ناصر التوحيد
04-25-2006, 05:51 AM
لا يجرؤ أي سني ان يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته
لا نزال نسمع عبارات مثل (إن الله في كل مكان ).. وهذه كلمات ومفاهيم متناقضة مع توحيد الله جل ثناؤه.
إن الاعتقاد الصحيح هو: أن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، وأن الله تعالى بـ (علمه) في كل مكان، فلا تخفى عليه خافية , وأنه - جل شأنه - بائن عن خلقه.. لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
ومن لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه– قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة. فالطفل الصغير إذا سئل : أين الله ؟ أجاب بالإشارة أو الكلام بأنه عز وجل فوق ! وهذا الذي فطر عليه الإنس وجميع الحيوانات تنكب عنه الجهمية وغيرهم من المشبهة المعطلة فأنكروا علو الله على خلقه علو الذات.. لكون الصانع في أشرف وأعلى الجهات . وأهل السنة والجماعة لا يحدون الله تعالى بحد يستلزم منه الدخول في أحد الجهات الست ، وإنما هو عندهم بائن عن العالم وعن الجهات الست فوق عرشه كما يليق بجلاله سبحانه .
قال تعالى : " فاينما تولوا فثم وجه الله "
ومكان الله تعالى هو ما كان قبل خلق المخلوقات . وهو مكان غير مخلوق أصلاً . فلا يلزم منه التحيز .
فالله سبحانه وتعالى هو ( العلي ) , وهو ( الأعلى ) , وهو ( المتعال) . ولا ريب أن هذه الأسماء تدل على علوه سبحانه وتعالى العلو المطلق ذاتاً ورتبة وقهراً وغلبة .
وأما ما يقوله الكفرة ومن تشربوا زبالات آراء الكافرين بأن هذا الكلام يعني تجسيم الله أو ان بالله متحيّز في مكان , فهم يقيسون مكان الله عز وجل بما تخيلته عقولهم لما عليه المخلوقات وينفون أن الله كان موجودًا أصلاً قبل خلق المخلوقات .
وقد كان رد السلف على هؤلاء قاصماً لظهورهم ,فقالوا بكل ثقة :الله فوق العرش ، الله فوق سبع سموات ، وهؤلاء المبتدعة إنما يحاولون أن يقولوا : ليس في السماء شيء، ولذلك فهؤلاء المبتدعة متورطون للغاية من هذه الناحية .
عندما يتجسد الجهل في رجل... فلا تسل عن العلم في أَمَةٍ تقلده .
وقد عرفنا من اين تستقي لادينية مقولاتها الكفرية .
لادينية:
إقتباس:
اجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع اهل العلم من المؤمنين ان الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه ولا يأبى ذلك ولا ينكره الا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا ان الله ذاته لا يخلو منه مكان . انظر الابانة 3/ 136
هذه هي الخلاصة التي كنت أتمني ان أسمعها منكم .... "إله المسلمين موجود بذاته علي عرشه بائن من خلقه"
لا يهمني التشبيه ولا التكييف ولا ابحث لهما عن إجابة وكل ما يهمني ان أفهمه قد فهمته ... والآن هل يجرؤ أي سني ان يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته؟؟
ملاحظة :لن أعود الي هذا الموضوع الا إذا جرؤ احدكم وافتري علي اله المسلمين بالقول انه "موجود في كل مكان بذاته" رغم انه لن يجرؤ ان يفعلها أحد لكن الإحتياط واجب .
هذه جاهلة , فلن يجرؤ ان يفعلها أحد لانها خطأ لا يجوز ان يقع به المسلم .
فهذه مجنونة تريد تكفير المسلمين بان تجعلهم يقولون بقول غير القول الحق ..
المسلمون يقولون لها :
الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه منفصل عنه ( فبين أنه منفصل عنه أي العرش ) وعلمه محيط بجميع خلقه ولا يأبى ذلك ولا ينكره الا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا -أي المارقون - : ان الله ذاته لا يخلو منه مكان .
