عابر للآخرة
12-11-2012, 08:50 AM
///
إن من مقوّضات الفكر الالحادي التي تضربه بمقتل هو انعدام المرجعية الاخلاقية الثابته اللازمة لبناء منظومة اخلاق سليمة يخضع لها الجميع وتستمد منها شرعيتها ، وذلك لإفتقادها لأساس مطلق خارج عن مقياس البشر النسبي ترتكز عليه تلك المرجعية والمتمثل بوجود الإله كـ أساس ومعيار مطلق لتلك المرجعية ومشرع لها
فالالحاد بمفهومه وجوهره هو انه لايوجد هناك اله او خالق والبشر ماهم الا نتاج عرضي لسلسلة تفاعلات طبيعية وأطوار متتالية أدت لما نحن عليه الآن كـ بشر نتحلى بقدرات عقلية تفوق كل الكائنات الموجودة المتعارف عليها للآن
وبالتالي ووفقاً للفكر الإلحادي المبنيّ على عدم وجود إله لايوجد مايُلزم الملحد الحقيقي بأيّ منظومة أخلاقية ، وهذا أمر طبيعي ولم يشذ الملحد الحقيقي عنه لانه بالفعل عندما لايوجد إله فمن أين يكتسب البشر اخلاقهم ؟ وماهي المعايير الثابته المطلقة لها ؟! والمرجعية اين ترتكز التي بُنيّت على اساسها الاخلاق!
أولسنا حسب مفهوم الفكر الالحادي المادي مجرد تطورات عمّن سلفنا من الحيوانات ، وهل لدى الحيوانات أي حسّ اخلاقي او معيار اخلاقي وقيمه اخلاقية؟! لاطبعاً فمملكة الحيوان قائمة على شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف لامعايير لااخلاق لاالتزامات لا إدانات
ثم لو اراد بشر ان يشرّع منظومة اخلاق فمالذي يحدد ويسوّغ ويرجح لنا ان منظومة اخلاق فلان افضل من منظومة اخلاق فلان! ومالذي يمنع عدم الالتزام بقيمة معينة او اخلاق معينه لاتحقق مصلحة ذاتية للفرد!
علاوة على تضارب المنظومات الاخلاقية باختلاف المجتمعات ومعاييرها ...مما يضعنا بزاوية حرجة لتعريف مفهوم واضح للاخلاق وتحديد معاييرها
فعندما نرى الفكر الإلحادي يزعم ويدعي انه وجد للإرتقاء بالبشر اكثر من الاديان ، ويحاول ان يسلب من الاديان منظوماتها الاخلاقية المرتكزة على ايمانها المطلق بالإله مصدر كل الاخلاق والمشرّع لها ، ويحاول يقنعنا بوجود منظومة اخلاقية أرقى من منظومة الاديان فهذا امر يدعو للسخرية
فمن اين تلك المنظومة الاخلاقية الالحادية اكتسبت مرجعيتها! فالمرجعية تعتمد على معايير مطلقة تأخذ مطلقيتها من كينونة الإله المطلق الصفات بكل شيء ومصدر الاخلاق وهو المانح والمشرع والمثيب والمعاقب بالضرورة
هنا يزعم دعاة الفكر الالحادي ان مرجعية تلك الاخلاق ترتكز بالانسان ذاته وعقله ، وبالتالي لاتحتاج لكينونة الهية فالانسان هو البداية والنهاية وهو من يحدد المعايير ويصنعها حسب رؤيته واحتياجاته وافكاره وتطورها
وهذا امر يثير السخرية اكثر فأكثر ، فإن اراد الانسان تحديد المعايير فمن أين اتى بالمعايير ومن يُلزمه بها ؟! ومن سيمنعه من الإتيان بعمل يراه هو صحيح او يحقق له مصلحة وفائدة تجعل من عمله مشروع وفق احتياجاته واهوائه سواء أكان عمل شرير أو خيّر
وهل هناك مايُلزم الملحد بأن لايقتل مثلاً إن أراد وكانت لديه الرغبة والدافع والمنفعه؟ لا طبعاً ..فحسب مفهوم وجوهر الفكر الالحادي فالمعيار أصبح الانسان ذاته هو من يحدد معيار افعاله وفق احتياجاته ومصالحه ، وبالتالي فأين محل المعيار الاخلاقي الثابت والالزام به من الاعراب هنا!
من يحدد المعيار النهائي؟ ومن يُلزم الملحد بأي معيار اخلاقي او قيمة اخلاقية ان كان المعيار يرتكز بذاته!
