المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرجاء:لكنني اتسائل، لم التعاسة و لم نحن متخلفون؟



واسطة العقد
12-15-2012, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اللهم تقبل منا و لا تجعل لغيرك نصيبًا فيما نعمل..

- لم اكن ارغب بنشره و ركنته مع بقية المقالات التي حكم عليها بالاعدام، لولا ان اختًا لي قرأته و اصرت عليّ ان انشره فكرمًا لها فعلت.. -


أعلم امورًا كثيرة.. لكني لا ادرك إلا قلة منها، عندما قالت لي أخت أسلمت حديثًا " أنا أسلمت فلم لا ازال تعيسة؟ ظننت ان التعاسة ستغادرني عندما أُسلم.." عندها ادركت مدى الشبه الكبير بين الأمة ككل و بين الإنسان الفرد، كأن الأمة بمجموعها ماهي الا فرد له باطن و ظاهر و ايمان و عمل و شيخوخة و طفولة و شباب.. مثل كثيرين، او مثلي أنا تحديدًا وَقَعَت بغلطة التفريق بين الإيمان و العمل، جعل الإيمان هو التصديق وحده دون ان يرافقه بالضرورة فعل او امتناع عن فعل، اعتبار تصديق القلب كافيًا لأن تمطر السعادة و البركات علينا.. الإرجاء بكلمة واحدة، لا اعرف دواخل نفس صديقتي لكني اعرف دواخل نفسي و عنها و بلسانها سأتحدث.. لوقت طويل كنت اظن ان مجرد التصديق و المعرفة كافيان، ان تعرف ان الله موجود و ان الاسلام حق و ان تصدق بهذا هو عين الإيمان و سنامه، و انك مؤمن ما صَدَقت لا ما صدِقت، و مادمتَ مؤمنًا فلابد ان تفارقك التعاسة و ضنك العيش.. و ان تكون من ضمن تلك الدائرة الضيقة، دائرة الإيمان... كنتيجة لهذا او كمرافق له فرقت بين الظاهر و الباطن، كنت اعتقد ان الباطن و الظاهر عالمان منفصلان لا يربط بينهما الا جسد، أنه من الممكن ان تقع بالتنافر المعرفي مرارًا و ان تصدق بقلبك شيئًا ثم تعمل عكسه دون ان يكون لهذا الفعل اي تأثير و دون ان يتشابك العالمان مع بعضهما، كنت مخطئة.
الاعتقاد بأن عين الإيمان هو التصديق وحده و ان الظاهر و الباطن منفصلان لم يكن الا لسذاجة و قلة تبصر مني .. فالإيمان الذي لا يرافقه عمل لا حقيقة له، و لو كان مجرد الإيمان كافيًا لما حوربت الرُسل و لما كفر الناس عن علم، اي شعور نبيل او اعتقاد لا يرافقه عمل لا يكون له حقيقة او فائدة، ما فائدة ان تحب امك ان لم تكن بارًا بها؟ انك ان كان حبك حقيقيًا ستعمل لسعادتها و لو كنت تعقها فقلبك خاوٍ من حبها.. ما معنى ان تكون مسلمًا و تصدق ان دينك هو الصواب، ثم ترتكب المعاصي و تقصر بواجباتك لتسأل بكل بجاحة لاحقًا: لم انا لستُ سعيدًا؟ نعم، ما ادركته متأخرًا ان التصديق على مراتب، و ان اليقين على مراتب و ليستا درجة واحدة، نعم هناك حد ادنى من التصديق ليكون المرء مسلمًا لكن الحدود العليا تتمايز.. فليس ايمان العاصي الذي يدخل فيه تصديقه و عمله كايمان العابد المتزهد.. غلطة اخرى وقعت بها و هي حصر طرق المعرفة، او حصر طرق الإيمان بتعريفه القديم عندي او اطلق عليه ما شئت فلستُ ممن يحسنون التعبير، كنت اعتقد ان الايمان مجرد التصديق... و عليه فطرق زيادة الإيمان هي طرق معرفية عقلية بحتة، أدلة عقلية تقف عند حد معين، أن تساعد فقيرًا او تصلي نافلة لا يدخل بتلك الطرق العقلية.. فاذًا لم يكن مما يزيد الإيمان=تصديقك ان الدين حق، كان هذا شططًا كبيرًا و قتلاً لمعنى الإيمان و حلاوته التي يتغنى بها المؤمنون، لكن الاسوء منه كان تفريقي بين الظاهر و الباطن و فك التلازم بينهما الذي يدركه اي عاقل.. و لم ادرك هذا الا عندما كدت اقع على حافة الكفر، كنت نتيجة لهذا اعتبر الايمان شيئًا جامدًا بالعقل لا يتأثر بما افعله، شيء باطني لا يدخل بأفعالي و لا يؤثر بها بالضرورة و لا تؤثر به حتمًا، عندما كنت اصدق ان الأغاني حرام كنت بنفس الوقت اسمعها.. و عندما بدأت اراجع نفسي بحكم التحريم و اوشك ان ارد حديثًا عن النبي صلى الله عليه و سلم لأجلها، ادركت ان فعلي اثر بباطني.. و عندما تأملت حالي، كيف كانت تجر السيئة سيئة اخرى و كيف كانت تجر الحسنة حسنة اخرى، ادركت ان باطني و ظاهري متصلان اتصالاً وثيقًا.. و ان الانفصال الذي كنت احسبه ما كان موجودًا الا بعقلي، و ان الإيمان يزيد و ينقص بأفعالنا مثلما يزيد و ينقص بما تتداوله عقولنا، مادام الإيمان عند اهل القبلة هو قول و تصديق، و عمل، باطن و ظاهر.. فلله ما اعظم هذا الدين و ما اشد احاطته بدواخل نفس ابن آدم.