وهي تقول لهم :
والآن هل يجرؤ أي سني ان يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته؟؟
فالجارية كانت أعلم منها وأحكم عندما قالت : في السماء .فلم يصحح قولها الرسول صلى الله عليه وسلم بل أقرها وقال عنها أنها مؤمنة .
عقيدة المسلمين تنزه الله عن الجسم وعن الزمان والمكان وعن الجهة . فالله موجود بلا مكان ولاجهة ."ويستحيل على الله احتياجه لغيره، وللزمان والمكان، إذ هو خالق الزمان والمكان , فالمخلوق لا يحيط بالخالق .والله تعالى لو كان في مكان لكان متناهي المقدار، وما كان متناهي المقدار فهو حادث، والله تعالى قديم فيستحيل عليه الحلول في مكان أو جهة" فلا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تقدس عن أن يحويه مكان، كما تنزه عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان" ذلك لأنه سبحانه وتعالى ليس بجسمٍ حتى يُحدَّ بحدود المكان ، كما أنه ليس بحادثٍ حتى يُحدَّ بحدود الزمان ، و لأن الحوادث و الأجسام المحدودة زماناً و مكاناً تكون مزيجةً بالعدم ، لأنها تكون في زمان دون زمان ، و في مكان دون مكان ، و تصور العدم بالنسبة إلى الذات الإلهية المقدسة مما لا يجوز ، لأنه عَزَّ و جَلَّ هو الحق الثابت الذي لا زوال له ." الله سبحانه وتعالى لا يشغل حيزاً أو مكاناً معيناً فهو اللامحدود من حيث الزمان و المكان ، و لا يجوز أن يُوصف بالكيف والكم ، ومن البديهي أن وجوده سبحانه وتعالى أعلى وأجلّ من أن يوصف أو يُحدَّ بهذه الحدود ، ومن قال بغير هذا لم يوحد الله عَزَّ و جَلَّ . ذلك لأن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ، و ليس في جهة و لا محل ، و ليس حالاً في شيء ، و ليس متحداً مع غيره . هذا و أن المتدبر في آيات القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه و تعالى منزَّه عن كل نقصٍ وشَين ، وأنه ليس بجسم و لا تحُدَّ ذاته المقدسة أية حدود زمانية ومكانية ، رغم سعة وجوده و كونه معنا في كل مكان نكون فيه .ومن هذا شأنه لا يكون جسماً ولا حالاً في محل أو موجوداً في جهة ، إذ لا شكَّ أن الجسمين لا يجتمعان في مكان واحد وجهة واحدة ، فالحكم بأنه سبحانه معنا في أي مكان كنا فيه لا يصح إلا إذا كان موجوداً غير مادي و لا جسماني ، لأن كل جسم إذا حواه مكان خلا منه مكان آخر ، و الله عَزَّ و جَلَّ ليس كذلك .
وليت شعري ما الذي دخل بهم إلى هذه المآزق أليس كان الأولى بهم أن يقولوا : استعلى استعلاء مجردا عن المشابهة . هذا لو كان الاستعلاء لغة يستلزم المشابهة فكيف وهي غير لازمة ؟ لأن الاستواء في القرآن فضلا عن اللغة قد جاء منسوبا إلى الله تعالى كما في آيات الاستواء على العرش وقد مضى بعضها كما جاء منسوبا إلى غيره سبحانه كما قال في سفينة نوح ( استوت على الجودي ) وفي النبات ( استوى على سوقه ) فاستواء السفينة غير استواء النبات . وكذلك استواء الإنسان على ظهر الدابة واستواء الطير على رأس الإنسان واستواؤه على السطح فكل هذا استواء ولكن استواء كل شيء بحسبه تشترك في اللفظ وتختلف في الحقيقة فاستواء الله تعالى هو استواء واستعلاء يليق به تعالى ليس كمثله شيء
وبدأ سبحانه آيات المعية العامة بالعلم، وختمها بالعلم، ليعلم عباده أن المراد بذلك: علمه سبحانه بأحوالهم، وسائر شئونهم، لا أنه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم، وحماماتهم وغير ذلك من أماكنهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، والقول بأن معنى المعية هو اختلاطه بالخلق بذاته، هو ما يقول به أهل الحلول، الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته، وينزهونه عن استوائه على عرشه، وعلوه على خلقه، وينكرون وجود الله أنه فوق سبع سمواته مستوى على عرشه بائن عن خلقه , بل يقولون أن الله في كل مكان ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها، حتى قالت قالت المعتزلة إن ذات الله بكل مكان حتى بالحشوش وأجواف الحيوان.قبحهم الله وأخزاهم، وقد تصدى للرد عليهم أئمة السلف الصالح.
والقول بأن الله في كل مكان بذاته يؤدي إلى تعدد الذات ، لأن الأمكنة كثيرة ومتعددة . ولما كانت ذات الإله واحدة لا يمكن أن تتعدد بطل القول بأن الله في كل مكان بذاته ، وثبت أن الله على السماء فوق عرشه وهو معنا في كل مكان بعلمه يسمعنا ويرانا أينما كنا . والمعية لا تستلزم الاجتماع في مكان واحد.
وهذه قواعد مهمة :
1- ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى ﴾ من يتوهم بأن المعنى أن الله جالس على العرش يكفر , لانه لا يدري بأنه بذلك جعل الله مخلوقاً وجعل له مكاناً يحتاج إليه وأثبت لله المشابهة لخلقه .
2- من لا يقول بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب و إلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته
3- من يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته وأنه في جميع الأمكنة , فهو يقول بقول المخالفين من الجهمية المعطلة والمجسمة والحلولية والمعتزلة . ولا يوجد مسلم ملتزم يقول بهذا الكلام .
4- والحلولية قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان
5- ومن يسأل أين جهة العرش بالتحديد : نقول له: فوق السموات العلى ونسكت . وإن سال أين هي الآن في هذه الجهة الشمالية أو الجنوبية أو نحو ذلك؟ نقول: لا نحددها .
6- من قال : ان الله في كل مكان , يريد نفي علوه على عرشه , وانه بذاته في الامكنة , فقوله باطل , وهو بذلك كفر بالله تعالى , لما فيه من اثبات الحلول والامتزاج بمخلوقاته .
7- أفتى الإمام أحمد بن حنبل بكفر من نفوا صفة العلو عن الله تبارك وتعالى وكتب رسالته المشهورة (الرد على الزنادقة) فسمى الذين نفوا صفة العلو بأنهم زنادقة.
8- وقال الشيخ الهرري :"وحكم من يقول: (إن الله تعالى في كل مكان أو في جميع الأماكن) التكفير إذا كان يفهم من هذه العبارة أن الله بذاته منبثٌّ أو حالٌّ في الأماكن، أما إذا كان يفهم من هذه العبارة أنه تعالى مسيطر على كل شيء وعالم بكل شىء فلا يكفر. وهذا قصد كثير ممن يلهج بهاتين الكلمتين، ويجب النهي عنهما في كل حال " اهـ.
إثبتنا علو الله على خلقه , بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة الصالح فمن رد هذا القول , وقال إن الله في كل مكان بعد هذا كله فهو كافر .
9- قاعدة هامة
في معية الله تعالى
تنقسم معية الله تعالى إلي قسمين :
الأول : معية عامة شاملة لكل أحد. (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) وهذه المعية عامة شاملة لجميع الخلق، فما من مخلوق إلا والله تعالي معه، يعلمه ويحيط به سلطاناً وقدرةً وسمعاً وبصراً وغير ذلك.
الثاني : معية خاصة. وهذه المعية هي التي تقتضي النصر والتأييد. وهي خاصة بالرسل وأتباعهم، أي ليست لكل أحد. (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ،،،،،،، (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
هل معني معية الله أن الله سبحانه مع الناس في أمكنتهم ؟؟
الجواب : لا . بل الله سبحانه مع الناس وهو فوق سماواته علي عرشه كذلك. ولا مانع من ذلك لأن الشيء يكون فوق وهو معك والعرب يقولون مازلنا نسير والقمر معنا، وكل يعلم أن القمر في السماء. ويقولون أيضاً مازلنا نسير وسهيل معنا – وهو نجم معروف – وهو في السماء
فما بالك بالخالق عز وجل هو فوق كل شيء، استوي علي عرشه، ومع ذلك هو محيط بكل شيء مع كل أحد. مهما انفردت فإن الله تعالي محيط بك علماً وسلطاناً وقدرةً وسمعاً وبصراً وغير ذلك
انقسام الناس في معية الله تعالي وعُلُوه
انقسم الناس في معية الله تعالي وعُلُوه إلي طرفين ووسط
الطرف الأول : قالوا أن الله تعالي في كل مكان ( حتى في الأماكن القذرة – حتى في جوف الحيوان )
وقولهم هذا كفر لا إشكال فيه، لأنهم بذلك قد انتقصوا من قدر الله عز وجل
الطرف الثاني : قالوا أن الله تعالي لا فوق العالم ولا تحته، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا داخله ولا خارجه. وحقيقة قولهم هذا هو العدم أي لا شيء. فكيف يوصف الله تعالي بأنه لا شيء ؟!!!!!
الوسط وهم أهل السنة : قالوا أن الله تعالي فوق كل شيء، ولكنه ليس في كل مكان، ولا يحيط به شيء من مخلوقاته
10- سؤال : هل نحن نعلم كيفية استواء الله تعالي علي العرش ؟
الجواب : لا. لأن هذا من أمور الغيب، وقد أخبرنا الله تعالي عنه ولم يخبرنا عن كيفيته. فوجب علينا أن نتوقف علي ما ورد ولا نتعداه.
قال الإمام مالك حين سأله سائل عن الاستواء: ( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا ). وأمر بالسائل فأخرج من المجلس.
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، وإنهم لهم السابقون، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يشفي، وإنهم من ذلك لعلى هدى مستقيم .وأمر عبد العزيز أن يصف الرب بما وصف به نفسه ، وأن يسكت عما وراء ذلك .
لا نزال نسمع عبارات مثل (إن الله في كل مكان ).. وهذه كلمات ومفاهيم متناقضة مع توحيد الله جل ثناؤه.
إن الاعتقاد الصحيح هو: أن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، وأن الله تعالى بـ (علمه) في كل مكان، فلا تخفى عليه خافية , وأنه - جل شأنه - بائن عن خلقه.. لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
ومن لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق . ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه– قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة. فالطفل الصغير إذا سئل : أين الله ؟ أجاب بالإشارة أو الكلام بأنه عز وجل فوق ! وهذا الذي فطر عليه الإنس وجميع الحيوانات تنكب عنه الجهمية وغيرهم من المشبهة المعطلة فأنكروا علو الله على خلقه علو الذات.. لكون الصانع في أشرف وأعلى الجهات . وأهل السنة والجماعة لا يحدون الله تعالى بحد يستلزم منه الدخول في أحد الجهات الست ، وإنما هو عندهم بائن عن العالم وعن الجهات الست فوق عرشه كما يليق بجلاله سبحانه .
قال تعالى : " فاينما تولوا فثم وجه الله "
ومكان الله تعالى هو ما كان قبل خلق المخلوقات . وهو مكان غير مخلوق أصلاً . فلا يلزم منه التحيز .
فالله سبحانه وتعالى هو ( العلي ) , وهو ( الأعلى ) , وهو ( المتعال) . ولا ريب أن هذه الأسماء تدل على علوه سبحانه وتعالى العلو المطلق ذاتاً ورتبة وقهراً وغلبة .
وأما ما يقوله الكفرة ومن تشربوا زبالات آراء الكافرين بأن هذا الكلام يعني تجسيم الله أو ان بالله متحيّز في مكان , فهم يقيسون مكان الله عز وجل بما تخيلته عقولهم لما عليه المخلوقات وينفون أن الله كان موجودًا أصلاً قبل خلق المخلوقات .
وقد كان رد السلف على هؤلاء قاصماً لظهورهم ,فقالوا بكل ثقة :الله فوق العرش ، الله فوق سبع سموات ، وهؤلاء المبتدعة إنما يحاولون أن يقولوا : ليس في السماء شيء، ولذلك فهؤلاء المبتدعة متورطون للغاية من هذه الناحية .
عندما يتجسد الجهل في رجل... فلا تسل عن العلم في أَمَةٍ تقلده .
وقد عرفنا من اين تستقي لادينية مقولاتها الكفرية .
لادينية:
إقتباس:
اجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع اهل العلم من المؤمنين ان الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه ولا يأبى ذلك ولا ينكره الا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا ان الله ذاته لا يخلو منه مكان . انظر الابانة 3/ 136
هذه هي الخلاصة التي كنت أتمني ان أسمعها منكم .... "إله المسلمين موجود بذاته علي عرشه بائن من خلقه"
لا يهمني التشبيه ولا التكييف ولا ابحث لهما عن إجابة وكل ما يهمني ان أفهمه قد فهمته ... والآن هل يجرؤ أي سني ان يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته؟؟
ملاحظة :لن أعود الي هذا الموضوع الا إذا جرؤ احدكم وافتري علي اله المسلمين بالقول انه "موجود في كل مكان بذاته" رغم انه لن يجرؤ ان يفعلها أحد لكن الإحتياط واجب .
هذه جاهلة , فلن يجرؤ ان يفعلها أحد لانها خطأ لا يجوز ان يقع به المسلم .
فهذه مجنونة تريد تكفير المسلمين بان تجعلهم يقولون بقول غير القول الحق ..
المسلمون يقولون لها :
الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه منفصل عنه ( فبين أنه منفصل عنه أي العرش ) وعلمه محيط بجميع خلقه ولا يأبى ذلك ولا ينكره الا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا -أي المارقون - : ان الله ذاته لا يخلو منه مكان .
وهي تقول لهم :
والآن هل يجرؤ أي سني ان يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته؟؟
فالجارية كانت أعلم منها وأحكم عندما قالت : في السماء .فلم يصحح قولها الرسول صلى الله عليه وسلم بل أقرها وقال عنها أنها مؤمنة .
عقيدة المسلمين تنزه الله عن الجسم وعن الزمان والمكان وعن الجهة . فالله موجود بلا مكان ولاجهة ."ويستحيل على الله احتياجه لغيره، وللزمان والمكان، إذ هو خالق الزمان والمكان , فالمخلوق لا يحيط بالخالق .والله تعالى لو كان في مكان لكان متناهي المقدار، وما كان متناهي المقدار فهو حادث، والله تعالى قديم فيستحيل عليه الحلول في مكان أو جهة" فلا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تقدس عن أن يحويه مكان، كما تنزه عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن يخلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان" ذلك لأنه سبحانه وتعالى ليس بجسمٍ حتى يُحدَّ بحدود المكان ، كما أنه ليس بحادثٍ حتى يُحدَّ بحدود الزمان ، و لأن الحوادث و الأجسام المحدودة زماناً و مكاناً تكون مزيجةً بالعدم ، لأنها تكون في زمان دون زمان ، و في مكان دون مكان ، و تصور العدم بالنسبة إلى الذات الإلهية المقدسة مما لا يجوز ، لأنه عَزَّ و جَلَّ هو الحق الثابت الذي لا زوال له ." الله سبحانه وتعالى لا يشغل حيزاً أو مكاناً معيناً فهو اللامحدود من حيث الزمان و المكان ، و لا يجوز أن يُوصف بالكيف والكم ، ومن البديهي أن وجوده سبحانه وتعالى أعلى وأجلّ من أن يوصف أو يُحدَّ بهذه الحدود ، ومن قال بغير هذا لم يوحد الله عَزَّ و جَلَّ . ذلك لأن الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ، و ليس في جهة و لا محل ، و ليس حالاً في شيء ، و ليس متحداً مع غيره . هذا و أن المتدبر في آيات القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه و تعالى منزَّه عن كل نقصٍ وشَين ، وأنه ليس بجسم و لا تحُدَّ ذاته المقدسة أية حدود زمانية ومكانية ، رغم سعة وجوده و كونه معنا في كل مكان نكون فيه .ومن هذا شأنه لا يكون جسماً ولا حالاً في محل أو موجوداً في جهة ، إذ لا شكَّ أن الجسمين لا يجتمعان في مكان واحد وجهة واحدة ، فالحكم بأنه سبحانه معنا في أي مكان كنا فيه لا يصح إلا إذا كان موجوداً غير مادي و لا جسماني ، لأن كل جسم إذا حواه مكان خلا منه مكان آخر ، و الله عَزَّ و جَلَّ ليس كذلك .
وليت شعري ما الذي دخل بهم إلى هذه المآزق أليس كان الأولى بهم أن يقولوا : استعلى استعلاء مجردا عن المشابهة . هذا لو كان الاستعلاء لغة يستلزم المشابهة فكيف وهي غير لازمة ؟ لأن الاستواء في القرآن فضلا عن اللغة قد جاء منسوبا إلى الله تعالى كما في آيات الاستواء على العرش وقد مضى بعضها كما جاء منسوبا إلى غيره سبحانه كما قال في سفينة نوح ( استوت على الجودي ) وفي النبات ( استوى على سوقه ) فاستواء السفينة غير استواء النبات . وكذلك استواء الإنسان على ظهر الدابة واستواء الطير على رأس الإنسان واستواؤه على السطح فكل هذا استواء ولكن استواء كل شيء بحسبه تشترك في اللفظ وتختلف في الحقيقة فاستواء الله تعالى هو استواء واستعلاء يليق به تعالى ليس كمثله شيء
وبدأ سبحانه آيات المعية العامة بالعلم، وختمها بالعلم، ليعلم عباده أن المراد بذلك: علمه سبحانه بأحوالهم، وسائر شئونهم، لا أنه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم، وحماماتهم وغير ذلك من أماكنهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، والقول بأن معنى المعية هو اختلاطه بالخلق بذاته، هو ما يقول به أهل الحلول، الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته، وينزهونه عن استوائه على عرشه، وعلوه على خلقه، وينكرون وجود الله أنه فوق سبع سمواته مستوى على عرشه بائن عن خلقه , بل يقولون أن الله في كل مكان ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها، حتى قالت قالت المعتزلة إن ذات الله بكل مكان حتى بالحشوش وأجواف الحيوان.قبحهم الله وأخزاهم، وقد تصدى للرد عليهم أئمة السلف الصالح.
والقول بأن الله في كل مكان بذاته يؤدي إلى تعدد الذات ، لأن الأمكنة كثيرة ومتعددة . ولما كانت ذات الإله واحدة لا يمكن أن تتعدد بطل القول بأن الله في كل مكان بذاته ، وثبت أن الله على السماء فوق عرشه وهو معنا في كل مكان بعلمه يسمعنا ويرانا أينما كنا . والمعية لا تستلزم الاجتماع في مكان واحد.
وهذه قواعد مهمة :
1- ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى ﴾ من يتوهم بأن المعنى أن الله جالس على العرش يكفر , لانه لا يدري بأنه بذلك جعل الله مخلوقاً وجعل له مكاناً يحتاج إليه وأثبت لله المشابهة لخلقه .
2- من لا يقول بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب و إلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته
3- من يقول ان الله موجود في كل مكان بذاته وأنه في جميع الأمكنة , فهو يقول بقول المخالفين من الجهمية المعطلة والمجسمة والحلولية والمعتزلة . ولا يوجد مسلم ملتزم يقول بهذا الكلام .
4- والحلولية قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان
5- ومن يسأل أين جهة العرش بالتحديد : نقول له: فوق السموات العلى ونسكت . وإن سال أين هي الآن في هذه الجهة الشمالية أو الجنوبية أو نحو ذلك؟ نقول: لا نحددها .
