المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن



د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :



فما زال أعداء الله الفينة بعد الفينة يلقون إلى المسلمين شبها تدل على سفاهة عقولهم و قصور ثقافتهم و شدة حقدهم على الإسلام فالعدو لا يهدأ له بال ودين الله في ازدياد لذا يحاول أن يثير الشبهات و يشيع الشهوات حتى يطفأ نور الله و الله متم نوره و لو كره هذا الكافر .



و مما أثاره الكفار المغرضون سقوط سورة تدعى سورة النورين من المصحف و إذا بين لهم أن هذه السورة ليست من المصحف و أنها من كلام بشر يقولون أن كلام هذه السورة مثل كلام الله و بالتالي قرآنكم قد عورض ، ومادام القرآن قد عورض فليس بكلام الله و بالتالي لا دليل على صدق نبيكم .



و في هذه السطور بيان لبطلان دعوى أن سورة النورين من المصحف و بطلان دعوى أن سورة النورين مثل سور القرآن الكريم .




نص سورة النورين المدعاة




يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم.
نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم.
إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم.
والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفونه في الجحيم.
ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم.
إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم.
قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذتهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم.
إن الله قد أهلك عاداً وثمود بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون.
وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين.
ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون.
إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون.
إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم.
يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون.
قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون.
مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم.
إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّا لمن المتقين.
وإنا لنوفه حقه يوم الدين.
وما نحن عن ظلمه بغافلين.
وكرمناه على أهلك أجمعين.
وإنه وذريته لصابرون.
وإن عدوهم إمام المجرمين.
قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون.
يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات مبينات فيها من يتوفه مؤمناً ومن يتوله من بعدك يظهرون.
فاعرض عنهم إنهم معرضون.
إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون.
إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون.
فسبح باسم ربك وكن من الساجدين.
ولقد أرسلنا موسى وهرون بما استخلف فبغوا هرون فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعنّاهم إلى يوم يبعثون.
فاصبر فسوف يبلون ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين.
وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون.
ومن يتول عن أمري فإني مرجعه، فليتمتعوا بكفرهم قليلاً فلا تسأل عن الناكثين.
يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهداً فخذه وكن من الشاكرين.
إن علياً قانتاً بالليل ساجداً يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه. قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون.
سيعجل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون.
إنا بشرناك بذرية الصالحين.
وإنهم لأمرنا لا يخلفون.
فعليهم مني صلاة ورحمة أحياء وأمواتاً ويوم يبعثون.
وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي أنهم قوم سوءٍ خاسرين.
وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون.
والحمد لله رب العالمين .

د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:45 PM
مصدر سورة النورين المزعومة

عند تتبع مصدر سورة النورين التي نسبها البعض زورا للقرآن و أدعى أنها أسقطت منه عمدا لا نجد لها مصدرا إسلاميا موثوقا به يعود للقرن الأول الهجري و لا حتى الثاني الهجري .
و مما يعلمه المسلمون بشأن كتاب الله أنه كتب على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و جمع ما كتب عند أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ثم كان المصحف الإمام الذي كتب في خلافة عثمان بن عفان كما هو معلوم .


و قد حفظ كثير من الصحابة القرآن و حفظوا القرآن للتابعين و كثير من التابعين حفظوا القرآن و حفظوه لمن بعدهم و هكذا فحفظ القرآن في السطور منذ عهد النبوة و حفظ في الصدور منذ عهد النبوة و جمع القرآن في مصحف واحد في زمن الصحابة في القرن الأول الهجري بمنتهى الدقة و الضبط .
و ما لم يكن في مصحف عثمان الذي أجمع عليه الصحابة و تواتر عنهم فليس بقرآن حتى و لو كان في القرن الأول الهجري فكيف إذا لم يكن يعود للقرن الأول الهجري بل للقرن الحادي عشر من الهجرة أي في القرن السابع عشر من الميلاد ؟!!

إن مصدر سورة النورين المزعومة هو كتاب دبستان مذاهب -و الذي كتب في القرن الحادي عشر من الهجرة - و نسخة من القرآن مزعومة في القرن السابع عشر من الميلاد في الهند نسخة ليس لها أي اسم أو رسمفبأي منطق ننسب هذه السورة للقرآن ، والقرآن نقل بالتلقي و السماع و نقل بطريق التواتر ، و هنا لا تلقي و لا سماع و لا تواتر بل إما نسخة مزعومة من القرآن كتبت في القرن السابع عشر من الميلاد أو كلام كتبه كاتب غير مسلم ؟!!

و بخصوص النسخة التي زعم أنها من القرآن لو جئنا إلى آية من القرآن فذهبنا إلى الهند أو الصين أو أدغال أفريقيا أو إلى أي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدنا هذه الآية نفسها يوجد الكثير من المسلمين يحفظها أو على الأقل نجدها في المصحف الذي عندهم لم يتغير منها حرففما قيمة نسخة مجهولة فيالهند تعودللقرن السابع عشر من الميلاد ، والقرآن يؤخذ بالسماع و التلقي ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم– و لا يؤخذ بالكتابة ؟!!


و لو جئنا إلى كتاب منكتب العلم الموثوقة لمؤلِّفين معروفين مثلا كتاب للدكتور إبراهيم الفقي، ولهذا الكتاب نسخ كثيرة في العالم ، كلها علىنسقٍ واحدٍ ، ثم ادَّعى مدَّعٍ وجود نسخة من هذا الكتاب في بلدٍ ما ، وفيها زياداتأو نقص عما في نسخهم ، فهل يعتد بها أحد ؟!!

وبخصوص كتاب دبستان مذاهب فالكتاب لم يذكر المؤلف اسمه فيه ، و لذلك اختلف في مؤلفه فحكى عن سرجان ملكم في تاريخ إيرانأن اسم المؤلف محسن الكشميري .