***
يقول الأستاذ محمد قطب بما معناه ان كثيرًا من الناس يعتقدون ان العقيدة و الدين مثل "الموتور" تشغله فيخرج لك تطورًا و حضارةً و تقدمًا دون اي جهد منك، ان تصدق فقط ان الإسلام حق و تصرح بتطبيقه دون ان تطبقه فعلاً ثم تنعم بوافر العيش الرغيد و راحة البال، دون جهاد منك او تطبيق حقيقي.. ارجاء على مستوى أممي لو احببت، و الحق ان هذا الاعتقاد يكاد يكون راسخًا عندنا و ان لم يرافقه تأصيل لهذه الفكرة عند عامة المسلمين، اي انهم مرجئة عمليًا لا مرجئة بالاعتقاد.. كثير منهم يحاسب دينه و يتسائل: ها نحن مسلمون و نصدق الاسلام فلم نحن متخلفون؟ و يفترق الناس باجابة هذا السؤال، منهم من يوقع اللائمة على الاسلام كليًا فيكفر، او من يشطح فيقول ان الاسلام و تطبيقه لا سبب لتخلف او تقدم فيتعلمن، او من ينظر لنفسه و لحال امته فيدرك انه صَدَق و لم يعمل.. دخل بدائرة الاسلام و لم يدخل بدائرة الايمان، و لما ينفذ ما امره ربه و لما يتجنب ما نهاه عنه فكيف يطلب منه التسديد؟ او كيف يطلب من دين و منهج لم يطبقه هو ان ينتج له ما يحب؟ هل يكفي الشيوعية ان يؤمن معتنقوها بها لتصبح واقعًا على الارض؟ فما بال المسلمين يكتفون بتصديق دينهم و لا يعملون، ثم يتسائلون ببلاهة عن تخلفهم مع "انهم مسلمون" ؟
لا أدري حقيقة من أين بدأت نبتة الإرجاء بالظهور، املك بضع نظريات لا فائدة من وضعها هنا.. ما أعرفه ان هذه البدعة أماتت الايمان بالصدور، جعلت الإيمان شيئًا باهتًا لا حلاوة له و لا شوق فيه.. يمر الواحدُ منا على اقوال السلف في التغني بروعة الإيمان و يتسائل: ما بال هؤلاء؟ هم مسلمون و نحن مسلمون لكنهم يصفون مالا نعرف؟.. أصبح ارتكاب الذنوب جهارًا نهارًا امرًا عاديًا و غير مستغرب دون أمر بمعروف او نهي عن منكر الا من القلة القابضة على الجمر، ندعي اننا مسلمون، نصلي ثم نشاهد برنامجًا غنائيًا في وقت يُقَتل فيه المسلمون في ميانمار و سوريا و فلسطين و بقية بلدان المسلمين ثم نصلي ثم ننام، ماتت حلاوة الدين في قلوب الكثيرين.. تلك الحلاوة التي اموت لأجربها، أصبحنا مسلمين دون اسلام او كما عبر احدهم "أسلمنا و لم نؤمن".. هذه النبتة مثلما لها أثر و نُكت سوداء على الفرد فلها اثار و نكات سوداء على الأمة، فمات الجهاد و جوهر بالمعاصي و حورب اهل الدين.. الى بقية ما اسأل الله ألا يلحقنا بعذاب بسببه، كل هذا و نحن نؤمن بأن الجهاد واجب و فرض و ان الجهر بالمعاصي ذنب كبير و ان من عادى وليًا لله فقد عاداه.. لكنه ايمان على الورق، بالبطاقة المدنية فقط.. دون اخلاص و دون تطبيق و دون حب او ولاء، و هذه و رب محمد و ابراهيم لطامة كبرى.



