المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع ..



الورّاق
04-18-2013, 11:19 AM
غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع ..

غير المسلم في القرآن..


الصراع لا يكون إلا بين الخير والشر, وإذا زاد الخير تَوضَّح الاختيار أكثر, وهذا يحصل على نطاق المجتمعات وفي الفرد نفسه, وكلما أعلنت خيرا بدأ صراعٌ جديد بينه وبين الشر, وطالما أنت حي فأنت في صراع بين الخير والشر, وكل إنسان له حد من الخير يقف عنده, والاختبار تصاعدي حتى يتحدد أين توقفت في اختيارك للخير, قال تعالى : {هم درجات عند الله}, وقال: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}, ولا أحد يموت إلا وقد توضح إلى أين وصل في حسبة الخير والشر, وعلى هذا الأساس –اختيار الخير- يكون حساب الناس, وليس على أساس اسم الديانة كما يصور البعض, وإلا لماذا الكل يختبَر بالخير والشر مادام بعضهم قد حُكم عليهم بالنار لأنهم غير مسلمين ؟ ولماذا المسلمين يختبرون ماداموا قد أسلموا ؟ والبحث عن الإسلام هو اختبار بحد ذاته , فغير المسلم سيحاسب لماذا لم يبحث عن الحقيقة, والمسلم سيحاسَب لماذا لم يهتم بالإسلام ويطبقه وينشره لغيره ويحسن صورته.

وتلاحظ في القرآن قوله تعالى: {الذين كفروا من أهل الكتاب} أي أنه ليس كلهم كفار, وآية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} تؤكد الآية أن الحساب على اختيار الخير ماداموا يؤمنون بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا, هذا ما نصت عليه الآية بخصوصهم وهم ديانات أخرى مختلفة. والله قال: {والوزن يومئذ الحق} وليس مجرد اعتناق الإسلام من عدمه, لأن هناك من ماتوا قبل الإسلام أو بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وكل أديان الله هي الإسلام, أي الإسلام لله والتحول إلى عبوديته وحده بلا شريك حتى هوى النفس ومصالحها. والله لم يقل أنه لن يدخل للجنة إلا مسلم, و آية {إن الدين عند الله الإسلام} فمن يكون أخلاقيا من أي ديانة فهذه درجة من التسليم والإسلام. والله لا يضيع أجر عامل {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} وتخيل أنك أمام مجموعة من الأعداء احدهم تصرف بنبل وأخلاق وآخر بسوء أخلاق هل ستحكم عليهم بأنهم سواسية؟ بالطبع لا, والله أولى بالأخلاق والعدل, ولو حكمت بعقلك فإن شعورك لا يوافقك, مثل قصة صلاح الدين مع ريتشارد قلب الأسد الذي أرسل له صلاح الدين طبيبه مع أنه عدوه, بينما أرياط أصر صلاح الدين على قتله بيده مع أن صلاح الدين أطلق كل الأسرى وكلهم أعداء, إذن الأخلاق تخترق حواجز العداوات والفواصل العقلية وتصل إلى شعور الإنسان ومصدر قراره وهي السبيل الوحيد للدعوة , فإذا المسلم لم يحترم أخلاق غير المسلمين ويشجعهم عليها فعلى أي أساس يرغبهم؟ وسيكون ما يقدمه ترهيب فقط وتحطيم بأن كل ما يعملوه خطأ حتى لو كان من الأخلاق, وإذا أحبطت الإنسان أخلاقياً فأنت الآن تدفعه لشر أكثر, ولا يمكن أن يكون الخير وحدات منفصلة ولكن يضل لَـبِـنات, وتشجيع الخير يجر إلى خير أكثر, والخير الأكمل هو في الإسلام الأكمل مضمونا قبل الشكل, والخير الذي لديهم مقطع وغير متصل ومع ذلك يبقى أي شيء اسمه خير هو أفضل من الشر على شرط النية الحسنة, لأن شرط الأخلاق نية الخير وهو تعريف الأخلاق, لأن بعضهم يستغل الخير من أجل الشر وهنا يصبح الخير شرا, فأي خير هو يستحق الإشادة خصوصاً إذا وضحت النية , والله لم يقل بأنه سيغفر للمسلمين فقط بل لمن يشاء ويدخل في رحمته من يشاء. الله للجميع ويشكر العمل الطيب من الجميع والمسلمون ليسوا شعبا مختارا, أما من يرون عملهم كسراب بقيعة فهؤلاء نيتهم من العمل لم تكن للخير {.... كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءا}. {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وهذه الآية لا تتعارض مع شرط التبليغ فالله وضع حد للمغفرة, والله سبحانه قال: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.


شرفاء العالم ليس لهم مرجعية والواجب أن يكون المسلمون هم مرجعية لشرفاء العالم وينصرون الأخلاق في كل مكان في العالم , فالله يقول {وإذا عزمت فتوكل على الله} لأنك ستقوم بعمل ضد مصالحك, وبذلك يكون الإسلام دين عالمي, والرسول أعجب بحلف الفضول مع أنه جاهلي, وأعجب بكرم حاتم الطائي مع أنه لم يمت مسلما.


الله يقول: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} فمن يعمل معروفا من أي ديانة سيجزيه الله ويكافئه على الخير الذي قصده, فالمسلم يقول للعالم أجمع أن من يعمل خيرا سيجازيه ربنا سواء كان مسلما أو غير مسلم. سفانة بنت حاتم الطائي كانت مع السبي ولما مر الرسول قالت : "إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإن أبي كان سيدا في قومه: كان يفك العاني ويقتل الجاني ويحفظ الجار ويحمي الذمار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ... وما أتاه أحد في حاجة ورده خائبا", فقال النبي محمد من أنت؟ قالت: "أنا بنت حاتم الطائي", فقال: (...خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق).


الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لقد حضرت حلفا في دار ابن جدعان ... لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت), ابن جدعان كان من سادات قريش وكان طيبا وقد جمع من سادات قريش حتى يعاونون من انقطع به الطريق من الحجاج أو احتاج إلى مؤونة, وهو ما يسمى بحلف الفضول.


إذا كانت أعمال الخير من غير المسلمين هباءا منثورا سواء قُصِد بها الخير أو الشر, بهذا الشكل المسلم ليس يكون حاثا على الخير ولا داعيا له, يجب أن تكون العلاقة بين المسلم وغير المسلم عن طريق الأخلاق لأنه عن طريقها تعرف الله, وقرب غير المسلم وبعده يجب أن يقاس بهذا المقياس كما قال صلى الله عليه وسلم : (خياركم في الجاهلية خياركم في الإٍسلام), ولهذا شرعت الزكاة للمؤلفة قلوبهم وهم من في قلوبهم ميل للخير وبالتالي للإٍسلام حتى لو لم يسلموا, أي الإسلام يأمر بالدفع من أموال الزكاة للأخيار المحتاجين من غير المسلمين, وبالتالي دعم المشاريع الخيرية الإنسانية والجمعيات التي تعمل بدافع الخير والرحمة لكل البشر والخالية من التعصب لدين أو عرق, فالمسلمون أولى بدعمها كالجمعيات ذات الجهود الطبية والإسعافية وجمعيات حماية البيئة وحقوق الأطفال والفقراء ...إلخ, لأن كل من يهتم بهذه المجالات يعتبر متألف القلب ويحتاج إلى تشجيع ليكمل مسيرة الخير بإعلان إٍسلامه الحقيقي لله رمز الخير والمكافئ عليه, هذا حتى يرى الناس من غير المسلمين خيرية أمة الإسلام ونكون خير أمة أخرجت للناس, ولن يروا خيرية إذا كنا نرفض مساعدة أي أحد غير مسلم حتى لو كان فيه خير, سينظرون إلينا بمنظار الشر. لا أحد يصفك بالخير حتى يطاله خيرك بشكل مباشر أو غير مباشر, وإلا سيصفك بالشر, وبالتالي سنوصف عند غير المسلمين بشر أمة أخرجت للناس إذا كنا نرفض الخير الذي تعارفت عليه شعوب الأرض, ولا نقدمه إلا لمن هم مثلنا في الهوية فقط حتى لو كان غيرنا بأمس الحاجة. الإسلام دين الخير للجميع وليس دين التعصب.


بهذه الحالة غير المسلم لن يحس بالفاصل الشديد بينه وبين المسلم, والناس تتعارف بالأخلاق , وإذا كنت أخلاقيا سيشعر من هو على غير دينك أنه يعرفك وأنك أنت المتدين حقيقة وبالتالي سيتدين هو, أما إذا قلت له اكسر عاداتك وافعل مثل هؤلاء بدون دافع أخلاقي يحركه سيشعر بالوحشة.


يجب ألا يتعارض الإسلام مع أي أحد إلا مختاري الشر فقط, أما البقية فهم أحباب ما لم يظهروا شرا مقصودا, وهكذا لن يكون هناك إقصاء للآخر, وبالتالي عزلة عن الآخرين, قال تعالى : {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم} والحب في الله والكره في الله يكون مع المسلم وغير المسلم, لأن الخير هو طريق الله. إذا اختلطت بالجميع فهذا يصقل إيمانك واختيارك, مثل من يختلط بمن يشربون الخمر ومع ذلك يمنعه إيمانه, وهكذا تكون شخصية المؤمن واثقة من نفسها وليست خائفة من غير المسلم ومنعزلة ومرتمية في أحضان المجموعة طلبا للحماية.


قال تعالى: { ..وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}, فمن يحب أن يمدح بشيء لم يعمله فالله يعده بعذاب أليم, ومن ينسب لنفسه الخير لمجرد أنه ولد في بيئة مسلمة فهو ينسب لنفسه الخير مع أنه لم يفعله, وهذا يسبب كبر ويجعل المسلم يظن أنه أفضل من غيره فقط لأنه انتسب للإسلام حتى لو كان غيره أرقى منه أخلاقيا, وهذا يشبه الافتخار بالنسب.


قضية الأخلاق هي المحك, ونية الخير هي لب الأخلاق وليست قوالب الأخلاق. والشعور يعمل بهذا الشيء فأحيانا ترى غير مسلم ومع ذلك مقبول, وآخر كافر كريه.


هكذا ستجد نقطة تلاقي مع المسلم والهندوسي والمسيحي..إلخ, التي هي الأخلاق, التي هي تعطي الأمان وليست الشعارات والأيدولوجيات. ومن خلال الأخلاق يجب أن يكون حوار الأديان والحضارات, وأفضل حوار ما يكون منطلق من الأساسات المتفق عليها {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}, والأخلاق هي أساس كل دين بل هي معنى كلمة دين, والأخلاق تكون مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات, وكل دين لا يخرج عن هذه المحاور الثلاثة, بمعنى أن الدين أخلاق, لكن الاختلاف في نوع وجودة هذه الأخلاق بين دين وآخر, وهي مدار الحوار المناسب بين الإٍسلام وبقية الأديان والفلسفات, حيث يتفوق الإسلام الحقيقي عليها جميعا في عمق أخلاقيته وواقعيتها وشموليتها وعقلانيتها.


هكذا يكون المؤمنون داعمون لتيار الفضيلة في العالم ومناصرين لشرفاء العالم, فتخيل شخصا غير مسلم يعمل فضيلة ويعلم أن مليارا من المسلمين يقدرون هذا العمل منه ويعدونه بجزاء من ربهم, هذا الشعور بالقبول مهم جدا {أن تبروهم وتقسطوا إليهم}. هكذا سيشعر الآخر بالأمن, لأنه إذا قلنا أن غير المسلم بالنار حتى لو عمل كل الخير هذا سيسبب النفور والخوف.


أما من يحاد الله ورسوله فهو العارف بما يريد الله وليس من لا يعرف, وهو الكافر الحقيقي. فالمسلم الحقيقي يجب أن يكره الشر حتى لو صدر من مسلم , ورسالة اليهودية ليست لليهود فقط وإنما هي للجميع لكنهم احتكروها بتعصب قبلي, ولذلك أرسل الله موسى لفرعون مع أنه مصري , لكن اليهود أغلقوا دينهم عليهم وقالوا بأن الله لهم هم فقط , وانظر إلى القرآن وهو يتكلم عن القساوسة المسيحيين بامتداح وأنهم يبكون عندما سمعوا آيات القرآن مع أنهم لم يسلموا , {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء .. } ففي هذه الحالة نحن على أساس واحد سواء {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } فكل من اختاروا الخير هنا هم على أساس سواء بأن نعبد الله ونعمل صالحاً, وعمل الصالحات هو أخلاق سواء عبادة أو تعامل مع الناس , فالزكاة هي أخلاق وهي في نفس الوقت عبادة. فالتركيز يجب أن يكون على الخير والشر وليس على الطقوس.

=============================================

الحوار :




سوسنة الكنانة:

"مقال جميل ..إذا ما اطّلع القارئ عليه رجا الله تعالى لصاحبه التوفيق لكل خير ..
فجزاك الله خيرا ً ,
وكعادتنا في رجاء أن يفسح صدرك لأي مناقشة أو سؤال .. أطرح ما لدي ّ :
في البدء تصحيح الآية " هم درجات عند ربك " ... " هم درجات عند الله "

قولك : " والله لم يقل أنه لن يدخل للجنة إلا مسلم, و آية {إن الدين عند الله الإسلام} فمن يكون أخلاقيا من أي ديانة فهذه درجة من التسليم والإسلام. والله لا يضيع أجر عامل {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} "

حرّمت الجنة على غير المسلمين تحريما أبديا ً
قال الله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " , وفي الحديث القدسي : " يا ابن آدم إنك لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ً غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي "
فالمشركين خالدين مخلدين في النار لا يرون ربهم " إنهم يومئذ عن ربّهم لمحجوبون "
والجنة لكل مسلم من أي ديانة , فالشرائع كلها نزلت بتوحيد الله تعالى , فمن أسلم وإن كان عاصيا ً فإنه يدخل الجنة .. لقول الله تعالى في الحديث القدسي : " لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " .. فالعصاة المسلمين يعذبون في جهنم لو لم يتوبوا لكن سيخلدون في الجنة وما عدا ذلك سيخلّدون في نار جهنم
أي نعم سيكون حساب كل واحد مختلف عن الآخر بقدر الخير والشر , فهذا عم النبي عليه السلام أبي طالب رغم أنه مشرك إلا أنه سيخفف عنه العذاب فيكون عذابه أخف عذاب أهل النار وهو جمرتين تحت قدميه تغلي منهما دماغه كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم .

وكنت أتمنى ولا أزال يا أستاذنا القدير أن ترجع للتفاسير المعتمدة في تفسير الآيات , وإلا لو أطلق كل واحد منا العنان لعقله في فهم القرآن لفهمه كل واحد خلاف الآخر ولأولناه بهوانا واختلافاتنا .

الآية : " إن الدين عند الله الاسلام " , هو لا غيره سيدخل به صحبه الجنة ,
فالنصارى على ديانتهم الأصلية التي لم تحرف هي نفس شريعة الاسلام وكل الرسل دعت لتوحيد الله
وكذا بني اسرائيل فإن دعوتهم كانت لله وحده
أي نعم الأخلاق نوع من الاسلام والاستسلام ولكنها لا تغنى صاحبها شيئا من العذاب إن لم يؤمن يختلف حسابه ولكنه يخلد في جنهم , ولقد ذكرت في كلامك أننا لو قلنا للمشركين لا فائدة من أخلاقكم لأصبناهم باليأس والنفور ,
لكن الدعوة إنما تكون بالأخلاق وليس بالخطاب الجاف , باستمالة القلوب لا بالخطاف الفظ الغليظ " ولو كنت فظا غليظا لانفضوا من حولك " ... والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ..فليسعهم منكم حسن الخلق " والمؤمنون إنما فتحوا الدنيا بأخلاقهم وعلمهم ودينهم"


الرد:
قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} أي يشرك به عن قصد وإرادة وبعد علم, وإلا لكان القرآن كفر كل غير المسلمين, ولم يقل الذين كفروا من أهل الكتاب, ولما مدح أي أحد من غير أتباع النبي محمد لا سابقا ولا حاضرا, على اعتبار أنهم لا يخلون من الشرك, بل و لأخرجنا مسلمين من الإسلام بحجة أن عندهم أنواع يمكن تأويلها بالشرك, وهكذا لا يبقى إلا القليل. فالشرك كغيره من الأعمال لا يعتبر خطيئة إلا بعد أن يختاره صاحبه اختيارا بعد علم, وكل خطيئة لا يعتد بها إلا بعد علم صاحبها؛ لأن الأعمال بالنيات, وإلا تعتبر خطأ, وهذا هو الفرق بين الخطأ والخطيئة.

حتى المشرك بحاجة إلى تبليغ, كثير من الناس يقعون بالشرك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا, لهذا قال الله : {تعالوا إلى كلمة سواء} أي على الأساس الخيّر الذي لأجله تدين الإنسان. لكن الكثيرون مع الأسف يبدؤون من الاختلاف ولا يبدؤون من الاتفاق مخالفين هدي القرآن, وهذا ما ينتج الطائفية والعداوات بين أصحاب المبدأ الواحد والدين الواحد. لابد من وجود الاختلاف لكنه ليس هو الأعمق, كلما ذهبنا للعمق وجدنا الاتفاق أكثر. هذا بين المؤمنين من كل المذاهب بل والديانات, أما الإلحاد فالخلاف معه في العمق لأنهم لا يقرون بوجود إله أصلا. وهكذا يعلمنا القرآن أساس التحاور مع غيرنا بألا نبدأ من الاختلافات بل نبدأ من الاتفاقات, والاتفاقات دائما أساسية, إذن هو يعملنا العمق أيضا وعدم السطحية في الحوار. وحتى الملحد نبدأ معه من الاتفاقات الإنسانية والمنطقية والعلمية. كل حوار مثمر هو ما يبدأ من الاتفاقات وكل حوار مدمر هو ما يبدأ من الاختلافات ويهمل الاتفاقات رغم أساسيتها, ويهتم بالاختلافات رغم فرعيتها.

الله ليس ضد الأخيار, الله ضد الأِشرار سواء كانوا من أتباع الإسلام أو من أتباع غيره. وأبو طالب اختار الشرك بعد علم, قال تعالى : {كلا إنها كلمة هو قائلها}, وهو قالها بعد علم ومرافقة للرسول بل رافقه أكثر من كثير من الصحابة, ولم يكن يتفق مع المسلمين, لكن حمية العائلة جعلته يحمي محمد حتى لا يقال بنو هاشم ضيعت ابنها وأسلمته لبطون قريش الأخرى, وهو كبير بني هاشم, وهذا مبدأ جاهلي "انصر أخاك ظالما أو مظلوما", وقال الشاعر: وما أنا إلا من غزية إن غوت***غويت وإن ترشد غزية أرشد" وقال المرتدون من أتباع مسيلمة: "كذاب ربيعة خير من صادق مضر".

وإذا كان أبو طالب عذابه مخفف مع أنه مشرك فهو ضد كلامك, لأن تخفيف العذاب نوع من المغفرة لمشرك, هذا غير النظر إلى هذا التخفيف الذي يغلي منه الدماغ! فإذا كان دماغه يغلي من الألم كيف يعتبر مخففا عذابه؟! حمزة رضي الله عنه لم يكتفي بالحمية بل أعلن إسلامه وبينهما فرق, وإن كان مارس الحمية قبل أن يسلم, عندما شج رأٍس أبي جهل بالقوس لما أُخبِر أنه أهان ابن أخيه محمد, حتى لحظات الموت لم تجعل أبو طالب يغير عبادة الأصنام رغم رجاء النبي له ووعده بالمغفرة, وهذا عناد وإصرار إلى آخر لحظة. وهل إذا أراد الله أن يخفف عذاب أحد يجعل دماغه يغلي من الحرارة؟! ما هكذا كرم الله وتخفيفه, ثم كيف يغلي الدماغ دون أن يحترق الجسم كله؟ قال تعالى: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب} والجلد يغطي كل الجسم والدماغ مرتبط بكل أجزاء الجسم, فإذا كان مصدر الحرارة من إصبعين فقط لن يغلي كل الدماغ! بل الجزء المسؤول عن الحرارة والبرودة في إصبعين فقط, والبقية برد وسلام! والغليان من خواص السوائل, والدماغ ليس بسائل, وإذا غلى الشيء تبخر وذهب. إلا أن تكون على سبيل المجاز تعبيرا عن شدة الألم.

ولماذا يستثنى أبو طالب من قاعدة أن الله لا يغفر أن يشرك به؟ مطعِم بن جبير أجار الرسول بدافع مبدأ الجوار الجاهلي وهو مشرك, فهل سيخفف عنه لقاء إجارته؟ وكثير من الجاهليين خدموا الرسول أو الصحابة بشكل أو بآخر, بينما غير المسلمين لا يخفف عنهم مهما فعلوا من أعمال إنسانية بنية الخير! هذا مبدأ غير منصف, أن يخفف عن مشرك لأنه يتبع عادات قومه في الحمية بينما لا يخفف عن إنسان غير مسلم فعل الخير لذاته وليس لأجل الناس أو العادات والتقاليد, بينما القرآن يقول : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} فلم يشترط أن يؤمنوا بمحمد وألا يشركوا بالله, بل اشترط الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح, أي العمل الصالح هو الشرط مع الإيمان بالله واليوم الآخر.

والشرك ليس شرطا أن يكون ظاهر ومادي, مجرد إيثار المصالح على الدين ولوي أعناق النصوص لأجل المصلحة يكفي أن يكون شركا, قال تعالى : {أرأيت من اتخذ إلهه هواه}. أي شيءٍ لا يجعل حياة الإنسان لأجل الله هو شرك بعد علم و اختيار, وبالتالي الله هو الأدرى بالمشرك الحقيقي وليس نحن, لأنه قد يكون إنسان في مظهر العابد المهتم بالدين وعلومه وفي داخله مشرك شرك مصلحة وأنانية أو غير ذلك, إذن لا نستطيع أن نحصي المشركين ونحددهم. وهناك حديث يقول "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة", والمنافق قال "لا إله إلا الله" فهل تدخله الجنة؟ بينما الله وعده بالدرك الأسفل؟

الدين لا يُفهَم من نص واحد, من مجموع النصوص يتكون مجموع فهم الدين, لذلك لا يكفي الدليل الواحد في الدين, بل تعاضد الأدلة وعدم تنافرها, الدليل الواحد لا يقيم الدين إلا إذا لم تخالفه بقية الأدلة. وهذا ينطبق على كل شيء وليس فقط الدين, إنه هو الحكمة, التي تعني الإحاطة وليست الجزئية. الحكماء هم الأولى بالكلام عن الدين, قال تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثير}. الحكيم لا يكفيه دليل واحد, فما بالك إذا كانت هنالك أدلة تنافر هذا الدليل وتنازعه؟ حتى لو كان الدليل من القرآن أو الحديث لابد من النظر في الأدلة الأخرى من القرآن والحديث وغيرهما وبدون تعصب, وعدم الحكمة هذا هو التعضية التي ذمها القرآن, قال تعالى : {الذين جعلوا القرآن عضين} أي قطّعوه إلى أدلة مفردة, والشيء إذا قُطِّعت أعضاؤه ذهبت روحه, بل كل تجميع ينتج معنى عام والتفريق يذهب ذلك المعنى, فإذا قلنا "كلية" وبحثنا عنها لا نجد إلا بهو وممرات وغرف وطاولات ومواقف ولوحات وكافتيريا...إلخ, من مجموعها نتج شيء اسمه كلية, إذا فرقناها ضاع ذلك الشيء وبقي كافيتيريا وطاولات..إلخ, كذلك القرآن, مجموعه ينتج معنى وهو الصراط المستقيم وإذا فرقناه صار دعوة لقتال الكفار أو آية مواريث أو قصص عن الأمم السابقة أو منسوخا لا قيمة واقعية له ومتشابها لا يجوز الخوض فيه..وهكذا تتبدد قوة المجموع وروحه, لهذا الله خاطب المؤمنين كمجموع وقال: {ولا تفرقوا فتذهب ريحكم} مع أنهم هم هم مجتمعين أو متفرقين, إذن اجتماع الأشياء مع بعضها ينتج معنى جديد وقوة لا تملكه المفردات, ومنه سمي المجتمع مجتمع وإلا فهو غير موجود.

إذن لا يصلح أن نستعمل النصوص كمفردات بل كمجموع, حتى لو في قضية مفردة, وهذا لعمري من أصول الفقه الحقيقية والأساسية التي يجب أن تؤخذ بالحسبان, بل هي أًصل أصول الفقه والباقي فروع, لأنها تنطلق من مضمون الضم وأي ترابط ينتج مضمونا وروحا, والإسلام عبارة عن ضم وليس تفريق ونصوصا متفرقة بأيها ضربت أصبت, بل إن التجزئة قد تعكس المضمون العام "ما قال ربك ويل للؤلى سكروا**لكنه قال ويل للمصلينا" أي عكس المضمون العام! واستشهد بآية مفردة. بل إذا لم يرتبط الرأي الديني بالروح والمضمون العام للدين يحتاج الأمر إلى توقف وإعادة نظر, لأنه انطلاق على غير هدى سببه جزئية التناول ودون استحضار للكل. وما سمي العالِم عالِما إلا لإحاطته ببقية الأدلة ويوازن بينها بالعقل والمنطق السليمين المتفق عليهما, وليس لأنه يأخذ دليلا وينطلق وراءه, هذا يفعله العامي ولا يحتاج إلى عالم. العالم يستعمل الدليل ويبين ارتباطه بالخط العام, ويعالج ما يعترض من تناقض ولا يكتفي بقوله: الحكم كذا لأن الرسول قال كذا وانتهى الأمر. والخط العام مرتبط بالخط العام العقلي والمنطقي والأخلاقي, لأن الدين للإنسان وليس الإنسان للدين, والدين للعقل, قال تعالى: {لأولي الألباب} وليس العقل للدين, فالدين لم يأتي ليحطم العقل بل جاء لينيره وليجلي منطقه.
وإذا لم يكن هذا سيتفرق الدين باختلاف بعضه عن بعض, وتسيطر النصوص الفعلية على النصوص العامة أو الأخلاقية مع وجود التنافر بينها, ويتحول المسلمون إلى شيع كل يؤيد صوتا عاليا قريبا منه, قال تعالى :{ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} لاحظي كلمة "فرقوا دينهم" ولم يأخذوه مجتمعا بل اختاروا جزئيات منه وكبروها على حساب غيرها وضيعوا الخط العام للدين, هذا ما ينتج الأحزاب والشيع والمذاهب والنحل: تكبير الجزء على حساب الكل, وهي من آفات العقل البشري الذي يعاني من نقص الحكمة, واستعراض المذاهب والشيع يكشف لنا ذلك, وهي آفة قل من يسلم منها قديما وحديثا إلا من رحم الله ووهبه الحكمة.

إذن أصبحنا نعرف ما هو الصراط المستقيم, الصراط المستقيم هو روح الإسلام والنتيجة الكلية لمجموع النصوص التي جاءت للإنسان العاقل وخطها العام الذي سار عليه الأنبياء, ومن مجموعهم نعرفهم, فالله لم يتحدث عنهم في القرآن عبثا, وأمرنا بالاقتداء بهم جميعا دون تفريق.
وكل شيء لم تحدد روحه هو كيان لم يكتمل وريحه ذاهبة, إذن ما هي روح الإسلام؟ هذا هو السؤال, والروح تُعرَف من المجموع, والإسلام مجموعة نصوص, فهل نأخذها فرادى دون النظر للبقية, أو نجمعها لنفهم روحها وننطلق منها؟

أي مشكلة يجب أن يأتي الإٍسلام كله ليحلها وليس طرفا من أطرافه, مجموع الإسلام هو الذي يحكم في قضية مفردة وليس طرفا منه, حتى تكون النظرة متكاملة وليست مغرقة في الجزئية, ففرع الشجرة فيه كل شيء من الشجرة وإلا لم يكن فرعا منها. إذن لا يكفي أن تقول: قال الله وقال الرسول, وانتهى الأمر, مالم تستحضر كل ما قال الله وقال الرسول وتوازن بينها, هذه هي الحكمة.

الحكمة صعبة والحمق سهل, مثل أن يسمع أحدهم : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده" فيأخذ فأسه وينطلق! ودليله قال رسول الله في حديث صححه البخاري, هذا متبع للنص ستقولين أنه مخطئ, إذن اتباع النص المفرد خطأ, ستقولين لا! تبقى المشكلة عندك إذن.

