المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إستفسار حول مسألة سماح القرآن بالأكل في بيوت الآقرباء والأصدقاء



الربوبي
05-02-2013, 04:17 AM
بعد موافقة الإشراف الضمنية على فتح هذا الموضوع (بشرط الإلتزام بالإختصار وعدم تجاوز الحدود) ، أطرح فيما يلي أول الأسئلة التي تؤرقني وتجعلني متشككاً في صحة الإسلام ، وأتمنى أن يتم دحض هذه الشبهة وتقديم رد منطقي عليها

يقول القرآن(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)

وبغض النظر عن الحكم ببلاغة هذه الآية ، فإن هناك 8 جوانب غموض فيها تحتاج لتوضيح ... أوردها فيما يلي:

1. ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك ... وهل هناك رأي متفق عليه بين المفسرين حول معنى الآية أو دليل قاطع يجعلنا نصرف الآية لمعنى محدد دون غيره ! ... أم أن القرآن نزل بحيث يمكن أن تفهم آياته بعدة معاني محتملة قد لا يربطها أي رابط والأمر متروك لإجتهادات المفسرين والمأولين

2. أي حرج في أن يأكل الإنسان في بيته حتى ينزل الله قرآنا ليرفع ذلك الحرج ، ومن يقول أن المقصود هو بيوت الأبناء ، فما هو دليله على ذلك سوى تأويل بعض المفسرين الذي ليس عليه إجماع ... ومعظم المفسرين قالوا أن بيوت الأبناء ليس هي المقصودة حصراً بقول القرآن (من بيوتكم) وإنما هي تدخل ضمن المقصود إجمالاً

3. إذا أخذنا مناسبة الآية (ليس على الأعمى حرج) ، فسنجد أربع روايات متناقضة لسبب نزول الآية ... وبالطبع كل تلك الروايات هي أحاديث مقطوعة وغير صحيحة السند ، فكيف نفسر القرآن بأحاديث غير ثابتة أو غير قاطعة ؟؟ أليس معظم مناسبات النزول الآيات (التي تعد أهم عنصر في فهم الآيات) قد وصلتنا بأحاديث ضعيفة أو مقطوعة ... فلماذا كل مناسبات النزول (على أهميتها وضرورتها لفهم القرآن) هي غير قاطعة الثبوت ، ألا يؤدي ذلك لجعل معظم آيات القرآن هي غير قطعية المعنى وصعبة الإستيعاب في سياق سبب نزولها

4. بالنسبة للأكل في بيوت الأعمام والعمات والأخوال والخالات ... فمن المعروف بأن علاقة الناس بأعمامهم وأخوالهم تتفاوت ... هناك خال أو عم يكون كالغريب ليس بينه وبين الشخص ألفة ، وهناك خال أو عم يكون مثل الوالد تماماً ... وعليه ، فما هي رسالة الآية أو فائدتها العملية في هذا الخصوص ، إذا كان الطبيعي وربما من الأسلم أن يتحرج الشخص في الأكل بدون إذن في بيت عمته التي قد يكون على عداء مع زوجها أو معها شخصياً ، وما هي الفائدة العملية للآية إذا كان من الطبيعي أن يأكل الشخص بدون إذن في بيت عمه أو خاله الذي تجمعه معه علاقة أشبه بعلاقة الولد بوالده .. أليست المسألة نسبية بدرجة كبيرة وخاضعة للذوق العام بالمقام الأول

5. هل الأكل يكون مما هو موضوع في المائدة أم ما هو مخزن في المطبخ أو مخزن الطعام ... (المفسرين إختلفوا حول هذه المسألة ولم يقدموا إجابة واضحة) ... ولكن بغض النظر عن إختلافهم هذا ، فإذا كان المقصود هو الأكل مما هو مقدم في المائدة فهل يحتاج الأمر لإستئذان وآيات قرآنية ، وإن كان الأكل من المطبخ أو مخزن الطعام ، فكيف الحال إذا كان خالي أو عمي أو صديقي الذي سمحت لي الآية بالأكل في بيته بدون إستئذان هو رقيق الحال ولا يملك من الطعام إلا القليل الذي يختزنه لمؤونة أيام صعبة قادمة ، وماذا لو كان هذا الأكل المختزن في بيت عمي أو خالي هو أكل خاص جداً غالي الثمن (مثلاً كافيار أعده خالي لوليمة ينوي إقامتها لأحد وجهاء المدينة ، فدخلت أنا مطبخه وأكلت الكافيار بدون إستذانه ، مبرراً فعلي ذلك بالتصريح الممنوح لي في الآية !!)... أليست المسألة هنا أيضاً هي مسألة تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنصوص ؟

6. تقول الآية ما معناه ... بأنه ليس عليكم جناح بأن تأكلوا في بيوت صديقكم ... فما معنى الصداقة المقصود وما هو معيارها أو مقياس قوتها ... الصداقة كلمة عامة جداً وليس لها حدود واضحة ، فأي نوع من الأصدقاء أو أي مستوى صداقة تقصده الآيات ؟ وكيف الحال إذا كان هذا الصديق هو شخص يدعي صداقتي وأنا لا أطيقه ولا أعتبره صديقاً !! وشاءت الظروف أن يدخل بيتي لسبب أو لآخر !! أليست القضية هي قضية تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنص قرآني ؟

7. وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!