واين محل مبدأ الثواب والعقاب من الاعراب؟ من يثيب ومن يُعاقب إن إنعدمت السلطة والقانون المدني ببيئة الانسان او كان فوق القانون!او معياره النسبي أحلّ له وشرعن لذاته ما ترغبه نفسه دون الالتفات للآخرين
فالاخلاق لكي تكون مُلزمة يجب ان يكون لها مرجعية ثابته والمرجعية تلك يجب ان ترتكز على معايير مطلقة ترتكز على كينونة منفصلة عن البشر وهي مصدرها ومن تشرعنها وتمنحها وتثيب وتعاقب وهو الإله الكامل المطلق الصفات
أما حسب الفكر الالحادي فالإنسان مجرد كائن متطور عن أسلافه ...والاخلاق شيء مستحدث لم توجد بأسلافه ..فمالذي يُلزمه بها او يجعل لها قيمه!
إذن نرى بالنهاية ان الفكر الإلحادي المبني على عدم الإيمان بأيّ كينونة إلهية ...والمنظومة الاخلاقية لا ولن يجتمعان ...
قد يقول قائل ولكن اغلب الملاحدة اخلاقيين ولانرى لهم اي نزعات اجرامية او لااخلاقية ويدعون للأخلاق والرقي بالانسان والمجتمع
أقول له هنا انت إشتبه عليك الامر فأنت تحت حماية والزام القانون المدني ، ولكن ماذا لو كان المكان يفتقد للقانون المدني او كان الملحد فوق القانون ؟!هنا سيأتي قانون الفكر الالحادي ومنظومته الاخلاقية المرتكزة مرجعيتها في ذات الانسان ومعاييره هو التي لايوجد من يلزمه بها الا مصلحته ورغباته حتى لو على حساب الاخرين
ولايوجد لدينا أبلغ من مثال العضو "صلحد" فها هو أمامنا مثال ساطع للملحد الحقيقي الذي لاتحكمه أي مرجعية أخلاقية عندما ترتكز معايير الاخلاق ومرجعيتها في ذات الانسان ورغباته ومصالحه
فإنظروا ماذا فعل الملحد الحقيقي "صلحد" على مستوى عالمه الافتراضي بأصحابه الملاحدة عندما قررت معاييره ان مصلحته تقتضي الهجوم عليهم تحت مظلة مخالفيهم ، قرار معاييره المرتكزة بذاته التي لايحكمها منظومة اخلاقية ذات مرجعية ترتكز بكينونة الله المانحه لتلك الاخلاق وهي مصدرها وتُلزم بها ووجدت لخير البشر اجمع وتُعاقب وتثيب..
قرار الزميل "صلحد" كان مصلحة ذاتية بالدرجة الاولى ويدل على ان الملحد الحقيقي لاقضية له وأن الملاحدة ليسوا على قلب رجل واحد ، وأن مصلحة الملحد الفرد فوق الجميع عكس الاديان المليئه بالقيم والاخلاق التي توحد الجمع وتجعل من معتنقيها قوة ضاربة ويد واحدة وهذا سبب خلود واستمرارية الاديان وصمودها وقوتها وتمكنها من بناء مجتمعات وحضارات..
اما بالالحاد فها هو امامنا ملحد حقيقي وهو العضو " صلحد" أثبت لنا وبجدارة ان الفكر الالحادي فكر خاوي من أي منظومة اخلاقية بجوهره ولايرتكز ولن يرتكز لأي مرجعية اخلاقية لتكوين اي منظومة اخلاقية ، لان المرجعية الاخلاقية تلزم كينونة خارجة عن الانسان ومعاييره النسبية وتلزم معايير مطلقة تحكمها ..وهذا لايتوافر الا بكينونة إلهية فوق البشر متمثلة بـ الله المطلق الصفات ....والملحد لايؤمن بهذا الكيان الإلهي
ولذلك هذا السبب الرئيسي ان الالحاد دوماً وابداً لن تقم له قائمة لانه يعني بإختصار أن مصلحة الفرد فوق مصلحة الجماعة ومعيار مصلحة الفرد مهما كان معوّج وبه خلل فوق معيار مصلحة الجماعة
فالملحد كـ فرد لايمتلك الا حياة واحدة لن تتكرر أتته بشكل إعتباطي ، وهو سيسخرها غالباً لخدمة مصلحته الذاتية بالدرجة الاولى مهما إقتضت مصلحته فعل اعمال دون الالتفات لكونها شريرة او خيّره ، وبناء المجتمعات وإرتقائها لما هو خير للجميع يحتاج التضحية والإيثار وقيّم وأخلاقيات لايصنعها الالحاد
