د.ربيع أحمد
11-26-2012, 03:26 AM
متى نتوحد لنصرة إخواننا في غزة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعـده، وعلى آله وصحبِه، أما بعد:
فقد عاد الإسرائيليُّون المُحتلون الظالِمون يَقتلون في إخواننا وأخواتنا في قطاع غزة، وعادت إسرائيل تَقصِف القطاع، حتى أسفَر هذا العدوان عن العديد مِن القتلى وعشرات الجَرحى، وأصبَحت مُستَشفيات غزة تئنُّ مِن كثرة الجرحى ونقْصِ الدواء، وهذا هو دأب يَهود المُتعطِّشين لدماء المسلمين الأبرياء.
أسئلة تحتاج إلى أجوبة:
وإني أسأل، ويَحقُّ لي أن أسأل: أين ذهب دعاة حقوق الإنسان؟!
وإني أسأل، ويَحقُّ لي أن أسأل: أين ذهَب مَن يدَّعون مُحارَبة التطرُّف والإرهاب؟!
وإني أسأل، ويَحق لي أن أسأل: ماذا يُسمي دعاة الإنسانية قتْلَ الأطفال والنساء والأبرياء؟!
وإني أسأل، ويحق لي أن أسأل: ماذا فعَل هؤلاء الأبرياء الضعفاء؟!
الأخبار تُذاع، وصوَر القَتلى والجرحى والبيوت المهدَّمة والمساجد المُدمَّرة تُنشَر، لكن مَن ذا الذي يَنتظِر مِن عدوِّه رحمةً وعدلاً؟! فما يَجري في غزة يَفضح المُنظَّمات الدولية التي تدَّعي حمايتها لحقوق الإنسان!
الأخبار تذاع، وصور القَتلى والجَرحى والبيوت المهدَّمة تُنشَر، لكن مَن ذا الذي يَنتظِر مِن الحاقد برًّا وقِسطًا؟! فما يَجرى في غزة يَفضح المنظَّمات الدولية التي تدَّعي حمايتها لحقوق الإنسان!
مُبرِّرات واهيَة:
ورغم أن هجمات وقصْف يهود على أهل غزة لم تُفرِّق بين كبير وصغير، ورجل وامرأة، وشيخ وشاب، ومسجد وبيت، رغم أن القصف على أماكن كثيرة مِن القِطاع، إلا أنَّهم يدَّعون أنهم يُعادون جماعةً بعَينِها، وهذه الغارات ضد جماعة بعَينها، وليس المقصود بها الشعب الفلسطيني ككل، وهذا هو دأب يَهود في التبرير لأيِّ فِعل مشين بحُجَج أوهَن مِن بيت العنكبوت، وهيهات هيهات؛ فهي حرب على إخواننا في ظل هذه الأحداث العصيبة؛ حتى يَنشغِل إخوانُهم عَنهم وعن إخوانهم الذين في سوريا وفي بورما وفي كل مكان.
وإذا كانوا يَقصِدون جماعةً بعينها كما يدَّعون، فما ذنب الأطفال الأبرياء؟!
وما ذنب العَجائز وكبار السنِّ؟!
وما ذنب البيوت والمساجد؟!
وجوب نُصرَة إخوانِنا واليقَظة مِن غَفلتِنا:
إخوتاه، قد حان الوقت لنُفيق مِن غفلتِنا، ونَهُبَّ لنصرة أمَّتِنا وإخواننا في مَشارق الأرض ومَغاربها، فالمُسلمون اليوم في جميع أنحاء العالَم يُعانون أشدَّ الظلم والعدوان والهوان، وهذا بسبب القَوميات ونعرات الجاهليَّة، التي جعَلت أهل كلِّ بلد مُسلِمة لا شأن لهم بالبلد المسلمة الأخرى، هذا يقول: ليس مِن شأني، وهذا يقول: ليس مِن شأني، والآخَر يقول: لماذا أهل هذه البلد لا يُدافِعون عن أنفسهم؟ ونَسوا أن الكثرة تَغلِب القِلَّة، والأقوى يَغلِب الضعيف، وأن المسلمين إخوة؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].
وهل يترك الأخ أخاه يَنزِف دمًا ولا يُسعِفه؟!
وهل يَترك الأخ أخاه مظلومًا ولا يَنصره؟!
وهل يَترك الأخ أخاه يَستغيث به ولا يُغيثه؟!
وهل يَترك الأخ أخاه مَجروحًا ولا يُداويه؟!
