طارق منينة
12-28-2012, 07:00 AM
لكنهم لا يبصرون
إبراهيم عيسى
نشر: 15/11/2012 6:06 م – تحديث 15/11/2012 6:06 م
وتأتى المعجزة الإلهية، وخروج النبى صلى الله عليه وآله وسلم من باب بيته لا من باب خلفى، أو من نافذة أو فناء أو سور (خصوصا أن النبى وأبا بكر الصديق لَمّا خرجا من بيت أبى بكر للهجرة خرجا من فتحة أو كُوَّة خلف البيت)، ولاحظ هنا واستمرارا لضعف المخطَّط الإجرامى عند المشركين فإنهم لم يكونوا محاصرين لبيت النبى ولا يحيطون به أصلا، لكن هذا ربما يفسره عدم وجود منافذ خلفية للبيت، وإلا كان النبى قد لجأ إلى الخروج من الخلف كما فعل مع أبى بكر بعدها بساعات، كانت عصابة العشرين حسب ما قرأناه فى السيرة واقفين أما باب البيت، خرج النبى ونثر وذرّ رمادًا فى أعيُن القتلة أو على رؤوسهم وهو يتلو آيات من سورة «يس»، ومشى أمام سادة قريش السذج المخدوعين بكفرهم!
تقول الرواية الأشهر: إن أحدًا ظهر لهم صائحًا: ماذا تنتظرون؟ قالوا: محمدًا، قال: خبتم وخسرتم، قد مرَّ والله من بينكم وذرَّ على رؤوسكم التراب، ويبدو أن هذا الرجل كان ناصحًا أو جبانًا، فإما أنه استنتج أن محمدًا خرج من بيته، حين رأى الرمل والتراب على رؤوسهم جميعا، فمن الذى يستغفل كل هؤلاء ويهيل على رؤوسهم التراب سوى خصمهم اللدود؟ مَنْ سوى نبى على هذا القدر من المعجزات؟ وإما أن هذا الرجل كان جبانا رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم يفعل فيهم ذلك ويسخر منهم ويرمى عليهم التراب، فخرس الرجل أو انبهر وأصيب بالسكتة المؤقتة، ثم عندما أفاق ذهب بدوره ليسخر من نجوم القبائل التافهين. الطريف أنهم لم يصدقوا شهادة الرجل واستسلموا لفكرة أن النبى لا يزال موجودًا حين نظروا من كُوَّة بالباب فرأوا شخصا لا يزال نائمًا فى الفراش.. وبطبيعة ذكائهم لم يلتفتوا إلى ذكاء على بن أبى طالب الذى بالقطع خبّأ وجهه حتى يمارس تضليلهم إلى النهاية، ورأوا شخصا نائما فأصروا على عَمَاهم.. ها هو ذا محمد فى فراشه.
ثم، بعد فترة من التنازع مع الشك، دخلوا، فإذا به علىّ رضى الله عنه.. وكان ما كان.
لكن السؤال هنا: لماذا جرت معجزة «وَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» لخروج النبى من بيته أمام الكفار بينما لم تستمر بعدها المعجزات؟ فلو كان الأمر أمر معجزات فلماذا لم تستكمل المعجزات ويجد النبى نفسه فى يثرب فى لمح البصر؟
استغرق النبى ثلاثة أيام فى حادثة الاختباء والاختفاء عن الكفار فى غار ثور، والمشهور أن مولى أبى بكر، عامر بن فهير، وعبد الله بن أبى بكر، هما بطلا المدد والزاد والأخبار للنبى وصاحبه فى الغار، كان عبد الله يذهب إلى الغار ليحكى لهما أخبار قريش اليومية ونياتها، وكان عامر يمشى وراءه يخفى آثاره بالغنم والرعى، والثابت أن أسماء بنت أبى بكر قد أطلق عليها النبى صلى الله عليه وآله وسلم لقب «ذات النطاقين» لأنها شقت نطاقها (ما يشبه الحزام أو الشال) ووضعت فى شق منه طعام النبى، لكن روايات أخرى تقول إن هذا جرى فى منزل أبى بكر لا عند الغار إطلاقا، وإن السيدة أسماء لأسباب لها علاقة بالمشقة والصعوبة والتخفى لم تصعد إلى الغار.. وروايات تقول صعدت (ذهاب فتاة قرابة خمسين كيلومترًا يوميا وعودتها ثم صعودها جبلا ونزولها كان أمرا سيلفت نظر كفار قريش، وهو ما لم يحدث بما يعنى أنه لم يكن!)، لكن الذى يلفت النظر تماما أن النبى وأبا بكر استأجرا دليلا لهما فى الصحراء يعرف دروبها ويفهم أسرارها ويحفظ طرقها اسمه عبد الله بن أرقد أو أربض، وكان مشركًا كافرًا، يعنى أن النبى فى هجرته من الكفار استأجر كافرًا لمساعدته، واستأمنه على نفسه وحياته، النبى استعان بمشرك لنصرته ونصرة الإسلام، وكانت مهمته أو خدمته جليلة، فقد أوصل النبى إلى المدينة لتنير وتشرق ومعها العالم كله بنوره!
