المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه



الصفحات : [1] 2

أبو فراس السليماني
11-24-2012, 05:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أصل التوحيد


بقلم
الشيخ لطف الله خوجه

جزاه الله تعالى خيراً
===================

لا نعلم أمراً اجتمع كثير من الناس على التفريط فيه والغفلة عنه ونسيانه
كاجتماعهم على التفريط في الدعوة إلى سؤال الله وحده، وترك سؤال المخلوق؛
فهذا الأمر بالرغم من كونه أصل التوحيد والدين،
إلا أنه ما زال مجهولاً عند أكثر الناس، العامي منهم والمتعلم،
ولا تكاد تجد أحداً يذكّر به، أو يلفت النظر إليه،


بل جُلّ المواعظ منصبة على التحذير من الذنوب،
والتحذير من كيد الأعداء، والحض على المسارعة في الطاعات،
أما هذا الأصل الكبير فقلّ من يتكلم به،
مع أن القرآن يوليه الأهمية الكبرى،
والسنة تفسح له مكاناً كبيراً بالتفصيل والبيان البليغ،
حتى ليخيل إلى المتأمل أن الدين كله في سؤال الله وحده.



فإذا تتبعنا آي القرآن وجدناها تحرض على سؤال الله - تعالى -، وتأمر به:

ـ تارة ببيان أن الفضل له. يقول - تعالى -:
{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ}
[النساء: 32].






ـ وأخرى ببيان قربه من عباده، وسماعه كل ما يسألونه، وإجابته لهم.





يقول - تعالى -: ـ
{وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ}
[البقرة: 186].



ـ وثالثة بوعيد من استغنى، فلم يرفع حاجاته إلى الله - تعالى -، واستكبر عن سؤاله.

يقول - تعالى -: ـ
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
[غافر: 60]

ـ ورابعة بالترغيب في سؤال الله وحده،
والتنفير من سؤال الخلق، بوصفهم لا يملكون شيئاً.

قال الله - تعالى -:
{ إنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إفْكًا
إنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا
فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ
وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[العنكبوت: 17]


ويقول:

{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْـمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[الملك: 1].

ويقول:
{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْـمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا *
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا
وَلايَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاحَيَاةً وَلا نُشُورًا}
[الفرقان: 2 ـ 3].

ـ خامسة بالثناء الكبير على المستعفين المستغنين عن سؤال الناس.

يقول الله - تعالى -: ـ
{لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْـجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ
تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْـحَافًا}
[البقرة: 273].





والآيات في هذا المعنى كثيرة.





وإذا التفتنا إلى السنة وجدناها تفصِّل في هذه القاعدة تفصيلاً دقيقاً:




ـ فتارة ينهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسأل أحد شيئاً لا يحل له فيقول:

«ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم».



ـ وأخرى يحث على العمل والتكسب حتى لا يتعرض لسؤال الناس فيقول:

«لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو فيحتطب،
فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس».




ـ وثالثة يخبر بأن الجنة ثواب من عفَّ عن سؤال الناس.

يقول ثوبان - رضي الله عنه - :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً فأتكفل له بالجنة؟
فقلت: أنا.
فكان لا يسأل أحداً شيئاً».



ـ وفي الرابعة يبلغ به الحرص لتأصيل هذا الركن فيجعله من بيعته لأصحابه؛

فعن عوف بن مالك الأشجعي قال:
«كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة أو ثمانية أو سبعة،
فقال: «ألا تبايعـون»؟ ـ
وكنا حديثي عهد ببيعة ـ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله!
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟
فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله!
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟
فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رســول الله! فعــلامَ نـبايعــك؟

قال: على أن تعبـدوا اللــه، ولا تشركوا به شيئاً،
والصلوات الخمس وتطيعوا.
وأسرَّ كلمة خفية: ولا تسألوا الناس شيئاً؛

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم
فما يسأل أحداً يناوله إياه».




ـ وخامسة لكون هذا الأمر من أصول الدين؛
فقد كان يبادر به الصبيان والصغار، فيأمرهم به، كما كان يأمرهم بالصلاة لسبع،

فها هو يقول لابن عباس - رضي الله عنهما - وهو غلام صغير:


ـ «يا غلام! إني أعلمك كلمات:
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ».

ويؤكد له هذا المعنى بقوله:
«واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام، وجفت الصحف» .




ـ وسادسة كان - عليه الصلاة والسلام - يستغل كل مناسبة وحادثة؛
ليبين للناس أن سؤال الله - تعالى - أجدى لهم من سؤال غيره،

فيقول:
«من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته،
ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله
فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» .



ـ وعن أبي سعيد الخدري أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم،
ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده،


فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم،
ومن يستعفف يعفه الله،
ومن يستغن يغنه الله،
ومن يتصبر يصبره الله،
وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر».





وقد انتفع الصحابة من موعظة النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم،
ورسخت فيهم هذه القاعدة؛ فكانوا لا يسألون أحداً شيئاً،
كما مر معنا في حديث عوف وثوبان.

جاء حكيم بن حزام فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه،
ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه،
فقال: «يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة،
فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،
ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه،
كالذي يأكل ولا يشبع..
اليد العليا خير من اليد السفلى.

قال حكيم: فقلت: يا رسول الله!
والذي بعثك بالحق،
لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً، حتى أفارق الدنيا»؛

فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعــو حكيماً إلــى العــطاء فيأبى أن يقبله منــه،

ثم إن عمــر - رضي الله عنه - دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئاً،

فقال: «إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم،
أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه»،
فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي.


ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأمرهم بما يأمرهم به
إلا ممتثلاً قولاً وعملاً لما يدعو إليه،
وذلك كان له أبلغ الأثر في قلوبهم وسلوكهم؛
ففي رحلة الهجرة قدم له أبو بكر راحلة ليركبها فأبى إلا بالثمن.


ومن هنا فلقد تربى الصحابة على سؤال الخالق وحده وترك سؤال المخلوق،
ولو كان هذا المخلوق هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛
فلم يكونوا يسألونه شيـئاً مـن أمـر الدنيـا،
بل كـانوا يسـألون اللـه - تعالى - ويطلبونه منه قبل كل شيء.


ـ «لما نزلت براءة عائشة قالت لها أمها: قومي إلى رسول الله!
قالت: والله لا أقوم إليه،
ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي».

ـ «ولما نزلت توبة كعب بن مالك جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له:
«أمن عندك أم من عند الله»؟
قال: «لا؛ بل من عند الله».


لم يغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا السؤال،
ولم يعدَّ موقفه وموقف عائشة - رضي الله عنهما - من سوء الأدب؛
لأنه هو الذي رباهم على هذه القاعدة التي هي من أصول الدين،
وليس في ذلك سوء أدب، بـل هـو الأدب كلـه مع اللـه تعالـى؛

حيــث لا ينبغي لأحد أن يقدم على حق الله - تعالى -
حق أي من البشر، ولو كان نبياً.


ولقد كان الأصل في كبار الصحابة
أنهم لا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً لأنفسهم،
هذا في أمور دنياهم،

أما في أمور دينهم فقد كانوا ينتظرون ما يأتي به،
ولم يكونوا يتقدمون بين يديه،
وكان من أدبهم أنهم لم يسألوه إلا أربع عشرة مسألة كلها في القرآن

كقوله - تعالى -: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ... }
[البقرة: 215].





نعم! قد كان بعض الصحابة الذين لم يلازموا رسول الله الملازمة الكاملة
يسألونه شيئاً من أمور الدنيا؛
فما كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يترفق بهم،
ويربيهم، ويدلهم على الأحسن والأفضل.



ـ عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
«ادع الله أن يعافيني! قال: إن شئت دعوت لك،
وإن شئت صبرت فهو خير لك»؛


فخيّره بين أمرين ورغّبه في الصبر،
ووصف ذلك بأنه خير له من دعائه له،



لكنه قال: ادعه! فأمره أن يتوضأ، فيحسن الوضوء، فيصلي ركعتين،
ويدعو بهذا الدعاء:


«اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة،
يا محمد! إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، لتقضى لي، اللهم فشفعه فيَّ».



رغبه في دعاء الله والالتجاء إليه وحده،
لكن لما أصر على دعائه له علمه شيئاً فيه خير له،
فأمره بالدعاء مع دعاء النبي له، وهذا فيه غاية النصح؛
حيث علمه أن يرغب إلى الله، ولا يكتفي بدعاء أحد له،
ولو كان هذا الداعي هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.



ـ ومثل هذا أن امرأة كانت تصرع فسألت النبي أن يدعو لها،


فقال لها: «إن شئت صبرتِ ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك»،


وهذا أيضاً في نفس المعنى، إذ خيَّرها بين الدعاء وبين الصبر،
وجعل صبرها ورغبتها إلى الله - تعالى - خيراً من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لها.
ومثل هذا كثير.


في كل ذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
يحرص على تعليق قلوب الصحابة بالله - تعالى - بالسؤال والرغبة،


ويصرفهم عن سؤال غيره مهما كان شأنه،
ولولا أنه من أصول الإيمان والدين لما اعتنى به هذه العناية.




وبعد: فقد رأينا كيف حرص الشارع على ترسيخ هذه القاعدة في نفوس الناس،
والدارس المتعمق لهذه القضية في النصوص الشرعية وأحوال الرسل والأنبياء
لا يتردد لحظة أن يخرج بقاعدة مفادها أن:



«أصل التوحيد سؤال الله - تعالى -،
وأصل الشرك سؤال غير الله تعالى».




تشرَّب الصحابة تلك القاعدة العظيمة،
فتلاشى من بينهم التنازع والتناحر على الدنيا، وأخلصوا عملهم لله - تعالى -،
وكان ذلك من أهم أسباب ثباتهم على دينهم من بعده.



لما مات - صلى الله عليه وسلم - قام تلميذه الأول أبو بكر - رضي الله عنه - في الناس خطيباً فقال:


«أما بعد: من كان منكم يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات،
ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت،


قال - تعالى -:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }
[آل عمران: 144]».




فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - علمهم
أن يعبدوا الله وحده، ويسألوه وحده كل شيء:


«ليسأل أحدكم ربه حاجاته كلها، حتى شسع نعله إذا انقطع».




فلـما مـات كانـت قلـوبهم قد اتصـلت بـربهـا الحـي الـذي لا يمـوت،
فتـسلت وصـبرت وثـبتـت فـلم تنـتكس،
وقـامـت بمـا علـيها من واجب تجاه ديـنـها،
ولـو كـان النـبـي - صلى الله عليه وسلم - ربـاهم على التعلـق بـه لا بـالـلـه - تعالى -
لما كان منهم ذلك، بل لما انتشر الدين، ولما عزّ الإسلام من بعد.




إن الصحابة عاشوا وهم يحملون في قلوبهم تعظيم الله وحده والثقة به،
وسؤاله على الدوام كل صغيرة وكبيرة؛
ولذا كانوا نموذجاً فريداً في التاريخ
من حيث التحمل والصبر والبذل والثقة بالله - تعالى - والإيمان.




ـ لما كتب أبو عبيدة عام اليرموك إلى عمر يستنصره على الكفار،
ويخبره أنه قد نزل بهم جموع لا طاقة لهم بها،
فلما وصل كتابه بكى الناس،
وكان من أشدهم عبد الرحمن بن عوف، وأشار على عمر أن يخرج بالناس،
فرأى عمـر أن ذلـك لا يمكن،
فكتب إلى أبي عبيدة يقول:


«مهما ينزل بامرئ مسلم من شدة،
فيُنزلها بالله، يجعل الله له فرجاً ومخرجاً؛
فإذا جاءك كتابي هذا فاستعن بالله وقاتلهم».




إن موقف عمر - رضي الله عنه - يعد في ميزان كثير من الناس
إلقاءً بالنفس إلى التهلكة، وتعرضاً للهزيمة المؤكدة،
لكن عمر كان يعلم أن النصـر من الله - تعالى -،



ولأن قلبه معلـق باللـه - تعالى - لم يتعود إلا سؤاله،
ولم يغفل في تلك اللحظة الحرجة حين جاءه الكتاب عن الحقيقة التي تربى عليها،
وتذكر أن اللـه - تعالى - فوق كل شيء،
وقال ما قال بثـقة كاملة وإيمـان راسخ.





بعد أن عرضنا النصوص والآثار في المسألة
بقي أن نعرِّج إلى فوائد سؤال الله - تعالى -
ومفاسد سؤال الخلق التي بها نؤكد صدق تلك القاعدة السابقة،
وموافقتها لما جاء عن الشرع.



إن الذي يعتاد سؤال الله - تعالى - وحده ينعم بنعمتين كبيرتين:

ـ الأولى: لذة المناجاة.

ـ والثانية: محبة الله.



أما عن لذة المناجـاة: فالإنسـان لـه حوائج لا تنتهي، ومسائل لا تنـقضي،
فـإذا كان لا يسأل إلا الله - تعالى -، فإنه يكون دائم الصلة به،
وذلك يفتح له باب معرفة الله - تعالى -.


هذه المعرفة وتلك الصلة من خلال التضرع والسؤال الملحّ
تفتح على الإنسان من أبواب الرحمة والإيمان ما لم يكن يعلم؛
فيجد لذة الإيمان ولذة المناجاة؛
فالقرب من الرحيم الكريم العظيم يورث النفس طمأنينة وسعادة؛
بخلاف الذي لا يسأل الله - تعالى - فإنه يفقد الصلة به،


وإذا لم يتصل بالله اتصل بغيره من المخلوقين،
والاتصال بالمخلوقين وذكرهم بلية وداء،

كما يذكر عن عبد الله بن عون قوله:
«ذكر الناس داء، وذكر الله دواء».



فهـذا التـوجه إلـى الـله - تعالى - يعـود بالأثـر الطيــب عـلى النفـس.
كمـا يـذكـر عـن بعضـهم قـولـه:


«إنـه ليــكون لـي إلى الله حاجـة، فأدعـوه،
فيفتـح لـي مـن لذيـذ معـرفته، وحـلاوة منـاجاته،
مـا لا أحـب معـه أن يعـجل قضـاء حاجتـي،
خـشيـة أن تنـصرف نـفـسي عـن ذلـك؛
لأن النـفس لا تـريـد إلا حـظها، فإذا قضت انصرفت»،


وصدق الله - تعالى - حين قال:
{ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
[النساء: 19].



وأما عن محبة الله - تعالى -:

فإن الإنسان إذا كان لا يسأل إلا الله،
عرف الله - تعالى - حق المعرفة من إجابته له؛
فما يسأل الإنسان ربه شيئاً من الخير إلا أعطاه،
فإذا جرب سؤاله على الدوام، رأى كيف يكون إكرام الله له،
من حيث الإجابة، أو صرف السوء، أو ادخار الحسنات له،


كما جاء في الحديث أن الداعي له إحدى ثلاث:


ـ إما أن يعجل له بالإجابة،
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها،
وإما أن يدخر له.


وهذا مما يولد في قلبه المحبة لله تعالى؛
حيث يراه محسناً رحيماً به، رؤوفاً كريماً جواداً،
عفواً غفوراً تواباً براً رزاقاً؛

فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها،
والذي يعتاد سؤال الله
يعرف مدى إحسان الله - تعالى - إليه في قضاء حوائجه كلها.





كل هذه المزايا والبركات غير حاصلة في سؤال المخلوق،
بل سؤال المخلوق فيه مفاسد كثيرة، منها:


ـ أولاً:سؤاله يورث القلب الظلمة والألم؛ لأنه اتصال بمن خُلق ظلوماً جهولاً،
والاتصال بالظالم الجاهل يؤثر في النفس بالظلمة والجهل.


