المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشبهات:ما هو من جنس الشبهة، و ما هو من جنس الذائقة النفسية..



واسطة العقد
11-24-2012, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا لا يعد مقالاً بقدر ماهو ملاحظة او تنبيه او نوتة جانبية...



من الأمور التي تلاحظ عند بعض المسلمين ذوي الشبهات، الملاحدة و المسلمين الجدد... تكرارهم لأسئلة و ملاحظات حول بعض مافي الاسلام بصيغة "شبهة" عقلية تستوجب الرد، او تقدح بأصل الدين... من هذا زواج الرسول صلى الله عليه و سلم من عائشة رضي الله عنها، شرب بول الإبل او الحجاب او رضاع الكبير الخ و هذه لا تعد سببًا في بطلان دين او عقيدة بل هي تحت طائلة الرفض النفسي او عدم التشهي او التعجب لإختلاف و تطاول الزمن كما في زواج الرسول صلى الله عليه و سلم من ام المؤمنين، او لإختلاف البيئة في مسألة شرب بول الإبل- فنحن في عصر الأدوية و الطب الحديث-... او لسيادة قيم غربية يدعي اصحابها انها عالمية كما في مسألة الحجاب و السفور...فكونك ترفض هذه المسألة او تتعجب منها، لا يعني ان الإسلام باطل او انك صاحب شبهة عقلية و ان اسميتها بذلك! فاين الشبهة العقلية في تشريع الحجاب، او زواج النبي صلى الله عليه و سلم او شرب بول الإبل؟ كيف تقدح هذه الأمور بأصل الدين و العقيدة؟ و ما يبنى عليه الإيمان من تسلسل الإيمان بوجود رب فارساله للرسل فصدق النبي و صحة الإسلام و خلوه من اي خلل و تعارض؟ كيف يستقيم بعقلك ان شرب بول الإبل يعني: 1 ان الله غير موجود! او 2 ان الاسلام غير صحيح و بنيانه المتين كله خاطئ، لانك لا تريد و لا تحب ان تشربه و لست معتادًا على شربه؟
و صاحب "الشبهة" نفسه لو عاش قبل 100 سنة ببلد عربي لما طرح شبهة الحجاب، و لو عاش قبل 200 سنة لما تعجب من زواج النبي الأكرم، و لو كان بدويًا في الصحراء لما تعجب من شرب بول الإبل... فدلك هذا على أنها مسألة ذائقة لا مسألة عقل، فلو كانت مسألة عقلية لظلت كما هي و ان اختلف الزمن و المكان و الشخص نفسه، مثلما الواحد لا يساوي اثنان بكل مكان و مثلما سؤال النصراني عن الثالوث لن يتغير بعد 100 سنة او قبل 100 سنة و لن يتغير لو كان صينيًا او اوربيًا او عربيًا، ان عاش بقرية او مدينة حديثة... فكانت هذه مسألة عقلية بحتة تقدح بأصل دينه و عقيدته و ليست رفضًا نفسيًا لأمر ليس من صلب العقيدة و لا يبنى عليه إيمان، فينبغي التفريق بين معدن الشبهات و جنسها، من مثل تساؤل امرء عن قضية بالقرآن مثلاً او بصدق نبوءات النبي الأكرم يساق اليه بيانها، و بين الرفض لشيء لأن النفس تعافه او تستنكره او ترفضه ثم تغليفه بصورة شبهة و الشك بالدين كاملاً لأجله.. و استنكار النفس لشيء لا تريده ليس دليلاً على بطلان، مثلما حبها للشيء و ميلها اليه ليس دليلاً على صدق او برهان... و لا ينبغي لعاقل ان يبني عليه حكمًا او دليلاً بالقبول او الرفض.


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخت مسلمة
11-24-2012, 10:48 PM
جزاكِ اللهُ خيراً
نعم هذا التفريق لازِم , إنّما لن يَلتِفت لهُ من أرَادَ مِن إلحاده متُكئاً لِلتحرُّر من إلتِزامات الدين والتَملّص مِن وَاجِباته !
إنّما أن يكون من تسمّى بِمُلحد لم يجِد فِعلاً دليلاً ليستقر الإيمان بِوجود خالِق في قلبِه فهذا مالن أقتَنِع بهِ أبدا ً.. وانظري إن شئتِ لِتوقيعي !

أبو القـاسم
11-24-2012, 11:33 PM
أحسنت بارك الله فيك وسددك، ومعظم ما يقال أقل من أن يسمى شبهة ..ألا ترون أن السراب قد يشتبه بالماء للناظر من بعيد ، لكن هل يشتبه الماء بالنار إلا على البُله ؟

إدريسي
11-25-2012, 12:40 AM
جزاكم الله خيرا ..

وهناك شبهات تتعلق بأمور غيبية حقيقتها أنها مما لا يحكم عليه العقل بالبطلان لكنه يحار في كيفيته فقط وسماها العلماء "محارات العقول" - كحشر الكفار على وجوههم يوم القيامة - وبين ما يحكم عليه العقل بالبطلان والاستحالة وسماها العلماء "محالات العقول" -كالثالوث عند النصارى فهو لا يحار فيه العقل فقط ولكنه يحيله لأنه تناقض - .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" :
((وَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ مَا يُحِيلُهُ الْعَقْلُ وَيُبْطِلُهُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ مُمْتَنِعٌ، وَبَيْنَ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ الْعَقْلُ فَلَا يَعْرِفُهُ وَلَا يَحْكُمُ فِيهِ بِنَفْيٍ وَلَا إِثْبَاتٍ، وَأَنَّ الرُّسُلَ أَخْبَرَتْ بِالنَّوْعِ الثَّانِي: وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُخْبِرَ بِالنَّوْعِ الْأَوَّلِ، فَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ مُحَالَاتِ الْعُقُولِ وَمَحَارَاتِ الْعُقُولِ، وَقَدْ ضَاهَوْا فِي ذَلِكَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا لِلَّهِ وَلَدًا شَرِيكًا.))