محمد علام
04-16-2006, 03:21 PM
أسئله مهمه لكل لادينى أو ملحد؟
يدعى بعض اللادينيين أو الملحدين أنهم يؤمنون بأله عادل قوى قادر ويدعون أيضا أنكارهم لجميع الأديان وأنا بدورى أريد أن أطرح بعض الأسئله
السؤال الأول
هل يعلم ألهكم الغيب؟
ان كان الجواب بلا
فهل يكون اله من لا يعرف ما هو مصير عالمه...لا يمكن...أن جهله بالغيب يهدد الكون بالزوال....كيف علم أن الارض لن يعصف بها مستقبل غامض فى هذا الكون الفسيح الا بعلم غيبى يعلمه...وكيف يجهل مصير ابن ادم المحاط بكوارث الزلازل والبراكين...والمحاط بألأوبئه والأمراض
ان كان الجواب بنعم
فهذا هو اله الاسلام..."الله" ...الله وحده...الله العظيم الحليم
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)... (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول).... (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)....(يسألونك عن الساعة أيان مرساها* فيم أنت من ذكراها* إلى ربك منتهاها* إنما أنت منذر من يخشاها* كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها).
السؤال الثانى
هل يعلم ألهكم خلجات الأنفس...وخواطر القلوب ...وخائنة الأعين وما تخفي الصدور؟
ان كان الجواب بلا
هل تعنى بذلك أنه يخدعه نفاق المنافقين...وكذب الكذابين...أم تعنى بذلك أنه لا يسمع أنين الصامتين ...ولايعى صراخ الصم والبكم المعاقين...ام انه لايرى ايمان المقهورين...هل كان جاهلا بأيمان عمار بن ياسر حين أكره على سب خير المرسلين...أم أنه لا يعلم نوايا ألأشرار بالصاحين...ونوايا الكفار بالمؤمنين..أم انه جاهلا بشرار المتدينين...وبسهو الساهين...وبتكبر المتكبرين...أم أنه لا يميز بين سواد القلب وبياضه... وفساده وصلاحه.......أم أنه لا يعلم خفايا الذنوب...أم أنه يجهل عشق العاشق والمحبوب...والام المغلوب...ونجوى العابد للمعبود...ان كان هذا الهكم....ان كان لا يعلم خلجات النفوس وخواطر القلوب...فغير قادر على أبطال باطل الفاسد..وأحقاق حق المغلوب
ان كان الجواب بنعم
فاعلم أن علمه بخلجات الأنفس...وخواطر القلوب ...وخائنة الأعين وما تخفي الصدور...يؤهله لعلم مصائر النفوس...وأعلم أن قدراتنا نحن اليشر تختلف تماما وكليا عن قدرة الله......على سبيل المثال اذا شاهدت مباراة كرة قدم بين البرازيل واثيوبيا....فمن المتوقع مبدأيا أن تحدد المنتصر....انه نوع من العلم الظنى....ولكن بعد أن رايت المباراه ورابت المنتصر بعينيك....صار العلم يقينيا....كلاهما علم
ولكن علم الله يختلف فى عظمه وقوته عن علم البشر....لا يمكنك ان تقول ان البرازيل منتصره قبل ان تشاهد المباراه....ولكن تستطيع ان تعطى علمك الظنى مقدما عن النتيجه....ولا يمكن الاحتكام الى هذا العلم الظنى لاعطاء الكأس للبرازيل او الحاق الهزيمه بأثيوبيا....فهذا هو الظلم....اما ان تقام المباراه وتصل النتيجه الى ما وصلت اليه ....هنا يمكنك تكريم المنتصر ....وهنا منتهى العدل
وانت عندما حكمت مفدما على النتيجه لم تكن ضربا بالودع....فانه نتيجه لعلم أخر انت تعلمه مسبقا....هذا العلم هو ما استنتجته من رؤيتك لاداء الفريقين قبل ذلك....ولما رأيته من نظام التدريب فى الفريقين ومستوى أداء اللاعبين....أى انك بنيت كل علمك لملاحظات أداء الافراد....ملاحظات بنيتها كلها على رؤيتك لتصرفات الافراد الظاهريه...مثل التدريب والاداء والمستوى الفنى....انت لم تدخل داخل نفس كل انسان لتعرف هل هو حقا مستعد للنصر او لا....ومعروف ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور.....ومعروف ايضا ان الدين ظاهر وباطن....يمكنك ان تحكم على انسان انه متدين وباطنه غير هذا ....والله بعلم ما بخفى وما يبدى....أى ان علم الانسان يتوقف على الظاهر...والله يعلم الظاهر والباطن....وعلم الانسان يتضائل امام علم الله....
ومن هنا يمكن ان نستنتج ان الطفل الصغير والذى يحمل فى نفسه وتصرفاته أعمال معينه....طبقا لتصرفات هذا الطفل يمكن أن نستنتج الشخصيه التى ستحكم هذا الطفل هذا من رؤيتنا لظواهر الامور....وهذه الرؤيه تتضاءل أمام رؤية الله وحكمته....فما أدراك والله يعلم ما فى نفس هذا الطفل.... حتى تفكيره الصامت يسمعه الله.....هنا علم الله الذى سجله...وهو علم لا يحتكم اليه الله لأن احتكامه اليه فى عقاب البشرأو مكافئتهم ظلم ....وما ربك بظلام للعبيد....ولكن بعد أن تتفتح أبواب الحياه أمام هذا الطفل ويكبرو يتحرك فى الحياه ويتعامل مع البشر بما يمليه عليه ضميره ونفسه....هنا يحق العقاب والثواب ....هذا الضمير وهذه النفس التى تعتبر كتابا مفتوحا أمام الله....وهذا الكتاب المفتوح هو الذى سجله الله فى اللوح المحفوظ
فاذا ضربنا المثل على ثلاث أشخاص أسمائهم أحمد ...أحمد شاب ينام فى منزله...يعلم الله سر أسرار باطنه...و يعلم أنه لم يأكل من الأمس...ويعلم حاجة معدته الى الطعام...فعندما يقوم هذا الشاب من نومه...سيسأل أول ما يسأل عن الأفطار...علم ذلك الله ...من أطلاعه على بواطن نفسه وسريرته...ونظر فى قلب الشاب...فعلم أستعداده وتأهله...وما يشغل فكره وخاطره...أنه شاب كسول خمول...لن يفكر فى صلاة الصبح ....هكذا علمها الله ...علمها مقدما...لم يمنعه من صلاة الصبح ...ولم يحول بينه وبين الوضوء...ولم يردعه عن أذكار الصباح...هل يجهلها الشاب...كلا بل لديه فى أذكار الصباح كتب وأسفار...وقد أخبره على عن أذكار الصباح والمساء...وأوصاه بها فى كل يوم جديد...ولكن الشاب الكسول عن الطاعة بعيد...أنه نساها أو تناساها....هل أنساه أياها الله...ليس ظلم لأحمد أن علم الله فكره ومصيره ...كفاه أن تركه يختار ...ووالدته الأن أستيقظت مبكرا...علم الله ذلك من قبل أن تقوم ...العمل السابعه صابحا...وقوانين التى تحكم المنبه سليمه...حتى ينتهى عمرها الأفتراضى...متى هو... أنه علم الله بالبطاريه أعلم يوم وقوفها...ما زال أمامها وقتا...سينتهى عمرها يوما...معادلات البطاريه يعلمها الله...ويعلم متى وقوفها...ستقف يوما ولن يرن المنبه...وستتأخر والدته عن عملها...أم أن المنبه سيقف مبكرا وستراه الوالده...وتغير حجارته...أيهما سيحدث....نظره من الله على قوانين البطاريه...ونظره على مواعيد نوم الام...سيجعله يحدد...أى الحدثين سيحدث...هل ستغير البطاريه أم لا...لا ستكون نائمه...لأنها أمضت الليله السابقه فى تعزية زوج أختها...الذى توفاه الله...والذى يعلم متى سيتوفى وماذا سيحدث فى العزاء...والان نعود الى اليوم الاول ... سيطلق المنبه رنينه اليوم...فى ماذا ستفكر....أول شىء أعداد الافطار للزوج والولد...ماذا لديهم من طعام...الله يعلم ما فى الثلاجه من طعام...ستعد لهم جبنه وفول...وبنظره داخل قلب الشاب... علم كرهه للفول...وبنفسه المغيبه سينهر والدته وينزل بلا أفطار...وهو الان يهبط سيركب أى مواصلات ...ميكروباس الأسطى حسين...الأسطى حسين الذى سيستيقظ من الفجر..علم الله ذلك من قلبه ...لمجرد سماعه الأذان....سيستيقظ...ويصلى ...وينزل لأكل عيشه...سيأخذ دوره فى طابور السيارات ...عدد الراكبين كذا...علمهم الله لعلمه بباطن نفس كل واحد منهم....سيملئوا الميكروبسات ويأتى دوره الساعه 9...علمها الله أيضا..ركابهم 14...علمهم الله لعلمه ببواطن نفوسهم شخصا شخصا...أحمد أحدهم...سيذهب أحمد الى الجامعه...سيصل المحاضره متأخرا...لقد تأخر الميكروباس قليلا...لمروره على حادثه فى الطريق مروعه...كان يعلمها الله لغلمه بباطن نفس سائق النقل المسطول الذى سيصتدم بالملاكى...لقد مات الدكتور أبراهيم...من دقائق كانت الحياه تنبض فيه...ولكن هكذا علم ظروف بيته وظروف عيادته وظروف نفسه...وأنه سيتأخر قليلا...وسيقابل النقل فى طريقه....وسيحدث الأصتدام...دكتور أبراهيم كان رجلا كافرا ملحدا...لم يجعله الله كافرا...ولكنه هو من أختار...علم الله أختياره...أرسل اليه الواعظ والناصح...ولكنه علم أيضا غروره...وأنه لن يتقبل الهدايه...ليس ظلم الله له أنه علم نفسه وما بها...أنه العلم لا الظلم...ألأن قد مات ...لا نملك عليه ألا الرحمه...المحاضره التى ذهب ألبها أحمد...الله يعلم المحاضر جيدا وما بنفسه...يعلم الماده التى سيدرسها جيدا...ويعلم ما سيقوله...ومتى سينتهى ...والان احمد يبحث عن صديقه عمر...أنه غائب....لماذا والده مريض...عم محمد مريض...نعم لقد علم الله ذلك الفيروس القاتل الذى يسبح فى الهواء ...علم أين يذهب وأين يستقر...فى خياشيم عم محمد...والأن عم محمد يصارع الموت...لم يظلم الله عم محمد حين تنفس ذلك النفس الذى يحوى الفيروس...ان الفيروس كائن من كائنات الله...يسبح فى الهواء يبحث عن فريسته...تلقاه عم محمد...أنه علم الله لا ظلمه...والموت ليس ظلم أنه نهاية المطاف..ومات عم محمد...لقد كان صواما قواما...رحمه الله رحمة واسعه
كل هذا حدث وأحمد مازال الأن...الأن...نائما ولكنه علم الله ببواطن الامور وخلجات النفس...أعلمه المصير وسيستمر هذا المسلسل ليس على أحمد فقط ...بل على كل البشرمن أبينا أدم حتى يوم القيامه...أنه علم الله لا ظلم الله...لا يقدر أحد و لن يستطيع أن يتهم العلماء بأنهم ظلمه..لأنهم علموا...علموا....أن بركانا ضخم سيضرب مدينه معينه...هل يمكن أتهامهم بأنهم سبب البركان...لا وألف لا...أن علمهم أعلمهم أن بركانا سيثور...كذلك علم الله...وليس ظلم الله
وقد مررنا فى مثالنا على أمثله بشريه عديده...أحمد و دكتور أبراهيم والأسطى حسين عم محمد...هل ظلم الله منهم أحدا وأجبرهم على عمله...لا أنه علم الله فقط علمه ببواطن ألأمور وخفايا النفوس
أما عن أن الله كتب هذا العلم وسجله قبل أن يخلق الانسان.....دون أن يرى باطنه أو ظاهره.....فهذا باطل ...فما عرفناه من القرأن ان الله خلق الانسان قيل خلقته هذه بزمن بعيد جدا....وعرف باطنه وظاهره....يظهر هذا فى قوله"وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون (173)" فالظاهر من هذه الايات ان الله سيق اليه العلم بكل خلقه وبشره وكل تصرفاتهم من قبل أن تدب أقدامهم على الأرض ......حتى فى هذه الايه أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين والابه الاخرى إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون وكأن الله يعلم حججهم وأقوالهم مسبقا اذ كيف يكفر ألأنسان وقد سمع الله وهو يشهده على نفسه بأنه هو الله....ولكن علم الله ببواطن الامور فى داخل الانسان ....هذا العلم أعلمه بحججهم ...وما سيختصموا به عنده يوم القيامه....ولكن ....لا تختصموا اليوم وقد قدمت أليكم بالوعيد ...ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ....وبالتالى فكل مخلوقات الله التى ولدت وماتت والتى تحيا الان... والتى ستولد فى المستقبل....قد اطلع الله على اسرارها وبواطنها فبل أن يبرأها الله....وعلمه لما تخفى صدورها...أعلمه تصرفاتها التى ستنتج عن هذه الصدور...وفتحت امامه ضمائرهم ونفوسهم ككتاب مفتوح سطرهذا الكتاب فى اللوح المحفوظ... ...حتى التوبه التى يهتدى اليها العاصى الفاجر فى اخر عمره ...علمها الله مسبقا لعلمه بباطن سريرته...ولكن لن يكافأه بها حتى يعلنها....منتهى العدل....وان مات هذا الرجل قبل اعلانها فلن ينفعه صراخه وعويله...ولن يرجعه الله وان قال يارب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت....وعلى كل هذا فالله لا بحاسبنا على عملنا فى اللوح المحفوظ ولكن يمهل الانسان حتى تنتهى المباراه..والتى يسجل كل قول وفعل فيه ملكان عن اليمين والشمال...ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد....وعندما تنتهى المباراه وتعلن النتائج لا حجة اليوم لانسان....فقد فات زمن العمل وولى...والان زمن الجزاء
كما أن القرأن بفسر بعضه بعضا فعندما يقول القرأن يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء يذكر فى ايه أخرى أنه يهدى أليه من أناب ...الطريق مفتوح أمام الانسان...طريق الخير والشر.... حجه عقيمه أن يأتى انسان يوم القيامه قائلا يارب لقد سجلت على اعمالى فى لوحك المحفوظ وهذه الاعمال هى التى أوردتنى النار....فيأتى التقريع الالهى.. هل انبت؟وهل تبت...لو أنبت لهديتك...الم تسمع فى القرأن يهدى أليه من أناب....لا تختصم لدى اليوم وقد قدمت اليك وعيدى ...ألم تسمع عن جنتى ونارى؟....لن تدخل الجنه ولن تشم رائحتها....ولن أسويك بالمتقين ...لأنى لست بظلام للعبيد....لن أظلم المتقين وأسويك بهم...خذوه الى نار طالما كفر بها...وخذو المتقين الى جنة طالما أمنوا بها....
السؤال الثالث
هل ألهكم أبها اللادينى أو الملحد انت من تحدد كل صفاته مثل صفات الله المذكوره أسمائه الحسنى فى الاسلام؟
ان كان الجواب بنعم
فلن اقول لك الا قول الله تعالى
( افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ) سورة الجاثية : 23 .
ان كان الجواب بلا
اذن فليس من حقك أن تحدد صفات الله وهيئته
فالله له الحق فى أن يخلق ما يخلق ويبدع ما يبدع
وكما قال الله فى سورة الحشر
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24))
السؤال الرابع
هل تستنكر أن يكون الله جبارا او متكبرا...كما فى أسمائه الحسنى فى الاسلام؟
ان كان الجواب بنعم
فماذا تريد من الله عز وجل أن يفعل مع الطغاه والكافرين والمستبدين والمتكبرين
ماذا تريد منه أن يفعل مع الخليفه التركى الذى كان يحكم بالأعدام على خصومه....على الخازوق...فيأتى منفذ الحكم ليقعده على الخازوق ويحرص على أن يظل حبا حتى يخترق الخازوق رقبته...كل هذا حتى يحافظ على حكمه
ماذا تريد منه أن يفعل مع هتلر الذي دمر الناس... أتدرون كم قتل هتلر ؟ قتل خمسة وثلاثين مليوناً في الحرب العالمية الثانية... أكبر من قتل من ذرية آدم الأحياء هو هتلر ... وأتى باليهود الذين سحقوا البشرية فجعلهم من العظماء ...وبعد هزيمته فى الحرب العالميه الثانيه يموت منتحرا...هكذا تنتهى القصه...ان التجبر على أمثال هؤلاء هو غاية العدل... بل غاية الرحمه
والرجل الأبيض الذى سحق الرجل الأحمر...أقصد الهنود الحمر...قتلوا الملايين...ولم يسمحوا لهم حتى بالعيش المهين بجوارهم...أنه.. القتل... القتل... القتل فقط
ماذا تريد منه أن يفعل مع هؤلاء..حقا.. ان التجبر على أمثال هؤلاء هو غاية العدل... بل غاية الرحمه
كم قتل فى فيتنام ؟
كم قتل فى العراق ؟
كم قتل فى فلسطين ؟
كم قتل فى أفغانستان ؟
كم قتل فى الشيشان ؟
كم قتل فى الفلبين ؟
كم قتل على مر السنين ؟
وكم ..وكم ..وكم....................... وكم
ان كان الجواب بلا
فأعلم أن أساس التعامل فى ألأسلام هو الرحمه
نحن نبدأ تلاوتنا للقرأن بقول بسم الله الرحمن الرحيم
انظر إلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء ، وانظر إلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول الله فى الحديث القدسى:
" إنى والإنس والجن فى نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيرى ، أرزق ويشكر سواى ، خيرى إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ،
أتودد إليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتبغضون إلىّ بالمعاصى وهم أفقر ما يكونون إلى ، أهل ذكرى أهل مجالستى ، من أراد أن يجالسنى فليذكرنى ، أهل طاعتى أهل محبتى ، أهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى ، إن تابوا إلى فأنا حبيتهم ، وإن أبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ، من أتانى منهم تائباً تلقيته من بعيد، ومن أعرض عنى ناديته من قريب ، أقول له : أين تذهب؟ ألك رب سواى ، الحسنة عندى بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة عندى بمثلها وأعفو ، وعزتى وجلالى لو استغفرونى منها لغفرتها لهم " .
"
يقول الله تبارك وتعالى:
"يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكم
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته فاستكسونى أكسكم
يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم
يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم
يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندى الا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
سبحان من وسعت رحمته كل شىء
عز من قائل (سبقت رحمتى غضبى)
تبارك وتعالى من هو أقرب الينا من حبل الوريد
السؤال الخامس
هل تستنكر العرش؟
ان كان الجواب بنعم
وأنا أسألك ما الذى تريده من هيئة الله عز وجل...فليخلق ما يخلقه وليستوى غلى العرش كما أراد ... فانكار قدرة الله على خلق العرش هو أنكار للألوهيه فى حد ذاتها... حيث أنك أنكرت قدرة الله على خلق شىء معين كالعرش...ونحن لا نناقش الأن وجود الله فالله ظاهر بخلقه فى السموات وألأرض...ولكننا نناقش ما العرش ...وكيف خلق العرش...ولماذا العرش...وكيف تحمله الملائكه...