و حكى عن مؤلف مآثر الأمراء أنالمؤلف اسمه ذو الفقار علي و حكى عن هامش نسخه كتابتها 1260 أنه مير ذو الفقار عليالحسيني المتخلص بهوشيار ، و اختار هو أنه لبعض السياح في أواسط القرن الحادي عشرأدرك كثيرا من الدراويش بالهند و حكى عنهم الغث و السمين في كتابه هذا .

أقول و يحكيعن بعض المستشرقين أن في مكتبة بروكسل نسخه دبستان المذاهب تأليف محمد فاني و ذكرفيه أنه ورد خراسان 1056 و رأى هناك محمد قلي خان المعتقد لنبوة مسيلمة الكذاب.

وكما أنه أخفى المؤلف اسمه كذلك تعمد في إخفاء مذهبه لئلا يحمل كلامه على التعصب ..

و بالجملة لا شك في أنالمؤلف من شعراء أواسط القرن الحادي عشر الذين استوفى جلهم النصرآبادي في تذكرته ،و لم يذكر فيهم من ينطبق عليه أحد المحتملات التي ذكرناها أولا إلا الفاني الكشميريالذي نقل عنه شعره في ص 447 فلعل هذا الفاني هو المؤلف[1] .

و على إثر هذين المصدرين دبستان مذاهب و نسخة من القرآن مزعومة أخذ أعداء الإسلام و المستشرقين كنولدكه وغولدتسيهر يشنعون على القرآن و يطعنون في حفظه و هذا ينم عن جهلهم بعلوم القرآن و تاريخ جمع القرآن .
و من كتاب دبستان مذاهب أخذ النوري الطبرسي أحد علماء الشيعة في كتابه فصل الخطاب ونقل الآخرون عنه ، و قد صرح النوري الطبرسي بعد نقله للسورة المزعومة عن كتاب دبستان مذاهب بأن ليس ثمة أثر لهذه السورة المزعومة في أي كتاب من كتب الشيعةفقال : « لم أجد أثراً لها في كتب الشيعة سوى ما يُحكى عن كتاب المثالب المنسوب إلى ابن شهر آشوب : أنهم أسقطوا تمام سورة الولاية ، فلعلها هذه السورة »[2] أرأيتم كلام بصيغة المجهول ( يُحكى ) نسب لكتابمثالب النواصب لابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 هـ أي نسب لكتاب في القرن السادس الهجري ،و لم يُعثر على أثر لما يُنسب لابن شهر آشوب من إسقاط سورة الولاية في كتابه المثالب التي يظن النوري أنها سورة النورين .


تنبيه لابد منه : الشيعة القدامى لا يقولون بتحريف القرآن مثل ما قال بعض الشيعة المتأخرين أمثال النوري و نعمة الله الجزائري و هاشم البحراني ، ومن يقول من المسلمين بتحريف القرآن أو نقصه أو زيادته فليس من المسلمين أصلا .
[1] - الذريعة إلى تصانيف الشيعة للآقا بزرك الطهراني 8 / 48 باختصار يسير ( شيعي )
[2] - فصل الخطاب للنوري الطبرسي ( شيعي )

د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:46 PM
ما هو القرآن الكريم ؟



القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم- المتعبد بتلاوته، المتحدي بأقصر سورة منه ، والمنقول إلينا بطريق التواتر و المكتوب في المصاحف ،و المبدوء بسورة الفاتحة و المختوم بسورة الناس[1] .


و من هذا التعريف يخرج الحديث النبوي ؛ لأنه كلام النبي - صلى الله عليه وسلم- و ليس كلام الله و غير متعبد بتلاوته و ليس محل للتحدي و منه ما نقل بالتواتر ومنه ما نقل بغير التواتر .


و خرج من هذا التعريف الحديث القدسي إذ القرآن كلام الله أوحى به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من عند النبي- صلى الله عليه وسلم - و القرآن تحدى الله به العرب - بل الإنس والجن - أن يأتوا بمثله ، و أما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي و الإعجاز ، و القرآن متعبد بتلاوته أما الحديث القدسي فغير متعبد بتلاوته ، و القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر ، و أما الأحاديث القدسية فمعظمها أخبار آحاد فيها الصحيح و الحسن و الضعيف .


وخرج من هذا التعريف أيضا ترجمة القرآن فلا تسمى قرآنا ؛ لأنها ليست كلام الله تعالى المنزل فالترجمة ليست هي الأصل على الإطلاق، وكل ترجمة لأي عمل ليست هي أصله ،و القرآن شيء والترجمة شيء آخر، إذ المترجم يحاول أن ينقل إلى المتكلمين باللغة الثانية شيئا مما في الأصل، ولا يمكن نقل إعجاز القرآن وعظمته ،و القرآن هو النص المقدس الذي يتعبد بتلاوته ويتلى في الصلوات، ولا يتعبد بأي ترجمة .


و خرج من هذا التعريف أيضا القراءات الشاذة فالقراءات الشاذة ليست متواترة ، و القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ، و الاستدلال بالقراءة الشاذة موضع خلاف بين الفقهاء فالشافعية و المالكية يرفضون الاستدلال بها و لكن الحنفية و الحنابلة يستدلون بها مثل قراءة ابن مسعود فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعات في كفارة اليمين و حجة الحنفية و من وافقهم أنها خبر على الأقل و خبر الواحد إذا صح يعمل به .