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طالبة علم و تقوى
12-15-2012, 02:44 AM
:): لن أقول شيء فقط الله يزيد من أمثالك يا نبيلة و يزدك علما و إخلاصاً نحن و إياكِ .

إن من أكبر طوام الإرجاء على مدى تدين الأمة أن خفتت تعاليم الإسلام في قلب أهلها حتى ضيعت قدسنا الشريف ...

طالبة علم و تقوى
12-15-2012, 02:59 AM
كل هذا و نحن نؤمن بأن الجهاد واجب و فرض و ان الجهر بالمعاصي ذنب كبير و ان من عادى وليًا لله فقد عاداه.. لكنه ايمان على الورق، بالبطاقة المدنية فقط.. دون اخلاص و دون تطبيق و دون حب او ولاء، و هذه و رب محمد و ابراهيم لطامة كبرى.

هذا الموضوع ليس مكانه هنا يا أختي ...إقتراح : أنقليه لمكانه المناسب ...:):

إلى حب الله
12-15-2012, 08:04 AM
كثير منهم يحاسب دينه و يتسائل: ها نحن مسلمون و نصدق الاسلام فلم نحن متخلفون؟ و يفترق الناس باجابة هذا السؤال، منهم من يوقع اللائمة على الاسلام كليًا فيكفر، او من يشطح فيقول ان الاسلام و تطبيقه لا سبب لتخلف او تقدم فيتعلمن، او من ينظر لنفسه و لحال امته فيدرك انه صَدَق و لم يعمل.. دخل بدائرة الاسلام و لم يدخل بدائرة الايمان، و لما ينفذ ما امره ربه و لما يتجنب ما نهاه عنه فكيف يطلب منه التسديد؟ او كيف يطلب من دين و منهج لم يطبقه هو ان ينتج له ما يحب؟ هل يكفي الشيوعية ان يؤمن معتنقوها بها لتصبح واقعًا على الارض؟ فما بال المسلمين يكتفون بتصديق دينهم و لا يعملون، ثم يتسائلون ببلاهة عن تخلفهم مع "انهم مسلمون" ؟
لا أدري حقيقة من أين بدأت نبتة الإرجاء بالظهور، املك بضع نظريات لا فائدة من وضعها هنا.. ما أعرفه ان هذه البدعة أماتت الايمان بالصدور، جعلت الإيمان شيئًا باهتًا لا حلاوة له و لا شوق فيه.. يمر الواحدُ منا على اقوال السلف في التغني بروعة الإيمان و يتسائل: ما بال هؤلاء؟ هم مسلمون و نحن مسلمون لكنهم يصفون مالا نعرف؟.. أصبح ارتكاب الذنوب جهارًا نهارًا امرًا عاديًا و غير مستغرب دون أمر بمعروف او نهي عن منكر الا من القلة القابضة على الجمرو السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في الصميم ما شاء الله ...