أود أن تعلمى أولا أن الله عندما أراد أن يخلق الانسان جعل له قدرته المحدوده والكبيره...قدرته الكبيره على فهم يعض أيات الله فى السموات والارض وهى الايات الظاهره للعين ليعرف الله بها...وقدرته المحدوده على أدراك علوم الله الكبرى كالروح أو العرش
وأنكار وجود هذه الغيبيات...لا يعنى عدم وجودها...ولكن علم الأنسان هو ما لا يؤهله لعلمه
وكمثال على ذلك...الفيروسات
فالميكروبات والفيروس موجودان منذ يدأ الخليقه...لم يكن الانسان يعلم عنهما شىء...كان يجهلهما تماما.... لم يكن الانسان يرى هذه المخلوقات...لم يكن يعتبرها من المخلوقات الموجوده لأنه أساسا لا يعلمهما... لماذا؟!...هل كانا معدومان...أم أن الأنسان لم يكن يمتلك المعرفه الكافيه لمعرفتهما...ان معرفتنا بالميكروبات والفيروسات مرت بمراحل عديده من توالى التجارب والأختبارات..حتى توصلنا لصناعة الميكرسكوب...عندئذ علمنا ان هناك خلق صغير جدا...أسميناه الميكروبات...أى اننا بالعلم فقط علمنا أن هناك ميكروبات...ثم توالت التجارب حتى صنع الميكرسكوب الألكترونى...وهنا أكتشفنا الفيروسات....أى أننا لم نعرف الفيروسات ألا بالعلم...العلم فقط...أى أننا نحتاج العلم حتى نعرف ما لا نعرفه ....ولنرى مالانراه...ولندرك ما لا ندركه...ونحتاج للعلم أيضا لكى ننفى ما نعرفه...ونكذب ما نصدقه...ولكن ماذا ان كنا لا نمتلك العلم أساسا الذى يؤهلنا لذلك....عندئذ لا يمكننا ان ننفى أو نثبت...لأننا أساسا نجهل...فالرجل الذى ينكر الفيروسات لأنه لم يرها الأن نتهمه بالجهل...لماذا؟!...لأن العلم أخبرنا أنها موجوده...حتى ولولم ندخل المعمل لنراها ولكن العلم أخبرنا أنها موجوده...ونحن نصدق العلم...كذلك نصدق الله....الذى أمنا به عندما رأينا أياته فى الكون...وعندما رأينا خلقه...وعندما قرأنا قرأنه...و علمنا أنه ليس بكلام بشر....و أنه ليس الا كلام عليم قدير...بماذا أخبرنا الله؟...أخبرنا أن هناك جنا وملائكة وعرشا..ويوم القيامه...ونصدقه...كما صدقنا العلم ....فليس العلم أصدق من الله قيلا..وهو موجد هذا العلم من أساسه
والأن من العبث أن يأتى أنسان لينفى وجود الفيروسات...ولكن من الممكن أن يأتى أنسانا من خمسمائة عام ليننفى وجود الفيروسات...هل الفيروسات لم تكن موجوده منذ خمسمائة عام...لا هى موجوده دائما...ولكن هناك فرق قوى بين هذا الأنسان وذاك...هذا لا يعلم لأن قدراته البشريه لا تؤهله لأن يعلم...لم يرى الفيروسات بعينه المجرده...وهذا يعلم لأن الميكرسكوب مكنه من أن يعلم...أى أنه يحتاج الى شىء أقوى منه فى النظر والقدره كى يساعده أن يعلم... أى أن الانسان محتاج لمن يعلم ليعلمه مالا يعلم...كذلك الله القائل فى سورة العلق (علم الانسان ما لم يعلم)...علمنا مالا نستطيع أن نعلمه بقدرتنا
كذلك فلا يمكننا أن نعرف العرش الا بالخالق جل وعلا...ولا يمكننا ان نعرف الروح والجن والملائكة واللوح المحفوظ الا بالله جل وعلا...أنها أشياء تحتاج الى علم لا يعلمه الانسان...وقدره لا يقدرها الأنسان ...ووسائل لا يملكها الأنسان...والله يعلم قدرات ابن أدم...يعلم ما يملكه وما لايملكه... وما يعلمه وما لا يستطيع أن يعلمه...لن تستطيع أن تعرف كنة الروح والعرش والجن بغير مدد من الله...هذا لأنك لا تمتلك الوسائل التى تعرفك على الجن والملائكه والعرش...وما أوتيتم من العلم الا قليلا
وحينما بذهب أنسان من العصر الحديث الى أنسان من العصر القديم ....ليخبره عن شىء من معجزات العصر الحديث ....ليخبره عن أشياء لا بقدر عليها الأنسان بقدرته العاديه...ليخبره عن الفيروسات والطائرات والصواريخ والغواصات و القنابل النوويه والهيدروجينيه والتلفزيون والموبايل....قد لا يصدقه الرجل القديم ...وهو معذور فهو لا يستطيع ان يدرك هذه الانجازات بعقله...لأن عقله يعلم فى حدود أمكانياته المتاحه أمام عينه... يجد أن هذه الاشياء مستحيله...ولكن اذا اراده أن يصدقه لابد أن يخبره بأشياء يدركها عقله...وبالتالى سيحتاج هذا الرجل أن يهبط الى مستوى فهم الرجل بما يراه فى حدود عالمه...عالمه الذى رأه على حدود علمه... علمه الذى بنى على أساس رؤيته المجرده لحقائق الكون...دون مساعده من أى وسائل أخرى...كالميكرسكوب أو القياسات الكهربيه بمختلف أنواعها أو غيرها....سيحاول أن يصور له الطائره كالطير الذى يسبح فى الهواء....والغواصه كالسمكه فى أعماق البحار...وماذا يفعل وهو يريد أن يقرب الصوره الى ذهن هذا الرجل...وقد لا يجد ألفاظ ليعبر بها عن كلمة تلفزيون أو موبايل أو القنابل النوويه والهيدروجينيه فهى تحتاج الى مصطلحات علميه للتعبير ...ولكن من المستحيل بحال من الأحوال أن يصف له العمليات الكيميائيه داخل القنبله الهيدروجنيه والنوويه...وكيف سيأتى له بألفاظ فى لغته البسيطه ليعبر بها عن العمليات الكيمياثيه والمعادلات المعقده....وكبف يستطيع المسكين أن يفهم بعقله الساذج عمليات صنع الدوائر الكهربيه وتحويل الموجات الكهربيه الى مغتاطيسيه ثم أنتقال الموجات المغناطيسيه خلال الفراغ بسرعة الضوء...وهل للضوء سرعه؟... كذلك سيسأل...أنه بعقله البسيط وعلمه القليل...عجزعن أدراك هذه الحقائق...ولذلك فأن الله عندما يهبط بكلامه الى مستوى فهم البشر يراعى علمهم وقدرتهم لذلك يقرب خطابه الى مستوى عقولهم...ومن هنا تجده عند وصفه للعرش والروح بقرب المعنى الى الذهن...فيصف العرش بأنه أعظم المخلوقات ، وأوسعها… يقول تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج[و عرش الله تعالى شىء استأثر سبحانه بعلم حقيقته، و قد دلت الايات على أن من خواصه أنه محمول، و أنه لايعتريه من الخلل و الانحلال ما يصيب العالم عند فناء الدنيا، و لعل المراد به مركز تدبير العالم و مصدر تلقى الملائكة أوامر الله تعالى و ذلك ما ورد في ((و هو الذي خلق السموات و الارض في ستة أيام و كان عرشه على الماء)) 7/ هود. ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم)) 75/ الزمر. ((و الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم)) 76/ غافر. و في قوله تعالى بعد ذكر النفخ في الصور: ((فيومئذ وقعت الواقعة، و انشقت السماء فهى يومئذ واهية، و الملك على أرجائها و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)) 17/ الحاقة.
و قد يفسر عرش الله تعالى - فيما عدا هذا - بالملك والعظمة، كقوله تعالى: ((ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار)) 54/ الاعراف. ((عليه توكلت و هو رب العرش العظيم)) 129/ التوبة.
ومن هنا نجد أن الله كان يقرب لنا مفهوم العرش بصفات تعيها بعقولنا
أولا
يخبرنا أن العرش أعظم المخلوفات
} وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش يحيون بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل.
ثانيا
فيه أن العرش فوق السماء السابعة بل هو أعلى المخلوقات كلها .
وقد دلت الأدلة الصريحة على ذلك .
فمن ذلك ما رواه البخاري ( 2581 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " .
وقد تقرر عند جميع المسلمين ، أن الجنة فوق السماء السابعة ، فإذا كان العرش فوق الجنة لزم من ذلك أن يكون العرش فوق السماء السابعة .
ثالثا
استوائه على العرش...هو أستواء بكيفيه يعلمها الله ليس من شأننا معرفتها...انه علم لا ينفع وجهل لا يضر...ولكن على العموم... يستحيل عقلاً أن يكون العرش مقعدًا لله ....ولا يصح تفسير قول الله تعالى {الرحمن على العرش استوى} (سورة طه/5) يجلس لأن الجلوس من صفات البشر والجن والملائكة والدواب بل معنى قول الله تعالى {استوى} قهر لأن القهر صفة كمال لائق بالله تعالى لذلك وصف الله نفسه فقال: {وهو الواحد القهار} فهذا العرش العظيم خلقه الله إظهارًا لعظيم قدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته، لأن المكان من صفات الخلق والله سبحانه تنزه عن المكان والزمان...ولذلك دائما ما يصف رب العزه نفسه برب العرش...لأن العرش أعظم من المخلوقات جميعا...والمهم أن ندرك أن اللفظ الوحيد الذى يمكن أن يستخدمه الله عن العرش بعد توضيحه لخلق العرش..هو لفظ الأستواء..ليوضح هيمنته على العرش
ومن المهم أن نعلم أنه حين وصف الله الكرسى قال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255[
فما معنى أن يسع كرسيه السموات والأرض...هل هو كرسى كالكرسى الذى نعلمه...أم هو كما بقول المفسرين أن الكرسي موضع القدمين ....فكيف يسع السموات والأرض...ما يكننا ان نقوله أنه شىء فى علم الله...وعلمنا به هو ما يفيض به الله علينا من العلم على قدرة عقولنا...توضيحا لعظمته وهيمنته
رابعا
فى قوله تعالى((و الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم)) 76/ غافر.
ما المعنى من حمل العرش؟...السؤال فى حد ذاته رجم بالغيب...من الذى أعلمك مواصفات العرش لتعلمى هل هو بحاجه الى ملائكه يحملونه أو لا... لا يمكنك أن ترجمى بالغيب لتحددى الظروف التى عليها العرش....لتعلمى عدم حاجته الا ملائكه يحملونه أم لا....ولتسألى عن الجاذبيه...وعن وجودها...الارض تسبح فى الفضاء ولولا جاذبية الشمس لضاعت فى الفضاء...ولولا حفظ الله للعرش لضاع ...أنها حكمة الله خلق العرش وخلق من يحملونه... خلق الرأس والجسد يحملها...خلق الجبال والأرض تحملها...أنها الكيفيه التى خلقت عليها نواميس الكون
خامسا
ان الله خلق العرش
أى انه كان موجودا قبل خلق العرش
وموجود قبل خلق الملائكه
أى انه لا يحتاج لعرش يستوى عليه
ولا لملائكة تحمل العرش
ولكن العرش يحتاجه كى يبقى هذا العرش
والملائكه تحتاجه كى تحيا به
سادسا
الغاية من أخبار الله لنا عن العرش
ان الله لم يحاكى حاكما فى عرشه ..ليصنع مثل عرشه...أن الله هو الذى خلق من عدم...أبدع العرش لحكمة تصل الى الافهام وكما قلنا قبل ذلك أنه هبوط بخطابه الى مستوى عقولنا...لتصل لنا رسالته...والرساله الواضحه هو أن الله أراد أن يشعرنا أنه يملك المكان كما ملك الزمان...فكيف لك أن تتخيل الجنه والنار ورفقة الحليم العفار بدون أن يعلمك أنه يملك المكان...اذا وصف لك الله نفسه على أنه ليس له مكان أو عرش....ستتعذب حين محاولتك تخيل الحساب والثواب....وأذا وصف الله لك أن العرش يضمه والكرسى يحمله...ستجد صعوبه لفهم علم الله ببواطن الامور ورؤيته لمداخل النفس فكما يقول قى محكم أياته فى سورة سبأ((يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3))) فعندما تقرأ الايات وتتسائل كيف يعلم الله كل صغيرة وكبيره وتتسائل كيف يعلمها الله ... وتتسائل أيضا كيف يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور...وتتسائل كيف يكون الله أقرب ألينا من حبل الوريد...يأتيك الجواب بأن الله ليس كمثله شىء...أنه العليم الحفيظ
ان الاسلام أبتعد فى نظرته لله عن التجريد الافلاطونى والرسطى المحض...وأبتعد عن ضلالات النصرانيه واليهوديه فى التجسيد الالاهى...أنه الاله القادرالعظيم ...نعرفه بأياته فى السموات والأرض ليس سواها ...واذا كان عقلنا عاجز عن أدراك بعض أيات الكون...فكيف بخالق الكون...العقل عاجز عن أدراك أتساع الكون ....فكيف بمبدعه من عدم.
سابعا
يحذرنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قائلا: (تفكروا في خلق الله و لا تفكروا في الله فاِنكم لن تقدروا قدرة) فالله عندما يصف نفسه فى القرأن يهبط الى مستوى فهم البشر...وأنت حينما تقول لحمارك صه...هل هذا غاية معرفتك بالعربيه...لا...أنك حاولت فقط أن تهبط لمستوى فهم الحمار...أسف على التشبيه
ان كان الجواب بلا
فاعلم أن الله له دائما حكمه عظيمه فى كل قول يقوله...وفعل يفعله...ولا يمكننا أنكار العرش لمجرد أنه لا يعجبك وجود العرش...فالله خلق العرش....وهو غنى عنه.. لسبب بسيط..أن الله خلق العرش ...أى انه كان موجودا قبل خلق العرش....وموجود قبل خلق الملائكه....أى انه لا يحتاج لعرش يستوى عليه...ولا لملائكة تحمل العرش
ولكن العرش يحتاجه كى يبقى هذا العرش...والملائكه تحتاجه كى تحيا به
وقد لا يحتاج الرجل الموسر أن يبنى قصر كبيراا...أن كان هولديه بيته ومكانه وهو غنى عنه...ولكنه بناه انفاقا لماله المكتنز...وأظهارا لغناه...والله يظهر لنا قدرته بخلق العرش...وزين هذا العرش بما يظهر عظيم قدرته ...وجعل الملائكه حملة للعرش.... وحمل هو العرش والملائكه والسموات والارض
ويؤيد قانون الجاذبية هذا وأثره في تماسك الاكوان قوله تعالى في سورة فاطر آية - 41:(إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا) وتدل هذه الآية على أن الله سبحانه هو الذى يمنع اختلال نظام السموات
وقال تعالى في سورة الرعد آية - 2:(الله الذى رفع السموات والارض بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش، وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون).
السؤال السادس
هل تؤمن بالروح والجن؟
ان كان الجواب بلا
فانظر...وسأنقل أليك كلمات جيده قرأتها من أحد المواقع...
ورابطه http://www.haridy.com/cms2/content/view/55/9/
العالم اللي خلقه الله سبحانه و تعالى ينقسم الى قسمين..
-عالم غيبي
- وعالم مشهود .
العالم المشهود هو ما نحسه بحواسنا..كعالم المرئيات.. و المسموعات.. و المشمومات.. و كل شئ نقدر نوصل له بالحواس الخمس هو عالم مشهود..
لكن.. هناك عالم أخر.. مانقدرش نحسه بالحواس الخمسة مباشرة.. لكننا نقدر نحس بآثاره.. زي ايه؟.
• الكهرباء : هل تقدر تشوفها بعينك؟.. ماتقدرش.. طب بنعرف ازاي ان فيه كهربا؟..بتشوفها ماشية في السلوك؟.. لأ.. باعرف ان فيه كهربا .. لما اشوف مثلا المروحة بتلف.. و لما اشوف اللمبة منورة اعرف ان واصلها كهربا.. حرارة الدفاية . بتعرفني ان واصلها كهربا.. صوت الراديو.. صورة التلفزيون..
الكهرباء بيظهر أثرها في صورة صوت أو حرارة أو صورة أو حركة أو حتى تبريد..
يبقى الكهرباء ذاتها.. مانقدرش نحسها بحواسنا.. لكن نقدر نحس بآثارها.. و مادمنا حسينا بآثارها.. فاحنا حكمنا ان الكهربا موجودة..
مثال تاني.. قدامي حتتين حديد.. نفس الشكل و الحجم و الوزن بالظبط.. هل أقدر أفرق بينهم بعيني؟.. لأ الإتنين زي بعض بالظبط.. طيب لو قربت مسمار صغير لكل واحدة منهم.. و لقيت واحدة فيهم بتشد المسمار.. بتجذبه.. استنتج ايه؟..
فيه واحدة منهم مشحونة بقوة مغناطيسية.. مغناطيس..
هل انا شايف القوة المغناطيسية دي؟.. هل انا سامعها؟؟ شاممها.. حاسسها؟؟
لأ.. لكن انا شايف قطعة الحديد بتشد المسمار قدامي.. يبقى استنتج من ده ايه؟.. انها مشحونة بقوة مغناطيسية.. طيب يعني استنتاج بنسبة كم % ؟..
100% قطعا فيها قوة مغناطيسية..
أهو ده عالم غاب عننا.. عالم غيب.. و لكننا تأكدنا من وجوده بايه؟.. بآثاره..
يبقى العالم.. عالم مشهود.. و عالم غيبي.. ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود.. بل يمكن حتى يكون أقوى.. و أكثر وجودا..
الحيوانات بتتعامل مع العالم المشهود.. لكن الإنسان.. ربنا اداله العقل و الإدراك اللي يخليه يقدر يتعامل مع العالم الغيبي..
فيقول ربنا عز وجل في كتابه العزيز :
بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )3)
- )سورة البقرة(
يعني يؤمنون ايمانا يقينيا بالله.. و هم لم يروه.. و لكن استدلوا عليه من آثاره الظاهرة في الكون..
فالماء يدل على الغدير والأقدام تدل على المسير أفسماءٌ ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير !
ده اسمه.. "علم اليقين".. علم استدلالي.. اني أشوف الأثر . اقوم استدل على المؤثر من الأثر.. ليه يقين؟..