وَخَالف الشَّافِعِي وَجَمَاعَة فَقَالُوا قد اتفقنا على شَرْطِيَّة تَوَاتر الْقُرْآن وَقد انْتَفَت قرآنيتها لعدم تواترها وبكونها نقلت قُرْآنًا انْتَفَت عَنْهَا السّنيَّة وَأجِيب بِأَن الْعَمَل بهَا لَيْسَ لوصفها أَعنِي القرآنية أَو السّنيَّة بل لذاتها الَّتِي هِيَ صِحَة نسبتها إِلَى الشَّارِع فِي الأول وَالْخَطَأ فِي الْوَصْف بالقرآنية إِن سلم وجوب التَّوَاتُر لا يستلزم الْخَطَأ فِي نِسْبَة الذَّات الَّتِي هِيَ نِسْبَة الحكم إِلَى الشَّارِع وَلم يشْتَرط فِي الراوي أَن لَا يخطئ رَأْسا بل يَكْفِي رُجْحَان ضَبطه على سَهْوه وَالْفَرْض أَن الراوي كَذَلِك والندرة لَا تبطل الرجحان[2].


و القراءة الشاذة تحمل على أن الصحابي سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولها فظنها قرآنا ،و إن قيل باحتمال كون الزيادة بيانا من الصحابي فغير وارد فإن الصحابي لا يورد بيانه بهيئة القرآن المتلو [3] .


و سورة النورين المزعومة لم تكتب في مصحف عثمان الذي أجمع عليه الصحابة و لم تنقل إلينا بالتواتر ، وليس فيها إعجاز بل تشمل ألفاظ ركيكة و كلام مبتور و تحوي الكثير من الأخطاء النحوية فهي بعيدة كل البعد عن القرآن المنقول إلينا بطريق التواتر و المكتوب في المصاحف ،و المبدوء بسورة الفاتحة و المختوم بسورة الناس .





شهادة الواقع التاريخي بحفظ القرآن




الواقع التاريخي يثبت عدم وقوع التحريف و التغيير بالقرآن الكريم فقد قيض الله – سبحانه وتعالى - للقرآن حفظة قراء في كل زمان بحيث لو زيد فيه حرف واحد لأخرجه آلاف من الأطفال الأصاغر ، فضلاً عن القراء الأكابر .


و قد كتب القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و جمع ما كتب عند أبي بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ثم كان المصحف الإمام الذي كتب في خلافة عثمان بن عفان كما هو معلوم، فحفظ القرآن في السطور و حفظ في الصدور على مر القرون .



و العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن الغاية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه ؛ لأن القرآن مفخر النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد [4].


و العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ككتاب سيبويه والمزني فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها حتى لو أن مدخلا أدخل في كتاب سيبويه بابا من النحو ليس من الكتاب لعرف وميزانه ملحوق وأنه ليس من أصل الكتاب وكذا القول في كتاب المزني ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء[5].


وانظر اليوم في هذا العالم شرقه وغربه لترى العدد الهائل الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، بحيث لو شاء ملحد أو يهودي أو صليبي تغيير حرف منه فإنّ صبياً صغيراً، أو ربة بيت، أو عجوزاً لا يبصر طريقه - يستطيعون الردّ عليه وبيان خطئه، وافترائه، ناهيك عن العلماء الذين حفظوه وفقهوا معانيه، وتشبعوا بعلومه [6].



و إذا رأينا في عصرنا الكثير من أطفال المسلمين يحفظون القرآن عن ظهر قلب و الكثير من المسلمين كبارا وصغارا رجالا و نساءا يحفظون القرآن فلاشك أن المسلمين الأوائل كانوا أكثر حفظا للقرآن ؛ لأنهم أقوى حفظا و أكثر فهما للكلام العربي فضلا عن تعلمهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - .


و بالتالي يظهر كذب و بهتان من يقول أن القرآن الذي بأيدينا قد اعتراه النقص مع وجود حفاظ للقران في كل عصر و مع كتابة المصحف و شيوع كتابة المصحف و انتشار المصاحف المكتوبة في الآفاق و مع قراءة القرآن في الصلوات ووجود آلاف القراء و الحفظة في كل عصر و في كل مصر .


ولم يزل المسلمون جيلابعد جيل يتعبدون بتلاوة القرآن آناء الليل، وأطراف النهار، ويتدارسونه بينهم ، فيحفظونه ويكتبونه - ولم تكن الكتابة إلا وسيلة من وسائل حفظه و إلافإن الأصل أن القرآن في صدورهم - , و يرون ذلك من أفضل الطاعات والأعمال من عصر النبوة إلى عصرنا هذا .


ولم يُنقل المسلمون القرآن لنا وحده كي يمكن فرض تطرق التحريف إليه ، بل نقل تفسير آياته ، ومعاني كلماته ، وأسباب نزوله ،وإعراب كلماته ، وشرح أحكامه ، و كل ما هذا شأنه لا يمكن تغييره ولا إسقاط شيء منه، ولأنه لو كان فيه تحريف بتغيير أو نقصان لم يبق وثوق بالأحكام و في هذا هدم للدين .


و قد أجمع المسلمون أن القرآن الذي بين أيدينا محفوظ من الضياع و التحريف و الزيادة و النقصان و أن من اعتقد خلاف ذلك كفر .



قال القاضي عياض : «وَقَد أَجْمَع الْمُسْلِمُون أَنّ الْقُرْآن الْمَتْلُوّ فِي جَمِيع أَقْطَار الأَرْض الْمَكْتُوب فِي الْمُصْحَف بِأَيْدِي الْمُسْلِمِين مِمَّا جَمَعَه الدَّفَّتَان من أَوَّل ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ﴾ - إِلَى آخِر - ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ إِنَّه كَلَام اللَّه وَوَحْيُه المُنَزَّل عَلَى نَبِيّه مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم - وَأَنّ جَمِيع مَا فِيه حَقّ وَأَنّ من نَقَص مِنْه حَرْفًا قَاصِدًا لِذَلِك أَو بَدَّلَه بِحَرْف آخَر مَكَانَه أَو زَاد فِيه حَرْفًا مِمَّا لَم يَشْتَمِل عَلَيْه المُصْحَف الَّذِي وَقَع الإِجْمَاع عَلَيْه وأُجْمِع عَلَى أَنَّه لَيْس مِن الْقُرْآن عَامِدًا لِكُلّ هَذَا أَنَّه كَافِر »[7] .