ـ ثانياً:التعلق بهم إن هم أجابوه حباً وخضوعاً وطاعة،
وهذا فيه طعن في توحيده وإخلاصه لله - تعالى -.


ـ ثالثاً:أنه يبقى في منّتهم وعلوهم عليه وذله لهم،
ومثل هذه عبودية لا تنبغي إلا لله - تعالى -.


ـ رابعاً:أنه يجب عليه أن يكافئهم؛ فقد لا يقدر فيبقى أسيراً لهم،
كما قال بعضهم: (ما وضعت يدي في قصعة أحد إلا ذللت له).

ـ وقال بعضهم: «احتجْ إلى من شئت تكنْ أسيره،
واستغنِ عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره».


وقد يقدر على المكافأة، لكن لا يمكنه ذلك إلا بخرق دينه والتنازل عن مبادئه.

وإذا قدر على المكافأة دون أن يخرب دينه
فلا أقل من أن يكون قد استهلك زمناً من عمره في همّ قضاء الدين
ما لو قضاه في سؤال الله والسعي في الرزق لكان خيراً له.



ـ خامساً: ذلك حال إجابتهم سؤاله،
أما إذا لم يجيبوه فالنتيجة التنازع والتناحر والقطيعة والتباغض والحقد والحسد؛
فكم من عداوات وقعت، وأرحام تقطعت،
وأحوال طيبة تبدلت بسؤال سائل لم يجد إجابة أو عوناً!



ـ سادساً: وأخطرها أنها تفضي بكثير من الناس إلى التعبد لغير الله تعالى؛
والإسلام حرص غاية الحرص على سد كل منافذ الشرك والعبودية لغير الله تعالى؛


فمن ذلك: أنه منع الواسطة بينه وبين خلقه،
وأمر بالسؤال منه مباشرة،
ونهى عن اتخاذ الشفعاء لأمرين:


ـ الأول: حتى تكون العبادة خالصة له.

ـ الثاني: حتى لا يُحرم الإنسان فرصة القرب من الله والقبول. وبيان هذا:


أن الإنسان أذل ما يكون في حالين:
ـ الأول: بعد الذنب.
ـ الثاني: حين الحاجة.



أمـا بعـد الذنــب: فشعـوره بعِظَــم ما أتـى وانكسار نفسـه،
وخـوفه مـن الـله - تعالى - والحيــاء منــه؛
هـي فرصـته للإقبـال علـى اللـه - تعالى -،والفـوز بالـتوبة والقـرب؛
حيـث إن اللـه - تعالى - يـحـب مــن عبـده الانكــسار لـه والذل والخضوع،
وهو يكره العُجب والكِبْر ولو بالطاعة؛
فمن انكسر له وذل وخضع رفعه وقرَّبه.
فعلى العبد أن يستغل فرصة الندم والذل والانكسار بعد الذنب بسؤال الله وحده أن يغفر له.



والشيطان في هذه اللحظة
أحرص ما يكون على استغلال هذا الظرف العصيب
بالغواية والوسوسة:


بأن الله لن يقبل الإنسان وهو على هذه الحال؛
فهذا ما فعله مع المشركين قديماً؛
حيث أغراهم وزين لهم أن الله - تعالى - لن يقبلهم وهم متلطخون بالمعاصي،
إلا بأن يتوسلوا بالصالحين الطاهرين؛
فاستجابوا لوسوسة الشيطان،
وفوَّتوا على أنفسهم فرصة المغفرة والقبول والقربى،
وانجرّوا إلى الشرك؛
بما صنعوا من التوجه إلى غير الله - تعالى - وسؤالهم باسم الشفاعة والوسيلة.





وقد وقع مثل هذا في المسلمين،
حيث صار منهم من يعبد الأولياء والأضرحة باسم الولايـة،
وجعلوهم الواسطة بينهم وبين اللــه،
وهـذا هو بعينـه ما فعلـه المشـركون،
والله - تعالى - كره ذلك منهم، وكفرهم به؛ حيث قال:



{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ
قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ
سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
[يونس: 18].

إن الله - تعالى - يقبل سؤال العبد أن يغفر له مهما أتى من الذنب.
ـ ألم يغفر الله - تعالى - لمن قتل مائة نفس ؟
ـ ألم يغفر لبغِيٍّ سقت كلباً من عطش، فشكر الله لها فغفر لها ؟


ـ وهو الذي يقول:

( يا ابن آدم!
إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.
يا ابن آدم!
لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
يا ابن آدم!
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة ).



كل هذا تأكيد وتحريض من الله - تعالى - لعباده
أن يسألوه وحده كل شيء من أمور الدنيا والآخرة؛
حتى لا يفتحوا على أنفسهم باب الشرك.




ـ وحين الحاجة: يكون الإنسان أذل ما يكون لمن يقضي حاجته، والله - تعالى - يحب من عبده الذلة له، فإذا ترك سؤال الله - تعالى - وتوجه إلى سؤال المخلوق ذل لمن لا يستحق أن يذل له، وترك من يستحق أن يذل له.


إن خزائن الله ملأى لا تنفد، والله يرزق بغير حساب؛ فينبغي لنا:


1 ـ أن نثق بالله - تعالى -، وندعوه ونحن موقنون بالإجابة،
كما قال - عليه الصلاة والسلام -:
«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».


2 ـ أن ندعوه تضرعاً وخفية، كما قال - تعالى -:
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ}
[الأعراف: 55].


3 ـ أن ندعوه بعزم وإلحاح. قال - عليه الصلاة والسلام -:
«إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة،
ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني؛ فإن الله لا مستكرِه له».


4 ـ أن لا نستعجل الإجابة. قال - عليه الصلاة والسلام -:

«يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل،
قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟
قال: يقول: قد دعوت فلم أرَ يستجاب لي،
فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء».



فإذا فعلنا ذلك
رأينا كيف يكون إكرام الله - تعالى - لمن دعاه؛
فالله - تعالى - يفرح بدعوة العبد له؛

وهذا بعكس المخلوق فإنه يغضب من السؤال،
لشعوره بالنقص والفقر.



قال ابن تيمية:

«فالرب - سبحانه - أكرم ما تكون عليه أحوج ما تكون إليه وأفقر ما تكون إليه،

والخلق أهون ما تكون عليهم أحوج ما تكون إليهم؛
لأنهم كلهم محتاجون في أنفسهم؛
فهم لا يعلمون حوائجك، ولا يهتدون إلى مصلحتك،
بل هم جهلة بمصالح أنفسهم؛
فكيف يهتدون إلى مصلحة غيرهم؟ ».



ـ كلما اعتاد الإنسان سؤال الله - تعالى -
فتح لنفسه أبواب الإيمان والتوحيد،
وأغلق عنها أبواب الشرك.


ـ وكلما اعتاد سؤال المخلوق
فتح على نفسه باب الشرك،
وأغلق عنها باب التوحيد؛



ولأن هذه القاعدة من قواعد الإسلام العظيمة
فقد لفتت نظر العلماء، فبنوا عليها أحكاماً فقهية:


ـ فالحج لا يجب بالهبة؛
فمن لم يملك الزاد والراحلة لم يجب عليه قبول الهبة من أجل أن يحج،
ولو كان الفريضة، حتى لا تكون للمخلوق عليه منّة.


قال ابن تيمية في شرح العمدة:
«فإن كان قادراً على تحصيله بصنعة أو هبة أو وصية أو مسألة أو أخذٍ من صدقة أو بيت المال لم يجب عليه ذلك» : أي الحج.


ـ وكذا لا يلزم قبول الهبة لمن عدم السترة في الصلاة،
مع كون ستر العورة من شروط الصلاة،


جاء في الروض المربع:
«وإن أعير سترة لزمه قبـولها»؛
لأنه قادر عـلى سـتر عــورته بلا ضرر فيه،
بخلاف الهبة للمنة، ولا يلزمه استعارتها».





ولأجل ما سبق قال الإمام ابن تيمية:

«سؤال الخلق في الأصـل محـرم، لكـنه أبيـح للـضـرورة،
وتـركـه توكلاً على الله - تعالى - أفضل»
وأسند ذلك إلى الإمام أحمد - رحمه الله -.



فهذه قاعدة مهمة:

أن الأصل في سؤال الخلق أنه محرم،
لكن لما كانت بعض حاجات الناس لا تقضى إلا بالسؤال فيما بينهم،
حتى يتم التعاون والمودة والتكافل أباح الله هذا السؤال،
على أن لا يتجاوز الحد؛ بحيث لا يكون هو الديدن والأصل،
فيسأل كل شيء من غير تفريق بين ما يحسن وما لا يحسـن،
ولا بين الضروري وغير الضروري،


وإذا تعرض لسؤال اضطراراً فيجب عليه أن يرُد بالمثل،
ويجتهد في الرد بأحسن من ذلك،
فإن لم يقدر لضيق في رزقه فليجتهد في الدعاء لمن أسدى إليه معروفاً.



يقول - عليه الصلاة والسلام -:
(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه،
فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له،
حتى تروا أنكم قد كافأتموه».



وبعد هذا العرض حول هذه القضية الخطيرة المهملة
ليس أمامنا طريق نسلكه نعلم عاقبته إلا هذا الطريق:


ـ فأوْلى ما نربي نفوسنا عليه هو تربيتها على سؤال الله وحده.

ـ وأوْلى ما نربي أولادنا وأهلينا عليه هو ذلك.

ـ وأوْلى ما نربي الناس عليه هو هذا الأمر العظيم.



ويقيني أننا لو أخذنا بهذا المبدأ تعلماً وتعليماً ودعوة وترسيخاً بالتكرار،
في كل مناسبة وحادثة، كما كان - عليه الصلاة والسلام - يفعل؛
فإن ذلك سيحل كثيراً من المشكلات التي تعترض طريقنا في هذه الدنيا،
من أصغر شيء إلى أكبره،
من الذنب الصغير إلى الذنب الكبير،
من الصغيرة إلى الكبيرة إلى الشرك، كلها ستحل،
وكل أخطائنا ستتلاشى،


وكل شيء في حياتنا سيحسن وسيطيب،
كما طابت حياة الصحابة والصالحين،
فلتكن هذه القاعدة المهمة منا على بالنا في كل وقت وآن! .



http://khojah.co/news_130.html

مبلغ
11-27-2012, 05:42 AM
أعتقد أن، أصل التوحيد هو تحقيق ( لا إله إلا الله )
فلا يصرف لغير الله سبحانه أي شيء من التقديس...
ويجب أن يحسب البشر على أنهم لسيوا إلا بشرا ( سواء الأنبياء أو الانصار والحواريين أو الصحابة و التابعين )
فلا تقديس لغير الله سبحانه ولا عبادة إلا لأوامره سبحانه ولحكمه الذي أنزله على رسله..
ولا نحتاج إلى كثير من التفصيل في هذا الأمر فكل إنسان يعرف ما في قلبه من إخلاص (لمولاه الحق) و ما فيه من عاطفة ومحبة لغير الله سبحانه ، تجاه أي شيء آخر...!

أبو فراس السليماني
11-27-2012, 03:56 PM
بارك الله فيكم أخانا الكريم
وأحسن الله إليكم

مبلغ
11-30-2012, 11:37 PM
بارك الله فيكم أخانا الكريم
وأحسن الله إليكم

وفيك أخي الكريم ...
وأسأل الله الحليم العظيم أن يعفوا عنا جميعا ،، ويهدينا الصراط المستقيم ..
وأن يدخلنا في رحمته وفي عباده الصالحين..

أبو فراس السليماني
01-04-2015, 01:11 PM
الحمد لله رب العالمين

أبو فراس السليماني
12-07-2015, 09:26 PM
96083:

كيف أحقق التوحيد ، وما هو الجزاء الموعود ؟

السؤال:

كيف يمكن للعبد أن يحقق التوحيد لله تعالى ؟

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :

فقد سألتَ ـ وفقك الله ـ عن أمر عظيم ،
وإنه ليسير على من يسره الله عليه ،
نسأل الله أن ييسر لنا ولإخواننا المسلمين كل خير .

اعلم أن تحقيق التوحيد
إنما يكون بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ،
وشهادة أن محمداً رسول الله

وهذا التحقيق له درجتان :
( درجة واجبة ، ودرجة مستحبة )

فالدرجة الواجبة تتحقق بثلاثة أمور :

1) ترك الشرك بجميع أنواعه الأكبر والأصغر والخفي .
2) ترك البدع بأنواعها .
3) ترك المعاصي بأنواعها .

والدرجة المستحبة وهي التي يتفاضل فيها الناس
ويتفاوتون تفاوتاً عظيماً وهي :

أن لا يكون في القلب شيء من التوجه لغير الله أو التعلق بسواه ؛

فيكون القلب متوجهاً بكليته إلى الله
ليس فيه التفات لسواه ،
نطقه لله ، و فعله وعمله لله ،
بل وحركة قلبه لله جل جلاله ،

وهذه الدرجة يعبر بعض أهل العلم عنها بأنها :

ترك ما لا بأس به حذراً مما به بأس ،
وذلك يشمل أعمال القلوب واللسان والجوارح .

ولابد لتحقيق هاتين الدرجتين من أمور :

أولها : العلم ،
وإلا فكيف يحقق التوحيد ويعمل به من لا يعرفه ويفهمه ،

فواجب على كل مكلف أن يتعلم من توحيد الله ما يُصَحِّحُ به معتقده وقوله وعمله ،

ثم ما زاد فهو فضلٌ وخيرٌ.

ثانيها : التصديق الجازم واليقين الراسخ
بما ورد عن الله وعن نبيه صلى الله عليه وسلم من أخبار ، وأقوال .

ثالثها : الانقياد والامتثال لأوامر الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم
بفعل المأمورات ، و ترك المحظورات والمنهيات .

وكلما كان الإنسان أكثر تحقيقاً لهذه الأمور
كان توحيده أعظم وثوابه أكبر .

وقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
أن من حقق الدرجة العليا من التوحيد
فهو موعود بأن يكون مع السبعين ألفاً
الذين يدخلون الجنة بغير حساب ـ
نسأل الله من فضله ـ

ففي صحيح البخاري (5705)
ومسلم (220)

عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ
وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ
وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ
إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي
فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ

وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ
فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ
فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ
وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ

ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ
فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ

فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ
وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ

وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ
فَأَخْبَرُوهُ
فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ
ولا يكتوون وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
فَقَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ
ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ
فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "

قوله : ( لَا يَسْتَرْقُونَ ) أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم .
وإن كان طلب الرقية جائزاً لكنه خلاف الأولى والأفضل .

وقوله :( وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ) أي لا يقعون في التشاؤم بالطير
أو بغيرها مما يتشاءم منه الناس
فيتركون بعض ما عزموا على فعله بسبب هذا التشاؤم .
والتشاؤم محرم وهو من الشرك الأصغر .

وقوله :(وَلَا يَكْتَوُونَ ) فيتركون الاكتواء بالنار في علاج أمراضهم
ولو ثبت لهم نفعه لكراهة النبي صلى الله عليه وسلم له .
ولأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .

فالصفة المشتركة في هذه الصفات الثلاثة أن أصحابها
( على ربهم يتوكلون )
أي حققوا أكمل درجات التوكل وأعلاها ،
فلم يعد في قلوبهم أدنى التفات للأسباب ،
ولا تعلق بها
بل تعلقهم بربهم وحده سبحانه .