انا لما اشوف مروحة بتلف.. ده يقنعني بان فيه كهربا بنسبة كم %؟؟ 100%.. يقين قطعي مع اني.. ماشفتش الكهرباء..
فإذا كنت أحكم يقينا بوجود الكهرباء و لم أرها.. و أحكم يقينا بوجود القوة المغناطيسية و انا مش شايفها..
يبقى أولى بذلك.. الروح.. هل نرى الروح؟..
يعني لو واحد مثلا وزنه 80 كيلو. مات.. خرجت الروح من الجسد.. وزنه بيبقى كم بعدها؟.. 80 كيلو.. مانقصش.. الله.. غريبة!!!
بس ده كان بيشوف بعينيه.. و بيسمع بودانه.. و بيتحرك.. و بيتكلم.. و يفكر.. و يفرح ، ويغضب ، و كان يقعد معاك يشكيلك همومه.. و تسأله يرد عليك.. يحكيلك عن آماله. يحكيلك عن أحلامه.. كان بيحلم كمان..
و فجأة.. بقى جثة.. لا بيتحرك.. ولا بيتكلم.. ولا يرضى.. ولا يتألم..
ايه اللي جد عليه؟.. نقص ايه؟.. كان شغال بالكهربا؟؟
لأ.. هي الروح..
حد يقدر ينكر وجود الروح؟.. لو أنكرنا وجود الروح.. يبقى بننكر نفسنا.. بننكر وجودنا..
يعني الروح موجودة يقينا .. بالرغم اننا لا بنشوفها. ولا بنسمعها.. ولا بنشمها..
يبقى العالم الغيبي اللي مانقدرش نشوفه او نحسه موجود قطعا وجود حقيقي.. و أوله.. الروح..
يبقى العالم.. عالم مشهود ندركه بالحواس.. و عالم غيبي ندركه بالعقول..
طيب.. هو الله سبحانه و تعالى .. غيب والا شهادة؟..
غيب.. و لكن نؤمن به ايمان يقيني.. ايمان تحقيقي.. مما نرى في الكون من دلائل صنعته يكفي لأن نصل الى درجة من الإيمان اليقيني بالله سبحانه و تعالى ..
يبقى اذا كان الروح.. و الكهربا.. و المغناطيسية و غيرها و غيرها.. أشياء يستحيل علينا رؤيتها أو الإحساس بها مباشرة.. و بالرغم من ده.. موقنين تماما بوجودها.. من آثارها ..
فما بالك بوجود الله عز و جل.. هل بنشوفه؟.. لأ.. طيب فين الدلائل على وجوده؟..
الكون كله دليل على وجود الله...
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فالمؤمن القوي يرى الله في كل شيء بالفواكه وفي كأس الماء وفي العصفور ، و في حبة العنب وفي جسمه وسمعه ، وفي بصره وفي القمر ، و النجوم ، وفي السماوات ، و الأمطار ، و الجبال ، و الصحارى ، و السهول ، مطرح ما تقع عينيه.. يرى الله .. يرى جميل صنع الله.. يشوف الحاجة.. و يتفكر.. يا ترى.. مين صممها؟.. مين كونها؟.. مين خلقها؟.. مين صورها؟.. يفكر.. و يفكر..و يفكر..و ينتهي به التفكير.. الى الله ..
الآيات حوالينا كتير.. و لكن الإنسان أحيانا بيتعامى عن هذه الآيات..
مثلا.. ايه رأيك في معدن الرصاص؟.. تعرف الرصاص؟.. استخدمته قبل كده؟.. فيه ناس اللي غاويين صيد.. بيتقل بيه الصنارة.. معدن رخيص.. مش كده؟.. مالوش قيمة يعني؟.. تخيل انه نعمة..
تعرف ان الرصاص بيدوب أو بينصهر في درجة 100.. يعني درجة غليان الماء.. يعني ممكن تسيحه على البوتاجاز عادي.. هل تقدر تعمل كده مع الحديد؟..
عندك فكرة لو عندنا سور أسمنت.. و عاوز تحط عليه من فوق سور حديد.. .. عارف بيتثبت ازاي؟..
بيصبوا الرصاص في حفرة في السور..و يحطوا فيها وتد الحديد.. و بعد ما يبرد الرصاص.. مستحيل انك تشيل الحديد من السور .. الا بمنشار ؟
تعرف ليه؟.. تعرف ليه الرصاص بالذات بيستخدم في حشو الأسنان؟..
احنا خدنا في العلوم في المدرسة ان المواد.. تتمدد بالحرارة.. و تنكمش بالبرودة .. مش كده؟.. تعرف ان الرصاص بيعمل العكس؟..
سبحان الله.. لما بيبرد.. بيتمدد.. عشان كده استخدمناه في تثبيت الحديد في السور.. لأنه لما بيبرد.. بيتمدد.. فيقوم يدخل في المسام الصغيرة اللي في السور الأسمنت.. فيمسك فيه..
و عشان كده بيستخدم في حشو الأسنان.. عشان لما بيتحط في الحفرة اللي في السنة و يبرد بيتمدد.. فيقوم يمسك في السنة من جوة.. مايقعش..
شفت حكمة الله سبحانه و تعالى.. ألا يدل تكامل الكون ده على وجود الله؟..
مثل تاني.. يعرفه المهندسين كويس..
كل مادة في الدنيا ليها عامل تمدد مختلف عن التانية.. يعني لما بتسخن بتتمد. و لكن كل مادة بتتمدد بمقدار مختلف..
و سبحان الله.. عامل تمدد الحديد مساوي تماما لعامل تمدد الأسمنت.. طب و ايه يعني يا دكتور؟?
تعرف لو الحديد و الأسمنت كل واحد بيتمدد بقدر مختلف.. لو الحديد مثلا بيتمدد بقدر أكبر من الأسمنت في نفس درجة الحرارة.. ماكنتش تلاقي مبنى في الدنيا واقف على بعضه ? .. لأن الحديد و الأسمنت هايفكوا من بعض .. مش هايلحموا سوا..
غير كده كمان.. الحديد له قوة تماسك.. مابيفرطش من بعضه يعني.. قوة التماسك دي اسمها متانة..
و الأسمنت له قوة دفع.. يعني له "قساوة".. فالحديد لما تضغط عليه بشدة.. بيستطرق معاك.. لكن لما تشد.. يتحمل قوة الشد مايتكسرش..
و الأسمنت لما تضغط عليه بشدة يستحمل قوة الضغط.. ما يتستطرقش..
فبقى عندنا الإتنين سوا بيكملوا بعض.. الحديد يستحمل الشد. و الأسمنت يستحمل الضغط.. عشان كده اسمه "أسمنت مسلح"..
سبحان الله.. مين اللي ادى المواد دي التماسك و التكامل ده بحيث يعملوا سوا على أحسن قدر؟.. هل الإنسان له يد في ده؟.. لا.. بل هو الله..
و ده الفرق بين المؤمن.. و غير المؤمن.. المؤمن يرى و يشعر بما لا يراه ولا يشعر به الملحد.. لأن المؤمن يرى الله في كل شئ..
طيب. طبيعي نؤمن بالله بالرغم من انه غيب لأننا شفنا قدرة الله في الكون.. فاستدلينا من آثار هذه القدرة على وجود الله..
طيب.. الإيمان بالملائكة.. و الجنة و النار و اليوم الآخر.. ازاي نؤمن بالحاجات دي و احنا حتى مش شايفين آثارها.. حد يقدر يستدل بأي طريقة عملية على وجود الملائكة؟؟؟
هنا بقى نعرف ان الإيمان ينقسم الى قسمين..
ايمان تحقيقي.. و ايمان تصديقي..
انا استدليت على وجود الله سبحانه و تعالى من آثار قدرته.. مش كده؟؟.. يعني انا وصلت فعلا اهو لإني مؤمن و موقن بوجود الله..
ده ايمان تحقيقي.. طيب ايه الإيمان التصديقي بقى؟..
اني مادمت مؤمن بالله.. يبقى أنا أصدق قول الله سبحانه و تعالى.. أؤمن به يقينا حتى لو لم أره أو استدل عليه.. لأن انا عندي الخبر الصادق من الله سبحانه و تعالى
يبقى احنا اتفقنا ان فيه أمورنقدر نحسها بحواسنا مباشرة.. و هي عالم الشهادة..
و هناك أمور غيبية نستدل عليها بعقولنا من آثارها.. زي الكهربا .. و المغناطيسية.. و الروح.. و الله سبحانه و تعالى..
و فيه أمور ولا نقدر نحسها مباشرة. ولا ليها آثار ملموسة ممكن تستدل بهذه الآثار على هذه الأشياء.
و قلنا دي بنستدل عليها ازاي؟.. فقط بالخبر الصادق من الله سبحانه و تعالى.. فإذا آمنت بالله عز و جل إيمانا صحيحا.. و ربنا أخبرنا عن الجنة.. و النار.. و الملائكة.. و الجن.. و الشياطين.. نصدق بذلك و نؤمن بهذه الأشياء حسبما أخبرنا الله تعالى..
يعني هناك أشياء موجودة بذاتها وهناك أشياء آثارها موجودة وهناك أشياء لا ذاتها ولا آثارها موجودة وهذه الأشياء تعرفها بالخبر الصادق .
* فالوحي : هو الطريق الوحيدة لتعريفنا بحقائق الأشياء الداخلة في عالم الغيب ...
طيب.. هل ممكن الغيب يتحول الى شهادة؟..
الآن هناك أشياء يجب أن لا نتفاجأ بها لأن في عالم الغيب أيضاً قسمين:
- قسم استأثر الله بعلمه ،
- وقسم ممكن أن ينتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة .
فمن منا يعرف وجه القمر الآخر ، فلما وصل العلماء إلى سطح القمر ، و هبطت المركبة على الوجه الآخر والتقطت صوراً له فهذا المكان انتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة وهناك أشياء كثيرة تنتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة حسب الاكتشافات العلمية والتقدم العلمي وهذا لا يمنع أن نفاجأ بكشف من قبل من عالم الغيب فأصبح الآن في عالم الشهود قال الله تعالى :
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)" سورة الحشر
وقال أيضاً :
"اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)" الرعد
يبقى العالم الغيبي.. بعضه ممكن يصبح شهادة.. و بعضه استأثر الله بعلمه.. و هو ماسيكون.. لا أحد يعلم المستقبل اطلاقا الا الله سبحانه و تعالى.. غيب المستقبل لا يمكن أن يصبح شهادة أبدا.. ولايُطلِّع عليه أحداً إلامن اختارهم من بعض أنبيائه
"قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)" النمل
عشان كده من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر لأن الكاهن حشر نفسه في مجال الله سبحانه وتعالى بالذي استأثر به " عالم الغيب " بمعنى ما سيكون وهو لايعلمه إلا الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "
(صحيح مسلم)
السؤال السابع
هل تؤمن بوجود الله؟
كان من المفترض أن يكون هذا هو أول سؤال أسئله
ولكن لحكمه جعلته أخر سؤال
حتى أغلق بابا واسعا أمام أى ملحد
حتى لا يأتى ملحد بعد كل ما قلت ليقول أنه لايؤمن أساسا بوجود أله
وقد قرأت كلاما جميلا عن أيات الله فى الكون وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ
منقوله من موقع
http://www.haridy.com
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري، و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي
اللهم لا علم لنا الا ماعلمتنا.. اللهم انا نسألك علما نافعا و قلبا خاشعا.. و جسدا على البلاء صابرا
اللهم أجر الحق على ألسنتنا.. اللهم أيدنا بالحق و أيد الحق بنا..
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا أن هديتنا و ما كنا لنهتدي لولا أن هديتنا..
لماذا خلقنا..
السؤال الأزلي..
خلقنا.. لنعرف الله.. و نعبده حق عبادته.. هو ينفع أعبد الله و انا ما اعرفوش؟..
لازم اعرفه كويس جدا..
ناس كتير قلقانة و بتسأل... انا بالتزم.. و بارجع اعصى تاني.. و التزم و ارجع اعصى تاني.. أو مش قادر اني اواظب على الصلاة.. أو باصلي.. بس قلقان.. و مش سعيد.. و مكتئب. بالرغم من اني باذكر الله.. هو مش القلوب بتطمئن بذكر الله؟.. طب ليه أنا قلبي مابيطمئنش بذكر الله؟..
اقولك .. اقرا الاية كويس..
"الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) " الرعد
مين اللي تطمئن قلوبهم بذكر الله؟.. الذين آمنوا..
آمنوا.. عرفوا الله حق معرفته..
قصدك يعني انى ما اعرفش ربنا؟.. ازاي يا عم مانا مسلم و موحد.. حتى اهه.. لااااا اله الا الله.. من قلبي والله..
يا سيدي ماحدش قال حاجة.. بارك الله فيك..و ثبتك..
و لكن مش دي المعرفة اللي الآية بتتكلم عليها..
المعرفة المقصودة هي انك تعرف الله و تحبه و تتعلق بيه وحده..
تحب اثبت لك انك ماتعرفوش كويس؟..
لو حد طلب منك تتكلم لمدة ساعة عن الله و عن أسماءه الحسنى و معانيها.. تقدر؟ غممزة
طيب هو اللي بيحب حد.. مش يعرف أحب أسمائه اليه؟..
شفت بقى؟.. ماهو لو فعلا تعرفه.. ماكنتش تقدر ماتحبوش.. ماكنتش تقدر ماتتعلقش بيه..
يوم ماتحبه.. ساعتها فعلا.. يطمئن قلبك لذكره.. لأنك بتفتكر انه دايما .. جنبك..
طيب يا سيدي عرفنا..
ازاي بقى.. ازاي أعرف ربنا.. ازاي اعرف الله؟..
بالعقيدة.. اني أعرف عقيدة .. اتعلم عقيدتي صح..
العقيدة أصل من أصول الإسلام.. أصل.. تخيل ان الفقه مثلا فرع؟.. يعني العقيدة أهم من الفقه.. ليه؟..
علم النفس الحديث.. بيقول ان شخصية الإنسان عبارة عن مجموعة عادات..
و ان العادات بتنشأ من أفكار الشخص و قناعاته.. يعني أفكارك و قناعاتك هي اللي بتتحكم في عاداتك و تصرفاتك.. يوم ماتكون القناعات و الأفكار دي صحيحة.. تصرفاتك تبقى صحيحة.. أوتوماتيك.. عشان كده العقيدة مهمة..
إذا صحت العقيدة.. صح العمل كله.. و إذا فسدت العقيدة.. فسد سائر العمل..
ازاي برضه؟..
مثلا..
فإذا اعتقدت مثلاً أن الله تعالى قبض قبضة وقال هذه إلى الجنة ولا أبالي وقبض قبضة وقال هــذه إلـى النار ولا أبالي والقضية انتهت ، هذه العقيدة تثبط همة المؤمن ..ً.
عشان كده.. هانبدأ مع بعض.. سلسلة لقاءات في العقيدة.. نتعلم سوا.. ازاي نعرف ربنا..
بداية.. عشان أعرف ربنا.. محتاج أعرف نفسي الأول.. فمن عرف نفسه.. عرف ربه..
ايه هي النفس؟
النفس هي ذات الإنسان ......
تعالى كده نتأمل الإنسان ده.. الإنسان ده كائن عجيب.. مخلوق من نوع خاص.. vip.. الكون كله بسمواته بأراضيه مسخر للإنسان..
يا ترى ايه أعز و أغلى عند الله.. الإنسان؟.. والا الكون بأجمعه؟..
الإنسان طبعا.. لأن ربنا سخر له كل الكون.. و طبعا المُسخر لَه أكرم من المُسَخَر
فيقول الله تعالى عن الإنسان:
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)" الإسراء
وأيضاً :
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72)" الأحزاب
الإنسان اللي ربنا كرمه ده.. اداله وسائل للتكريم..
و منها "الإدراك".. ربا كرمه بالإدراك..
الإنسان له قوة ادراكية.. الحيطة و المكتب و الأشجار.. دي مخلوقات لا تدرك.. فربنا فضل الإنسان على سائر المخلوقات بالإدراك..
مثلا.. القرد.. ايه الفرق بين الإنسان و القرد ؟.. غير الديل طبعا :هع:
مجتمع القرود من يوم ماربنا خلقهم و هما قرود.. هل تطورت حياتهم؟.. تطور بمعنى ان بقى لهم مجتمعات و مؤسسات اجتماعية .. هل سكنوا في بيوت؟.. هل اخترعوا اجهزة؟...
القرد هو القرد من يوم ماربنا خلقه.. لأن فيه فرق بينه و بين الإنسان.. الإدراك..
الإدراك.. هو انسانية الإنسان.. من غير ادراك.. يوم مايتعطل الإدراك.. خلاص.. مابقاش انسان.. بقى زيه زي الحيوان بالظبط..
طيب هو الإدراك ممكن يتعطل فعلا؟.. ايوة..
الإدراك فيه مشكلة.. انه عالة.. مايقدرش يشتغل لوحده.. الإدراك عالة على المحيط الخارجي و المحيط الداخلي.. بمعنى ان الإدراك من غير محيط خارجي أو محيط داخلي.. مالوش لازمة.. خلاص وظيفته اتعطلت..
طيب ايه هو المحيط الخارجي و المحيط الداخلي و الكلام الكبير قوي ده ؟رغااي
المحيط الخارجي هو العالم من حواليك.. ربنا عمل للبني آدم شبابيك.. أو أبواب.. يطل منها على العالم من حواليه..
ايه هي الأبواب دي؟.. البصر.. و الشم و السمع و الذوق و الإحساس بالحرارة والبرودة وكمان الضغط وكل الأعصاب والحواس هي أبواب القوة الإدراكية على العالم الخارجي ،
و لو تخيلنا ان انسان ربنا اداله كل الذكاء اللي في الدنيا.. ذكاء البشر كلهم.. لكنه كان كفيف.. مابيشوفش.. يا ترى يقدر يعرف اللون الأحمر؟.. و ايه الفرق بينه و بين اللون الأخضر؟.. و يا ترى يعرف ايه الأجمل؟.. اللون الأزرق والا البنفسجي؟. طبعا لأ
تلاقي ان كلمات زي أحمـر - وأخضـر - وأزرق - وبنفسـجي ، وأبيـض وغيـره من الكلمات دي ،
مالهاش عنده أي معنى.. لأن الباب مقفول.. باب البصر مقفول.. و قوة إدراك الألوان محتاجة الباب ده يكون مفتوح..
و كذلك لو سألت واحد اصم مابيسمعش.. يا ترى صوت البلبل أجمل والا صوت الغراب؟.. يقدر يجاوب؟.. ابدا..
مهما كان متميزاً بالذكاء والنـوافذ المطلة على العالم الخارجي مغلقة فـالإدراك منعـدم .