وقد قال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: ((مثَل المؤمِنين في توادِّهم وتراحُمهم وتَعاطُفهم مثَل الجسد؛ إذا اشتَكى منه عُضوٌ، تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))[1].
وقال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: ((المُسلِم أخو المسلم؛ لا يَظلِمه ولا يُسلِمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مُسلم كربةً، فرَّج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستَر مُسلمًا، ستَره الله يوم القيامة))[2].
والأخوَّة ليست قول اللسان: إننا مسلمون، وانتهى الأمر، بل الأخوَّة عقْد تكافُل وتناصُر وتآزُر ومُواساة، فمِن حق إخواننا علينا أن نَنصُرهم بقدر استِطاعتنا، وأن نُشاركهم أحزانهم، وأن نُداوي جَرحاهم، ونُواسيَهم على ما حلَّ بهم.
ومِن المعلوم أن الجهاد واجب على جميع المسلمين الذين يَنزِل بساحتهم وديارهم العدوُّ الصائل، فإن لم يَكْفُوا لردِّ العدوان، تعيَّن واجب الجهاد على مَن بِجوارِهم مِن المسلمين إلى أن تتحقَّق الكفاية لردِّ عُدوان المُعتدين عن البلاد وحرمات العباد، فلا بدَّ أن يتوحَّد المسلمون لمُواجَهة أعداء الله وأعداء الإنسانية.
إخوتاه، ها هي إسرائيل تُظهِر للجميع خبثَها وحَقارتها وحِقدَها على الفلسطينيِّين والمسلمين، فعلينا في هذه الأيام - وفي كل الأيام - أن نقطع العلاقات مع إسرائيل وأعوانِها؛ إذ كيف نُقيم علاقات مع مَن يَقتُل إخواننا ويُدمِّر بيوتهم ومساجدَهم؟!
ما الواجب علينا تجاه إخوانِنا في غزة؟
إخوتاه، الواجب علينا تجاه إخوانِنا في غزةالمُناداة بوجوب حقْن دماء إخواننا في غزة، وأن يَقف هذا العدوان في أسرع وقت، وعلينا ألا نَنتظِر عونًا لإخواننا مِن عدوٍّ كافر لا يَنظر إلا إلى مصالِحه، ولا يَنظر إلا إلى ما يُعزِّز قُواه، ولو تدخَّل أفسَد أكثر مما يُصلِح، بل علينا أن نوحِّد صفَّنا، ونُعين إخواننا بكل ما أُوتينا مِن قوَّة، وإذا أردنا عونًا فلنسأل ربَّنا؛ فهو نِعمَ المولى والنصير.
وإخواننا في غزة في أمسِّ الحاجة للغذاء والدواء والملبَس، فلنتعاون في جمع التبرُّعات وإيصالها لهم.
وما زلتُ أُكرِّر أن الدعاء يَفعل ما تَعجِز عن فعلِه القنابل، فعلينا بكثرة الدعاء لإخواننا في الصلوات والخلَوات، ولنعلم أن مِن أعظم أسباب نصرة إخواننا المسلمين أن نَنصُر الله في بيوتِنا، وأن نتَّقي الله، وألا نَعصي الله؛ فقد تكون معاصينا سببًا في تأخير النصر عن إخواننا في أرجاء الأرض.
ونحن في هذه الأيام في أمسِّ الحاجة لتوحيد صفِّنا، وإذا أرَدْنا أن نوحِّد صفَّنا، فعلينا بالدعوة إلى كلمة التوحيد والكتاب والسنَّة بفهم سلفنا الصالح قبل الدعوة إلى توحيد الصفِّ؛ لأن التوحيد على غير أساس مِن الكِتاب والسنَّة بفهم السلف لا فائدة فيه ولا منفَعة، بل ربما عاد بالضرَر الكبير، والاجتماعُ والاتحاد ليس غاية في حد ذاته، لكنَّ المُراد هو تحصيل الاجتِماع على كلمة الحق.
