أيها الملحد لهذا السبب نغضب عند الحوار

[( ابو معاذ )]

بسم الله الرحمن الرحيم

تصوّر أو افترض أن

لو انا وأنتَ إخوة ( اشقاء ) ولظروف العمل والتعليم غادرتُ أنا البيت وذهبتُ الى المدينة بينما انت بقيتَ مع الاسرة في قريتنا الهادئة تنعم بحنان الأم ودفئها وعطف الأب ورعايته ومرح الاخوة والأخوات وشقاوتهم وكذلك براءتهم , تعيش مع العائلة في سلام ووئام . بينما انا ذهبتُ للصّخب والضوضاء احتكُّ بهذا وأتلقّى من ذاك كل ما اجده اتلقّفه بشراهة اعجاباً مني وغباءً وسذاجة ولكني لا أشعر بذلك , فبعد عودتي سيُشار إلي بالبنان , وتحيط بي الاضواء , تلقفتُ كل ما هبّ ودب , وبعد فترة من الزّمن ... رجعتُ أنا . عُدْتُ الى القرية ...!!

وأرجو من كل ملحد أو ليبرالي ان يركّز الآن وليضع نفسه مكان الشقيق الذي بقي في القرية مع الأسرة بينما انا سألعب دور الأخ الذي ذهب للمدينة ليتعلّم ..!

رجعتُ الى القريّة وأول لقاء كان بيني وبينك فقد انتظرتني مشكوراً في محطة القطار واثنا وفي الريق , قلتَ لي أن ابي مشتاق لرؤيتك وأمي اكثر منه لهفة .
فبادرتُك في تبجّح وخيلاء وفي قمّة التعالي ,,,, قلتُ لك

من هذا الذي تطلق عليه اسم ( ابو ) .؟
ومن هي تلك التي تقول عنها ( أم ) .؟
فرجعتَ أنت تشرح لي وتفسّر قصدك ومعنى كلامك , ولكني لم اكترث كثيرا لما تقوله أنت بل تبسّمتُ وقلتُ في سخريّة وثقة زائدة ... قلتُ

ألا تزالون تؤمنون بهذه الخرافات ...!!؟؟
ألا زلتم تؤمنون بأن فيه أب وأم وأخ واخت ..!!؟؟
متى ستتعلّمون ايها الجهلة .!!؟؟
متى ستسمحون لعقولكم كي تشتغل ..!!؟؟

ثم ارتفعت القهقهة من حنجرتي . اضحك على بقاءكم متخلّفين ولا تزالون تؤمنون بأن هناك ( أب ) ولا زال لديكم شعور بأن هناك شيء اسمه ( أم ) .!!
هذه أشياء عفى عليها الزمن ولم يعد لها وجود ولم تكن موجودة اصلاً سوى في عقول القرويين . أما الحقيقة فهي عكس ذلك .!!!
فقد اكتشف العلماء ان الأم والأب هما شيئان لا وجود لهما الاّ في عقول البسطاء ولا يمكن اثبات وجودهما عن طريق العقل والعلم وبالبراهين والتجربة .

فتعاود انت الكرّة وتذكّرني بإسم أمي واسم ابي وأوصافهما , بينما انا انظر اليك ساخرا واقول لك , دعك من هذا بالله عليك ستعيدنا الى العصر الطباشيري وتثبت لي خرافة من صُنع الخيال ومحض اساطير قد اثبت العلم بطلانها.ههههههه

ثمّ اصرّيتُ على موقفي ودافعتُ عن فكري بكل حماس , ومؤكّدا لك بكل ما أوتيتُ من قوّة انه لا توجد أم وليس هناك أب , ثمّ استدلّيتُ على قولي بشيء من ابحاث
البرفسور ( هانس طايش بَنْشَر ) الذي حصل بموجبها على جائزة نوبل للفيزيا , واقتبستُ اشياءً من اقوال العالم الروسي د. بول غايطوف , الذي اثبت انه لا يوجد في الحياة اب ولا توجد ام وكل مافي المسألة هو أن الإنسان عندما يكون صغيراً فإنه يتمسّك بأقرب اثنين اليه ولا يستطيعون ان يفلتوا منه فيبقى عندهم لفترة حتى يكبر ثم يبدأ يتشبث فيه انسان صغير جديد وهكذا .. وما حكاية الام والاب سوى خرافات وطقوس مارسها الإنسان البدائي الذي عاش في الكهوف والأدغال , ويجب على الانسان ان يعترف بهذه الحقيقة العلميّة ...!!

انت تكلّمني عن ( ابي وأمي ) وانا اسرد الاثباتات التي تؤكّد ان الانسان ليس له أب ولا أم وانما هما شخصان حين ابصرتَ رأيتهما فظننتَ انهما ما يسمى اب وام وقد وجدوا متحجّرات واحفوريات تثبت ذلك وانك غبي وتعيش في وهم وخيال .

والآن

بالله عليك يا أخي ( شقيقي ) ما رأيك لو اني اخوك العائد من المدينة وكان ذلك هو كلامي معك واني مصدّق ذلك ومؤمن به ومتمسّك بكل كلمة فيه ولا احيد عنه قيد أنملة . قلي رأيك في شقيقك اللي هو ( أنا ) .. قل لي رأيك فيما سبق هل يُغضبك ..؟ هل تراه منطقياً ..؟ قلي رأيك بصدق وصراحة ,,,

وحينها ستعرف أن هذا هو الذي يُغْضِبنا اثناء حوارنا معك , وهذا هو الذي يخرجنا عن طورنا , وهذا هو نفسه الذي يجعلك تبدو لنا غبياً ايها
الليبرالي او الملحد , فأنت تناقشنا في مسألة هي عندنا اوضح من ( الأب والأم ) في مثالنا السابق وأجلى من الشمس في وضح النهار وأأكد من شعورنا بذواتنا ومن احساسنا بأنفسنا .. بينما انت تكرر على مسامعنا ديكنز وشملول .... قرأتَ صفحتين أو ثلاث لواحد مجنون وجئتَنا كما جئتُ انا من مدينتنا السابقة في مثالنا السالف .

ولكم تقديري .