عشان كده يقول الله تعالى :
" وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171)" البقرة
لا يعقلون.. لأن الإدراك محتاج سمع و بصر و نطق.. و لما يكون الواحد أصم و أبكم و أعمى.. فهو لا يعقل.. عشان كده دايما تلاقي الآيات تربط بين انعدام الحواس و انعدام العقل.. :nothere:
" إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) " الأنفال
طيب.. عرفنا ان ربنا كرمنا بالإدراك.. و أنعم علينا بالأبواب اللي تخلي الإدراك ده يشتغل ..
طيب هل الأبواب دي أو الحواس دي مالهاش حدود؟..
يقول الله تعالى :
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)" القمر
الحواس دي ربنا خلقها بقدر.. بحدود.. ازاي يعني؟..
دلوقت انت لما بتيجي تشرب كباية مية.. قبل ماتشربها.. بص فيها.. شايف ايه؟.. صافية و زي الفل اهو
طيب لو خدنا نقطة من نفس المية دي و حطيناها تحت الميكروسكوب.. بص عليها تاني.. شايف ايه؟ يا خبر .. آلاف و مئات الإلوف من الجراثيم والبكتريات والـعصيات ، انت لو مسكت كل كباية مية قبل ماتشربها و فحصتها تحت الميكروسكوب.. مش هاتشرب مية في حياتك خالص..
تستنتج ايه من ده؟.. ان قدرة الإبصار محدودة.. انت تقدر تشوف الأشياء على بعد 100 متر أو 200 متر على الأكتر.. و بعد كده ماتقدرش تشوف حاجة..
و دكتور العيون لما بتروحله بيقيس حدود القدرة دي.. بيحط لك اللوحة بينك و بينها حوالي 5 متر او اكتر فتشوف الفتحات اللي في الدوائر الكبيرة.. و كل ما صغرت الدوائر بقى أصعب عليك انك تشوف الفتحات. لغاية ما ماتقدرش تميزها خالص..
اذن قدرة البصر.. ليها حدود .. هل ده عيب؟.. هل ده نقص؟؟.. لا والله تخيل ان دي نعمة؟..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
نعمة لأن اللي حط الحدود دي هوالله العزيز، العليم، الخبير، البصير ، الحكيم ..
تخيل معايا كده لو زادت قوة الإبصار كده ايه اللي ممكن يحصل؟
كان حد طاق يبص في وش حد؟ ببخخ
انت عارف.. لو جيت تبص على يعني أنعم منطقة في الجلد تحت الميكروسكوب هتشوف ايه؟.. جبااال و وديان .. منظر لا يطاق
يعني ماكانش حد حب حد.. ولا طاق يبص في وش حد.. و لفقد من الحياة معنى الجمال.. مافيش جمال.. لأنك شايف كل حاجة على حقيقتها..
شفت ازاي ان قوة الابصار المحدودة تعتبر نعمة من نعم الله عز وجل .
تعرف ان الهوا مليان صور؟.. شايفها؟.. مش مصدقني؟.. امال الصورة اللي بيلقطها التلفزيون دي بتيجي منين؟.. مش كانت موجات في الهوا؟.. تخيل انك تقدر تشوف الصور دي.. كان ايه اللي يحصل؟..
الهوا مليان بالأصوات؟.. بتقدر تسمعها؟.. اذاعات العالم كله عبارة عن موجات في الهوا.. الراديو بيلقطها. و ودنك اللي ربنا خلقهالك ماتقدرش.. تخيل لو كان السمع غير محدود و كنت تقدر تسمع الموجات دي في الهوا.. كان يحصل ايه؟.. كنا نتجنن.. تخيل انك سامع اذاعات العالم كلها في نفس الوقت..
نعمة من الله سبحانه و تعالى..
نعمة ان الحواس محدودة.. تخيل لو حاسة السمع بس مالهاش حدود.. تخيل انت قاعد في بيتك و سامع صوت خناقة في الصين.. و صوت كل موتور عربية في أمريكا.. و صوت شلالات نياجرا في كندا و و و .. تخيل انك سامع كل الأصوات اللي على الكرة الأرضية من شمالها لجنوبها لشرقها لغربها في نفس الوقت؟.. كانت الحياة تبقى مستحيلة..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ .
ربنا سبحانه و تعالى خلق الموجات الصوتية بتضعف و تتلاشى بعد مسافة معينة.. زي لما ترمي طوبة في المية في بحيرة مثلا أو في النيل.. بيحصل ايه؟.. بتلاقي موجات صغيرة في صورة دواير.. بتطلع و تكبر لغاية ماتختفي و مركزها مطرح ما الطوبة نزلت.. موجات الصوت ربنا خلقها كده .. تكبر و تتلاشى.. الكلام ده على الأرض.. و سبحان الله.. ربنا برضه خلى نفس الموجة تحافظ على قوتها ولا تتلاشى في الفضاء برة كوكب الأرض..
بدليل انهم بعتوا مركبة فضائية لكوكب المشترى بسرعة 40000 كم في الساعة مشيت 6 سنين لغاية ماوصلت للمشترى.. و أرسلت صور لكوكب الأرض من هناك.. و تخيل ان الموجات المحملة عليها الصور دي فضلت ثابته و سعتها لم تقل لغاية ماوصلت للأرض.. تخيل لو ان الموجات الصوتية على الأرض فضلت محافظة على سعتها و قوتها.. كان يحصل ايه؟..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
وكذلك الســمع والبصـر والشـم ، فالشـم محـدود أيضـاً فـلو أن الإنسـان يشـم الروائـح الكريـهة لمســـافـات بعيـدة كرائحـة دابـة ميتة فـي بلد آخر فتصبح الحياة في بلدك مستحيلة ولكن حكمة رب العالمين إذا كانت رائحة كريهة على بعد 200 م فإنها تنتهي وتتلاشى ، فـراكب السـيارة قد يشم رائحة كريهة في طريقه ، وبعد لحظات يبتعد عنها وتنتهي الرائحة ،
اذا يبقى احنا اتفقنا ان ربنا كرم الإنسان بالقوة الإدراكية.. و ادى القوة الإدراكية دي الأبواب اللي محتاجاها عشان تشتغل.. اللي هي الحواس.. و من نعم ربنا انه خلى الحواس دي محدودة ..
طيب مادامت الحواس دي محدودة..
هل ننكر الأشياء الغير محسوسة؟.. اللي حواسنا ماتقدرش تدركها؟..
ازاي؟..
مثلا.. فيه أجهزة دلوقت لطرد الحشرات زي الناموس.. و القوارض و الفئران.. الأجهزة دي بتشتغل بانها بتصدر أصوات تزعج الحشرات و الفئران .. لكن مايسمعهاش الإنسان.. فلما تسمعها الحشرات أو الفئران.. تهرب..
هل أقدر انكر ان فيه صوت لأني مش سامعه؟.. طبعا لأ.. انا مش سامعه.. لكن شايف بعيني أثره.. شايف الحشرات و الفئران بتهرب..
يبقى مش معنى اني مش حاسس بالحاجة انه مش موجودة.. أو كما يقول عـلماء التوحيد : " عدم الوجدان لايدل على عدم الوجود " .
حد يقدر ينكر ان فيه قوة جذب بين الأرض و الشمس؟.. هل فيه حد فينا شايف حبل ممدود من الشمس للأرض و ماسكهم ببعض؟.. هل حد فينا شايف حبل متثبت في الأرض و متعلق فيه القمر مثلا . زي البلونة كده ؟واه يابووو
هل معنى اني مش شايفها انها مش موجودة؟.. لأ.. " فعدم الوجدان لايدل على عدم الوجود " حقيقة مسلم بها.
مثال : معلم أراد أن يـبث الإلحـاد فـي طلابه فقال : نحن لم نشاهد الخالق فإذاً هو غير موجود ، فقام طفل وقال لهذا الاستاذ : نحن جميعاً لا نرى عقلك الذي تفكر به إذاً أنت لا عقل لك ،
قياسا على القاعدة دي.. هل احنا بنشوف العقل؟.. لأ.. لكن بنشوف آثاره.. يعني نقول الشخص ده عنده عقل والا لأمن تصرفاته... لكن احنا مش شايفين عقله ذاته..
يعني لو واحد ماشي مثلا في الشارع عريان تماما.. ده.. عنده عقل؟؟
نقول أن لا عقل له..
طيب.. اتكلمنا عن الإدراك و قلنا انه عالة على المحيط الخارجي.. و الداخلي..
اتكلمنا و قلنا انه بيطل عن المحيط الخارجي عن طريق أبواب زي السمع و البصر و الشم.. و الحواس بصفة عامة.. و قلنا ان من نعم الله علينا ان الحواس دي محدودة.. و مش معنى اننا لا نحس بشئ معين انه مش موجود.. و لكن نستدل عليه من آثاره..
طيب.. امال ايه المحيط الداخلي بقى؟.. و علاقته ايه بالإدراك؟..
المحيط الداخلي هو نفسي من جوة.. مشاعري.. الغضب.. الخوف.. الرجاء.. الحزن.. القلق.. الكبر..
المشاعر دي الإنسان بيحسها عن طريق العالم الداخلي.. يعني جواه.. يبقى أكيد فيه نوافذ داخلية.. زي مافيه نوافذ خارجية..
زي البيت مثلا.. البيت بيبقى له نوافذ على الشارع.. و في نفس الوقت.. فيه جواه منور مثلا.. بيبقى فيه نوافذ داخلية على المنور..
طيب ايه هي النوافذ دي.. من أهم النوافذ دي.. الخيال..
ايه هو الخيال؟.. الخيال هو القدرة على التصور.. لما بتقعد كده و تسرح مع نفسك..و تتخيل مثلا انك عايش في قصر.. و القصر ده له جنينة.. فيها اشجار شكلها عامل مش عارف ازاي.. و الورد الوانه مش عارف مالها.. و فيه حمام سباحة و و و.. هل دي حقيقة؟.. لأن دي مجرد صورة جواك.. خيال.. صورة انت ماعندكش حاجة منها في الواقع..
طيب هل خيال الإنسان غير محدود؟.. والا برضه له حدود زي الحواس الأخرى؟..
ايه رأيك؟؟
طب تعالى نجرب.. لو قلت لك عاوزك تتخيل بيت.. هاتتخيل ايه؟..
4 حيطان.. و سقف.. أرض.. هل ممكن تتخيل حاجة تانية؟
طيب لو قلت لك عاوزك تتخيل لي عروسة البحر مثلا.. هاتتخيل ايه؟.. ايه اللي هييجي في بالك؟..هاتتخيل كائن نصه واحدة ست.. و نصه ديل سمكة..
في المثال الأول.. انت تخيلت شئ موجود.. البيت دي حاجة موجودة و كلنا شفناها..
طيب.. عروسة البحر موجودة؟.. حد شافها؟.. امال تخيلناها ازاي؟..
لأ استنى.. ماهو تعالى شوف انت تخيلت ايه؟.. تخيلت كائن نصه واحدة ست و نصه ديل سمكة.. المرأة.. موجودة.. و شفتها.. و عارف شكلها.. و السمكة .. موجودة و شفتها و عارف شكلها.. كل اللي حصل انك ركبت صورة على صورة.. فطلعت بعروسة البحر.. لكن ماجبتش حاجة من فراغ رععب
يعني الخيال البشري لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يخلق شئ من لا شئ..
يعني أقصى مايمكنك أن تتخيله عن أشجار الجنة مثلا.. شجر التفاح مثلا.. شجرة.. و متعلق بدل التفاح قزايز عصير تفاح مثلا ..
الشجر موجود و شفناه.. و القزايز موجودة و شفناها..
دايما الخيال مرتبط بالواقع.. و بمدى خبرة الإنسان.. يعني مثلا.. أيام سيدنا نوح مثلا.. هل كان فيه حاجة اسمها خيال علمي؟ هل كان ممكن انسان يتخيل ان فيه حياة على الكواكب الأخرى و يتخيل المخلوقات هناك؟.. ماحصلش ولا سمعنا بأي حاجة من دي..و لكن الخيال العلمي و هو صورة متقدمة من الخيال.. ظهرت مع تطور الإنسان و تطور خبراته و تطلعه الى غزو الفضاء..
و حتى مع الخيال العلمي.. حاول تتخيل لي كده كائن من كوكب تاني؟.. ارسم الصورة في خيالك كده؟..:alien2:
هل هاتقدر تتخيل واحد من غير ايدين و رجلين و راس؟..
طب ليه الكائنات الفضائية ان وجدت ماتكونش أحادية الخلية؟.. زي الأميبا مثلا؟
حتى الأميبا شفناها و عارفين شكلها.. لكن مش قادرين نتصور ده..
و هنا نطلع بنقطة مهمة..
اذا كنت مش قادر تطلع بصورة خيالية من لا شئ.. هل ممكن الإنسان يتخيل الجنة و هو لم يرها؟.. استحالة.. الخوض في الغيبيات ليس من العقل بتاتا..
عشان كده عندما تحدث الحبيب في الحديث القدسي عن الله عز وجل
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) "
(صحيح البخاري)
فـالخيال يـجب أن لا يجول في العالم الآخر وذلك لأن الخيال لا يأتي إلا لشيء من شيء أما من الجنة فلانرى منها شيئاً وقد قال العلماء:
" نحن نكتفي بعالم الغيب بالخبر الصادق الذي ورد في كتاب الله "
لا أقل.. ولا أكثر..
طيب اذا كنت عاجز عن تخيل الجنة.. و هي خلق من خلق الله.. فهل تقدر انك تتخيل ذات الله سبحانه و تعالى؟.. استحالة..
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" تفكروا بالمخلوقات ولاتفكروا في الخالق فتهلكوا ".
عقلك.. مربوط بحواسك.. و خيالك مرتبط بالواقع.. و عمرك ماهاتقدر تتخطى الواقع ده ابدا..
يعني خلاصة الكلام بنأكد تاني على نقطة محدودية الحواس.. حتى الخيال. و ان حتى الخيال عندما يعجز عن الوصول لشئ.. فده لا يعني ابدا ان الشئ غير موجود.. و لكن يعني ان العقل اللي ربنا كرمنا بيه له طاقة محدودة.. لحكمة أرادها الله سبحانه و تعالى..
مثلا.. ميزان طاقته 30 كيلو.. جيت حطيت عليه فيل.. هايحصل له ايه؟.. يتدشدش طبعا..
طيب هل ده معناه ان الميزان وحش؟.. مش كويس؟..
لأ الميزان كويس و زي الفل.. لكن آخره 30 كيلو و انت حطيت عليه فيل.. المشكلة في استخدامك انت مش في الميزان..
عقلك هو الميزان.. و ييوم ماتحمله فوق طاقته.. طبيعي انه يفشل..
لأن زي ماقلنا.. العقل مرتبط بالواقع.. و الواقع فيه زمان و مكان. يعني يوم ما اقولك مثلا سمعت عن الحادثة الفلانية؟.. اول سؤال هاييجي في بالك.. امتى.. و فين؟. مش كده؟
هل يقدر عقلك يتصور حدث مالوش زمان ولا مكان؟..
و لكن الله سبحانه و تعالى.. ليس كمثله شئ.. لا يسأل عنه.. أين هو.. لأنه خالق المكان..
ولا يسأل عنه "متى كان".. لأنه خالق الزمان.. فكلمة امتى و فين.. في حق الله سبحانه و تعالى مستحيلة..لأنه خالق الزمان و المكان..
عدد السنين دي من خصائص المخلوقات.. أما الله سبحانه و تعالى فالزمان بالنسبة له "صفر".. لا يقيده زمان ولا مكان..
العقل محدود.. بما علمنا الله عز و جل..
"وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " البقرة 255
ويقول الإمام الشافعي : " إن للعقل حداً ينتهي إليه كما أن للبصر حداً ينتهي إليه "،
ولـذلك فالـكرامـات مـوجـودة ولـكن الـعقل بصددها محدود الزمان والمكان فلا يمكن للعقل إدراكه ولكنه موجود مثلاً . قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)" النمل
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ، هـذا عـن عـرش بلقيس فكيف يتصور العقل ذلك ، تصور أنك تريد أن تنقله فعلاً فكم تستغرق من الوقت والجهد ومقدار الإمكانيات اللازمة لذلك .
وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ : ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أحـاديثه " إذا ذُكرالقضاء والقدر فأمسكوا "
أي لا تبحثوا كثيراً في ذات الله عـز وجل وبعلمه فهو يعـلم بلا كيف وهذا اختصار للبحث فـي علـم الله الـذي لا يمكـن أن يدركه عقـل ..
عندما يأتي الأمر الى ذات الله سبحانه و تعالى.. دايما حط الآيات دي قدام عينيك.. و احفرها في قلبك.. عيشها و استشعر معانيها..
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) "
لله فى الافاق ايات لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما فى النفس من اياته عجب عجاب لو ترى
عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرالها
اعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه
ارداك
قل للمريض نجا وعوفى بعد ما عجزت فنون الطب
من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح
دهاك
قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها ما الذى
اهواك
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى ما الذى
يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة ما الذى
ابكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فسله من ذا بالسموم
حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ
فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد
ما الذى حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث ما الذى
صفاك
وإذا رأيت الحى يخرج من حنا يا ميت فسأله من
احياك
قل للهواء تحسه الأيدى ويخفى عن عيون الناس
من اخفاك
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية من بالجفاف
رماك
وإذا رأيت النبت بالصحراء ينضر وحده فاسأله من
ارباك
وإذا رأيت البدر يسرى نا شرا أنواره فسأله من
اسراك
واسأل شعاع الشمس يدنو وهى أبعد كل شىء ما
الذى ادناك
قل للمرير من الثمار ما الذى بالمر من دون الثمار
غذاك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فسأله من يا نخل
شق نواك
وإذا رأيت النار شب لهيبها فسأل لهيب النار من
اوراك
وإذاترى الجبل الأشم مناطح قمم السحاب فسله من
ارساك
وإذا ترى صخر تفجر بالمياه فسله من بالماء شق
صفاك
وإذا رأيت النهر بالعذب الذلال جرى فسله ما الذى
اجراك
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى فسله ما الذى
اطغاك
وإذا رأيت الليل يغشى دا جيا فسله من يا ليل حاك
دجاك
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا فسله من يا صبح
صاغ ضحاك
ستجيب ما فى الكون من اياته
عجب عجاب لو ترى عيناك
ربى لك الحمد العظيم لذاتك
وليس لواحد إلاك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدرى
له إدراك
إن لم تكن عينى تراك فإننى فى كل شىء
استبين علاك
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى
يا مجرى الأنهار عاذبة المدى
ما خاب يوما من دعى ورجاك
يا أيها الإنسان مهلا من الذى بالله- جل
جلا له-أغراك
وفى النهايه أتمنى من الأخوه فى المنتدى أى تعقيب حتى يعم النفع وليذداد وضوح الرساله
وأتمنى من اى ملحد أن يعرض استفساره بأدب فالمنتدى منتدى للحوار
يدعى بعض اللادينيين أو الملحدين أنهم يؤمنون بأله عادل قوى قادر ويدعون أيضا أنكارهم لجميع الأديان وأنا بدورى أريد أن أطرح بعض الأسئله
السؤال الأول
هل يعلم ألهكم الغيب؟
ان كان الجواب بلا
فهل يكون اله من لا يعرف ما هو مصير عالمه...لا يمكن...أن جهله بالغيب يهدد الكون بالزوال....كيف علم أن الارض لن يعصف بها مستقبل غامض فى هذا الكون الفسيح الا بعلم غيبى يعلمه...وكيف يجهل مصير ابن ادم المحاط بكوارث الزلازل والبراكين...والمحاط بألأوبئه والأمراض
ان كان الجواب بنعم
فهذا هو اله الاسلام..."الله" ...الله وحده...الله العظيم الحليم
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)... (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول).... (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)....(يسألونك عن الساعة أيان مرساها* فيم أنت من ذكراها* إلى ربك منتهاها* إنما أنت منذر من يخشاها* كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها).
السؤال الثانى
هل يعلم ألهكم خلجات الأنفس...وخواطر القلوب ...وخائنة الأعين وما تخفي الصدور؟
ان كان الجواب بلا
هل تعنى بذلك أنه يخدعه نفاق المنافقين...وكذب الكذابين...أم تعنى بذلك أنه لا يسمع أنين الصامتين ...ولايعى صراخ الصم والبكم المعاقين...ام انه لايرى ايمان المقهورين...هل كان جاهلا بأيمان عمار بن ياسر حين أكره على سب خير المرسلين...أم أنه لا يعلم نوايا ألأشرار بالصاحين...ونوايا الكفار بالمؤمنين..أم انه جاهلا بشرار المتدينين...وبسهو الساهين...وبتكبر المتكبرين...أم أنه لا يميز بين سواد القلب وبياضه... وفساده وصلاحه.......أم أنه لا يعلم خفايا الذنوب...أم أنه يجهل عشق العاشق والمحبوب...والام المغلوب...ونجوى العابد للمعبود...ان كان هذا الهكم....ان كان لا يعلم خلجات النفوس وخواطر القلوب...فغير قادر على أبطال باطل الفاسد..وأحقاق حق المغلوب
ان كان الجواب بنعم
فاعلم أن علمه بخلجات الأنفس...وخواطر القلوب ...وخائنة الأعين وما تخفي الصدور...يؤهله لعلم مصائر النفوس...وأعلم أن قدراتنا نحن اليشر تختلف تماما وكليا عن قدرة الله......على سبيل المثال اذا شاهدت مباراة كرة قدم بين البرازيل واثيوبيا....فمن المتوقع مبدأيا أن تحدد المنتصر....انه نوع من العلم الظنى....ولكن بعد أن رايت المباراه ورابت المنتصر بعينيك....صار العلم يقينيا....كلاهما علم
ولكن علم الله يختلف فى عظمه وقوته عن علم البشر....لا يمكنك ان تقول ان البرازيل منتصره قبل ان تشاهد المباراه....ولكن تستطيع ان تعطى علمك الظنى مقدما عن النتيجه....ولا يمكن الاحتكام الى هذا العلم الظنى لاعطاء الكأس للبرازيل او الحاق الهزيمه بأثيوبيا....فهذا هو الظلم....اما ان تقام المباراه وتصل النتيجه الى ما وصلت اليه ....هنا يمكنك تكريم المنتصر ....وهنا منتهى العدل
وانت عندما حكمت مفدما على النتيجه لم تكن ضربا بالودع....فانه نتيجه لعلم أخر انت تعلمه مسبقا....هذا العلم هو ما استنتجته من رؤيتك لاداء الفريقين قبل ذلك....ولما رأيته من نظام التدريب فى الفريقين ومستوى أداء اللاعبين....أى انك بنيت كل علمك لملاحظات أداء الافراد....ملاحظات بنيتها كلها على رؤيتك لتصرفات الافراد الظاهريه...مثل التدريب والاداء والمستوى الفنى....انت لم تدخل داخل نفس كل انسان لتعرف هل هو حقا مستعد للنصر او لا....ومعروف ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور.....ومعروف ايضا ان الدين ظاهر وباطن....يمكنك ان تحكم على انسان انه متدين وباطنه غير هذا ....والله بعلم ما بخفى وما يبدى....أى ان علم الانسان يتوقف على الظاهر...والله يعلم الظاهر والباطن....وعلم الانسان يتضائل امام علم الله....
ومن هنا يمكن ان نستنتج ان الطفل الصغير والذى يحمل فى نفسه وتصرفاته أعمال معينه....طبقا لتصرفات هذا الطفل يمكن أن نستنتج الشخصيه التى ستحكم هذا الطفل هذا من رؤيتنا لظواهر الامور....وهذه الرؤيه تتضاءل أمام رؤية الله وحكمته....فما أدراك والله يعلم ما فى نفس هذا الطفل.... حتى تفكيره الصامت يسمعه الله.....هنا علم الله الذى سجله...وهو علم لا يحتكم اليه الله لأن احتكامه اليه فى عقاب البشرأو مكافئتهم ظلم ....وما ربك بظلام للعبيد....ولكن بعد أن تتفتح أبواب الحياه أمام هذا الطفل ويكبرو يتحرك فى الحياه ويتعامل مع البشر بما يمليه عليه ضميره ونفسه....هنا يحق العقاب والثواب ....هذا الضمير وهذه النفس التى تعتبر كتابا مفتوحا أمام الله....وهذا الكتاب المفتوح هو الذى سجله الله فى اللوح المحفوظ
فاذا ضربنا المثل على ثلاث أشخاص أسمائهم أحمد ...أحمد شاب ينام فى منزله...يعلم الله سر أسرار باطنه...و يعلم أنه لم يأكل من الأمس...ويعلم حاجة معدته الى الطعام...فعندما يقوم هذا الشاب من نومه...سيسأل أول ما يسأل عن الأفطار...علم ذلك الله ...من أطلاعه على بواطن نفسه وسريرته...ونظر فى قلب الشاب...فعلم أستعداده وتأهله...وما يشغل فكره وخاطره...أنه شاب كسول خمول...لن يفكر فى صلاة الصبح ....هكذا علمها الله ...علمها مقدما...لم يمنعه من صلاة الصبح ...ولم يحول بينه وبين الوضوء...ولم يردعه عن أذكار الصباح...هل يجهلها الشاب...كلا بل لديه فى أذكار الصباح كتب وأسفار...وقد أخبره على عن أذكار الصباح والمساء...وأوصاه بها فى كل يوم جديد...ولكن الشاب الكسول عن الطاعة بعيد...أنه نساها أو تناساها....هل أنساه أياها الله...ليس ظلم لأحمد أن علم الله فكره ومصيره ...كفاه أن تركه يختار ...ووالدته الأن أستيقظت مبكرا...علم الله ذلك من قبل أن تقوم ...العمل السابعه صابحا...وقوانين التى تحكم المنبه سليمه...حتى ينتهى عمرها الأفتراضى...متى هو... أنه علم الله بالبطاريه أعلم يوم وقوفها...ما زال أمامها وقتا...سينتهى عمرها يوما...معادلات البطاريه يعلمها الله...ويعلم متى وقوفها...ستقف يوما ولن يرن المنبه...وستتأخر والدته عن عملها...أم أن المنبه سيقف مبكرا وستراه الوالده...وتغير حجارته...أيهما سيحدث....نظره من الله على قوانين البطاريه...ونظره على مواعيد نوم الام...سيجعله يحدد...أى الحدثين سيحدث...هل ستغير البطاريه أم لا...لا ستكون نائمه...لأنها أمضت الليله السابقه فى تعزية زوج أختها...الذى توفاه الله...والذى يعلم متى سيتوفى وماذا سيحدث فى العزاء...والان نعود الى اليوم الاول ... سيطلق المنبه رنينه اليوم...فى ماذا ستفكر....أول شىء أعداد الافطار للزوج والولد...ماذا لديهم من طعام...الله يعلم ما فى الثلاجه من طعام...ستعد لهم جبنه وفول...وبنظره داخل قلب الشاب... علم كرهه للفول...وبنفسه المغيبه سينهر والدته وينزل بلا أفطار...وهو الان يهبط سيركب أى مواصلات ...ميكروباس الأسطى حسين...الأسطى حسين الذى سيستيقظ من الفجر..علم الله ذلك من قلبه ...لمجرد سماعه الأذان....سيستيقظ...ويصلى ...وينزل لأكل عيشه...سيأخذ دوره فى طابور السيارات ...عدد الراكبين كذا...علمهم الله لعلمه بباطن نفس كل واحد منهم....سيملئوا الميكروبسات ويأتى دوره الساعه 9...علمها الله أيضا..ركابهم 14...علمهم الله لعلمه ببواطن نفوسهم شخصا شخصا...أحمد أحدهم...سيذهب أحمد الى الجامعه...سيصل المحاضره متأخرا...لقد تأخر الميكروباس قليلا...لمروره على حادثه فى الطريق مروعه...كان يعلمها الله لغلمه بباطن نفس سائق النقل المسطول الذى سيصتدم بالملاكى...لقد مات الدكتور أبراهيم...من دقائق كانت الحياه تنبض فيه...ولكن هكذا علم ظروف بيته وظروف عيادته وظروف نفسه...وأنه سيتأخر قليلا...وسيقابل النقل فى طريقه....وسيحدث الأصتدام...دكتور أبراهيم كان رجلا كافرا ملحدا...لم يجعله الله كافرا...ولكنه هو من أختار...علم الله أختياره...أرسل اليه الواعظ والناصح...ولكنه علم أيضا غروره...وأنه لن يتقبل الهدايه...ليس ظلم الله له أنه علم نفسه وما بها...أنه العلم لا الظلم...ألأن قد مات ...لا نملك عليه ألا الرحمه...المحاضره التى ذهب ألبها أحمد...الله يعلم المحاضر جيدا وما بنفسه...يعلم الماده التى سيدرسها جيدا...ويعلم ما سيقوله...ومتى سينتهى ...والان احمد يبحث عن صديقه عمر...أنه غائب....لماذا والده مريض...عم محمد مريض...نعم لقد علم الله ذلك الفيروس القاتل الذى يسبح فى الهواء ...علم أين يذهب وأين يستقر...فى خياشيم عم محمد...والأن عم محمد يصارع الموت...لم يظلم الله عم محمد حين تنفس ذلك النفس الذى يحوى الفيروس...ان الفيروس كائن من كائنات الله...يسبح فى الهواء يبحث عن فريسته...تلقاه عم محمد...أنه علم الله لا ظلمه...والموت ليس ظلم أنه نهاية المطاف..ومات عم محمد...لقد كان صواما قواما...رحمه الله رحمة واسعه
كل هذا حدث وأحمد مازال الأن...الأن...نائما ولكنه علم الله ببواطن الامور وخلجات النفس...أعلمه المصير وسيستمر هذا المسلسل ليس على أحمد فقط ...بل على كل البشرمن أبينا أدم حتى يوم القيامه...أنه علم الله لا ظلم الله...لا يقدر أحد و لن يستطيع أن يتهم العلماء بأنهم ظلمه..لأنهم علموا...علموا....أن بركانا ضخم سيضرب مدينه معينه...هل يمكن أتهامهم بأنهم سبب البركان...لا وألف لا...أن علمهم أعلمهم أن بركانا سيثور...كذلك علم الله...وليس ظلم الله
وقد مررنا فى مثالنا على أمثله بشريه عديده...أحمد و دكتور أبراهيم والأسطى حسين عم محمد...هل ظلم الله منهم أحدا وأجبرهم على عمله...لا أنه علم الله فقط علمه ببواطن ألأمور وخفايا النفوس
أما عن أن الله كتب هذا العلم وسجله قبل أن يخلق الانسان.....دون أن يرى باطنه أو ظاهره.....فهذا باطل ...فما عرفناه من القرأن ان الله خلق الانسان قيل خلقته هذه بزمن بعيد جدا....وعرف باطنه وظاهره....يظهر هذا فى قوله"وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون (173)" فالظاهر من هذه الايات ان الله سيق اليه العلم بكل خلقه وبشره وكل تصرفاتهم من قبل أن تدب أقدامهم على الأرض ......حتى فى هذه الايه أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين والابه الاخرى إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتـُهلكـُنا بـِمَا فـَعَلَ المُبطِلون وكأن الله يعلم حججهم وأقوالهم مسبقا اذ كيف يكفر ألأنسان وقد سمع الله وهو يشهده على نفسه بأنه هو الله....ولكن علم الله ببواطن الامور فى داخل الانسان ....هذا العلم أعلمه بحججهم ...وما سيختصموا به عنده يوم القيامه....ولكن ....لا تختصموا اليوم وقد قدمت أليكم بالوعيد ...ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ....وبالتالى فكل مخلوقات الله التى ولدت وماتت والتى تحيا الان... والتى ستولد فى المستقبل....قد اطلع الله على اسرارها وبواطنها فبل أن يبرأها الله....وعلمه لما تخفى صدورها...أعلمه تصرفاتها التى ستنتج عن هذه الصدور...وفتحت امامه ضمائرهم ونفوسهم ككتاب مفتوح سطرهذا الكتاب فى اللوح المحفوظ... ...حتى التوبه التى يهتدى اليها العاصى الفاجر فى اخر عمره ...علمها الله مسبقا لعلمه بباطن سريرته...ولكن لن يكافأه بها حتى يعلنها....منتهى العدل....وان مات هذا الرجل قبل اعلانها فلن ينفعه صراخه وعويله...ولن يرجعه الله وان قال يارب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت....وعلى كل هذا فالله لا بحاسبنا على عملنا فى اللوح المحفوظ ولكن يمهل الانسان حتى تنتهى المباراه..والتى يسجل كل قول وفعل فيه ملكان عن اليمين والشمال...ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد....وعندما تنتهى المباراه وتعلن النتائج لا حجة اليوم لانسان....فقد فات زمن العمل وولى...والان زمن الجزاء
كما أن القرأن بفسر بعضه بعضا فعندما يقول القرأن يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء يذكر فى ايه أخرى أنه يهدى أليه من أناب ...الطريق مفتوح أمام الانسان...طريق الخير والشر.... حجه عقيمه أن يأتى انسان يوم القيامه قائلا يارب لقد سجلت على اعمالى فى لوحك المحفوظ وهذه الاعمال هى التى أوردتنى النار....فيأتى التقريع الالهى.. هل انبت؟وهل تبت...لو أنبت لهديتك...الم تسمع فى القرأن يهدى أليه من أناب....لا تختصم لدى اليوم وقد قدمت اليك وعيدى ...ألم تسمع عن جنتى ونارى؟....لن تدخل الجنه ولن تشم رائحتها....ولن أسويك بالمتقين ...لأنى لست بظلام للعبيد....لن أظلم المتقين وأسويك بهم...خذوه الى نار طالما كفر بها...وخذو المتقين الى جنة طالما أمنوا بها....
السؤال الثالث
هل ألهكم أبها اللادينى أو الملحد انت من تحدد كل صفاته مثل صفات الله المذكوره أسمائه الحسنى فى الاسلام؟
ان كان الجواب بنعم
فلن اقول لك الا قول الله تعالى
( افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ) سورة الجاثية : 23 .
ان كان الجواب بلا
اذن فليس من حقك أن تحدد صفات الله وهيئته
فالله له الحق فى أن يخلق ما يخلق ويبدع ما يبدع
وكما قال الله فى سورة الحشر
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24))
السؤال الرابع
هل تستنكر أن يكون الله جبارا او متكبرا...كما فى أسمائه الحسنى فى الاسلام؟
ان كان الجواب بنعم
فماذا تريد من الله عز وجل أن يفعل مع الطغاه والكافرين والمستبدين والمتكبرين
ماذا تريد منه أن يفعل مع الخليفه التركى الذى كان يحكم بالأعدام على خصومه....على الخازوق...فيأتى منفذ الحكم ليقعده على الخازوق ويحرص على أن يظل حبا حتى يخترق الخازوق رقبته...كل هذا حتى يحافظ على حكمه
ماذا تريد منه أن يفعل مع هتلر الذي دمر الناس... أتدرون كم قتل هتلر ؟ قتل خمسة وثلاثين مليوناً في الحرب العالمية الثانية... أكبر من قتل من ذرية آدم الأحياء هو هتلر ... وأتى باليهود الذين سحقوا البشرية فجعلهم من العظماء ...وبعد هزيمته فى الحرب العالميه الثانيه يموت منتحرا...هكذا تنتهى القصه...ان التجبر على أمثال هؤلاء هو غاية العدل... بل غاية الرحمه
والرجل الأبيض الذى سحق الرجل الأحمر...أقصد الهنود الحمر...قتلوا الملايين...ولم يسمحوا لهم حتى بالعيش المهين بجوارهم...أنه.. القتل... القتل... القتل فقط
ماذا تريد منه أن يفعل مع هؤلاء..حقا.. ان التجبر على أمثال هؤلاء هو غاية العدل... بل غاية الرحمه
كم قتل فى فيتنام ؟
كم قتل فى العراق ؟
كم قتل فى فلسطين ؟
كم قتل فى أفغانستان ؟
كم قتل فى الشيشان ؟
كم قتل فى الفلبين ؟
كم قتل على مر السنين ؟
وكم ..وكم ..وكم....................... وكم
ان كان الجواب بلا
فأعلم أن أساس التعامل فى ألأسلام هو الرحمه
نحن نبدأ تلاوتنا للقرأن بقول بسم الله الرحمن الرحيم
انظر إلى رحمة الله بك لتتعلم الحياء ، وانظر إلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول الله فى الحديث القدسى:
" إنى والإنس والجن فى نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيرى ، أرزق ويشكر سواى ، خيرى إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ،
أتودد إليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتبغضون إلىّ بالمعاصى وهم أفقر ما يكونون إلى ، أهل ذكرى أهل مجالستى ، من أراد أن يجالسنى فليذكرنى ، أهل طاعتى أهل محبتى ، أهل معصيتى لا أقنطهم من رحمتى ، إن تابوا إلى فأنا حبيتهم ، وإن أبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ، من أتانى منهم تائباً تلقيته من بعيد، ومن أعرض عنى ناديته من قريب ، أقول له : أين تذهب؟ ألك رب سواى ، الحسنة عندى بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة عندى بمثلها وأعفو ، وعزتى وجلالى لو استغفرونى منها لغفرتها لهم " .
"
يقول الله تبارك وتعالى:
"يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعمونى أطعمكم
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته فاستكسونى أكسكم
يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم
يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم
يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكى شيئا
يا عبادى لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندى الا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
سبحان من وسعت رحمته كل شىء
عز من قائل (سبقت رحمتى غضبى)
تبارك وتعالى من هو أقرب الينا من حبل الوريد
السؤال الخامس
هل تستنكر العرش؟
ان كان الجواب بنعم
وأنا أسألك ما الذى تريده من هيئة الله عز وجل...فليخلق ما يخلقه وليستوى غلى العرش كما أراد ... فانكار قدرة الله على خلق العرش هو أنكار للألوهيه فى حد ذاتها... حيث أنك أنكرت قدرة الله على خلق شىء معين كالعرش...ونحن لا نناقش الأن وجود الله فالله ظاهر بخلقه فى السموات وألأرض...ولكننا نناقش ما العرش ...وكيف خلق العرش...ولماذا العرش...وكيف تحمله الملائكه...