وقال عبد القاهر البغدادي : « واكفروا - أي أهل السنّة - من زعم من الرافضة أَن لَا حجَّة الْيَوْم فِي الْقُرْآن وَالسّنة لدعواه فِيهَا أَن الصَّحَابَة غيروا بعض الْقُرْآن وحرفوا بعضه »[8] .



و قال ابن حزم : « القول بأن بين اللوحين تبديلاً كُفر صريح وتكذيب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - »[9]
و قال القرطبي : « لا خلاف بين الأمة ولا بين الأئمة أهل السنة أن القرآن اسم لكلام الله تعالى الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - معجزة له ، وأنه محفوظ في الصدور، مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، معلومة على الاضطرار سوره وآياته، مبرأ من الزيادة والنقصان حروفه وكلماته، فلا يحتاج في تعريفه بحد، ولا في حصره بعد، فمن ادعى زيادة عليه أو نقصاناً منه فقد أبطل الإجماع ، وبهت الناس ، ورد ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من القرآن المنزل عليه»[10].


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : « و كذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم »[11] .




و على ما تقدم من أدلة تثبت عدم تحريف القرآن و عدم تطرق الزيادة أو النقصان إليه يتبين كفر من أدعى أن هناك سورة أسقطت من المصحف فمن أدعى أن سورة النورين كانت في المصحف و أسقطت فهو كافر .



لأن معنى القول بتحريف القرآن تكذيب الله – عز وجل – و تكذيب رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – للخبر بحفظ القرآن من التحريف ،و تحريف القرآن يستلزم هدم الشريعة ؛ لأن القرآن لو كان محرفا لم يبقَ لنا اعتماد على شيء منه إذ على هذا يحتمل في كل آية منه أن يكون محرّفاً ومغيّرا، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم تبق لنا في القرآن حجّة أصلاً فتنتفي فائدته وفائدة الأمر بإتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك .

[1] - انظر إرشاد الفحول للشوكاني ص 86 ،و المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص 70 ،و المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية لعلي جمعة ص 308 ، و معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص 102 ، و غاية المريد في علم التجويد لعطية نصر ص 9 ، و دراسات في علوم القرآن لمحمد بكر إسماعيل ص 10
[2] - إجابة السائل شرح بغية الآمل للصنعاني ص 72
[3] - الواضح في أصول الفقه للدكتور محمد سليمان الأشقر ص 83
[4] - تفسير الألوسي 1/25
[5] - تفسير الألوسي 1/25
[6] - الرسل والرسالات لعمر الأشقر ص 242
[7]- الشفا للقاضي عياض 2/305
[8] - الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية للبغدادي ص 315
[9] - الفصل في الملل والنحل لابن حزم 5/22
[10] - تفسير القرطبي 1/80
[11]- الصارم المسلول لابن تيمية ص 586.

د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:48 PM
خصائص سور القرآن





مما تميز به كتاب الله أنه كلام الله لا يشبه كلام البشر و لا يشبه الشعر، ولا يشبه النثر ولا الرسائل البائن على كل كلام ، بزغ الأسماع و الأفهام، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي عجزت الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.


كتاب جمع فيه النظم، والإعجاز، والبسط والإيجاز، والفصاحة، والبلاغة، والتحذير، والزجر، والأمر بكل طاعة، وتكرمة وأدب، والنهي عن كل منكر، وسرف ومعصية، وفعل قبيح مذموم، والتعبد بكل فعل شريف مذكور من طهارة، وصلاة، وصيام، وزكاة، وحج وجهاد وصلة الأرحام، والبذل والعطاء، والصدق والوفاء، والخوف والرجاء، وما يكثر تعداده مما لا يحصى[1].


و من خصائص القرآن أنه محفوظ من الضياع و التحريف و الزيادة و النقصان و قد قال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ( الحجر الآية 9 )


و من خصائص القرآن أنه معجز بكل ما يتحمله هذا اللفظ من معنى :


فهو مُعْجز في ألفاظه و أسلوبه ...


وهو مُعْجز في بيانه ونظمه، يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون والإنسان .


وهو مُعجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة الإنسانية ورسالتها في الوجود .


وهو مُعجز بعلومه ومعارفه التي أثبت العلم الحديث كثيرًا من حقائقها المغيبة .


وهو مُعجز في تشريعه وصيانته لحقوق الإنسان وتكوين مجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه[2] .



و رغم أن القرآن من جنس ما تكلم به العرب إلا أنه يستحيل أن يأتي أحدا بمثله في البيانو الحلاوة و الحسن و الكمال و العذوبة و أداء المعنى المرادمع حرص العرب ، و غير العرب على معارضته فلما عجزوا عن الإتيان بمثله علم أنه ليس قول البشر قال تعالى : ﴿ أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ ( سورة يونس الآية 38 ) .


و من خصائص القرآن أنه نقل إلينا بالتواتر فقد نقل القرآن إلينا آلاف عن آلاف بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب .


و في القرآن نجد أن الله اصطفى من ألفاظ اللغة العربية أفصحها وأيسرها على اللسان، وأسهلها على الأفهام, وأمتعها للآذان، وأقواها تأثيرًا على القلوب, وأوفاها تأدية للمعاني، ثم ركَّبَها تركيبًا محكم البنيان، لا يدانيه في نسجه كلام البشر من قريب ولا من بعيد، وذلك لما يكمن في ألفاظه من الإيحاءات التي تعبر إلى خلجات النفس، وتقتَحِم شغاف القلوب .