6- من قال : ان الله في كل مكان , يريد نفي علوه على عرشه , وانه بذاته في الامكنة , فقوله باطل , وهو بذلك كفر بالله تعالى , لما فيه من اثبات الحلول والامتزاج بمخلوقاته .
7- أفتى الإمام أحمد بن حنبل بكفر من نفوا صفة العلو عن الله تبارك وتعالى وكتب رسالته المشهورة (الرد على الزنادقة) فسمى الذين نفوا صفة العلو بأنهم زنادقة.
8- وقال الشيخ الهرري :"وحكم من يقول: (إن الله تعالى في كل مكان أو في جميع الأماكن) التكفير إذا كان يفهم من هذه العبارة أن الله بذاته منبثٌّ أو حالٌّ في الأماكن، أما إذا كان يفهم من هذه العبارة أنه تعالى مسيطر على كل شيء وعالم بكل شىء فلا يكفر. وهذا قصد كثير ممن يلهج بهاتين الكلمتين، ويجب النهي عنهما في كل حال " اهـ.
إثبتنا علو الله على خلقه , بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة الصالح فمن رد هذا القول , وقال إن الله في كل مكان بعد هذا كله فهو كافر .
9- قاعدة هامة
في معية الله تعالى
تنقسم معية الله تعالى إلي قسمين :
الأول : معية عامة شاملة لكل أحد. (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) وهذه المعية عامة شاملة لجميع الخلق، فما من مخلوق إلا والله تعالي معه، يعلمه ويحيط به سلطاناً وقدرةً وسمعاً وبصراً وغير ذلك.
الثاني : معية خاصة. وهذه المعية هي التي تقتضي النصر والتأييد. وهي خاصة بالرسل وأتباعهم، أي ليست لكل أحد. (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ،،،،،،، (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
هل معني معية الله أن الله سبحانه مع الناس في أمكنتهم ؟؟
الجواب : لا . بل الله سبحانه مع الناس وهو فوق سماواته علي عرشه كذلك. ولا مانع من ذلك لأن الشيء يكون فوق وهو معك والعرب يقولون مازلنا نسير والقمر معنا، وكل يعلم أن القمر في السماء. ويقولون أيضاً مازلنا نسير وسهيل معنا – وهو نجم معروف – وهو في السماء
فما بالك بالخالق عز وجل هو فوق كل شيء، استوي علي عرشه، ومع ذلك هو محيط بكل شيء مع كل أحد. مهما انفردت فإن الله تعالي محيط بك علماً وسلطاناً وقدرةً وسمعاً وبصراً وغير ذلك
انقسام الناس في معية الله تعالي وعُلُوه
انقسم الناس في معية الله تعالي وعُلُوه إلي طرفين ووسط
الطرف الأول : قالوا أن الله تعالي في كل مكان ( حتى في الأماكن القذرة – حتى في جوف الحيوان )
وقولهم هذا كفر لا إشكال فيه، لأنهم بذلك قد انتقصوا من قدر الله عز وجل
الطرف الثاني : قالوا أن الله تعالي لا فوق العالم ولا تحته، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا داخله ولا خارجه. وحقيقة قولهم هذا هو العدم أي لا شيء. فكيف يوصف الله تعالي بأنه لا شيء ؟!!!!!
الوسط وهم أهل السنة : قالوا أن الله تعالي فوق كل شيء، ولكنه ليس في كل مكان، ولا يحيط به شيء من مخلوقاته
10- سؤال : هل نحن نعلم كيفية استواء الله تعالي علي العرش ؟
الجواب : لا. لأن هذا من أمور الغيب، وقد أخبرنا الله تعالي عنه ولم يخبرنا عن كيفيته. فوجب علينا أن نتوقف علي ما ورد ولا نتعداه.
قال الإمام مالك حين سأله سائل عن الاستواء: ( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا ). وأمر بالسائل فأخرج من المجلس.
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، وإنهم لهم السابقون، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يشفي، وإنهم من ذلك لعلى هدى مستقيم .وأمر عبد العزيز أن يصف الرب بما وصف به نفسه ، وأن يسكت عما وراء ذلك .