أود أن تعلمى أولا أن الله عندما أراد أن يخلق الانسان جعل له قدرته المحدوده والكبيره...قدرته الكبيره على فهم يعض أيات الله فى السموات والارض وهى الايات الظاهره للعين ليعرف الله بها...وقدرته المحدوده على أدراك علوم الله الكبرى كالروح أو العرش
وأنكار وجود هذه الغيبيات...لا يعنى عدم وجودها...ولكن علم الأنسان هو ما لا يؤهله لعلمه
وكمثال على ذلك...الفيروسات
فالميكروبات والفيروس موجودان منذ يدأ الخليقه...لم يكن الانسان يعلم عنهما شىء...كان يجهلهما تماما.... لم يكن الانسان يرى هذه المخلوقات...لم يكن يعتبرها من المخلوقات الموجوده لأنه أساسا لا يعلمهما... لماذا؟!...هل كانا معدومان...أم أن الأنسان لم يكن يمتلك المعرفه الكافيه لمعرفتهما...ان معرفتنا بالميكروبات والفيروسات مرت بمراحل عديده من توالى التجارب والأختبارات..حتى توصلنا لصناعة الميكرسكوب...عندئذ علمنا ان هناك خلق صغير جدا...أسميناه الميكروبات...أى اننا بالعلم فقط علمنا أن هناك ميكروبات...ثم توالت التجارب حتى صنع الميكرسكوب الألكترونى...وهنا أكتشفنا الفيروسات....أى أننا لم نعرف الفيروسات ألا بالعلم...العلم فقط...أى أننا نحتاج العلم حتى نعرف ما لا نعرفه ....ولنرى مالانراه...ولندرك ما لا ندركه...ونحتاج للعلم أيضا لكى ننفى ما نعرفه...ونكذب ما نصدقه...ولكن ماذا ان كنا لا نمتلك العلم أساسا الذى يؤهلنا لذلك....عندئذ لا يمكننا ان ننفى أو نثبت...لأننا أساسا نجهل...فالرجل الذى ينكر الفيروسات لأنه لم يرها الأن نتهمه بالجهل...لماذا؟!...لأن العلم أخبرنا أنها موجوده...حتى ولولم ندخل المعمل لنراها ولكن العلم أخبرنا أنها موجوده...ونحن نصدق العلم...كذلك نصدق الله....الذى أمنا به عندما رأينا أياته فى الكون...وعندما رأينا خلقه...وعندما قرأنا قرأنه...و علمنا أنه ليس بكلام بشر....و أنه ليس الا كلام عليم قدير...بماذا أخبرنا الله؟...أخبرنا أن هناك جنا وملائكة وعرشا..ويوم القيامه...ونصدقه...كما صدقنا العلم ....فليس العلم أصدق من الله قيلا..وهو موجد هذا العلم من أساسه
والأن من العبث أن يأتى أنسان لينفى وجود الفيروسات...ولكن من الممكن أن يأتى أنسانا من خمسمائة عام ليننفى وجود الفيروسات...هل الفيروسات لم تكن موجوده منذ خمسمائة عام...لا هى موجوده دائما...ولكن هناك فرق قوى بين هذا الأنسان وذاك...هذا لا يعلم لأن قدراته البشريه لا تؤهله لأن يعلم...لم يرى الفيروسات بعينه المجرده...وهذا يعلم لأن الميكرسكوب مكنه من أن يعلم...أى أنه يحتاج الى شىء أقوى منه فى النظر والقدره كى يساعده أن يعلم... أى أن الانسان محتاج لمن يعلم ليعلمه مالا يعلم...كذلك الله القائل فى سورة العلق (علم الانسان ما لم يعلم)...علمنا مالا نستطيع أن نعلمه بقدرتنا
كذلك فلا يمكننا أن نعرف العرش الا بالخالق جل وعلا...ولا يمكننا ان نعرف الروح والجن والملائكة واللوح المحفوظ الا بالله جل وعلا...أنها أشياء تحتاج الى علم لا يعلمه الانسان...وقدره لا يقدرها الأنسان ...ووسائل لا يملكها الأنسان...والله يعلم قدرات ابن أدم...يعلم ما يملكه وما لايملكه... وما يعلمه وما لا يستطيع أن يعلمه...لن تستطيع أن تعرف كنة الروح والعرش والجن بغير مدد من الله...هذا لأنك لا تمتلك الوسائل التى تعرفك على الجن والملائكه والعرش...وما أوتيتم من العلم الا قليلا
وحينما بذهب أنسان من العصر الحديث الى أنسان من العصر القديم ....ليخبره عن شىء من معجزات العصر الحديث ....ليخبره عن أشياء لا بقدر عليها الأنسان بقدرته العاديه...ليخبره عن الفيروسات والطائرات والصواريخ والغواصات و القنابل النوويه والهيدروجينيه والتلفزيون والموبايل....قد لا يصدقه الرجل القديم ...وهو معذور فهو لا يستطيع ان يدرك هذه الانجازات بعقله...لأن عقله يعلم فى حدود أمكانياته المتاحه أمام عينه... يجد أن هذه الاشياء مستحيله...ولكن اذا اراده أن يصدقه لابد أن يخبره بأشياء يدركها عقله...وبالتالى سيحتاج هذا الرجل أن يهبط الى مستوى فهم الرجل بما يراه فى حدود عالمه...عالمه الذى رأه على حدود علمه... علمه الذى بنى على أساس رؤيته المجرده لحقائق الكون...دون مساعده من أى وسائل أخرى...كالميكرسكوب أو القياسات الكهربيه بمختلف أنواعها أو غيرها....سيحاول أن يصور له الطائره كالطير الذى يسبح فى الهواء....والغواصه كالسمكه فى أعماق البحار...وماذا يفعل وهو يريد أن يقرب الصوره الى ذهن هذا الرجل...وقد لا يجد ألفاظ ليعبر بها عن كلمة تلفزيون أو موبايل أو القنابل النوويه والهيدروجينيه فهى تحتاج الى مصطلحات علميه للتعبير ...ولكن من المستحيل بحال من الأحوال أن يصف له العمليات الكيميائيه داخل القنبله الهيدروجنيه والنوويه...وكيف سيأتى له بألفاظ فى لغته البسيطه ليعبر بها عن العمليات الكيمياثيه والمعادلات المعقده....وكبف يستطيع المسكين أن يفهم بعقله الساذج عمليات صنع الدوائر الكهربيه وتحويل الموجات الكهربيه الى مغتاطيسيه ثم أنتقال الموجات المغناطيسيه خلال الفراغ بسرعة الضوء...وهل للضوء سرعه؟... كذلك سيسأل...أنه بعقله البسيط وعلمه القليل...عجزعن أدراك هذه الحقائق...ولذلك فأن الله عندما يهبط بكلامه الى مستوى فهم البشر يراعى علمهم وقدرتهم لذلك يقرب خطابه الى مستوى عقولهم...ومن هنا تجده عند وصفه للعرش والروح بقرب المعنى الى الذهن...فيصف العرش بأنه أعظم المخلوقات ، وأوسعها… يقول تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج[و عرش الله تعالى شىء استأثر سبحانه بعلم حقيقته، و قد دلت الايات على أن من خواصه أنه محمول، و أنه لايعتريه من الخلل و الانحلال ما يصيب العالم عند فناء الدنيا، و لعل المراد به مركز تدبير العالم و مصدر تلقى الملائكة أوامر الله تعالى و ذلك ما ورد في ((و هو الذي خلق السموات و الارض في ستة أيام و كان عرشه على الماء)) 7/ هود. ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم)) 75/ الزمر. ((و الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم)) 76/ غافر. و في قوله تعالى بعد ذكر النفخ في الصور: ((فيومئذ وقعت الواقعة، و انشقت السماء فهى يومئذ واهية، و الملك على أرجائها و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)) 17/ الحاقة.
و قد يفسر عرش الله تعالى - فيما عدا هذا - بالملك والعظمة، كقوله تعالى: ((ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار)) 54/ الاعراف. ((عليه توكلت و هو رب العرش العظيم)) 129/ التوبة.
ومن هنا نجد أن الله كان يقرب لنا مفهوم العرش بصفات تعيها بعقولنا
أولا
يخبرنا أن العرش أعظم المخلوفات
} وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش يحيون بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل.
ثانيا
فيه أن العرش فوق السماء السابعة بل هو أعلى المخلوقات كلها .
وقد دلت الأدلة الصريحة على ذلك .
فمن ذلك ما رواه البخاري ( 2581 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " .
وقد تقرر عند جميع المسلمين ، أن الجنة فوق السماء السابعة ، فإذا كان العرش فوق الجنة لزم من ذلك أن يكون العرش فوق السماء السابعة .
ثالثا
استوائه على العرش...هو أستواء بكيفيه يعلمها الله ليس من شأننا معرفتها...انه علم لا ينفع وجهل لا يضر...ولكن على العموم... يستحيل عقلاً أن يكون العرش مقعدًا لله ....ولا يصح تفسير قول الله تعالى {الرحمن على العرش استوى} (سورة طه/5) يجلس لأن الجلوس من صفات البشر والجن والملائكة والدواب بل معنى قول الله تعالى {استوى} قهر لأن القهر صفة كمال لائق بالله تعالى لذلك وصف الله نفسه فقال: {وهو الواحد القهار} فهذا العرش العظيم خلقه الله إظهارًا لعظيم قدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته، لأن المكان من صفات الخلق والله سبحانه تنزه عن المكان والزمان...ولذلك دائما ما يصف رب العزه نفسه برب العرش...لأن العرش أعظم من المخلوقات جميعا...والمهم أن ندرك أن اللفظ الوحيد الذى يمكن أن يستخدمه الله عن العرش بعد توضيحه لخلق العرش..هو لفظ الأستواء..ليوضح هيمنته على العرش
ومن المهم أن نعلم أنه حين وصف الله الكرسى قال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255[
فما معنى أن يسع كرسيه السموات والأرض...هل هو كرسى كالكرسى الذى نعلمه...أم هو كما بقول المفسرين أن الكرسي موضع القدمين ....فكيف يسع السموات والأرض...ما يكننا ان نقوله أنه شىء فى علم الله...وعلمنا به هو ما يفيض به الله علينا من العلم على قدرة عقولنا...توضيحا لعظمته وهيمنته
رابعا
فى قوله تعالى((و الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم)) 76/ غافر.
ما المعنى من حمل العرش؟...السؤال فى حد ذاته رجم بالغيب...من الذى أعلمك مواصفات العرش لتعلمى هل هو بحاجه الى ملائكه يحملونه أو لا... لا يمكنك أن ترجمى بالغيب لتحددى الظروف التى عليها العرش....لتعلمى عدم حاجته الا ملائكه يحملونه أم لا....ولتسألى عن الجاذبيه...وعن وجودها...الارض تسبح فى الفضاء ولولا جاذبية الشمس لضاعت فى الفضاء...ولولا حفظ الله للعرش لضاع ...أنها حكمة الله خلق العرش وخلق من يحملونه... خلق الرأس والجسد يحملها...خلق الجبال والأرض تحملها...أنها الكيفيه التى خلقت عليها نواميس الكون
خامسا
ان الله خلق العرش
أى انه كان موجودا قبل خلق العرش
وموجود قبل خلق الملائكه
أى انه لا يحتاج لعرش يستوى عليه
ولا لملائكة تحمل العرش
ولكن العرش يحتاجه كى يبقى هذا العرش
والملائكه تحتاجه كى تحيا به
سادسا
الغاية من أخبار الله لنا عن العرش
ان الله لم يحاكى حاكما فى عرشه ..ليصنع مثل عرشه...أن الله هو الذى خلق من عدم...أبدع العرش لحكمة تصل الى الافهام وكما قلنا قبل ذلك أنه هبوط بخطابه الى مستوى عقولنا...لتصل لنا رسالته...والرساله الواضحه هو أن الله أراد أن يشعرنا أنه يملك المكان كما ملك الزمان...فكيف لك أن تتخيل الجنه والنار ورفقة الحليم العفار بدون أن يعلمك أنه يملك المكان...اذا وصف لك الله نفسه على أنه ليس له مكان أو عرش....ستتعذب حين محاولتك تخيل الحساب والثواب....وأذا وصف الله لك أن العرش يضمه والكرسى يحمله...ستجد صعوبه لفهم علم الله ببواطن الامور ورؤيته لمداخل النفس فكما يقول قى محكم أياته فى سورة سبأ((يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3))) فعندما تقرأ الايات وتتسائل كيف يعلم الله كل صغيرة وكبيره وتتسائل كيف يعلمها الله ... وتتسائل أيضا كيف يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور...وتتسائل كيف يكون الله أقرب ألينا من حبل الوريد...يأتيك الجواب بأن الله ليس كمثله شىء...أنه العليم الحفيظ
ان الاسلام أبتعد فى نظرته لله عن التجريد الافلاطونى والرسطى المحض...وأبتعد عن ضلالات النصرانيه واليهوديه فى التجسيد الالاهى...أنه الاله القادرالعظيم ...نعرفه بأياته فى السموات والأرض ليس سواها ...واذا كان عقلنا عاجز عن أدراك بعض أيات الكون...فكيف بخالق الكون...العقل عاجز عن أدراك أتساع الكون ....فكيف بمبدعه من عدم.
سابعا
يحذرنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قائلا: (تفكروا في خلق الله و لا تفكروا في الله فاِنكم لن تقدروا قدرة) فالله عندما يصف نفسه فى القرأن يهبط الى مستوى فهم البشر...وأنت حينما تقول لحمارك صه...هل هذا غاية معرفتك بالعربيه...لا...أنك حاولت فقط أن تهبط لمستوى فهم الحمار...أسف على التشبيه
ان كان الجواب بلا
فاعلم أن الله له دائما حكمه عظيمه فى كل قول يقوله...وفعل يفعله...ولا يمكننا أنكار العرش لمجرد أنه لا يعجبك وجود العرش...فالله خلق العرش....وهو غنى عنه.. لسبب بسيط..أن الله خلق العرش ...أى انه كان موجودا قبل خلق العرش....وموجود قبل خلق الملائكه....أى انه لا يحتاج لعرش يستوى عليه...ولا لملائكة تحمل العرش
ولكن العرش يحتاجه كى يبقى هذا العرش...والملائكه تحتاجه كى تحيا به
وقد لا يحتاج الرجل الموسر أن يبنى قصر كبيراا...أن كان هولديه بيته ومكانه وهو غنى عنه...ولكنه بناه انفاقا لماله المكتنز...وأظهارا لغناه...والله يظهر لنا قدرته بخلق العرش...وزين هذا العرش بما يظهر عظيم قدرته ...وجعل الملائكه حملة للعرش.... وحمل هو العرش والملائكه والسموات والارض
ويؤيد قانون الجاذبية هذا وأثره في تماسك الاكوان قوله تعالى في سورة فاطر آية - 41:(إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا) وتدل هذه الآية على أن الله سبحانه هو الذى يمنع اختلال نظام السموات
وقال تعالى في سورة الرعد آية - 2:(الله الذى رفع السموات والارض بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش، وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون).
السؤال السادس
هل تؤمن بالروح والجن؟
ان كان الجواب بلا
فانظر...وسأنقل أليك كلمات جيده قرأتها من أحد المواقع...
ورابطه http://www.haridy.com/cms2/content/view/55/9/
العالم اللي خلقه الله سبحانه و تعالى ينقسم الى قسمين..
-عالم غيبي
- وعالم مشهود .
العالم المشهود هو ما نحسه بحواسنا..كعالم المرئيات.. و المسموعات.. و المشمومات.. و كل شئ نقدر نوصل له بالحواس الخمس هو عالم مشهود..
لكن.. هناك عالم أخر.. مانقدرش نحسه بالحواس الخمسة مباشرة.. لكننا نقدر نحس بآثاره.. زي ايه؟.
• الكهرباء : هل تقدر تشوفها بعينك؟.. ماتقدرش.. طب بنعرف ازاي ان فيه كهربا؟..بتشوفها ماشية في السلوك؟.. لأ.. باعرف ان فيه كهربا .. لما اشوف مثلا المروحة بتلف.. و لما اشوف اللمبة منورة اعرف ان واصلها كهربا.. حرارة الدفاية . بتعرفني ان واصلها كهربا.. صوت الراديو.. صورة التلفزيون..
الكهرباء بيظهر أثرها في صورة صوت أو حرارة أو صورة أو حركة أو حتى تبريد..
يبقى الكهرباء ذاتها.. مانقدرش نحسها بحواسنا.. لكن نقدر نحس بآثارها.. و مادمنا حسينا بآثارها.. فاحنا حكمنا ان الكهربا موجودة..
مثال تاني.. قدامي حتتين حديد.. نفس الشكل و الحجم و الوزن بالظبط.. هل أقدر أفرق بينهم بعيني؟.. لأ الإتنين زي بعض بالظبط.. طيب لو قربت مسمار صغير لكل واحدة منهم.. و لقيت واحدة فيهم بتشد المسمار.. بتجذبه.. استنتج ايه؟..
فيه واحدة منهم مشحونة بقوة مغناطيسية.. مغناطيس..
هل انا شايف القوة المغناطيسية دي؟.. هل انا سامعها؟؟ شاممها.. حاسسها؟؟
لأ.. لكن انا شايف قطعة الحديد بتشد المسمار قدامي.. يبقى استنتج من ده ايه؟.. انها مشحونة بقوة مغناطيسية.. طيب يعني استنتاج بنسبة كم % ؟..
100% قطعا فيها قوة مغناطيسية..
أهو ده عالم غاب عننا.. عالم غيب.. و لكننا تأكدنا من وجوده بايه؟.. بآثاره..
يبقى العالم.. عالم مشهود.. و عالم غيبي.. ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود.. بل يمكن حتى يكون أقوى.. و أكثر وجودا..
الحيوانات بتتعامل مع العالم المشهود.. لكن الإنسان.. ربنا اداله العقل و الإدراك اللي يخليه يقدر يتعامل مع العالم الغيبي..
فيقول ربنا عز وجل في كتابه العزيز :
بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )3)
- )سورة البقرة(
يعني يؤمنون ايمانا يقينيا بالله.. و هم لم يروه.. و لكن استدلوا عليه من آثاره الظاهرة في الكون..
فالماء يدل على الغدير والأقدام تدل على المسير أفسماءٌ ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير !
ده اسمه.. "علم اليقين".. علم استدلالي.. اني أشوف الأثر . اقوم استدل على المؤثر من الأثر.. ليه يقين؟..