http://tahrirnews.com/columns/view.aspx?cdate=15112012&id=f10fe740-6dce-4d68-a2d7-7758651e5e17
إبراهيم عيسى
نشر: 15/11/2012 6:06 م – تحديث 15/11/2012 6:06 م
وتأتى المعجزة الإلهية، وخروج النبى صلى الله عليه وآله وسلم من باب بيته لا من باب خلفى، أو من نافذة أو فناء أو سور (خصوصا أن النبى وأبا بكر الصديق لَمّا خرجا من بيت أبى بكر للهجرة خرجا من فتحة أو كُوَّة خلف البيت)، ولاحظ هنا واستمرارا لضعف المخطَّط الإجرامى عند المشركين فإنهم لم يكونوا محاصرين لبيت النبى ولا يحيطون به أصلا، لكن هذا ربما يفسره عدم وجود منافذ خلفية للبيت، وإلا كان النبى قد لجأ إلى الخروج من الخلف كما فعل مع أبى بكر بعدها بساعات، كانت عصابة العشرين حسب ما قرأناه فى السيرة واقفين أما باب البيت، خرج النبى ونثر وذرّ رمادًا فى أعيُن القتلة أو على رؤوسهم وهو يتلو آيات من سورة «يس»، ومشى أمام سادة قريش السذج المخدوعين بكفرهم!
تقول الرواية الأشهر: إن أحدًا ظهر لهم صائحًا: ماذا تنتظرون؟ قالوا: محمدًا، قال: خبتم وخسرتم، قد مرَّ والله من بينكم وذرَّ على رؤوسكم التراب، ويبدو أن هذا الرجل كان ناصحًا أو جبانًا، فإما أنه استنتج أن محمدًا خرج من بيته، حين رأى الرمل والتراب على رؤوسهم جميعا، فمن الذى يستغفل كل هؤلاء ويهيل على رؤوسهم التراب سوى خصمهم اللدود؟ مَنْ سوى نبى على هذا القدر من المعجزات؟ وإما أن هذا الرجل كان جبانا رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم يفعل فيهم ذلك ويسخر منهم ويرمى عليهم التراب، فخرس الرجل أو انبهر وأصيب بالسكتة المؤقتة، ثم عندما أفاق ذهب بدوره ليسخر من نجوم القبائل التافهين. الطريف أنهم لم يصدقوا شهادة الرجل واستسلموا لفكرة أن النبى لا يزال موجودًا حين نظروا من كُوَّة بالباب فرأوا شخصا لا يزال نائمًا فى الفراش.. وبطبيعة ذكائهم لم يلتفتوا إلى ذكاء على بن أبى طالب الذى بالقطع خبّأ وجهه حتى يمارس تضليلهم إلى النهاية، ورأوا شخصا نائما فأصروا على عَمَاهم.. ها هو ذا محمد فى فراشه.
ثم، بعد فترة من التنازع مع الشك، دخلوا، فإذا به علىّ رضى الله عنه.. وكان ما كان.
لكن السؤال هنا: لماذا جرت معجزة «وَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» لخروج النبى من بيته أمام الكفار بينما لم تستمر بعدها المعجزات؟ فلو كان الأمر أمر معجزات فلماذا لم تستكمل المعجزات ويجد النبى نفسه فى يثرب فى لمح البصر؟
استغرق النبى ثلاثة أيام فى حادثة الاختباء والاختفاء عن الكفار فى غار ثور، والمشهور أن مولى أبى بكر، عامر بن فهير، وعبد الله بن أبى بكر، هما بطلا المدد والزاد والأخبار للنبى وصاحبه فى الغار، كان عبد الله يذهب إلى الغار ليحكى لهما أخبار قريش اليومية ونياتها، وكان عامر يمشى وراءه يخفى آثاره بالغنم والرعى، والثابت أن أسماء بنت أبى بكر قد أطلق عليها النبى صلى الله عليه وآله وسلم لقب «ذات النطاقين» لأنها شقت نطاقها (ما يشبه الحزام أو الشال) ووضعت فى شق منه طعام النبى، لكن روايات أخرى تقول إن هذا جرى فى منزل أبى بكر لا عند الغار إطلاقا، وإن السيدة أسماء لأسباب لها علاقة بالمشقة والصعوبة والتخفى لم تصعد إلى الغار.. وروايات تقول صعدت (ذهاب فتاة قرابة خمسين كيلومترًا يوميا وعودتها ثم صعودها جبلا ونزولها كان أمرا سيلفت نظر كفار قريش، وهو ما لم يحدث بما يعنى أنه لم يكن!)، لكن الذى يلفت النظر تماما أن النبى وأبا بكر استأجرا دليلا لهما فى الصحراء يعرف دروبها ويفهم أسرارها ويحفظ طرقها اسمه عبد الله بن أرقد أو أربض، وكان مشركًا كافرًا، يعنى أن النبى فى هجرته من الكفار استأجر كافرًا لمساعدته، واستأمنه على نفسه وحياته، النبى استعان بمشرك لنصرته ونصرة الإسلام، وكانت مهمته أو خدمته جليلة، فقد أوصل النبى إلى المدينة لتنير وتشرق ومعها العالم كله بنوره!
http://tahrirnews.com/columns/view.aspx?cdate=15112012&id=f10fe740-6dce-4d68-a2d7-7758651e5e17