيع الضمائر
هل العلماء في كل العصور ملائكة معصومة
هل كل النسخ محفوظة
هل كل النساخ ينسخون لوجه الله
هل كل كتب الاحاديث الموجودة الان هي نسخة طبق الاصل
اما منهج البحث الاستردادي
فهل يقول اصحابه انه علم يقيني نتيجته 100 %
اخبرني بربك
انتهى كلامه .
فكان ردي من فوري . . .
و هل سمعت انت عن علماء الفيزياء و الفلك أصحاب الذمم الفاسدة و الرخيصة ؟
هل سمعت عن فساد ذمم أصحاب المختبرات العلمية ؟
هل سمعت عن مدى الفساد و النهم للمال المتوغل في نفوس الناس اليوم ؟
هل سمعت عن فساد ضمائر علماء الفيزياء و الفلك لأسباب ايديولوجية ؟
هل سمعت عن شيء اسمه تزوير الدليل العلمي ؟
هل سمعت عن عدم الامانة في البحث العلمي ؟
هل سمعت عن شراء الذمم بالاموال ؟
هل سمعت عن المتطفلين على موائد البحث العلمي ؟
هل سمعت عن بيع الضمائر و الذمم بالمال ؟
هل علماء الفيزياء و الفلك ملائكة معصومة ؟
هل كل كتب الفيزياء و الفلك الموجودة مطابقة للواقع ؟
و هل يقول اصحابها انه علم يقيني نتيجته 100% ؟
اخبرني بربك !
انتهى الرد .
و أضيف كذلك أنه من المعلوم تاريخيًا أن المأمون و المعتصم كانا من الذين يعتقدون بخلق القرآن و كانا يرهقان العلماء على هذا القول و يعاقبان من يخالفهما . فيلزم بالنظر لهذا الادعاء أن تكون كتب الحديث - لا سيما و أنها كتبت في عهد المأمون - مشحونة بأحاديث موضوعة تعضد مذهبه .. و رغم ذلك لا يوجد حديث واحد ينطق بخلق القرآن ، و إن وجد ما ينطق بأنه غير مخلوق .. و علماء أهل السنة اشتهروا بمنازعتهم الخلفاء في الكثير من الأمور و أنهم لم يخافوا حلول العقاب بهم .
و لو صح إدعاء الطاعنين في العلماء للزم وجود آلاف مؤلفة من الأحاديث الموضوعة وفق أهواء الخلفاء الأمويين و العباسيين ، و الواقع خلاف ذلك ، بل إنه لو وجد مثل هذه الأحاديث لما خفيت عن أنظار المحدثين النقاد .
و كلنا يعلم القصة الشهيرة للمتوكل مع ابن السكيت عندما طلب المتوكل منه المفاضلة بين ابنيه و بين الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فأجاب بأن قنبرًا خادم علي أفضل من ابني المتوكل ، فقتله في الحال .. و هذا دليل على عكس إدعاء الملحدين الطاعنين في علماء أهل السنة .
إذن ، ماذا تبقى للملحد اللايقيني ؟؟
لا شيء !
و الحمد لله رب العالمين .
ابن بدر المصري
من خلال حواراتي في هذا المنتدى وجدت توجها عجيبا لدى أكثر من ملحد للطعن في المعارف الدينية بحجة أنها غير يقينية .. و أنه لا سبيل لليقين إلا بأن يكون لكل شخص نبي خاص به بل ربما لا يتيقن إلا بعد أن يرى الله جهرة و يخاطبه كفاحًا .. عندها قد ينظر الملحد في أمره و يؤمن !!
و الرد على هذا الطرح العجيب يكون باستعراض المعارف البشرية التي اتفق عليها العقلاء من الناس ، و هي رغم كونها لا تفيد اليقين إلا أنها ليست محلاً للطعن ؛ لأن المعلومة التي تفيد غلبة الظن عبارة عن شيء واقع في الخارج و لا يجوز الطعن فيها لوهم في الذهن . فإن كان لدى المعترض دليل واقع يبيح التشكيك فليكن ، أما الطعن بلا دليل فهو مردود على صاحبه .