انا لما اشوف مروحة بتلف.. ده يقنعني بان فيه كهربا بنسبة كم %؟؟ 100%.. يقين قطعي مع اني.. ماشفتش الكهرباء..
فإذا كنت أحكم يقينا بوجود الكهرباء و لم أرها.. و أحكم يقينا بوجود القوة المغناطيسية و انا مش شايفها..
يبقى أولى بذلك.. الروح.. هل نرى الروح؟..
يعني لو واحد مثلا وزنه 80 كيلو. مات.. خرجت الروح من الجسد.. وزنه بيبقى كم بعدها؟.. 80 كيلو.. مانقصش.. الله.. غريبة!!!
بس ده كان بيشوف بعينيه.. و بيسمع بودانه.. و بيتحرك.. و بيتكلم.. و يفكر.. و يفرح ، ويغضب ، و كان يقعد معاك يشكيلك همومه.. و تسأله يرد عليك.. يحكيلك عن آماله. يحكيلك عن أحلامه.. كان بيحلم كمان..
و فجأة.. بقى جثة.. لا بيتحرك.. ولا بيتكلم.. ولا يرضى.. ولا يتألم..
ايه اللي جد عليه؟.. نقص ايه؟.. كان شغال بالكهربا؟؟
لأ.. هي الروح..
حد يقدر ينكر وجود الروح؟.. لو أنكرنا وجود الروح.. يبقى بننكر نفسنا.. بننكر وجودنا..
يعني الروح موجودة يقينا .. بالرغم اننا لا بنشوفها. ولا بنسمعها.. ولا بنشمها..
يبقى العالم الغيبي اللي مانقدرش نشوفه او نحسه موجود قطعا وجود حقيقي.. و أوله.. الروح..
يبقى العالم.. عالم مشهود ندركه بالحواس.. و عالم غيبي ندركه بالعقول..
طيب.. هو الله سبحانه و تعالى .. غيب والا شهادة؟..
غيب.. و لكن نؤمن به ايمان يقيني.. ايمان تحقيقي.. مما نرى في الكون من دلائل صنعته يكفي لأن نصل الى درجة من الإيمان اليقيني بالله سبحانه و تعالى ..
يبقى اذا كان الروح.. و الكهربا.. و المغناطيسية و غيرها و غيرها.. أشياء يستحيل علينا رؤيتها أو الإحساس بها مباشرة.. و بالرغم من ده.. موقنين تماما بوجودها.. من آثارها ..
فما بالك بوجود الله عز و جل.. هل بنشوفه؟.. لأ.. طيب فين الدلائل على وجوده؟..
الكون كله دليل على وجود الله...
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فالمؤمن القوي يرى الله في كل شيء بالفواكه وفي كأس الماء وفي العصفور ، و في حبة العنب وفي جسمه وسمعه ، وفي بصره وفي القمر ، و النجوم ، وفي السماوات ، و الأمطار ، و الجبال ، و الصحارى ، و السهول ، مطرح ما تقع عينيه.. يرى الله .. يرى جميل صنع الله.. يشوف الحاجة.. و يتفكر.. يا ترى.. مين صممها؟.. مين كونها؟.. مين خلقها؟.. مين صورها؟.. يفكر.. و يفكر..و يفكر..و ينتهي به التفكير.. الى الله ..
الآيات حوالينا كتير.. و لكن الإنسان أحيانا بيتعامى عن هذه الآيات..
مثلا.. ايه رأيك في معدن الرصاص؟.. تعرف الرصاص؟.. استخدمته قبل كده؟.. فيه ناس اللي غاويين صيد.. بيتقل بيه الصنارة.. معدن رخيص.. مش كده؟.. مالوش قيمة يعني؟.. تخيل انه نعمة..
تعرف ان الرصاص بيدوب أو بينصهر في درجة 100.. يعني درجة غليان الماء.. يعني ممكن تسيحه على البوتاجاز عادي.. هل تقدر تعمل كده مع الحديد؟..
عندك فكرة لو عندنا سور أسمنت.. و عاوز تحط عليه من فوق سور حديد.. .. عارف بيتثبت ازاي؟..
بيصبوا الرصاص في حفرة في السور..و يحطوا فيها وتد الحديد.. و بعد ما يبرد الرصاص.. مستحيل انك تشيل الحديد من السور .. الا بمنشار ؟
تعرف ليه؟.. تعرف ليه الرصاص بالذات بيستخدم في حشو الأسنان؟..
احنا خدنا في العلوم في المدرسة ان المواد.. تتمدد بالحرارة.. و تنكمش بالبرودة .. مش كده؟.. تعرف ان الرصاص بيعمل العكس؟..
سبحان الله.. لما بيبرد.. بيتمدد.. عشان كده استخدمناه في تثبيت الحديد في السور.. لأنه لما بيبرد.. بيتمدد.. فيقوم يدخل في المسام الصغيرة اللي في السور الأسمنت.. فيمسك فيه..
و عشان كده بيستخدم في حشو الأسنان.. عشان لما بيتحط في الحفرة اللي في السنة و يبرد بيتمدد.. فيقوم يمسك في السنة من جوة.. مايقعش..
شفت حكمة الله سبحانه و تعالى.. ألا يدل تكامل الكون ده على وجود الله؟..
مثل تاني.. يعرفه المهندسين كويس..
كل مادة في الدنيا ليها عامل تمدد مختلف عن التانية.. يعني لما بتسخن بتتمد. و لكن كل مادة بتتمدد بمقدار مختلف..
و سبحان الله.. عامل تمدد الحديد مساوي تماما لعامل تمدد الأسمنت.. طب و ايه يعني يا دكتور؟?
تعرف لو الحديد و الأسمنت كل واحد بيتمدد بقدر مختلف.. لو الحديد مثلا بيتمدد بقدر أكبر من الأسمنت في نفس درجة الحرارة.. ماكنتش تلاقي مبنى في الدنيا واقف على بعضه ? .. لأن الحديد و الأسمنت هايفكوا من بعض .. مش هايلحموا سوا..
غير كده كمان.. الحديد له قوة تماسك.. مابيفرطش من بعضه يعني.. قوة التماسك دي اسمها متانة..
و الأسمنت له قوة دفع.. يعني له "قساوة".. فالحديد لما تضغط عليه بشدة.. بيستطرق معاك.. لكن لما تشد.. يتحمل قوة الشد مايتكسرش..
و الأسمنت لما تضغط عليه بشدة يستحمل قوة الضغط.. ما يتستطرقش..
فبقى عندنا الإتنين سوا بيكملوا بعض.. الحديد يستحمل الشد. و الأسمنت يستحمل الضغط.. عشان كده اسمه "أسمنت مسلح"..
سبحان الله.. مين اللي ادى المواد دي التماسك و التكامل ده بحيث يعملوا سوا على أحسن قدر؟.. هل الإنسان له يد في ده؟.. لا.. بل هو الله..
و ده الفرق بين المؤمن.. و غير المؤمن.. المؤمن يرى و يشعر بما لا يراه ولا يشعر به الملحد.. لأن المؤمن يرى الله في كل شئ..
طيب. طبيعي نؤمن بالله بالرغم من انه غيب لأننا شفنا قدرة الله في الكون.. فاستدلينا من آثار هذه القدرة على وجود الله..
طيب.. الإيمان بالملائكة.. و الجنة و النار و اليوم الآخر.. ازاي نؤمن بالحاجات دي و احنا حتى مش شايفين آثارها.. حد يقدر يستدل بأي طريقة عملية على وجود الملائكة؟؟؟
هنا بقى نعرف ان الإيمان ينقسم الى قسمين..
ايمان تحقيقي.. و ايمان تصديقي..
انا استدليت على وجود الله سبحانه و تعالى من آثار قدرته.. مش كده؟؟.. يعني انا وصلت فعلا اهو لإني مؤمن و موقن بوجود الله..
ده ايمان تحقيقي.. طيب ايه الإيمان التصديقي بقى؟..
اني مادمت مؤمن بالله.. يبقى أنا أصدق قول الله سبحانه و تعالى.. أؤمن به يقينا حتى لو لم أره أو استدل عليه.. لأن انا عندي الخبر الصادق من الله سبحانه و تعالى
يبقى احنا اتفقنا ان فيه أمورنقدر نحسها بحواسنا مباشرة.. و هي عالم الشهادة..
و هناك أمور غيبية نستدل عليها بعقولنا من آثارها.. زي الكهربا .. و المغناطيسية.. و الروح.. و الله سبحانه و تعالى..
و فيه أمور ولا نقدر نحسها مباشرة. ولا ليها آثار ملموسة ممكن تستدل بهذه الآثار على هذه الأشياء.
و قلنا دي بنستدل عليها ازاي؟.. فقط بالخبر الصادق من الله سبحانه و تعالى.. فإذا آمنت بالله عز و جل إيمانا صحيحا.. و ربنا أخبرنا عن الجنة.. و النار.. و الملائكة.. و الجن.. و الشياطين.. نصدق بذلك و نؤمن بهذه الأشياء حسبما أخبرنا الله تعالى..
يعني هناك أشياء موجودة بذاتها وهناك أشياء آثارها موجودة وهناك أشياء لا ذاتها ولا آثارها موجودة وهذه الأشياء تعرفها بالخبر الصادق .
* فالوحي : هو الطريق الوحيدة لتعريفنا بحقائق الأشياء الداخلة في عالم الغيب ...
طيب.. هل ممكن الغيب يتحول الى شهادة؟..
الآن هناك أشياء يجب أن لا نتفاجأ بها لأن في عالم الغيب أيضاً قسمين:
- قسم استأثر الله بعلمه ،
- وقسم ممكن أن ينتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة .
فمن منا يعرف وجه القمر الآخر ، فلما وصل العلماء إلى سطح القمر ، و هبطت المركبة على الوجه الآخر والتقطت صوراً له فهذا المكان انتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة وهناك أشياء كثيرة تنتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة حسب الاكتشافات العلمية والتقدم العلمي وهذا لا يمنع أن نفاجأ بكشف من قبل من عالم الغيب فأصبح الآن في عالم الشهود قال الله تعالى :
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)" سورة الحشر
وقال أيضاً :
"اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)" الرعد
يبقى العالم الغيبي.. بعضه ممكن يصبح شهادة.. و بعضه استأثر الله بعلمه.. و هو ماسيكون.. لا أحد يعلم المستقبل اطلاقا الا الله سبحانه و تعالى.. غيب المستقبل لا يمكن أن يصبح شهادة أبدا.. ولايُطلِّع عليه أحداً إلامن اختارهم من بعض أنبيائه
"قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)" النمل
عشان كده من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر لأن الكاهن حشر نفسه في مجال الله سبحانه وتعالى بالذي استأثر به " عالم الغيب " بمعنى ما سيكون وهو لايعلمه إلا الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "
(صحيح مسلم)
السؤال السابع
هل تؤمن بوجود الله؟
كان من المفترض أن يكون هذا هو أول سؤال أسئله
ولكن لحكمه جعلته أخر سؤال
حتى أغلق بابا واسعا أمام أى ملحد
حتى لا يأتى ملحد بعد كل ما قلت ليقول أنه لايؤمن أساسا بوجود أله
وقد قرأت كلاما جميلا عن أيات الله فى الكون وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ
منقوله من موقع
http://www.haridy.com
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري، و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي
اللهم لا علم لنا الا ماعلمتنا.. اللهم انا نسألك علما نافعا و قلبا خاشعا.. و جسدا على البلاء صابرا
اللهم أجر الحق على ألسنتنا.. اللهم أيدنا بالحق و أيد الحق بنا..
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا أن هديتنا و ما كنا لنهتدي لولا أن هديتنا..
لماذا خلقنا..
السؤال الأزلي..
خلقنا.. لنعرف الله.. و نعبده حق عبادته.. هو ينفع أعبد الله و انا ما اعرفوش؟..
لازم اعرفه كويس جدا..
ناس كتير قلقانة و بتسأل... انا بالتزم.. و بارجع اعصى تاني.. و التزم و ارجع اعصى تاني.. أو مش قادر اني اواظب على الصلاة.. أو باصلي.. بس قلقان.. و مش سعيد.. و مكتئب. بالرغم من اني باذكر الله.. هو مش القلوب بتطمئن بذكر الله؟.. طب ليه أنا قلبي مابيطمئنش بذكر الله؟..
اقولك .. اقرا الاية كويس..
"الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) " الرعد
مين اللي تطمئن قلوبهم بذكر الله؟.. الذين آمنوا..
آمنوا.. عرفوا الله حق معرفته..
قصدك يعني انى ما اعرفش ربنا؟.. ازاي يا عم مانا مسلم و موحد.. حتى اهه.. لااااا اله الا الله.. من قلبي والله..
يا سيدي ماحدش قال حاجة.. بارك الله فيك..و ثبتك..
و لكن مش دي المعرفة اللي الآية بتتكلم عليها..
المعرفة المقصودة هي انك تعرف الله و تحبه و تتعلق بيه وحده..
تحب اثبت لك انك ماتعرفوش كويس؟..
لو حد طلب منك تتكلم لمدة ساعة عن الله و عن أسماءه الحسنى و معانيها.. تقدر؟ غممزة
طيب هو اللي بيحب حد.. مش يعرف أحب أسمائه اليه؟..
شفت بقى؟.. ماهو لو فعلا تعرفه.. ماكنتش تقدر ماتحبوش.. ماكنتش تقدر ماتتعلقش بيه..
يوم ماتحبه.. ساعتها فعلا.. يطمئن قلبك لذكره.. لأنك بتفتكر انه دايما .. جنبك..
طيب يا سيدي عرفنا..
ازاي بقى.. ازاي أعرف ربنا.. ازاي اعرف الله؟..
بالعقيدة.. اني أعرف عقيدة .. اتعلم عقيدتي صح..
العقيدة أصل من أصول الإسلام.. أصل.. تخيل ان الفقه مثلا فرع؟.. يعني العقيدة أهم من الفقه.. ليه؟..
علم النفس الحديث.. بيقول ان شخصية الإنسان عبارة عن مجموعة عادات..
و ان العادات بتنشأ من أفكار الشخص و قناعاته.. يعني أفكارك و قناعاتك هي اللي بتتحكم في عاداتك و تصرفاتك.. يوم ماتكون القناعات و الأفكار دي صحيحة.. تصرفاتك تبقى صحيحة.. أوتوماتيك.. عشان كده العقيدة مهمة..
إذا صحت العقيدة.. صح العمل كله.. و إذا فسدت العقيدة.. فسد سائر العمل..
ازاي برضه؟..
مثلا..
فإذا اعتقدت مثلاً أن الله تعالى قبض قبضة وقال هذه إلى الجنة ولا أبالي وقبض قبضة وقال هــذه إلـى النار ولا أبالي والقضية انتهت ، هذه العقيدة تثبط همة المؤمن ..ً.
عشان كده.. هانبدأ مع بعض.. سلسلة لقاءات في العقيدة.. نتعلم سوا.. ازاي نعرف ربنا..
بداية.. عشان أعرف ربنا.. محتاج أعرف نفسي الأول.. فمن عرف نفسه.. عرف ربه..
ايه هي النفس؟
النفس هي ذات الإنسان ......
تعالى كده نتأمل الإنسان ده.. الإنسان ده كائن عجيب.. مخلوق من نوع خاص.. vip.. الكون كله بسمواته بأراضيه مسخر للإنسان..
يا ترى ايه أعز و أغلى عند الله.. الإنسان؟.. والا الكون بأجمعه؟..
الإنسان طبعا.. لأن ربنا سخر له كل الكون.. و طبعا المُسخر لَه أكرم من المُسَخَر
فيقول الله تعالى عن الإنسان:
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)" الإسراء
وأيضاً :
" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72)" الأحزاب
الإنسان اللي ربنا كرمه ده.. اداله وسائل للتكريم..
و منها "الإدراك".. ربا كرمه بالإدراك..
الإنسان له قوة ادراكية.. الحيطة و المكتب و الأشجار.. دي مخلوقات لا تدرك.. فربنا فضل الإنسان على سائر المخلوقات بالإدراك..
مثلا.. القرد.. ايه الفرق بين الإنسان و القرد ؟.. غير الديل طبعا :هع:
مجتمع القرود من يوم ماربنا خلقهم و هما قرود.. هل تطورت حياتهم؟.. تطور بمعنى ان بقى لهم مجتمعات و مؤسسات اجتماعية .. هل سكنوا في بيوت؟.. هل اخترعوا اجهزة؟...
القرد هو القرد من يوم ماربنا خلقه.. لأن فيه فرق بينه و بين الإنسان.. الإدراك..
الإدراك.. هو انسانية الإنسان.. من غير ادراك.. يوم مايتعطل الإدراك.. خلاص.. مابقاش انسان.. بقى زيه زي الحيوان بالظبط..
طيب هو الإدراك ممكن يتعطل فعلا؟.. ايوة..
الإدراك فيه مشكلة.. انه عالة.. مايقدرش يشتغل لوحده.. الإدراك عالة على المحيط الخارجي و المحيط الداخلي.. بمعنى ان الإدراك من غير محيط خارجي أو محيط داخلي.. مالوش لازمة.. خلاص وظيفته اتعطلت..
طيب ايه هو المحيط الخارجي و المحيط الداخلي و الكلام الكبير قوي ده ؟رغااي
المحيط الخارجي هو العالم من حواليك.. ربنا عمل للبني آدم شبابيك.. أو أبواب.. يطل منها على العالم من حواليه..
ايه هي الأبواب دي؟.. البصر.. و الشم و السمع و الذوق و الإحساس بالحرارة والبرودة وكمان الضغط وكل الأعصاب والحواس هي أبواب القوة الإدراكية على العالم الخارجي ،
و لو تخيلنا ان انسان ربنا اداله كل الذكاء اللي في الدنيا.. ذكاء البشر كلهم.. لكنه كان كفيف.. مابيشوفش.. يا ترى يقدر يعرف اللون الأحمر؟.. و ايه الفرق بينه و بين اللون الأخضر؟.. و يا ترى يعرف ايه الأجمل؟.. اللون الأزرق والا البنفسجي؟. طبعا لأ
تلاقي ان كلمات زي أحمـر - وأخضـر - وأزرق - وبنفسـجي ، وأبيـض وغيـره من الكلمات دي ،
مالهاش عنده أي معنى.. لأن الباب مقفول.. باب البصر مقفول.. و قوة إدراك الألوان محتاجة الباب ده يكون مفتوح..
و كذلك لو سألت واحد اصم مابيسمعش.. يا ترى صوت البلبل أجمل والا صوت الغراب؟.. يقدر يجاوب؟.. ابدا..
مهما كان متميزاً بالذكاء والنـوافذ المطلة على العالم الخارجي مغلقة فـالإدراك منعـدم .