د. هشام عزمي
12-15-2012, 08:06 AM
صدقت يا أختاه .. كلام نابع من القلب ..

أبو القـاسم
12-15-2012, 11:34 AM
جزاك الله خيرا وبارك فيك غير أني أوصيك بالعناية بتطوير اللغة لتطاوعك في الإبانة عن المعاني بطريق أقوم وأدق ، قولك

فيدرك انه صَدَق و لم يعمل.. دخل بدائرة الاسلام و لم يدخل بدائرة الايمان
فيه إشكال ..لأنه لو صدّق ولم يعمل شيئا البتة ، لم يدخل في الإسلام بمعنى لم يدخل في الدين نفسه..(إلا أن يكون المراد تفسير الإسلام بمعنى خاص ،بأنه الأعمال الظاهرة خاصة)

أمَة الرحمن
12-15-2012, 01:38 PM
قرأتُ المقالة مرة بعد مرة و ابتسمت من القلب في كل مرة :):

لو تعلمين أيتها الغالية مدى سعادتي و فخري بكِ!

مسلم أسود
12-15-2012, 02:08 PM
حسبنا الله و نعم الوكيل . كلام في الصميم . إني أرى في ما قلتيه تحقيقاً لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث الغرباء .

طالبة علم و تقوى
08-23-2013, 01:15 AM
للرفع للرفع للرفع ....

لم نعد يا واسطة نتساؤل فقط لما نحن "متخلفون" !؟ ذاك أهون الهموم الآن ..


يقول الأستاذ محمد قطب بما معناه ان كثيرًا من الناس يعتقدون ان العقيدة و الدين مثل "الموتور" تشغله فيخرج لك تطورًا و حضارةً و تقدمًا دون اي جهد منك، ان تصدق فقط ان الإسلام حق و تصرح بتطبيقه دون ان تطبقه فعلاً ثم تنعم بوافر العيش الرغيد و راحة البال، دون جهاد منك او تطبيق حقيقي.. ارجاء على مستوى أممي لو احببت، و الحق ان هذا الاعتقاد يكاد يكون راسخًا عندنا و ان لم يرافقه تأصيل لهذه الفكرة عند عامة المسلمين، اي انهم مرجئة عمليًا لا مرجئة بالاعتقاد.. كثير منهم يحاسب دينه و يتسائل: ها نحن مسلمون و نصدق الاسلام فلم نحن متخلفون؟ و يفترق الناس باجابة هذا السؤال، منهم من يوقع اللائمة على الاسلام كليًا فيكفر، او من يشطح فيقول ان الاسلام و تطبيقه لا سبب لتخلف او تقدم فيتعلمن، او من ينظر لنفسه و لحال امته فيدرك انه صَدَق و لم يعمل
سلمتم!

واسطة العقد
08-23-2013, 01:22 AM
لم نعد يا واسطة نتساؤل فقط لما نحن "متخلفون" !؟ ذاك أهون الهموم الآن ..

بخصوص هذا.. اعجبتني فطنة صديقة عندما نبهتني لملمح مهم لم انتبه اليه، و نحن نقرأ خطبة لزعيم قبيلة هندية من الهنود الحمر امام قبيلته قبيل استسلامهم و بيعهم اراضيهم، ربما نتحدث عنه قريبًا فأحب معرفة رأيك كما تعرفين :):

اخت مسلمة
08-23-2013, 10:00 AM
رائعة ...!
كما هي واسطة حين يبدع قلمها الفتي (:

muslim.pure
08-23-2013, 05:51 PM
بارك الله فيك
أستأذنك في نقله

واسطة العقد
08-23-2013, 06:17 PM
بعض مما عندكِ استاذتي و اختي اخت مسلمة :):
مسلم بيور، و فيكم بارك و لا داعي للاستئذان :):