المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلق الله للعالم دليل قدرته المطلقة و صفاته المثلى



ابن العربي
02-18-2013, 03:45 PM
صبي صغير في الخامسة من عمره، هل برأيكم يستطيع أن يسوق سيارة ؟

لا، و لكنه عند الملاحدة و اللاأدريين - وفق منطقهم المهزوز - يستطيع سياقتها و سياقة البوينغ بل و صناعتها أيضا.

إن أساس إيمان المؤمنين بالله هو أن الكون (الموجود من عدم و المتمثل في المجرات و الكائنات الحية) لا يمكن أن يكون خلق نفسه، فالمجرة لم تخلق نفسها و الكائن الحي لم يخلق نفسه، لسببين رئيسين واضحين : العدم لا يخلق لأنه فراغ و خواء من العلم و القدرة، و السبب الثاني أن الكون بالغ التعقيد و قد تحققت فيه كل المصالح للإنسان لعله يعقل و يشكر.

إن دلائل قدرة الله في الكون لا تحصى، و كل ما فعله العلم باكتشافاته - و لا يزال - هو أنه زاد المؤمنين إيمانا بقدرة الله السميع العليم، و أن قدرته صفة ذاتية له سبحانه تجلت في أفعاله ما أحطنا بعلمه و ما لم نحط.

و من تلك الإكتشافات العلمية :

- الإنفجار العظيم
- الجاذبية
- الثوابت الفيزيائية و الكيميائية
- مواقع النجوم و المجرات و المسافات بينها و ضخامتها
- البكتيريا
- الحمض النووي و البروتين
- تفاصيل خلق الجنين
- الدماغ و عمل الأعضاء المطرد في تناسق
- عجائب الكائنات الحية من طيور و حيوانات و حشرات كالنمل و النحل و العناكب
- الطاقة الشمسية و الكهربائية
- خلق المكان و الزمان و الأبعاد
- خلق الصور و الأشكال و الألوان
- خلق الحياة
- العقل

إن الكون كله يسبح بحمد الله، و يشهد بعلوه و عظمته و كمال علمه و قدرته.

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} [البقرة : 255]

و لأننا نؤمن بقدرة الله المطلقة على الخلق و الإبداع و العلم المحيط بدقائق الأمور و الأحداث في كل حين فنحن نؤمن بأن متصف بصفات الكمال التي تليق بقدرته فلا نشبهه في أفعاله ببشر و لا ننسب إليه نقصا و لا عيبا، و نؤمن أن كل شيء عنده بقدر.

فمن نكون حتى نحيط علما بذات الخالق المقتدر سبحانه و تعالى .. أليس قد خلقنا من لا شيء و صورنا ؟ فكيف فعل ذلك إذن ؟

إن الله الذي خلق هذا العالم من عدم و أبدع في كل زمان خلقا جديد لقادر على خلق عوالم كثيرة و على فعل ما يشاء سبحانه.

و لهذا نصدق بكل ما أخبر به رسوله الكريم من صفاته في الكتاب و الأحاديث الصحيحة لا نؤولها و لا نشبهها و لا نكيفها.

أحسنا الظن بربنا إن عبدناه و دعونا، أو على قدره صبرنا، فهو سبحانه أهل لأن يحمد .. له الحمد رب العلمين.