والتوكل هو جماع الإيمان كما قال سعيد بن حبيب ،
بل هو الغاية القصوى كما يقول وهب بن منبه رحمه الله .

وتجد في السؤال رقم ( 4203 )
مزيدا من الكلام على هذا الحديث فراجعه لأهميته .
والله أعلم وأحكم .

وبعد : فليس تحقيق التوحيد بالتمني ،ولا بالتحلي ،
ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ،
وإنما بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان ،
وحقائق الإحسان؛
وصدقته الأخلاق الجميلة والأعمال الصالحة الجليلة .

فعلى المسلم أن يبادر لحظات العمر ،
ويسابق ساعات الزمن في المبادرة إلى الخيرات ،
والمنافسة في الطاعات ،
وليستهون الصعب ،
وليستلذ الألم ،

فإن سلعة الله غالية .
إن سلعة الله الجنة .

ينظر ( القول السديد على مقاصد كتاب التوحيد
للشيخ عبد الرحمن السعدي ـ
رحمه الله ـ20-23 )

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://islamqa.info/ar/96083

أبو فراس السليماني
12-09-2015, 05:54 PM
82857:

هل النطق بالشهادتين كافٍ لدخول الجنة ؟

هل صحيح أنه إذا كانت عائلة الشخص تؤمن
أنه " لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسوله "
فإن ذلك يكون كافياً لدخول المذكور الجنة ؟ .

الحمد لله

ليس الإسلام هو النطق بالشهادتين فقط ،
بل لا بدَّ من تحقيق شروطٍ في هاتين الشهادتين
حتى يكون الناطق بهما مسلماً حقّاً ،
وأركان الإسلام : الاعتقاد والنطق والعمل .

عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ
أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ) .

رواه البخاري ( 3252 )
ومسلم ( 28 ) .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
– رحمه الله - :

قوله ( من شهد أن لا إله إلا الله ) أي :
من تكلم بها عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ،
فلابدَّ في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها
كما قال الله تعالى :
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ الله ) .

وقوله ( إِلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون )

أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه :
من البراءة من الشرك
وإخلاص القول والعمل :
قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح :
فغير نافع بالإجماع .

قال القرطبي في " المفهم على صحيح مسلم " :

" باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ،
بل لابدَّ من استيقان القلب "
هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة
القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان ،
وأحاديث هذا الباب تدل على فساده ،
بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها ؛
ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق ،
والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح ،
وهو باطل قطعاً ا.هـ

وفي هذا الحديث ما يدل على هذا وهو قوله :
( من شهد )
فإن الشهادة لا تصح إلا إذا كانت عن علم ويقين وإخلاص وصدق .

" فتح المجيد " ( ص 36 )

وشروط " شهادة أن لا إله إلا الله " سبعة شروط ،
لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ؛
وهي على سبيل الإجمال ‏:‏

الأول‏ :‏ العلم المنافي للجهل‏ ،
الثاني ‏:‏ اليقين المنافي للشك‏ ،
الثالث‏ :‏ القبول المنافي للرد ‏،‏
الرابع ‏:‏ الانقيادُ المنافي للترك‏ ،
الخامس‏ :‏ الإخلاص المنافي للشرك‏ ،‏
السادس‏ :‏ الصدق المنافي للكذب ‏،
السابع ‏:‏ المحبة المنافية لضدها ، وهو البغضاء‏ .‏

وشروط " شهادة أن محمَّداً رسول الله "
هي نفسها شروط " شهادة أن لا إله إلا الله " ،
وهي مذكورة بأدلتها في جواب السؤالين
( 9104 ) و ( 12295 ) .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب



http://islamqa.info/ar/82857

أبو فراس السليماني
12-09-2015, 07:34 PM
http://www.traidnt.net/vb/images/imgcache/2011/02/2527.jpg

أبو فراس السليماني
12-10-2015, 03:55 PM
@wyhkm:

في الغار
﴿ إن الله معنا ﴾

في بطن الحوت
﴿ لا إله إلا أنت ﴾

في السجن
﴿ ما كان لنا أن نشرك ﴾

في الكهف
﴿ لن ندعوَ من دونه إلها ﴾

‫‏التوحيد ‬نجاة وسعادة

أبو فراس السليماني
12-23-2015, 08:24 AM
شرح رسالة
كلمة الإخلاص

للإمام الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي


المؤلف:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

http://waqfeya.com/book.php?bid=10919

أبو فراس السليماني
01-05-2016, 02:06 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/00w-tafseer/001/w-tafseer0044.jpg

أبو فراس السليماني
01-14-2016, 10:57 PM
https://pbs.twimg.com/media/CYtGz-rWMAAWKKV.jpg

أبو فراس السليماني
01-17-2016, 09:25 AM
http://imgcache.alukah.net/2015/12/265.jpg

أبو فراس السليماني
01-18-2016, 08:01 PM
قصة وعبرة في ‫توحيد‬ الله

1436/12/21

لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
جزاه الله تعالى خير الجزاء


https://www.youtube.com/watch?v=oyZ3yBzwV_A

أبو فراس السليماني
01-20-2016, 07:55 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0173.jpg

أبو فراس السليماني
01-26-2016, 07:40 AM
http://albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0176.jpg

أبو فراس السليماني
01-27-2016, 08:37 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0174.jpg

أبو فراس السليماني
01-29-2016, 01:47 PM
https://pbs.twimg.com/media/CSJ6GOMXIAEc5fA.jpg

أبو فراس السليماني
02-07-2016, 02:38 PM
http://i59.tinypic.com/eu35w5.gif

أبو فراس السليماني
02-10-2016, 01:35 AM
http://www.albetaqa.com/data/albetaqa/010azkar/SobhanALLAH/SobhanALLAH030.jpg

أبو فراس السليماني
02-10-2016, 08:23 PM
https://pbs.twimg.com/media/CM4MdRUUcAAIcIW.jpg

أبو فراس السليماني
02-13-2016, 09:55 PM
https://pbs.twimg.com/media/CMgfSZjU8AA-u4l.jpg

أبو فراس السليماني
03-30-2016, 10:17 PM
قصص التوحيد



لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد

جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://ar.islamway.net/lesson/145385/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF

أبو فراس السليماني
04-07-2016, 06:48 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0144.jpg

أبو فراس السليماني
04-10-2016, 09:25 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0091.jpg

أبو فراس السليماني
04-11-2016, 09:04 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0171.jpg

أبو فراس السليماني
04-12-2016, 10:52 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0118.jpg

أبو فراس السليماني
04-13-2016, 09:39 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/00w-tafseer/001/w-tafseer0039.jpg

أبو فراس السليماني
04-15-2016, 11:19 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0050.jpg

أبو فراس السليماني
04-18-2016, 09:52 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/03w-naby/001/w-naby0023.jpg

أبو فراس السليماني
04-19-2016, 02:44 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0087.jpg

أبو فراس السليماني
04-19-2016, 09:14 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0082.jpg

أبو فراس السليماني
04-21-2016, 11:28 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/00w-tafseer/001/w-tafseer0049.jpg

أبو فراس السليماني
04-24-2016, 08:00 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0031.jpg

أبو فراس السليماني
04-26-2016, 10:28 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0149.jpg

أبو فراس السليماني
04-27-2016, 07:32 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0040.jpg

أبو فراس السليماني
04-27-2016, 11:12 PM

علاقة التوكل بأنواع التوحيد الثلاثة ..

‏ فضيلة الشيخ . أ . د / عبدالقادر عطا صوفي

وفقه الله تعالى



http://c.top4top.net/m_53he5r10.mp3

أبو فراس السليماني
04-29-2016, 02:04 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/00w-tafseer/001/w-tafseer0064.jpg

أبو فراس السليماني
04-30-2016, 05:16 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0044.jpg

أبو فراس السليماني
05-01-2016, 08:35 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0039.jpg

أبو فراس السليماني
05-02-2016, 06:51 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0020.jpg

أبو فراس السليماني
05-05-2016, 03:59 PM
https://pbs.twimg.com/media/ChsCvfKWwAA354p?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
05-06-2016, 06:36 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0047.jpg

أبو فراس السليماني
05-10-2016, 09:41 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0030.jpg

أبو فراس السليماني
05-11-2016, 10:24 AM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/001/w-aqeda0098.jpg

أبو فراس السليماني
05-13-2016, 09:28 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0186.jpg

أبو فراس السليماني
05-18-2016, 08:42 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/00w-tafseer/001/w-tafseer0039.jpg

أبو فراس السليماني
05-22-2016, 09:22 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0132.jpg

أبو فراس السليماني
05-23-2016, 10:34 PM
http://www.albetaqa.com/data/alwaraqa/16w-mar2a/001/w-mar2a0030.jpg

أبو فراس السليماني
05-29-2016, 03:04 PM
قال سبحانه وتعالى:

{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ

لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ

وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ

وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،


وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ
إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ


حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ
قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُواْ الْحَقَّ