وما يكون في تركيبه من ألفة عجيبة، وانسجام وثيق بين هذه الألفاظ, مهما تقاربت مخارج حروفها أو تباعدت .


فقد جاء رصف المباني وفق رصف المعاني، فالتقى البحران على أمر قد قُدِرَ، فاستساغته جميع القبائل على اختلاف لهجاتها قراءة وسماعًا .


واستسلمت لهذا النسق الفريد، والترتيب العجيب أساطين البلاغة في كل زمان ومكان، واستمدَّت منه النفوس المؤمنة روحها وريحانها، فلم يشبع من دراسته العلماء، ولم يملّ تلاوته أحد من الأتقياء[3] .


و من خصائص القرآن أن قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه، بل الإنكباب على تلاوته يزيده حلاوة ، و ترديده يوجب له محبة و طلاوة ، لا يزال غضّا طريّا ، و غيره من الكلام و لو بلغ في الحسن والبلاغة ما بلغ يمل مع الترديد ، و يعادى إذا أعيد ، و كتابنا يستلذ به في الخلوات ، و يؤنس بتلاوته في الأزمات ، وسواه من الكتب لا يوجد فيها ذلك ،حتى أحدث أصحابها لها لحونا وطرقا ، يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراءتها [4] .


و تميز القرآن بالقصد في اللفظ مع وفائه بالمعنى ومعنى هذا إنك في كل من جمل القرآن تجد بيانا قاصدا مقدرا على حاجة النفوس البشرية من الهداية الإلهية دون أن يزيد اللفظ على المعنى أو يقصر عن الوفاء بحاجات الخلق من هداية الخالق ومع هذا القصد اللفظي البريء من الإسراف والتقتير تجده قد جلى لك المعنى في صورة كاملة لا تنقص شيئا يعتبر عنصرا أصليا فيها أو حلية مكملة لها كما أنها لا تزيد شيئا يعتبر دخيلا فيها وغريبا عنها بل هو كما قال الله : ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ .



ولا يمكن أن تظفر في غير القرآن بمثل هذا الذي تظفر به في القرآن بل كل منطيق بليغ مهما تفوق في البلاغة والبيان تجده بين هاتين الغايتين كالزوج بين ضرتين بمقدار ما يرضي إحداهما يغضب الأخرى فإن ألقى البليغ باله إلى القصد في اللفظ وتخليصه مما عسى أن يكون من الفضول فيه حمله ذلك في الغالب على أن يغض من شأن المعنى فتجيء صورته ناقصة خفية ربما يصل اللفظ معها إلى حد الإلغاز والتعمية .


و إذا ألقى البليغ باله إلى الوفاء بالمعنى وتجلية صورته كاملة حمله ذلك على أن يخرج عن حد القصد في اللفظ راكبا متن الإسهاب والإكثار حرصا على أن يفوته شيء من المعنى الذي يقصده ولكن ينذر حينئذ أن يسلم هذا اللفظ من داء التخمة في إسرافه وفضوله تلك التخمة التي تذهب ببهائه ورونقه وتجعل السامع يتعثر في ذيوله لا يكاد يميز بين زوائد المعنى وأصوله .


وإذا افترضنا أن بليغا كتب له التوفيق بين هاتين الغايتين وهما القصد في اللفظ مع الوفاء بالمعنى في جملة أو جملتين من كلامه فإن الكلال والإعياء لا بد لاحقا به في بقية هذا الكلام وندر أن يصادفه هذا التوفيق مرة ثانية إلا في الفينة بعد الفينة كما تصادف الإنسان قطعة من الذهب أو الماس في الحين بعد الحين وهو يبحث في التراب أو ينقب بين الصخور [5] .


و من خصائص القرآن أنه قد جمع بين الإجمال والبيان مع أنهما غايتان متقابلتان لا يجتمعان في كلام واحد للناس بل كلامهم إما مجمل وإما مبين ،و إذا قصدوا إلى توضيح أغراضهم ضاقت ألفاظهم ولم تتسع لاستنباط وتأويل وإذا قصدوا إلى إجمالها لم يتضح ما أرادوه وربما التحق عندئذ بالألغاز وما لا يفيد [6] .


و من خصائص القرآن مراعاة الفواصل التي بين الآيات لما فيه من روعة البيان، وحسن الوقع على السمع ، وأحيانا تختلف الفواصل التي بين الآيات للفت الانتباه إلى معنى خاص إيثارا لما هو ألصق بالمعنى الخاص، وأشد وفاء بالمعنى المراد .


و الفواصل التي بين الآيات لا تقصد لذاتها، وإنما تتبع المعاني، بينما نظائرها في كلام الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليها المعنى، وعلى ذلك فالفواصل التي بين الآيات بلاغة ، ونظائرها عجز و نقص .


و القرآن الكريم تميز بحسن النظم ، وبراعة الأسلوب و جمال العبارة و عذوبة الألفاظ و فصاحة الكلمات و روعة التعبيروالقصد في اللفظ مع وفائه بالمعنى و الجمال الصوتي للكلام .


[1] - الاعتقاد لابن أبي يعلى ص 36
[2] - مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 254 – 255 باختصار يسير
[3]- دراسات في علوم القرآن لمحمد بكر إسماعيل ص 328
[4] - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني 2/247
[5] - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/324
[6] - مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/323 بتصرف و اختصار
__________________

د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:50 PM
نقد رواية سورة النورين المزعومة و المقارنة بينها و بين رواية سور القرآن




عند البحث عن سورة النورين نجدها قد وجدت في كتاب مجهول المؤلف فالعلماء اختلفوا في مؤلفه ،و لا يقدر أحد أن يذكر لهذه السورة سندا ولو كان ضعيفاً ، و بالمقابل نجد أن القرآن مقطوع بنسبته إلى الله أي صحيح السند إلى المتكلم به .