والجزئية ضد الحكمة وهي التعضية في كل شيء في الدين أو غيره. الحكيم يمسح بنظرة شاملة والأحمق ينطلق وراء أول بادرة ولا يلتفت لغيرها. الحكمة تعني الإحاطة بالنظرة القريبة والبعيدة وملاحظة جميع الأجزاء في وقت واحد, وتعني سعة العقل والخلق, ولا تؤتى الحكمة لمن لا أخلاق له, وعلى قدر اختيار الخير على قدر ما يكبر العقل ويصبح شاملا حكيما, وكلما ضاق حيز اختيار الخير كلما ضاقت الحكمة وبرزت الجزئية والتقيد الحرفي بعد التعضية. غير الحكماء يكفيهم دليل واحد في كل قضية دين أو غير دين, مثل الملاحدة فمجرد ظهور نظرية تكفي للجزم وإهمال كل ما يقوله العقل والإحساس والتاريخ.

ثم أنتي تقولين عليك أن تلتزم بكل ما قاله المفسرون و إلا تكون تابعا للهوى, هذه المعادلة خاطئة بحد ذاتها, ممكن ألا أتبع المفسرين ولا أتبع الهوى, والمفسرون بشر مثلنا ونحن بشر مثلهم ولسنا معصومين وليسوا معصومين من الخطأ, وهم لم يتبعوا مفسرين لأنهم هم المفسرين! فلماذا تنصحينني بما لم تنصحيهم؟! وهل الاجتهاد حلال لهم وحرام على غيرهم؟ وإذا كنت سأنقل كلام المفسرين فكلامهم موجود لماذا إذن أكتب؟ ولماذا سميتيني أستاذ وأنتي ترين أني لا أتبع أحد وأجتهد من خلال النصوص؟ الأجدر أنني لا أستحق هذه الكلمة, وتبقى لمن يتقيدون حرفيا بما قال السابقون. ثم أي المفسرين تريديني أن أتبع؟ لأنهم مختلفون, ستقولين فلان و فلان, على أي أساس حددتِ أنهم الأفضل من المفسرين؟ إذن أنتي تعرفين التفسير أكثر من المفسرين الذين استبعدتيهم والذين رشحتيهم, فلماذا تتقيدين بمن أنت أفضل منه لدرجة التقييم؟ والذي يقيم المتنافسين لابد أن يكون في مستوى أرقى منهم, إذن هو غير محتاج لهم ولا داعي لأن يتبعهم. وإن قلتِ أنك أقل منهم إذن أنت وضعت نفسك في منصب التقييم وهو ليس لك إذن وقعتي في التكبر على العلماء باستبعاد بعضهم وإبقاء بعضهم دون علم, و التكبر هو أن يدعي الإنسان قيمة لا يملكها, والتقييم قيمة بحد ذاتها.




"قولك : " وأفضل حوار ما يكون منطلق من الأساسات المتفق عليها {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}, والأخلاق هي أساس كل دين بل هي معنى كلمة دين, " ..

إنني أشد على فكرتك وأتفق معك فيها , بل هو ذاك الحوار الحقيقي والدعوة إلى الله الصحيحة " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " . "


شكرا على الاتفاق, لكن كيف سيكون مادامت كل أخلاقهم لا قيمة لها؟ بينما مسلم فاجر أفضل منهم لأنه ولد بين مسلمين وتلقاها بالعادة؟ بل لو قال غيرها لأوذي, فهل الله من عليه وهو فاجر فاسق ومختار للشر؟ بينما الأخيار من ديانات أخرى حكم عليهم بالنار وجعل هذا الفاسق في الجنة؟!

يجب أن نقول لهم أن كل خير تعملونه يقربكم إلى الله, فزيدوا في الخير لكي تعرفوا الله, ومن أراد الخير فهو أراد أن يستقيم والقرآن لمن شاء أن يستقيم.

الحكاية ليست حكاية توزيع ابتسامات على الناس ونقول أننا دعونا بالتي هي أحسن, لا بد من احترام حقيقي لكل خير فيهم وللخير العام, قال صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام). ثم كيف ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ونبتسم لهم ونحن نرى أنهم كفرة ونجس ورجس ومجرمين؟! ألا نكون منافقين في هذه الحالة؟ إذن هذه النظرة ليس صحيحا أن تكون شاملة على الجميع, وإلا كيف نبتسم لفسقة يحادون الله ورسوله؟ لابد أن ننظر إلى إنسانيتهم وفطرتهم, والله كرم بني آدم.

الله لم ينزل القرآن بكل اللغات, لكن جعله نبراسا لمن يبحثون عن الخير, وأراد المسلمين أن يكونوا خير أمة, لكنهم لم يكونوا إلا بحالات فردية خاصة, لأنهم اهتموا بالشكل على حساب المضمون والخيرية مضمون وليست شكل, قسموا دينهم إلى خطوط طول ودوائر عرض ولم يأخذوه كل متكامل, والتعضية هي مظنة الهوى وليست الشمولية, والله نهانا عن التعضية فلماذا لا يكون عدم التعضية أصل من أصول الإسلام؟ التعضية تجعل الإسلام أجزاء تستعمل منها ما تشاء متى تشاء بحكم أنه كله من الإسلام وتهمل ما تشاء, وهنا يأتي دور الهوى ليحدد المهم المبرَز وغير المهم المهمَل وكله مِن قال الله قال رسوله, والبقية مدخرة للحاجة, لكن الله يعلم النوايا, والحجة قائمة عند الله على المعضي لأن بقية النصوص عنده.


قولك : " ففي هذه الحالة نحن على أساس واحد سواء {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } "

أي نعم نكون سواء إن كنا مسلمين ويجمعنا الإيمان والعمل الصالح سواء أمام المحاسبة ووزن الأعمال , أما أن نكون سواء مع المشركين فهذا لا يكون بأية حال من الأحوال .. قال تعالى : " أفنجعل المسلمين كالمجرمين " ؟؟؟؟؟؟؟


"المجرمين" لا تنطبق على أي إنسان غير مسلم, وإذا كانوا مسلمين لن يسموا حينها باليهود ولا النصارى ولا الصابئة! المسألة مسألة خير وأساس وكلمة سواء, وليست مسألة فاصل يقال أو لا يقال بغض النظر عن مضمونه, هذه نظرة سياسية وليست نظرة إنسانية, لأن المنافق يقول لا إله إلا الله ويقبله السياسي المسلم, لكن الله توعده بالدرك الأسفل من النار.

الإسلام ليس لكل البشر بل لمن شاء أن يستقيم, إذن لنشجع طالبي الاستقامة ونحمدهم على فعلهم ونطالبهم بالمزيد, من أي دين ومذهب, لأن إسلامهم حينها سيكون على أساس راسخ وليس لمجرد كلمة من قالها دخل الجنة ومن لم يقلها دخل النار, فالمنافق يقولها وهو في الدرك الأسفل..

وشكرا على مشاركتك ومتابعتك ودمت على خير..

إلى حب الله
04-18-2013, 12:21 PM
يا أخي الوراق وفقك الله ...
الإسلام يحث على مكارم الأخلاق ويحترمها ..
سواء في مسلم أو غير مسلم ..
هذا شيء مفروغ منه وعليه أدلة وشواهد كثيرة من القرآن والسنة ..

ولكن :
هل لديك أي اعتراض على أن (( الغير المسلم )) الذي وصلته رسالة الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن :
هو في النار خالدا فيها ؟؟؟..

دعك الآن من تخفيف العذاب أو غيره - ولا أسميها مغفرة كما فعلت أنت - ..
السؤال واضح :
هل (( غير المسلم )) الذي وصله الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن به : هو في النار خالدا فيها أم لا ؟؟..
من هنا يبدأ الحوار الذي يهمنا ...

وأما سائر مقالك ففيه وعليه .. ولكن هذه أهم نقطة فيه لمساسها بالعقيدة ...
أنتظر الإجابة بارك الله فيك ...
- ربما أسافر بعد ساعات .. فلو تأخر ردك فلن أستطيع رؤيته إلا مساء أو عند منتصف الليل -

بالتوفيق ..

إلى حب الله
04-19-2013, 03:18 AM
للأسف الشديد كنت أتمنى منك الرد أخي الوراق على السؤال البسيط - على كل مَن صحت عقيدته - :
وخصوصا وقد رأيت معرفك في نفس الموضوع وقبل أن أغادر ..
والله تعالى أعلم بالنيات ...

أما سؤالي فكان :


ولكن :
هل لديك أي اعتراض على أن (( الغير المسلم )) الذي وصلته رسالة الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن :
هو في النار خالدا فيها ؟؟؟..

السؤال واضح :
هل (( غير المسلم )) الذي وصله الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن به : هو في النار خالدا فيها أم لا ؟؟..
من هنا يبدأ الحوار الذي يهمنا ...


أقول :
الإجابة هي : كل كافر بالإسلام بعدما وصلته رسالته : وبلغته حجته : فهو في النار خالدا فيها ..
ولن تنفعه حتى أفعال الخير التي كان يفعلها !!..
سواء كان يفعلها رياء للناس وسمعه .. أو كان يفعلها للإنسانية والبشرية إلخ إلخ ..
فليبتغي إذا أجره في الآخرة من تلك الإنسانية والبشرية !!!!!..

نعم .. نحن نشجع كل أفعال الخير حتى من الكافرين وربما ساعدناهم عليها ولكن :
هذه نقرة .. وهذه نقرة ..
تقرهم على أفعال الخير - بغض النظر عن نيتهم - : نعم ..
أما أن نجعل من ذلك (( ذريعة )) للحكم لهم بالجنة !!!!!!!!!!!!!!!.. فلا وألف لا !!..
وهل قال الله تعالى في قرآنه :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليفعلون الخير " ؟!!!.. أم قال سبحانه :
" إلا ليعبدون " ؟؟!!...

والحق يا أخ الوراق :
هذا ليس أول موضوع شائك لك تخالف فيه ما تدعو إليه وهو : أن لا يتحدث في أمور الدين إلا من جمع قدرا كافيا من علوم القرآن والسنة والفقه : يؤهله لذلك : ويكون اجتهاده مقبولا فيه على الأقل : معذورا عند الله !!..

فهل أنت جمعت مثل هذه العلوم أو الخبرات أو المعارف يا هداك الله ؟؟؟..
أم أنك تود استكمال طريقك هكذا متذبذبا عن الحق : تضل كل من يقرأ لك وهو على غير علم ؟؟..

انظر لكلامك التالي : وكيف يناقض أوله آخره - وسألون لك شقي كلامك المتناقضين بالأحمر والأزرق - ..
حيث بعد أن أشرت إلى أن الحساب لن يكون على الدين ولكن على الخيرية - وهو ما لم يقله أحد ولم يأت في قرآن ولا سنة ! -
عدت لحفظ ماء الوجه بجعل اختيار الإسلام نفسه نوع من أنواع اختبارات هذه الخيرية !!!..
ولكن : ماذا يجدي هذا الاستدراك منك على استحياء : بعدما قلته قبله : وكررت معناه في مقالك بأكثر من صورة ؟


وعلى هذا الأساس –اختيار الخير- يكون حساب الناس, وليس على أساس اسم الديانة كما يصور البعض, وإلا لماذا الكل يختبَر بالخير والشر مادام بعضهم قد حُكم عليهم بالنار لأنهم غير مسلمين ؟ ولماذا المسلمين يختبرون ماداموا قد أسلموا ؟ والبحث عن الإسلام هو اختبار بحد ذاته , فغير المسلم سيحاسب لماذا لم يبحث عن الحقيقة, والمسلم سيحاسَب لماذا لم يهتم بالإسلام ويطبقه وينشره لغيره ويحسن صورته.

أقول :
الأخت التي اعترضت عليك : هي أفقه منك وأعلم بكلام ربها : وأكثر منك احتراما له ووقوفا عنده ..
أين أنت من قول الله عز وجل :
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ؟؟..

أين أنت من قول الله تعالى عن أعمال الخير للكفار والمجرمين :
" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " !!!!..
ومن :
" إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم " ؟؟!..
ومن :
" ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " ؟!!!..
ومن :
" والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم : ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " ؟؟!!..
ومن :
" أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا " ..!!
ومن :
" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب " ؟!!..
ومن :
" أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " !!!..
ومن :
" مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد " ..!!
ومن :
" كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون " !!!..
ومن :
" ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون " ..!!
ومن :
" والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون " ...!
ومن :
" ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " ..!
فكل أولئك الأصناف المذكورة من منافقين إلى مشركين إلى كفار إلى مرتدين : سواء مسالمين أو محاربين : أهل كتاب أو غيرهم : فعلوا الخير أم لم يفعلوه :
فهم في النار خالدين إذا بغتهم رسالة الإسلام وحجته فلم يؤمنوا به وكذبوه وآثروا الأدنى على الأعلى !!!..
وإن الله لعظيم .. وإن دينه لعظيم ..
فكيف يغلب الجزاء على الخير : الجزاء على الكفر برب الخير والذي غرس فطرة الخير أصلا في الناس ليعرفوها :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح من زكاها : وقد خاب من دساها " !!..

وحتى من يفعلون الخير ابتغاء الثناء الدنيوي ورضا الناس والإعلام والجزائز العالمية وحسن السيرة ولو بعد الممات إلخ إلخ :
فكل ذلك يعطيه الله تعالى لهم كما طلبوه .. ولن يجدوا عندهم أجرا في الآخرة : إلا من الملك القهار !!!..
فهل ابتغوه أو ابتغوا وجهه بأي شيء مما فعلوه من خير ؟؟؟؟..
" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " ..

ولو كان وسعك علمك في الحديث بدلا من نقص علمك في القرآن كما ظهر :
لعلمت أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا قد بين لنا علو الإيمان بالله على فعل الخير !!!..

فهذه عائشة رضي الله عنها تقول وكما في الحديث الصحيح المعروف :
" قلت : يا رسول الله .. ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين .. فهل ذاك نافعه ؟؟..
قال : لا يا عائشة .. إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " ..

وأخيرا :
قد أطلت في نقطة حديث عبد المطلب عم النبي ..
ووصفت التخفيف بالمغفرة !!!!.. - ولا أدري والله : كيف يغفر الله لإنسان : ثم هو يُعذب في النار - ؟!!..
ولا أدري أيضا تناولك بالتفصيل لكيفية عذابه : وكيف سيغلي نافوخه من الجمرتين اللتين في أخمصيه إلخ :
هل كان ذلك منك محاولة للتشكيك في الحديث أم ماذا ؟؟.. الله أعلم ..
ولكن ما فاتك وأحب أن أذكرك به هو :
اختلاف أحوال الآخرة وخلقها : عن الدنيا وخلقها ..
النظر حديد .. يرى الغيب من ملائكة وغيره ويرى البعيد الصغير والقريب ..
وكذا تعود أجسامنا لطول آدم عليه السلام .. وتتبدل للأكمل في الجنة ..

وأما الكفار والعياذ بالله ..
وأما لاستمرار وقع العذاب عليهم أولئك الذين جحدوا أكبر حقيقة في الوجود بعد إذ جاءتهم :
فهؤلاء يزيد الله تعالى في خلقتهم : حتى ينتشر ويطول العذاب عليها أطول وقت ممكن قبل أن يبدلهم الله جلودا وأجساما جديدة لتذوق العذاب ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما في صحيح مسلم وسنن الترمذي :
" ضرس الكافر مثل أحد (أي جبل أحد المعروف) وغلظ جلده مسيرة ثلاث " ..!!

ومن هنا :
فلا تستغرب من وصف العذاب وكيف تصل الحرارة إلى نافوخه ليغلي منه إلخ إلخ ..

هذا ما لدي الآن على عجالة ...

أسأل الله تعالى أن يُبصرنا وإياك بالحق ,,
وأن يرجع الذي منا على الباطل عن باطل .ز
والذي منا على خطأ عن خطئه ..

فاليوم عمل وكلام ..
وغدا حساب ..

والكلمة الواحدة كما يهتدي بها كثيرون ..
فأيضا بكلمة واحدة : قد يضل بها كثيرون ..
والله المستعان ..

الورّاق
04-19-2013, 09:26 AM
الأخ الكريم أبو حب الله ..

السلام عليكم ورحمة الله ..

يعلم الله أنك حين رأيتني موجودا في الموضوع إنما لاقتباس كلامك وحفظه في مستند (وورد) للرد عليه ، هذا هو ديدني وعادتي في جميع مشاركاتي في جميع المنتديات التي اشارك بها ، اذ يأخذ الرد على حسب طوله والأفكار التي تحويه ما يستحق من الوقت على حسب كل رد ..

ولقد كنت سأطرح الرد على تساؤلك الذي ذكرت أعلاه في هذه اللحظة ، ولكن طالما أنك أضفت مزيدا فاعذرني ، اذ اني سأقتبس ما كتبتَ من مزيد وأضيفه إلى ما سبق و أرد عليه بما يستحقه واطرحه عندما أنتهي منه ..

بالإضافة إلى أن لدي العديد من المشاركات والمواضيع في منتديات كثيرة جدا ، وأتاخر في إرسال الردود حسب ما وردني منها أولاً وحسب ما يقتضيه الرد نفسه كما سبق ووضحت لك الصورة ..

بإذن الله سأعود قريبا ..

إلى حب الله
04-19-2013, 10:57 AM
الأخ الكريم أبو حب الله ..

السلام عليكم ورحمة الله ..

يعلم الله أنك حين رأيتني موجودا في الموضوع إنما لاقتباس كلامك وحفظه في مستند (وورد) للرد عليه ، هذا هو ديدني وعادتي في جميع مشاركاتي في جميع المنتديات التي اشارك بها ، اذ يأخذ الرد على حسب طوله والأفكار التي تحويه ما يستحق من الوقت على حسب كل رد ..

ولقد كنت سأطرح الرد على تساؤلك الذي ذكرت أعلاه في هذه اللحظة ، ولكن طالما أنك أضفت مزيدا فاعذرني ، اذ اني سأقتبس ما كتبتَ من مزيد وأضيفه إلى ما سبق و أرد عليه بما يستحقه واطرحه عندما أنتهي منه ..

بالإضافة إلى أن لدي العديد من المشاركات والمواضيع في منتديات كثيرة جدا ، وأتاخر في إرسال الردود حسب ما وردني منها أولاً وحسب ما يقتضيه الرد نفسه كما سبق ووضحت لك الصورة ..

بإذن الله سأعود قريبا ..

بالتوفيق ...
هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى ...

ابن سلامة القادري
04-19-2013, 01:40 PM
الإخوة الكرام، السلام عليكم و رحمة الله،

لا إشكال إن شاء الله، ما على المرء المسلم إلا أن يتبصر في الأدلة الشرعية و يهتدي بهدي أولي العلم و النهى الذين هم أدرى منا بأحكام الله و شرائعه، و ينبغي التأكيد على أن إعمال العقل في دين الله خاصة في المسائل الخلافية هو من شأن الراسخين في العلم، ينضبط بضوابط كثيرة منها فقه القرآن بأسباب نزوله و فقه القرآن بالقرآن و فقه القرآن بالحديث و فقه القرآن باللغة و فقهه باجتهاد خير القرون و هو قرن الصحابة و التابعين رضي الله عنهم أجمعين الذين شهد الله لهم بالفضل و رسوله صلى الله عليه و سلم.

و لنعد إلى موضوعنا الذي عرضه الأخ الكريم الوراق، و سأحاول إن شاء الله أن أعرج على أهم النقاط اختصارا ملتمسا السداد و العفو من الله تعالى إن أخطأت :

1- الغاية من خلق الله تعالى للخلق هي عبادته فإن هم عبدوا غيره و أصروا على ذلك في الدنيا و بعد قيام الحجة عليهم دخلوا النار خالدين فيها إلا ما شاء الله

2- من الناس من لم تصله رسالة الحق الإلهي أو لم يفقهها كالمجانين و أهل الفترة و بعض الصبيان و النائون عن أرض الإسلام فهؤلاء يبتليهم الله يوم القيامة كما في حديث النبي صلى الله عليه و سلم في الصحيحين و مصيرهم عند الله بارئهم

3- أعمال البشر من خير و شر ظاهر أو باطن، الله تعالى من يحصيها و يوفيهم إياها لا يحصيها غيره حتى الملائكة الكتبة، و عليه لا أحد من حقه أن يتألى على الله فيزعم أن فلانا أو فلانة لا يغفر له

4- يدخل في ذلك أعمال الخير، فالله تعالى أعلم بخير الإنسان و مداه و إن كان يستحق به المغفرة و التوبة فكما يهدي الله المؤمن بإيمانه قد يهدي الصادق من غير المسلمين بصدقه إلى البر مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه و سلم : الصدق يهدي إلى البر ... الحديث

5- أخيرا و ليس آخرا أود التأكيد على أن الحكم على الناس بأعمالهم ينبغي أن يكون بعلم و بصيرة و ليس بهوى، و حبذا لو كف الإنسان المسلم عن الحكم على غيره و اكتفى بالحكم على نفسه و عمل بكتاب ربه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم مصححا دينه و أخلاقه مجانبا للعجب و الغرور لأنه لا أحد يضمن لنفسه أنه أهدى سبيلا و أحسن عملا.

و الله الهادي إلى سواء السبيل

إلى حب الله
04-19-2013, 02:28 PM
أخي ابن سلامة ..
كلامك جميل وصحيح .. إلا آخر جزئية منه : فتحتاج إلى توضيح ..



لا إشكال إن شاء الله، ما على المرء المسلم إلا أن يتبصر في الأدلة الشرعية و يهتدي بهدي أولي العلم و النهى الذين هم أدرى منا بأحكام الله و شرائعه، و ينبغي التأكيد على أن إعمال العقل في دين الله خاصة في المسائل الخلافية هو من شأن الراسخين في العلم، ينضبط بضوابط كثيرة منها فقه القرآن بأسباب نزوله و فقه القرآن بالقرآن و فقه القرآن بالحديث و فقه القرآن باللغة و فقهه باجتهاد خير القرون و هو قرن الصحابة و التابعين رضي الله عنهم أجمعين الذين شهد الله لهم بالفضل و رسوله صلى الله عليه و سلم.

كلام صحيح ..


و لنعد إلى موضوعنا الذي عرضه الأخ الكريم الوراق، و سأحاول إن شاء الله أن أعرج على أهم النقاط اختصارا ملتمسا السداد و العفو من الله تعالى إن أخطأت :

1- الغاية من خلق الله تعالى للخلق هي عبادته فإن هم عبدوا غيره و أصروا على ذلك في الدنيا و بعد قيام الحجة عليهم دخلوا النار خالدين فيها إلا ما شاء الله

صحيح ...


2- من الناس من لم تصله رسالة الحق الإلهي أو لم يفقهها كالمجانين و أهل الفترة و بعض الصبيان و النائون عن أرض الإسلام فهؤلاء يبتليهم الله يوم القيامة كما في حديث النبي صلى الله عليه و سلم في الصحيحين و مصيرهم عند الله بارئهم

صحيح ...
ولكن الآحاديث التي تقصدها : لا وجود لها في الصحيحين .. وإنما في غير الصحيحين .. ومنها الصحيح والحسن والضعيف الذي يتقوى بغيره ..
انظر هنا :
http://islamqa.info/ar/ref/98714


3- أعمال البشر من خير و شر ظاهر أو باطن، الله تعالى من يحصيها و يوفيهم إياها لا يحصيها غيره حتى الملائكة الكتبة، و عليه لا أحد من حقه أن يتألى على الله فيزعم أن فلانا أو فلانة لا يغفر له

الملائكة الكتبة يحصون الأعمال الظاهرة يقينا .. أما جزاءها : ثوابها أو عقابها .. الأخذ بها أو مغفرتها : فهو بيد الله تعالى ..
وهو المطلع على النيات وما في الصدور ..


4- يدخل في ذلك أعمال الخير، فالله تعالى أعلم بخير الإنسان و مداه و إن كان يستحق به المغفرة و التوبة فكما يهدي الله المؤمن بإيمانه قد يهدي الصادق من غير المسلمين بصدقه إلى البر مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه و سلم : الصدق يهدي إلى البر ... الحديث

" قل : كل يعمل على شاكلته " ..
" كل ميسر لما خلق له " ..
قد يعلم الله تعالى الخير والصدق الإيماني الحقيقي في إنسان : فيهديه إلى الإسلام بعد ألم يكن يتوقع الناس إسلامه ..
والعكس بالعكس .. قد يزيغ بعض المسلمين عن الإسلام لسوء طويتهم التي لا يعلمها إلا الله : وبعدما كان الناس يظنونهم من الثابتين في الدين ..
نسأل الله تعالى العفو والسلامة ..

ومن هنا :
أبدأ معك في تفصيل كلامك التالي : لأنه قد يكون ملتبسا : فيحتاج للضبط من الناحية الشرعية ..
أنت قلت :


5- أخيرا و ليس آخرا أود التأكيد على أن الحكم على الناس بأعمالهم ينبغي أن يكون بعلم و بصيرة و ليس بهوى،

أقول : نعم .. الحكم على الأعمال يكون بعلم وبصيرة وليس بهوى ..
ولكن يوضع في الاعتبار أن للمسلمين - والناس عموما - الحكم بظاهر البشر : لا ببواطنهم أو نياتهم : فتلك لا يعلمها إلا الله ..
بمعنى :
إنسان يفعل الخير ويدعي السلامة والسلام وحب الناس إلخ إلخ : ولكنه كافر في الظاهر : فلا نصفه بغير الكفر !!!!..
ولا ينبغي لنا التأول على باطنه والتماس ما لم يصرح به في نياته إلخ إلخ !!!..
والعكس بالعكس ..
إنسان يصرح أنه مسلم في الظاهر - مثل المنافقين مثلا - .. وتصدر منه بعض الأعمال المنافية للدين والإلتزام :
فلا نخلع عنه وصف الإسلام إلا :
بقرينة لا تأويل لها مثل سبه لله أو لرسوله أو إنكاره للقرآن أو السنة إلخ .. وخصوصا بعد إعلامه بذنبه المخرج عن الملة ..

إذا .. لأي مسلم الحكم على الناس بالظاهر ...
ومسألة الإيمان والإسلام : والكفر والشرك : هي مما لا تأويل فيه ولا إيكال لبواطن الناس ولا صدورهم وقلوبهم ..
ولعلك تتذكر حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه وعن أبيه عندما قتل الكافر الذي لما حوصر أعلن إسلامه لينجو : فقتله أسامة ..
فلما أخبر النبي أو علم النبي : غضب غضبا شديدا وعاتبه أيما عتاب : هلا شققت عن قلبه ؟؟..
والحديث معروف ..
والشاهد فيه : أخذ النبي بظاهر حال الرجل .. إذ ربما قد يكون آمن أو أسلم بالفعل ...


و حبذا لو كف الإنسان المسلم عن الحكم على غيره و اكتفى بالحكم على نفسه و عمل بكتاب ربه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم مصححا دينه و أخلاقه مجانبا للعجب و الغرور لأنه لا أحد يضمن لنفسه أنه أهدى سبيلا و أحسن عملا.

المسلم ليس له الحكم على الآخرين إلا بالقرآن والسنة .. فعندها فقط :
هو مجرد قائل وناقل لحكم الله ورسوله .. فهل هناك أي اعتراض على ذلك ؟؟؟...
وهل في ذلك أي تجني أو غرور أو عجب بالنفس ؟؟؟...
وهل في ذلك ادعاء أنه أهدى سبيلا وأحسن عملا - والإسلام بالفعل مَن يتبعه هو أهدى سبيلا وأحسن عملا -

مثال 1 :
هل لما أقول للنصراني أنت كافر ومصيرك النار إذا بلغتك حجة الإسلام ثم أصررت على كفرك وشركك بالله ؟
هل لما أقول له ذلك : أكون قد أسأت الأدب في الإسلام ؟؟؟؟..
نعم ..
قد يكون ذلك النصراني طيب القلب أو فاعلا للخير إلخ .. وذلك يتطلب لطفا في معاملته والحديث إليه رجاء هدايته وتحبيبه في الإسلام ولكن :
هل نطمس له معالم الدين من أجل سواد عينيه ومن أجل رقة قلب البعض ؟؟؟..
أم أن الصواب هو أن نتخذ هذه الطيبات التي فيه : وسيلة لترغيبه في الإسلام ؟؟؟..
كأن نقول له أنها ستذهب هباء منثورا يوم القيامة لأنها لم تكن لوجه الله تعالى وإنما أشركتم فيها غيره مثل المسيح والروح القدس أو أمه إلخ : والله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك به ؟؟..
أو كأن نقول له أن مثل هذه الطيبات التي فيه هي عين ما جاء في الرسالة الخاتمة وحثنا عليها الله ورسوله بل وبأزيد منها إلخ إلخ ؟
هل هذا أفضل :
أم الأفضل هو إخفاء آيات الله من أجل عيون النصارى خلف ظهورنا وكأنا لم نقرأها ولم نعرفها :
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ؟؟..
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " ؟؟..

