المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تفقد البوصلة



مالك العبيدي
04-16-2013, 02:26 AM
هذه أول مشاركة لاخيكم هنا وأحببت ان يكون اول موضوع اكتبه عن فقد البوصلة وما جني علينا من ورائها وحقيقة الواقع المعاش وغياب العقيدة في صورتها العلمية والعملية معا ...ونحن الآن نعيش في الجتمع الإسلامي سلسلة من المشاكل يقف المحللون والباحثون أمامها يريدون أن يجدوا موضع الخلل ومكان المشكلة وموطن المرض ...وخاصة حينما تتعدد الأدواء يستعصى الشفاء على الأطباء ....
وان اصر البعض أنه لا مشكلة لدينا فأحسن وأفضل من يلخص لنا هذا الحال هو الشعراء والأدباء....لأنهم اهل ترصد الاحداث والشعور المرهف غالبا ....وإذا أضفنا إليه ما نتلمسه من واقع الشباب وخاصة أننا نقرأ كلامهم اليوم عن كثب في مواقع التواصل الإجتماعي ..نخلص إلى أن الحيرة والضياع أكبر قضية أصيب بها المجتمع اليوم ...باختصار إن البوصلة اليوم مفقودة ...مفقودة بمعنى: ضياع الهوية والهدف ومعرفة الدرب والطريق ...والكثير منهم يوقن بضياع ولا يعرف هو ضائع عن ماذا؟؟وبماذا؟؟فيشعر بالألم وإن لم يعرف له سبب...
إن القضية اليوم الملحة على الدعاة إلى منهج الله أن يوجهوا البوصلة توجيها صحيحا ..فالهداية-واقعا-مطلب رئيس هو الأبرز في كتاب الله...هو موضوع أول سوره ترتيبا فسورة الفاتحة قد جاءت بتمهيد للهداية فما قبلها لطلبها وما بعدها استكمال وبيان لها ...فالفاتحة جاءت بالثناء على الله وشرح طبيعة العلاقة لنساله الهداية وبعد ذلك نطلب الهداية ونسأله إياها ومن ثم طبيعة الهداية التي هي بعد عن الشبهة والشهوة بسلوك طريق مغضوب عليهم أو ضالين ....
والأمة اليوم تائهة في دروبها بأودية شتى ولا بد إذا من وضوح الطريق ومن ثم التزامها والفرار والإلتجاء الحقيقي إلى الله ...ليس الذي يمر بالأمة اليوم إلا جاهلية جديدة وصورة من صور البعد الحقيقي عن مفهوم الديني وإن كانت الجاهلية القديمة بأن يتخذ الشخص حجرا يعبده فهي اليوم تتخذ صورة أخرى من الجاهلية الفكرية التي تتخذ مع الله أندادا في النظر والعقل وإن لم يكن إلها مرسوما على الواقع وقد يكون الإله بشرا أو شخصا او فكرا أو حزبا أو جماعة ..وينشأ عندنا من يقدسون الآلهة لعدم معرفتهم بها ولا بشركيتها لأنهم ما عرفوا هذه الجاهلية النكراء وكما قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- :(إنما تنض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشا في الإسلام من لم يعرف الجاهلية) ..ومن لا يعرفون الجاهلية قد تجد مسخا من بين أولئك ليسوا بأهل دين ولا ضد ..وبين هذه وتلك طرائق من مغال أو مفرط ....
والجاهلية القديمة قد جاءت منكرة بصورة أصحاب العقول المجرد قد عافوها ولكن جاهلية اليوم تحمل صفة ولبوس العلم والتكنولوجيا ولها من يعطيها النكهات والمبررات وقد تجد احيانا مسوغا شرعيا عند من لا يتقون الله في أمتهم من الأمثلة الشاذة التي عاينها من فرق منحرفة أو متعالمين ضالين ..
وعند وضوح الهدف ومعرفة موطن الخلل والهدف بالرجوع العام يتضح أن الأمة بحاجة للعودة بكل تفاصيلها لحكم الله وأمره ..وما حصل من خلل في الأمة بابتعادها عن دربه ما هو إلا جناية للأمة على نفسها وتعجيل للعقوبة بعدها وان تذوق وبال الفتن الذي يحل بها..وعلى الأمة أن تسلك هذا السبيل فليست القضية تحكى لترف فكري أو فلسفة عقلية وإنما هو منهج اتباع ....وهذه القضية قد تكون سياسية صرفة واقتصادية ملحة وروحانية واجبة ...وعودة للمنهج الأصيل لأن تجارب الأمة اليوم وما يحصل معها وما دلت عليه الدلائل يفضي أن الأمم كلها محتاجة لها وأن كل الأمم قد عرفت أنه لا قيمة لهم إلا بهذه الأمة وهذه الأمة لا قيمة لها إلا بما كان عليه أوائلها ...وأنه لا رفعة ولا سيادة إلا بايجاد البوصلة ووضعها في المسار الصحيح وتوحيد أهل الدين على هذا المسار وتجميعهم على هذه الفكرة وسلوكهم هذا السبيل وغير ذلك من الحلول الترقيعية والمؤقتة لن تزيد الخرق إلا خرقا ..ولن تحل المشكلة حلا صحيحا ...لأن الإسلام مشروع متكامل لا يقبل التجزأة وكما قال بعض المفكرين قديما :(خذوا الإسلام جملة أو اتركوه )...فالإسلام دين الكمال والتمام .....
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون