المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا عليك أيها اللاأدري أن تؤمن بالله ؟ ( الرد على اللاأدريين )



ابن العربي
02-17-2013, 12:01 AM
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى ما شيا ان شئت هذا ام ابيت
كيف جئت؟ كيف ابصرت طريقي ؟
لست أدري

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنى أنني أدري ولكن
لست أدري

وطريقي ما طريقي؟أطويل أم قصير ؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
ام كلانا واقف والدهر يجري؟
لست أدري

ليت شعري وأنا في عالم الغيب الأمين
أتراني كنت أدري أنني فيه دفين
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون
أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟
لست أدري

أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويا
أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيئا
الهذا اللغز حل أم سيبقى أبديا
لست أدري ..... ولماذا لست أدري؟
لست أدري

هذا لسان حال اللاأدريين، تيه و ضلال و ظلمات بعضها فوق بعض، لا يدرون من أين أتوا و لا إلى أي شيء مصيرهم بعد الموت، و لا يعلمون أي شيء إطلاقا عن الحكمة من وجودهم، ليس لهم معبود يعبدونه، لا يؤمنون بالله، و لا يعلمون عنه شيئا، لا يعلمون حتى إن كان الكون عبثيا أم لغاية، لا يقولون بالصدفة و لا بالعدمية، و تلك هي كل الحكاية.

التعريف الإصطلاحي :

اللاأدرية (Agnosticism) هي الاعتقاد بأن الانسان لا يمكنه ان يعرف أي شيء خارج نطاق ما لمِسَه أو خَبِره. وهو معتقد أو مصطلح ظهر في القرن التاسع عشر في مصاف التشكيك بالمعتقدات أو الأسئلة الدينية وبالخصوص عند معارضة الاعتقادات المسيحية في ظل تأثير العلم الحديث.
وتعرّف اللأدرية أحيانا على أساس أنها مذهب فلسفي، يؤمن بأن الحقيقة أو المعرفة ببعض الأمور اللاهوتية هي إما غير معروفة أ و أنها لا يمكن معرفتها، وبالتالي فهي ليست ذات أهمية بالنسبة لحياة الإنسان.

أول من استخدم هذا المصطلح هو عالم الأحياء هوكسلي (T.H.Huxley) وهو أحد رواد نظرية داروين (النشوء والارتقاء) ورمز به لمن لا يعترف بوجود عالم اللاهوت أو قضايا الدين الأخرى.

وتختلف اللاأدرية عن الإلحاد. لأن الإلحاد يعترف بعدم وجود الآلهة أو لا يؤمن بها. في حين أن اللاأدرية تقول بأن وجود إله أو قوى ميتافيزيقية خارقة لا يمكن اثباته ولا يمكن انكاره بحواسنا، لذلك فهي غير مرتبطة بشؤون الإنسان.

ومن رواد اللاأدرية، هوكسلي، وتشارلز داروين، و براتراند راسل.

الرد على اللاأدرية :

ردي هذا إن شاء الله لن يكون ردا فلسفيا، سيكون ردا بسيطا و واضحا و سلسا و في متناول الجميع، فلن نصل بالتعقيد في الأساليب إلى شيء.

و لنبدأ بهذا السؤال الموجه إلى اللاأدري :

هل تؤمن بالعقل و التفكير ؟ أم تشك في أنك عاقل مفكر ؟

إذا لم تكن تؤمن بالعقل فبأي أداة أنت تفكر ؟

إذا كان الدماغ هو هذه الأداة فكيف يتم ذلك ؟

من منطلق هذه الشكوك سينتهي بك الحال إلى إنكار وجود العقل الذي تفكر به.

سؤال آخر :

هل تؤمن بالجاذبية ؟

إذا أنت لم تؤمن بها لأنك لا تراها فما الذي يفسر عدم زوال الأرض و الشمس و سقوطهما ؟

من منطلق الشك سينتهي بك الحال إلى إنكار وجود الأرض و الشمس.

سؤال ثالث :

هل تنكر وجود الكهرباء بحجة أنك لا تراها ؟

فمن أين يأتي النور إذا ؟

و ما الذي يتحكم في المذياع و التلفاز ؟

ربما سينتهي بك الأمر أيضا إلى إنكار وجودهما أيضا بجانبك

ليس كل ما نؤمن به لا بد أن نراه لنكون على يقين من وجوده، هناك أشياء كثيرة لا ترى بالعين المجردة تلزمنا بأن نؤمن بها بالأثر الذي تحدثه، و نحن من طريق هذا الإستدلال نفسه نؤمن بالروح و نؤمن بالجن و نؤمن بالله تعالى، و لسنا بحاجة دائما لأن نرى لكي نعتقد.

سبب معارضة علماء أوربا لدين المسيحية و للأديان عموما :

لما ارتد علماء أوربا عن الدين، لم يكن ارتدادهم عنه لأنهم وصلوا لقناعة أن كل ما ليس مرئيا أو تجريبيا لا وجود له، فلو كان هذا منهج العلماء لم يؤمنوا بشيء على الإطلاق من تلك النظريات التي يفترضون صحتها مع عدم اكتمال الأدلة في الفيزياء و الكيمياء أو في علوم الطبيعة أو الفلك.

إن هناك ثوابت يقينية يقيس عليها العلماء كل افتراضاتهم و تكون منطلقا لاستنتاجاتهم اللاحقة، فهم في تدرج في سلم الحقيقة حتى يكشفوا عنها تماما.

أما رفضهم للدين، فهو رفض لخزعبلات الكنيسة التي لا يقبلها عقل، و لا تزال ضربا من التخريف إلى اليوم. و كأمثلة على هذه الخزعبلات و التخاريف من الإنجيل المحرف و بغض النظر عن الخرافات العقدية عن ذات الإله من قبيل ولادة الإله الابن و موته على الصليب و أنه ثالث ثلاثة نورد هنا آراء خرافية عن الكائنات و علوم الطبيعة و العلاقات الإنسانية :

- نجم يتمشى في السماء
- سقوط النجوم على سطح الأرض
- الشمس تشرق ثم تغرب أيضا من الشرق
- و للأرض أعمدة
- الأرض لها أربع زوايا
- و الأرض لا تتحرك
- الجبال تولد و الجبال لها عصير
- الرجل يحيض
- الملح يزرع
- الأسد يأكل تبن
- الحية تأكل التراب
- يوجد ضربة قمر مثل ضربة الشمس
- النظر إلى الشمس مفيد
- شرب الماء مضر
- جهل بكيفية تكون الجنين داخل رحم الأم
- حديث عن خلق حيوان خرافى هو التنين
- الحوائط والاقشمة تصاب بمرض البرص
- أسد مات مرتين
- الغنم تتوحم
- يوجد خرفان مخططة
- و طائر له أربعة أرجل
- و الذباب الميت النتن يخرج من الطيب
- حيوانات لها عيون من الوراء ومن الخلف
- حوار تم بين الأشجار على حق الرئاسة
- انهيار السور بالهتاف

و هذه بعض الترهات أيضا خارج نطاق العلم :

- الرب تجسد فى حمار و أن له أذيال ( تعالى الله علوا كبيرا)
- الرجل مثلة مثل الحمار
- حمار يردع نبيا من الأنبياء عن حماقته
- المرأة توزع مع الميراث
- النساء تأكل أطفالها
- ولادة البنات تضاعف نجاسة الأمهات
- حكاية شمشون الذى قتل الف رجل بفك حمار
- و رجل يقتل 300 شخص بضربة رمح واحدة
- و قصة نبي آية و أعجوبة يمشي حافيا عاريا ثلاث سنوات
- التشجيع على شرب الخمر
- الرجال تأكل عذرتهم وتشرب بولهم
- الأمر برجم الثور الذى ينطح إنسان

و السلسلة طويلة ...

المرجع :

http://www.ebnmaryam.com/vb/t30026.html

http://islam4all.150m.com/bible/khorafat.htm

الشاهد :

لا حجة لدى من يترك الإسلام لمجرد أنه دين سماوي و يؤمن بالله و العالم الآخر، ما دام لم يثبت أنه يتعارض مع العلم و لا مع الواقع و لا المنطق في أي من نصوص القرآن و السنة الصحيحة.
فعلى العكس من ذلك لقد جاءت كثير من نصوص القرآن و السنة بتفاصيل لم يأت بها كتاب عن حقيقة الكون و الشمس و القمر و الأرض و الجبال و البحار و الأحياء و الإنسان خاصة و غير ذلك، و جاء العلم مؤكدا لها و مصدقا بها لتشهد لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم الرجل الأمي بأنه رسول الله حقا و صدقا.

وهنا لننتقل إلى السؤال المحوري و الجوهري في هذا المقال و هو :

لماذا عليك أيها اللاأدري أن تؤمن بالله و اليوم الآخر و لو أن ذلك في عالم الغيب ؟

الجواب :

أولا : لأن الكون له بداية، أي وجد في لحظة من الزمن، فلا بد أن شيئا ما أوجده، و العقل لا يقبل أبدا أن يكون هذا الشيء هو الفراغ، لأن الإيمان بالفراغ يؤدي بك إلى إنكار كل النتائج و إلى إنكار وجودك في النهاية.

ثانيا : لأن الكون – سواء مع إيماننا بالتطور أو بعدمه – هو في غاية من التناسق و التوافق و التعقيد، أي أنه وجد بعلم و قدرة و حكمة و اختيار لدقائقه و تفاصيله و قد علمنا بالضرورة أن الكون ليس هو ذلك العليم القدير الحكيم المختار، ماعدا إن كنت تؤمن بأن للشمس مثلا عقل مدبر أو للأرض إرادة و اختيار و هكذا.

ثالثا : لأننا نجد كل ما نحن بحاجة إليه و يضمن بقاءنا و استمتاعنا بالحياة إلى أجل مسمى و يدخل في ذلك ما لا يحصى من النعم التي نرفل فيها بدءا من أجسادنا و ما تحتوي عليه من التفاصيل الدقيقة و الأعضاء ذات الوظائف اللاإرادية و كذا المشاعر، و كل ما يتجاوب مع مشاعرنا و مع هذه الوظائف الحياتية على هذه الأرض المنبسطة من نباتات و حيوانات و طيور و أسماك و حشرات.

رابعا : الخصائص المشتركة بين الموجودات الدالة على وحدتها، و آخر هذه الخصائص المشتركة و المكتشفة حديثا في علوم الكون و الأرض و الأحياء : قوانين المادة و العناصر الكيميائية و الدي إن اي. فهذه الخصائص إنما تدلنا على وحدة الخالق الموجد لهذا الكون، و أن مصدر الكائنات واحد هو الله تعالى، فليس أمامنا أكثر من كون و لا عالمين متناقضين متضاربين، فالكل في غاية الإحكام و التناسق و نحن إنما ننعم بالحياة و الاستقرار نتيجة لهذه النعمة.

خامسا : وحدة الرسالات، فدعوة الرسل جميعا إلى عبادة الله الواحد مع البينات التي قدموها، و عدم انقطاع هذه الدعوة إلى غاية ظهور النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لهو أعظم دليل على وجود الله، فلا حجة لليهود بعد موسى عليه السلام الذي شق الله له البحر و لا بعد عيسى الذي ولد من غير أب و تكلم في المهد صبيا و أحيى الموتى بإذن الله، كما لا حجة لي و لا لك أيها اللا أدري بعد محمد صلى الله عليه و سلم النبي الأمي الذي بعثه الله بالقرآن هاديا و مبشرا و نذيرا و جعله سامي الخلق كامل الأوصاف و بعثه بأحسن الشرائع و أنفعها للإنسانية بشهادة القاصي و الداني، و إليك هذين الرابطين لتعلم عظمة و فضل هذا الرسول الكريم :


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51476-%C5%E4-%DF%C7%E4-%C7%E1%D1%D3%E6%E1-%DF%C7%D0%C8%C7-%96-%E6-%CD%C7%D4%C7%E5-%96


http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?37519-%E4%CA%DD-%E3%E4-%C8%D1%E5%C7%E4-%C7%E1%D3%ED%D1%C9-%C7%E1%E3%D4%CA%E3%E1-%DA%E1%EC-%C3%CF%E1%C9-%DF%CB%ED%D1%C9