مثال 2 :
إذا قابلني أي إنسان ممن يفعلون الخير : بوذي أو هندوسي أو نصراني أو يهودي إلخ :
فهل فعله للخير يمنعني من الحكم عليه بما حكم الله تعالى عليه إذا بلغته حجة الإسلام فلم يقبلها :
" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " ؟؟..

هل غفر الله له لفعله الخير ؟؟؟؟..
أم أنه عز وجل قد أتى بها صريحة وههي : لا غفران لكافر أو مشرك مهما فعل : إذا رفض الإسلام بعد وقوفه عليه ؟

هذه امرأة مومس بغي ممن كانوا قبلنا من بني إسرائيل - أي مؤمنة بالله في وقتها - :
قد غفر الله تعالى لها كل ذنوبها وأدخلها الجنة : بصدق فعلها لعمل خير واحد ورحمتها بسقيا كلب !!!!!..

وما أضر على الدين من التمييع في مسائل الكفر والإيمان تحت دعوى (( عدم التنفير )) !!!..
فالدعوة فيها صدق : كما فيها لين ..
فيها صدق أن يعرف الكافر والمشرك بأنه كافر ومشرك وأنه على غير الطريق الذي ارتضاه الله ..
وأن عذابه أليم في الآخرة ...

هذا أفضل من ملاينته وموالاته على كفره من غير أن يعلم بسوء مصيره وأنه على كفر وشرك لا يرضاه الله ..

وليس مثل الذي أحدثه بعض علماء السلطان في مصر وغيرها لا جزاهم الله خيرا :
عندما يقولون للناس أن النصارى ((مثلنا)) في الإيمان !!!..
ثم يتلون على العوام بعض آيات القرآن المثبتة للإيمان بالفعل لنصارى ويهود وصابئة ولكن :
إما أنها آيات تتحدث عن مآلهم إذا آمنوا وأسلموا ..
أو آيات تتحدث عن إيمانهم في وقتهم حيث لم تأتي رسالة الإسلام بعد ..
فيختلط بذلك الحابل بالنابل على العوام والبسطاء والفتية والشباب :
حتى تجد منهم الكثير في المنتديات العادية الذي يغضب منك أيما غضب إذا وصفت نصارى اليوم بأنهم كفار !!!..
ويتناسى أن هذا هو حكم الله لا حكمي ولا حكمك !!.. ثم يسمعك هذه الاسطوانة :
لا تحكموا على الناس .. احكموا على أنفسكم أولا .. اهتموا بأنفسكم أولا ... لماذا هذا التمييز والعجب بالنفس وادعاء الأهدى سبيل إلخ إلخ

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !..


و الله الهادي إلى سواء السبيل

آمين ..

ابن سلامة القادري
04-19-2013, 03:00 PM
أخي ابن سلامة ..
كلامك جميل وصحيح .. إلا آخر جزئية منه : فتحتاج إلى توضيح ..




كلام صحيح ..



صحيح ...



صحيح ...
ولكن الآحاديث التي تقصدها : لا وجود لها في الصحيحين .. وإنما في غير الصحيحين .. ومنها الصحيح والحسن والضعيف الذي يتقوى بغيره ..
انظر هنا :
http://islamqa.info/ar/ref/98714



الملائكة الكتبة يحصون الأعمال الظاهرة يقينا .. أما جزاءها : ثوابها أو عقابها .. الأخذ بها أو مغفرتها : فهو بيد الله تعالى ..
وهو المطلع على النيات وما في الصدور ..



" قل : كل يعمل على شاكلته " ..
" كل ميسر لما خلق له " ..
قد يعلم الله تعالى الخير والصدق الإيماني الحقيقي في إنسان : فيهديه إلى الإسلام بعد ألم يكن يتوقع الناس إسلامه ..
والعكس بالعكس .. قد يزيغ بعض المسلمين عن الإسلام لسوء طويتهم التي لا يعلمها إلا الله : وبعدما كان الناس يظنونهم من الثابتين في الدين ..
نسأل الله تعالى العفو والسلامة ..

ومن هنا :
أبدأ معك في تفصيل كلامك التالي : لأنه قد يكون ملتبسا : فيحتاج للضبط من الناحية الشرعية ..
أنت قلت :



أقول : نعم .. الحكم على الأعمال يكون بعلم وبصيرة وليس بهوى ..
ولكن يوضع في الاعتبار أن للمسلمين - والناس عموما - الحكم بظاهر البشر : لا ببواطنهم أو نياتهم : فتلك لا يعلمها إلا الله ..
بمعنى :
إنسان يفعل الخير ويدعي السلامة والسلام وحب الناس إلخ إلخ : ولكنه كافر في الظاهر : فلا نصفه بغير الكفر !!!!..
ولا ينبغي لنا التأول على باطنه والتماس ما لم يصرح به في نياته إلخ إلخ !!!..
والعكس بالعكس ..
إنسان يصرح أنه مسلم في الظاهر - مثل المنافقين مثلا - .. وتصدر منه بعض الأعمال المنافية للدين والإلتزام :
فلا نخلع عنه وصف الإسلام إلا :
بقرينة لا تأويل لها مثل سبه لله أو لرسوله أو إنكاره للقرآن أو السنة إلخ .. وخصوصا بعد إعلامه بذنبه المخرج عن الملة ..

إذا .. لأي مسلم الحكم على الناس بالظاهر ...
ومسألة الإيمان والإسلام : والكفر والشرك : هي مما لا تأويل فيه ولا إيكال لبواطن الناس ولا صدورهم وقلوبهم ..
ولعلك تتذكر حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه وعن أبيه عندما قتل الكافر الذي لما حوصر أعلن إسلامه لينجو : فقتله أسامة ..
فلما أخبر النبي أو علم النبي : غضب غضبا شديدا وعاتبه أيما عتاب : هلا شققت عن قلبه ؟؟..
والحديث معروف ..
والشاهد فيه : أخذ النبي بظاهر حال الرجل .. إذ ربما قد يكون آمن أو أسلم بالفعل ...



المسلم ليس له الحكم على الآخرين إلا بالقرآن والسنة .. فعندها فقط :
هو مجرد قائل وناقل لحكم الله ورسوله .. فهل هناك أي اعتراض على ذلك ؟؟؟...
وهل في ذلك أي تجني أو غرور أو عجب بالنفس ؟؟؟...
وهل في ذلك ادعاء أنه أهدى سبيلا وأحسن عملا - والإسلام بالفعل مَن يتبعه هو أهدى سبيلا وأحسن عملا -

مثال 1 :
هل لما أقول للنصراني أنت كافر ومصيرك النار إذا بلغتك حجة الإسلام ثم أصررت على كفرك وشركك بالله ؟
هل لما أقول له ذلك : أكون قد أسأت الأدب في الإسلام ؟؟؟؟..
نعم ..
قد يكون ذلك النصراني طيب القلب أو فاعلا للخير إلخ .. وذلك يتطلب لطفا في معاملته والحديث إليه رجاء هدايته وتحبيبه في الإسلام ولكن :
هل نطمس له معالم الدين من أجل سواد عينيه ومن أجل رقة قلب البعض ؟؟؟..
أم أن الصواب هو أن نتخذ هذه الطيبات التي فيه : وسيلة لترغيبه في الإسلام ؟؟؟..
كأن نقول له أنها ستذهب هباء منثورا يوم القيامة لأنها لم تكن لوجه الله تعالى وإنما أشركتم فيها غيره مثل المسيح والروح القدس أو أمه إلخ : والله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك به ؟؟..
أو كأن نقول له أن مثل هذه الطيبات التي فيه هي عين ما جاء في الرسالة الخاتمة وحثنا عليها الله ورسوله بل وبأزيد منها إلخ إلخ ؟
هل هذا أفضل :
أم الأفضل هو إخفاء آيات الله من أجل عيون النصارى خلف ظهورنا وكأنا لم نقرأها ولم نعرفها :
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ؟؟..
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " ؟؟..

مثال 2 :
إذا قابلني أي إنسان ممن يفعلون الخير : بوذي أو هندوسي أو نصراني أو يهودي إلخ :
فهل فعله للخير يمنعني من الحكم عليه بما حكم الله تعالى عليه إذا بلغته حجة الإسلام فلم يقبلها :
" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " ؟؟..

هل غفر الله له لفعله الخير ؟؟؟؟..
أم أنه عز وجل قد أتى بها صريحة وههي : لا غفران لكافر أو مشرك مهما فعل : إذا رفض الإسلام بعد وقوفه عليه ؟

هذه امرأة مومس بغي ممن كانوا قبلنا من بني إسرائيل - أي مؤمنة بالله في وقتها - :
قد غفر الله تعالى لها كل ذنوبها وأدخلها الجنة : بصدق فعلها لعمل خير واحد ورحمتها بسقيا كلب !!!!!..

وما أضر على الدين من التمييع في مسائل الكفر والإيمان تحت دعوى (( عدم التنفير )) !!!..
فالدعوة فيها صدق : كما فيها لين ..
فيها صدق أن يعرف الكافر والمشرك بأنه كافر ومشرك وأنه على غير الطريق الذي ارتضاه الله ..
وأن عذابه أليم في الآخرة ...

هذا أفضل من ملاينته وموالاته على كفره من غير أن يعلم بسوء مصيره وأنه على كفر وشرك لا يرضاه الله ..

وليس مثل الذي أحدثه بعض علماء السلطان في مصر وغيرها لا جزاهم الله خيرا :
عندما يقولون للناس أن النصارى ((مثلنا)) في الإيمان !!!..
ثم يتلون على العوام بعض آيات القرآن المثبتة للإيمان بالفعل لنصارى ويهود وصابئة ولكن :
إما أنها آيات تتحدث عن مآلهم إذا آمنوا وأسلموا ..
أو آيات تتحدث عن إيمانهم في وقتهم حيث لم تأتي رسالة الإسلام بعد ..
فيختلط بذلك الحابل بالنابل على العوام والبسطاء والفتية والشباب :
حتى تجد منهم الكثير في المنتديات العادية الذي يغضب منك أيما غضب إذا وصفت نصارى اليوم بأنهم كفار !!!..
ويتناسى أن هذا هو حكم الله لا حكمي ولا حكمك !!.. ثم يسمعك هذه الاسطوانة :
لا تحكموا على الناس .. احكموا على أنفسكم أولا .. اهتموا بأنفسكم أولا ... لماذا هذا التمييز والعجب بالنفس وادعاء الأهدى سبيل إلخ إلخ

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !..



آمين ..



معك أخي الكريم في أنه لا مداهنة في الإيمان و لا موالاة أو معاداة إلا عليه و ذلك في محله، لكن أستسمحك في تحديد وجهة الحوار، و هو عن عامة الناس من هذا الزمان و هم الذين لم يفقهوا شرائع الإسلام في الأغلب و لم تقم عليهم الحجة كما قامت على الأسلاف لاعتبارات أهمها :

1- معاصرة النبوة و الوحي أو الصحابة الكرام

2- وفرة العلماء و الفقهاء و الحفاظ

3- سلامة اللغة من التبديل و التميع و العجمة و اختلاط المعنى

حتى عاد الإسلام كما بدأ غريبا - بسبب الجهل - حتى بين أوساط المسلمين أنفسهم فلا تستطيع أن تحكم على أكثرهم بكفر أو فجور أو أو أو ... فاقتضى أن ندع الأحكام لخاصتنا و هم الراسخون في العلم، هذا عن المسلمين، و بالأحرى القول في اليهود و النصارى و غيرهم.

إننا اليوم أحوج ما نكون إلى الدعوة بالحكمة و التي هي أحسن و أن نتجنب التصادم مع المسلمين أو مع غير المسلمين، حتى يعم سواد الخير و تكون العزة للإسلام الحق و يظهره الله على الدين كله.

إلى حب الله
04-19-2013, 03:43 PM
من جديد أخي ابن سلامة :
كلامك أيضا صحيح وموفق : إلا آخر جزئية فيه .. فقد فاتك فيها وجهة النظر الشرعية للأسف ..

فأما قولك :


معك أخي الكريم في أنه لا مداهنة في الإيمان و لا موالاة أو معاداة إلا عليه و ذلك في محله، لكن أستسمحك في تحديد وجهة الحوار، و هو عن عامة الناس من هذا الزمان و هم الذين لم يفقهوا شرائع الإسلام في الأغلب و لم تقم عليهم الحجة كما قامت على الأسلاف لاعتبارات أهمها :

1- معاصرة النبوة و الوحي أو الصحابة الكرام

2- وفرة العلماء و الفقهاء و الحفاظ

3- سلامة اللغة من التبديل و التميع و العجمة و اختلاط المعنى

هذا صحيح .. وأهل الإسلام الحق : هم أكثر الناس عذرا بالجهل ..
وتجد ذلك مبثوثا كثيرا في كتبهم - أي أبواب مسائل العذر بالجهل - ..
فلا حجة إلا على عالم بالحكم الشرعي فاهم له ..
لأن الله تعالى لن يعذب البشر إلا من آتاه رسول .. فكيف بنا نحن نحكم عليهم بغير حجة ؟؟؟..

ولكن المشكلة في كلامك التالي أخي : فقط نقصه من الشرع الكثير للأسف ..
حيث قلت :


حتى عاد الإسلام كما بدأ غريبا - بسبب الجهل - حتى بين أوساط المسلمين أنفسهم فلا تستطيع أن تحكم على أكثرهم بكفر أو فجور أو أو أو ... فاقتضى أن ندع الأحكام لخاصتنا و هم الراسخون في العلم، هذا عن المسلمين، و بالأحرى القول في اليهود و النصارى و غيرهم.

أقول :
إذا لم يوصف الكفر والفجور بأنه كفر وفجور : فعلى الدين السلام !!!!!..
والذي فاتك هنا معرفته أخي الكريم هو :
الفرق بين الحكم الخاص .. وعلى الحكم العام ..
فالحكم الخاص : هو وصف إنسان بعينه بالكفر أو الشرك بالله ... وهذا لا يجوز في حق مسلم : لأنه لا يزول الكفر إلا بقرينة لا دافع لها - مثل سب الله ورسوله مثلا - أو بعد تنكره من معلومات من الدين بالضرورة : ورفضه لها حتى بعد تبيانها له .. هنا نكفره ولا كرامة ..
هذا عن المسلمين ..
لا يجوز تكفير آحادهم ووصفهم بالشرك بالله بأسمائهم وأعيانهم المخصوصة إلا بالشروط السابق ..
وأما الفسق والفجور إلخ : فذلك لا مانع منه .. لأنه لو لم يوصف الفاجر بفجره : والفاسقة بفسقها : والزناة بزناهم إلخ :
فأي شيء من الدين وقوامه يكون له معنى بعد ذلك ؟؟..
وعلى أي شيء يكون ترغيب الناس وترهيبهم ؟؟؟..
وعلى أي شيء سنستنفر الناس عن الباطل والفساد والسوء والفحشاء : وندعوهم للحق والخير !!!..

وأما في الحديث عن عموم الكفر والشرك : فهذا لا بأس به : بل هو واجب التبيين ..
مثل أن أقول أن الذي ينكر وجود الله فهو كافر .. والذي يسب الله فهو كافر .. والذي يستهزيء برسول الله أو القرآن هو كافر إلخ ..
فهذه أحكام عامة في الكفر : يجب تبيينها للناس بغير تسمية لأحد من الناس بعينه ..

ومثلها أحكام الشرك .. يجب الجهر بها ليعلمها الناس ..
كأن نقول أن الاستغاثة بغير الله هي من الشرك .. وأن الطواف بالقبور والسجود لها هو من الشرك .. وأن دعاء الأموات لتفريج الكربات ونيل العطيات هو من الشرك .. إلخ إلخ ..
وهذا كله - ومن جديد - هو كلام عام : وجب توضيحه للناس بغير تعيين أو تحديد لشخص باسمه ..

وأهل السنة والجماعة وعلماؤهم هم أورع الناس عن تكفير ما لم تظهر منه قرينة الكفر البواح : لتحذير الله ورسوله من ذلك .. ولتأكيد النبي على أنها لو لم تكن في ذلك الشخص بعينه - أي أنه كافر بالله بالفعل أو مشرك - : لعادت لصاحبها وقائلها الأول !!!..

ومن هنا :
فرغم أنه هناك الكثير من الأشياء التي يختص بها العلماء بالفعل أو حتى ولاة الأمر - مثل تغيير المنكر باليد - :
إلا أن هناك من الأشياء ما لا يفوته أحاد المسلمين فعله أو قوله ..
فلأي أحد من المسلمين أن يكفر اليهود والنصارى المشركين بالله أو الكافرين به وبرسوله : وهو مطمئن البال غير شاك !!
فمن لم يكفر الكافر : فهو مثله !!!..
ولقد عاب الله تعالى على قوم يحضرون محاضر الاستهزاء بآيات الله والكفر بها : ولا يقومون أو يعترضون : فأخبر أنهم صاروا مثلهم !
فالكفر والإيمان في ذلك أولى :
" وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا " ..

وللمسلم إذا رأى شخصا أو أكثر يعتدون على طفلة أو شابة أو امرأة : أن يسارع بالدفاع عنها وتخليصها منهم في التو واللحظة :
ولا يقول : هذا تغيير المنكر باليد : فلأتركه للسلطان أو الحاكم أو ولي الأمر !!!..

فهناك أمور لا يختلف على وجوجبها ومعرفتها في الإسلام اثنان !!!..

والمغالاة بخرس الأصوات وإغماض العيون عن المعلومات من الدين بالضرورة :

يجعل المسلم مشلول الفم واللسان أمام الزانية والداعرة المجاهرة المعلنة بذلك : أن يصفها بما فيها - ولا يحكم عليها بكفر ولكن بما فيها فقط - ..
ويجعل المسلم مشلول الفم واللسان أمام كل كافر أو مشرك بالله تعالى : أن يقول له أنه كافر أو مشرك - وكما وصفهم الله وحكم عليهم بنفسه ! -

وهكذا يتحول الدين - بالمغالاة في رفع الكفرة والفساق والتماس الأعذار لهم الباطنة والتي لا تصح أصلا ولا شرعا - :
يتحول الدين إلى حانة تمييع يختلط فيها الكل بالتساوي لا فضل لمؤمن على كافر ولا مسلم على فاجر ولا مجرم !!!..
" أفنجعل المسلمين كالمجرمين ؟!!.. ما لكم : كيف تحكمون " ؟!!..

حيث يأتي التتويج النهائي لكل ذلك الشلل بأن تنتصر عقيدة المولوية الصوفية ووحدة الوجود التي فيها الله هو الصنم هو بوذا هو محمد هو المسيح هو زرادشت هو النار : والمسلم كما النصراني كما اليهودي كما عابد البقر : لا فرق بين كل أولئك لأنهم في النهاية ((مؤمنين)) !!!..

يقول جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية التي يصر اليونسكو على إحيائها ونشرها لضرب العقيدة الإسلامية :

" ا ُنظر إلى العمامة : أحكمها فوق رأسي ..
بل ا ُنظر إلى زنار (أي حزام) زرادشت حول خصري !
مسلمٌ أنا ولكني :
نصراني ! وبرهمي ! وزرادشتي !!!..
ليس لي سوى معبدٌ واحد ٌ:
مسجدٌ .. أو كنيسة ٌ.. أو بيت أصنام ِ" !!!!!!!...

ويقول أيضا ً:

" يا خلاصة الوجود !!.. إن التباين (أي الفرق الوحيد) بين المؤمن والمجوسي واليهودي :
ناشيء مِن الرأي والنظر " !!!..

وذلك امتدادا لكفريات ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني وغيرهم !!!..

وأعوذ بالله أن يصل مسلم لمثل هذه الدركات بتزيين خطواتها في بداياتها وهو لا يعلم ولا يدري !!!..
- معظم الذين انتهوا لتلك الدركات في العصر الحديث هم من منكري السنة مثل محمود أبو رية أو من المعتزلة والعقلانيين زعموا -


إننا اليوم أحوج ما نكون إلى الدعوة بالحكمة و التي هي أحسن و أن نتجنب التصادم مع المسلمين أو مع غير المسلمين، حتى يعم سواد الخير و تكون العزة للإسلام الحق و يظهره الله على الدين كله.

ومن الذي يحب التصادم مع الغير وما يجلبه من خسران مادي ؟؟؟..
وأما الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة : فهي كانت ولا زالت درب الدعاة الحق لله ..

ولا أقول إلا ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم عن جهاد السلاح :
" لا تمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا " !!!!..

والله المستعان ..

ابن سلامة القادري
04-19-2013, 04:17 PM
أخي أبو حب الله كلامك كله على عيني، و الله يجزيك به خيرا، إنما الخلاف حول القصد، فأنا لم أقصد أن ندع وصف الكفر بصفته و الفجور بصفته و الإبتداع في الدين بصفته و الزلل إذا وقع من المسلم أو غيره بصفته، لكن القصد هو مواجهة من يقع في ذلك بأسلوب لائق، فننزل كلا منزلته فالخاصة ليسوا كالعامة و العلماء ليسوا كالجهال، و أكثر الناس كما ترى لا يعلمون، حتى الذين اشتدوا على النبي صلى الله عليه و سلم يوم الطائف في مبتدأ الدعوة كما تعلم دعا لهم فقال : اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون، فلم يعاملهم إلا بالحسنى، حتى ظهر الحق.

الأصل أخي هو حسن الأدب مع القريب و البعيد، و الصبر على الأذى لا المواجهة بالطعن و بأحكام محكمة في ديني الذي أدين به و في نفسي، لأن هذا الأسلوب أنا مطالب به أيضا، كما أنا مطالب بأن أصف الكفر كفرا و الكافر بعد بيان الحجة كافرا، لا أتعجل إطلاق الأحكام، و لا أحتكر الرحمة الإلهية لنفسي متمثلة في الخير الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ بعثه الله بأحسن خلق رحمة للعالمين، و هو قدوتنا أولا و آخرا، خاصة في زمن الجهل هذا، فأنت ترى أن العلم قد رُفع في أكثر البلاد الإسلامية و رُفع معه الفقه و الفهم لأحكام الشريعة و مقاصدها، و يبقى الحكم على فطر الناس و صدقهم و معاملتهم على قدر كرامتهم أو لؤمهم، فالناس معادن، رب مسلم متنطع أو متذبذب مراء بخيل شحيح قد يصبح في الغد كافرا أو منافقا، و رب ملحد أو يهودي أو نصراني صادق مع نفسه باحث عن الحقيقة فاعل للخير قد يصبح في لحظة ما مؤمنا و أكثر ثباتا مني و منك على الإيمان، فالله أعلم بما في قلوب الناس، و التشديد على من يستحق لا على كل من وقع في كفر أو فجور أو خلق سيء.

و الحمد لله رب العلمين

الورّاق
04-22-2013, 07:00 PM
يا أخي الوراق وفقك الله ...
الإسلام يحث على مكارم الأخلاق ويحترمها ..
سواء في مسلم أو غير مسلم ..
هذا شيء مفروغ منه وعليه أدلة وشواهد كثيرة من القرآن والسنة ..

ولكن :
هل لديك أي اعتراض على أن (( الغير المسلم )) الذي وصلته رسالة الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن :
هو في النار خالدا فيها ؟؟؟..

دعك الآن من تخفيف العذاب أو غيره - ولا أسميها مغفرة كما فعلت أنت - ..
السؤال واضح :
هل (( غير المسلم )) الذي وصله الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن به : هو في النار خالدا فيها أم لا ؟؟..
من هنا يبدأ الحوار الذي يهمنا ...

وأما سائر مقالك ففيه وعليه .. ولكن هذه أهم نقطة فيه لمساسها بالعقيدة ...
أنتظر الإجابة بارك الله فيك ...
- ربما أسافر بعد ساعات .. فلو تأخر ردك فلن أستطيع رؤيته إلا مساء أو عند منتصف الليل -

بالتوفيق ..

الرد :

أليست العقيدة تتضمن الا نحكم على المعيّن بدخول النار ؟ لأن هذا بيد الله وليس بأيدينا ؟ والله ليس مأمورا عندنا يُدخل في النار من نقرر له حاشاه ! إنه هو يبدئ ويعيد وفعال لما يريد ، وهو ادرى بعباده منا .. يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء .. وقال (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .. لاحظ مع اتـّصافهم باليهودية والنصرانية والصابئة ، و لا تقل انهم اسلموا ، فحينها سيسمّون مسلمين .. الله مع الخير .. قال تعالى (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ، اذن المهم هو الخير ، و افضل الخير هو رسالة الله و وصيته وهي الاسلام خاتم الرسالات ..

الايمان بالله وحده لا يكفي ، بل لا بد من عمل الصالحات ، والعقيدة وحدها لا تكفي ، بل لابد من عمل الصالح ، و الصالح يعني الاخلاق ..

الناس على نوعين : مختار للخير و مختار للشر ، لهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام) ، و اي شخص فيه خير ويبحث عن الخير ويـُتـَبلـّغ الاسلامَ من جوهره وليس من مذاهبه و فروعه ، ثم لا يقبله ولا يحترمه على الاقل ، فهذا ليس فيه خير ؛ لأن الاسلام يأمر بالخير ، فلماذا يرفضه و يعانده و يعتديه ؟ وهو يحب الخير ؟ إلا ان يكون في الامر لبس ..

محب الخير باحث ٌ عن الخير ، والدين عند الله الاسلام ، اي اسلام العبادة والنسك واسلام الحياة والممات لله رب العالمين ، و ليس فقط العبادة .. (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) .. والدين في اساسه اخلاق وليس عقائد مفرّغة من الاخلاق .. وعقائده اخلاقية ، والانسان لا يفهم الا بالاخلاق ، فهل قـُدّم له الاسلام على هذا الاساس و رفضه ؟ اذن سيكون رافضا للاخلاق ، ورافض الاخلاق سيرفض الدين الحق بلا شك ، وسيكون في سلوكه مساوئ اخلاق اخرى ، ليس فقط رفض الاسلام الحقيقي ، مثلما وصف القرآن الكفار بمساوئ اخلاقية متعددة و ليس فقط الكفر ..

كثيرون يرفضون الاسلام لأنه يـُقدَّم لهم على شكل مذهب من المذاهب و فهمُ اشخاص معينين و اجتهادهم أو تشددهم في بعض النواحي ، ويـُلزَم بدقائق هذا المذهب التي قد يعترض على بعضها ولا تعجبه ، ويُقدّم له الفقه والعقائد قبل الأخلاق .. و لم يقدّم له جوهر الاسلام نفسه الأخلاقي والمنطقي ..

أما الحكم عليه بدخول النار حتما فهذا ليس من شأننا ، لأن الله ادرى بعباده .. و لسنا نحن من يحاسب الناس ، و هذا تدخل في شؤون الله ، وهو تدخل غير اخلاقي ..

و الذين دخلوا الاسلام بدون فتوح دخلوه بأخلاق الاسلام ووضوح نظرته ..

ثم كيف وصلت الرسالة إليه ؟ هل الوصول المشوه و الغير اخلاقي تعتبره وصولا ؟ الله تكلم عن كفار قريش لأن الرسالة وصلتهم وصولا أمينا من خلال نبيه وأصحابه الذي بين لهم الرسالة بعد ان تعامل معهم وجرّبهم ثم حـُكـِم بكفرهم ، وكفروا بها واستيقنتها انفسهم .. لاحظ ان القرآن لم يحكم بالكفر على غير من احتكّ بالرسول والصحابة ، ولا توجد اية تكفـّر كل أمم الأرض الأخرى .. كل الذين وصفهم الله بالكافرين هم قوم تعاملوا مع انبيائهم ، و ثبت سوء اخلاقهم وشرهم وحاربوا الانبياء وقتلوهم واعتدوا عليهم .. ولا ينبغي لنا تعميم كلمة "كافر" ككفر ابي لهب وابي جهل وفرعون وهامان على من لم يفعل فعلهم ولم يرد ردهم ولم يـُتبلغ تبلغهم ، والقرآن لم يقل : كفرت الروم او كفرت الفرس او كفرت الصين ..