و قد يعترض أحدهم قائلاً : علماء المسلمين بشر غير معصومين و يخطئون ، فكيف يجوز تصديق كلامهم ؟
و كنت قد رددت على هذا الكلام في حوار سابق قائلاً :
كون البشر يخطئون هو مما لا خلاف فيه ، و لكنه لا يكفي للقدح في العلم الذي أسسه البشر ، لأن هناك فرق بين الصفة و الفعل : فأنت مثلا اسنان ناطق و لكن هل يعني هذا أنك نطقت الشهادتين ؟
و انت انسان ذو يدين ، فهل يعني هذا أنك خنقت عصفور الكناري بيديك ؟
و هكذا . . .
لذلك فعندما نقول أن البشر يخطئون ، هذا لا يعني أنهم اخطئوا في جزئيات علم الحديث .. و من قال بذلك يلزمه الدليل ، أليس كذلك ؟
تماما كما يمكنني أن ادعي عليك انك نطقت الشهادتين ببساطة لأنك انسان ناطق .. ما رأيك أيها السيد في من يقول أنك نطقت الشهادتين لمجرد كونك ناطق ، هل هذا الشخص يحترم عقلك ؟
انتهى الرد .
و خلاصة الرد أننا لا نعارض في حقيقة أنه لا أحد معصوم - بخلاف الأنبياء - و لكن هذا لا يعني فساد العلوم البشرية و إلا لسادت الفوضى .. فمثلا شهادة أي شاهد لجريمة لا تعتبر يقينية و لكنها حجة امام القاضي إن كان هذا الشاهد ثقة و مشهود له بالأمانة و الصدق .. و كذلك شهادة والدتك بأن أباك هو أبوك الحقيقي لا تعتبر يقينية و لكنها معترف بها في الاوراق الرسمية و عند الميراث .. و الامثلة اكثر من أن تعد و تحصى .
بل الأعجب أن هذا الملحد اللايقيني قد يذهب للطبيب فيخبره بأنه في حاجة لعملية جراحية ، فيستجيب لكلام الطبيب و يعرض حياته للخطر تحت مشرط الجراح دون أن يخطر في باله أي هراء عن كون الطب و الجراحة علوم غير يقينية و أن الطبيب غير معصوم و أنه يخطيء .. إلخ ..
إنه فصام فكري يا أحبة !
إنهم يقولون ما لا يفعلون ، و هذا أبرز دليل على تهافت فكرهم الالحادي اللايقيني .. فلو كانوا يعتقدون صحة ما يقولون لما كان هذا حالهم في باقي العلوم لأننا نجدهم لا يطعنون إلا في سلامة العلوم الدينية .. أما العلوم المادية فهي فوق الشبهات !!
و قد نصحت أحدهم قائلاً :
(( الطريقة الوحيدة لمعرفة الحق هو فحص الاقوال و كيفية ورودها و من قالها و من وافقه و من خالفه و حجة كل طرف و الترجيح بينها ، و هكذا نصل للحق على الراجح . أما تكذيب الأئمة بلا دلبل أو بينة بل لمجرد كونهم غير معصومين فهذا ليس من احترام العقل في شيء ، بل هو اسلوب المتهوكين الذين لا يبغون سوى التشويش و التغبيش . ))
و العجيب أنه اتخذ من قولي (( على الراجح )) محلاً للطعن في كلامي لأنه لا يفيد التوكيد ، بل مجرد غلبة الظن ، فكان ردي . . .
هذا لا يفيدك كما تتصور لأن الراجح يعني الاقرب للصحة و لا يعدل إنسان عن الاقرب للصحة إلى غيره أبدًا .. و المعلوم من العقل بالضرورة أن كل معارفنا البشرية هي من هذا النوع ، و ما يفعله علماء الحديث هو ما يفعله الطبيب الذي يفحص و يشخص و يصف العلاج (( على الراجح )) و ما يفعله القاضي الذي يحقق و يدقق و ينطق بالحكم (( على الراجح )) و هكذا في جميع امور حياتنا .
