المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال تساؤل بخصوص الامم السابقة



زينون الايلي
03-24-2013, 12:18 AM
دعا الله سبحانه وتعالى كفار العرب ومشركيهم الى اخذ العبرة من هلاك الامم السابقة . يقول الله عن قرى قوم لوط ( وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون ) ; ويقول عنها في اية اخرى ( وانها لبسبيل مقيم ) . ومعنى ذلك ان العرب في اسفارهم ورحلاتهم يمرون في طريقهم باثار مدائن قوم لوط . السؤال هو كيف للعرب ان يعلموا ان تلك الاثار هي فعلا تعود لقوم لوط وان تلك الاثار هي نتيجة لهلاك سلطه الله عليهم وليس نتيجة لتقادم الزمان ?

lightline
03-24-2013, 01:07 AM
تواتر الاخبار من جيل الي جيل

أبو سهيل
03-24-2013, 01:44 AM
أحسن الله إليك..
كان لعرب الجاهلية علم بأخبار الأمم الماضية، ولكنه قليل موازنة بعلم أهل الكتاب.
قال زهير في معلقته عن شؤم الحرب:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ---- كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم.
وقد خطّأ بعض العلماء زهيرًا في قوله أحمر عاد لأن صاحب الشؤم هو عاقر الناقة، وكان من ثمود، وأجيب أنه قال ذلك اتساعًا في الكلام.
والمقصود أن العرب كانوا يسمعون أخبارًا عن الأمم الماضية، وعن قصص هلاكهم.
وقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلّم لمّا مرّ بالحجر قال: ( لاتدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا وأنتم باكون، أن يصيبكم ما أصابهم، ثم تقنّع بردائه وهو على الرحل)
فإذا كان لهم علم بثمود وهي أقدم، فعلمهم بقرى لوط عليه السلام- وهي أحدث- من باب أولى.
والله تعالى أعلم.

ماكـولا
03-24-2013, 01:58 AM
كان هذا خطاباً لاهل مكة خاصة , ولمن بعدهم ممن حصل له نوع علم -ظنيّ- في هذه الديار المهلكة !. فعليه تُنزّل احكام الاقامة والتنزه فيها , والرَملُ عند مجاورتها ! , والا فالاصل بأن ولوج الاماكن مباحة الا ما نصّ الدليل على منعه , وتحقق تنزيل المنع فيها .
وثمة جواب آخر : أن العبرة في اهلاك القُرى والامم السابقة يكمن في جنس العذاب المنصب على اعراض الامم عن حقيقة الدعوة الى توحيد الله سبحانه , والاستكبار ,والتجبر, والتمادي في الكفر . فكان التفكر في جنس ما قُبلوا به من العذاب , ومحقهم عن وجه البسيطة , بلا همس أو ركز ! .
ولم يكن المقصود هو تتبع آثار المهلكين بعينهم ! , وايجاد المترابطات في أحوال الامم المهلكة وثقافاتها ,وتنزيلها على مناطق دونَ غيرها , رجاء تحقيق المناط ,وتحقق الاعتبار !
انما الاعتبار والاتعاظ يكون بانمحاق آثارهم المعنوية منها والمادية , وهو كاف في بيان ضعفها وخوارها , وعلى اثبات وجود متصرف مدبر قويّ في هذا الكون ! حُقّ للعباد أن يذعنوا له لئلا يصيبهم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ..
والحاصل ان كلا القولين معتبر ومترادف خاصة لمن لم يكلف أصلاً بالتنقيب والتفتيش عن آثار المهلكين فضلاً عن تتبع آثار الانبياء رجاء حصول التعظيم والاقتداء ! .
والله اعلم

ماكـولا
03-24-2013, 02:08 AM
تواتر الاخبار من جيل الي جيل

بارك الله فيك , ويشهد لهذا ما قاله شيخ الاسلام في النبوات [.. "وانهما لبامام مبين" أي لبطريق موضح متبين لمن مر به آثارهم وهذا الاخبار ,كانت منتشرة متواترة في العالم وقد علم الناس أنها آيات للانبياء وعقوبة لمكذبيهم لهذا كانوا يذكرونها عند نظائرها للاعتبار كما قال مؤمن آل فرعون" يا قوم إني أخاف مثل يوم الآخرة مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد" وقال شعيب " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد...]

وقال رحمه الله [ فبين أنه تارك آثار القوم المعذبين للمشاهدة ويستدل بذلك على عقوبة الله لهم وقال تعالى : { وكم أهلكنا من القرون } الآيتين . فذكر طريقين يعلم بهما ذلك . فذكر طريقين يعلم بهما ذلك .أحدهما : ما يعاين ويعقل بالقلوب .والثاني : ما يسمع . فإنه قد تواتر عند كل أحد حال الأنبياء ومصدقهم ومكذبهم وعاينوا من آثارهم ما دل على أنه سبحانه عاقب مكذبهم وانتقم منه وأنهم كانوا على الحق الذي يحبه ويرضاه وأن من كذبهم كان على الباطل الذي يغضب الله على أهله وأن طاعة الرسل طاعة لله ومعصيتهم معصية لله . ومن الطرق أيضا أن يعلم ما تواتر من معجزاتهم الباهرة وآياتهم القاهرة وأنه يمتنع أن تكون المعجزة على يد مدعي النبوة وهو كذاب من غير تناقض ولا تعارض كما هو مبسوط ؛ في غير هذا الموضع .]

زينون الايلي
03-29-2013, 06:08 PM
بارك الله فيكم جميعا . هل كل الاخبار التي تواترت عبر الاجيال تعتبر صادقة ? هل يمكن اخذ التواتر كمعيار لصحة الوقائع التاريخية ? الكثير من الامم لديها اساطير عن ابطالها والهتها متواترة عندهم عبر الاجيال فهل يعتبر هذا التواتر دليل صدق على حدوثها . سالت هذا السؤال لان الله تعالى يدعو الى اخذ العبرة باحداث تقرر العلم اليقيني عند المدعو اليها . فلا اعتقد ان الله يدعو قوما لذلك لم يتحقق لديهم اليقين انما فقط سمعوا من ابائهم و اجدادهم . اللهم نور افئدتنا واهدنا الى الحق .

متروي
03-29-2013, 07:26 PM
لا يلزم من إخبار الله عز وجل لهم أنها مساكن عاد و ثمود أنهم كانوا يعرفون ذلك من قبل فقد يكون المقصود : أن تلك الأثار العظيمة التي ترونها و تمرون عليها و لا تعرفون ما قصتها هي مساكن عاد و ثمود التي نقصها عليكم فانظروا كيف حالها خاوية على عروشها بعد أن كذبوا برسل الله ...
و هذا الإخبار لم يأتي على سبيل المعجزة بحيث لا يحتاجون الى التأكد منها بل جاء الخبر على سبيل التخويف من أن تصبح قراهم مثلها لا أثر للحياة فيها و يكفي في هذا أن يتواتر عندهم خبر هلاك سكان تلك المدن و العرب كانوا يعرفون بوجود عرب بائدة من غير عاد و ثمود كالعماليق و جرهم و قطوراء .