أدناكم عِلما
11-28-2012, 01:29 AM
يقولون ان الانسان هو الارقى والاعلى في سلّم التطور ولكن اليس غريباً ان يولد الانسان عاجزاً عن القيام والسعي والمشي والركض وعاجزا عن الاكل وعاجزاً عن الاهتمام بنفسه وعاجزاً عن تمييز الخطر والهروب منه او تجنّبه وعاجزاً عن التمييز او التفريق بين الصاحب والعدو وعاجزا عن كثير من الامور التي يفعلها او يُتقنها الادنى منه في سُلّم التطوّر ففي الامس كنت أُشاهد برنامجاً على الناشيونال جيوجرافيك وكانت هنالك غزالة قد وضعت صغيرها للتّوّ فلم تمر دقيقة واحدة حتّى وقف هذا الصغير شامخا رافعاً رأسه وعندما اطمئنّت أمّه بعدم وجود خطر عليه استدارت بظهرها وكأنّها توحي له بان يلحق بها فما كان منه إلاّ ان انتفض يرتعش ويرتجف كأنّه خرج لتوّه من حفرة ماء او تراب كفعل الكلب حينما يريد تجفيف نفسه وسارع باللّحوق بأمّه فاستوقفي هذا المشهد مستغرباً من أُناس يروا مثل ما رأيت مراراً وتكرارا ليس فقط في صنف واحد من الكائنات الادنى في سُلّم دارون ولكن في كلّها دون استثناء وتسائلت لماذا الكائن الوحيد الذي هو في اعلى سلّم الرقي والتطور يولد عاجزاً ضعيفاً يحتاج لمن يعوله ويسهر على خدمته لاكثر من عام او اثنين واكثر ؟ بحيث يبدأ حبواً ثم يتدرّب على الوقوف فترة ليست بالقصيرة ثم مشياً بطيئاً كذلك يُصاحبه وقوع وسقوط اكثر من مشيه وهكذا , ربّما يزعم أو يتحجّج ادعياء نظريّة القرود بِأن الانسان وبسبب بعده عن حياة الادغال والغابات او البربريّة وتمدّنه هو السبب في ذلك وان الكائنات الاخرى ومع بقائها هناك دون تطوّر تحتاج الى سرعة في التأقلم ونحو ذلك فأسألهم ما بال الانسان الذي يعيش في الادغال حتّى الساعة ما بال الهنود الذين لم تطأ المدنيّة ديارهم لماذا لا يختلفوا عن الكائنات التي تعيش بنفس المكان في بيئتهم فمنذ فترة قريبة تمّ اكتشاف إحدى آخر قبائل أمريكا الجنوبية الأصليين http://www.youtube.com/watch?v=5xrUYPva4dY قرية لهنود لم يصلهم اي كائن بشريّ يعيشون في بيوت ومنازل تتكوّن من اغصان وجذور للاشجار وعندما اقتربت طائرة المكتشفين من قريتهم رموها بالنبال والرماح وهم يصيحون وكأنّهم صادفوا اشباحاً وهنا اتسائل كم من الهنود امثالهم في عالمنا لم يصلهم التقدم والمدنيّة منذ آلاف السنين بل عشرات الآلاف من السنين لماذا لم يختلفوا عن الانسان المدني في صفاتهم وبنيتهم وتركيبهم لهم نفس الصفات ونفس الاطباع ونفس الادوات وغير ذلك مِمّا يدلّ على انّه لم تحدث فيهم طفرات وتغيّرات فالطفل يولد عاجزاً والغزال بخلاف ذلك
دعوة للتأمّل عسى تفتح عقولاً مُغلقة وآذان صمّاء واعين لا ترى
دعوة للتأمّل عسى تفتح عقولاً مُغلقة وآذان صمّاء واعين لا ترى