فإن أردت أن تشكك في تشخيص الطبيب لزمك أن تتناوله من الناحية الطبية لا أن تقول أنه تشخيص و علاج على الراجح و ترفضه .
و نفس الشيء إن أردت أن تشكك في حكم القاضي لزمك أن تتناوله من الناحية القانونية لا أن تقول أنه حكم على الراجح و ترفضه .
هكذا يكون احترام العقل أيها السيد و ليس كما تفضلت .
انتهى الرد .
و الطريف أنهم حينما يعجزون عن الدفاع عن مذهب اللايقينية يهرعون لسبيل الطعن في الأئمة و تكذيبهم فيقول أحدهم :
و هل سمعت انت عن مدي فساد الحكام في عصور بني امية و بني العباس
و هل سمعت انت عن شراء الذمم بالاموال
هل سمعت عن المنافقين و اصحاب السلطان
هل سمعت عن بيع الضمائر
هل العلماء في كل العصور ملائكة معصومة
هل كل النسخ محفوظة
هل كل النساخ ينسخون لوجه الله
هل كل كتب الاحاديث الموجودة الان هي نسخة طبق الاصل
اما منهج البحث الاستردادي
فهل يقول اصحابه انه علم يقيني نتيجته 100 %
اخبرني بربك
انتهى كلامه .
فكان ردي من فوري . . .
و هل سمعت انت عن علماء الفيزياء و الفلك أصحاب الذمم الفاسدة و الرخيصة ؟
هل سمعت عن فساد ذمم أصحاب المختبرات العلمية ؟
هل سمعت عن مدى الفساد و النهم للمال المتوغل في نفوس الناس اليوم ؟
هل سمعت عن فساد ضمائر علماء الفيزياء و الفلك لأسباب ايديولوجية ؟
هل سمعت عن شيء اسمه تزوير الدليل العلمي ؟
هل سمعت عن عدم الامانة في البحث العلمي ؟
هل سمعت عن شراء الذمم بالاموال ؟
هل سمعت عن المتطفلين على موائد البحث العلمي ؟
هل سمعت عن بيع الضمائر و الذمم بالمال ؟
هل علماء الفيزياء و الفلك ملائكة معصومة ؟
هل كل كتب الفيزياء و الفلك الموجودة مطابقة للواقع ؟
و هل يقول اصحابها انه علم يقيني نتيجته 100% ؟
اخبرني بربك !
انتهى الرد .
و أضيف كذلك أنه من المعلوم تاريخيًا أن المأمون و المعتصم كانا من الذين يعتقدون بخلق القرآن و كانا يرهقان العلماء على هذا القول و يعاقبان من يخالفهما . فيلزم بالنظر لهذا الادعاء أن تكون كتب الحديث - لا سيما و أنها كتبت في عهد المأمون - مشحونة بأحاديث موضوعة تعضد مذهبه .. و رغم ذلك لا يوجد حديث واحد ينطق بخلق القرآن ، و إن وجد ما ينطق بأنه غير مخلوق .. و علماء أهل السنة اشتهروا بمنازعتهم الخلفاء في الكثير من الأمور و أنهم لم يخافوا حلول العقاب بهم .
و لو صح إدعاء الطاعنين في العلماء للزم وجود آلاف مؤلفة من الأحاديث الموضوعة وفق أهواء الخلفاء الأمويين و العباسيين ، و الواقع خلاف ذلك ، بل إنه لو وجد مثل هذه الأحاديث لما خفيت عن أنظار المحدثين النقاد .
و كلنا يعلم القصة الشهيرة للمتوكل مع ابن السكيت عندما طلب المتوكل منه المفاضلة بين ابنيه و بين الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، فأجاب بأن قنبرًا خادم علي أفضل من ابني المتوكل ، فقتله في الحال .. و هذا دليل على عكس إدعاء الملحدين الطاعنين في علماء أهل السنة .
إذن ، ماذا تبقى للملحد اللايقيني ؟؟
لا شيء !
و الحمد لله رب العالمين .
ابن بدر المصري