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [1].



``````````````````````````````

([1]) سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.

أبو فراس السليماني
05-30-2016, 09:57 PM
https://pbs.twimg.com/media/CVFD2UQWIAE6f37?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
06-05-2016, 10:59 AM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=117226&d=1439210472

أبو فراس السليماني
06-06-2016, 12:27 PM
https://pbs.twimg.com/media/CFmUlfaVEAIA2sg.jpg

أبو فراس السليماني
06-23-2016, 11:40 PM
https://pbs.twimg.com/media/CIlqn-KUEAApzh6.jpg

أبو فراس السليماني
06-25-2016, 06:56 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11w-Mnhyyat/001/w-Mnhyyat0063.jpg

أبو فراس السليماني
06-26-2016, 10:39 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11w-Mnhyyat/003/w-Mnhyyat0282.jpg

أبو فراس السليماني
06-27-2016, 10:33 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0168.jpg

أبو مصعب المغربي
06-28-2016, 03:25 AM
شكرا على المعلومات
لكن ممكن ترجمة مبسطة للشيخ لطف الله خوجه لأنني صراحة لا أعرفه

أبو فراس السليماني
07-01-2016, 03:49 AM
http://www.wathakker.info/flyers/images/covers/eslah2020.jpg

أبو فراس السليماني
07-01-2016, 03:58 PM
http://www.wathakker.info/flyers/images/covers/asmaa120copy.jpg

أبو فراس السليماني
07-11-2016, 07:06 PM
http://lovely0smile.com/images/Card/597.jpg

أبو فراس السليماني
07-16-2016, 02:31 AM
https://pbs.twimg.com/media/CncVT0LWEAMB_bj?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-17-2016, 05:45 AM
https://pbs.twimg.com/media/CniLNN6WYAAcF-o?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-18-2016, 09:39 PM
‏فرعون يقتل كل مولود ذكر من بني اسرائيل

‏ ولسان القَدَر يقول له :

‏ لا نُربيه إلا في حِجرك

أبو فراس السليماني
07-19-2016, 05:03 PM
المفيد في مُهمات التوحيد

لفضيلة الشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436

أبو فراس السليماني
07-24-2016, 01:52 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC019.jpg

أبو فراس السليماني
07-25-2016, 04:39 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC059.jpg

أبو فراس السليماني
07-26-2016, 02:39 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC040.jpg

أبو فراس السليماني
07-26-2016, 08:09 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC041.jpg

أبو فراس السليماني
07-28-2016, 01:41 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC044.jpg

أبو فراس السليماني
07-28-2016, 05:52 AM
https://pbs.twimg.com/media/CoazpjBWYAA_EKB?format=jpg&name=large
https://pbs.twimg.com/media/Coaz9pSWYAAAnLO?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-28-2016, 11:22 AM
https://pbs.twimg.com/media/CoZrHmtW8AEN4jL.jpg:large

أبو فراس السليماني
07-28-2016, 09:34 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC047.jpg

أبو فراس السليماني
07-30-2016, 10:24 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC024.jpg

أبو فراس السليماني
08-01-2016, 02:32 AM
https://pbs.twimg.com/media/CoutroeUMAE20pe?format=jpg&name=large
https://pbs.twimg.com/media/Coutvc9VMAEBNFt?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-01-2016, 07:31 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/19w-radshobohat/001/w-radshobohat0002.jpg

أبو فراس السليماني
08-02-2016, 03:12 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC011.jpg

أبو فراس السليماني
08-04-2016, 10:08 PM
حَمِدْتُكَ رَبِّي كُلَّ وَقْتٍ أَعِيْشُهُ

... فَأَنْتَ الَّذِي تَشْفِي، وَتَسْقِي، وَتُطْعِمُ

وَلَوْلَاكَ رَبِّي مَا عَبَدْتُكَ دَائِمًا

... فَاَنْتَ الَّذِي تَهْدِي، وَتُعْطِي، وَتُنْعِمُ

هَدَيْتَ إِلَى دِيْنٍ قَوِيمٍ رَضِيْتَهُ

... وأَرْسَلْتَ خَيْرَ الْخَلْقِ؛ فِيْنَا يُعَلِّمُ

فَيَا رَبِّ مَسِّكْنِي بِسُنَّةِ أَحْمَدٍ

... ولَا تَجْعَلَن غَيَرَ النَّبِيِّ أُعَظِّمُ

أبو فراس السليماني
08-10-2016, 10:31 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/03w-naby/001/w-naby0086.jpg

أبو فراس السليماني
08-11-2016, 10:01 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC056.jpg

أبو فراس السليماني
08-12-2016, 10:39 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/005aqeda/AsaelaC/AsaelaC026.jpg

أبو فراس السليماني
08-13-2016, 10:03 AM
https://pbs.twimg.com/media/CptOeEJWgAA_ihr?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-14-2016, 10:54 PM
https://pbs.twimg.com/media/Cp2CyyTWAAAdAW0.jpg

أبو فراس السليماني
08-16-2016, 09:13 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11w-Mnhyyat/002/w-Mnhyyat0104.jpg

أبو فراس السليماني
08-17-2016, 08:18 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/18w-masajed/001/w-masajed0043.jpg

أبو فراس السليماني
08-17-2016, 09:22 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/07w-ebadat/003/w-ebadat0235.jpg

أبو فراس السليماني
08-18-2016, 11:03 AM
https://pbs.twimg.com/media/CqIFwe8XgAAVhOt?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-19-2016, 09:55 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11w-Mnhyyat/002/w-Mnhyyat0197.jpg

أبو فراس السليماني
08-21-2016, 07:09 AM
https://pbs.twimg.com/media/CqWtdOnWYAAhW_p?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CqWtgPZWEAECULc?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-22-2016, 09:11 AM
https://pbs.twimg.com/media/CqZtEgzXgAAkLAU?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-22-2016, 07:27 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0161.jpg

أبو فراس السليماني
08-23-2016, 12:19 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/19w-radshobohat/001/w-radshobohat0024.jpg

أبو فراس السليماني
08-25-2016, 01:55 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0121.jpg

أبو فراس السليماني
08-25-2016, 11:50 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0168.jpg

أبو فراس السليماني
08-25-2016, 08:04 PM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/c-00210.jpg

أبو فراس السليماني
08-26-2016, 03:16 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cqvo7MJWEAAoOIx?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-26-2016, 06:56 AM
https://pbs.twimg.com/media/CqwbbZiWYAA6Hn-?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-27-2016, 03:09 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cq0xMuFXYAA9ngB?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-27-2016, 10:23 PM
مفهوم البدعة


الإمام عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى

http://www.binbaz.org.sa/fatawa/4973

أبو فراس السليماني
08-28-2016, 05:54 AM
https://pbs.twimg.com/media/BatROzmCMAEPGAW?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/BatWPy4CEAA7XEz?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-28-2016, 09:15 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/16w-mar2a/001/w-mar2a0030.jpg

أبو فراس السليماني
08-29-2016, 11:21 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrA0Ol9XEAAT-73?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-29-2016, 05:06 PM
https://pbs.twimg.com/media/CrCDQnFWAAAU72v?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-29-2016, 11:54 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11w-Mnhyyat/001/w-Mnhyyat0082.jpg

أبو فراس السليماني
08-30-2016, 09:41 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrFk2drWIAAnYqi?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrFk6gYWEAA9cpl?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrFk9U0WcAA86ro?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrFlBEmWgAA3u5v?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrFlEMXXYAAcb7B?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-01-2016, 06:09 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrLS5JjXgAA6sdi?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-01-2016, 10:52 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/21w-teb/001/w-teb0024.jpg

أبو فراس السليماني
09-02-2016, 12:02 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/07w-ebadat/004/w-ebadat0314.jpg

أبو فراس السليماني
09-03-2016, 05:40 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrZLBVFWIAA3Wdo?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrZLEtQXEAAtSE-?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/CrZLHJIWAAAdq8n?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-03-2016, 09:27 PM
https://pbs.twimg.com/media/CrcLJbdXEAAXlO1?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-04-2016, 06:39 AM
https://pbs.twimg.com/media/CretKJYWgAAGlyU?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-04-2016, 02:42 PM
https://pbs.twimg.com/media/CrgcW3RWIAA5ON5?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-05-2016, 12:26 AM
http://pbs.twimg.com/media/BZrJ5PuCEAAJHZ2.jpg

أبو فراس السليماني
09-05-2016, 10:08 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrkmUJAXEAArZog?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-05-2016, 04:59 PM
https://pbs.twimg.com/media/Crl6gOoW8AIfohi?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/Crl6iavWYAAAFi2?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/Crl6mZYWgAEETlD?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-06-2016, 09:19 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0179.jpg

أبو فراس السليماني
09-07-2016, 06:53 AM
https://pbs.twimg.com/media/CruMyFBWYAAL4BS?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-07-2016, 06:10 PM
https://pbs.twimg.com/media/CrwnwSLXgAAUNQV?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-08-2016, 08:07 AM
الخُراسانية
في شرح عقيدة الرازيين

https://pbs.twimg.com/media/CrxxLIdWgAABXlg.jpg

فضيلة الشيخ
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://ar.islamway.net/book/24035/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%86%D 9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%8A%D9%86

أبو فراس السليماني
09-08-2016, 07:50 PM
‏(الخوارج) حكمهم وصفاتهم


فضيلة الشيخ عبدالعزيز الطريفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


‏20صفحة من كتاب(الخُراسانية)
‏قراءة وتحميل


http://www.altarefe.com/fdownload/2130

أبو فراس السليماني
09-09-2016, 06:31 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/04w-salaf/001/w-salaf0002.jpg

أبو فراس السليماني
09-09-2016, 06:38 PM
https://pbs.twimg.com/media/Cr7BOqFXYAAhqf3?format=jpg&name=large

https://pbs.twimg.com/media/Cr7BYCtXYAAITKi?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-10-2016, 10:39 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cr-Iw0OWAAA9Z97?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-10-2016, 05:56 PM
https://pbs.twimg.com/media/CsABU1WXYAE_vJ6?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-11-2016, 10:52 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/04w-salaf/001/w-salaf0059.jpg

أبو فراس السليماني
09-11-2016, 10:42 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/003naby/naby-m/naby0106.jpg

أبو فراس السليماني
09-12-2016, 11:36 PM
https://pbs.twimg.com/media/CsJ1wRkWIAAUMFz?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-13-2016, 07:57 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/003naby/naby-m/naby0036.jpg

أبو فراس السليماني
09-14-2016, 06:32 PM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/003naby/naby-m/naby0085.jpg

أبو فراس السليماني
09-15-2016, 11:06 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/003naby/naby-m/naby0070.jpg

أبو فراس السليماني
09-16-2016, 08:15 AM
http://www.albetaqa.site/data/albetaqa/003naby/naby-m/naby0130.jpg

أبو فراس السليماني
09-18-2016, 04:05 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/19w-radshobohat/001/w-radshobohat0037.jpg

أبو فراس السليماني
09-22-2016, 06:01 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0195.jpg

أبو فراس السليماني
09-24-2016, 09:30 AM
"..وَهَذَا مَذْهَبُ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ ؛

أَنَّ مَنْ كَانَ دَاعِيَةً إلَى بِدْعَةٍ

فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ لِدَفْعِ ضَرَرِهِ عَنْ النَّاسِ

وَإِنْ كَانَ فِي الْبَاطِنِ مُجْتَهِدًا ،

وَأَقَلُّ عُقُوبَتِهِ أَنْ يُهْجَرَ فَلَا يَكُونُ لَهُ مَرْتَبَةٌ فِي الدِّينِ

لَا يُؤْخَذُ عَنْهُ الْعِلْمُ وَلَا يُسْتَقْضَى

وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ".


شيخ الإسلام ابن تيمية / مجموع الفتاوى
(7/385)

أبو فراس السليماني
09-25-2016, 11:55 PM
https://pbs.twimg.com/media/CfX5uFJW8AA1bvr?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
09-26-2016, 02:02 PM
ولقد كان الشيخ عبد الظاهر أبو السمح

ممن أسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر،

ومن أسس دار الحديث بمكة المكرمة.

وما زال على هذا المنوال حتى توفاه الله بمصر عام 1370هـ،

غفر الله له ورحمه، ورفع منزلته في عليين،

ومما قال في نونيته

والتي ختمها بشكر النعمة حيث أنشد قائلاً:


حمداً لربي إذ هداني منّة *** منه وكنت على شفا النيران

والله لو أن الجوارح كلها *** شكرتك يا ربي مدى الأزمان

ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً *** في جنب شكرك صاحب الإحسان

أيدتني ونصرتني وحفظتني *** من كل ذي حقد وذي شنآن

وجذلت أعدائي ولم تتركهمو *** يمضون في الإيـذاء والعدوان

أورثتني الذكر الحكيم تفضلا *** ورزقتني نعمى بلا حسبان

ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه *** وأعدتني لأشرف الأوطان

وأقمتني بين الحطيم وزمزم *** للمتقين أؤمهم بمثان

أكرمتني وهديتني وهديت بي *** ما شئت من ضال ومن حيران

أعليك يعترض الحسود إلهنا *** وهو الكنود وأنت ذو إحسان

وهو الظلوم وأنت أعدل عادل *** حاشاك من ظلم ومن طغيان

لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا *** كلا وما إن كان في الإمكان

فأتم نعمتك التي أنعمتها ***

يا خير مدعو بكل لسان

واختم لعبدك بالسعادة إنه *** يرجوك في سرٍ وفي إعلان

وأبحْه جنات النعيم ورؤية *** الوجه الكريم بها مع الأخوان

وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب *** عبد العزيز على ذوي الأوثان

واضرب رقاب الغادرين بسيفه *** وأذقهمُ السوء بكل مكان

وأدم صلاتك والسلام على الذي *** أرسلته بشرائع الإيمان

والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا *** والتابعين لهم على الإحسان

أبو فراس السليماني
10-10-2016, 09:24 PM
تفريغ
شرح الأصول الثلاثة
PDF

الشيخ أ. د. صالح سندي

جزاه الله تعالى خير الجزاء
وأحسن الله تعالى إليه

https://ia601500.us.archive.org/18/items/abuferas14_gmail/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%8 4%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%B5%D8%A7%D 9%84%D8%AD%20%D8%B3%D9%86%D8%AF%D9%8A.pdf

أبو فراس السليماني
10-15-2016, 09:17 PM
تغريدات الشيخ أ.د. صالح سندي .
حول ( تعظيم الآثار )

قال ابن وضاح:

كان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة
يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار
للنبي صلى الله عليه وسلم ،
ما عدا قُباء وأُحدا

البدع (88/1)


قصد الصلاة والدعاء
عند ما يقال إنه قدم نبي أو أثر نبي أو قبر نبي
أو قبر بعض الصحابة..
من البدع المحدثة المنكرة في الإسلام

مجموع الفتاوى ( 145/ 27 )


قال عمر رضي الله عنه:

إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بِيعا ؛
من مر بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصل
وإلا فليمض

مسند عبدالرزاق ( 118/1)


تعظيم الآثار لايكون بالأبنية و الكتابات والتأسي بالكفرة

وإنما تعظيم الآثار يكون باتباع أهلها في أعمالهم المجيدة
وأخلاقهم الحميدة

فتاوى ابن باز ( 391/1)

أبو فراس السليماني
10-16-2016, 09:48 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/07w-ebadat/004/w-ebadat0380.jpg

أبو فراس السليماني
10-19-2016, 07:19 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/003/w-rqa2eq0279.jpg

أبو فراس السليماني
10-23-2016, 11:56 AM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/003/w-rqa2eq0253.jpg

أبو فراس السليماني
10-31-2016, 03:50 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0160.jpg

أبو فراس السليماني
11-01-2016, 08:20 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/06w-rqa2eq/002/w-rqa2eq0185.jpg

أبو فراس السليماني
11-03-2016, 01:53 AM
سلسلة
العقيدة الصحيحة


لفضيلة الشيخ
محمد صالح المنجد
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://almunajjid.com/8160


https://pbs.twimg.com/media/CwSyzC_WEAAy4J7?format=jpg&name=medium

https://pbs.twimg.com/media/CwSy05CXUAAqsd3?format=jpg&name=medium

أبو فراس السليماني
11-04-2016, 04:01 AM
سلسلة
العقيدة الصحيحة


لفضيلة الشيخ
محمد صالح المنجد
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://almunajjid.com/8160


https://pbs.twimg.com/media/CwYdkk-WQAAbvzJ?format=jpg&name=medium

أبو فراس السليماني
11-08-2016, 09:47 PM
مقال بعنوان :

‏تعظيم الله تعالى وشعائره

‏د. عبد العزيز آلعبد اللطيف

( @dralabdullatif )



goo.gl/5BDr6O

أبو فراس السليماني
11-19-2016, 09:27 PM
أصل التوحيد

فضيلة الشيخ
أ.د . لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
جزاه الله تعالى خيراً

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=370256

.................................

مقالات
شرك العبادة

فضيلة الشيخ
أ.د . لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
جزاه الله تعالى خيراً
https://justpaste.it/og7c

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=370258

أبو فراس السليماني
01-22-2017, 06:39 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/03w-naby/001/w-naby0073.jpg

أبو فراس السليماني
01-23-2017, 07:27 PM
إن التوحيد سبب في دفع شر الحساد وأذاهم ,

وكما قال ابن القيّم:

(فإذا جرَّد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه ,

وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله ,

بل يفرد الله بالمخافة وقد أمنه منه ,

وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه ,

وتجرَّد لله محبة وخشية
وإنابة وتوكلاً
واشتغالاً به عن غيره ,

فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه
واشتغاله به من نقص توحيده ,

وإلا فلو جرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل ,

والله يتولى حفظه والدفاع عنه ,

فإن الله يدافع عن الذين آمنوا) [1].


^^^^^^^^^^^^^^
[1] بدائع الفوائد 2/274 , وانظر 2/269 .

منقول

أبو فراس السليماني
01-24-2017, 09:27 AM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله:

(كمال المخلوق
في تحقيق عبوديته لله - تعالى -،

وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية

ازداد كماله وعلت درجته )[1].


^^^^^^^^^^^^^^
[1] العبودية، ص 80.



منقول

أبو فراس السليماني
01-24-2017, 05:46 PM
يقول ابن تيمية :

(الاستقراء يدل على أنه كلما كان الرجل

أعظم استكباراً عن عبادة الله،

كان أعظم إشراكاً بالله؛

لأنه كلما استكبر عن عبادة الله - تعالى -،

ازداد فقراً وحاجة إلى المراد المحبوب الذي هو المقصود).

فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وإرادته،

فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه من إرادته،

بل استكبر عن ذلك،

فلا بد أن يكون له مراد محبوب يستعبده غير الله،

فيكون عبداً لذلك المراد المحبوب:

إما المال، وإما الجاه، وإما الصور،

وإما ما يتخذه إلهاً من دون الله )[1].



^^^^^^^^^^^^^^
[1] العبودية، ص 112 ـ 1114؛ بتصرف وتقديم.


منقول

أبو فراس السليماني
01-25-2017, 07:40 PM
http://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/05w-aqeda/002/w-aqeda0179.jpg

أبو فراس السليماني
01-26-2017, 05:55 PM
https://pbs.twimg.com/media/Coq9T4tWcAA3RRN.jpg:small

أبو فراس السليماني
01-27-2017, 02:57 AM
معالم

في منزلة العقل عند أهل السنة والجماعة


بقلم
فضيلة الشيخ أ.د. صالح سندي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://salehs.net/download/kutub/ab23-al3qle.pdf

أبو فراس السليماني
01-28-2017, 09:07 PM
https://pbs.twimg.com/media/Cy6m87SW8AEkPkw.jpg:small

أبو فراس السليماني
01-29-2017, 12:57 PM
https://pbs.twimg.com/media/Cp702sHWEAE61cu.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/Cp705e8XYAEwGom.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/Cp708XVWAAgtxZr.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/Cp70-JMXYAApxxK.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/Cp71ASdWYAA0gNZ.jpg:small

أبو فراس السليماني
01-29-2017, 08:01 PM
https://pbs.twimg.com/media/CqG0w8cXgAAOQAf.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG0y8CWEAAOkiH.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG00qqWcAA7go9.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG02ZkW8AAGuhz.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG037-WYAAXDs7.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG06g5WYAAUqzg.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CqG08aMWAAAmlDl.jpg:small

أبو فراس السليماني
01-30-2017, 06:49 PM
https://pbs.twimg.com/media/CqVgYidXYAAYqWM.jpg:small

أبو فراس السليماني
01-31-2017, 07:34 PM
https://pbs.twimg.com/media/CqsmqJpXYAAWtJQ.jpg:small

أبو فراس السليماني
02-01-2017, 09:49 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cq1k7yGXgAEItuT.jpg:small

أبو فراس السليماني
02-03-2017, 08:15 AM
https://pbs.twimg.com/media/CrHiBy0XEAI-iy4.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CrHiDvaWEAQ9eqR.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/CrHiGWJXgAA3An6.jpg:small

أبو فراس السليماني
02-04-2017, 11:01 AM
https://pbs.twimg.com/media/CejqrKEWIAUktJ0.jpg:large

أبو فراس السليماني
02-05-2017, 08:03 PM
ما ضرَّنا بُعدُ السماءِ وإنْ عَلَتْ

ما دمتَ يا ربَّ السماءِ قريبُ

أتضرُنا أبوابُ خلْقٍ أُغلقتْ

واللهُ تطرقُ بابَهُ فيُجيبُ

أبو فراس السليماني
02-07-2017, 08:22 PM
https://pbs.twimg.com/media/CsGfiLLWgAAU2aK.jpg:small

أبو فراس السليماني
02-11-2017, 08:31 PM
https://pbs.twimg.com/media/Csllbk-WIAAN0Aj.jpg:small

أبو فراس السليماني
02-12-2017, 09:04 PM
https://pbs.twimg.com/media/Cs3Lww5WcAAY2TP.jpg:small

https://pbs.twimg.com/media/Cs3MG48WcAAb6H-.jpg:small
https://pbs.twimg.com/media/Cs3MLSMWIAAfaf_.jpg:small

أبو فراس السليماني
03-20-2017, 06:33 PM
حكم زيارة آثار الصالحين

لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحـمن السعد
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ktibat.com/showsubject-%D...D9%86-921.html
`````````````````````````````````
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=372930