ولو أننا أردنا أن نجمَع الصف أولاً ثم نوحِّد ثانيًا، فسنجمَع الكافِر والمُسلم، وصاحبَ الهوى والمُبتدِع، وسنجمَع الكل في صعيدٍ واحد، ثم نبدأ نُعلِّم التوحيد، فإذا قلتَ شيئاً يُخالِف ما عند الكافر، قال: لا والأمر كذا وكذا، فتظل تُجادل بلا فائدة، ويَضيع الوقت دون عائد على المسلمين، وإذا كان صاحبُ هوى وكلامك على غير هواه، فستظل تُبيِّن له أن المسألة كذا وكذا، وتَذكُر له قال الله وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-وقال العلماء، وحتى يَفهم ما تقول يكون الجهد قد ضاع والوقت قد ضاع، بخلاف ما إذا أسَّستَ توحيد الله قبل أن تُوحِّد وتجمع؛ فلنتوحَّد على كلمة التوحيد، وعلى الكتاب والسنَّة، ثمَّ نُوحِّد صفَّنا.
إلى أهل غزَّة:
يا أهل غزة، أَبشِروا؛ إنما النصر صبر ساعة، وإذا اشتدَّت الأزمة فُرِجتْ، وإن مع العسر يُسرًا، إن مع العسر يُسرًا، إن النصر قريب، إن النصر قريب، فلا بد أن يأتي بعد الليل النهار، وبعد الظُّلمَة النور، وبعد الظلم العدل، وبعد الشدَّة الفرَج، وبعد العُسرِ اليُسْر.
إخوتي، إني داعٍ فأمِّنوا:
اللهم انصر إخواننا في غزَّة، وفي كل مكان.
اللهم ثبِّتْ إخواننا في غزة، وفي كل مكان.
اللهم أيِّدْ إخواننا في غزة، وفي كل مكان.
اللهم، يا مرسل السحاب، يا هازم الأحزاب، يا مَن عَزَّ جاره وجلَّ ثناؤه وتقدَّست أسماؤه، انصر إخواننا في غزة وفي كل مكان، اللهم عليك بيهود، اللهم عليك بنقَضة العهود، اللهم عليك بقتَلة الأنبياء.
اللهم كنْ لإخواننا في غزة مُعينًا ونَصيرًا حين قَلَّ المُعين وعزَّ النصير، وصلَّى الله على محمَّد وآله وسلَّم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: (6011)، ورَواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2586).
[2] رواه البخاري في صحيحه، (3: 128)، حديث رقم: (2442)، باب: "لا يَظلِم المسلمُ المسلمَ ولا يُسلمه"، ورواه مسلم في صحيحه، (4: 1996)، حديث رقم: (2580)، باب: "تحريم الظلم".
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعـده، وعلى آله وصحبِه، أما بعد:
فقد عاد الإسرائيليُّون المُحتلون الظالِمون يَقتلون في إخواننا وأخواتنا في قطاع غزة، وعادت إسرائيل تَقصِف القطاع، حتى أسفَر هذا العدوان عن العديد مِن القتلى وعشرات الجَرحى، وأصبَحت مُستَشفيات غزة تئنُّ مِن كثرة الجرحى ونقْصِ الدواء، وهذا هو دأب يَهود المُتعطِّشين لدماء المسلمين الأبرياء.
أسئلة تحتاج إلى أجوبة:
وإني أسأل، ويَحقُّ لي أن أسأل: أين ذهب دعاة حقوق الإنسان؟!
وإني أسأل، ويَحقُّ لي أن أسأل: أين ذهَب مَن يدَّعون مُحارَبة التطرُّف والإرهاب؟!
وإني أسأل، ويَحق لي أن أسأل: ماذا يُسمي دعاة الإنسانية قتْلَ الأطفال والنساء والأبرياء؟!
وإني أسأل، ويحق لي أن أسأل: ماذا فعَل هؤلاء الأبرياء الضعفاء؟!
الأخبار تُذاع، وصوَر القَتلى والجرحى والبيوت المهدَّمة والمساجد المُدمَّرة تُنشَر، لكن مَن ذا الذي يَنتظِر مِن عدوِّه رحمةً وعدلاً؟! فما يَجري في غزة يَفضح المُنظَّمات الدولية التي تدَّعي حمايتها لحقوق الإنسان!
الأخبار تذاع، وصور القَتلى والجَرحى والبيوت المهدَّمة تُنشَر، لكن مَن ذا الذي يَنتظِر مِن الحاقد برًّا وقِسطًا؟! فما يَجرى في غزة يَفضح المنظَّمات الدولية التي تدَّعي حمايتها لحقوق الإنسان!
