أبو القـاسم
12-21-2012, 01:00 PM
إذا أتيح لك أن توقع دراسة على سيارة مرسيدس بتفكيكها ومعاينة خصائصها،..فإنك بعد الدراسة العلمية الفاحصة ستكتشف بجلاء أن نتيجة الدراسة تعكس حقيقة المصنّعين في جملتهم وأنهم على مستوى معين من العلم والاقتدار ، ويتأكد هذا المعنى حين توازن نتيجة بحثك بسيارات أخرى رديئة قديمة . الحقيقة أن الامر لا يتطلب دراسة وإنما يكفي معرفة الخصائص بنقل "الثقة" كالشركة المصنعة أو بتجريبها ..وحين تدرس جسم الإنسان وتبحر في أعماقه من الشريط الوراثي في النواة إلى الخلية بعامة ، انتهاء بوظائف الأعضاء وما بينها من علائق ..ستنتهي -أيا ماكان دينك أو عقلك- : أن هذا الجسم يفصح عن صفات ناطقة بكُمونها فيه..لعل من أخصها العلم والقدرة ، ولك أن تختصر بقيّة الصفات كالحكمة وغيرها في هاتين الصفتين ..
إذن لا خلاف بين جميع الناس أنك تنتهي بعد الدراسة إلى أن هذا الجسم : يكتنز في خصائصه دلالة جلية باهرة على صفة اسمها العلم ، وأخرى اسمها القدرة (وصفات أخرى ) ..يدلك على هذا أن هناك علما اسمه علم الطب ، وآخر يدعى :علم الهندسة الوراثية ، وثالث ، ورابع ..إلخ وكلها متعلقة بجسم الإنسان ، إذ لو كان عبثيا ما أمكن انتظامه في ( علم )، وقد تقرر عند جميع عقلاء بني آدم ..أن الصفة يمتنع أن توجد في الخارج مجردة عن الذات ..فكل صفة لابد لها من موصوف تقوم به الصفة ، لا ينازع في هذا عقل ، ولا يشكك فيه حتى أهل الجهل ..لأنها قضية عقلية ضرورية قطعية ليست محل نقاش ...وإلى هذا الحد فقد ثبت وجود ذات متصفة بالعلم والقدرة يرجع إليها إيجاد هذه الصنعة محل التمثيل :وهي الإنسان ..وعندئذ لا يهم بعد ذلك أن تكابر فتقول أنا لا أومن بالإله ، فإنه يلزمك أن تنسب هاتين الصفتين على الأقل إلى ذات مشخصة ،
ويستحيل أن تكون هذه الذات في هذا العالم الذي ينتمي إليه الإنسان لأنه سيلزم عليها ما يلزم على الإنسان ..فظهر بذلك وجود الله عز وجل لكل معاند جاحد..وأنه أبين وآكد من كل موجود سواه .. ثم اعلم أن كل صفات الله تبارك وتعالى يمكن التوصل بها إلى ذات الحقيقة ، ولكن يصفو لواحد من الوضوح في معاينة آثار أفراد هذه الصفات ما لا يقع لغيره بحسب تجرده وصدقه ،فحدوث الأشياء بعد أن لم تكن يدل على محدث يتصف بالأزلية ..وهكذا ، وإن كان هذا الباب في أصله مما لا ينازع فيه إلا من بلغ أحط دركات المكابرة ..فالأمر كما قال ابن تيمية : كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟! ولهذا ينبغي على كل مسلم أن يستغفر الله عز وجل كلما بدا له أن يتكلم في ثبوت وجود الباري ، إنها حقا قضية تستدعي استغفارًا لما تنطوي عليه من سوء أدب مع الله جل وعلا وإنما ألجأَنا إليها الاضطرار .(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )
إذن لا خلاف بين جميع الناس أنك تنتهي بعد الدراسة إلى أن هذا الجسم : يكتنز في خصائصه دلالة جلية باهرة على صفة اسمها العلم ، وأخرى اسمها القدرة (وصفات أخرى ) ..يدلك على هذا أن هناك علما اسمه علم الطب ، وآخر يدعى :علم الهندسة الوراثية ، وثالث ، ورابع ..إلخ وكلها متعلقة بجسم الإنسان ، إذ لو كان عبثيا ما أمكن انتظامه في ( علم )، وقد تقرر عند جميع عقلاء بني آدم ..أن الصفة يمتنع أن توجد في الخارج مجردة عن الذات ..فكل صفة لابد لها من موصوف تقوم به الصفة ، لا ينازع في هذا عقل ، ولا يشكك فيه حتى أهل الجهل ..لأنها قضية عقلية ضرورية قطعية ليست محل نقاش ...وإلى هذا الحد فقد ثبت وجود ذات متصفة بالعلم والقدرة يرجع إليها إيجاد هذه الصنعة محل التمثيل :وهي الإنسان ..وعندئذ لا يهم بعد ذلك أن تكابر فتقول أنا لا أومن بالإله ، فإنه يلزمك أن تنسب هاتين الصفتين على الأقل إلى ذات مشخصة ،
ويستحيل أن تكون هذه الذات في هذا العالم الذي ينتمي إليه الإنسان لأنه سيلزم عليها ما يلزم على الإنسان ..فظهر بذلك وجود الله عز وجل لكل معاند جاحد..وأنه أبين وآكد من كل موجود سواه .. ثم اعلم أن كل صفات الله تبارك وتعالى يمكن التوصل بها إلى ذات الحقيقة ، ولكن يصفو لواحد من الوضوح في معاينة آثار أفراد هذه الصفات ما لا يقع لغيره بحسب تجرده وصدقه ،فحدوث الأشياء بعد أن لم تكن يدل على محدث يتصف بالأزلية ..وهكذا ، وإن كان هذا الباب في أصله مما لا ينازع فيه إلا من بلغ أحط دركات المكابرة ..فالأمر كما قال ابن تيمية : كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟! ولهذا ينبغي على كل مسلم أن يستغفر الله عز وجل كلما بدا له أن يتكلم في ثبوت وجود الباري ، إنها حقا قضية تستدعي استغفارًا لما تنطوي عليه من سوء أدب مع الله جل وعلا وإنما ألجأَنا إليها الاضطرار .(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )