المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم من قال؛ "لا إله إلا الله"، ولم يكفر بما يُعبد من دون الله



ابو مارية القرشي
04-27-2006, 02:12 PM
حكم من قال؛ "لا إله إلا الله"، ولم يكفر بما يُعبد من دون الله

سُئل العلامة عبد الله أبا بطين عن معنى؛ لا إله إلا الله، وعمن قالها ولم يكفر بما يعبد من دون الله؟ وهل من قالها، ودعا نبياً أو ولياً؛ تنفعه؟ أو هو مباح الدم والمال - ولو قالها -؟

* * *
فأجاب رحمه الله:

معنى "لا إله إلا الله " - عند جميع أهل اللغة، وعلماء التفسير، والفقهاء كلهم - يفسرون الإله؛ بالمعبود، والتأله؛ التعبد.

وأما العبادة، فعرفها بعضهم بأنها؛ ما أمر به شرعاً، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي.

والمأثور عن السلف تفسير العبادة؛ بالطاعة، فيدخل في ذلك فعل المأمور، وترك المحظور، من واجب ومندوب، وترك المنهى عنه، من محرم و مكروه.

فمن جعل نوعاً من أنواع العبادة لغير الله - كالدعاء، والسجود، والذبح، والنذر، وغير ذلك - فهو مشرك.

ولا إله إلا الله؛ إثبات العبادة لله وحده، والبراءة من كل معبود سواه، وهذا معنى الكفر بما يعبد من دونه، لأن معنى الكفر بما يعبد من دونه؛ البراءة منه، واعتقاد بطلانه، وهذا معنى الكفر بالطاغوت في قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}.

والطاغوت؛ اسم لكل معبود سوى الله، كما في قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من قال "لا إله إلا الله"، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله).

فقوله: (وكفر بما يعبد من دون الله)، الظاهر؛ أن هذا زيادة إيضاح، لأن "لا إله إلا الله" متضمنة الكفر بما يعبد من دون الله.

ومن قال؛ لا إله إلا الله، ومع ذلك يفعل الشرك الأكبر - كدعاء الموتى، والغائبين، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والتقرب إليهم بالنذور، والذبائح -؛ فهذا مشرك - شاء أم أبى - و {الله لا يغفر أن يشرك به}، و {من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}، ومع هذا فهو شرك، ومن فعله؛ فهو كافر.

ولكن كما قال الشيخ: (لا يقال فلان كافر، حتى يبين له ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم، فإن أصر بعد البيان؛ حكم بكفره، وحل دمه، وماله).

وقال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}، أي؛ شرك، {ويكون الدين كله لله}.

فإذا كان في بلد وثن يعبد من دون الله؛ قوتلوا لأجل هذا الوثن، أي لإزالته وهدمه وترك الشرك، حتى يكون الدين كله لله.

والدعاء؛ دين، سماه الله دينا، كما في قوله تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين}، أي؛ الدعاء.

وقال صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له).

فمتى كان شيء من العبادة مصروفا لغير الله؛ فالسيف مسلول عليه.

والله أعلم
[الدرر السنية: ج2/ ص313 - 314]

ملاحظة : الشيخ عبد الله ابا بطين من أئمة الدعوة النجدية

أبو جهاد الأنصاري
04-28-2006, 02:39 AM
يعنى من قال : (لا إله إلا الله) ولم يكفر بما يُعبد من دون الله فما قال : (لا إله إلا الله).

حفصة
04-28-2006, 02:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل ابو مارية القرشي

ابو مارية القرشي
04-28-2006, 12:07 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اخيتي الكريمة وبارك فيك ، وما أنا الا طويلب علم صغير وفي المنتدى من هم في منزلة مشايخي واساتذتي

أبو أمامة
05-04-2006, 03:15 AM
بارك الله فيك أيها الشيخ المبارك ، ونفع بك الإسلام والمسلمين ، وإني أشهد الله على حبك فيه

ابو مارية القرشي
05-04-2006, 11:34 AM
وفيكم بارك الله وأحبك المولى عز وجل الذي أحببتني له ، ونفع بك ورزقك الهدى والسداد ، وما أنا يا أخي الكريم الا طويلب علم صغير، وفي المنتدى من هو أولى بلقب شيخ من العبد الفقير.

موحده
06-30-2006, 04:36 PM
اللهم احفظ اخانا ابا مارية القرشي من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه واعوذ بعظمتك ان يغتال من تحته
وثبته على جهاد الكافرين في بلاد الرافدين
واربط على قلبه واخوانه وثبت اقدامهم وايدهم بنصرك

أبو رشيد
02-17-2007, 08:56 AM
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك
هناك شبهة يضعها الخـوارج و وأريد منكم أن تردوا عليها حتى نستفيد وتكون عندنا خلفية في الرد على هذه الشبهة

الشبهة :

لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وطاعة الحجاج تؤول للكفر ،لأنه يأمر بقتل النفس المسلمة المعصومة -دون وجه حق- وهذا كفر بحد ذاته - .
وأستدل :::: قال سبحانه: " وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمناً الإخطئاً) فنفى الإيمان ،ثم عقب على هذه الآية بآية " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جنهم خالداً فيها ......الآية ) ولا يخلد فيها الإ الكافر على مذهبكم . عد إلى تفسير محمد رشيد رضا المعروف بالمنار عند قوله تعالى عند آية الربا في سورة البقرة ( ومن عاد فاؤلئك اصحاب النار هم فيها خالدون )

في إنتظار إجابتكم

أبو رشيد
02-22-2007, 06:37 AM
لقد وجدت الإجابة من الدكتور فخر الدين المناظر فجزاه الله عنا خير الجزاء
وهي كالتالي :

نقول بحمد الله تعالى ،، أن هذا الخارجي لا يعلم ضوابط التكفير ولا منهج أهل العلم في ذلك ... وإذا دخلت في ضوابط التكفير لن أفرغ منه ،،، أما الجواب على ما خطت يمينه فهو من وجوه :

أولاها : أن الأدلة النقلية والعقلية دلت على عدم كفر مرتكب الكبيرة ،، ألا ترى معي أن الشرع لم يطلب بقتل شارب الخمر والسارق وكذلك الزاني غير المحصن؟؟، فعلى الرغم من أن كل ما ترتب عليه حد فهو من الكبائر، إلا أن الشرع عاقب كل جريمة بحسبها، ولو كانت هذه الكبائر كفراً لوجب قتل هؤلاء جميعاً ما لم يتوبوا .

ثم أنه من الثابت عن النبي أنه لم يكن يعامل العصاة ومقترفي الكبائر معاملة المرتدين الكفار ،، وهذا إن دل فإنما يدل عن عدم كفر مرتكب الكبيرة....

ثم ألا ترى معي أن الله سبحانه وتعالى سمى القاتل أخا في الدين ؟؟ حيث قال رب العزة { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان } فأنت ترى انه سمى القاتل أخا في الدين ولو كان كافرا لنفى عنه الأخوة الإيمانية....

ثم ألا ترى معي أن الله أثبت الإيمان للطائفتين المتقاتلين رغم كون إحداهما باغية ؟؟ وذلك في قوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون } وكما هو معلوم لكل ذي بصيرة أن البغي - وخصوصا في دماء المؤمنين - من أعظم الكبائر وأشنعها، ومع ذلك سمى الله المتصفين به مؤمنين، ودعاهم إلى الصلح والتوبة .

ثم ألا ترى معي الحديث المتفق عليه الذي رواه أبي ذر الغفاري والذي يقول فيه ( ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق، على رغم أنف أبي ذر )

فهذا دليل صريح على ان الكبائر لا تبطل التوحيد ولا تحول دون دخول الجنة...

ثم ألا ترى معي الحديث القدسي الذي رواه إمام أهل السنة مالك والترمذي طيب الله ثراهما ،، قول الله تعالى( يا بن آدم: إنك لو أتيتني بقراب الأرض – ما يقارب ملأها - خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة )

والأدلة على عدم كفر مرتكب الكبائر كثيرة وصريحة ولا يناقش في ذلك إلا مارق متكبر ....

ثانيها : أن الخلود في الآية التي جاءت في سورة البقرة تحتمل معنيان :

المعنى الأول: انه لا يراد به الخلود الحقيقي الأبدي الذي لا ينقطع، لأن الخلود يطلق ويراد به الخلود الأبدي السرمدي، ويطلق ويراد به المكث الطويل، ألا تعلم أيها الخارجي قول العرب في الرجل المسن إِذا بقـي سواد رأْسه ولـحيته علـى الكبر: إِنه لـمخـلِد ؟؟؟ وأيضا قول العرب في الرجل إِذا لـم تسقط أَسنانه من الهرم: إِنه لـمخـلِد .
وأيضا كقول لبيد:
فوقفْتُ أسألُها وكيفَ سؤالُنا *** صُمّاً خَوَالِدَ ما يَبِين كلامُها
ومنه: خلَّد الله مُلك فلان.
فإذا كان معنى الخلود يحتمل كل هذه المعاني فمن المتعين حمله في الآية التي استدللت بها على الخلود غير الأبدي وذلك للجمع بين الأدلة..

أما المعنى الثاني فإذا سلمنا جدلا معك أن الخلود هو خلود أبدي فلا شك لأنّ المراد العود إلى قوله: { إنما البيع مثل الربا } ، أي عاد إلى استحلال الربا ،، وهذا نِفاق؛ فإنّ كثيراً منهم قد شقّ عليهم ترك التعامل بالربا، فعلم الله منهم ذلك وجعَل عدم إقلاعهم عنه أمارة على كذب إيمانهم . ومن كذب إيمانه فهذا يعني انه كافر منافق لأنه باستحلاله الربا وقوله إنما البيع مثل الربا ،، فهو استحلال لما لم يحلله الله ،، والأمة مجمعة على أن من يحلل ما حرم الله أو من يحرم ما أحل الله عن قصد فهو كافر. فإن كان الخلود حقيقيا في هذه الآية فلأنه أحل ما حرم الله علوا واستكبارا وتجبرا وعنادا وليس لأنه ارتكب كبيرة.


وينبغي الإشارة إلى ان التفسير الأول للآية هو رأي الجمهور من المفسرين...

وأسأل الله أن أكون قد توضحَت الرؤية ،، وظهرت الفكرة ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
__________________
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

من كـثر كـلامه كـثر خـطؤُه ...و لن تنال ما تريد الا بترك ما تشتهي، ولن تنال ما تأمل الا بالصبر على ما تكره، فليكن كلامك ذكرا، وصمتك فكرا، ونظرك عبرا،لا تتسرع في الرد ، تعلم فليس المرء يولد عالـمــا، وليس أخو علم كمن هو جاهـل ،فكبير القوم لا علم عـنـده ، صغير إذا التفت عليه الجحافل ،وإن صغير القوم إن كان عالما ، كبير إذا ردت إليه المحـافـل.

فــخــر الــديــن الــمُــنــاظــر