مُبرِّرات واهيَة:
ورغم أن هجمات وقصْف يهود على أهل غزة لم تُفرِّق بين كبير وصغير، ورجل وامرأة، وشيخ وشاب، ومسجد وبيت، رغم أن القصف على أماكن كثيرة مِن القِطاع، إلا أنَّهم يدَّعون أنهم يُعادون جماعةً بعَينِها، وهذه الغارات ضد جماعة بعَينها، وليس المقصود بها الشعب الفلسطيني ككل، وهذا هو دأب يَهود في التبرير لأيِّ فِعل مشين بحُجَج أوهَن مِن بيت العنكبوت، وهيهات هيهات؛ فهي حرب على إخواننا في ظل هذه الأحداث العصيبة؛ حتى يَنشغِل إخوانُهم عَنهم وعن إخوانهم الذين في سوريا وفي بورما وفي كل مكان.
وإذا كانوا يَقصِدون جماعةً بعينها كما يدَّعون، فما ذنب الأطفال الأبرياء؟!
وما ذنب العَجائز وكبار السنِّ؟!
وما ذنب البيوت والمساجد؟!
وجوب نُصرَة إخوانِنا واليقَظة مِن غَفلتِنا:
إخوتاه، قد حان الوقت لنُفيق مِن غفلتِنا، ونَهُبَّ لنصرة أمَّتِنا وإخواننا في مَشارق الأرض ومَغاربها، فالمُسلمون اليوم في جميع أنحاء العالَم يُعانون أشدَّ الظلم والعدوان والهوان، وهذا بسبب القَوميات ونعرات الجاهليَّة، التي جعَلت أهل كلِّ بلد مُسلِمة لا شأن لهم بالبلد المسلمة الأخرى، هذا يقول: ليس مِن شأني، وهذا يقول: ليس مِن شأني، والآخَر يقول: لماذا أهل هذه البلد لا يُدافِعون عن أنفسهم؟ ونَسوا أن الكثرة تَغلِب القِلَّة، والأقوى يَغلِب الضعيف، وأن المسلمين إخوة؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].
وهل يترك الأخ أخاه يَنزِف دمًا ولا يُسعِفه؟!
وهل يَترك الأخ أخاه مظلومًا ولا يَنصره؟!
وهل يَترك الأخ أخاه يَستغيث به ولا يُغيثه؟!
وهل يَترك الأخ أخاه مَجروحًا ولا يُداويه؟!
وقد قال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: ((مثَل المؤمِنين في توادِّهم وتراحُمهم وتَعاطُفهم مثَل الجسد؛ إذا اشتَكى منه عُضوٌ، تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))[1].
وقال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: ((المُسلِم أخو المسلم؛ لا يَظلِمه ولا يُسلِمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مُسلم كربةً، فرَّج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستَر مُسلمًا، ستَره الله يوم القيامة))[2].
والأخوَّة ليست قول اللسان: إننا مسلمون، وانتهى الأمر، بل الأخوَّة عقْد تكافُل وتناصُر وتآزُر ومُواساة، فمِن حق إخواننا علينا أن نَنصُرهم بقدر استِطاعتنا، وأن نُشاركهم أحزانهم، وأن نُداوي جَرحاهم، ونُواسيَهم على ما حلَّ بهم.
ومِن المعلوم أن الجهاد واجب على جميع المسلمين الذين يَنزِل بساحتهم وديارهم العدوُّ الصائل، فإن لم يَكْفُوا لردِّ العدوان، تعيَّن واجب الجهاد على مَن بِجوارِهم مِن المسلمين إلى أن تتحقَّق الكفاية لردِّ عُدوان المُعتدين عن البلاد وحرمات العباد، فلا بدَّ أن يتوحَّد المسلمون لمُواجَهة أعداء الله وأعداء الإنسانية.
إخوتاه، ها هي إسرائيل تُظهِر للجميع خبثَها وحَقارتها وحِقدَها على الفلسطينيِّين والمسلمين، فعلينا في هذه الأيام - وفي كل الأيام - أن نقطع العلاقات مع إسرائيل وأعوانِها؛ إذ كيف نُقيم علاقات مع مَن يَقتُل إخواننا ويُدمِّر بيوتهم ومساجدَهم؟!
ما الواجب علينا تجاه إخوانِنا في غزة؟
إخوتاه، الواجب علينا تجاه إخوانِنا في غزةالمُناداة بوجوب حقْن دماء إخواننا في غزة، وأن يَقف هذا العدوان في أسرع وقت، وعلينا ألا نَنتظِر عونًا لإخواننا مِن عدوٍّ كافر لا يَنظر إلا إلى مصالِحه، ولا يَنظر إلا إلى ما يُعزِّز قُواه، ولو تدخَّل أفسَد أكثر مما يُصلِح، بل علينا أن نوحِّد صفَّنا، ونُعين إخواننا بكل ما أُوتينا مِن قوَّة، وإذا أردنا عونًا فلنسأل ربَّنا؛ فهو نِعمَ المولى والنصير.