أبو فراس السليماني
03-25-2017, 06:17 AM
نظم سلم الوصول إلى علم الأصول
في
توحيد الله واتّباع الرسول

https://www.youtube.com/watch?v=H1iv6xBHNHY

أبو فراس السليماني
03-26-2017, 09:35 PM
http://www.lovely0smile.com/images/Card/c-00184.jpg

أبو فراس السليماني
03-28-2017, 06:24 AM
https://pbs.twimg.com/media/CyXHj7RXAAkXwpv.jpg:large

أبو فراس السليماني
03-31-2017, 11:51 AM
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة

تأليف الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=372487

أبو فراس السليماني
04-13-2017, 04:58 PM
قنوات السحر والكهانة



فضيلة الشيخ
أ.د . لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
جزاه الله تعالى خيراً

...................



http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=373592

أبو فراس السليماني
07-02-2017, 05:21 AM
https://pbs.twimg.com/media/DDIc7tbXsAAU2cc.jpg:large

أبو فراس السليماني
07-03-2017, 03:39 AM
https://pbs.twimg.com/media/DDxTH2qXsAIk2MQ?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-03-2017, 08:19 PM
https://pbs.twimg.com/media/DBVjKcsXcAAkiT9.jpg

أبو فراس السليماني
07-04-2017, 05:37 PM
https://pbs.twimg.com/media/DD5J7OSXYAA_ffA.jpg

أبو فراس السليماني
07-05-2017, 10:24 PM
https://pbs.twimg.com/media/DD-UaDmXcAAgXtn.jpg

أبو فراس السليماني
07-06-2017, 09:48 PM
https://pbs.twimg.com/media/CzYTPfrXEAA-nrf.jpg

أبو فراس السليماني
07-07-2017, 06:00 PM
تطبيق

فضيلة الشيخ الدكتور

صالح بن عبد العزيز سندي

جزاه الله تعالى خير الجزاء


https://lh3.googleusercontent.com/vLDFwzq-muQN1IyRlEMDvituV3gaO0Jh25MIZHhb5dbdyGu_Xte_NUfn7v wi9zK26QI=w300

أبل



https://itunes.apple.com/sa/app/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B3%D9%86%D8%AF%D9%8A/id1233910185?mt=8



أندرويد


https://play.google.com/store/apps/details?id=drsalehs.com

أبو فراس السليماني
07-09-2017, 02:52 AM
https://pbs.twimg.com/media/Cyq5udBW8AAJkk4.jpg

أبو فراس السليماني
07-09-2017, 06:02 PM
https://pbs.twimg.com/media/CyaOTYDWIAARaTX.jpg

https://pbs.twimg.com/media/CyaOUoaXcAALx59.jpg

أبو فراس السليماني
07-10-2017, 08:21 PM
مختصر
في أصول التوحيد والإيمان


لفضيلة الشيخ
محمد صالح المنجد
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://almunajjid.com/dawrat/tid/174

أبو فراس السليماني
07-11-2017, 02:28 AM
http://pbs.twimg.com/media/CmGCUKHWkAAMYxt.jpg

أبو فراس السليماني
07-11-2017, 06:12 PM
جوانب من توحيد الألوهية

لفضيلة الشيخ الدكتور
سفر بن عبد الرحـمن الحوالي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://www.alhawali.com/main/2287-2-1--%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D9%87%D9%8A%D8%A9-.html

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=373609

أبو فراس السليماني
07-11-2017, 11:24 PM
فضيحة المشعوذين


فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://almunajjid.com/8981

أبو فراس السليماني
07-13-2017, 01:32 AM
شرح الأصول الثلاثة

لفضيلة الشيخ
أ.د. صالح بن عبد العزيز سندي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.salehs.net/dro3.htm

أبو فراس السليماني
07-13-2017, 05:25 PM
https://pbs.twimg.com/media/DEnxwvIXoAA8Jnp?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-14-2017, 06:30 AM
عِلم شيخنا ابن عثيمين
رحمه الله تعالى

دروسه ومحاضراته..

مفهرسة مبوبة في 5446 شريطًا

bit.ly/24Sizol

أبو فراس السليماني
07-14-2017, 10:05 PM
مفهوم البدعة


الإمام عبد العزيز بن باز
رحمه الله تعالى


http://www.binbaz.org.sa/fatawa/4973

أبو فراس السليماني
07-16-2017, 02:44 AM
شرح
أعلام السنّة المنشورة
لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة




الشيخ أ.د. صالح سندي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
وأحسن الله تعالى إليه


http://www.salehs.net/dra3.htm

أبو فراس السليماني
07-16-2017, 04:36 PM
شرح العقيدة الواسطية


فضيلة الشيخ
د. سلطان بن عبد الرحـمن العميري
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=2953&read=0&lg=105009

أبو فراس السليماني
07-17-2017, 06:05 PM
تعريف التوحيد اصطلاحا ( 1 ):

إفراد الله بما تفرد به،
وبما أمر أن يفرد به؛
فنفرده في ملكه وأفعاله
فلا رب سواه ولا شريك له،

ونفرده في ألوهيته
فلا يستحق العبادة إلا هو،

ونفرده في أسمائه وصفاته
فلا مثيل له في كماله
ولا نظير له.

````````````````````

1- انظر ص10-11 من هذا الكتاب.

=======================

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-18-2017, 12:29 AM
<3>


أول شرك وقع في الخليقة
هو شرك قوم نوح عليه السلام،
وسبب كفرهم وتركهم دينهم
هو غلوهم في الصالحين؛
فمعبوداتهم التي عكفوا عليها وتعصبوا لها،

وقالوا عنها:

{ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}

[نوح: 23] ،

هي "أسماء رجال صالحين من قوم نوح.
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا
وسموها بأسمائهم، ففعلوا. فلم تعبد،
حتى إذا هلك أولئك
وتنسخ العلم، عُبدت" ( 1 )،

كما قال الحبر ابن عباس رضي الله عنهما.

فالشرك طارئ على البشرية،
وأول ما وقع في قوم نوح عليه السلام،
بعد ألف سنة من آدم عليه السلام.



````````````````````
1 - صحيح البخاري، كتاب التفسير،
باب: {وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} .


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-18-2017, 05:26 AM
<4>

أنواع التوحيد

تمهيد:

اعلم أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أنواع ( 1 ).
وهذه القسمة استقرائية،
قد دلت عليها النصوص.

يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:

"دل استقراء القرآن العظيم
على أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول:
توحيده في ربوبيته،
وهذا النوع جبلت عليه فِطر العقلاء.

الثاني:
توحيده جل وعلا في عبادته،

وضابط هذا النوع من التوحيد هو:

تحقيق معنى لا إله إلا الله،
وهي متركبة من نفي وإثبات.

الثالث:
توحيده جل وعلا
في أسمائه وصفاته " ( 2 ).


`````````````````````

1 - انظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 56.

2- أضواء البيان للشنقيطي 3/ 410-411.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-18-2017, 09:44 PM
< 5 >

فأنواع التوحيد إذًا ثلاثة.
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في آية واحدة
من كتاب الله عز وجل؛

في قوله تعالى:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}

[مريم: 66] .

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
موضحا ذلك:

"فقوله:
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}
هذا توحيد الربوبية.

وقوله:
{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}
هذا توحيد الألوهية.

وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
هذا توحيد الأسماء والصفات؛

أي: لا تعلم له سميا؛
أي: مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل" ( 1 ).


`````````````````````

1 - الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص9.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-19-2017, 05:34 PM
< 6 >

توحيد الربوبية شرعًا

هو الاعتقاد والاعتراف والإقرار الجازم
بأن الله وحده
رب كل شيء ومالكه،
وخالق كل شيء ورازقه،
وأنه المحيي والمميت،
والنافع والضار،
المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار،
الذي له الأمر كله،
وبيده الخير كله،
وإليه يرجع الأمر كله،
ليس له في ذلك شريك ( 1 ).



`````````````````````

1 - انظر تيسير العزيز الحميد
للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ص33.




**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-19-2017, 10:18 PM
< 7 >



ما الذي يلزم المؤمن بتوحيد الربوبية ؟


عندما نقول:
على العبد أن يوحد الله في ربوبيته،
فإنا نطلب منه أمورا، هي:

1- أن يؤمن بوجوده أولا.

2- أن يؤمن بأفعال الله العامة؛
كالخلق، والرزق،
والنفع، والضر،
والإعطاء، والمنع،
والإحياء، والإماتة، إلخ.

3- أن يؤمن بقضاء الله وقدره؛
لأن ما يجريه الله في كونه،
وما يقدره من مقادير هي من أفعاله عز وجل.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-20-2017, 06:35 AM
https://pbs.twimg.com/media/DFJf-aFXYAEkbrf?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-20-2017, 06:32 PM
< 8 >


دلالة الفطرة على توحيد الربوبية ( 1 )


هذا النوع من التوحيد جُبلت عليه فِطر العقلاء؛
فالله عز وجل فطر خلقه على
الإقرار بربوبيته،
وأنه الخالق الرازق، المحيي المميت، إلخ.

وقد حكى الله عز وجل عن المشركين
أنهم يقرون بهذا النوع من التوحيد،

فقال:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}

[العنكبوت: 61] ،

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}

[الزخرف: 87] ,

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}

[العنكبوت: 63]

فهم ينسبون لله سبحانه:
الخلق، والإحياء، والإماتة،
وتدبير الأمر؛ من رزق، وإنزال مطر،
وغير ذلك.


`````````````````````

1 - تقدم الحديث عن الفطرة في ص49-51 من هذا الكتاب.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-21-2017, 02:24 AM
< 9 >


هل يكفي توحيد الربوبية وحده ؟
وهل يُدخل صاحبه في الإسلام ؟

لا يكفي توحيد الربوبية وحده،
ولا يُدخل صاحبه في الإسلام،
ولذلك قاتل رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-
من أقرَّ به،
وصرف العبادة لغير الله.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-21-2017, 05:36 PM
https://pbs.twimg.com/media/DFOGaxIW0AAsUIm?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
07-22-2017, 01:47 AM
https://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/04naby/1naby03/p-naby116.jpg

أبو فراس السليماني
07-22-2017, 05:59 PM
< 10 >


توحيد الإلهية،
أو العبادة:
هو توحيد عملي؛
فيه أمر بفعل يصرف لواحد؛
وهو الله سبحانه وتعالى،

أو نهي عن فعل يترك لأجل واحد،
هو الله عز وجل؛
فهو توحيد في الطلب والقصد،
أو توحيد إرادي طلبي،
فيه دعوة إلى عبادة الله وحده،
وخلع ما يُعبد من دونه ( 1 ).



````````````````````

1- انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص42-43.




**************


المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-22-2017, 10:20 PM
https://pbs.twimg.com/media/DFXLq52WAAAjW0c.jpg:large

أبو فراس السليماني
07-23-2017, 04:42 AM
< 11 >


تعريف توحيد الألوهية


عرف العلماء توحيد "الألوهية"
بأنه "إفراد الله تعالى
بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة،
قولا وعملا،
ونفي العبادة عن كل ما سوى الله تعالى
كائنا من كان" ( 1 ).




````````````````````
1- أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص51.
وانظر المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين / 11.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-23-2017, 08:39 PM
< 12 >


هذا التوحيد هو الفارق
بين الموحدين والمشركين،

وعليه يقع الثواب أو العقاب في الدارين،

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فالتوحيد ضد الشرك،
فإذا قام العبد بالتوحيد الذي هو حق الله،
فعَبَده لا يشرك به شيئا،
كان مُوحدا" ( 1 ).


````````````````````
1- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 52-53.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-24-2017, 10:22 PM
< 13 >


هذا التوحيد هو الذي أُمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن يقاتل الكفار عليه ( 1 ) ؛

يقول صلى الله عليه وسلم:

"أمرت أن أقاتل الناس
حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله،
ويؤمنوا بي
وبما جئت به.
فإذا فعلوا ذلك
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله" ( 2 ).

و"لا إله إلا الله"
هو معنى توحيد الألوهية، كما سيأتي.

````````````````````

1- انظر المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 2/ 11-12.

2- صحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-25-2017, 05:49 AM
< 14 >



الأدلة الشرعية على
توحيد الألوهية


"توحيد الله،
وإخلاص الدين له
في عبادته واستعانته،

في القرآن كثير جدا"،
كما قال ابن تيمية رحمه الله ( 1 ).

ومن هذه الأدلة الكثيرة:
قوله تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ
وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}

[النساء: من الأية36] ،

وقوله:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}

[الإسراء: من الآية23] ،

وقوله:
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاءَ}

[البينة: من الآية5] ،


وقوله:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ،
لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

[الأنعام: 162-163] .

والأدلة من السنة كثيرة جدا،
أكتفي بقوله صلى الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل رضي الله عنه:

"يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟
وما حق العباد على الله؟
" قال معاذ: الله ورسوله أعلم.
قال:

"حق الله على العباد:
أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا،

وحق العباد على الله:
أن لا يعذب
من لا يشرك به شيئا" ( 2 ).



````````````````````
1- في مجموع الفتاوى 1/ 70.

2- صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله.

وصحيح مسلم، كتاب الإيمان،
باب أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا. واللفظ لمسلم.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-25-2017, 08:48 PM
< 15 >


حكم من لم يأت بهذا النوع من التوحيد،
وأخذ بالنوعين الباقين

لا يدخل في الإسلام
من لم يأت بتوحيد الألوهية،
ولو كان آخذا بالنوعين الآخرين؛

"فلو أن رجلا من الناس يؤمن بأن الله سبحانه
هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور،
وأنه سبحانه المستحق لما يستحقه
من الأسماء والصفات؛

لكن يعبد مع الله غيره،
لم ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية،
والأسماء والصفات" ( 1 )،

وكذا لو صرف شيئًا من العبادة لغير الله عز وجل؛

لأن الله سبحانه وتعالى يقول:

{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[المائدة: من الآية72] .

````````````````````
1- المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 12.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-26-2017, 08:12 PM
< 16 >


يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
رحمه الله:

ويكثر في القرآن العظيم الاستدلال على الكفار
باعترافهم بربوبيته جل وعلا
على وجوب توحيده في عبادته.

ولذلك يخاطبهم في توحيد الربوبية باستفهام التقرير،
فإذا أقروا بربوبيته،
احتج بها عليهم،
على أنه
هو المستحق لأن يُعبد وحده،

ووبخهم منكرا عليهم
شركهم به غيره ،
مع اعترافهم بأنه هو
الرب وحده؛

لأن من اعترف بأنه هو الرب وحده،
لزمه الاعتراف بأنه
هو المستحق لأن يُعبد وحده" ( 1 ).


````````````````````
1- أضواء البيان للشنقيطي 3/ 411.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-27-2017, 05:45 PM
< 17 >


فتوحيد الربوبية
يستلزم توحيد الألوهية؛

فمن أقر بالأول، لزمه الثاني؛
أي: من عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره،
-وقد دعاه هذا الخالق إلى عبادته-
وجب عليه
أن يعبده وحده لا شريك له؛

فإذا كان هو الخالق الرازق
النافع الضار وحده،
لزم إفراده بالعبادة ( 1 ).



والله عز وجل كثيرا ما يستدل
على المشركين المقرين بتوحيد الربوبية بهذا.

من ذلك قوله:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ،
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ

فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[البقرة: 21-22] .