8. قرأت في تفسير القرطبي هذا المقطع عن تفسير الآية : (الأولى : قوله تعالى : ليس على الأعمى حرج (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=24&ayano=61#docu)اختلف العلماء في تأويل هذه الآية على أقوال ثمانية . أقربها : هل هي منسوخة ، أو ناسخة ، أو محكمة)(

هذا كلام القرطبي !!! فهل هناك تبرير منطقي لوجود ثمانية أقوال لتفسير آية يفترض أنها نزلت في قرآن منزل لهداية البشر ومفترض فيه الوضوح وسهولة الفهم؟


************************************************** *******************


هذه اول قضية أطرحها ، ولدي 20 قضية أخرى مشابهة يمكنني أن أطرحها تباعاً ، وأتمنى أن أجد تبريراً منطقياً لها ، فوجود هذا التبرير بالتأكيد شئ سيسعدني ... وهذه الشبهات ليست في رأسي فقط لكنها في رأس الكثير من المسلمين ، لذا من المهم إيجاد تبريرات واضحة لها .

تحياتي ،،،

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
05-02-2013, 06:11 AM
سبحان الله هل هذه شبهة
والله أكبر جواب هذه المسألة هو ما عنونته أنت قائلا : سماح القرآن بالأكل !!
القضية الواقعة من اختلاف التنوع وليس التضاد
فالآية نزلت لسبب وأنت تتفق معنا عليه وهو - سماح -
ثم تختلف المسألة باختلاف العرف ولهذا اختلفوا فقد تأتي أنت زائرا بيتي وتأكل حتى تمتلئ كرشتك وترحل وقد آتي أنا وأفعل ذلك فلا تقبل وقد تقبل شئ ولا تقبل أشياء فقد تمد يدك إلى كعكة فتلتهمها عن بكرة أبيها في حين أني قد أمد يدي إلى رغيف الخبز الذي في بيتك فتمنعني أو قد ألاحظ عدم ارتياحك فالمسألة قد تختلف بيني وبينك عرفا وبين المفسرين تنوعا في معنى السماح و بناء على العرف وما يقتضي رفع الحرج على ضوء الآيات ...

السيف الصقيل
05-02-2013, 06:33 AM
ترددت في ادراج المشاركة فهناك من الإخوة من هو أكثر من علما على كل حال بداية أنت تطرح أسئلة إجابتها طويلة تحتاج بحثا و ليس من المعقول أن نقوم بهذا نيابة عنك و نحرر لك المسألة - و نعمل بحثا نيابة عنك -و إذا ما لم نجبك تتهمنا بالعجز فهذا لا تقبله على نفسك و لا نقبله نحن على أنفسنا و أنت الآن تسأل في فروع الشريعة التي خطابنا فيها مع المسلمين الذين سلموا بأصولها و أنت لم تؤمن بأصولها ثم تسأل في فروعها و هذا لا يندرج في مسلك الحوار و البحث العلمي و على كل حال سنجيبك على سبيل الإجمال الإختصار و سأبدأ بالإثنتين الأولين و إن وجدت وقت أكملت على الباقي و لعل الإخوة يقومون بهذا !
هناك قواعد و أصول في التفسير يجب على المفسر أن يلتزم بها و هي ما تسمى بأصول التفسير يجب مراعاتها عند تفسير الآيات الكريمة و تفسير المفسرين هو اجتهاد منهم لسنا مطالبين بالإلتزام به إذا خالف هذه القواعد و الأصول وذكر هذه الأصول و بيانها و التدليل عليها يحتاج مجلد و طبيعي أن يحصل اختلاف بين المفسرين لإختلافهم في المدارك و العلم و غيرها كما هو واقع في الحالة البشرية و أؤكد على أنه ليكن في علمك أن القواطع العقلية أو ما يسمى بالضرورة العقلية أو اليقين العقلي و هو الذي احتمل احتمال واحد صحيح يصرف اللفظ إلى المعنى المراد و الله سبحانه و تعالى نهانا عن الظن في مواضع كثيره من كتابه من كتابه و الخطاب القرآني أنزل لللبيان و ليس التلبيس فإذا احتملت الآية معاني صحيحة تطابق مدلولاتها اللغوية كان اليقين الأخذ بجميع هذه المعاني !
قولك ( ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك )
قوله سبحانه و تعالى ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج عرج و لا على المريض حرج ) منفصل عن ( و لا على أنفسكم .... الآية )
فقولك ( من بيوت هؤلاء ) لا وجه لهذا القول لأنها منفصلة عن ما بعدها من الآية و الحرج يشمل ما تجره ضرارتهم إليهم من الحرج من الأعمال ، فالحرج مرفوع عنهم في كل ما تضطرهم إليه أعذارهم لأن الآية عامة و ذكر الجهاد و غيره إنما هو للتمثيل و ليس الحصر و هو ما يسمى في أصول التفسير باختلاف التنوع !