نعود و نقول أن سورة النورين وجدت في كتاب فالمصدر المعول عليه هو الكتاب أي أنها نقلت عن طريق الكتابة أضف إلى ذلك لا سند لهذه السورة أما القرآن فنقل بالسماع و التلقي و نقله آلاف عن آلاف .


و بعض الناس زعم أن سبب تواتر القرآن نقله بالكتابة في العصر النبوي ، و الحق خلاف ذلك فالتواتر، إنما جاء في القرآن الكريم من جهة لفظه ونقله ، فقد تلقاه عن النَّبِي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – و حَفِظَهُ الألوف من الصحابة .


وعن هؤلاء أخذ الألوف المؤلَّفة من التابعين، وهكذا تلقاه العدد الكثير الذين يثبت بهم التواتر عن العدد الكثير حتى وصل إلينا متواتراً، وسيستمر كذلك حتى يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها، فالمُعَوَّلُ عليه في تواتر القرآن هو الحفظ والتلقي الشفاهي لا الأخذ من الصحف.


أما الكتابة فقد كانت من دواعي الثبوت والحفظ ليجتمع للقرآن الوجودان : الوجود في الصدور ، و الوجود في الصحائف والسطور، كما كانت معتمد الجامعين للقرآن في الصحف والمصاحف في عهدي أبي بكر وعثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - فقد كانوا حريصين أنْ يكتبوه من عين ما كُتِبَ بين يدي النَّبِي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.


ولو أنَّ السُنَّة دُوِّنَتْ في العهد النبوي، ولكن لم يحفظها من يقوم بهم التواتر لما جاءت كلها متواترة - كما زعم - ، فالعبرة في التواتر وعدمه إنما هو رواية الكثيرين أو عدم روايتهم، ومع أنَّ السُنَّة لم تُدَوَّنْ في العصر النبوي فقد جاء بعضها متواتراً، وإنْ كان قليلاً، ولو أنَّ المُعَوَّلُ عليه في التواتر الكتابة لكانت الكتب التي دُوِّنَتْ وأحيطت بالعناية والدقة كلها متواترة وأنى هي؟[1]


و بعض الناس يتوهم من قراءته القاصرة لبعض كتب العلماء أن من عرفوا بحفظ القرآن من الصحابة قليلون ، وهذا لا يصح ؛ لأن معرفتنا عدد معين من الصحابة قد حفظ القرآن لا يمنع أن يكون غيرهم قد حفظ القرآن فليس معنى عدم العلم العدم .


و المعروفون بحفظ القرآن من الصحابة هم المشهورون بحفظ القرآن و عدم الشهرة بحفظ القرآن لا تستلزم عدم الحفظ ، وفي عصرنا آلاف مؤلفة يحفظون القرآن لكن المشهور بالحفظ منهم قليل .


و حال الصحابة يشهد بأن الكثير منهم قد حفظ القرآن فقد كانوا يهتمون بالقرآن و يحبونه و يتدارسونه و يحرصون عليه أكثر منا و في العصور التي بعد الصحابة إلى عصرنا وجدنا آلاف مؤلفة من الناس يحفظون القرآن فكيف بالصحابة و هم كانوا أشد تدينا و أقوى ذاكرة و عجيب بمن يصدق أن أطفالا لا يتجاوزن السادسة من عمرهم يحفظون القرآن و لا يصدق أن يحفظ القرآن الكثير من الصحابة ؟!!


و نخلص من هذا الكلام أن سورة النورين لا تواتر و لا سند من حيث الرواية بخلاف القرآن فإنه متواتر مقطوع السند إلى الله .



نقد متن سورة النورين والمقارنة بينه و بين سور القرآن



نأتي إلى الكلام عن السورة المدعاة من حيث الدراية و اللغة و النظم ، وحدث و لا حرج ، فقد تميزت كلماتها و ألفاظها بالركاكة و عدم الفصاحة و التناسق وهذا بعيد عن ألفاظ القرآن الفصيحة الرفيعة .

و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة: " يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيمنوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات نعيم والذين كفروا من بعدما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمان الرحيم ...".


و هكذا لا نجد في سورة النورين المزعومة الجمال الصوتي و لا حسن نظم ،و لا مسحة من جمال لغوي و لا مسحة من جمال صوتي ،و كلام سورة النورين ليس عليه حلاوة و من يقرأه يشمئز منه و يفضل قطع القراءة فضلا عن تكرار القراءة أما كلاماللهلهرنةغريبةوحلاوةعجيبة فقارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه، بل الإنكباب على تلاوته يزيده حلاوة ، و ترديده يوجب له محبة و طلاوة .


و تميزت معاني سورة النورين المزعومة بالغموض بل هناك ألفاظ لا توضح المعنى و لا تفي بالمعنى فكلام السورة مجرد كلام مسجوع غامض المعاني أو غير وفي المعنى أما كلام الله فواضح المعاني و ألفاظه تفي المعنى فكلام الله كلام موزون جاذب لمعانٍ لها قيمتها في الخبر .

