المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لاتستوقفك شبهات الملاحدة !



( آل ثاني )
11-28-2012, 12:12 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين, أما بعد :
فمن الملاحظ أن الكثير من أعضاء المنتدى تستوقفهم بعض الشبهات التافهة, فيخصصون لها مواضيعاً كاملة قد تكون في العام وقد تكون في الخاص, ثم تجد أحدهم يقول بعد عرض الشبهة " أنا مسلم مؤمن بالله وبرسوله .. لكن أجيبوني على هذه الشبهة فقط " وآخر يقول " ليس لدي أي شكوك واقتنعت بكل شيئ إلا هذه النقطة لم أقتنع بها حتى الآن ..أقنعوني ! "
وكأن الدين متوقف على هذه النقطة ! أو كأن الدين سينهار بسبب تلك الجزئية !
السبب في هذه الحالة من التناقض التي نشهدها كل يوم ( حالة الإيمان واللاإيمان ) هو أن الأعضاء شغلوا أنفسهم في البحث عن الشبهات وردودها وكأن الدين قائم على الشبهات, ولم يهتموا ببناء اليقين وتثبيته في القلب بقدر اهتمامهم بالرد على الشبهة, وهي ردود لا تكوّن عند المسلم إلا يقين مؤقت تذروه الريح مع أول شبهة يواجهها. ولو امتثل الأعضاء لهذه النصيحة لما زلزلت يقينهم شبهات تافهة, فإن الشبهات تنقسم إلى قسمين : منها ماهو معروف بطلانه, فيرده عقل المسلم وقلبه, وهذا القسم من جنس قول الملاحدة أن الكون أزلي, فهذه الدعوى معروف بطلانها بالضرورة.
والقسم الثاني: مايرده قلب المؤمن لمجرد معارضته للحق. فالإنسان قد يجد شبهات لايعرف لها رداً لكنه لايعيرها أي اهتمام, لأن اليقين قد ترسخ في قلبه فلم تعد الشبهات تجد لها مدخلاً تنفذ منه إلى قلبه.وفي هذا الصنف يقول الله تعالى : ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ).
فمن هذا يتبين لنا أن تكوين اليقين وترسيخه هو الخطوة الأولى لكل مسلم متشكك, لأن العمر ينتهي والشبهات لاتنتهي. وبتحقيق اليقين, فإن الإنسان يستطيع تجاهل جميع الشبهات لمجرد مخالفتها للحق, والذي قد آمن به إيماناً يقينياً.