والجماعة المبنية على مصلحة الفرد المتمحوّره حول ذاته على حساب الجمع هي جماعه بائدة لاسائدة
قد يقول قائل ولكن نرى أغلب من يمثلون الالحاد بالعالم الافتراضي لازالوا اوفياء لالحادهم ونراهم متماسكين ويفخرون به ويدعون له حتى لو على إستحياء، اقول هؤلاء لازالت ترسبات الاديان ومنظوماتها الأخلاقية قابعه بوجدانهم ولم تتلاشى وهذا مايجعلهم يدورون حول بعضهم البعض محاكاة لدورانهم حول الكعبة يرتجون راحة نفسية وشفاعة من خلال إقدامهم احياناً وإدبارهم أحايين أخرى
أما " صلحد" فهو ملحد حقيقي كما قدم نفسه لنا وأثبت لنا وقدم براهينه انه ملحد حقيقي من حيث لايشعر معلناً نفسه كـ أول معوّل هدم قادم من قلب الالحاد ذاته لكشف سوءة وعورة الفكر الالحادي بلا جدال
وإستمراريته بإعتناقه واعتزازه بالالحاد بالتوازي مع هجومه على صحبه الملاحدة تحت مظلة مخالفيهم ، تعزز إستمرارية ومتانة هذا البرهان الساطع ان الفكر الالحادي فكر يفتقر لأي منظومة اخلاقية تحكمه ، وان الملحد الحقيقي الذي جسده امامنا العضو "صلحد" هو الملحد الذي لامعايير اخلاقية تحكمه وتلزمه ، بل مايلزمه هو معايير مصلحته الشخصية مهما كان بها من إعوجاج وتحصيل منفعته حتى لو على حساب تدمير المجتمع والافراد
وهذا يثبت ان الفكر الالحادي ودُعاته غير مؤهلين للإرتقاء بالبشرية والمجتمعات بل هو مصدر لتفكك المجتمعات ، لأنه يتمحوّر حول تحقيق اقصى منفعة للفرد ومعياره الذاتي بالدرجة الاولى حتى لو على حساب الإضرار بالجماعه ووحدتها
وهذا هو أول صدع في جسد أيّ مجتمع ينبيء بتفككه وإنحطاطه وإنهياره لامحاله ... لا تماسكه وإرتقائه وبنائه ..!
///
إن من مقوّضات الفكر الالحادي التي تضربه بمقتل هو انعدام المرجعية الاخلاقية الثابته اللازمة لبناء منظومة اخلاق سليمة يخضع لها الجميع وتستمد منها شرعيتها ، وذلك لإفتقادها لأساس مطلق خارج عن مقياس البشر النسبي ترتكز عليه تلك المرجعية والمتمثل بوجود الإله كـ أساس ومعيار مطلق لتلك المرجعية ومشرع لها
فالالحاد بمفهومه وجوهره هو انه لايوجد هناك اله او خالق والبشر ماهم الا نتاج عرضي لسلسلة تفاعلات طبيعية وأطوار متتالية أدت لما نحن عليه الآن كـ بشر نتحلى بقدرات عقلية تفوق كل الكائنات الموجودة المتعارف عليها للآن
وبالتالي ووفقاً للفكر الإلحادي المبنيّ على عدم وجود إله لايوجد مايُلزم الملحد الحقيقي بأيّ منظومة أخلاقية ، وهذا أمر طبيعي ولم يشذ الملحد الحقيقي عنه لانه بالفعل عندما لايوجد إله فمن أين يكتسب البشر اخلاقهم ؟ وماهي المعايير الثابته المطلقة لها ؟! والمرجعية اين ترتكز التي بُنيّت على اساسها الاخلاق!
أولسنا حسب مفهوم الفكر الالحادي المادي مجرد تطورات عمّن سلفنا من الحيوانات ، وهل لدى الحيوانات أي حسّ اخلاقي او معيار اخلاقي وقيمه اخلاقية؟! لاطبعاً فمملكة الحيوان قائمة على شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف لامعايير لااخلاق لاالتزامات لا إدانات
ثم لو اراد بشر ان يشرّع منظومة اخلاق فمالذي يحدد ويسوّغ ويرجح لنا ان منظومة اخلاق فلان افضل من منظومة اخلاق فلان! ومالذي يمنع عدم الالتزام بقيمة معينة او اخلاق معينه لاتحقق مصلحة ذاتية للفرد!
علاوة على تضارب المنظومات الاخلاقية باختلاف المجتمعات ومعاييرها ...مما يضعنا بزاوية حرجة لتعريف مفهوم واضح للاخلاق وتحديد معاييرها
فعندما نرى الفكر الإلحادي يزعم ويدعي انه وجد للإرتقاء بالبشر اكثر من الاديان ، ويحاول ان يسلب من الاديان منظوماتها الاخلاقية المرتكزة على ايمانها المطلق بالإله مصدر كل الاخلاق والمشرّع لها ، ويحاول يقنعنا بوجود منظومة اخلاقية أرقى من منظومة الاديان فهذا امر يدعو للسخرية
فمن اين تلك المنظومة الاخلاقية الالحادية اكتسبت مرجعيتها! فالمرجعية تعتمد على معايير مطلقة تأخذ مطلقيتها من كينونة الإله المطلق الصفات بكل شيء ومصدر الاخلاق وهو المانح والمشرع والمثيب والمعاقب بالضرورة
هنا يزعم دعاة الفكر الالحادي ان مرجعية تلك الاخلاق ترتكز بالانسان ذاته وعقله ، وبالتالي لاتحتاج لكينونة الهية فالانسان هو البداية والنهاية وهو من يحدد المعايير ويصنعها حسب رؤيته واحتياجاته وافكاره وتطورها
وهذا امر يثير السخرية اكثر فأكثر ، فإن اراد الانسان تحديد المعايير فمن أين اتى بالمعايير ومن يُلزمه بها ؟! ومن سيمنعه من الإتيان بعمل يراه هو صحيح او يحقق له مصلحة وفائدة تجعل من عمله مشروع وفق احتياجاته واهوائه سواء أكان عمل شرير أو خيّر
وهل هناك مايُلزم الملحد بأن لايقتل مثلاً إن أراد وكانت لديه الرغبة والدافع والمنفعه؟ لا طبعاً ..فحسب مفهوم وجوهر الفكر الالحادي فالمعيار أصبح الانسان ذاته هو من يحدد معيار افعاله وفق احتياجاته ومصالحه ، وبالتالي فأين محل المعيار الاخلاقي الثابت والالزام به من الاعراب هنا!
من يحدد المعيار النهائي؟ ومن يُلزم الملحد بأي معيار اخلاقي او قيمة اخلاقية ان كان المعيار يرتكز بذاته!
واين محل مبدأ الثواب والعقاب من الاعراب؟ من يثيب ومن يُعاقب إن إنعدمت السلطة والقانون المدني ببيئة الانسان او كان فوق القانون!او معياره النسبي أحلّ له وشرعن لذاته ما ترغبه نفسه دون الالتفات للآخرين
فالاخلاق لكي تكون مُلزمة يجب ان يكون لها مرجعية ثابته والمرجعية تلك يجب ان ترتكز على معايير مطلقة ترتكز على كينونة منفصلة عن البشر وهي مصدرها ومن تشرعنها وتمنحها وتثيب وتعاقب وهو الإله الكامل المطلق الصفات
أما حسب الفكر الالحادي فالإنسان مجرد كائن متطور عن أسلافه ...والاخلاق شيء مستحدث لم توجد بأسلافه ..فمالذي يُلزمه بها او يجعل لها قيمه!
إذن نرى بالنهاية ان الفكر الإلحادي المبني على عدم الإيمان بأيّ كينونة إلهية ...والمنظومة الاخلاقية لا ولن يجتمعان ...
قد يقول قائل ولكن اغلب الملاحدة اخلاقيين ولانرى لهم اي نزعات اجرامية او لااخلاقية ويدعون للأخلاق والرقي بالانسان والمجتمع
أقول له هنا انت إشتبه عليك الامر فأنت تحت حماية والزام القانون المدني ، ولكن ماذا لو كان المكان يفتقد للقانون المدني او كان الملحد فوق القانون ؟!هنا سيأتي قانون الفكر الالحادي ومنظومته الاخلاقية المرتكزة مرجعيتها في ذات الانسان ومعاييره هو التي لايوجد من يلزمه بها الا مصلحته ورغباته حتى لو على حساب الاخرين
ولايوجد لدينا أبلغ من مثال العضو "صلحد" فها هو أمامنا مثال ساطع للملحد الحقيقي الذي لاتحكمه أي مرجعية أخلاقية عندما ترتكز معايير الاخلاق ومرجعيتها في ذات الانسان ورغباته ومصالحه
فإنظروا ماذا فعل الملحد الحقيقي "صلحد" على مستوى عالمه الافتراضي بأصحابه الملاحدة عندما قررت معاييره ان مصلحته تقتضي الهجوم عليهم تحت مظلة مخالفيهم ، قرار معاييره المرتكزة بذاته التي لايحكمها منظومة اخلاقية ذات مرجعية ترتكز بكينونة الله المانحه لتلك الاخلاق وهي مصدرها وتُلزم بها ووجدت لخير البشر اجمع وتُعاقب وتثيب..