انت تعلم ان الاسلام يتعرض لحملة تشويه في العالم ، من الخارج ومن الداخل احيانا .. فلهذا لا يجوز الحكم العام الجزافي .. انظر الى وصف الكفار في القرآن ، ولنتقيد به . القرآن يصف الكفار بالاعتداء والرياء ومنع الماعون والكذب والتكبر والظلم والاثم والنظرة المادية وقسوة القلب الخ ذلك .. و كلها من صور الكفر الأخلاقي ، والكفر ياتي دفعة واحدة ؛ لأن الاختيار واحد من اثنين لا ثالث لهما ، والكفر هو سوء الاخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. فإذا رايت شخصا لا يكفر بحق الناس و لا بحق المخلوقات ويكفر بحق الله ، فهناك لبس في الموضوع وسوء فهم وسوء توصيل ، أو ان يكون غير صادق في تلك الاخلاقية ..

علينا ان نصلح انفسنا ونكون قدوة ونحسّن من اسلوب تبليغنا قبل ان نوزع التهم على الناس قال الشافعي رحمه الله : (نعيب زماننا والعيب فينا) .. فنحن مسؤولون ايضا امام الله ، أما ان نكون أشرّ أمة في كل الامور ، نتعادى فيما بيننا ونتهم كل من لا يسلم بأنه كافر و سيء ، فنحن هنا نضع عيوبنا على الآخرين .. قال تعالى : (كنتم خير امة اخرجت للناس) ، لا بد ان نكون خير امة ، ولن نكون كذلك حتى نامر بالمعروف وننهى عن المنكر ، والمعروف هو ما تعارف كل البشر (مسلمهم وغير مسلمهم) على حسنه ، والمنكر ما انكره البشر كلهم (مسلمهم وغير مسلمهم) اذا استثنينا اصحاب الاهواء .. هكذا يجب ان ننطلق : من المتعارف على حسنه عالميا ..

وآية (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) تثبتان الدين اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. لهذا سماه الله المعروف والمنكر .. اي دين الخير و رفض الشر .. والخير اخلاق ..

هذه وجهة نظري واجتهادي ..


للأسف الشديد كنت أتمنى منك الرد أخي الوراق على السؤال البسيط - على كل مَن صحت عقيدته - :
وخصوصا وقد رأيت معرفك في نفس الموضوع وقبل أن أغادر ..
والله تعالى أعلم بالنيات ...

أما سؤالي فكان :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله
ولكن :
هل لديك أي اعتراض على أن (( الغير المسلم )) الذي وصلته رسالة الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن :
هو في النار خالدا فيها ؟؟؟..

السؤال واضح :
هل (( غير المسلم )) الذي وصله الإسلام وبلغته حجته فلم يؤمن به : هو في النار خالدا فيها أم لا ؟؟..
من هنا يبدأ الحوار الذي يهمنا ...

أقول :
الإجابة هي : كل كافر بالإسلام بعدما وصلته رسالته : وبلغته حجته : فهو في النار خالدا فيها ..
ولن تنفعه حتى أفعال الخير التي كان يفعلها !!..
سواء كان يفعلها رياء للناس وسمعه .. أو كان يفعلها للإنسانية والبشرية إلخ إلخ ..
فليبتغي إذا أجره في الآخرة من تلك الإنسانية والبشرية !!!!!..

الرد :

انت تقول ان الاسلام دين يرعى الاخلاق والنيات الحسنة ، فكيف تجمع بين هذا وقولك :


لن تنفعه حتى أفعال الخير التي كان يفعلها !!..
سواء كان يفعلها رياء للناس وسمعه .. أو كان يفعلها للإنسانية والبشرية إلخ إلخ ..

أليس هذا تناقض ؟ ألم يقل الله : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فاؤلئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ؟ ألم يقل سبحانه وتعالى : (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ؟ ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام : (اتقوا النار ولو بشق تمرة) ؟ الم يقل سبحانه (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ؟ ألم يمتدح قسيسين ورهبانا من المسيحية و وصفهم بأنهم لا يستكبرون ، و هم على دينهم المسيحية ؟ (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) ؟ مع أنهم لم يعلنوا إسلامهم .

فالاسلام يقدّر الخير مهما قل وهو راعي الخير والسلام العالمي .. والله يبارك ايضا ويـُضاعف كل ما كان صافيا وخالصا لله و بنيّة الخير ..

أما أعمال الذين ثبت كفرهم الخيرة فلم تكن للخير ولا للانسانية ، لهذا هي كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .. فالله قدّم اوصافهم الاخلاقية السيئة ، مثلما ان الخير يأتي مجتمعا فكذلك الشر يأتي مجتمعا ، والانسان الخيّر تجده خيرا على طول الخط وإن أخطأ تلمّس الخير وبحث عن الافضل .. والانسان السيء تجد كل اخباره سيئة ، وإن عمل شيئا من الخير فهو غريب عليه ..


نعم .. نحن نشجع كل أفعال الخير حتى من الكافرين وربما ساعدناهم عليها ولكن :
هذه نقرة .. وهذه نقرة ..
تقرهم على أفعال الخير - بغض النظر عن نيتهم - : نعم ..
أما أن نجعل من ذلك (( ذريعة )) للحكم لهم بالجنة !!!!!!!!!!!!!!!.. فلا وألف لا !!..
وهل قال الله تعالى في قرآنه :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليفعلون الخير " ؟!!!.. أم قال سبحانه :
" إلا ليعبدون " ؟؟!!...

الرد :

وما هي العبادة ؟ اليست عمل خير ؟ اليست شكرا لله و للناس ؟ (أن اشكر لي ولوالديك) ؟ الم يقل الله تعالى (إنا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا) ؟ و الشكر من الاخلاق ، والشاكر هو العابد ، اليس كذلك ؟ لأن الله وضع الشكر في مقابل الكفر .. انت تريد ان تفصل بين الاخلاق والعبادة .. و العبادة لا تـُفهم ولا تفيد حتى تـُنظر على انها اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات ..

أليست الصدقة من العبادة ؟ والصدقة عمل اخلاقي ؟ الاسلام دين اخلاق وليس دين ايديولوجيات جامدة .. قال عليه الصلاة والسلام (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) .. و لم يقل : لأتمم المناسك والطقوس فقط ، مع ان المناسك هي اخلاق اصلا ، و ما الصلاة الا دعاء ، و ما الدعاء الا اعطاء الله حقه وشكره ، فأول كلمة تقولها في الصلاة : الله اكبر ، الحمد لله رب العالمين .. وما الزكاة الا اعمال خيرية .. وما الصيام الا تضحية لله وإشعار بألم الفقراء ، و لهذا يكثر الكرم في رمضان ..


والحق يا أخ الوراق :
هذا ليس أول موضوع شائك لك تخالف فيه ما تدعو إليه وهو : أن لا يتحدث في أمور الدين إلا من جمع قدرا كافيا من علوم القرآن والسنة والفقه : يؤهله لذلك : ويكون اجتهاده مقبولا فيه على الأقل : معذورا عند الله !!..

فهل أنت جمعت مثل هذه العلوم أو الخبرات أو المعارف يا هداك الله ؟؟؟..
أم أنك تود استكمال طريقك هكذا متذبذبا عن الحق : تضل كل من يقرأ لك وهو على غير علم ؟؟..

انظر لكلامك التالي : وكيف يناقض أوله آخره - وسألون لك شقي كلامك المتناقضين بالأحمر والأزرق - ..
حيث بعد أن أشرت إلى أن الحساب لن يكون على الدين ولكن على الخيرية - وهو ما لم يقله أحد ولم يأت في قرآن ولا سنة ! -
عدت لحفظ ماء الوجه بجعل اختيار الإسلام نفسه نوع من أنواع اختبارات هذه الخيرية !!!..
ولكن : ماذا يجدي هذا الاستدراك منك على استحياء : بعدما قلته قبله : وكررت معناه في مقالك بأكثر من صورة ؟
وعلى هذا الأساس –اختيار الخير- يكون حساب الناس, وليس على أساس اسم الديانة كما يصور البعض, وإلا لماذا الكل يختبَر بالخير والشر مادام بعضهم قد حُكم عليهم بالنار لأنهم غير مسلمين ؟ ولماذا المسلمين يختبرون ماداموا قد أسلموا ؟ والبحث عن الإسلام هو اختبار بحد ذاته , فغير المسلم سيحاسب لماذا لم يبحث عن الحقيقة, والمسلم سيحاسَب لماذا لم يهتم بالإسلام ويطبقه وينشره لغيره ويحسن صورته.

الرد :

وهل تـُعارض على ان الاسلام هو افضل خيرية ؟ ألم يقل الله (ورضيت لكم الاسلام دينا) ؟ أين التناقض يا رعاك الله ؟ هل يكفي لدخول الجنة ان يكون الشخص مسلم بالهوية والوراثة بينما هو لا يحب اي خير و مع الشر دائما ؟ هل هويته كافية لإدخاله الجنة مع انه يعمل ضدها طول حياته ؟ المسالة ليست آلية و بالحرف بأن يكون ولد في بلاد مسلمين فأخذ البطاقة الخضراء لدخول الجنة ! الله سيحاسب السرائر ولا يحاسب المظاهر .. الله عادل ولا يحابي احدا لنشأته ، و يدخله الجنة لظروفه التي وُجد فيها رغما عنه ..

اما من اختار الاسلام على انه افضل الخير ، فهذا هو الذي يفيده و هو الذي تحرى الرشد ، وكل هذه الامور امور لله ، فلا يحق لي ان اكفّر الناس كما يظهر لي ، وليس الامر مهما لي أو لك كفرد ان يدخل هذا الجنة وهذا النار ، لان هناك دار حساب ، وليست الدنيا دار حساب .. وهناك كتاب في الاخرة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ، و الله هو الذي يعرف سرائرالناس .. قال تعالى ( يوم تبلى السرائر) والسرائر غيب ، لا يعلم الغيب الا الله .. وقال (الا من اتى الله بقلب سليم) ولم يقل بعمل سليم .. والآخرة من عالم الغيب .. و الله اخبرنا انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، وحكمه العدل ، و يعلم ما لا نعلم .. المهم ان انقذ نفسي ..

لا اعتقد ان الرغبة في تصنيف الناس تزيدنا تواضعا ، و ديننا دين اخلاق ، والتواضع من الاخلاق ، وعدم التدخل في شؤون الله من الاخلاق .. قال تعالى ( فذكر انما انت مذكر، لست عليهم بمسيطر) ، اما من يركض على التصنيف ، فقد دخل في مجال السيطرة الذي نهى الله عنه نبيه و ليس نحن فقط ..

لا نريد ان نكون مثلما فعلت الكنيسة في القرون الوسطى حيث كانت توزع صكوك الغفران والحرمان الكنسي ، وكأن الله غير موجود ! اذ قاموا بالنيابة عنه بمحاسبة الناس ، ونسوا انهم عبيد ضعفاء أمام الله ..

ثم لماذا تحدّد العلم بجهة او بافراد معينين ؟ اليس العلم بحر لا ساحل له ؟ أليس الله يؤتي الحكمة من يشاء ؟ ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام (رب اشعث اغبر مردود بالابواب لو اقسم على الله لابره) ؟ لا تحجّر واسعا ، ولا تخصص عاما ، و باب الاجتهاد مفتوح .. والحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها أخذها ، من مشهور او غيره ..

كل مسلم مطالب بان يكون عالما ، ما دام سيحاسب لوحده ، و لن ينفعه في الحساب انه قلد فلان او فلان ، لن تفيد كلمة (ضعها في راس عالم ، واخرج منها سالم) ، من يضمن السلامة من كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ؟ والله قال ( لا تزر وازرة وزر اخرى) .. وطالبنا ربنا ان نعبد الله على بصيرة ، اي بصيرتنا و ليست بصيرة غيرنا ..

ومن وجد حقا وعلما فكتمانه حرام .. و العلم من الله وليس من احد من البشر ، قال تعالى : (ويعلمكم الله) ، و قال : (علم الانسان ما لم يعلم) ..


أقول :
الأخت التي اعترضت عليك : هي أفقه منك وأعلم بكلام ربها : وأكثر منك احتراما له ووقوفا عنده ..
أين أنت من قول الله عز وجل :
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ؟؟..

أين أنت من قول الله تعالى عن أعمال الخير للكفار والمجرمين :
" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " !!!!..
ومن :
" إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم " ؟؟!..
ومن :
" ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " ؟!!!..
ومن :
" والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم : ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " ؟؟!!..
ومن :
" أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا " ..!!
ومن :
" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب " ؟!!..
ومن :
" أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا " !!!..
ومن :
" مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد " ..!!
ومن :
" كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون " !!!..
ومن :
" ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون " ..!!
ومن :
" والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون " ...!
ومن :
" ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " ..!
فكل أولئك الأصناف المذكورة من منافقين إلى مشركين إلى كفار إلى مرتدين : سواء مسالمين أو محاربين : أهل كتاب أو غيرهم : فعلوا الخير أم لم يفعلوه :
فهم في النار خالدين إذا بغتهم رسالة الإسلام وحجته فلم يؤمنوا به وكذبوه وآثروا الأدنى على الأعلى !!!..
وإن الله لعظيم .. وإن دينه لعظيم ..
فكيف يغلب الجزاء على الخير : الجزاء على الكفر برب الخير والذي غرس فطرة الخير أصلا في الناس ليعرفوها :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح من زكاها : وقد خاب من دساها " !!..

الرد :

كل الايات السابقة تدور حول الذين بلـّغهم الرسول و شاقوه و نازعوه وارادوا حربه وقتله .. أنت عممت هذه الفكرة .. القرآن ذكر مساوئهم الاخلاقية الاخرى ، و ربطها بكفرهم بالله ، وانت لم تفعل .. أنت كفـّرت كل امم الارض واحبطت كل اعمالهم وادخلتهم جهنم ! بحجة أنهم عرفوا بدين اسمه الاسلام غالبا ما يصلهم مشوها !! و كأنهم كلهم كأمية بن خلف وعقبة بن ابي معيط وفرعون و قتلة الانبياء دون ان يثبت لك سوء اخلاقهم كما ثبت عن كفار قريش و حربهم للدين ، و ترى ان هذا يخدم الاسلام ! اذا قلنا لغير المسلم : أنت كافر و مخلد بالنار ويحق لنا قتلك واخذ مالك ! كيف سيأمنـّا حتى يتحاور معنا فقط ؟

اذا قلت كافر ، يعني انك طبقت عليه كل ما ينطبق على الكافر من احكام دنيوية واخروية .. و هنا الخطورة .. و هنا التشويه للاسلام والتنفير منه .. كيف سيستمع غير المسلم لنا و نحن نراه بهذا الشكل ؟ الا تخاف ان يكون هذا صدا عن ذكر الله ؟ ألم يقل سبحانه (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن) ؟ هل التي هي أحسن أن نقول له : انت كافر ومصيرك النار ، ولو استطعنا لسفكنا دمك واخذنا مالك ؟ الا ان تكون مثلنا ؟ هل هذه الموعظة الحسنة ؟ هل نقول له :

Islam or Your Life?
دينك أو حياتك ؟

كيف يتقبلنا أحد و نحن ننظر اليه نظرة كريهة بهذا الشكل ؟

المحبة تفتح القلب ، ولا يستجيب احد وهو كاره او مُكره او خائف . والايمان عمل قلبي يحتاج الى جو من الود والمحبة والحوار الطويل و ازالة التشويه والشـُّبه ، قال تعالى (افنلزمكموها وانتم لها كارهون) و قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) ، و من تتحدث عنهم أنت من غير المسلمين أكثرهم لم يخرجونا من ديارنا ولم يقاتلونا في الدين .. فهل من برّهم أن نحكم عليهم هذا الحكم القاسي ؟ و نعاملهم معاملة الكفرة الفجرة ؟ مع انهم لم يأتنا من فجورهم شيء !

الم يقل الله تعالى ( لكم دينكم ولي دين ) ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها) ؟ لاحظ انه سماهم بالظالمين ، و الظلم صفة مستمرة ، اي لم يظلموا في هذا المجال فقط .. والله تكفل بعقاب الكفرة ولم ينوطها بنا (وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً) ..

ينبغي التروي والتثبت ، فالحكمة تحتاج الى التلمس وعدم العجلة وعدم السرعة في اطلاق الاحكام ، ولم تجتمع الحكمة مع التسرع والتعميم في يوم من الايام ، ولا يثبت الكفر بدون تجريب ، ولا يثبت وحده كفكر ، بل لابد من بقية الكفر ، مثلما لم يذكر القرآن كفرهم بالله و بالدين وحده ، بل كفرهم باليتيم وبالمسكين ، و ظلمهم وأكلهم امول الناس بالباطل وتكبرهم على الناس الخ .. هكذا يثبت الكفر ، مثلما اثبت الله كفر كفار قريش ، حيث اخرج ما في نفوسهم كله ، حتى لم يعد فيهم خير واحد .

كل هؤلاء الذين تكلم عنهم القرآن معتدون ، ولم يكتفوا برفض رسالة الانبياء فقط .. يجب ان نسير على هدي القرآن الذي قال (فاقتلوهم حيث ثقفتموهم) والذي قال (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) .. و لم يقل : اقتلوهم بعد ان تبرّوهم اذا لم يدخلوا في دينكم !

لاحظ كلا الايتين تتحدث عن غير مسلمين ، ولاحظ اختلاف المستوى في التعامل .. انت تريد ان يكون المستوى واحدا ! وهذا خلاف لطريقة القرآن وهديه وتناوله للموضوع .. هذا يدلنا على ان غير المسلمين ليسوا سواء ، فمنهم الكافر الذي ثبتت دائرة كفره ، و منهم غير المسلم ، و منهم المؤلفة قلوبهم الذين تنصرف لهم الزكاة برّا بهم .. كيف تـُصرف الزكاة لغير المسلمين وأنت ترى انهم في جهنم ؟ الله جعلها من مصارف الزكاة يا اخي ! اي يؤخذ من مال المسلمين وتعطى لهؤلاء الغير مسلمين ! و ليس بقتلهم وأخذ اموالهم ! فهل ما زلت انت والأخت الاقرب لفهم القرآن وهديه ؟

لا يمنع ان نتأمل و نعيد النظر فيما نجزم انه صواب ، بحثا عن الحقيقة ، فالمسألة ليست سهلة ، و كلٌ سيحاسب لوحده .. وعذاب الله شديد ، و كلما ازددنا تأكدا وبحثا وتحريا واجتهادا كان هذا احوط لنا من ان نصرّ على راي واحد ولا نفكر في الاراء الاخرى .

عندما تبحث عن طبيب يعالجك سوف تسمع الى كل من يتحدث عن الاطباء ، حتى لو كنت تثق بطبيبك الخاص ، لان الامر يهمك .. و ديننا اهم شيء عندنا ، بل اهم من حياتنا .. فلماذا لا نفعل مثل هكذا ؟

قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ، و طرحك هذا خال تماما من الرحمة ! لانك تطبق احكام الكافر عليهم في الدنيا والاخرة ! أحدٌ يحل دمك في الدنيا ويدخلك النار في الآخرة ! : هل في هذا ولو قليل من الرحمة ؟ يجب الا نتعجل و نفهم معنى الدين ما هو قبل كل شيء .. ولا ننشغل بالفروع عن الاصول ..

نضيع اذا لم نفهم الدين على انه اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. والكفر على انه كفر بحق الخالق والمخلوقين والمخلوقات ، هكذا يكون الدين رحمة للعالمين ، وهكذا ينتفي الفساد في الارض ونكون خير امة أخرجت للناس ، و تكون كلمة كافر لمن يستحقها بجدارة من المفسدين في الارض المتكبرين الاشرار الذين لا خير فيهم مطلقا كما وصفهم القران ، لا نعممها على الجميع ..

و كلمة "خير" في قوله "خير أمة" تعني اخلاقا ، وما الخير الا اخلاق حسنة .. و من هذا المنطلق نكون اخلاقيين ويـُنظرُ الينا على اننا خير الامم بأخلاقنا ، لا بقوتنا ولا سيطرتنا على اراضيهم و خيراتهم ، فالخيرية لا تعني القوة و المادة ، بل تعني الاخلاق ، وهي التي يفهمها جميع البشر مهما كانت لغاتهم ودياناتهم ..

نريد ان نكون مقرِّبين ومحبـِّبين لا منفـّرين ومشوِّهين ، والرسول عليه الصلاة والسلام ذمّ المنفرين ، وحذرنا من دعاة على ابواب جهنم .. علينا ان نحذ َر حتى لا نقع في محذورات لم ننتبه لها .

تخيل لو جاءك دعاة من دين آخر ، و يقولون لك : ان مصيرك النار وكل اعمالك محبطة و انك تستحق القتل والسلب الخ .. فصدّقنا : نحن نعطيك الدين الحق وطريق الخير ! ماذا ستقول عنهم ؟ ستصفهم بعصابة او قطاع طرق !

ثبوت الكفر ليس بالشيء السهل ، الرسول تعامل مع هؤلاء سنين طويلة ، والايات التي سقتها اكثرها عن كفار قريش ، و كفار قريش لم يؤذهم الرسول حتى بعد ان انتصر عليهم وهو لم يقتلهم مع علمه بهم ، و قال له المَلـَك :هل اطبق عليهم الاخشبين ؟ قال : لا ، عسى ان يخرج من ذريتهم من يعبد الله .. لا يقول خذوه فغلوه إلا الله ..


وحتى من يفعلون الخير ابتغاء الثناء الدنيوي ورضا الناس والإعلام والجزائز العالمية وحسن السيرة ولو بعد الممات إلخ إلخ :
فكل ذلك يعطيه الله تعالى لهم كما طلبوه .. ولن يجدوا عندهم أجرا في الآخرة : إلا من الملك القهار !!!..
فهل ابتغوه أو ابتغوا وجهه بأي شيء مما فعلوه من خير ؟؟؟؟..
" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " ..

الرد :

زينة الحياة شيء ، وأعمال الخير شيء آخر ، و أنت خلطت بينهما ! الآية تنطبق على الماديين الجشعين الذين يريدون امتلاك كل شيء حسن من زينة الحياة كما وصفها الله من مال وبنون وقناطير مقنطرة والخيل والحرث والانعام والنسل .. القرآن وضح زينة الحياة الدنيا ، و لم يذكر من بينها افعال الخير والجمعيات الخيرية .. ! (زين للناس حب الشهوات .. الآية) ، وأنت خلطت بينها وتشابهت عليك ، فصار بعضها يشبه بعض ! والعلم في التفريق وليس في التشابه ..


ولو كان وسعك علمك في الحديث بدلا من نقص علمك في القرآن كما ظهر :
لعلمت أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا قد بين لنا علو الإيمان بالله على فعل الخير !!!..

فهذه عائشة رضي الله عنها تقول وكما في الحديث الصحيح المعروف :
" قلت : يا رسول الله .. ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المساكين .. فهل ذاك نافعه ؟؟..
قال : لا يا عائشة .. إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " ..

الرد :

اين جدعان من اهل الفترة ، والله يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ، وهو مات قبل البعثة ! ألا يوقفك هذا لتتأمل ؟ ثم ان الرسول اثنى على ابن جدعان ، وقال (لو دعيت اليه في الإسلام لأجبت) ، يقصد به حلف الفضول الذي دعا اليه ابن جدعان ، والرسول نفسه يقول (خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام) ، وقال لسفانة بنت حاتم الطائي : لو كان ابوك مسلما لترحمنا عليه ، وقال عنه : ان اباها كان يحب مكارم الاخلاق ، ولم يقل انه ينافق او يرائي ..

و اذا كان ابن جدعان و حاتم و غيرهم من فضلاء الجاهلية مخلدون في النار كما تقول ، فلماذا يثني عليهم الرسول ؟ و لماذا يوادّ من حادّ الله ؟


وأخيرا :
قد أطلت في نقطة حديث عبد المطلب عم النبي ..
ووصفت التخفيف بالمغفرة !!!!.. - ولا أدري والله : كيف يغفر الله لإنسان : ثم هو يُعذب في النار - ؟!!..
ولا أدري أيضا تناولك بالتفصيل لكيفية عذابه : وكيف سيغلي نافوخه من الجمرتين اللتين في أخمصيه إلخ :
هل كان ذلك منك محاولة للتشكيك في الحديث أم ماذا ؟؟.. الله أعلم ..
ولكن ما فاتك وأحب أن أذكرك به هو :
اختلاف أحوال الآخرة وخلقها : عن الدنيا وخلقها ..
النظر حديد .. يرى الغيب من ملائكة وغيره ويرى البعيد الصغير والقريب ..
وكذا تعود أجسامنا لطول آدم عليه السلام .. وتتبدل للأكمل في الجنة ..

وأما الكفار والعياذ بالله ..
وأما لاستمرار وقع العذاب عليهم أولئك الذين جحدوا أكبر حقيقة في الوجود بعد إذ جاءتهم :
فهؤلاء يزيد الله تعالى في خلقتهم : حتى ينتشر ويطول العذاب عليها أطول وقت ممكن قبل أن يبدلهم الله جلودا وأجساما جديدة لتذوق العذاب ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما في صحيح مسلم وسنن الترمذي :
" ضرس الكافر مثل أحد (أي جبل أحد المعروف) وغلظ جلده مسيرة ثلاث " ..!!

ومن هنا :
فلا تستغرب من وصف العذاب وكيف تصل الحرارة إلى نافوخه ليغلي منه إلخ إلخ ..

هذا ما لدي الآن على عجالة ...

أسأل الله تعالى أن يُبصرنا وإياك بالحق ,,
وأن يرجع الذي منا على الباطل عن باطل .ز
والذي منا على خطأ عن خطئه ..

فاليوم عمل وكلام ..
وغدا حساب ..

والكلمة الواحدة كما يهتدي بها كثيرون ..
فأيضا بكلمة واحدة : قد يضل بها كثيرون ..
والله المستعان ..

الرد :

أنت لم ترد على موضوع ابو طالب ، وفهمت انني استقللت عذابه ، و هذا فهم خاطئ ، فأنا لم اقلل من جمرتين يغلي منهما الدماغ ! ولا يوجد عاقل يقلل من هذا ، خصوصا اذا كان عذابا مخلدا ..

و اذا كان ضرس الكافر كجبل احد ، و عرض الجلد مسيرة ثلاثة ايام ، فكيف سيكون بقية حجمه ؟ ولا ننس كثرة اهل النار !

الله قادر على ان يجعل الكفار يذوقون العذاب بخلقتهم العادية ، ولا يوجد في القرآن ما يشير الى هذا ، إلا تبديل الجلود ، و هي قضية من الاعجاز العلمي للقرآن ..

والألم لا يؤثر فيه ضخامة الجسم او ضآلته ، المهم في الألم هو الإحساس ، فهل أنت ترى لو أحرقنا فيلا و فأرا في النار أن الفيل يتألم اكثر من الفأر لأن جسمه كبير ؟ وإن قلت لا تقارن الدنيا بالآخرة ، فأنت ايضا قارنت ما بالدنيا بالآخرة .. على اعتبار ان سعة مساحة الجلد تعطي ألما أكبر ..

القرآن قال ( ابدلناهم جلودا ) ، وتبديل الجلد يغني عن الحاجة لسعة الجلد وعمقه ، وهو لم يقل : وسّعنا جلودهم ؛ لأن الاحساس بالحرارة موجود في الجلد على شكل خلايا عصبية مرتبطة بالدماغ ، فإذا احترق الجلد ذهب الالم ، لهذا يبدّل الله الجلد .

علينا ان ننطلق من القرآن ، حتى في فهم الاحاديث . الله اخبرنا انه يبعث من في القبور ، اي على حالهم التي قبروا فيها ، و قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده) اي بنفس ما بدء به .. والكفار بعد البعث لا يستغربون اجسامهم او اجسام غيرهم كما اخبر القرآن ، و الله ذكر ماذا يقولون يوم الحساب و في النار ، وليس منها شيء عن ضخامة الاجسام . يقولون : (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) ولم يقولوا : من غيّر خلقتنا .. وفي الحديث أن المؤذنون اطول الناس اعناقا يوم القيامة ، فهل هم اطول من اعناق هؤلاء اذا كان ضرس الواحد منهم كجبل أحد ؟

وإن اعتبرت ان الخلق كانت بدايته 60 ذراعا ، فالكافر بالنار تجاوز الستين ذراعا بآلاف الاذرعة ! و المؤذن اطول منه عنقا ! و اذا كان ضرس الكافر وحده بضخامة جبل احد ! فما بالك ببقية اسنانه وكأنها سلسلة جبال السرواة متطابقتين ! نحن نتكلم عن بشر ام نتكلم عن كواكب ؟ وقياسا على ضرس بحجم جبل احد ، و جلد بمسيرة ثلاثة ايام ، أتوقع لو اجريت حسابات لظهر بحجم كوكب كالقمر أو عطارد او أكبر !