وإخواننا في غزة في أمسِّ الحاجة للغذاء والدواء والملبَس، فلنتعاون في جمع التبرُّعات وإيصالها لهم.
وما زلتُ أُكرِّر أن الدعاء يَفعل ما تَعجِز عن فعلِه القنابل، فعلينا بكثرة الدعاء لإخواننا في الصلوات والخلَوات، ولنعلم أن مِن أعظم أسباب نصرة إخواننا المسلمين أن نَنصُر الله في بيوتِنا، وأن نتَّقي الله، وألا نَعصي الله؛ فقد تكون معاصينا سببًا في تأخير النصر عن إخواننا في أرجاء الأرض.
ونحن في هذه الأيام في أمسِّ الحاجة لتوحيد صفِّنا، وإذا أرَدْنا أن نوحِّد صفَّنا، فعلينا بالدعوة إلى كلمة التوحيد والكتاب والسنَّة بفهم سلفنا الصالح قبل الدعوة إلى توحيد الصفِّ؛ لأن التوحيد على غير أساس مِن الكِتاب والسنَّة بفهم السلف لا فائدة فيه ولا منفَعة، بل ربما عاد بالضرَر الكبير، والاجتماعُ والاتحاد ليس غاية في حد ذاته، لكنَّ المُراد هو تحصيل الاجتِماع على كلمة الحق.
ولو أننا أردنا أن نجمَع الصف أولاً ثم نوحِّد ثانيًا، فسنجمَع الكافِر والمُسلم، وصاحبَ الهوى والمُبتدِع، وسنجمَع الكل في صعيدٍ واحد، ثم نبدأ نُعلِّم التوحيد، فإذا قلتَ شيئاً يُخالِف ما عند الكافر، قال: لا والأمر كذا وكذا، فتظل تُجادل بلا فائدة، ويَضيع الوقت دون عائد على المسلمين، وإذا كان صاحبُ هوى وكلامك على غير هواه، فستظل تُبيِّن له أن المسألة كذا وكذا، وتَذكُر له قال الله وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-وقال العلماء، وحتى يَفهم ما تقول يكون الجهد قد ضاع والوقت قد ضاع، بخلاف ما إذا أسَّستَ توحيد الله قبل أن تُوحِّد وتجمع؛ فلنتوحَّد على كلمة التوحيد، وعلى الكتاب والسنَّة، ثمَّ نُوحِّد صفَّنا.
إلى أهل غزَّة:
يا أهل غزة، أَبشِروا؛ إنما النصر صبر ساعة، وإذا اشتدَّت الأزمة فُرِجتْ، وإن مع العسر يُسرًا، إن مع العسر يُسرًا، إن النصر قريب، إن النصر قريب، فلا بد أن يأتي بعد الليل النهار، وبعد الظُّلمَة النور، وبعد الظلم العدل، وبعد الشدَّة الفرَج، وبعد العُسرِ اليُسْر.
إخوتي، إني داعٍ فأمِّنوا:
اللهم انصر إخواننا في غزَّة، وفي كل مكان.
اللهم ثبِّتْ إخواننا في غزة، وفي كل مكان.
اللهم أيِّدْ إخواننا في غزة، وفي كل مكان.
اللهم، يا مرسل السحاب، يا هازم الأحزاب، يا مَن عَزَّ جاره وجلَّ ثناؤه وتقدَّست أسماؤه، انصر إخواننا في غزة وفي كل مكان، اللهم عليك بيهود، اللهم عليك بنقَضة العهود، اللهم عليك بقتَلة الأنبياء.
اللهم كنْ لإخواننا في غزة مُعينًا ونَصيرًا حين قَلَّ المُعين وعزَّ النصير، وصلَّى الله على محمَّد وآله وسلَّم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: (6011)، ورَواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2586).
[2] رواه البخاري في صحيحه، (3: 128)، حديث رقم: (2442)، باب: "لا يَظلِم المسلمُ المسلمَ ولا يُسلمه"، ورواه مسلم في صحيحه، (4: 1996)، حديث رقم: (2580)، باب: "تحريم الظلم".