و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : " إن الذين يعرفون بعهد الله ورسوله في آيات " لفظ ( في آيات ) مبهم غير واضح المعنى فما هي هذه الآيات ؟

و انظر : " إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك من خلقه " لفظ ( إن الله الذي نوَّر السموات والأرض بما شاء ) غير تام المعنى فأين خبر إن ؟ ،و لفظ ( واصطفى من الملائكة ) مبهم غير تام المعنى كلام ناقص لا يعطي أي معنى مفيد فمن الذين اصطفاهم الله من الملائكة ؟ ، و لفظ (وجعل من المؤمنين ) مبهم غير تام المعنى كلام ناقص لا يعطي أي معنى مفيدفماذا جعل من المؤمنين؟ ، ولفظ ( أولئك من خلقه ) مبهم فمن هم الذين من خلقه ؟ وعلام يعود اسم الإشارة أولئك ؟و ما المقصود بمن خلقه ؟ و لو كان لفظ أولئك يعود على الملائكة و المؤمنين فما الفائدة من ذكر هذا الكلام و كل العالمين خلق الله ؟ و هل شك أحد في أن الملائكة والمؤمنين من خلق الله ؟



و انظر : " مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم " لفظ ( مثل الذين يوفون بعهدهم ) يَسْتَدْعِي أَمْرًا يُمَثِّلُ بِهِ فَمَا هُوَ فالممثل به مبهم ؟و إن قيل المثل هنا بمعنى الوصف فالمعنى لا يستقيم مع آخر الكلام إذ يصير الكلام وصف الذين يوفون بعدهم أني جزيتهم جنان النعيم .


و انظر : " ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل " فعلام يعود واو الجماعة في كلمة ( بغوا ) أي من هم الذين بغوا ؟ , و لفظ ( فصبر جميل ) لمن الأمر بالصبر الجميل ؟


و انظر : " ولقد أتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون" ما معنى ( أتينا بك الحكم ) ؟ وعلام يعود الضمير هم في (( منهم )) و ((لعلهم )) و واو الجماعة في (( يرجعون )) ؟.
و انظر : " إن الله يجمعهم يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون " فعلام يعود الضمير هم في (( يجمعهم )) و واو الجماعة في (( يستطيعون )) و (( يسألون )) ؟



و تميزت فواصل الآيات في السورة المزعومة بقصدها لذاتها حتى و لو لم يكن لها علاقة بالمعنى أما الفاصلة في القرآن لا تقصد لذاتها، وإنما تتبع المعانى، بينما نظائرها فى كلام الناس تقصد لذاتها، ويتوقف عليها المعنى، وعلى ذلك فالفاصلة بلاغة، ونظائرها عجز ونقص .

و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : " نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم " فما هي العلاقة بين نور الرسالة والنبوة ووصف الله بالسمع و العلم ؟!! و النبوة فضل من الله و منة من الله يعطيها من يشاء من عباده قال تعالى : ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ ( سورة إبراهيم الآية 11 )


و انظر : " إن الجحيم مأواهم وإن الله حكيم عليم " ما العلاقة بين المكوث في النار و بين حكمة الله و علمه ؟!! و المكوث في النار يناسبه وصف بئس المصير و انظر للبون الشاسع بين هذه الكلمات و كلمات قوله تعالى : ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ ( سورة آل عمران الآية 162)

و انظر : " إني لذو مغفرة وأجر عظيم. وإن عليّا لمن المتقين " ما العلاقة بين مغفرة الله و أجره العظيم ، وكون عليا من المتقين ؟ فالمفترض أن خاتمة الآية المزعومة تكون مناسبة لما في الآية ، وشتان بين هذا الإفك و قوله تعالى : ﴿ وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ( سورة النحل الآية 122 ) ، و قوله تعالى :﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾( سورة العنكبوت الآية 27 ) ، و قوله تعالى : ﴿ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ ﴾( سورة الصافات الآية 123 ) ، و قوله تعالى : ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾( سورة الأعراف الآية 21 )


و انظر : " إنا لهم محرضون في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يرحمون "ما علاقة إحضار العصاة يوم القيامة بعدم الرحمة ، ويوم القيامة يوم الجزاء بالعدل و العدل أن يعذب العصاة ؟ ، و المفترض أن يقال لا يدفع عنهم العذاب أي أحد ،و لا يستطيع أي أحد أن ينصرهم وشتان بين هذا الإفك ، و قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾( سورة الطور الآية 46 ) و قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾( سورة الدخان الآية 41 )

و هكذا وجدنا سياق آيات سورة النورين المزعومة سياق مفكك، وجمل سورة النورين المزعومة جمل ينبو بعضها عن بعض أي مجرد كلام مسجوع ذي ألفاظ و كلمات لا رابط بينها و لا انسجام فضلاً عن المعنى الصحيح بينما نجد سياق آيات سور القرآن متناسبًا مع بعضه البعض و نجد تلاؤم الكلمات والحروف بما فيه من جمال المقال و كمال الكلام .


و من حيث قواعد اللغة العربية و علم النحو فقد تميزت سورة النورين المزعومة بمخالفة قواعد الإعراب فضلاً عن الأدب الرفيع، و كأن الكاتب أراد أن يأتي بكلام على وزن الكلمات القرآنية و إن لم يكن له معنى و إن كان يخالف قواعد اللغة لظنه أن كلام الله لا يمتاز على كلام البشر إلا بفواصله أما القرآن فهو لا يخالف قواعد اللغة العربية و علم النحو بل هو مصدر هام لقواعد اللغة العربية و علم النحو .


و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : : " إن عليًّا قانتًا بالليل ساجدًا يحذر الآخرة " خبر إن يرفع و لا ينصب و الصواب إن عليا قانت بالليل ساجد يحذر الآخرة .


و انظر : " قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون " خبر كان ينصب و لا يرفع و الصواب كانوا عن آياتي وحكمي معرضين .