ماذا يستفيد الاسلام و المسلم من هذه الارقام الفلكية عن حجم النار و من فيها ؟ وكأن الناس بحجم مجموعات شمسية ؟ مع العلم ان هذه الاخبار الغريبة جدا مختلفة عن تصريح القرآن ، قال تعالى (كما بدأنا اول خلق نعيده) ، و هي عامة في خلق المؤمن والكافر .. و معنى (نعيده) اي كما كان في الدنيا ، وهذا نص صريح .. والقرآن مقدم على اي كلام ، لأن القرآن منسوب الى الله وهو محفوظ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و بالتالي هو النص الاساس عند المسلم ، يليه ما صح من الاحاديث و وافق القرآن ولم يعارضه ويشذ عنه ، و قال تعالى : (بلى قادرين على ان نسوي بنانه) ، اي البنان المعروف وليس الذي بحجم قارة .. لأن الآية قصدت الى دقة البنان نفسه بما في ذلك حجم البنان ، ولو كان البنان أكبر لقيل : لم يُعَد خلق البنان نفسه ، بل خلقَ بنان آخر .. وفي هذا اعجاز علمي ، فعلم البصمات يعتمد على البنان ، وما فيه من خطوط لا يتفق فيها شخص مع آخر ، لهذا خصه القرآن بالذكر .

لاحظ قوله تعالى (ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة) ، وذكر القرآن انهم يتعارفون ، ترى : كيف ستعرف احد تناديه ويناديك و ضرسه فقط بحجم أحد ؟ وكيف سيعرفونهم وهم لا يحيطون بضخامة اجسامهم ؟ سيكون منظره مفجع للمؤمنين ، و الجنة دار امن و سلام لهم ، بل كيف سيرونهم وهم بطول ابيهم ادم ستين ذراعا فقط ، وجبل احد لوحده كم يبلغ طوله اذا كان كضرس الكافر ؟ قال تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ، فهل هي كافية للاحاطة بضرسه فقط ؟

الله في الآخرة يحقر الكفار و لا يعظمهم ، و هذا تعظيم لهم ! واذا كان التكبير يفيد للألم فهو مفيد ايضا للمتعة ! فلماذا لا يكبّر المسلم حتى يكون ضرسه كأحد ليأكل الفواكة بشكل جيد ؟ و يتمتع جلده و ضرسه الضخم بالمتع ؟ و لا مقارنة بين ستين ذراع وبين هؤلاء العمالقة الضخام ؟ كما قال تعالى (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ) فهل الصغار يتناسب مع هذه الضخامة المفرطة ؟ التكبير معروف انه يشير الى التعظيم لا الى التحقير والتصغير . الكفار اذلة و صغار .. والرجل الضخم لا يوحي مظهره بالضعف والذل ..

ثم من ناحية فلسفية : نحن لا نعرف الآن هل نحن ضخام ام صغار ؟ في الدنيا ! افترض ان كل شيء فجأة يكبر ، نحن والأشياء من حولنا ألف مرة ، هل سوف نعلم أننا اصبحنا ضخام ؟ لا نعلم ! قد نكون عمالقة او اقزام ، لاندري ! ونحن في الدنيا ، وربما انا كبرنا عدة مرات وصغرنا عدة مرات ، مع الاشياء ، دون ان ندري !

القرآن لا يحمل نظرات بشرية ، القرآن كلام الله خالق هذا الكون ..

وقال تعالى : (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ، لو كان الكفار سيتضخمون ، فماذا سيكون تاثير هذه القطع الصغيرة من الدراهم والدنانير على من ضرسه فقط كجبل أحد و جلده مسيرة ثلاثة ايام ؟ ولم تذكر الآية شيء عن تكبير هذه الدنانير !

نحن لا نستهزء ! نريد أن نفهم ! ما دام عندك علم ففهـّمنا !! كثير من الاحاديث تحتاج الى جهود العلماء ومقارنتها بالقرآن ، وأنت من العلماء كما تؤكد كثيرا ! و الأحاديث ليست قرآنا محفوظا ، وعندنا كتاب الله المبين والفرقان المنير الذي يفرق بين الحق والباطل والصواب والخطأ وما يجب أن يُقبل وما لا يجب ان يقبل ، فلماذا لا يكون هو رائدنا و الله امرنا بذلك ؟ واعطانا سراجا منيرا ؟ لماذا لا نستضيء بنور هذا السراج الالهي ؟ حتى في قبول ما ورد و نـُسب للرسول ؟ لا ان نكتفي بالثقة بالرجال ! وكأنه ليس لدينا قرآن منير يُعرض عليه كل شيء !

ونسأل الله ان يلهمنا الرشد جميعا ، والاعتصام بحبله و وحيه والعروة الوثقى الوحيدة التي لا انفصام لها .. وجزاك الله خيرا ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابن سلامة القادري
04-23-2013, 02:05 AM
هذا ما خالفت فيه يا أخانا ابن الوراق مذهب أهل السنة و الجماعة - فيما أعلم - :




قال - تعالى - (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .. لاحظ مع اتـّصافهم باليهودية والنصرانية والصابئة ، و لا تقل انهم اسلموا ، فحينها سيسمّون مسلمين .. الله مع الخير .. قال تعالى (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ، اذن المهم هو الخير ، و افضل الخير هو رسالة الله و وصيته وهي الاسلام خاتم الرسالات ..


قال المفسرون في تفسير الآية المذكورة : إن الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، والذين هادوا هم من آمنوا بموسى عليه السلام، وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى عليه السلام، أو أدركوه وآمنوا به، والنصارى وهم الذين آمنوا بعيسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل أن يدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم أو أدركوه وآمنوا به، والصابئون قيل: هم قوم من أتباع الأنبياء السابقين.
هؤلاء جميعاً من آمن منهم بالله واليوم الآخر وصدق النبي الذي بعث إليه ومات على ذلك فله أجر عند ربه.
أما من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فرفض رسالته ولم يؤمن به فهو كافر لا يقبل منه غير الإسلام، والإسلام هو دين الله الذي أرسل به أنبياءه جميعاً، ومعناه: الاستسلام والانقياد لله تعالى، والتصديق برسله جميعاً، قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقال (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار " رواه مسلم.


الايمان بالله وحده لا يكفي ، بل لا بد من عمل الصالحات ، والعقيدة وحدها لا تكفي ، بل لابد من عمل الصالح ، و الصالح يعني الاخلاق ..


الصالح من الأعمال لا يقتصر على الأخلاق وحدها، و إليك دليلا من القرآن الكريم يشترط صحة العقيدة في صلاح العمل و ذلك من وجهين : العمل بالعقيدة و الموقف ممن خالفها، و هو قول الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام : قَالَ ) الله عز وجل: ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) قرأ الكسائي ويعقوب: ( عَمِلَ ) بكسر الميم وفتح اللام « غيرَ » بنصب الراء على الفعل، أي: عمل الشرك والتكذيب. وقرأ الآخرون بفتح الميم ورفع اللام وتنوينه، « غير » برفع الراء معناه: أن سؤالك إياي أن أنجيه عمل غير صالح.

و ليس المقصود هنا اقتراف الشرك و لكن مخالفة عموم العقيدة يعتبر أفسد الأعمال، و ما بني على فاسد فهو فاسد.


الناس على نوعين : مختار للخير و مختار للشر ، لهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام) ، و اي شخص فيه خير ويبحث عن الخير ويـُتـَبلـّغ الاسلامَ من جوهره وليس من مذاهبه و فروعه ، ثم لا يقبله ولا يحترمه على الاقل ، فهذا ليس فيه خير ؛ لأن الاسلام يأمر بالخير ، فلماذا يرفضه و يعانده و يعتديه ؟ وهو يحب الخير ؟ إلا ان يكون في الامر لبس ..


علامة الخيرية هنا و الحكَم فيها و المحك هو اتباع الإسلام و إلا فمن أقام على كفره و ضلاله بعد إقامة الحجة عليه أي خيرية فيه ؟؟؟ و نحن في الإسلام مأمورون أن نصدع بالحق مع الموافق و المخالف، لا أن نداهن فيه و نحابي و نؤثر السكوت لإرضاء المخالف، و في الوقت ذاته يجب أن لا نكره أحدا على الإسلام بحجة أننا على الحق.


والدين عند الله الاسلام ، اي اسلام العبادة والنسك واسلام الحياة والممات لله رب العالمين ، و ليس فقط العبادة .. (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) .. والدين في اساسه اخلاق وليس عقائد مفرّغة من الاخلاق .. وعقائده اخلاقية ، والانسان لا يفهم الا بالاخلاق ، فهل قـُدّم له الاسلام على هذا الاساس و رفضه ؟ اذن سيكون رافضا للاخلاق


قول الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) قال الشيخ ناصر السعدي رحمه الله : ومن أخلص في صلاته ونسكه, استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله وأقواله: " وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي " أي: ما آتيه في حياتي, وما يجزيه الله علي, وما يقدر علي في مماتي. الجميع " لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " انتهى.

إني حقا أتساءل ما معنى الأخلاق بغير الإيمان الصادق و التوحيد الخالص لله تعالى و الذي تؤكد عليه الآيات مرة بعد أخرى ؟ إذا لم يعرف الإنسان ربه الحق و لم يشكر له نعمه و لم يرج له وقارا و قد خلقه من قبل أطوارا فوصفه بصفات النقص و العيب كما فعلت اليهود و النصارى فماذا بقي لهم من الأخلاق خاصة بعد أن يسمعوا كلام الله و يفقهوه، ثم لا يعودوا عن غيهم ؟

قال الله تعالى : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ٍوَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين َثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.


ألم يمتدح قسيسين ورهبانا من المسيحية و وصفهم بأنهم لا يستكبرون ، و هم على دينهم المسيحية ؟ (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) ؟ مع أنهم لم يعلنوا إسلامهم .


أخي لا مجال هنا للتعميم، و عليك أن تكمل تلاوة نص القرآن : قال تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(82)وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ(84)فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(85)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86) "

جاء في موقع '' تفسير '' :
قد يقول قائل: أين هم أولئك ؟!
فالرد: أنهم أقرب النصارى إلى التوحيد (الإسلام) مما يسمون " الهراطقة " !! وكلهم دخلوا إلى الإسلام، فاندثر وجودهم كنصارى بشكل عام.
انظر مثلاً إلى سرعة إسلام نصارى نجران.
يضاف إليهم: عقلاء مختلف طوائفهم الذين يسلمون بالمئات يومياً بفضل الله تعالى ثم جهود أبطال الإسلام من الدعاة.

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir3898/#ixzz2RE7uHfdf


أما أعمال الذين ثبت كفرهم الخيرة فلم تكن للخير ولا للانسانية ، لهذا هي كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .. فالله قدّم اوصافهم الاخلاقية السيئة ، مثلما ان الخير يأتي مجتمعا فكذلك الشر يأتي مجتمعا ، والانسان الخيّر تجده خيرا على طول الخط وإن أخطأ تلمّس الخير وبحث عن الافضل .. والانسان السيء تجد كل اخباره سيئة ، وإن عمل شيئا من الخير فهو غريب عليه ..


ليس بالضرور فهناك من أهل الإسلام قوم ساءت أخلاقهم و مع ذلك لا ينتفي عنهم مسمى الإسلام و لا أصل الإيمان و منهم كذلك السارقون و الزناة، بل قد يكون منهم قتلة كما أثر عن الحجاج حين دعى فقال : ندما أدركت الحجاج الوفاة رفع يديه إلى السماء وقال اللهم إنهم يقولون إنك لن تغفر لي فاغفر لي ، وعندما علم الحسن البصري بهذا قال أخشى أن يكون قد غفر له بهذه الكلمة، الحجاج قاتل ابن الزبير وسافك الدماء قد يغفر له، و لا ننسى أيضا ان بعض الصحابة قد اقتتلوا، في الوقت الذي قد ترى فيه النصارى مسالمين هادئين، و فيما يبدو لك - خيرين - و مع ذلك أولئك في ال جنة و هؤلاء في النار.


وهل تـُعارض على ان الاسلام هو افضل خيرية ؟ ألم يقل الله (ورضيت لكم الاسلام دينا) ؟ أين التناقض يا رعاك الله ؟ هل يكفي لدخول الجنة ان يكون الشخص مسلم بالهوية والوراثة بينما هو لا يحب اي خير و مع الشر دائما ؟ هل هويته كافية لإدخاله الجنة مع انه يعمل ضدها طول حياته ؟ المسالة ليست آلية و بالحرف بأن يكون ولد في بلاد مسلمين فأخذ البطاقة الخضراء لدخول الجنة ! الله سيحاسب السرائر ولا يحاسب المظاهر .. الله عادل ولا يحابي احدا لنشأته ، و يدخله الجنة لظروفه التي وُجد فيها رغما عنه ..


الإسلام شفيع لأهله و لو لم يعملوا خيرا قط بمعنى لم يعملوا صالحا و لم يوفقوا إليه و عملوا المعاصي بدلا من ذلك، فقط بقول لا إله إلا الله إذا ماتوا عليها و كانت آخر كلامهم، و الأحاديث في ذلك متوافرة متواترة و هذا أحدها : قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث عبادة : (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ ) رواه مسلم . مع أنه قد يجزي الله بالسيئة صاحبها في دنياه أو في قبره، و قد اختص الله تعالى هذه الأمة بفضله و رحمته بأن جعل عذابها عاجلا غير آجل لقول النبي صلى الله عليه و سلم : "أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ". الحديث ذكره الشيخ الالباني في الصحيحة.

و بالمقابل ما الذي سيشفع لأهل الكفر الذين أصروا على باطلهم من يهود أو نصارى أو غيرهم ؟؟؟


هذا يدلنا على ان غير المسلمين ليسوا سواء ، فمنهم الكافر الذي ثبتت دائرة كفره ، و منهم غير المسلم ، و منهم المؤلفة قلوبهم الذين تنصرف لهم الزكاة برّا بهم .. كيف تـُصرف الزكاة لغير المسلمين وأنت ترى انهم في جهنم ؟ الله جعلها من مصارف الزكاة يا اخي ! اي يؤخذ من مال المسلمين وتعطى لهؤلاء الغير مسلمين ! و ليس بقتلهم وأخذ اموالهم ! فهل ما زلت انت والأخت الاقرب لفهم القرآن وهديه ؟


لا بد من تحديد المقاصد الشرعية و عدم تعديها،

سئلت اللجنة الدائمة في فتاويها (10/30) سؤالا نصه :

هل يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين ؟.
الجواب:
لا يجوز إعطاء الكفار من زكاة الأموال والثمار وزكاة الفطر ، ولو كانوا فقراء أو أبناء سبيل أو من الغارمين ، ولا تجزئ من أعطاهم .
ويجوز أن يعطي فقيرهم من الصدقات العامة ـ غير الواجبة ـ وتتبادل معهم الهِبَات والمبرَّات تأليفاً لهم إذا لم يكن منهم اعتداء يمنع من ذلك لقوله تعالى : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [ الممتحنة : 8 ]
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .ا.هـ

وهناك قسم من أقسام أهل الزكاة الوارد ذكرهم في الآية : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . [ التوبة : 60 ] وهم المؤلفة قلوبهم يكونون كفارا ويعطون من الزكاة .
قال ابن كثير : وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام :
منهم من يعطى ليسلم كما أعطى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صفوان بن أمية من غنائم حنين وقد كان شهدها مشركا قال فلم يزل يعطيني حتى سار أحب الناس إلي بعد أن كان أبغض الناس إلي ...عن صفوان بن أمية قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إلي فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي ورواه مسلم والترمذي ...
ومنهم من يعطى ليحسن إسلامه ويثبت قلبه كما أعطى يوم حنين أيضا جماعة من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل وقال " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكبه الله على وجهه في نار جهنم " . وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن عليا بعث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذهيبة في تربتها من اليمن فقسمها بين أربعة نفر : الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر وعلقمة بن علاثة وزيد الخير وقال " أتألفهم " ....
ومنهم من يعطى لما يرجى من إسلام نظرائه.
ومنهم من يعطى ليجبي الصدقات ممن يليه أو ليدفع عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد ومحل تفصيل هذا في كتب الفروع والله أعلم .ا.هـ
واختلف العلماء في بقاء سهم المؤلفة قلوبهم ، فذهب الأحناف إلى انقطاع هذا السهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور الدين وقوته ، فلا يعطى مشرك تألفاً بحال .
وذهب الجمهور إلى بقاء هذا السهم ، وأنه متى دعت الحاجة إلى إعطائهم أعطوا . ولعل هذا أشبه بمقاصد الشرع . انتهت الفتوى


و اذا كان ابن جدعان و حاتم و غيرهم من فضلاء الجاهلية مخلدون في النار كما تقول ، فلماذا يثني عليهم الرسول ؟ و لماذا يوادّ من حادّ الله ؟


ليس بالضرورة أن يكون في الثناء مودة، الثناء مقترن بالفعل في حال المشرك و الكافر، و ليس كما هو الحال بالنسبة للمسلم و المؤمن، فهل يستويان مثلا ؟
قال ابن القيم رحمه الله تعالى عن أهل الفترة : الخلاف الوارد بين أهل العلم إنما هو في مصيرهم في الآخرة, هل يدخلون النار مطلقاُ خالدون مخلدون أم أنهم يُختبرون يُمتحنون أم أنهم يُعذرون؟ الله أعلم بذلك. الخلاف في الآخرة,
وأما في الدنيا فقال رحمه الله: محل إجماع أنهم مشركون, إن وُجدوا لا يُصلّى عليهم ولا يُغسّلون ولا يُكفّنون ولا يرثون ولا يورثون.



ماذا يستفيد الاسلام و المسلم من هذه الارقام الفلكية عن حجم النار و من فيها ؟ وكأن الناس بحجم مجموعات شمسية ؟ مع العلم ان هذه الاخبار الغريبة جدا مختلفة عن تصريح القرآن ، قال تعالى (كما بدأنا اول خلق نعيده) ، و هي عامة في خلق المؤمن والكافر .. و معنى (نعيده) اي كما كان في الدنيا ، وهذا نص صريح .. والقرآن مقدم على اي كلام ، لأن القرآن منسوب الى الله وهو محفوظ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و بالتالي هو النص الاساس عند المسلم ، يليه ما صح من الاحاديث و وافق القرآن ولم يعارضه ويشذ عنه ...


يجب أن تعلم ان حديث صفة الكافر في جهنم وارد في الصحيحين، فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « مَا بَيْنَ مَنْكِبَيْ الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ » أخرجه البخاري -كتابالرقاق -باب صفة الجنة والنار ، ومسلم -كتاب الجنة -باب يدخلها الجبارون واللفظ له .

و لا نقول عن شيء صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : ماذا يفيد الإسلام أو المسلم، فكل ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم نتلقاه بالقبول كما جاء بغير تأويل لأن هذا بمقام التكذيب بالوحي، ولذلك وقع الاتفاق بين أهل العلم على أنَّ مَن أنكر حجية السنة بشكل عام ، أو كذَّبَ حديث النبي صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم – فهو كافر ، لم يحقق أدنى درجات الإسلام والاستسلام لله ورسوله .
قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله :
" من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرٌ يُقرُّ بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر" انتهى.
وقال السيوطي رحمه الله :
" اعلموا رحمكم الله أنَّ مَن أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم - قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول - حجة كفر ، وخرج عن دائرة الإسلام ، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة " انتهى.
"مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" (ص/14)
وقال العلامة ابن الوزير رحمه الله :
" التكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه حديثه كفر صريح " انتهى.
"العواصم والقواصم" (2/274)
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" :
" الذي ينكر العمل بالسنة يكون كافرا ؛ لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين " انتهى.
"المجموعة الثانية" (3/194)

أما عن قولك إن أحاديث صفة الكافر و انها مخالفة لصريح القرآن فهذا من ضرب النصوص ببعضها، إن لم يكن منك جهلا فهو جريمة بحق نصوص الوحي، و ليس في استدلالك بالآية الكريمة ما يتعارض مع تلك الأحاديث،

قال ابن عطية في تفسيره : كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ. يحتمل معنيين :
أحدهما: أن يكون خبراً عن البعث، أي: كما اخترعنا الخلق أولاً على غير مثال سابق كذلك ننشئهم تارة أخرى فنبعثهم من القبور.
والثاني: أن يكون خبراً عن أن كل شخص يبعث يوم القيامة على هيئته التي خرج بها إلى الدنيا، ويؤيد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، كما بدأنا أول خلق نعيده. رواه مسلم عن ابن عباس.

و لرفع الإلتباس نورد هذه الإجابة من موقع إسلام ويب -رقم الفتوى 11474 - :

دلت النصوص على أن الناس يبعثون على ما ماتوا عليه، من عمل وهيئة، قال صلى الله عليه وسلم: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.
فإذا دخل أهل الجنة الجنة، ودخل أهل النار النار، تبدلت صورهم وأعمارهم، فيكونون أبناء ثلاث وثلاثين.
قال صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة" رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني في تخريج أحاديث المشكاة.
وجاء في شأن الكفار، قوله صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أثام للراكب المسرع" رواه مسلم، وعند الترمذي: "إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة".


لاحظ قوله تعالى (ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة) ، وذكر القرآن انهم يتعارفون ، ترى : كيف ستعرف احد تناديه ويناديك و ضرسه فقط بحجم أحد ؟ وكيف سيعرفونهم وهم لا يحيطون بضخامة اجسامهم ؟ سيكون منظره مفجع للمؤمنين ، و الجنة دار امن و سلام لهم ، بل كيف سيرونهم وهم بطول ابيهم ادم ستين ذراعا فقط ، وجبل احد لوحده كم يبلغ طوله اذا كان كضرس الكافر ؟ قال تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ، فهل هي كافية للاحاطة بضرسه فقط ؟


قولك هذا فيه الكثير من الخلط أخي :

أما عن قول الله تعالى : '' وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ '' فهذا من التنادي الذي اشتق منه إسم من أسماء القيامة و هو يوم التناد لكثرة النداءت فيه :
1-فينادي من أخذ كتابه بيمينه فرحاً ( هاؤم اقرءوا كتابيه )
2-وينادي من أخذ كتابه بشماله ( يا ليتني لم أوت كتابيه )
3-وينادى بالمنافقين على رؤوس الخلق (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم )
4-وينادى على المرائين( من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)
5-وينادي أصحاب النار أصحاب الجنه ( أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله )
6-وينادي أصحاب الجنه أصحاب النار( أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا )
7-وينادي أصحاب الأعراف كليهما
8-وينادى على جميع الخلق حين يذبح الموت ( ياأهل الجنه خلود فلا موت وياأهل النار خلود فلا موت) متفق عليه

و النداء لا يلزم منه الرؤية المباشرة، فإن الله تعالى قادر على أن يُسمع في ذلك اليوم ما يشاء من يشاء كما هو قادر على أن يري من يشاء ما يشاء كما في قوله تعالى عن المؤمن الفائز لقرينه الكافر في الدنيا : قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ *

فأين قولك هنا : إن منظره سيكون مفجعا، و أنت تعلم شدة عذاب أهل النار على كل حال ؟؟

أما قول الله تعالى : ( يتعارفون بينهم ) فذلك في المحشر و ليس في جهنم كما توهمت، بدليل قول الله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَة مِنْ النَّهَار يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } و المعنى : أي يعرف الأبناء الآباء والقرابات بعضهم لبعض، كما كانوا في الدنيا ولكن كل مشغول بنفسه.

أما عن قولك :


قال تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ، فهل هي كافية للاحاطة بضرسه فقط ؟


الآية الكريمة تتحدث بصراحة عن المحشر و ليس عن حال الكافر في جهنم حيث تكون صورته قد تبدلت، و هذا يحل الإشكال الذي في رأسك، مع أنه قد يشكل عليك أيضا وجود حرف ثم في الآية، لكنه سيزول أيضا مع البيان إن شاء الله ، قال الله تعالى : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْيَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة َمَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜهَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ.

ثم هنا عطف على خذوه فغلوه، و لا تفيد في موضعها ترتيبا زمنيا و إليك شواهد على ذلك من كتاب الله تعالى :

قال تعالى : يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ... الآية.

(ثم) هنا لا تفيد الترتيب الزمني وإنما تفيد الترتيب الرتبي ...
تقول للرجل وأنت تمنن عليه: لقد أكرمتك ثم أني أكرمت أباك.
رغم أن إكرامك لأبيه كان أسبق من إكرامك له ...
فهذا من باب ترتيب الرتب لا ترتيب الإخبار..

يقول الله تعالى:

فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15)
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)

أي زيادة على فعل هذه الصالحات من فك الرقبة وإطعام الطعام وفوق هذا كله وأعظم منه .. إيمانه بالله وتواصيه بالصبر والمرحمة..
وليس المراد بلاشك الترتيب الزمني .. وإلا فإن إيمانه بالله أسبق من فعله الخير.

[فإنَّ " الْمَعْطُوفَ بِثُمَّ أَعْرَقُ فِي الْمَعْنَى الَّذِي تَتَضَمَّنُهُ الْجُمْلَةُ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهَا "

تفسير ابن عاشور: سورة البقرة آية 29]

وأيضًا في قوله تعالى:
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ .

يقول ابن عاشور:

"وَمَوْقِعُ ثُمَّ فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ مَوْقِعُ التَّرَاخِي الرُّتْبِيِّ، أَيْ: وَأَعْظَمُ مِمَّا نَالَكُمْ مِنَ الشَّرِّ أَنْ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ."
أ.هـ.
......
فالترتيب الرتبي يجيء على وفق الكلام الفصيح سواء وافق الترتيب الوجودي أو خالفه ..



الله في الآخرة يحقر الكفار و لا يعظمهم ، و هذا تعظيم لهم ! واذا كان التكبير يفيد للألم فهو مفيد ايضا للمتعة ! فلماذا لا يكبّر المسلم حتى يكون ضرسه كأحد ليأكل الفواكة بشكل جيد ؟ و يتمتع جلده و ضرسه الضخم بالمتع ؟ و لا مقارنة بين ستين ذراع وبين هؤلاء العمالقة الضخام ؟ كما قال تعالى (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ) فهل الصغار يتناسب مع هذه الضخامة المفرطة ؟ التكبير معروف انه يشير الى التعظيم لا الى التحقير والتصغير . الكفار اذلة و صغار .. والرجل الضخم لا يوحي مظهره بالضعف والذل ..


من قال لك إن التكبير يفيد التعظيم و ينافي الصغار و الإذلال ؟ ألم تعلم بعِظم جهنم يوم القيامة إذ سيجرها سبعون ألف زمام على كل زمام سبعون ألف ملك ؟ ألم تسمع بزبانية جهنم أعاذنا الله منها ؟ أليس هذا للتناسب و للزيادة في العذاب ؟ ثم ماذا سيفيد الكافر عظمه إذا كان في قبضة الله يوم القيامة أو حتى في الدنيا ؟ أليس الله محيطا بالكافرين و لو كانوا بحجم الكواكب كما تقول ؟

ثم ما هذا السخف في قولك : لماذا لا يكبّر المسلم حتى يكون ضرسه كأحد ليأكل الفواكة بشكل جيد ؟ هل ستقول أيضا لماذا لم يخلق الله آدم بحجم الديناصورات ليتمتع في الأرض أكثر ؟ هل للمتعة علاقة بالحجم، هل السعادة للروح أم للجسد كما العذاب ؟



ثم من ناحية فلسفية : نحن لا نعرف الآن هل نحن ضخام ام صغار ؟ في الدنيا ! افترض ان كل شيء فجأة يكبر ، نحن والأشياء من حولنا ألف مرة ، هل سوف نعلم أننا اصبحنا ضخام ؟ لا نعلم ! قد نكون عمالقة او اقزام ، لاندري ! ونحن في الدنيا ، وربما انا كبرنا عدة مرات وصغرنا عدة مرات ، مع الاشياء ، دون ان ندري !


بدون تعليق !!!


وقال تعالى : (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ، لو كان الكفار سيتضخمون ، فماذا سيكون تاثير هذه القطع الصغيرة من الدراهم والدنانير على من ضرسه فقط كجبل أحد و جلده مسيرة ثلاثة ايام ؟ ولم تذكر الآية شيء عن تكبير هذه الدنانير !