قرار الزميل "صلحد" كان مصلحة ذاتية بالدرجة الاولى ويدل على ان الملحد الحقيقي لاقضية له وأن الملاحدة ليسوا على قلب رجل واحد ، وأن مصلحة الملحد الفرد فوق الجميع عكس الاديان المليئه بالقيم والاخلاق التي توحد الجمع وتجعل من معتنقيها قوة ضاربة ويد واحدة وهذا سبب خلود واستمرارية الاديان وصمودها وقوتها وتمكنها من بناء مجتمعات وحضارات..
اما بالالحاد فها هو امامنا ملحد حقيقي وهو العضو " صلحد" أثبت لنا وبجدارة ان الفكر الالحادي فكر خاوي من أي منظومة اخلاقية بجوهره ولايرتكز ولن يرتكز لأي مرجعية اخلاقية لتكوين اي منظومة اخلاقية ، لان المرجعية الاخلاقية تلزم كينونة خارجة عن الانسان ومعاييره النسبية وتلزم معايير مطلقة تحكمها ..وهذا لايتوافر الا بكينونة إلهية فوق البشر متمثلة بـ الله المطلق الصفات ....والملحد لايؤمن بهذا الكيان الإلهي
ولذلك هذا السبب الرئيسي ان الالحاد دوماً وابداً لن تقم له قائمة لانه يعني بإختصار أن مصلحة الفرد فوق مصلحة الجماعة ومعيار مصلحة الفرد مهما كان معوّج وبه خلل فوق معيار مصلحة الجماعة
فالملحد كـ فرد لايمتلك الا حياة واحدة لن تتكرر أتته بشكل إعتباطي ، وهو سيسخرها غالباً لخدمة مصلحته الذاتية بالدرجة الاولى مهما إقتضت مصلحته فعل اعمال دون الالتفات لكونها شريرة او خيّره ، وبناء المجتمعات وإرتقائها لما هو خير للجميع يحتاج التضحية والإيثار وقيّم وأخلاقيات لايصنعها الالحاد
والجماعة المبنية على مصلحة الفرد المتمحوّره حول ذاته على حساب الجمع هي جماعه بائدة لاسائدة
قد يقول قائل ولكن نرى أغلب من يمثلون الالحاد بالعالم الافتراضي لازالوا اوفياء لالحادهم ونراهم متماسكين ويفخرون به ويدعون له حتى لو على إستحياء، اقول هؤلاء لازالت ترسبات الاديان ومنظوماتها الأخلاقية قابعه بوجدانهم ولم تتلاشى وهذا مايجعلهم يدورون حول بعضهم البعض محاكاة لدورانهم حول الكعبة يرتجون راحة نفسية وشفاعة من خلال إقدامهم احياناً وإدبارهم أحايين أخرى
أما " صلحد" فهو ملحد حقيقي كما قدم نفسه لنا وأثبت لنا وقدم براهينه انه ملحد حقيقي من حيث لايشعر معلناً نفسه كـ أول معوّل هدم قادم من قلب الالحاد ذاته لكشف سوءة وعورة الفكر الالحادي بلا جدال
وإستمراريته بإعتناقه واعتزازه بالالحاد بالتوازي مع هجومه على صحبه الملاحدة تحت مظلة مخالفيهم ، تعزز إستمرارية ومتانة هذا البرهان الساطع ان الفكر الالحادي فكر يفتقر لأي منظومة اخلاقية تحكمه ، وان الملحد الحقيقي الذي جسده امامنا العضو "صلحد" هو الملحد الذي لامعايير اخلاقية تحكمه وتلزمه ، بل مايلزمه هو معايير مصلحته الشخصية مهما كان بها من إعوجاج وتحصيل منفعته حتى لو على حساب تدمير المجتمع والافراد
وهذا يثبت ان الفكر الالحادي ودُعاته غير مؤهلين للإرتقاء بالبشرية والمجتمعات بل هو مصدر لتفكك المجتمعات ، لأنه يتمحوّر حول تحقيق اقصى منفعة للفرد ومعياره الذاتي بالدرجة الاولى حتى لو على حساب الإضرار بالجماعه ووحدتها
وهذا هو أول صدع في جسد أيّ مجتمع ينبيء بتفككه وإنحطاطه وإنهياره لامحاله ... لا تماسكه وإرتقائه وبنائه ..!
///