````````````````````

1- انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان ص34-35.
وتوحيد الألوهية للحمد ص60.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-28-2017, 10:35 AM
< 18 >

توحيد الألوهية
يتضمن توحيد الربوبية؛
أي يدخل ضمنا فيه؛

فمن عبَدَ الله وحده
لا شريك له،
فلا بد أن يكون معتقدا أنه ربه وخالقه ورازقه؛
إذ لا يُعبد إلا من بيده النفع والضر،
وله الخلق والأمر ( 1 ).



````````````````````
1- انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان ص34-35،
وتوحيد الألوهية للحمد ص61.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-29-2017, 02:12 AM
< 19 >


الكفار الذين
قاتلهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
فاستحل دماءهم،
وسبى نساءهم،
وأخذ أموالهم؛

لقد كانوا مقرين بتوحيد الربوبية؛
يعلمون أنه لا خالق لهم،
ولا رازق، ولا محيي، ولا مميت،
ولا مدبر لأمورهم إلا الله.

ومع هذا
لم يدخلهم ذلك في الإسلام؛
لأنهم لم يشهدوا "أن لا إله إلا الله"؛
فعبدوا آلهة
مع الله عز وجل.

**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-29-2017, 08:48 PM
< 20 >


يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين:

فلا إله إلا الله"
اشتملت على نفي وإثبات؛
فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله تعالى؛
فكل ما سواه من الملائكة، والأنبياء،
فضلا عن غيرهم؛
فليس بإله،
ولا له من العبادة شيء.

وأثبتت الإلهية لله وحده؛
بمعنى أن العبد لا يأله غيره؛
أي لا يقصده بشيء من التأله؛
وهو تعلق القلب
الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة؛
كالدعاء، والذبح، والنذر،
وغير ذلك ( 1 ).


فالنفي إذن:
نفي الإلهية واستحقاق العبادة
عن كل ما سوى الله عز وجل.

والإثبات:
إثبات الإلهية واستحقاق العبادة
لله عز وجل وحده،
لا شريك له ( 2 ).

وهو معنى قوله سبحانه وتعالى:

{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ،
لا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

[الأنعام: 162-163] .



`````````````````````

1 - الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما للشيخ ابن جبرين ص22.
وانظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 189.

2 - انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص39



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-30-2017, 10:01 AM
< 21 >



الإخلاص
أن تكون العبادة لله وحده،
دون أن يصرف منها شيء لغير الله عز وجل،
لا ملك مقرب،
ولا نبي مرسل ( 1 ).


من الأدلة على هذا الشرط:

1- قول الله عز وجل:

{أَلا لِلَّهِ الدّينُ الْخَالِص}

[الزمر: من الآية3] ؛

أي لا يقبل الله من العمل
إلا ما أخلص فيه العامل
لله وحده لا شريك له.

2- قول الله عز وجل:

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}

[البينة: 5] .



3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله حرم على النار
من قال لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه الله " ( 2 ).

4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أسعد الناس بشفاعتي
من قال لا إله إلا الله
خالصًا من قلبه" ( 3 ).



``````````````````````
1- انظر الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما
للشيخ ابن جبرين ص83-84.

2- صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت،
وكتاب الرقاق، باب العمل الذي أبتغي به وجه الله.

3 - صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-30-2017, 08:45 PM
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

( لست تاركاً شيئاً كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم

يعمل به إلا عملت به ،

فإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره

أن أزيغ ).

متفق عليه

أبو فراس السليماني
07-31-2017, 04:41 AM
< 22 >


الشرط الثامن [ من شروط لا إله إلا الله ]:

الكفر بما يُعبد من دون الله

المراد بهذا الشرط:

أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله عز وجل،

وأن كل المعبودات سوى الله باطلة،
وجدت نتيجة جهل المشركين وضلالهم؛

فمن أقرهم على شركهم،
أو شك في بطلان ما هم عليه؛
فليس بموحد،
ولو قال لا إله إلا الله،
ولو لم يعبد غير الله ( 1 ).


يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحـمه الله
عن الكفر بما يعبد من دون الله:


"وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله؛
فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال؛
بل ولا معرفة معناها مع لفظها،
بل ولا الإقرار بذلك،
بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له،
بل لا يحرم ماله ودمه
حتى يضيف إلى ذلك
الكفر بما يُعبد من دون الله.

فإن شك أو توقف
لم يحرم ماله ولا دمه"( 2 ).







````````````````````
1- انظر الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما
للشيخ ابن جبرين ص78.

2-كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص33.


**************

المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
07-31-2017, 04:03 PM
قال ابن القيم:

فلا يكون العبد متحققاً{بإِيَّاكَ نَعْبُدُ}
إلا بأصلين عظيمين:

أحدهما:
متابعة الرسول
صلى الله عليه وسلم.

والثاني:
الإخلاص للمعبود
فهذا تحقيق{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}([1]).


==============
([1]) التفسير القيم ص/ 73 ثم قال بعد ذلك:
والناس منقسمون بحسب هذين الأصلين أيضاً إلى أربعة أقسام
أحدها: أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة
والثاني: من لا إخلاص له ولا متابعة.
الثالث: من هو مخلص في أعماله لكنها على غير متابعة الأمر.
الرابع: من أعماله على متابعة الأمر لكنها لغير الله
ثم ذكر أمثلة لكل نوع.




منقول

أبو فراس السليماني
08-01-2017, 03:42 AM
< 23 >


الناقض الأول [ من نواقض الإسلام ]:

الإشراك بالله ( 1 )

المراد بهذا الناقض:

يقع هذا الناقض إذا صرف الإنسان شيئا من العبادة
لغير الله عز وجل؛
من صلاة، أو زكاة، أو ذبح، أو نذر،
أو نحو ذلك.

يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-رحمه الله-:

" الشرك هو
تشريك غير الله
مع الله في العبادة ؛
كأن يدعو الأصنام أو غيرها،
أو يستغيث بها،
أو ينذر لها،
أو يصلي لها،
أو يصوم لها،
أو يذبح لها" ( 2 ).


ومن العبادة: النذر؛
فمن صرفه لغير الله فقد أشرك.

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله:

إن الله تعالى مدح الموفين بالنذر،
والله تعالى لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب،
أو ترك محرم،
لا يمدح على فعل المباح المجرد،
وذلك هو العبادة.

فمن فعل ذلك
لغير الله متقربا إليه،
فقد أشرك ( 3 ).




````````````````````
1- سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا في الباب الثاني من هذا الكتاب.

2 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 4/ 32.

3-تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص203.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-01-2017, 10:36 PM
< 24 >


قول الله عز وجل:

{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[المائدة: من الآية72] ؛

فالله عز وجل
قد حرَّم الجنة على كل مشرك،
وجعل النار مأواه الدائم
لأنه ترك القيام بعبوديته
عز وجل ( 1 ).



````````````````````
1- انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
لابن القيم ص191.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-02-2017, 07:17 AM
< 25 >


الناقض الثاني [ من نواقض الإسلام ]:


من جعل وسائط وشفعاء بينه وبين الله،
يدعوهم مع الله،
أو من دون الله،
أو يسألهم الشفاعة،
أو يتوكل عليهم ( 1 ).


المراد بهذا الناقض:

أن يجعل العبد لنفسه واسطة بينه وبين الله عز وجل،
فيما لا يقدر إلا الله ،

أو فيما لا يشرع ولا يجوز
للعبد أن يجعله واسطة؛
كطلب الرحمة والمغفرة،
و دخول الجنة،
و طلب الشفاء،
و الرزق من غير الله سبحانه وتعالى؛
فهذا من الشرك الأكبر ( 2 ).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
رحـمه الله
عن هذا الناقض:

فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم،
ويتوكل عليهم،
ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛
مثل أن يسالهم غفران الذنوب،
و هداية القلوب،
و تفريج الكروب،
و سد الفاقات؛
فهو كافر بإجـماع المسلمين ( 3 ).

لأن الثمرة التي يريد أن يصل إليها
من يجيز جعل الوسائط بين العبد وربه،
هو إثبات الاستغاثة والاستعانة بغير الله
فيما لا يقدر عليه إلا الله.
وهذا هو الشرك بعينه ( 4 ).



````````````````````
1- سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا في الباب الثاني من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

2 - انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام
لسعد بن محمد القحطاني ص44.

3 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 124.

4 - انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص37.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-03-2017, 07:55 AM
< 26 >

الناقض الثالث [ من نواقض الإسلام ]:
عدم تكفير المشركين،
أو الشك في كفرهم.
أو تصحيح مذهبهم ( 1 )

المراد بهذا الناقض:

أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم
في آيات كثيرة
بالبعد عن الكفار والمشركين،
والمخالفة لهم،
والبراءة منهم.

قال تعالى:

{وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}

[يونس: 41] ،

وقال عز وجل:

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ،
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ،
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ،
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ،
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ،
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} .


من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ
إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإيمَانِ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

[التوبة: 23] .

2- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا عَدُوّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}

[الممتحنة: من الآية1] .

3- قول الله عز وجل:

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ
أَوْ أَبْنَاءَهُمْ
أَوْ إِخْوَانَهُمْ
أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}

[المجادلة: من الآية22] .



`````````````````````
1 - سيأتي الحديث عن هذا الناقض مفصلا
في الباب الثالث من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-03-2017, 08:37 PM
< 27 >

الناقض الرابع [ من نواقض الإسلام ]:

من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم
أكمل من هديه،
أو أن حكم غيره أحسن من حكمه.

المراد بهذا الناقض:

من اعتقد أن هناك دينا أحسن من الدين
الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أو هديا أكمل من هديه صلى الله عليه وسلم،
أو حكما أفضل من الحكم الذي أتى به
من عند ربه عز وجل،
فقد كفر؛

لأنه كذَّب ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم؛

فالله عز وجل يقول:

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ
يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}

[الإسراء: 9] ،

ويقول سبحانه وتعالى:

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}

[المائدة: 50] ،

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وخير الهدي هَدي محمد" ( 1 ).


يقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

"من اعتقد أن حكم غير الرسول
صلى الله عليه وسلم
أحسن من حكمه،
وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس
من الحكم بينهم عند التنازع؛
إما مطلقا،
أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث
التي نشأت عن تطور الزمان وتغير الأحوال؛
فلا ريب أنه كفر؛

لتفضيله أحكام المخلوقين
التي هي محض زبالة الأذهان،
وصرف نحالة الأفكار،
على حُكم الحكيم الحميد"( 2 ).



`````````````````````
1 - تقدم تخريجه ص 5.
2 - رسالة تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم ص14.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-04-2017, 06:50 PM
< 28 >

الناقض الخامس [ من نواقض الإسلام ]
من أبغض شيئا مما جاء به الرسول

صلى الله عليه وسلم.


المراد بهذا الناقض:


بغض وكراهية الحق من صفات الكفار،

كما قال تعالى:

{بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقّ
وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقّ كَارِهُون}

[المؤمنون: من الآية70] ،

وهو أيضا من صفات المنافقين
الذين قال الله عز وجل عنهم:

{وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون}

[التوبة: من الآية 54] .

فمن أبغض وكره ما شرعه الله عز وجل،
أو أبغض وكره التكاليف الشرعية
-من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها-
وتمنى أن الله لم يكلف بها؛
فهذا لا شك في كفره؛
لأن في صنيعه تركا للقبول والانقياد والتسليم
التي تقدم الحديث عن أنها
من شروط لا إله إلا الله ( 1 ).

ولذلك كفَّر العلماء من اتصف بهذه الصفة،
وقالوا:
"تكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام،
والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع" ( 2 ).


من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}

[محمد: 9] ؛

فهؤلاء، كرهوا ما أنزل الله من القرآن
-وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم-
فلم يقبلوه،
بل أبغضوه، ورفضوه
فأحبط الله أعمالهم،
والأعمال لا تحبط إلا بالكفر الذي يناقض الإيمان.

2- قول الله عز وجل:

{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

[النور: من الآية63] .

ولا ريب أن من أبغض ما جاء به رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مخالف لأمره عليه الصلاة والسلام.

3- قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما:

"من ترك السنة كفر" ( 3 )،

وقوله
محمول على الترك مع البغض والجحود،
أو على ترك منهج النبي صلى الله عليه وسلم
وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها ( 4 ).


```````````````````
1 - انظر تيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام للقحطاني ص69.
2 - الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص522.

3 - ذكره ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص123.
4 - انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص68-69.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987

أبو فراس السليماني
08-05-2017, 03:22 AM
< 29 >


الناقض السادس [ من نواقض الإسلام ]

من استهزأ بشيء من دين الرسول
صلى الله عليه وسلم،
أو ثوابه، أو عقابه.


المراد بهذا الناقض:


من تجرأ بكلام
فيه غض من دين الله،
أو تنقص له،
أو استهزاء به،
أو تنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
أو استهزاء به،
كفر بإجـماع علماء المسلمين ( 1 ).


يقول الشيخ سليمان بن عبد الله -رحمه الله-:

ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك؛
فمن استهزأ بالله، أو بكتابه،
أو برسوله، أو بدينه، كفر
- ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء -
إجـماعا ( 2 ).


ويقول الشيخ حمد بن عتيق
- رحمه الله :

اعلم أن العلماء قد أجمعوا
على أن من استهزأ بالله،
أو رسوله، أو كتابه،
فهو كافر،
وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح في الاستهزاء ( 3 ).

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله:

فإن الاستهزاء بالله ورسوله
كفر مخرج عن الدين؛

لأن أصل الدين مبني
على تعظيم الله ،
وتعظيم دينه ، ورسله.

والاستهزاء بشيء من ذلك
منافٍ لهذا الأصل،
ومناقض له أشد المناقضة"( 4 ).



````````````````````
1 - انظر الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص513.

2 - تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ص617.
وانظر: روضة الطالبين للنووي 10/ 64-65.
والروضة الندية شرح الدرر البهية لصديق حسن خان 2/ 293.
وفتاوى العقيدة لابن عثيمين ص193.

3 - الدرر السنية في الأجوبة النجدية -لعدد من العلماء- 10/ 428.

4 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي 3/ 259.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-05-2017, 08:48 PM
< 30 >


قول الله عز وجل:

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ،
لا تَعْتَذِرُوا
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}

[التوبة: 65-66] .

فائدة:
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحـمه الله:

هل تنطبق الآيتان السابقتان
على الذين يسخرون ويستهزئون بالذين يعفون لحاهم،
ويلتزمون بدين الله؟

فأجاب رحـمه الله :

"هؤلاء الذين يسخرون بالذين يلتزمون بدين الله،
المنفذين لأوامره،
إذا كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع،
فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة،
والاستهزاء بالشريعة كفر.

أما إذا كانوا يستهزئون بهم،
يعنون أشخاصهم -
بقطع النظر عما هم عليه من اتباع السنة
في الثياب واللحية؛
فإنهم لا يكفرون بذلك؛
لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه،
بغض النظر عن عمله وفعله.

لكن يجب على كل إنسان
أن يحذر
من الاستهزاء بأهل العلم،
أو الاستهزاء بأهل الدين
الذين يتمسكون بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم " ( 1 ).


````````````````````

1 - فتاوى العقيدة لابن عثيمين ص196.
وانظر المرجع نفسه ص197.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-06-2017, 07:05 AM
< 31 >



الناقض السابع: السِحر،
ومنه الصرف والعطف ( 1 ).