أيضا بدون تعليق !!!


نحن لا نستهزء ! نريد أن نفهم ! ما دام عندك علم ففهـّمنا !! كثير من الاحاديث تحتاج الى جهود العلماء ومقارنتها بالقرآن ، وأنت من العلماء كما تؤكد كثيرا ! و الأحاديث ليست قرآنا محفوظا ، وعندنا كتاب الله المبين والفرقان المنير الذي يفرق بين الحق والباطل والصواب والخطأ وما يجب أن يُقبل وما لا يجب ان يقبل ، فلماذا لا يكون هو رائدنا و الله امرنا بذلك ؟ واعطانا سراجا منيرا ؟ لماذا لا نستضيء بنور هذا السراج الالهي ؟ حتى في قبول ما ورد و نـُسب للرسول ؟ لا ان نكتفي بالثقة بالرجال ! وكأنه ليس لدينا قرآن منير يُعرض عليه كل شيء !


بمنطقك هذا ستنكر حتى القرآن إذا تعارض مع عقلك كما فعلت مع السنة فتنكر تكلم عيسى عليه السلام في المهد مثلا أو تنكر عصا موسى، مع أن الأولى أن تسلم و لا تكذب بما لم تحط بعلمه، كالذي أنكر فقأ موسى عين ملك الموت، و أحاديث كثيرة بدعوى أنها تنافي العقل، إن هاهنا محك تصديقك بالوحي و هل ستؤمن به و تسلم أم تنكر و تتعامى مع علمك بأن الله قادر على كل شيء، و لك في هذا الحديث عبرة إن شاء الله :
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله بقرة تتكلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وما ثم أبو بكر وعمر أي لم يكونا في المجلس شهد لهما بالإيمان بذلك لعلمه بكمال إيمانها.



ونسأل الله ان يلهمنا الرشد جميعا ، والاعتصام بحبله و وحيه والعروة الوثقى الوحيدة التي لا انفصام لها .. وجزاك الله خيرا ..


اللهم آمين

قال الله تعالى : وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ

الشهادة على الناس لن تتأتى إلا إذا كنا أمة وسطا نرحم الخلق و نصدع بالحق و ننزل الناس منازلهم. هكذا ساد الإسلام.

إلى حب الله
04-25-2013, 04:42 AM
جزا الله خيرا أخي ابن سلامة على ما كتب ووضح ...
والحقيقة أني انشغلت - وما زلت - في أمور كثيرة نسأل الله تعالى العون والرشاد ...

ولم يتبق لي إلا وضع بعض النقاط على الحروف لتوضيح حقيقة ما جاءنا به أخونا الوراق وما خلط به الحابل بالنابل كما يقولون ..
فأقول في نقاط والله الموفق :

1...

كثير من الاحاديث تحتاج الى جهود العلماء ومقارنتها بالقرآن ، وأنت من العلماء كما تؤكد كثيرا !

أقول : الأصل في الأحاديث هو أنها لا تخالف القرآن .. إلا في حالات شاذة جدا - إذا استبعدنا الأحاديث الضعيفة والموضوعة أصلا - وعليه : فنظرتنا لصحة الأحاديث : هي غير نظرتك .. فأنت تعرض الحديث على عقلك المحدود - مثل المعتزلة ومنكري السنة والعقلانيين زعموا - فما وافق منها تفكيرك واتجاهاتك وآراءك ومنتهى علمك : صححته وأخذت به - بغض النظر عن صحة سندها من عدمه - وما لم يوافق منها ذلك ضعفته وشككت فيه - وكما فعلت وسأبينه للقاريء - !!!!..

والأمر الثاني والأهم : أنا لست بعالم .. ولا أصلح حتى لأكون ظفر عالم !!!..
ولا أعلم من نفسي موضعا في كتاباتي ومواضيعي ومشاركاتي ادعيت فيه ذلك !!!..
بل أقصى ما يمكن وصف نفسي به أني طالب علم أو طويلب علم : هكذا أنا وإلى أن أموت ...
وأما مسألة أنه لدي علم : فنعم .. لدي علم من طلبي للعلم .. ولا أتحدث فيما لا أعلم مثلك ...
ولا أفتري في عقيدة الإسلام بهواي ورأيي وأرمي بآلاف تقريرات القرآن والسنة والعلماء والسلف عرض الحائط بكل بساطة !

2...
قبل استعراض كلامك الذي تلونت فيه كثيرا بغير داع : أحب أن أوضح لك مسألتين والفرق بينهما حتى ترتاح ..
الأولى :
وهي أن وصف الكفر هو وصف عام لكل من لا يصلح وصفه بمسلم !!!!..
فأنا عندما أسألك عن نصراني : هل هو مسلم ؟؟..
فليس من العقل أن تقول لي لا أعرف : في حين أنه (((((بنفسه)))))) يقول لك أنا نصراني !
اللهم إلا إذا كنت من جماعة : لا نرى لا نسمع لا نتكلم !!!..
فإما مسلم وصفا .. وإما كافر ...
حتى النصراني الذي لم تصله دعوة الإسلام أصلا : فهو كافر إذا لم يكن موحدا بالله ..
هذه من البديهيات التي يمكن استنطاق عشرات الآيات والأحاديث بها ..
لأنه يتعلق بها حقوق وعبادات .. مثل الدفن والمواريث والزواج والكفارات والقصاص أو الديات إلخ ..
فهنا الوصف الظاهر : لازم له التبيين ..
فإما وصفه أنه مسلم في الظاهر - حتى ولو كان منافق في الدرك الأسفل من النار - ..
وإما وصفه أنه كافر في الظاهر ..

وأما المسألة الثانية :
فهي أننا لا نحكم لأحد على التعيين (وبالاسم) بجنة أو نار : إلا ببينة ظاهرة من كتاب الله وسنته ..
وأما الحكم على أفعال معينة بأنها كفرية أو شركية : فهذا لا شيء فيه طالما كان عاما ولم يتعين فيه أشخاص ..
ومرة أخرى - حتى نفهم - :
لا يعني وصف كافر : أنه يكون حتما من أهل النار !!.. فقد يكون ممن لم تصله رسالة الإسلام ولا حجته ..
وقد يكون كافرا في الظاهر : مسلما بينه وبين ربه - قساوسة ليسوا بالقليل هم من هؤلاء ويخشون بطش الكنائس -
وهكذا ...

وأما أنت أخي الوراق : فخلطت الحابل بالنابل !!!..
وعندك معضلة أساسية : صرت تستحيي من ذكرها ( صراحة ) و (بوضوح ) لما كشفناها عليك :
فصرت تحوم حولها بدلا من التحدث فيها مباشرة !!!.. ألا وهي :

ادعاءك أن عمل الخير من الكافر يدخله حتما الجنة !!!!..
فلما واجهناك :
تنزلت وجعلت الكافر الذي في داخله خير : للدرجة التي يقبل بها الإسلام !!..
أقول :
ونحن لم نقل إلا ذلك ..
لأنه ليس لنا أن نحكم بتحريم النار على كافر !!!.. ولكن لن يبقى فيها من الموحدين المسلمين أحد إن شاء الله : حتى ولو لم يفعل في حياته خيرا قط !!.. واقرأ الأحاديث لتعرف !!!..
إذا :
الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح : يُنجيان .. ولكن :
الإيمان بالله شرط : لا يعدله بأي حال من الأحوال العمل الصالح - وإن كان مطلوبا وسيحاسبنا الله عليه - ..

انظر لقول الله تعالى جيدا في سورة الجاثية :
" أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون " ؟؟!!..

كان مقتضى المقابلة في الآية : أن يكتفي الله تعالى - وعلى رأيك - بذكر عمل الصالحات : في مقابل اجتراح السيئات ..
هذا لو كان الفيصل والكلمة العليا لعمل الخير كما ادعيت في مقالك الأصل !!!..
ولكن ...
انظر كيف قدم الله تعالى كلمة " آمنوا " هنا وقبل أن يذكر عمل الصالحات ؟!!!..
رغم أن اجتراح السيئات قد يقع من مسلم ذلك !!!..

فإذا فهمت ذلك : لاستطعت تتبع أمثاله في أكثر من موضع في القرآن ...

3...
والآن ...
تعالى نستعرض معا بعضا من أخطاءك وتخليطاتك التي امتلأ بها ردك للأسف وتحتاج كلها لتعقيب وكما فعل أخونا ابن سلامة !!..


أليست العقيدة تتضمن الا نحكم على المعيّن بدخول النار ؟

إذا جئتني بنصراني فسألتني : هل هذا كافر ؟؟..
فسأسأله : هل تؤمن بأن الله هو عيسى ابن مريم أو أن الله ثالث ثلاثة ؟؟.. هل تؤمن بالنبي محمد رسولا ؟؟..
فإن أجاب بكلمة الكفر : صار كافرا بأمر الله وحكمه : لا بأمري أنا ولا حكمي أنا : ولا تفتئت على الله يا أخ الوراق !
فإذا سألتني : هل هو في النار ؟؟؟..
سأقول لك - وأمامه لأن ديننا دين ترهيب كما هو ترغيب - : نعم هو في النار : إذا مات على كفره ..
ومن جديد : هذا ليس كلامي أنا ولكن :
كلام الله وآياته الصريحة التي صار يستحي منها عبيد حقوق ( الآخر ) و ( التسامح ) إلخ !
وليس أمامك هنا إلا شيئين ..
إما أن تذعن للحق وتعترف بخطأك وخطأ كل ما لففت ودرت حوله !!!..
وإما أن ينزغك شيطانك لتأويلات القرآن مثل منكري السنة وأشباههم للانتصار لخطأك ..!
وذلك لأن الآيات في هذا وذاك كلها صريحة لا تحتاج لشرح في مصير الكفار والمشركين إذا ماتوا على كفرهم وشركهم !
" إن الله لا يغفر أن يشرك به : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء !!.. ومن يشرك بالله : فقد ضل ضلالا بعيدا " !!!!..


لأن هذا بيد الله وليس بأيدينا ؟ والله ليس مأمورا عندنا يُدخل في النار من نقرر له حاشاه !

نعم .. ولكننا مأمورون بالحكم بما حكم به الله : ولا نستحيي منه من أجل ( عيون النصارى ) !!!..
فديننا كما فيه ترغيب : فيه ترهيب لعصاة المسلمين : وللكافرين والمشركين ..
وكما أنه يأتي الترغيب بالثمرات مع نوع من الناس .. فكذلك يأتي الترهيب بالثمرات للنوع الآخر ..
"والله يعلم : وأنتم لا تعلمون " !!!..
وها هم أتقى خلق الله وأعرفهم به : يقول عنهم الواحد الديان سبحانه :
" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات : ويدعوننا رغبا ورهبا : وكانوا لنا خاشعين " ...


إنه هو يبدئ ويعيد وفعال لما يريد ، وهو ادرى بعباده منا .. يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء ..

ولأنه هو الأدري بعباده : فهو الذي كفرهم : لا أنا ولا أنت .. ومن كمال العبودية عدم معصيته فيما أمر ولا الالتفاف حول أحكامه مثل اليهود وتلاعباتهم في العقيدة والشرع ..!!


وقال (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) .. لاحظ مع اتـّصافهم باليهودية والنصرانية والصابئة ، و لا تقل انهم اسلموا ، فحينها سيسمّون مسلمين .. الله مع الخير .. قال تعالى (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ، اذن المهم هو الخير ، و افضل الخير هو رسالة الله و وصيته وهي الاسلام خاتم الرسالات ..

ما شاء الله على الفهم القرآني البديع !!!!..
الله ذكر في الآية : " النصارى " .. ثم قال بعدها مباشرة : " من آمن بالله " !!!.. وأسألك : هل النصراني المؤمن بالثالوث (والذي كفره الله في القرآن) : هو نفس ذلك النصراني المذكور في الآية بإيمانه بالله ؟!!!.. " ما لكم : كيف تحكمون " ؟!!!..

فإن قلت أنك تعني أن هناك نصارى يكفرون بالتثليث ويؤمنون بالله فقط : أقول لك : إذا عرفتهم بذلك : فحُق لك ساعتها وصفهم بالمؤمنين .. فإن عرضت عليهم الإسلام وكفروا ولم يؤمنوا بالنبي بعد ظهور حجة الدين عليهم : عادوا كفارا .. وصار مثلهم مثل اليهود الذين يعرفون الله ولكن يكفرون بالنبي محمد والإسلام وما زالوا ينتظرون نبيا خاتما تفصيلا منهم - أي من بني إسرائيل - !!!..

فالعبرة ليست بمعرفة الله أو الإيمان بوجوده .. فهذه تنفع من لم تصله رسالة الإسلام ولا حجة الإسلام ..
ولكن العبرة فيمن تنافح عنهم بمثل مقالك هذا وتريد أن تسوي بين من لم تصله رسالة الإسلام : وبين من وصلته فرفضها !!..
فتريد أن تدخله الجنة (( بالعافية )) !!!..

أي ذل هذا ؟!!!..
ذل والله وأي ذل !!!!!!!..
أليس الكافر هو الذي ارتضى الكفر لنفسه بعد أن جئته بالحق ؟؟؟..
هل صار عليك أن (( تنقب )) عن حسنات له وصالحات لتدخله الجنة متساويا مع المؤمنين بالعافية ؟!!.. وتقول لي الخير أولا ؟!!..
يا أخي اتق الله !!!!..
" وقل الحق من ربكم .. فمن شاء فليؤمن : ومن شاء فليكفر !!.. إنا أعتدنا للظالمين نارا : أحاط بهم سرادقها .. وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه : بئس الشراب وساءت مرتفقا " !!..


الايمان بالله وحده لا يكفي ، بل لا بد من عمل الصالحات ، والعقيدة وحدها لا تكفي ، بل لابد من عمل الصالح ، و الصالح يعني الاخلاق ..

حسنا جدا .. وأنا لن أقول لك أن الإيمان أعلى من الصالحات - وهو بالفعل أعلى منها وشرط دخول الجنة أصلا - .. ولكني سأفترض جدلا أنهم متساويين - فقط تنزلا معك - : ولن أطالبك ساعتها إلا بأن تعكس كلامك : فتضع الإيمان بدل الصالحات .. فماذا يصير الكلام ؟؟.. اقرأ معي :


عمل الصالحات وحده لا يكفي ، بل لا بد من الايمان بالله ، والعمل الصالح وحده لا يكفي ، بل لابد من عقيدة ، والعقيدة تعني الإسلام ..

" إن الدين عند الله : الإسلام " !!.. فدوما كان دين كل الأنبياء هو الإسلام والتوحيد والتنزه من الكفر والشرك ..
فهل نصارى اليوم الذين تنافح عنهم و ( صعبانين عليك لدرجة تحريف عقيدتك ) : هم كذلك ؟؟.. هل هم مسلمون يا أخ الوراق ؟!
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا : فلن يُقبل منه !!.. وهو في الآخرة من الخاسرين " !!..


الناس على نوعين : مختار للخير و مختار للشر ،

يقول الله تعالى : " هو الذي خلقكم .. فمنكم كافر .. ومنكم مؤمن " !!!!!..


لهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام) ،

لاحظت في أكثر من مرة اقتطاعك للأحاديث وآيات القرآن ..
وتكملة الحديث لمن لا يعرف - لأنه بإطلاقه هكذا يوحي بأن الممدوحين هنا في الجاهلية لم يدخلوا الإسلام ولكن مقصوده معاصرتهم للإسلام - :
" خياركم في الجاهلية : خياركم في الإسلام : إذا فقهوا " ..
والمعنى :
أن خيار الناس أخلاقا في الجاهلية - أو في غير الإسلام إذا عممنا المعنى - :
يكونون من خيار الناس إذا دخلوا الإسلام واعتنقوه بشرط : أن يتفقهوا في دينهم لينخلوا عاداتهم وأعرافهم فيبقون الجيد : ويستبعدون منها ما يتعارض مع الإسلام ..


و اي شخص فيه خير ويبحث عن الخير ويـُتـَبلـّغ الاسلامَ من جوهره وليس من مذاهبه و فروعه ، ثم لا يقبله ولا يحترمه على الاقل ، فهذا ليس فيه خير ؛ لأن الاسلام يأمر بالخير ، فلماذا يرفضه و يعانده و يعتديه ؟ وهو يحب الخير ؟ إلا ان يكون في الامر لبس ..

عم النبي أبو طالب : فعل الكثير من الخير للنبي وحماه من قريش كثيرا وساعده إلخ إلخ - غير تربيته له من الصغر مع أبنائه - .. وكل ذلك - حسب ميزانك - هي من أعمال الخير .. فهل نفعته بشيء مع كفره بالله واستكباره من قومه أن ينطق بالشهادتين ؟؟!!..
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ...
أين ذهبت آية :
" ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم " ؟!!!..
هي الآية خطأ ؟؟؟..
أم أن الأحاديث الصحيحة خطأ ؟؟..
أم أن فهمك لمعنى الخيرية هنا : هو الذي كان خطأ ؟؟!!!!..

بالتأكيد نحن نتهم فهمك أنت : ولا نتهم القرآن ولا السنة الصحيحة ...
ولو أخذ لدين يتلون مع قدرات تفكير وفهم كل واحد على حدة : لصار الدين زلابية !!!!..
أليس هذا هو عم النبي الذي قال فيه الله تعالى ومثله :
" إنك لا تهدي من أحببت : ولكن الله يهدي من يشاء " ؟!!!..


محب الخير باحث ٌ عن الخير ، والدين عند الله الاسلام ، اي اسلام العبادة والنسك واسلام الحياة والممات لله رب العالمين ، و ليس فقط العبادة .. (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) .. والدين في اساسه اخلاق وليس عقائد مفرّغة من الاخلاق .. وعقائده اخلاقية ، والانسان لا يفهم الا بالاخلاق ، فهل قـُدّم له الاسلام على هذا الاساس و رفضه ؟ اذن سيكون رافضا للاخلاق ، ورافض الاخلاق سيرفض الدين الحق بلا شك ، وسيكون في سلوكه مساوئ اخلاق اخرى ، ليس فقط رفض الاسلام الحقيقي ، مثلما وصف القرآن الكفار بمساوئ اخلاقية متعددة و ليس فقط الكفر ..

بعيدا عن الشطحات الخيالية ومسلسل جلد الذات : ائتنا بأحد الذين تتحدث عنهم : لنتحدث نحن معه ونرى صدق ما تفترضه من خيالات عن جوهر الإسلام !!!..
الإسلام يدخل فيه أناسٌ فقط : لصفاء عقيدته وتوحيده .. وكما يدخل فيه أناس لسمو أخلاقه وواقعيتها وصدقها ..
ولا تحاول محاولاتك المتخبطة في قول ما تريد على استحياء ..
النصارى كفار ..
ولو ماتوا على شركهم هم في النار ..
وتذهب كل أعمالهم من خير أو غيره : هباء منثورا ..
هذا ليس كلامي ولا كلام فلان وعلان من ((((( المتشددين والمتحجرين والمنغلقين وكارهي الآخر ))))))
هذا كلام رب العالمين سبحانه في كتابه : وهو أوضح من الوضوح - لأنه لا أظهر في القرآن من آيات العقيدة - ..


كثيرون يرفضون الاسلام لأنه يـُقدَّم لهم على شكل مذهب من المذاهب و فهمُ اشخاص معينين و اجتهادهم أو تشددهم في بعض النواحي ، ويـُلزَم بدقائق هذا المذهب التي قد يعترض على بعضها ولا تعجبه ، ويُقدّم له الفقه والعقائد قبل الأخلاق .. و لم يقدّم له جوهر الاسلام نفسه الأخلاقي والمنطقي ..

كثيرون يدخلون الإسلام من أجل نقاء عقيدته وتشريعه .. وحتى لو أوقعهم حظهم في أن يدخلوا الإسلام من عن طريق أحد المذاهب الباطلة : فهم معذورون لو لم يعلموا الحق .. وأما الغالب : أنهم بعد فترة وقراءة في القرآن والدين : يعرفون موضع أقدامهم فيتركون الباطل إلى أقرب الفرق إلى الحق .. حتى ولو من غير فرقة - أي لا يتسمون بشيء وإنما يكفيهم وصف المسلم -


أما الحكم عليه بدخول النار حتما فهذا ليس من شأننا ، لأن الله ادرى بعباده .. و لسنا نحن من يحاسب الناس ، و هذا تدخل في شؤون الله ، وهو تدخل غير اخلاقي ..

نحن لا نحكم لأحد بعينه واسمه أنه في النار : إلا لو مات على كفره أو شركه بعد وصول رسالة الإسلام إليه وحجته : فرفضها - ومهما أتى من أعمال خير في الظاهر - ..
إن كان لديك اعتراض على هذا الكلام - اعتراض صريح بغير لف ولا دوران - فهاته ..
وإن لم يكن :
فالموضوع منتهي لكل من يعرف ألف باء قرآن : ولم يتعمق في برامج اليونسكو والدعاة الجدد لدعوة ( الآخر ) للإسلام على حساب خراب عقيدة العوام !!!..


و الذين دخلوا الاسلام بدون فتوح دخلوه بأخلاق الاسلام ووضوح نظرته ..

مممممممممممم ...
والعقيدة ..
دخلوه للعقيدة أيضا : لا تنسى بارك الله فيك ...
فهم لم ينتسبوا لحركة الواق الواق للنهوض بالأخلاق !!!..
هم انتسبوا لـ ((( ديـــــــــــــن ))) ..
ودين يعني : عقيدة ..
فانتبه ..


ثم كيف وصلت الرسالة إليه ؟ هل الوصول المشوه و الغير اخلاقي تعتبره وصولا ؟ الله تكلم عن كفار قريش لأن الرسالة وصلتهم وصولا أمينا من خلال نبيه وأصحابه الذي بين لهم الرسالة بعد ان تعامل معهم وجرّبهم ثم حـُكـِم بكفرهم ، وكفروا بها واستيقنتها انفسهم .. لاحظ ان القرآن لم يحكم بالكفر على غير من احتكّ بالرسول والصحابة ، ولا توجد اية تكفـّر كل أمم الأرض الأخرى .. كل الذين وصفهم الله بالكافرين هم قوم تعاملوا مع انبيائهم ، و ثبت سوء اخلاقهم وشرهم وحاربوا الانبياء وقتلوهم واعتدوا عليهم .. ولا ينبغي لنا تعميم كلمة "كافر" ككفر ابي لهب وابي جهل وفرعون وهامان على من لم يفعل فعلهم ولم يرد ردهم ولم يـُتبلغ تبلغهم ، والقرآن لم يقل : كفرت الروم او كفرت الفرس او كفرت الصين ..

درر يا إخواتي درر !!!..
يعني شارون مش كافر يا أولاد عشان ما عاصرش النبي ؟؟.. ما شاء الله ..
وشنودة كمان ؟؟.. كويس كويس ...
وكل الكفار من بعد موت النبي ما لهومش أي حاجة تكفرهم ؟؟.. يا صلاة النبي أحسن !!!..
أمال احنا ما بنجوزش بقا أخواتنا وبناتنا للكفار ليه ؟.. أقصد المسلمين الكفار ؟؟.. يووووووووه .. أقصد المسلمين اللي من النوع اللي يقصده أخونا الوراق !!!..
اللي هما مسلمين ومش مسلمين دول ...

ياااااااااااااه .. دي حاجه أوريجينال خالص ..
دانتا يا بني ثورة لوحدك ...!


انت تعلم ان الاسلام يتعرض لحملة تشويه في العالم ، من الخارج ومن الداخل احيانا .. فلهذا لا يجوز الحكم العام الجزافي ..

الجزافي بتاع ليبيا مات خلاص .. وأما التشويه : فواضح بصراحة من الذي يقوم بالتشويه نيابة عمن !!..
هم يلقون بذور الفساد :
فيلتقطها أهون القوم دينا وعلما بالشرع ..!!
واصل .. وصلكك الله ..


انظر الى وصف الكفار في القرآن ، ولنتقيد به . القرآن يصف الكفار بالاعتداء والرياء ومنع الماعون والكذب والتكبر والظلم والاثم والنظرة المادية وقسوة القلب الخ ذلك .. و كلها من صور الكفر الأخلاقي ،

ياااه ؟؟..
يعني نفهم من كده إن القرآن ما كفرش حد على عقيدته خالص ؟؟؟!!..
والله أنا زهقت وملينت من نسخ وكتابة الآيات اللي بالعشرات ...

ممكن سؤال إذا سمحت ..
هو حضرتك آخر مرة قريت فيها القرآن كانت إمتى ؟؟؟!!!!!..


والكفر ياتي دفعة واحدة ؛ لأن الاختيار واحد من اثنين لا ثالث لهما ، والكفر هو سوء الاخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. فإذا رايت شخصا لا يكفر بحق الناس و لا بحق المخلوقات ويكفر بحق الله ، فهناك لبس في الموضوع وسوء فهم وسوء توصيل ، أو ان يكون غير صادق في تلك الاخلاقية ..

والله ولا اتنين ولا تلاتة ..
أنا أعرف إن دعوة الأنبياء كلهم في القرآن لأقوامهم كانت كلها عن لا إله إلا الله : والأخلاق بعد ذلك تبع ..
وأعرف إن كفر النصارى كان من النوع اللي ربنا قال عليه - ومش الأخ الوراق الذي أراد حصر الكفر في الأخلاق السيئة - :
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " ..!!
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " ..!!

وأما باقي تفصيلاتك لتحوير كل ظاهر القرآن عن مراداته : فاحتملها أنت على نفسك : ولا تقحمنا معك فيها !
يمكنك أن تقول أن الكفر هنا هو كذب على الله : والكذب من الأخلاق السيئة : إذا الكفر عاد إلى الأخلاق السيئة ..
هذا جميل ..
ولنا الظاهر من غير دخول في التفاصيل وإلا : فلن يصير هناك مسلم وكافر ..
وإنما الكل ساح مداح ما شاء الله ..
وهذه هي العلمانية الجديدة في ثيابها ( الإسلامي ) بكل تأكيد ......................!


علينا ان نصلح انفسنا ونكون قدوة ونحسّن من اسلوب تبليغنا قبل ان نوزع التهم على الناس قال الشافعي رحمه الله : (نعيب زماننا والعيب فينا) .. فنحن مسؤولون ايضا امام الله ، أما ان نكون أشرّ أمة في كل الامور ، نتعادى فيما بيننا ونتهم كل من لا يسلم بأنه كافر و سيء ،

فعلا .. علينا أن نختار اسما جديدا للكفار دول ..
أكيد الأخ وراق ومن بنفس تفكيره بقوا يتضايقوا من الكلمة دي في القرآن ..
إيه رأيك نشطبها ؟؟..
نشطبها ؟؟.. تدفع كام ؟؟؟..

سؤال تاني إذا سمحت وعلى غرار سؤالي الأول : إنت بتقرأ القرآن فأقول :
هل انت بتقرأ الكلام اللي بتكتبه : بعد ما تكتبه ؟؟؟...
بالله عليك :
نخرج إيه من جملتك الجبارة دي :


ونتهم كل من لا يسلم بأنه كافر و سيء

أقول : ولو كتبتها " نتهم كل غير مسلم " : لكان لها مصرفا بالتأويل على مضض .. لأنه قد لا يكون بلغه الإسلام : وهو موحد في قلبه ولم نعلم ذلك منه بعد " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم " ..
أما صيغتك حتى اللتي كتبت بها كلامك :
فتؤكد أن من يرفض الإسلام : لا يجوز لنا وصفه بالكافر أو السيء !!!!!!..
ولا أعلم ماذا يتبقى ضد هذه الأوصاف إلا مسلم وجيد !!!!!..

يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه !!

كثير هم من شباب الإسلام من امتلكوا أقلاما موهوبة ولكن :
سرعان ما تتكشف لنا حقيقة جهلهم بالدين وغرورهم برأيهم على حساب الدين - مع حسن نيتهم - !
فلا نقول إلا :
" الحلو لا يكتمل " ؟!!!..

خسارة أخي الوراق والله خسارة ...
كنت أحسبك على شيء ..

وأي شيء يمكن أن نمرره لك من هفوات : إذا كانت العقيدة لديك وأصولها مختلة ؟!!!!..
والله الحذر الحذر مما تبثه من كتابات هنا أو في أي مكان آخر ..
والله المستعان ..