عشان كده يقول الله تعالى :
" وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171)" البقرة
لا يعقلون.. لأن الإدراك محتاج سمع و بصر و نطق.. و لما يكون الواحد أصم و أبكم و أعمى.. فهو لا يعقل.. عشان كده دايما تلاقي الآيات تربط بين انعدام الحواس و انعدام العقل.. :nothere:
" إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) " الأنفال
طيب.. عرفنا ان ربنا كرمنا بالإدراك.. و أنعم علينا بالأبواب اللي تخلي الإدراك ده يشتغل ..
طيب هل الأبواب دي أو الحواس دي مالهاش حدود؟..
يقول الله تعالى :
" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)" القمر
الحواس دي ربنا خلقها بقدر.. بحدود.. ازاي يعني؟..
دلوقت انت لما بتيجي تشرب كباية مية.. قبل ماتشربها.. بص فيها.. شايف ايه؟.. صافية و زي الفل اهو
طيب لو خدنا نقطة من نفس المية دي و حطيناها تحت الميكروسكوب.. بص عليها تاني.. شايف ايه؟ يا خبر .. آلاف و مئات الإلوف من الجراثيم والبكتريات والـعصيات ، انت لو مسكت كل كباية مية قبل ماتشربها و فحصتها تحت الميكروسكوب.. مش هاتشرب مية في حياتك خالص..
تستنتج ايه من ده؟.. ان قدرة الإبصار محدودة.. انت تقدر تشوف الأشياء على بعد 100 متر أو 200 متر على الأكتر.. و بعد كده ماتقدرش تشوف حاجة..
و دكتور العيون لما بتروحله بيقيس حدود القدرة دي.. بيحط لك اللوحة بينك و بينها حوالي 5 متر او اكتر فتشوف الفتحات اللي في الدوائر الكبيرة.. و كل ما صغرت الدوائر بقى أصعب عليك انك تشوف الفتحات. لغاية ما ماتقدرش تميزها خالص..
اذن قدرة البصر.. ليها حدود .. هل ده عيب؟.. هل ده نقص؟؟.. لا والله تخيل ان دي نعمة؟..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
نعمة لأن اللي حط الحدود دي هوالله العزيز، العليم، الخبير، البصير ، الحكيم ..
تخيل معايا كده لو زادت قوة الإبصار كده ايه اللي ممكن يحصل؟
كان حد طاق يبص في وش حد؟ ببخخ
انت عارف.. لو جيت تبص على يعني أنعم منطقة في الجلد تحت الميكروسكوب هتشوف ايه؟.. جبااال و وديان .. منظر لا يطاق
يعني ماكانش حد حب حد.. ولا طاق يبص في وش حد.. و لفقد من الحياة معنى الجمال.. مافيش جمال.. لأنك شايف كل حاجة على حقيقتها..
شفت ازاي ان قوة الابصار المحدودة تعتبر نعمة من نعم الله عز وجل .
تعرف ان الهوا مليان صور؟.. شايفها؟.. مش مصدقني؟.. امال الصورة اللي بيلقطها التلفزيون دي بتيجي منين؟.. مش كانت موجات في الهوا؟.. تخيل انك تقدر تشوف الصور دي.. كان ايه اللي يحصل؟..
الهوا مليان بالأصوات؟.. بتقدر تسمعها؟.. اذاعات العالم كله عبارة عن موجات في الهوا.. الراديو بيلقطها. و ودنك اللي ربنا خلقهالك ماتقدرش.. تخيل لو كان السمع غير محدود و كنت تقدر تسمع الموجات دي في الهوا.. كان يحصل ايه؟.. كنا نتجنن.. تخيل انك سامع اذاعات العالم كلها في نفس الوقت..
نعمة من الله سبحانه و تعالى..
نعمة ان الحواس محدودة.. تخيل لو حاسة السمع بس مالهاش حدود.. تخيل انت قاعد في بيتك و سامع صوت خناقة في الصين.. و صوت كل موتور عربية في أمريكا.. و صوت شلالات نياجرا في كندا و و و .. تخيل انك سامع كل الأصوات اللي على الكرة الأرضية من شمالها لجنوبها لشرقها لغربها في نفس الوقت؟.. كانت الحياة تبقى مستحيلة..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ .
ربنا سبحانه و تعالى خلق الموجات الصوتية بتضعف و تتلاشى بعد مسافة معينة.. زي لما ترمي طوبة في المية في بحيرة مثلا أو في النيل.. بيحصل ايه؟.. بتلاقي موجات صغيرة في صورة دواير.. بتطلع و تكبر لغاية ماتختفي و مركزها مطرح ما الطوبة نزلت.. موجات الصوت ربنا خلقها كده .. تكبر و تتلاشى.. الكلام ده على الأرض.. و سبحان الله.. ربنا برضه خلى نفس الموجة تحافظ على قوتها ولا تتلاشى في الفضاء برة كوكب الأرض..
بدليل انهم بعتوا مركبة فضائية لكوكب المشترى بسرعة 40000 كم في الساعة مشيت 6 سنين لغاية ماوصلت للمشترى.. و أرسلت صور لكوكب الأرض من هناك.. و تخيل ان الموجات المحملة عليها الصور دي فضلت ثابته و سعتها لم تقل لغاية ماوصلت للأرض.. تخيل لو ان الموجات الصوتية على الأرض فضلت محافظة على سعتها و قوتها.. كان يحصل ايه؟..
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
وكذلك الســمع والبصـر والشـم ، فالشـم محـدود أيضـاً فـلو أن الإنسـان يشـم الروائـح الكريـهة لمســـافـات بعيـدة كرائحـة دابـة ميتة فـي بلد آخر فتصبح الحياة في بلدك مستحيلة ولكن حكمة رب العالمين إذا كانت رائحة كريهة على بعد 200 م فإنها تنتهي وتتلاشى ، فـراكب السـيارة قد يشم رائحة كريهة في طريقه ، وبعد لحظات يبتعد عنها وتنتهي الرائحة ،
اذا يبقى احنا اتفقنا ان ربنا كرم الإنسان بالقوة الإدراكية.. و ادى القوة الإدراكية دي الأبواب اللي محتاجاها عشان تشتغل.. اللي هي الحواس.. و من نعم ربنا انه خلى الحواس دي محدودة ..
طيب مادامت الحواس دي محدودة..
هل ننكر الأشياء الغير محسوسة؟.. اللي حواسنا ماتقدرش تدركها؟..
ازاي؟..
مثلا.. فيه أجهزة دلوقت لطرد الحشرات زي الناموس.. و القوارض و الفئران.. الأجهزة دي بتشتغل بانها بتصدر أصوات تزعج الحشرات و الفئران .. لكن مايسمعهاش الإنسان.. فلما تسمعها الحشرات أو الفئران.. تهرب..
هل أقدر انكر ان فيه صوت لأني مش سامعه؟.. طبعا لأ.. انا مش سامعه.. لكن شايف بعيني أثره.. شايف الحشرات و الفئران بتهرب..
يبقى مش معنى اني مش حاسس بالحاجة انه مش موجودة.. أو كما يقول عـلماء التوحيد : " عدم الوجدان لايدل على عدم الوجود " .
حد يقدر ينكر ان فيه قوة جذب بين الأرض و الشمس؟.. هل فيه حد فينا شايف حبل ممدود من الشمس للأرض و ماسكهم ببعض؟.. هل حد فينا شايف حبل متثبت في الأرض و متعلق فيه القمر مثلا . زي البلونة كده ؟واه يابووو
هل معنى اني مش شايفها انها مش موجودة؟.. لأ.. " فعدم الوجدان لايدل على عدم الوجود " حقيقة مسلم بها.
مثال : معلم أراد أن يـبث الإلحـاد فـي طلابه فقال : نحن لم نشاهد الخالق فإذاً هو غير موجود ، فقام طفل وقال لهذا الاستاذ : نحن جميعاً لا نرى عقلك الذي تفكر به إذاً أنت لا عقل لك ،
قياسا على القاعدة دي.. هل احنا بنشوف العقل؟.. لأ.. لكن بنشوف آثاره.. يعني نقول الشخص ده عنده عقل والا لأمن تصرفاته... لكن احنا مش شايفين عقله ذاته..
يعني لو واحد ماشي مثلا في الشارع عريان تماما.. ده.. عنده عقل؟؟
نقول أن لا عقل له..
طيب.. اتكلمنا عن الإدراك و قلنا انه عالة على المحيط الخارجي.. و الداخلي..
اتكلمنا و قلنا انه بيطل عن المحيط الخارجي عن طريق أبواب زي السمع و البصر و الشم.. و الحواس بصفة عامة.. و قلنا ان من نعم الله علينا ان الحواس دي محدودة.. و مش معنى اننا لا نحس بشئ معين انه مش موجود.. و لكن نستدل عليه من آثاره..
طيب.. امال ايه المحيط الداخلي بقى؟.. و علاقته ايه بالإدراك؟..
المحيط الداخلي هو نفسي من جوة.. مشاعري.. الغضب.. الخوف.. الرجاء.. الحزن.. القلق.. الكبر..
المشاعر دي الإنسان بيحسها عن طريق العالم الداخلي.. يعني جواه.. يبقى أكيد فيه نوافذ داخلية.. زي مافيه نوافذ خارجية..
زي البيت مثلا.. البيت بيبقى له نوافذ على الشارع.. و في نفس الوقت.. فيه جواه منور مثلا.. بيبقى فيه نوافذ داخلية على المنور..
طيب ايه هي النوافذ دي.. من أهم النوافذ دي.. الخيال..
ايه هو الخيال؟.. الخيال هو القدرة على التصور.. لما بتقعد كده و تسرح مع نفسك..و تتخيل مثلا انك عايش في قصر.. و القصر ده له جنينة.. فيها اشجار شكلها عامل مش عارف ازاي.. و الورد الوانه مش عارف مالها.. و فيه حمام سباحة و و و.. هل دي حقيقة؟.. لأن دي مجرد صورة جواك.. خيال.. صورة انت ماعندكش حاجة منها في الواقع..
طيب هل خيال الإنسان غير محدود؟.. والا برضه له حدود زي الحواس الأخرى؟..
ايه رأيك؟؟
طب تعالى نجرب.. لو قلت لك عاوزك تتخيل بيت.. هاتتخيل ايه؟..
4 حيطان.. و سقف.. أرض.. هل ممكن تتخيل حاجة تانية؟
طيب لو قلت لك عاوزك تتخيل لي عروسة البحر مثلا.. هاتتخيل ايه؟.. ايه اللي هييجي في بالك؟..هاتتخيل كائن نصه واحدة ست.. و نصه ديل سمكة..
في المثال الأول.. انت تخيلت شئ موجود.. البيت دي حاجة موجودة و كلنا شفناها..
طيب.. عروسة البحر موجودة؟.. حد شافها؟.. امال تخيلناها ازاي؟..
لأ استنى.. ماهو تعالى شوف انت تخيلت ايه؟.. تخيلت كائن نصه واحدة ست و نصه ديل سمكة.. المرأة.. موجودة.. و شفتها.. و عارف شكلها.. و السمكة .. موجودة و شفتها و عارف شكلها.. كل اللي حصل انك ركبت صورة على صورة.. فطلعت بعروسة البحر.. لكن ماجبتش حاجة من فراغ رععب
يعني الخيال البشري لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يخلق شئ من لا شئ..
يعني أقصى مايمكنك أن تتخيله عن أشجار الجنة مثلا.. شجر التفاح مثلا.. شجرة.. و متعلق بدل التفاح قزايز عصير تفاح مثلا ..
الشجر موجود و شفناه.. و القزايز موجودة و شفناها..
دايما الخيال مرتبط بالواقع.. و بمدى خبرة الإنسان.. يعني مثلا.. أيام سيدنا نوح مثلا.. هل كان فيه حاجة اسمها خيال علمي؟ هل كان ممكن انسان يتخيل ان فيه حياة على الكواكب الأخرى و يتخيل المخلوقات هناك؟.. ماحصلش ولا سمعنا بأي حاجة من دي..و لكن الخيال العلمي و هو صورة متقدمة من الخيال.. ظهرت مع تطور الإنسان و تطور خبراته و تطلعه الى غزو الفضاء..
و حتى مع الخيال العلمي.. حاول تتخيل لي كده كائن من كوكب تاني؟.. ارسم الصورة في خيالك كده؟..:alien2:
هل هاتقدر تتخيل واحد من غير ايدين و رجلين و راس؟..
طب ليه الكائنات الفضائية ان وجدت ماتكونش أحادية الخلية؟.. زي الأميبا مثلا؟
حتى الأميبا شفناها و عارفين شكلها.. لكن مش قادرين نتصور ده..
و هنا نطلع بنقطة مهمة..
اذا كنت مش قادر تطلع بصورة خيالية من لا شئ.. هل ممكن الإنسان يتخيل الجنة و هو لم يرها؟.. استحالة.. الخوض في الغيبيات ليس من العقل بتاتا..
عشان كده عندما تحدث الحبيب في الحديث القدسي عن الله عز وجل
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) "
(صحيح البخاري)
فـالخيال يـجب أن لا يجول في العالم الآخر وذلك لأن الخيال لا يأتي إلا لشيء من شيء أما من الجنة فلانرى منها شيئاً وقد قال العلماء:
" نحن نكتفي بعالم الغيب بالخبر الصادق الذي ورد في كتاب الله "
لا أقل.. ولا أكثر..
طيب اذا كنت عاجز عن تخيل الجنة.. و هي خلق من خلق الله.. فهل تقدر انك تتخيل ذات الله سبحانه و تعالى؟.. استحالة..
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" تفكروا بالمخلوقات ولاتفكروا في الخالق فتهلكوا ".
عقلك.. مربوط بحواسك.. و خيالك مرتبط بالواقع.. و عمرك ماهاتقدر تتخطى الواقع ده ابدا..
يعني خلاصة الكلام بنأكد تاني على نقطة محدودية الحواس.. حتى الخيال. و ان حتى الخيال عندما يعجز عن الوصول لشئ.. فده لا يعني ابدا ان الشئ غير موجود.. و لكن يعني ان العقل اللي ربنا كرمنا بيه له طاقة محدودة.. لحكمة أرادها الله سبحانه و تعالى..
مثلا.. ميزان طاقته 30 كيلو.. جيت حطيت عليه فيل.. هايحصل له ايه؟.. يتدشدش طبعا..
طيب هل ده معناه ان الميزان وحش؟.. مش كويس؟..
لأ الميزان كويس و زي الفل.. لكن آخره 30 كيلو و انت حطيت عليه فيل.. المشكلة في استخدامك انت مش في الميزان..
عقلك هو الميزان.. و ييوم ماتحمله فوق طاقته.. طبيعي انه يفشل..
لأن زي ماقلنا.. العقل مرتبط بالواقع.. و الواقع فيه زمان و مكان. يعني يوم ما اقولك مثلا سمعت عن الحادثة الفلانية؟.. اول سؤال هاييجي في بالك.. امتى.. و فين؟. مش كده؟
هل يقدر عقلك يتصور حدث مالوش زمان ولا مكان؟..
و لكن الله سبحانه و تعالى.. ليس كمثله شئ.. لا يسأل عنه.. أين هو.. لأنه خالق المكان..
ولا يسأل عنه "متى كان".. لأنه خالق الزمان.. فكلمة امتى و فين.. في حق الله سبحانه و تعالى مستحيلة..لأنه خالق الزمان و المكان..
عدد السنين دي من خصائص المخلوقات.. أما الله سبحانه و تعالى فالزمان بالنسبة له "صفر".. لا يقيده زمان ولا مكان..
العقل محدود.. بما علمنا الله عز و جل..
"وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " البقرة 255
ويقول الإمام الشافعي : " إن للعقل حداً ينتهي إليه كما أن للبصر حداً ينتهي إليه "،
ولـذلك فالـكرامـات مـوجـودة ولـكن الـعقل بصددها محدود الزمان والمكان فلا يمكن للعقل إدراكه ولكنه موجود مثلاً . قال الله تعالى في كتابه العزيز:
"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)" النمل
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ، هـذا عـن عـرش بلقيس فكيف يتصور العقل ذلك ، تصور أنك تريد أن تنقله فعلاً فكم تستغرق من الوقت والجهد ومقدار الإمكانيات اللازمة لذلك .
وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ : ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أحـاديثه " إذا ذُكرالقضاء والقدر فأمسكوا "
أي لا تبحثوا كثيراً في ذات الله عـز وجل وبعلمه فهو يعـلم بلا كيف وهذا اختصار للبحث فـي علـم الله الـذي لا يمكـن أن يدركه عقـل ..
عندما يأتي الأمر الى ذات الله سبحانه و تعالى.. دايما حط الآيات دي قدام عينيك.. و احفرها في قلبك.. عيشها و استشعر معانيها..
"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) "
لله فى الافاق ايات لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما فى النفس من اياته عجب عجاب لو ترى
عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيرالها
اعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه
ارداك
قل للمريض نجا وعوفى بعد ما عجزت فنون الطب
من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايا يا صحيح
دهاك
قل للبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها ما الذى
اهواك
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى ما الذى
يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة ما الذى
ابكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فسله من ذا بالسموم
حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ
فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد
ما الذى حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث ما الذى
صفاك
وإذا رأيت الحى يخرج من حنا يا ميت فسأله من
احياك
قل للهواء تحسه الأيدى ويخفى عن عيون الناس
من اخفاك
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية من بالجفاف
رماك
وإذا رأيت النبت بالصحراء ينضر وحده فاسأله من
ارباك
وإذا رأيت البدر يسرى نا شرا أنواره فسأله من
اسراك
واسأل شعاع الشمس يدنو وهى أبعد كل شىء ما
الذى ادناك
قل للمرير من الثمار ما الذى بالمر من دون الثمار
غذاك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فسأله من يا نخل
شق نواك
وإذا رأيت النار شب لهيبها فسأل لهيب النار من
اوراك
وإذاترى الجبل الأشم مناطح قمم السحاب فسله من
ارساك
وإذا ترى صخر تفجر بالمياه فسله من بالماء شق
صفاك
وإذا رأيت النهر بالعذب الذلال جرى فسله ما الذى
اجراك
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج طغى فسله ما الذى
اطغاك
وإذا رأيت الليل يغشى دا جيا فسله من يا ليل حاك
دجاك
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا فسله من يا صبح
صاغ ضحاك
ستجيب ما فى الكون من اياته
عجب عجاب لو ترى عيناك
ربى لك الحمد العظيم لذاتك
وليس لواحد إلاك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدرى
له إدراك
إن لم تكن عينى تراك فإننى فى كل شىء
استبين علاك
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى
يا مجرى الأنهار عاذبة المدى
ما خاب يوما من دعى ورجاك
يا أيها الإنسان مهلا من الذى بالله- جل
جلا له-أغراك
وفى النهايه أتمنى من الأخوه فى المنتدى أى تعقيب حتى يعم النفع وليذداد وضوح الرساله
وأتمنى من اى ملحد أن يعرض استفساره بأدب فالمنتدى منتدى للحوار