السحر من نواقض "لا إله إلا الله":

ومن السحر أدوية وعقاقير وعقد وطلاسم
تؤثر على بدن المسحور
فتجده ينصرف عن زوجته "الصرف"؛
فيبغضها ويبغض بقاءها معه.

أو ينعطف قلبه ويميل نحو زوجته
أو امرأة أخرى "العطف"؛
حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء( 2 ).

والدليل على هذا الناقض،

قول الله عز وجل:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ

وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلّمُونَ النَّاسَ السّحْرَ

وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ

فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ

وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ
مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ

وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}

[البقرة: 102] .


````````````````````
1 - سيأتي الحديث عن هذا الناقض بالتفصيل في الباب الثالث من هذا الكتاب.

2 - انظر: شرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص78-87،
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص79-84.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-06-2017, 08:53 PM
< 32 >




الناقض الثامن

مظاهرة المشركين،
ومعاونتهم على المسلمين

المراد بهذا الناقض:

المقصود من مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين:

أن يتخذ البعض الكفار والمشركين أولياء،
فيكونوا لهم أنصارا وأعوانا ضد المسلمين،
وينضمون إليهم،
ويذبون عنهم بالمال والسنان والبيان؛
فهذا كـفر يناقض الإسلام.

والله عز وجل نهانا في آيات كثيرة
أن نتخذ الكفار والمشركين أولياء،
ومن معاني هذه الولاية التي نهينا أن نصرفها لهم:
المحبة،
والمودة الدينية،
والنصرة،
والتأييد على المسلمين ( 1 ).



من الأدلة على هذا الناقض:

1- قول الله عز وجل:
{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ
إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً
وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}

[آل عمران: 28] ؛

أي لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار
ظهرا وأنصارا توالونهم على دينهم،
وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين
وتدلونهم على عوراتهم؛
فإنه من يفعل ذلك فقد برئ من الله،
وبرئ الله منه
بارتداده عن دينه،
ودخوله في الكفر؛

إلا أن تكونوا في سلطانهم،
فتخافونهم على أنفسكم،
فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم،
وتضمروا لهم العدواة،
ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر،
ولا تعينوهم على مسلم بفعل ( 2 ).


2- قول الله عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

[المائدة: 51] ؛

أي لا تتخذوا أيها المؤمنون اليهود والنصارى أولياء،
ومن يفعل ذلك منكم فإنه منهم؛
لأن "التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم
والتولي القليل يدعو إلى الكثير،
ثم يتدرج شيئا فشيئا،
حتى يكون العد منهم" ( 3 ).






```````````````````

1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 160-161.
2- انظر جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري 3/ 227.
3- تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي 2/ 304.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-07-2017, 08:46 PM
< 33 >



الناقض التاسع

من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج
عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،
كما وسع الخضر عليه السلام
الخروج عن شريعة موسى عليه السلام

المراد بهذا الناقض:

يعتقد البعض أن بالإمكان الخروج عن شريعة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم
ومخالفته،
والاستغناء عن متابعته
في عموم أحواله أو بعضها،
زاعمين أن في قصة الخضر عليه السلام حجة لهم ( 1 ).

ولا ريب أن هذا الاعتقاد
كفر مخرج عن الملة.



يقول الشيخ موسى بن أحمد المقدسي:

من اعتقد أن لأحد طريق إلى الله
من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم،

أو لا يجب عليه اتباعه،

أو أن له أو لغيره خروجا عن اتباعه
وأخذ ما بعث به،

أو قال:
أنا محتاج إلى محمد في علم الظاهر
دون علم الباطن،

أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة،

أو قال:
إن من الأولياء من يسعه الخروج عن شريعته
كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى،

أو أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم
أكمل من هديه،
فهو كافر" ( 2 ).




```````````````````
1- انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 11/ 422.

2- الإقناع لطالب الانتفاع لموسى المقدسي 4/ 287-288.




**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-08-2017, 08:39 AM
https://pbs.twimg.com/media/DGrwfJ3UAAIMRoy?format=jpg&name=large

أبو فراس السليماني
08-08-2017, 10:47 PM
< 34 >

الناقض العاشر

الإعراض عن دين الله ،
فلا يتعلمه، ولا يعمل به.

المراد بهذا الناقض:

الإعراض التام عن دين الله عز وجل،
والتولي عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والامتناع عن الاتباع،
والصدود عن قبول حكم الشريعة؛

فلا إرادة له في تعلم الدين
ولا يحدّث نفسه بغير ما هو عليه ( 1 )،

ويعرض إعراضا كليا عن جنس العمل الظاهر
"الطاعة أو الاتباع".

والإعراض التام الكلي
لا يقع إلا ممن تمكن من العلم ومعرفة الحق،
وتمكن من العمل، فأعرض، وفرّط،
وترك ما أوجبه الله عليه،
من غير عذر؛

فهذا وأمثاله مفرّط
بإعراضه عن اتباع داعي الهدى.
فإذا ضل،
فإنما أُتي من تفريطه وإعراضه( 2 ).



ويجب أن يُعلم أن الإعراض ليس كله
مما يخرج من الملة؛

بل الذي يكفر بتركه
هو الإعراض عن تعلم الإيمان العام المجمل،
والإعراض عن جنس العمل
الذي يُعد شرطا في صحة الإيمان ( 3 )،

فهذا هو الذي يكفر فاعله
لأنه لم يتعلم دين الله،
ولم يعمل به.


يقول العلامة ابن القيم
عن الإعراض عن تعلم الإيمان المجمل
الذي يدخل صاحبه في دائرة الإسلام:

والإسلام هو
توحيد الله وعبادته
وحده لا شريك له،
والإيمان بالله وبرسوله،
واتباعه فيما جاء به.

فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم،
وإن لم يكن كافرا معاندا،
فهو كافر جاهل ( 4 ).





```````````````````
1- انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص412-413.
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص102.

2 - انظر: مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية 1/ 43.
والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 3/ 17.

3- انظر: شرح نواقض الإسلام لحسن عواجي ص105.
وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام
لسعد القحطاني ص102-103.

4- طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن قيم الجوزية ص411.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-09-2017, 05:03 PM
< 35 >


خاتمة النواقض:

ختم شيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب رحـمه الله
مبحث النواقض بقوله:

ولا فرق في جميع هذه النواقض
بين الهازل، والجاد، والخائف،
إلا المكره.

وكلها من أعظم يكون خطرا،
ومن أكثر ما يكون وقوعا،
فينبغي للمسلم أن يحذرها،
ويخاف منها على نفسه.
نعوذ بالله
من موجبات غضبه، وأليم عقابه،
وصلى الله على محمد.

وكلامه - رحـمه الله -
بعدم التفريق بين الهازل والجاد في محله،
ويمكنك إدراكه إذا تأملت في سبب نزول الآية
{ لا تَعْتَذِرُوا
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } ؛

كفروا بسبب كلمة
قالوها على وجه المزاح واللعب.
نسأل الله أن يعصمنا بالتقوى
إنه سميــع مجيب.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-10-2017, 10:06 AM
< 36 >


العبادة في الاصطلاح :

اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ،
من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ( 1 ).

وهي تتضمن
غاية الذل الله تعالى ،
بغاية المحبة له عز وجل ؛

فمن خضع لإنسان مع بغضه له
لا يكون عابدا له،

ولو أحب شيئا ولم يخضع له
لم يكن له عابد؛
كما قد يحب ولده وصديقه ( 2 ).



فالعبادة -إذًا-
تتضمن غاية الحب، مع غاية الذل،

كذا عرفها العلامة ابن القيم بقوله:

وعبادة الرحمن غاية حبه ...
مع ذل عابده، هما قطبان ( 3 ).

فهي في مفهومها العام تعني:

" التذلل لله محبة وتعظيما،
بفعل أوامره، واجتناب نواهيه،
على الوجه الذي جاءت به شرائعه " ( 4 ).

والله عز وجل أحب إلى عبده المؤمن من كل شيء،
وأعظم عنده من كل شيء.







`````````````````````
1 - انظر العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص23.
2 - انظر المصدر نفسه ص33-34.
3 - انظر النونية لابن القيم -الهراس- 1/ 95.
4 - المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين 2/ 25.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-10-2017, 08:29 PM
< 37 >


إن الإسلام أسبغ
على أعمال الإنسان كلها صفة العبادة،
إذا تحقق فيها شرطا قبول العمل،
وهما ( 1 ):

أولا: الإخلاص؛

بأن يكون العمل خالصا لوجه الله الكريم،
كما قال تعالى:

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء}

[البينة: من الآية5] .

فينوي العبد أن يكون عمله، وقوله:
وإعطاؤه، ومنعه،
وحبه، وبغضه
لله وحده،
لا شريك له؛

إذ الأعمال لا تقوم إلا بالنيات،

كما قال صلى الله عليه وسلم:
"إنما الأعمال بالنيات" ( 2 ) ؛

فالنية تتحكم في العمل،
وتقلبه إلى عبادة.





`````````````````````
1 - انظرهما في كتاب: تجريد التوحيد المفيد
للمقريزي ص88-89.

2- صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي،
باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصحيح مسلم، كتاب الإمارة،
باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-11-2017, 07:47 PM
< 38 >





ثانيا: المتابعة؛

بأن يكون العمل على منهاج رسول الله
صلى الله عليه وسلم،
وهديه القويم،

كما قال تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}

[الحشر: من الآية7] .

فالأعمال لا اعتبار لها
إلا إذا كانت على الوجه الذي رسمه الشرع.

روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه،
فهو رد" ( 1 ).

وكل عمل بلا متابعة،
فإنه لا يزيد عامله إلا بُعدا من الله؛

فإن الله عز وجل
إنما يُعبد بأمره،
لا بالأهواء،
ولا الآراء.


والمسلك الحسن
ليس في إخلاص العمل لله عز وجل فحسب،
ولا في متابعة الرسول
صلى الله عليه وسلم فقط،
بل في مجموعهما معًا،

فإن الله عز وجل ذكر العمل الصالح،
فقال:
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: من الآية 110] ،

والعمل الصالح هو
الخالص الصواب،
فإذا جمع العمل هذين الشرطين،
كان عبادة.



`````````````````````
1 -صحيح البخاري، كتاب الصلح،
باب إذا اصطلحوا على جور، فالصلح مردود.

وصحيح مسلم، كتاب الأقضية،
باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور.






**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-12-2017, 09:51 AM
< 39 >




العبادة تتعدد وتتنوع
لتشمل حياة الإنسان المسلم كلها،
وفي هذه الأمثلة بيان لذلك:

1- الله عز وجل لم يقصر وصف الصلاح
على العبادات المخصوصة،
بل جعله شاملا لأعمال أخرى

يقول عز وجل:

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ
وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئًا يُغِيظُ الْكُفَّارَ
وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَيْلًا
إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ
إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ،
وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً
وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

[التوبة: 120-121] .

2- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا قالوا:
يا رسول اللهّ!
ذهب أهل الدثور بالأجور،
يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم،
ويتصدقون بفضول أموالهم.

قال صلى الله عليه وسلم:

"أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به:
إن بكل تسبيحة صدقة،
وكل تكبيرة صدقة،
وكل تحميدة صدقة،
وكل تهليلة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة،
ونهي عن المنكر صدقة،
وفي بضع أحدكم صدقة".

قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته،
ويكون له فيها أجر؟

قال صلى الله عليه وسلم:

"أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليها فيها وزر؛
فكذلك إذا وضعها في الحلال،
كان له أجر" ( 1 )


وهكذا تتسع دائرة العبادة
بقدر امتداد النية المقرونة بالعمل،
حتى تشمل حياة المسلم كلها،
في يقظته ومنامة،
وفي صمته وكلامه،
وفي سعيه لمعاشه ومعاده،
ما دام العمل موافقا لشرع رسول الله
صلى الله عليه وسلم

وما دامت نيته
ابتغاء وجه الله عز وجل.




``````````````````
1 - صحيح مسلم، كتاب الزكاة،
باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.







**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-12-2017, 11:51 PM
< 40 >


أركان العبادة وأصولها

تقوم العبادة على أركان،
باجتماعها يحصل كمال العبودية
لله عز وجل ( 1 ).

وهذه الأركان هي:
المحبة ،
و الرجاء،
و الخوف ،
التي يجب اجتماعها،
ولا يجوز إهمال واحد منها،

كما قال علماؤنا رحمهم الله:

من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق،
ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،
ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري،

ومن عبده بالحب والخوف والرجاء
فهو مؤمن موّحد ( 2 ).




```````````````````````
1 - انظر معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي ص136.

2 - انظر: العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص161-162.

وتوحيد الألوهية لمحمد الحمد ص37.




**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-13-2017, 09:01 AM
< 41 >

اتّباع الرسول
صلى الله عليه وسلم؛

فمن كان محبا لله،
لزم أن يتبــع الرسول
صلى الله عليه وسلم،

فيصدّقه فيما أخبر،
ويطيعه فيما أمر،
ويتأسى به فيما فعل ( 1 ).

وقد أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم
أن يقول لأمته:

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}

[آل عمران: 31] ؛

فليست المحبة مجرد دعوى باللسان؛
بل لا بد أن يصاحبها الاتّباع لرسول الله
صلى الله عليه وسلم،
والسير على هداه.


```````````````````````
1- العبودية ص126-127.






**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-14-2017, 04:30 AM
< 42 >


الركن الثاني:
الرجاء:

1- ارتباط الرجاء بالمحبة:

على حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء؛
فكل محبّ راجٍ بالضرورة؛
لأن محبته لله عز وجل
تحمله على أن يرجو ما عنده
سبحانه وتعالى ( 1 ).




2- المراد بالرجاء:

أن يرجو العبد ما عند
مولاه عز وجل
من الأجر، والثواب، والرحمة، والمغفرة؛

فالعابد والمطيع يرجو الأجر والثواب والقبول،
والتائب يرجو الرحمة ومغفرة الذنوب.

وهذا الرجاء ينبغي أن يكون
بلا يأس من روح الله،
ولا قنوط من رحمته عز وجل؛

لأن الله تعالى ذم الأمرين،
فقال:
{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}

[يوسف: 87] ،

وقال:
{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إِلَّا الضَّالُّون}

[الحجر: 56] .



3- المطلوب فيه:

المطلوب في الرجاء كماله وغايته؛
فيرتقي العبد في الرجاء صعدا؛

من رجاء يبعث على الاجتهاد في أداء العبادة
طمعا فيما يؤمله من ثواب،

إلى رجاء يقدم فيه لزوم الأحكام الدينية
على ما تستلذه النفس وتميل إليه،

إلى رجاء لقاء الخالق سبحانه وتعالى ( 2 )،

كما قال عز وجل:
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: 110] ،

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ
فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

[العنكبوت: 5] .







```````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/ 44.
2 - انظر المصدر السابق 2/ 54-56.








**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-14-2017, 10:02 AM
< 43 >




4- من أسباب حصول الرجاء:
يحصل الرجاء بأمور، منها ( 1 ).

أ- شهود كرم الله تعالى وإنعامه،
وإحسانه إلى عبادة.

ب- صدق الرغبة
فيما عند الله عز وجل
من الثواب والنعيم.

ج- التسلح بصالح العمل،
والمسابقة في الخيرات.


5- من الأدلة على الرجاء:

تقدم آنفا دليلان، هما:

قوله عز وجل:

{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدًا}

[الكهف: 110] ،

{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ
فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

[العنكبوت: 5] .


وثمة أدلة أخرى، منها:

أ- قول الله عز وجل:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

[البقرة: 218] .

ب- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" يقول الله عز وجل:
أنا عند ظن عبدي بي " ( 2 ).


ج- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لا يموت أحدكم إلا
وهو يحسن الظن بربه " ( 3 ).

فالله عز وجل عند ظن عبده.
وعلى العبد أن يحسن الظن بربه
كي لا يصيبه القنوط من رحمة الله،
ولا اليأس من روحه عز وجل؛
فيبقى متطلعًا لما عند الله من الثواب العظيم،
راغـبًا في نيل ما ادخره لعباده المؤمنين
من النعيم المقيم.