فنحن هنا نضع عيوبنا على الآخرين .. قال تعالى : (كنتم خير امة اخرجت للناس) ، لا بد ان نكون خير امة ، ولن نكون كذلك حتى نامر بالمعروف وننهى عن المنكر ، والمعروف هو ما تعارف كل البشر (مسلمهم وغير مسلمهم) على حسنه ، والمنكر ما انكره البشر كلهم (مسلمهم وغير مسلمهم) اذا استثنينا اصحاب الاهواء .. هكذا يجب ان ننطلق : من المتعارف على حسنه عالميا ..

كل كلامك عن التلطف في الدعوة وحسن الأخلاق وخيرية الأمة :
هو تحصيل حاصل ..
ولا أعرف لماذا تعيده وتكرره لنا ؟؟!!..
وكأننا ننادي بضده مثلا !!!.. فنقول ادعوا الناس بخشونة !!..
ولكن أن يراد بذلك : التلطف على الدوام ؟؟.. وخفض الجناح لكل مبتدع ضال أو كافر محتل طوال الوقت تحت ستار دعوته بالحسنى ؟؟..
فعذرا أخي .. لكل مقام مقال .. وللين زمان وللشدة زمان ..
والأمر أشبه بقولهم : " من لا يغار .. فهو حمار " !!!!..


وآية (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) تثبتان الدين اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. لهذا سماه الله المعروف والمنكر .. اي دين الخير و رفض الشر .. والخير اخلاق ..

هذه وجهة نظري واجتهادي ..

أحيي فيك قدرتك العجيبة على القفز بالمعاني على الكلمات لتلبسها ما شئت وقتما تشاء ..
بالتوفيق .. موهبة فذة بالفعل .. ولكنها لم تعد نادرة ..
أغلب فرسان المدونات الكفرية والمذاهب الباطلة يجيدونها وخصوصا على الفيسبوك ..
لا تحزن ..
ستتوالى عليك مواهب أخرى جديدة عليك تباعا : ما دمت مستمرا في هذا الطريق ..
واصل واصل ...

شويه شويه نمنع الجهاد ونمنع الحدود ونمنع القتل بالحق لأن : الدين أخلاق !!..
وإذا سأل سائل : ما دخل هذا بذاك لقلنا له :
اسأل أخينا الوراق !!!..

ممممممممم .. (( أخلاق )) .... (( وراق )) ... يمكن ده السبب ؟؟؟...
لا لا .. خليننا في الموضوع حتى لا نتشتت ..

الرد :
انت تقول ان الاسلام دين يرعى الاخلاق والنيات الحسنة ، فكيف تجمع بين هذا وقولك :


أليس هذا تناقض ؟ ألم يقل الله : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فاؤلئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ؟ ألم يقل سبحانه وتعالى : (ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم) ؟

مر الرد عليه .. والتناقض هو في فهمك أنت للقرآن .. وليس في دين الله تناقض ..


ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام : (اتقوا النار ولو بشق تمرة) ؟

هل قالها للكفار ؟؟.. للنصارى ؟؟؟..
أم قالها للمسلمين وفي موقف كله مسلمين ؟؟؟..

حتى المرأة التي دخلت الجنة بسقيا كلب : كانت بغي من بني إسرائيل !!.. أي مؤمنة في زمانها ..
فغفر الله لها زناها بشكر الكلب لها !!!..

الأصل هو الإيمان أولا - وقبل عمل الخير - يا أخ الوراق ..
لا تنسى بارك الله فيك ..
وضع الكلام في سياقه ...


الم يقل سبحانه (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ؟

جميل جدا مثل هذه الاستشهادات لتعميمها على ما يصح وما لا يصح ..
وبنفس الطريقة يمكننا النظر للآية التي تسبقها مباشرة فنستغل تعميمها أيضا - لو أني علماني أو ليبرالي متأسلم - فأقول :
" ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " ..
على هذا تكون الممثلة فلانة وصبرها على أدوار الإراء لها الأجر الحسن ؟؟..
وصبرها في حر الظهيرة وهي تمثل المشهد الفلاني عشرات المرات قبل أن يقبل به المخرج ؟؟..
حياة صعبة الصراحة - كل الناس لهم صبرهم - ...
وكذا اللصوص وصبرهم .. والطواغيت وصبرهم .. والكفار وصبرهم - أعرف نصرانيا صابرا منذ 20 سنة على أمنية رؤيته للمسيح في المنام على أنه الله -
وأهو كله صبر .. وطالما الآيات عند الأخ الوراق مفهومها عام ..
وما دام الكل واحد بقا ..
فاحنا هانضيق على واسع ليه ؟؟..
خلي الناس تعيش كلها مبسوطة ..
كل الناس رايحه الجنة ..
ومش عارف الصراحة مين اللي اتبقوا يروحوا النار ؟؟!!..
لأن أصلا معظم أهل الأرض في كل العصور هم على أديان - سواء أديا حق أو وثنية وباطلة - !!..
" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " !!..
" وما أكثر الناس ولو حرصت : بمؤمنين " !!!..

آه .. نسيت ..
أكيد الآيات دي كانت خاصة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ..
وكأنه كان زار كل العالم في وقته وأقام على الملايين الحجة على مفهوم الأخ الوراق !!!..
يا جماعة حد يشوفلنا قلم نعلم بيه آيات الإيمان والتكفير اللي خاصة بزمان النبي ( بس ) : واللي عامة لكل زمان - ولا أعرف ما هي التي تبقت لتكون عامة أو لتصلح أن تكون عامة : أمام تأويلات الأخ الوراق التي ما تركت أخضرا ولا يابسا إلا وأتت على معناه فقلبته ! -


ألم يمتدح قسيسين ورهبانا من المسيحية و وصفهم بأنهم لا يستكبرون ، و هم على دينهم المسيحية ؟ (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) ؟ مع أنهم لم يعلنوا إسلامهم .

القرآن أكمل من أن يظلم الناس مدحا يستحقونه ..
وقلما تجد الله تعالى ذكر ذما لأهل الكتاب - يهود أو نصارى - : إلا وامتدح طائفة منهم ..
" ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون " ..
" فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين " ..
وهكذا ..

وهذا مما يُحسب للإسلام والقرآن .. ويستحق التقدير من كل عاقل .. ولا يستحق الاقتطاع من السياق للإيهام بمعاني باطلة وإلا : أين بقية الآية ؟؟؟..
وإليك الآيات من سورة المائدة : وبالترتيب والأرقام :
وأدعو كل قاريء ((مسلم)) للتأمل فيها : لأنها تحمل هدما لكل ما حاول الوراق بنائه :

82 : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " ..
يبقى أول صفة تنطبق على أولئك الأقرب مودة لنا أن فيهم قسيسين ورهبانا لا يستكبرون ..

83 : " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " ..
دمع + إيمان + شهادة بصدق الإسلام والقرآن .. فهل نجد مثل كل ذلك مع كفار الأخ الوراق الداخلين الجنة بتثليثهم لأنه : قد أعطاهم صكا إذا فعلوا الخير : أن يقذفهم في الجنة رأسا ؟!!؟..

84 : " وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين " !!!..
يعترفون بأن ما جاءهم هو الحق .. فهل نجد ذلك مع كفار الأخ الوراق الذين يستحي من وصفهم بالكفار كما وصفهم الله ؟!!..

85 : " فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين " ..
إذا : الجنة جاءت هنا مع الإيمان والعقيدة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!.. لما آمنوا وصحت عقيدتهم : أثابهم الله الجنة ..
أما كفار الأخ الوراق : فربما لهم عرض آخر فيه ديسكونت .. وهو دخول الجنة بعمل الخير فقط (ولو بشق تمرة رخيصة) بلا إيمان بلا بتاع .. خليك في المضمون .. دين السلام العالمي : دين الأخلاق وكفى .. بالتوفيق ..

وأما في مفارقة ذات مغزى : فتأتي بعد هذه الآيات : آية أخرى توضح لنا معكوسها من الذين كفروا بالإسلام والحق ..

86 : " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم " !!..
لا تعليق ....


فالاسلام يقدّر الخير مهما قل وهو راعي الخير والسلام العالمي .. والله يبارك ايضا ويـُضاعف كل ما كان صافيا وخالصا لله و بنيّة الخير ..

خالصا لأي الله بالضبط ؟؟؟..
الله الثلاثة في واحد ؟؟.. أم عيسى الناسوت أو اللاهوت ؟؟.. أم الله اليهود الذي لا يعرف إلا هم وكل من دونهم حيوانات ؟؟.. أم الله النور في مقابل الظلام عند الوثنيين وعباد الشمس ؟؟.. أم أي الله بالضبط ؟؟..

اثبت العرش أولا ثم انقش يا أخ الوراق !!!!!..
وكما يقال :
(( التخلية : قبل التحلية )) ..

" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " ..
خلي قلب الكافر وأفرغه أولا من الكفر والشرك : ثم حله بعد ذلك بالأخلاق كما شئت .. سواء كان لديه منها بالفعل أم سيكتسبها من الدين ..!!
يجب أن يكفر الكافر بطاغوته أولا : وقبل أن يدعي الإيمان بالله .. وإلا هو كمن يسكب اللبن على الوساخات في نفس الوعاء قبل أن ينظفه !!..



أما أعمال الذين ثبت كفرهم الخيرة فلم تكن للخير ولا للانسانية ، لهذا هي كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف .. فالله قدّم اوصافهم الاخلاقية السيئة ، مثلما ان الخير يأتي مجتمعا فكذلك الشر يأتي مجتمعا ، والانسان الخيّر تجده خيرا على طول الخط وإن أخطأ تلمّس الخير وبحث عن الافضل .. والانسان السيء تجد كل اخباره سيئة ، وإن عمل شيئا من الخير فهو غريب عليه ..

مفهوم الخير عندك يحتاج لتأصيل وبيان .. ويمكنك أن تأخذ عم النبي كمثال لتشرح لنا عليه ما تريد ..


الرد :
وما هي العبادة ؟ اليست عمل خير ؟ اليست شكرا لله و للناس ؟ (أن اشكر لي ولوالديك) ؟ الم يقل الله تعالى (إنا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا) ؟ و الشكر من الاخلاق ، والشاكر هو العابد ، اليس كذلك ؟ لأن الله وضع الشكر في مقابل الكفر .. انت تريد ان تفصل بين الاخلاق والعبادة .. و العبادة لا تـُفهم ولا تفيد حتى تـُنظر على انها اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات ..

العبادة في مفهومها الواسع : هي الطاعة لله خوفا وطمعا ..
والإسلام : هو التسليم لأوامر الله ونواهيه ..
ومن طاعة الله والتسليم له : أداء العبادات كما أمر .. والإحسان للناس وتحسين الخلق ومكارم الأخلاق ..
ولا فصل بين ذلك كله ..

ولكن من العبث محاولتك أنت للفصل بين العقيدة والإيمان : وبين عمل الخير :
فتجعل عمل الخير مقدما على العقيدة والإيمان !!!..
فهذا هو الذي لا سند لا لا في قرآن ولا في سنة ولا في فهم مسلم ولا عالم محترم طوال 14 قرن من الزمان :
اللهم إلا من لعب الكفار والغرب واليونيسكو في رؤوسهم !!!..


أليست الصدقة من العبادة ؟ والصدقة عمل اخلاقي ؟ الاسلام دين اخلاق وليس دين ايديولوجيات جامدة .. قال عليه الصلاة والسلام (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) .. و لم يقل : لأتمم المناسك والطقوس فقط ، مع ان المناسك هي اخلاق اصلا ، و ما الصلاة الا دعاء ، و ما الدعاء الا اعطاء الله حقه وشكره ، فأول كلمة تقولها في الصلاة : الله اكبر ، الحمد لله رب العالمين .. وما الزكاة الا اعمال خيرية .. وما الصيام الا تضحية لله وإشعار بألم الفقراء ، و لهذا يكثر الكرم في رمضان ..

محاولة استحداث فروقات لا أصل لها : هي مثل مغالطة رجل القش : أو محاربة طواحين الهواء !!.ز
فأنت تفترض أولا أشياء لا نقول بها : ثم تقضي السطور تلو السطور لتنقضها !..
ولا أدري الصراحة :
أهو فراغ وقت ؟؟..
أم رغبة في تكثير عدد سطور الكتابة ؟؟؟...
أم محاولة لتفريع الموضوع في أكثر من موضع تحمل فيهم راية تصحيح خطأ ما : لإيهام القاريء بأنك على شيء ؟!!..


الرد :
وهل تـُعارض على ان الاسلام هو افضل خيرية ؟ ألم يقل الله (ورضيت لكم الاسلام دينا) ؟ أين التناقض يا رعاك الله ؟ هل يكفي لدخول الجنة ان يكون الشخص مسلم بالهوية والوراثة بينما هو لا يحب اي خير و مع الشر دائما ؟ هل هويته كافية لإدخاله الجنة مع انه يعمل ضدها طول حياته ؟

أقول : لا .. معك حق .. ولكن دعنا نقول بالمثل :
هل أصحاب الجنة هم فاعلو الخير مع كفرهم بالله طوال حياتهم ؟؟.. جاءتهم البينات فرفضوها ؟؟.. جاءهم الإسلام وفهموه ثم تكبروا عنه وأخذتهم العزة أو استحيوا من قومهم ؟؟..
أجب ................
" إن الله لا يغفر أن يُشرك به .. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ..


المسالة ليست آلية و بالحرف بأن يكون ولد في بلاد مسلمين فأخذ البطاقة الخضراء لدخول الجنة ! الله سيحاسب السرائر ولا يحاسب المظاهر .. الله عادل ولا يحابي احدا لنشأته ، و يدخله الجنة لظروفه التي وُجد فيها رغما عنه ..

كلام جميل .. فقط أضف إليه أهم نقطة :
الله سيحاسب على العقيدة ..
لا تنساها بارك الله فيك ..
فمعظم قرآن المسلمين قد تحدث عنها إن كنت لا تعلم ...


اما من اختار الاسلام على انه افضل الخير ، فهذا هو الذي يفيده و هو الذي تحرى الرشد ، وكل هذه الامور امور لله ، فلا يحق لي ان اكفّر الناس كما يظهر لي ،

لا طبعا .. من بكره هانزل اشتري نظارة الأخ الوراق لأنظر بها للناس بنظرته لا بنظرة القرآن ولا بكلام الله الذي يستحي منه الأخ الوراق !!..


وليس الامر مهما لي أو لك كفرد ان يدخل هذا الجنة وهذا النار ، لان هناك دار حساب ، وليست الدنيا دار حساب .. وهناك كتاب في الاخرة لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ، و الله هو الذي يعرف سرائرالناس .. قال تعالى ( يوم تبلى السرائر) والسرائر غيب ، لا يعلم الغيب الا الله .. وقال (الا من اتى الله بقلب سليم) ولم يقل بعمل سليم .. والآخرة من عالم الغيب .. و الله اخبرنا انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، وحكمه العدل ، و يعلم ما لا نعلم .. المهم ان انقذ نفسي ..

فعلا ...
المهم أن تنقذ نفسك .....!


لا اعتقد ان الرغبة في تصنيف الناس تزيدنا تواضعا ، و ديننا دين اخلاق ، والتواضع من الاخلاق ، وعدم التدخل في شؤون الله من الاخلاق .. قال تعالى ( فذكر انما انت مذكر، لست عليهم بمسيطر) ، اما من يركض على التصنيف ، فقد دخل في مجال السيطرة الذي نهى الله عنه نبيه و ليس نحن فقط ..

أقول : لا أنت ولا أنا الذي صنف الناس .. إنه رب العالمين الذي تناطح أحكامه وآياته وترمي بكتابه وراء ظهرك : تنتقي منه مثلما ينتقي الشاري الطماطم !!..
القرآن جاء فرقانا :
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن : هدى للناس .. وبينات من الهدى .. والفرقان " ..
بل لشدة ظهور هذا التفريق بين الحق والباطل والظلمات والنور الذي يحمله القرآن : سُمي فرقانا إن لم تكن تعلم :
" وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس .. وأنزل الفرقان " ..!
" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده : ليكون للعالمين نذيرا " ..

وبمناسبة هذه الآية .. هل يجوز في دينك الجديد أن نخوف الكفار بالله وعذابه - وأعتذر عن تسمية الكفار بالكفار إن كان هذا يؤذيك - ؟؟.. هل يجوز أن ننذرهم عذاب الله إن هم أصروا على الكفر بعد إذ جاءهم الحق ؟؟.. أم أن هذا مش من ( البرستيج ) بتاع الدعوة ( الجديدة ) بتاعتكم ؟؟..
فصرتم تستحيون مما لم يستح منه الله وهو النذارة والترهيب في قرآنه للكافرين ؟؟؟..


لا نريد ان نكون مثلما فعلت الكنيسة في القرون الوسطى حيث كانت توزع صكوك الغفران والحرمان الكنسي ، وكأن الله غير موجود ! اذ قاموا بالنيابة عنه بمحاسبة الناس ، ونسوا انهم عبيد ضعفاء أمام الله ..

يا دي العيبة .. لا لا لا ... صكوك غفران وتوزيع جنة إيه ..
ما فيش أحسن من طريقة الأخ الوراق في الحكم على الكفار .. أنا لو كافر : لازم أشترك معاه وأخد منه تأكيد علطول إني لو عملت الخير : داخل الجنة داخل داخل - لو فيه جنة بعد الموت لأن فيه كفار ما بيؤمنوش بحياة أصلا بعد الموت ! شوف المفاجأة والمفارقة الغريبة يا أخي ؟؟.. واحد كافر بوجود الله والحياة بعد الموت وبيكذبهم ويسخر من المؤمنين : بس عشان عمل عملين خير : يخش الجنة !!.. أما عجيبه والله يا جدع ! -


ثم لماذا تحدّد العلم بجهة او بافراد معينين ؟ اليس العلم بحر لا ساحل له ؟ أليس الله يؤتي الحكمة من يشاء ؟ ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام (رب اشعث اغبر مردود بالابواب لو اقسم على الله لابره) ؟ لا تحجّر واسعا ، ولا تخصص عاما ، و باب الاجتهاد مفتوح .. والحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها أخذها ، من مشهور او غيره ..

هذا سنراه بعد قليل في محاولاتك المستميتة للطعن في حديث كبر حجم الكافر لما تقبلته قبول المكذب ..
وسنرى ساعتها فرق من لديه علم .. عمن لا يملك إلا الكلام ..


كل مسلم مطالب بان يكون عالما ، ما دام سيحاسب لوحده ، و لن ينفعه في الحساب انه قلد فلان او فلان ، لن تفيد كلمة (ضعها في راس عالم ، واخرج منها سالم) ، من يضمن السلامة من كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ؟ والله قال ( لا تزر وازرة وزر اخرى) .. وطالبنا ربنا ان نعبد الله على بصيرة ، اي بصيرتنا و ليست بصيرة غيرنا ..

كلام جميل لمن يتعلم دينه فعلا ويقرأ ويتبع سبيل المؤمنين وإجماعهم عبر القرون على العقيدة ..!
" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين : نوله ما تولى : ونصله جهنم وساءت مصيرا " !!..
" ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " !!..
وبمناسبة ذكر رسول الله هنا ..
فإليك هذا الحديث عن الغلام اليهودي الذي كان يخدمه .. والذي لو لم يؤمن قبل موته في مرضه : لدخل النار !!!..
فهل نفعته خدمة رسول الله - وأي خير - حتى ولو بأجر ؟؟..
فعن أنس رضي الله عنه قال :
" كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم .. فمرض .. فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده .. فقعد عند رأسه فقال له : " أسلم " .. فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال : أطع أبا القاسم .. فأسلم .. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " الحمد لله الذي أنقذه من النار " ......


ومن وجد حقا وعلما فكتمانه حرام .. و العلم من الله وليس من احد من البشر ، قال تعالى : (ويعلمكم الله) ، و قال : (علم الانسان ما لم يعلم) ..

وأيضا من ينشر كل ضلالة وخرافة دارت في رأسه ليتناقلها العوام ومن لا علم لهم : فهو حرام ..
ومن يأتي بالابتداع في الدين - وما أخطر الابتداع في العقيدة على غير ما عرفه المسلمون 14 قرنا من الزمان - : فهو حرام ..

يمكنك مراجعة أي كتاب في ألف باء إسلام ..


الرد :
كل الايات السابقة تدور حول الذين بلـّغهم الرسول و شاقوه و نازعوه وارادوا حربه وقتله .. أنت عممت هذه الفكرة .. القرآن ذكر مساوئهم الاخلاقية الاخرى ، و ربطها بكفرهم بالله ، وانت لم تفعل .. أنت كفـّرت كل امم الارض واحبطت كل اعمالهم وادخلتهم جهنم ! بحجة أنهم عرفوا بدين اسمه الاسلام غالبا ما يصلهم مشوها !! و كأنهم كلهم كأمية بن خلف وعقبة بن ابي معيط وفرعون و قتلة الانبياء دون ان يثبت لك سوء اخلاقهم كما ثبت عن كفار قريش و حربهم للدين ، و ترى ان هذا يخدم الاسلام ! اذا قلنا لغير المسلم : أنت كافر و مخلد بالنار ويحق لنا قتلك واخذ مالك ! كيف سيأمنـّا حتى يتحاور معنا فقط ؟

أما أني كفرت غير المسلمين : فالله هو الذي كفرهم ولست أنا ...! فحسابك عند الله ..
وأما الحكم عليهم بأنهم في النار : فيدل على أنكإما لا أو لم تفهم ..
وإما أنك فهمت ولكن لا تجد لك حجة إلا في تحوير كلامي والتقول علي بالباطل ..
فأنا لم أحكم أن كل كافر - هكذا بإطلاق - أنه سيكون في النار !!..
أنا قلت : كل كافر ::::: بلغته دعوة الإسلام وحجته : فلم يقبلها ولم يؤمن بها : فذلك في النار :
وأيضا ليس كلامي ولا كلام العالم المتشدد الفلاني ولا المتحجر العلاني ولا المتيبس الترتاني :
هو كلام وحكم الله تعالى عمن لم يرضى بالإسلام دينا وكفر به بعد إذ جاءه الحق والبينات ..

فهل كلامي صعب للغاية إلى هذه الدرجة ؟؟..
هل يمكنني أن أستخدم معه بعض الرسومات التوضيحية أو ربما لغة الإشارة كالمعاقين ؟؟..


اذا قلت كافر ، يعني انك طبقت عليه كل ما ينطبق على الكافر من احكام دنيوية واخروية .. و هنا الخطورة ..

الخطورة دي تتوجه بيها إلى كتاب الله تعالى ..
عايز تنقد : انقده ..
لكن لا تعملي رجل قش أرجوك ....!
إنت عايز إيه مثلا ؟؟..
الكافر يورث المؤمن ويتجوز أخته وبنته ؟؟؟..
مش عايزه يندفن معانا بالمرة ويدخل المسجد الحرام ؟؟؟..

أووووووووووه .. كلمة " نجس " .. افتكرتها لسه حالا .. عايزين نشيلها من القرآن فورا يا جماعة ..
الأخ الوراق كده ممكن يزعل لو شافها ولا خد باله منها :
" إنما المشركون نجس : فلا يقربوا المسجد الحرام من عامهم هذا " ..

وطبعا عايزين قعدة مع الحكومة السعودية عشان نفهمهم إن الكلام ده كان خاص بالنبي محمد بس وزمنه : وإن دلوقتي - على مذهب ديانة الأخ الوراق الجديد - عايزين النصارى يزوروا المسجد الحرام في مواسم عيد الكريسماس وقيامة المسيح !!!..


و هنا التشويه للاسلام والتنفير منه ..

= القرآن فيه تشوبه وتنفير ... <<< يكذبه الواقع ودخول الناس في دين الله تترى ..


كيف سيستمع غير المسلم لنا و نحن نراه بهذا الشكل ؟

= القرآن لا يصلح للدعوة ... <<< يكذبه الواقع ودخول الناس في دين الله تترى ..


الا تخاف ان يكون هذا صدا عن ذكر الله ؟

= القرآن - اللي هو ذكر الله - فيه صد عن ذكر الله ! ... <<< يكذبه الواقع ودخول الناس في دين الله تترى ..


ألم يقل سبحانه (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن) ؟ هل التي هي أحسن أن نقول له : انت كافر ومصيرك النار ،

= القرآن متناقض لأن ذكر كفر الكافر وتذكيره بمصيره إذا مات على كفره بعد الحق : يعارض الدعوة بالحسنى !
... <<< يكذبه الواقع ودخول الناس في دين الله تترى ..


ولو استطعنا لسفكنا دمك واخذنا مالك ؟ الا ان تكون مثلنا ؟

= جهل من الأخ الوراق بالقرآن والسنة والفرق بين أحكام الكافر الذمي والمعاهد والمستأمن وبين الكافر المحارب إلخ إلخ إلخ


هل هذه الموعظة الحسنة ؟ هل نقول له :

Islam or Your Life?
دينك أو حياتك ؟

= لا تدخل منتديات النصارى والملاحدة الجهال بالإسلام بارك الله فيك ولا تنقل لنا من خيراتهم ..
فعندنا الكثير منها بالفعل ....!


كيف يتقبلنا أحد و نحن ننظر اليه نظرة كريهة بهذا الشكل ؟

= القرآن كريه ... <<< يكذبه الواقع ودخول الناس في دين الله تترى ..


المحبة تفتح القلب ،

والتمييع في العقيدة يذهب بأصل الإيمان ..


ولا يستجيب احد وهو كاره او مُكره او خائف .

= جهل الأخ الوراق بالقرآن والسنة .. إذ لم يأت فيهما ما يقول ..


والايمان عمل قلبي يحتاج الى جو من الود والمحبة والحوار الطويل و ازالة التشويه والشـُّبه ، قال تعالى (افنلزمكموها وانتم لها كارهون) و قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) ، و من تتحدث عنهم أنت من غير المسلمين أكثرهم لم يخرجونا من ديارنا ولم يقاتلونا في الدين ..

كلام جميل .. ونحن نفعله بالفعل : كل ٌمع حالته .. المخدوع والمشوه الإسلام إلخ إلخ ..
وأسلم على أيدينا الكثير ولله الحمد .. ولا يعلم صبرنا مع بعضهم إلا الله ..
ولكن جمال كلامك هذا :
أذهبه ومحاه الباطل التالي الذي يطعن في قرآن الله عز وجل رأسا لو تعقل :


فهل من برّهم أن نحكم عليهم هذا الحكم القاسي ؟ و نعاملهم معاملة الكفرة الفجرة ؟ مع انهم لم يأتنا من فجورهم شيء !

أما معاملتهم كالفجرة : أين في كلامي - أو كلام العلماء المحترمين - مثل هذا ؟؟؟...... جهل منك ؟
وأما وصفهم القاسي بالكفر ومصيرهم النار لو ماتوا على الكفر بعد بلوغهم دعوة الحق :
فهذه الكلمة منك : تحملها معك أمام الله تعالى يوم القيامة ....
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!!..
صار الحكم على القائلين بالتثليث كفارا : قسوة ...........
ممممممممممم .. أفكر أن نضيف إلى وصف القسوة إرهابا أيضا .. فذلك أوقع وتماشيا مع اتجاهات عصابة الأمم المتحدة ومامتها أمريكا وباباها إسرائيل وبنت خالتها الفاتيكان !!..
ولا تستغرب ..
ربما رأينا قانونا قريبا يُجرم وصف الكفر ويعده من الإرهاب ..... لا أمزح ..


الم يقل الله تعالى ( لكم دينكم ولي دين ) ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها) ؟ لاحظ انه سماهم بالظالمين ، و الظلم صفة مستمرة ، اي لم يظلموا في هذا المجال فقط .. والله تكفل بعقاب الكفرة ولم ينوطها بنا (وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً) ..

" يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " !!!..


ينبغي التروي والتثبت ، فالحكمة تحتاج الى التلمس وعدم العجلة وعدم السرعة في اطلاق الاحكام ، ولم تجتمع الحكمة مع التسرع والتعميم في يوم من الايام ، ولا يثبت الكفر بدون تجريب ، ولا يثبت وحده كفكر ، بل لابد من بقية الكفر ، مثلما لم يذكر القرآن كفرهم بالله و بالدين وحده ، بل كفرهم باليتيم وبالمسكين ، و ظلمهم وأكلهم امول الناس بالباطل وتكبرهم على الناس الخ .. هكذا يثبت الكفر ، مثلما اثبت الله كفر كفار قريش ، حيث اخرج ما في نفوسهم كله ، حتى لم يعد فيهم خير واحد .