و قد سرق كاتب سورة النورين المزعومة الكثير من ألفاظ و تعبيرات القرآن ، و انظر على سبيل المثال في هذه السورة المزعومة : ""يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب..." مقتبس و منحول من قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً ﴾ ( سورة النساء الآية 136)


و انظر : " إن عليًّا قانتًا بالليل ساجدًا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون " مقتبس و منحول من قوله تعالى : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ ( سورة الزمر الآية 9)


و انظر : " فسبح باسم ربك وكن من الساجدين " مقتبس و منحول من قوله تعالى : ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴾ ( سورة الحجر الآية 98 )



و انظر : " و على الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون " مقتبس و منحول من قوله تعالى : ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ ( سورة سبأ الآية 37 )


و انظر : " والحمد لله رب العالمين " مقتبس من قوله تعالى : ﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾( سورة الصافات الآية 182)


و تميزت سورة النورين المزعومة بأنها تحوي من الأخطاء الصريحة والأغلاط الواضحة في الكلامالكم الكثير :

و على سبيل المثال انظر : "يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب..."، فهذا أمر للمؤمنين بالإيمان بالنورين اللذين أنزلا ليتلوا آيات الكتاب ، و المراد بهما شخصان هما النبي - صلى الله عليه وسلم - و علي – رضي الله عنه -، و هذا كذب فمحمد - صلى الله عليه وسلم - هو المأمور وحده بأن يبلغ الناس و هو خاتم الأنبياء و المرسلين و علي ليس إلا صحابيا كريما .


و لفظ (( أنزلناهما يتلوان عليكم )) الصواب أنزل إليهما كتاب ليتلواه عليكم ؛ لأن الْإِنْزَالُ : نَقْلُ الْجِسْمِ مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ، وَيُطْلَقُ عَلَى تَذْلِيلِ الْأَمْرِ الصَّعْبِ كَمَا يُقَالُ: نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ فُلَانٍ، لِأَنَّ الْأَمْرَ الصَّعْبَ يُتَخَيَّلُ صَعْبَ الْمَنَالِ[2] ،و الإنزال يطلق على ما ينزل من السماء إلى الأرض كالقرآن ، الملك ، والمطر ، و الرزق .


ويقال: أنزل الله الشئ من نعمة أو نقمه : خلقه أو هدي إليه وذلك أن هذه الأشياء ترجع إلي أسباب سماوية كالمطر وأشعة الكواكب، أو أنها مفضية مكتوبة في اللوح المحفوظ وتنزل الملائكة الموكلة بإظهارها في العالم السفلي، فينسب الإنزال بذلك إليها، ومن ذلك إنزال الأنعام، وإنزال الحديد، وأنزل اللباس هداية الناس إليه مع أن أسبابه من السماء فهو من القطن ونحوه، وهو يفتقر إلي المطر، وإنزال الميزان هداية الناس إليه أو الأمر به في الكتب المنزلة ، وأنزل المسافر: هيأ له مكانا ينزل فيه، وأعانه علي النزول[3].


و انظر : " نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم " كيف يكون نور محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - من نور علي – رضي الله عنه – الصحابي ؟! .


و انظر : " ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم " هذا فيه إيهام بأن عليا رسول من رسل الله و هذا باطل ، وكيف يعصون الوصي و هو علي و العصيان في وقت النبوة كان عصيان لله و رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟!!.


و انظر : " ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون " لا يصح بحال مخاطبة أهل الإيمان بالفسق ، و لو كان المراد بالفاسقين الكفار فكل الكفار فساق فيكون التحديد بالأكثرية غير صحيح و لو كان المراد بالفاسقين أهل النفاق فالمنافقين كلهم فساق .


و انظر : " فبغوا هارون " الصواب فبغوا على هارون فبغَى على يَبغِي، ابْغِ، بَغْيًا، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغيٌّ عليه [4] وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَبْغِي عَلَى النَّاسِ إِذَا ظَلَمَهُمْ وَطَلَبَ أَذاهم[5].


و انظر : " مثل الذين يوفون بعهدهم أني جزيتهم جنان النعيم " لفظ ( أني جزيتهم جنان النعيم ) يناسبه الجزاء لا المثل أي كان المفترض أن يقول جزاء الذين يوفون بعدهم أني جزيتهم جنان النعيم .

و انظر : " وما نحن عن ظلمه بغافلين " فيه اتهام علي - رضي الله عنه - بالظلم فقد أفسد الكاتب من حيث أراد الإصلاح .


و هكذا رأينا أيها الأخوة كاتب هذه السورة المزعومة لم يكن متقنًا للغة العربية فجاءت كلماته و تعبيراته في غاية الضعف والركاكة على أن هناك الكثير منها مقتبس و منحول من آيات من سور القرآن ، ولكن الكاتب لم يحسن التأليف بينها، ولم يضعها في مواضعها اللائقة بها ،و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في الرواية ، و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في الدراية ،و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في النظم ،و شتان بين هذه السورة و سور القرآن في الجمال الصوتي .



هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد حامدا لله و مصليا على نبيه - صلى الله عليه وسلم - السبت 13 /ربيع آخر/1434هـ ، 28/يناير/2013م[1] - دفاع عن السُنَّة ورد شبه المُسْتَشْرِقِينَ والكتاب المعاصرين ص 54- 55
[2] - التحرير و التنوير 23/332
[3] - مخطوطة الجمل لحسن الجمل 5/47
[4] - معجم اللغة العربية المعاصرة 1/229
[5] - لسان العرب لابن منظور 14/78

د.ربيع أحمد
03-12-2013, 01:53 PM
للتحميل من هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=308363) أو هنا (http://www.tafsir.net/vb/tafsir35411/)

مسلم أسود
03-12-2013, 02:36 PM
ما هذا ؟! إنها لا تشبه القرآن في شيء ! بل أحسست بمستوى من الركاكة في القول !

عمر خطاب
03-12-2013, 08:07 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله! ما أجمل الردود، خاصة الأخير الذي يبين حال هذه الكلمات!
بارك الله في أستاذي الكريم ربيع. بارك الله فيك وجزاك خيرًا.

مستفيد..
03-12-2013, 08:50 PM
جزاكم الله خيرا