``````````````````````
1 - انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
للدكتور إبراهيم البريكان ص140.

2 - صحيح البخاري، كتاب التوحيد،
باب قول الله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} .

3 - صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها،
باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-14-2017, 10:00 PM
< 44 >


الركن الثالث:

الخوف من الله عز وجل

1- ارتباط الخوف بالرجاء:

الخوف مستلزم للرجاء،
والرجاء مستلزم للخوف؛
فكل راجٍ خائف ،
وكل خائف راجٍ ؛

فكل راج خائف من فوات مرجوه،
وكل خائف يرجو عفو ربه ومغفرته،

والخوف بلا رجاء
يعتبر يأسا من روح الله
وقنوطا من رحمته ( 1 ).


2- المراد بالخوف:

أن يخاف العبد مولاه عز وجل
أن يصيبه بعقاب عاجل، أو آجل،
فيصيبه في الدنيا بما يشاء - سبحانه - من مصيبة،
أو مرض، أو قتل،
أو نحو ذلك بقدرته ومشيئته.

وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلا؛
لأن هذا من لوازم الإلهية؛

فمن اتخذ مع الله ندا يخافه هذا الخوف،
فهو مشرك ( 2 )؛

لأن الخوف عبودية القلب،
فلا يصلح إلا الله.

ويتبــع هذا الخوف:

الخوف مما توعد الله به العصاة في الآخرة،
من النكال والعذاب

يقول تعالى:
{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي
وَخَافَ وَعِيد}

[إبراهيم: من الآية14] .

وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان؛
وإنما يكون محمودا
إذا لم يوقع في القنوط من رحمة الله،
أو اليأس من روحه سبحانه وتعالى ( 3 ).




والمطلوب في هذا الخوف:

ما يحجز العبد عن المعاصي،
ويبعده عن مخالفة أوامر الله.

يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله:
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية
-قدس الله روحه- يقول:
الخوف المحمود:
ما حَجَزك عن محارم الله ( 4 ).










````````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 2/ 53.

2- انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص484.

3- انظر المرجع نفسه ص486.
4- مدارج السالكين لابن القيم 1/ 55.






**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-15-2017, 10:32 AM
< 45 >

3- سبب نقص الخوف من الله في نفس العبد:

إذا نقص الخوف من الله عز وجل في نفس العبد؛
فذلك لنقص معرفته بربه عز وجل؛
فإن أعرف الناس بالله
أخشاهم له سبحانه.

وكلما ازدادت معرفة العبد بربه،
كلما ازداد له خشية.

يقول الله عز وجل:

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}

[فاطر: من الآية28] ،

ويقول صلى الله عليه وسلم:

"والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله،
وأعلمكم بما أتقي" ( 1 )،

ويقول:

"إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا" ( 2 )،

ويقول:
" فوالله إني أعلمهم بالله،
وأشدهم له خشية " ( 3 )؛

فهو صلى الله عليه وسلم أعلمنا بالله عز وجل،
وأشدنا خشية له؛
فكلما ازدادت المعرفة بالله،
ازدادت الخشية له عز وجل،

وكذلك العكس؛
كلما نقصت المعرفة بالله،
قلَّ الخوف منه ( 4 ).


عبادة الله عز وجل
بهذه الأركان مجتمعة:

تقدم أن أهل السنة والجماعة
يعبدون الله عز وجل
بأركان العبادة الثلاثة مجتمعة،
ولا يلغون أي ركن منها ( 5 ).

وتقدم أنهم يوازنون بينها،
بحيث لا يطغى جانب منها على الآخر ( 6 )؛

فكما أن المسلم يعبد ربه عز وجل حبًا له،
وطمعًا في جنته،
ورجاء لثوابه؛

فإنه كذلك
يعبده عز وجل
خشيةً له،
وحذرًا من ناره،
وخوفًا من عقابه.



`````````````````````
1 - صحيح مسلم، كتاب الصيام،
باب صحة من طلع عليه الفجر وهو جنب.

2 - صحيح البخاري، كتاب الإيمان،
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أعلمكم بالله".


3 - صحيح البخاري، كتاب الاعتصام،
باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في الدين والبدع.

4 - لاحظ: أن الخشية أخص من الخوف؛
فإن خشية العلماء لله، هي خوف مقرون بمعرفة.
وانظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 549.

5 - انظر ص97 من هذا الكتاب.

6 - انظر ص41 من هذا الكتاب
وانظر إيثار الحق على الخلق لابن المرتضى ص391-392.






**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-15-2017, 10:52 PM
< 46 >



ما أجمل كلمات العلامة ابن القيم رحمه الله،
التي يخبر فيها عن اجتماع هذه الأركان القلبية،
ويتحدث عن منزلة كل واحد منها،
فيقول:

"القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر.
فالمحبة رأسه،
والخوف والرجاء جناحاه.

فمتى سلم الرأس والجناحان،
فالطائر جيد الطيران.

ومتى قطع الرأس مات الطائر.
ومتى فقد الجناحان،
فهو عرضة لكل صائد وكاسر"

إلى أن قال:

"أكمل الأحوال:
اعتدال الرجاء والخوف،
وغلبة الحب؛
فالمحبة هي المركب،
والرجاء حادٍ،
والخوف سائق،
والله الموصل بمنّه وكرمه" ( 1 ).


`````````````````````
1 - انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 554.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-16-2017, 06:21 AM
< 47 >




معنى الشرك في الشرع:

يُعرَّف الشرك شرعا بأنه:
"صرف حق من حقوق الله لغيره"( 1 )،

أو

"مساواة غير الله بالله
فيما هو حق لله" ( 2 ).

وحق الله:

كل ما لا يقدر عليه إلا الله؛
فلا يطلب إلا منه عز وجل.
فإذا طُلب من غيره،
كان صرفا لخصائص الله لغيره ( 3 ).

فمن صرف شيئا من أسماء الله وصفاته
-التي تثبت لله على ما يليق به-
لغير الله،

أو صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله،

أو اعتقد أن هناك ربا ومدبرا غير الله،

أو صرف شيئا من خصائص الربوبية
لغير الله عز وجل

فقد جعل ذاك الذي صرف له
شريكا لله سبحانه وتعالى ( 4 ).


``````````````````````
1 - أضواء البيان للشنقيطي 3/ 614.
2 - شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص13.
3 - انظر أضواء البيان للشنقيطي 3/ 614.
4 - انظر الأسئلة والأجوبة في العقيدة للشيخ صالح الأطرم ص28.




**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-17-2017, 04:47 AM
< 48 >

يقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي:

الشرك نوعان: أكبر وأصغر؛
فمن خلص منهما، وجبت له الجنة،
ومن مات على الأكبر وجبت له النار؛

فالشرك الأكبر:
كالسجود، والنذر لغير الله،

والأصغر:
كالرياء،
والحلف بغير الله
إذا لم يقصد تعظيم المخلوق كتعظيم الله ( 1 ).



``````````````````````
1 - تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران
لأحمد آل بوطامي ص38-39.


**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-17-2017, 10:05 PM
< 49 >

فالشرك -إذًا- نوعان:
أكبر، وأصغر.

ولكي يكون المسلم على حذر من الوقوع في أي منهما،
وحتى لا يحكم بالشرك على من لم يقع فيه؛
فلا بد له من معرفة الفرق بين النوعين،
ومن هذه الفروق ( 1 ):

1- الأكبر كفر،
والأصغر أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر.

2- الأكبر يخرج صاحبه من الملة،
والأصغر لا يخرجه،
وهو يتنافى
مع كمال التوحيد.

3- الأكبر محبط للأعمال كلها،
والأصغر يحبط ما خالط أصله،
أو غلب على العمل.

4- الأكبر موجب للخلود في النار؛
فصاحبه إن مات عليه،
فهو خالد مخلد في النار أبدا،
والأصغر لا يوجب ذلك،
فإن دخلها فهو كسائر مرتكبي الكبائر.

5- الأكبر يُحل النفوس والأموال،
والأصغر لا يُحل ذلك.

6- الأكبر لا يغفر لصاحبه إن مات عليه،
والأصغر يدخل صاحبه تحت الموازنة؛
فإن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة،
وإلا دخل النار،
ومآله الخروج منها.



``````````````````````
1 - انظر هذه الفروق في الكتب التالية:
شرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص26.
والأسئلة والأجوبة في العقيدة للشيخ صالح الأطرم ص30.
والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 23-33،
والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف ص34-38،
وبعض أنواع الشرك الأصغر للدكتور عواد المعتق ص14-15،
والدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 338.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-18-2017, 06:20 AM
< 50 >


تعريف الشرك الأكبر:

يُعرف الشرك الأكبر بأنه:
إثبات شريك لله عز وجل
في خصائصه ؛
فيجعل الإنسان ندًا لله في ربوبيته،
أو في ألوهيته،
أو في أسمائه وصفاته ( 1 ).



حكم الشرك الأكبر،
مع الدليل:

1- الشرك الأكبر يخرج من الملة،
وصاحبه حلال الدم والمال،

يقول الله سبحانه عن المشركين:
{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

[التوبة: 5] ،

2- الشرك الأكبر يحبط جميع العمل.

يقول الله عز وجل:

{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

[الأنعام: 88] ،

ويقول سبحانه:

{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

[الزمر: 65] .

3- الشرك الأكبر لا يغفر لصاحبه إن مات عليه،

يقول الله عز وجل:

{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

[النساء: 48، 116] .

أما إن تاب قبل الموت،
فإن الله يتوب عليه،

كما قال سبحانه:

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ
وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}

[لأنفال: 38] .

4- صاحب الشرك الأكبر في الآخرة
خالد مخلد في النار.

يقول الله عز وجل:

{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}

[المائدة: من الآية72] .




``````````````````````
1 - انظر: معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي 2/ 483.
وفتاوى اللجنة الدائمة 1/ 516-517.






**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-18-2017, 09:08 PM
< 51 >



من أقسام الشرك الأكبر:
الشرك في الربوبية

الشرك في الربوبية أحد أقسام الشرك الأكبر،
وهو شرك يتعلق بذات الله عز وجل.

أولا: تعريفه

هو صرف خصائص الربوبية كلها،
أو بعضها لغير الله عز وجل،
أو تعطيله عز وجل عنها بالكلية.

وخصائص الربوبية
هي:
التفرد بالخلق، والرزق،
والإحياء، والإماتة،
والإعطاء والمنع،
والضر، والنفع،
وغير ذلك.




ثانيا: نوعاه

الشرك في الربوبية
نوعان؛
شرك تعطيل، وشرك تمثيل.

1- شرك التعطيل:

تعريفه:
هو تعطيل المصنوع عن صانع،
وتعطيل الصانع عن أفعاله
ويكون ذلك بتعطيل خصائص الربوبية،
وإنكار أن يكون
الله رب العالمين ( 1 ).



ومن الأمثلة عليه ( 2 ):

شرك فرعون الذي عطَّل الربوبية ظاهرا؛
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين}

[الشعراء: 23] ،

وقال لهامان:

{يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ،
أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ
فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا}

[غافر: 36-37] .

ومن هذا الشرك ( 3 ):

شرك أهل وحدة الوجود؛
كابن عربي، وابن سبعين،
وغيرهم الذين يقولون:
إن الخالق عين المخلوق؛

فعطَّلوا الله عز وجل
عن أن يكون رب العالمين،
ولم يفرّقوا بين رب ، وعبد. .







````````````````````
1- انظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم ص231.

2- انظر تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص69.

3- انظر الدين الخالص لصديق حسن خان 1/ 315.



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-19-2017, 11:02 PM
< 52 >


[ النوع الثاني من أنواع الشرك في الربوبية ]



2- شرك التمثيل:

تعريفه:

هو التسوية بين الله وخلقه في شيء من خصائص الربوبية،

أو نسبتها إلى غيره عز وجل ( 1 ).

ومن الأمثلة عليه ( 2 ):

شرك النصارى

الذين اتخذوا معه أربابا، فجعلوه ثالث ثلاثة؛

وشرك المجوس

القائلين بأن للعالم ربين أحدهما خالق للخير، والآخر خالق للشر؛

وشرك الصابئة

الذين زعموا أن الكواكب هي المدبرة لأمر العالم؛

وشرك القدرية "مجوس هذه الأمة"

القائلين بأن كل إنسان يخلق فعل نفسه؛

وشرك عباد القبور

الذين يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فتقضى الحاجات،

وتفرج الكربات، وتنصر من دعاها،

وتحفظ من لاذ بحماها.

ومثلهم مزاعم غلاة الصوفية في الأولياء:

أنهم ينفعون، ويضرون، ويتصرفون في الأكوان إلخ.



==============
1- انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص147.

2- انظر: تجريد التوحيد المفيد للمقريزي ص55-57، 70.
والجواب الكافي لابن القيم 231-232.







**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html

أبو فراس السليماني
08-20-2017, 09:21 PM
< 53 >


من أقسام الشرك الأكبر:
الشرك في الأسماء والصفات

أولا: تعريفه

هو التسوية بين الله والخلق
في شيء من الأسماء والصفات؛

بأن يجعل لله عز وجل ندًا في أسمائه وصفاته؛
فيسميه بأسماء الله،
أو يصفه بصفاته ( 1 ).




ثانيا: نوعاه

الشرك في الأسماء والصفات نوعان؛
شرك تشبيه، وشرك اشتقاق.

1- شرك التشبيه:

تعريفه:

هو أن يثبت لله تعالى في أسمائه وصفاته من الخصائص،
مثل ما يثبت للمخلوق من ذلك ( 2 ).

ومن الأمثلة عليه:
قول القائل:
إن يدي الله مثل أيدي المخلوقين،
واستواؤه على عرشه كاستوائهم،
ونحو ذلك . ( 1 ).







2- شرك الاشتقاق:

تعريفه:

هو أن يشتق من أسماء الله عز وجل المختصة به اسما،
ويسمى به غيره.

وهذا من الإلحاد في أسمائه سبحانه وتعالى ( 3 ).




ومن الأمثلة عليه:

ما فعله المشركون من اشتقاق أسماء
لآلهتهم الباطلة
من أسماء الإله الحق
سبحانه وتعالى:

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

[الأعراف: 180] ،

فـ "يلحدون": أي يشركون ( 4 )،

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-:
"اشتقوا العزى من العزيز،
واشتقوا اللات من الله"( 5 ).






````````````````````
1 - انظر: فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 516.
والمدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص147.

2 - انظر فتح رب البرية بتلخيص الحموية
للشيخ ابن عثيمين ص20-21.

3 -انظر فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 1/ 516.


4 - أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة بن دعامة السدوسي.
"انظر الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي 3/ 272".

5 - أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس. "الدر المنثور 3/ 271".



**************
المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html