ماشي ماشي .. فهمنا أخيرا إنت عايز تقول إيه .. مش كنت تقول كده من بدري ؟؟؟..
يعني الأخ الوراق يا جماعة بيقولكوا ما توصفوش حد بالكفر : حتى لو قالك إني كافر بالله ..!! وباعبد 3 أو 2 ..
خلاص ؟؟.. فهمتوا ؟؟.. مش عايزين أخطاء تاني بقى ولا كلام في دين الله من غير علم ..
الكفار ما بيفهموش .. فحتى لو قالولكوا إحنا كفار :
ما تصدقهومش .. أكيد بيهزروا أو مش فاهمين أو أي حاجه تانيه المهم إنهم مش كفار .. مش كفار .. مش كفار ..
ممكن تكرروها 50 مرة في اليوم عشان خاطر عيون النصارى إذا سمحتم ...
هذا هو لب الكلام باختصار بارك الله فيكم ..
فافهموا ...


كل هؤلاء الذين تكلم عنهم القرآن معتدون ، ولم يكتفوا برفض رسالة الانبياء فقط

ياسلااااااااااااااااااااااااام !!.. طب هانفترض إنهم رفضوا رسالة الأنبياء فقط ولم يعتدوا ..
كده بقوا حلوين ويخشوا الجنة حدف ؟؟؟!!..
عجيب .....!


كل هؤلاء الذين تكلم عنهم القرآن معتدون ، ولم يكتفوا برفض رسالة الانبياء فقط .. يجب ان نسير على هدي القرآن الذي قال (فاقتلوهم حيث ثقفتموهم) والذي قال (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) .. و لم يقل : اقتلوهم بعد ان تبرّوهم اذا لم يدخلوا في دينكم !

ومين الحمار - ولا مؤاخذة - اللي قال اقتلوهم بعد أن تبروهم إذا لم يدخلوا في دينكم ؟؟!!..

أحيانا أتساءل :
هل اتلخبط الأخ الوراق وبيكتب في موضوع تاني بس هنا ؟؟!!!..
إنت بتجيب الكلام ده منين يا أخ الوراق لو سمحت ؟؟؟!!...

مين الحمار - ولا مؤاخذة - اللي بيقول إن النصارى مثلا اللي معاهدين أو عايشين بينا لو ما أمنوش : نقتلهم ؟!!..
ده حتى الجزية يا أخي اللي هيا أصلا شيء لا يذكر في السنة بمقارنته حتى بزكاة المسلمين : أقول :
حتى الجزية كانت تسقط عن غير القادر عليها !!!.. وفي نفس الوقت لا ينقطع خدماته من بيت مال المسلمين والصرف عليه !!

سبحان الله العظيم !!..
مين الحمار اللي قال إن الدين بالقتل : يا تخش الإسلام يا نقتلك ؟!!..

عجيب !!.. عجيب !!..


لاحظ كلا الايتين تتحدث عن غير مسلمين ، ولاحظ اختلاف المستوى في التعامل .. انت تريد ان يكون المستوى واحدا ! وهذا خلاف لطريقة القرآن وهديه وتناوله للموضوع .. هذا يدلنا على ان غير المسلمين ليسوا سواء ، فمنهم الكافر الذي ثبتت دائرة كفره ، و منهم غير المسلم ، و منهم المؤلفة قلوبهم الذين تنصرف لهم الزكاة برّا بهم .. كيف تـُصرف الزكاة لغير المسلمين وأنت ترى انهم في جهنم ؟ الله جعلها من مصارف الزكاة يا اخي ! اي يؤخذ من مال المسلمين وتعطى لهؤلاء الغير مسلمين ! و ليس بقتلهم وأخذ اموالهم ! فهل ما زلت انت والأخت الاقرب لفهم القرآن وهديه ؟

نقول ثور : يقولوا احلبوه !!!!..
أولا : اسمهم كفار محاربين (الآية الأولى الخاصة بالقتال) وكفار ذميين أو معاهدين أو مستأمنين ..
ثانيا : المؤلفة قلوبهم كفار يغلب الظن على أنهم يميلون للإسلام أو قد يميلون إليه مع العطاء ..
وثالثا : أنا لم أحكم على كافر - في حياته - أنه في النار : إلا إذا (((((مات)))))) على كفره بعدما تبين له الحق !

يا رب تفهم المرة دي يا أخ الوراق ..
أعتقد إني كررت المعلومة دي لحد دلوقتي تقريبا 20 مرة !!!..


لا يمنع ان نتأمل و نعيد النظر فيما نجزم انه صواب ، بحثا عن الحقيقة ، فالمسألة ليست سهلة ، و كلٌ سيحاسب لوحده .. وعذاب الله شديد ، و كلما ازددنا تأكدا وبحثا وتحريا واجتهادا كان هذا احوط لنا من ان نصرّ على راي واحد ولا نفكر في الاراء الاخرى .

= دعوة لتحريف الدين وتغيير الثوابت والمعلوم من الدين بالضرورة استغلالا لزمن الجهل الذي يعيشه العوام فتنطلي عليهم الأباطيل ..
هي دعوة معروفة يا أخي :
وأهلا بك فارسا جديدا من فرسانها وقد سبقك أكابر ..
ابحث عنهم لتعرف في أي صف تقف ..


عندما تبحث عن طبيب يعالجك سوف تسمع الى كل من يتحدث عن الاطباء ، حتى لو كنت تثق بطبيبك الخاص ، لان الامر يهمك .. و ديننا اهم شيء عندنا ، بل اهم من حياتنا .. فلماذا لا نفعل مثل هكذا ؟

عن نفسي .. أحب أسمع للنصارى ورأيهم في ديني : وآخذ برأيهم كذلك ..
نظرتهم التسامحية : أوووووووووووووووووه : لا توصف ..


قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ، و طرحك هذا خال تماما من الرحمة ! لانك تطبق احكام الكافر عليهم في الدنيا والاخرة ! أحدٌ يحل دمك في الدنيا ويدخلك النار في الآخرة ! : هل في هذا ولو قليل من الرحمة ؟ يجب الا نتعجل و نفهم معنى الدين ما هو قبل كل شيء .. ولا ننشغل بالفروع عن الاصول ..

يا إما إنت بتتكلم عن حاجه تانية غير الإسلام اللي إحنا نعرفه ..
يا إما إنت بتتكلم عن حاجه تانية غير الإسلام اللي إحنا نعرفه ..!!


نضيع اذا لم نفهم الدين على انه اخلاق مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. والكفر على انه كفر بحق الخالق والمخلوقين والمخلوقات ، هكذا يكون الدين رحمة للعالمين ، وهكذا ينتفي الفساد في الارض ونكون خير امة أخرجت للناس ، و تكون كلمة كافر لمن يستحقها بجدارة من المفسدين في الارض المتكبرين الاشرار الذين لا خير فيهم مطلقا كما وصفهم القران ، لا نعممها على الجميع ..

فعلا .. لا نعممها على النصارى الطيبين اللي بيعملوا الخير ..
إيه يعني لما الواحد فيهم يعبد المسيح من دون الله ؟؟!!.. ولا إيه يعني حتى إنه يعبد 3 في 1 ؟؟.. ولا العدرا ؟؟..
كلها حاجات بسيطة يا إخوانا وما تبقوش حنبليين بقه !!..
خلونا نعيش الإسلام العالمي الجديد بتاع : لا زعلك ولا تزعلني ..
بارك الله فيك أخي الوراق ..
ما كنتش أعرف إن قلبك طيب للدرجة دي يا راجل ما شاء الله ..
فعلا ..
عايزين صحوة جديدة في تعريف كلمةة كافر ..

مممم ..
أنا بافكر أخليها لكل واحد يلبس قميص أحمر ؟؟.. عندي اجتهاد معتبر في المسألة من القرآن ..


و كلمة "خير" في قوله "خير أمة" تعني اخلاقا ، وما الخير الا اخلاق حسنة .. و من هذا المنطلق نكون اخلاقيين ويـُنظرُ الينا على اننا خير الامم بأخلاقنا ، لا بقوتنا ولا سيطرتنا على اراضيهم و خيراتهم ، فالخيرية لا تعني القوة و المادة ، بل تعني الاخلاق ، وهي التي يفهمها جميع البشر مهما كانت لغاتهم ودياناتهم ..

ما شاء الله ...


نريد ان نكون مقرِّبين ومحبـِّبين لا منفـّرين ومشوِّهين ، والرسول عليه الصلاة والسلام ذمّ المنفرين ، وحذرنا من دعاة على ابواب جهنم .. علينا ان نحذ َر حتى لا نقع في محذورات لم ننتبه لها .

فعلا .. أصدق كلمة إنت قلتها .. حذرنا من دعاة على أبواب جهنم ..
ولكن فاتك للأسف ذكر سياق الحديث وما قبلها وما بعدها !!!!..
لأنها للأسف الشديد :
كان المقصود بها : مسلمين : يحرفون في الدين : باسم الدين ..
ولن أزيد في الشرح والتوضيح !!!..

والجملة مأخوذة من حديث حذيفة رضي الله عنه الشهير في الفتن .. ومنه أنقل التالي :
" قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يستنون بغير سنتي !!.. ويهدون بغير هديي !!.. تعرف منهم وتنكر " .. قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم .. دعاة على أبواب جهنم !!.. من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا !!.. ويتكلمون بألسنتنا " ..!! قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " . متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : قال :
" يكون بعدي أئمة : لا يهتدون بهداي .. ولا يستنون بسنتي .. وسيقوم فيهم رجال : قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " ..


تخيل لو جاءك دعاة من دين آخر ، و يقولون لك : ان مصيرك النار وكل اعمالك محبطة و انك تستحق القتل والسلب الخ .. فصدّقنا : نحن نعطيك الدين الحق وطريق الخير ! ماذا ستقول عنهم ؟ ستصفهم بعصابة او قطاع طرق !

عندما تجد مسلما يكون أول كلامه لدعوة غيره هو هذه الصورة المنفرة : فأعلمني به ..
فهو أحد الخيالات الصبيانية النصرانية والإلحادية التي تتحقق على أرض الواقع !!!..

اعقل الكلام أولا قبل كتابته أخي الوراق ..
أنت إذا كنت تحاور في مدونتك وغيرها عواما وأناسا جهالا : فأنت تحاور هنا دعاة !!!!..
ويكفينا قراءة خرافات التطوريين بارك الله فيك ..


ثبوت الكفر ليس بالشيء السهل ، الرسول تعامل مع هؤلاء سنين طويلة ، والايات التي سقتها اكثرها عن كفار قريش ، و كفار قريش لم يؤذهم الرسول حتى بعد ان انتصر عليهم وهو لم يقتلهم مع علمه بهم ، و قال له المَلـَك :هل اطبق عليهم الاخشبين ؟ قال : لا ، عسى ان يخرج من ذريتهم من يعبد الله .. لا يقول خذوه فغلوه إلا الله ..

زد على ذلك في المرة القادمة حينما تفتري هذا الكلام على أناس آخرين :
فرية أن الله لم يصف كفار قريش بالكفار ............. أكيد الجملة دي هاتكون أوقع في سبك الحالة ..
بالتوفيق ...


الرد :
زينة الحياة شيء ، وأعمال الخير شيء آخر ، و أنت خلطت بينهما ! الآية تنطبق على الماديين الجشعين الذين يريدون امتلاك كل شيء حسن من زينة الحياة كما وصفها الله من مال وبنون وقناطير مقنطرة والخيل والحرث والانعام والنسل .. القرآن وضح زينة الحياة الدنيا ، و لم يذكر من بينها افعال الخير والجمعيات الخيرية .. ! (زين للناس حب الشهوات .. الآية) ، وأنت خلطت بينها وتشابهت عليك ، فصار بعضها يشبه بعض ! والعلم في التفريق وليس في التشابه ..

فعلا .. أنا عندي الدنيا ملخبطة خالص اليومين دول ..
اليمين شمال والشمال يمين .. والمسلم كافر والكافر مسلم ..
دا حتا أنا نفسي : ممكن ما اطلعش أنا ..!
ربنا يستر ..
هاحاول أروح أكشف قريب والله المستعان ..


الرد :
اين جدعان من اهل الفترة ، والله يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ، وهو مات قبل البعثة ! ألا يوقفك هذا لتتأمل ؟

الوقت ثمين يا أخي .. اختصر .. قول إنك بتشك في صحة الحديث وخلاص ..
إحنا بنفهم ولله الحمد .. وحاورنا منكري سنة ياما - كتير يعني - ..
وعارفين المقدمات دي ربنا يعينك على فعل الخير ....!
على كده حديث أبي وأبيك في النار كمان مش صحيح ؟؟..
والصواب :
أن أهل الفترة هم من لم تبلغهم رسالة رسول .. وليس من لم يوجد فيهم رسول ..
والفرق كبير وواضح : فقط لو أنك تقرأ في اقوال العلماء واستشهاداتهم في المسألة ..


ثم ان الرسول اثنى على ابن جدعان ، وقال (لو دعيت اليه في الإسلام لأجبت) ، يقصد به حلف الفضول الذي دعا اليه ابن جدعان ،

علم الحديث الذي جاءك بهذا الخبر : جاءك بخبر تكفير النبي له !!..
فلا تكن انتقائيا إلا لو لك تعليق على الأسانيد فهاته نتحاور فيها !!..
أما أن تحكم ( مزاجك ) في أخذ ورد كلام رسول الله : فهذا من أفرى الفرى والله !!..

وأما ثناء رسول الله على حزب الفضول لحقن الدماء : فهو من كمال أخلاق الإسلام ..
وعنه وعن القرآن تعلم الصحابة ذلك .. وهي قول كلمة الحق حتى في الكافر ..
وفي الحديث الصحيح عن مستور القرشي قال :
" تقوم الساعة والروم أكثر الناس . فقال له عمرو : أبصر ما تقول . قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : لئن قلت ذلك ، إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحلم الناس عند فتنة . وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة . وأوشكهم كرة بعد فرة . وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف . وخامسة حسنة وجميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك " أخرجه أحمد ومسلم ..

فهل معنى ثناء النبي على حلف للكفار لحقن الدماء : أنهم صاروا مسلمين ؟!!..
وأين في ردك دليل على نقض ما أكده رسول الله من تكفير ابن جدعان ؟؟.. وهو حديث صحيح ؟؟؟..
هل هوتشغيب والسلام - وهي غاية ما عند منكري السنة - ؟؟!!..


والرسول نفسه يقول (خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام) ،

إذا فقهوا ....
إذا دخلوا في الإسلام وتفقهوا في دينهم ..
" فويل للمصلين " ؟؟؟..


وقال لسفانة بنت حاتم الطائي : لو كان ابوك مسلما لترحمنا عليه ، وقال عنه : ان اباها كان يحب مكارم الاخلاق ، ولم يقل انه ينافق او يرائي ..

قول النبي " لو كان مسلما " : فيه رد على كل مقالك لو تعقل !!!!!!.. وذلك لأن حاتما كان نصرانيا !!!..
< كانت طيء تتبع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في أنطاكية / السريان الأرثوذوكس في سوريا >
وحديث مجيء ابنه عدي بن حاتم الطائي وإسلامه بين يدي النبي عندما طمأنته سفانة شهير وهو حديث صحيح ..
والسؤال :
هل من بعد كرم حاتم من خير مما جلست تصفه لنا سطورا من بعد سطور ؟؟؟!!..
ورغم ذلك :
هل ترحم عليه النبي ؟؟..
أترك لك الإجابة !!!!..

وأما إن قلت أنه كان كافرا نصرانيا : فقد أقمت على نفسك الحجة ..
وإن قلت أنه كان من أهل الفترة - والصواب أنه كان حاكما نصرانيا لطيء وسُمي بحاكم الجبلين - :
قلت : إذا لجاز للنبي على الأقل أن يدعو له !!!..
فلم يفعل - رغم الخير الذي اشتهر به حاتم - !!!!!!!!!!!!..

وكلا الأمرين يكذبان كل ما سطرته لنا من اجتهاداتك وتقريراتك التي ما أنزل الله بها من سلطان ..


و اذا كان ابن جدعان و حاتم و غيرهم من فضلاء الجاهلية مخلدون في النار كما تقول ، فلماذا يثني عليهم الرسول ؟ و لماذا يوادّ من حادّ الله ؟

الرد أعلاه ....


الرد :
أنت لم ترد على موضوع ابو طالب ، وفهمت انني استقللت عذابه ، و هذا فهم خاطئ ، فأنا لم اقلل من جمرتين يغلي منهما الدماغ ! ولا يوجد عاقل يقلل من هذا ، خصوصا اذا كان عذابا مخلدا ..

تهرب وتراجع .. ثم نقل الكرة بعد كشف طعنك في الحديث الصحيح : إلى ملعب حدبث ثاني ..
وسأقتبس كلامك كله فيه : لأرد عليه مرة واحدة ...
أنت قلت في غمز ولمز عهدناه من منكري السنة للأسف وكل مَن خف شرع الله في قلبه :


و اذا كان ضرس الكافر كجبل احد ، و عرض الجلد مسيرة ثلاثة ايام ، فكيف سيكون بقية حجمه ؟ ولا ننس كثرة اهل النار !

الله قادر على ان يجعل الكفار يذوقون العذاب بخلقتهم العادية ، ولا يوجد في القرآن ما يشير الى هذا ، إلا تبديل الجلود ، و هي قضية من الاعجاز العلمي للقرآن ..

والألم لا يؤثر فيه ضخامة الجسم او ضآلته ، المهم في الألم هو الإحساس ، فهل أنت ترى لو أحرقنا فيلا و فأرا في النار أن الفيل يتألم اكثر من الفأر لأن جسمه كبير ؟ وإن قلت لا تقارن الدنيا بالآخرة ، فأنت ايضا قارنت ما بالدنيا بالآخرة .. على اعتبار ان سعة مساحة الجلد تعطي ألما أكبر ..

القرآن قال ( ابدلناهم جلودا ) ، وتبديل الجلد يغني عن الحاجة لسعة الجلد وعمقه ، وهو لم يقل : وسّعنا جلودهم ؛ لأن الاحساس بالحرارة موجود في الجلد على شكل خلايا عصبية مرتبطة بالدماغ ، فإذا احترق الجلد ذهب الالم ، لهذا يبدّل الله الجلد .

علينا ان ننطلق من القرآن ، حتى في فهم الاحاديث . الله اخبرنا انه يبعث من في القبور ، اي على حالهم التي قبروا فيها ، و قال تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده) اي بنفس ما بدء به .. والكفار بعد البعث لا يستغربون اجسامهم او اجسام غيرهم كما اخبر القرآن ، و الله ذكر ماذا يقولون يوم الحساب و في النار ، وليس منها شيء عن ضخامة الاجسام . يقولون : (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) ولم يقولوا : من غيّر خلقتنا .. وفي الحديث أن المؤذنون اطول الناس اعناقا يوم القيامة ، فهل هم اطول من اعناق هؤلاء اذا كان ضرس الواحد منهم كجبل أحد ؟

وإن اعتبرت ان الخلق كانت بدايته 60 ذراعا ، فالكافر بالنار تجاوز الستين ذراعا بآلاف الاذرعة ! و المؤذن اطول منه عنقا ! و اذا كان ضرس الكافر وحده بضخامة جبل احد ! فما بالك ببقية اسنانه وكأنها سلسلة جبال السرواة متطابقتين ! نحن نتكلم عن بشر ام نتكلم عن كواكب ؟ وقياسا على ضرس بحجم جبل احد ، و جلد بمسيرة ثلاثة ايام ، أتوقع لو اجريت حسابات لظهر بحجم كوكب كالقمر أو عطارد او أكبر !

ماذا يستفيد الاسلام و المسلم من هذه الارقام الفلكية عن حجم النار و من فيها ؟ وكأن الناس بحجم مجموعات شمسية ؟ مع العلم ان هذه الاخبار الغريبة جدا مختلفة عن تصريح القرآن ، قال تعالى (كما بدأنا اول خلق نعيده) ، و هي عامة في خلق المؤمن والكافر .. و معنى (نعيده) اي كما كان في الدنيا ، وهذا نص صريح .. والقرآن مقدم على اي كلام ، لأن القرآن منسوب الى الله وهو محفوظ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و بالتالي هو النص الاساس عند المسلم ، يليه ما صح من الاحاديث و وافق القرآن ولم يعارضه ويشذ عنه ، و قال تعالى : (بلى قادرين على ان نسوي بنانه) ، اي البنان المعروف وليس الذي بحجم قارة .. لأن الآية قصدت الى دقة البنان نفسه بما في ذلك حجم البنان ، ولو كان البنان أكبر لقيل : لم يُعَد خلق البنان نفسه ، بل خلقَ بنان آخر .. وفي هذا اعجاز علمي ، فعلم البصمات يعتمد على البنان ، وما فيه من خطوط لا يتفق فيها شخص مع آخر ، لهذا خصه القرآن بالذكر .

لاحظ قوله تعالى (ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة) ، وذكر القرآن انهم يتعارفون ، ترى : كيف ستعرف احد تناديه ويناديك و ضرسه فقط بحجم أحد ؟ وكيف سيعرفونهم وهم لا يحيطون بضخامة اجسامهم ؟ سيكون منظره مفجع للمؤمنين ، و الجنة دار امن و سلام لهم ، بل كيف سيرونهم وهم بطول ابيهم ادم ستين ذراعا فقط ، وجبل احد لوحده كم يبلغ طوله اذا كان كضرس الكافر ؟ قال تعالى (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ، فهل هي كافية للاحاطة بضرسه فقط ؟

الله في الآخرة يحقر الكفار و لا يعظمهم ، و هذا تعظيم لهم ! واذا كان التكبير يفيد للألم فهو مفيد ايضا للمتعة ! فلماذا لا يكبّر المسلم حتى يكون ضرسه كأحد ليأكل الفواكة بشكل جيد ؟ و يتمتع جلده و ضرسه الضخم بالمتع ؟ و لا مقارنة بين ستين ذراع وبين هؤلاء العمالقة الضخام ؟ كما قال تعالى (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ) فهل الصغار يتناسب مع هذه الضخامة المفرطة ؟ التكبير معروف انه يشير الى التعظيم لا الى التحقير والتصغير . الكفار اذلة و صغار .. والرجل الضخم لا يوحي مظهره بالضعف والذل ..

ثم من ناحية فلسفية : نحن لا نعرف الآن هل نحن ضخام ام صغار ؟ في الدنيا ! افترض ان كل شيء فجأة يكبر ، نحن والأشياء من حولنا ألف مرة ، هل سوف نعلم أننا اصبحنا ضخام ؟ لا نعلم ! قد نكون عمالقة او اقزام ، لاندري ! ونحن في الدنيا ، وربما انا كبرنا عدة مرات وصغرنا عدة مرات ، مع الاشياء ، دون ان ندري !

القرآن لا يحمل نظرات بشرية ، القرآن كلام الله خالق هذا الكون ..

وقال تعالى : (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) ، لو كان الكفار سيتضخمون ، فماذا سيكون تاثير هذه القطع الصغيرة من الدراهم والدنانير على من ضرسه فقط كجبل أحد و جلده مسيرة ثلاثة ايام ؟ ولم تذكر الآية شيء عن تكبير هذه الدنانير !

الجواب ببساطة كالآتي :
1-
الحديث صحيح : ولم ير فيه أحد المسلمين ولا علمائهم ما رأيته أنت من طعونات .. وسنرى الآن الحق مع من ؟
2-
تعظيم حجم الكافر : هو لتطويل شعوره بالعذاب والألم .. وهذا لا علاقة له بتعظيم المكانة من قريب ولا بعيد !!
3-
نعم .. ألم الفيل في النار : أكبر من ألم الفأر في نفس النار .. لأن الفأر ستأتي النار على جلده أسرع مما ستأتي على جلد الفيل الأثخن والأغلظ والأكبر مساحة .. وعليه : فالوقت الذي سيتعرض فيه الفيل للألم : أكبر وأطول من الوقت الذي سيتعرض فيه الفأر للألم بنفس النار ..
4-
فإذا فهمت ذلك : تهدمت كل استدلالاتك من هنا وهناك في القرآن .. لأن العبرة هي بطول العذاب والألم للجلد قبل أن تأكله النار فينتهي الإحساس بالألم .. فيبدله الله جلدا آخر ..
5-
على عكس ما حاولت أنت بأسلوب مهتز السخرية من الحديث : يأتي الحديث ليكمل رؤية القرآن لعذاب جهنم وإلا : لو كان حجمنا عاديا - أو حتى 60 ذراعا - : كم ستستغرق نار جهنم العظيمة حتى تأتي عليه ؟؟.. فإذا علمت سرعة ذلك : علمت الحكمة من ذاك ..!
6-
السلسلة التي ذراعها سبعون ذراعا : هي بطول ذراع الكافر .. فهذا هو المعنى الظاهر من الآيات ..
7-
وكذا الدنانير التي بخلوا بها ويكون بها في جهنم .. الظاهر أنها ستكون بحجمها النسبي لهم .. وهذا كله من بديهيات الفهم ..
8-
رؤية المؤمنين من الجنة : للكافرين المعذبين في النار : لا أرى فيها أي إشكال !!!.. اللهم إلا التندر لمجرد الطعن في الحديث الصحيح !!.. وإلا : فنحن نرى الجبل الهائل من بعيد : صغيرا !!.. ونرى المدينة الكبيرة من بعيد : صغيرة !!.. ونرى ساحل القارة من بعيد : صغيرا !!.. فماذا في كل هذا ؟؟.. أم تراك حسبت أن المؤمنين سيشاهدون الكفار من على قرب أمتار ؟؟؟!!..
عجيب !!!..

وبعد كل هذه المحاولات الفاشلة والتي أظهرت النقص عند من والخطأ والقصور في الفهم عند من :
يعطينا الأخ الوراق الحكمة الخالدة لكل مخرب للدين باسم الدين وهي :
الدعوة لتجديد الدين ونبذ الجمود وإعادة اكتشاف معاني الأحكام والتشريع والعقيدة إلخ إلخ إلخ هذه الاسطوانة المشروخة :


نحن لا نستهزء ! نريد أن نفهم ! ما دام عندك علم ففهـّمنا !! كثير من الاحاديث تحتاج الى جهود العلماء ومقارنتها بالقرآن ، وأنت من العلماء كما تؤكد كثيرا ! و الأحاديث ليست قرآنا محفوظا ، وعندنا كتاب الله المبين والفرقان المنير الذي يفرق بين الحق والباطل والصواب والخطأ وما يجب أن يُقبل وما لا يجب ان يقبل ، فلماذا لا يكون هو رائدنا و الله امرنا بذلك ؟ واعطانا سراجا منيرا ؟ لماذا لا نستضيء بنور هذا السراج الالهي ؟ حتى في قبول ما ورد و نـُسب للرسول ؟ لا ان نكتفي بالثقة بالرجال ! وكأنه ليس لدينا قرآن منير يُعرض عليه كل شيء !

وفي النهاية :


ونسأل الله ان يلهمنا الرشد جميعا ، والاعتصام بحبله و وحيه والعروة الوثقى الوحيدة التي لا انفصام لها .. وجزاك الله خيرا ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أقول :
أقسم بالله العظيم : كنت أود أن أكتب ردي لينا هينا - لأني أعرف أنك إنسان محترم - ولكن صدقني :
ما تدعو إليه من مصيبة في أصل الدين والعقيدة : ليس بهين ..
ومثل ذلك لا يتم الحديث عنه باللين ..

هناك خطوط حمراء في العقيدة لا يجب الاقتراب منها .. وأعيذك بالله أن تكون جسرا لتمرير مثل هذه الأفكار المخربة في الدين ..
وأما باقي الأوهام والمخاوف التي في رأسك أو تتخيلها أو تتلقفها من أكاذيب القوم :
فيكفيك لترى تحطمها على صخرة الواقع ..

فلن تجد داعيا محترما يترك اللين في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ..
كما لن ترى شيخا محترما يقول عن الكافر أنه ليس بكافر !!..
وأكرر :
الحكم بالكفر : ليس حكما بالنار : إلا إذا مات الكافر على كفره بعد شهوده للحق وبلوغه حجة الإسلام ..

وأخيرا :
يمكنك أن تقول عني فظ .. قليل الأدب .. قل كما شئت ..
ولكن دين الله تعالى عندنا وعقيدتنا أهم من أن يتلاعب بها ممن لم يملك حتى أدنى أدوات الاجتهاد الشرعي كما ظهر ..

فاللهم اجعلنا هداة مهديين ..
لا ضالين ولا مضلين ..

اللهم آمين ..