المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات في الظاهرة الإنسانية - من كتابات د.المسيري-



متعلم أمازيغي
04-06-2013, 05:53 PM
هذه مجموعة قطوفات من كتاب قيم للدكتور عبد الوهاب المسيري بعنوان "الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان"، و هو كتاب غير متوفر على الشبكة العنكبويتة، و إن وجدت فسحة من الوقت سأرفعه إن شاء الله، و قد يكون من المفيد التنبيه هنا على مسألة لاحظتها في هذا الكتاب، و هي أن مجمل أفكاره استمدها من كتاب الرئيس البوسني المفكر علي عزت بيجوفيتش "الإسلام بين الشرق و الغرب" و قام بتطويرها و بسطها أكثر، و معلوم أن الدكتور المسيري قدم قراءة في كتاب علي عزت بيجوفيتش و عبّر عن إعجابه بفكر هذا الفيلسوف الفذ الذي استطاع أن يرتفع عن حضيض التقليد الذي وقع فيه فلاسفة العرب الذين عجزوا عن استنباط النموذج المعرفي الكامن وراء الفلسفات الغربية، بل تجدهم يتخبطون و يتيهون في أتون هذه الفلسفات، فتجد الواحد منهم بنيويا تارة و ماركسيا تارة أخرى.. إلخ.

لنبدأ، يقول المسيري رحمه الله :

1. "إن الإنسان هو النوع الوحيد الذي يتميز كل فرد فيه بخصوصيات لا يمكن محوها أو تجاهلها، فالافراد ليسوا نسخا متطابقة يمكن صبها في قوالب جاهزة و إخضاعها جميعا للقوالب التفسيرية نفسها، فكل فرد وجود غير مكتمل، مشروع يتحقق في المستقبل، و استمرار للماضي، و لذا فزمن الإنسان هو زمن العقل و الإبداع و التغيير و المأساة و الملهاة و السقوط، و هو المجال الذي يرتكب فيه الإنسان الخطيئة و الذنوب، و هو أيضا المجال الذي يمكن فيه التوبة و العودة، وهو المجال الذي يعبر فيه عن نبله و خساسته و بهيميته، فالزمان الإنساني ليس مثل الزمن الحيواني الخاضع لدورات الطبيعة الرتيبة، فهو زمان التكرار و الدوائر التي لا تنتهي و "العود الأبدي"، و لكل هذا، فإن ممارسات الإنسان ليست انعكاسا بسيطا أو مركبا لقوانين الطبيعة/المادة، فهو مختلف كيفيا و جوهريا عنها".
الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان، ص 13.

2"المادية تفشل في تفسير إصرار الإنسان على أن يجد معنى في الكون و مركزا له، و حينما لا يجد معنى له فإنه لا يستمر في الإنتاج المادي مثل الحيوان الأعجم، و إنما يتفسخ و يصبح عدميا و يتعاطى المخدرات و ينتحر و يرتكب الجرائم دون سبب مادي واضح. و قضية المعنى تزداد حدة مع تزايد إشباع الجانب المادي في الإنسان، فكأن إنسانية الإنسان لصيقة بشيء آخر غير مادي. و البحث عن المعنى قد عبر عن نفسه على هيئة فنون و عقائد. و كما قال علي عزت بيجوفيتش : فإن الدين و الفن مرتبطان بالإنسان منذ أن وُجد على وجه الأرض، أما العلم المادي فهو حديث، و فشل العلم المادي الذي يدور في إطار نماذج مادية في تفسير الإنسان و في التحكم فيه دليل فشله في إدراك الظاهرة الإنسانية و إدراك أن الحلول التي يأتي بها ناقصة." ص 57.
يتبع..

عقد الجمان
04-07-2013, 04:55 AM
بارك الله فيكم،،،،متابعون لهذه القطوف الماتعة.