قولك ( أي حرج في أن يأكل الإنسان في بيته حتى ينزل الله قرآنا ليرفع ذلك الحرج ، ومن يقول أن المقصود هو بيوت الأبناء ، فما هو دليله على ذلك سوى تأويل بعض المفسرين الذي ليس عليه إجماع ... ومعظم المفسرين قالوا أن بيوت الأبناء ليس هي المقصودة حصراً بقول القرآن (من بيوتكم) وإنما هي تدخل ضمن المقصود إجمالاً )

استغرب مثل هذا السؤال فطبائع الناس تختلف فما لم تتحرج فيه غيرك قد يتحرج في ذلك و القرآن لم ينزل ليخاطب فرد أو مجتمع واحد بل ليخاطب البشرية كلها و عوائد المجتمعات و طبائعهم تختلف من مكان لآخر و من زمان إلى زمان و تتغير و لهذا قال ابن عاشور في تفسيره أن المراد بالحرج ( بأكل الإنسان من بيته الأكل غير المعتاد ، أي أن يأكل أكلا لا يشاركه فيه بقية أهله كأن يأكل الرجل وزوجته غائبة ، أو أن تأكل هي وزوجها غائب فهذه أثرة مرخص فيها ) أهـ و لا شك أن هذه الآية تشمل هذا فهي عامة لأي حرج في أكل الإنسان من بيته و ما ذكره ابن عاشور مجرد مثال هذا ما تيسر و لعلي أرجع و أكمل أو يكمل الإخوة !

السيف الصقيل
05-02-2013, 05:14 PM
نكمل على وجه الإيجاز !!
قولك إذا أخذنا مناسبة الآية (ليس على الأعمى حرج) ، فسنجد أربع روايات متناقضة لسبب نزول الآية ... وبالطبع كل تلك الروايات هي أحاديث مقطوعة وغير صحيحة السند ، فكيف نفسر القرآن بأحاديث غير ثابتة أو غير قاطعة ؟؟ أليس معظم مناسبات النزول الآيات (التي تعد أهم عنصر في فهم الآيات) قد وصلتنا بأحاديث ضعيفة أو مقطوعة ... فلماذا كل مناسبات النزول (على أهميتها وضرورتها لفهم القرآن) هي غير قاطعة الثبوت ، ألا يؤدي ذلك لجعل معظم آيات القرآن هي غير قطعية المعنى وصعبة الإستيعاب في سياق سبب نزولها
-----------
لا يتوقف فهم الآية على أسباب النزول و لم يقل بهذا أحد من علماء المسلمين و هناك قاعدة شرعية متقررة عندهم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ففهم الآية متوقف بالدرجة الأولى على البنية اللغوية و دلالاتها و موقعها مما تقتضية الصنعة الإعرابية و هناك قواعد أخرى مذكورة في أصول التفسير ليس منها سبب النزول و وجود روايات مختلفة لأسباب النزول لا يستغرب ما دام وجود الكذب و الكذبة في البشر فمل تقوله في أسباب النزول غير صحيح فلا تلزمنا بشيء لا نلتزمه !!!

قولك
بالنسبة للأكل في بيوت الأعمام والعمات والأخوال والخالات ... فمن المعروف بأن علاقة الناس بأعمامهم وأخوالهم تتفاوت ... هناك خال أو عم يكون كالغريب ليس بينه وبين الشخص ألفة ، وهناك خال أو عم يكون مثل الوالد تماماً ... وعليه ، فما هي رسالة الآية أو فائدتها العملية في هذا الخصوص ، إذا كان الطبيعي وربما من الأسلم أن يتحرج الشخص في الأكل بدون إذن في بيت عمته التي قد يكون على عداء مع زوجها أو معها شخصياً ، وما هي الفائدة العملية للآية إذا كان من الطبيعي أن يأكل الشخص بدون إذن في بيت عمه أو خاله الذي تجمعه معه علاقة أشبه بعلاقة الولد بوالده .. أليست المسألة نسبية بدرجة كبيرة وخاضعة للذوق العام بالمقام الأول
--------------
الآية نزلت للرفع الحرج الذي ذكرته و هو تشريع عند المسلمين لا يسألون لماذا فالله يفعل ما يشاء و هذه من التنظيمات التشريعية في داخل الصف الإسلامي الذي تميزه عن غيره من المجتمعات و التميز فيه من الفوائد و الحكم الكثيرة النفسية و الإجتماعية التي تحافظ على بقاء المجتمع و استمراريته في أداء رسالته و كم من دخل مجتمع مسلم فأسلم و لم يدعه أحد للإسلام و ذلك لمجرد مشاهدته التنظيم الداخلي للمجتمع المسلم و قد اطلعت بنفسي على وقائع كثيره من هذا فالتميز مطلب شرعي هذا من جهه و من جهه أخرى إذا تأملنا هذا التشريع نجد فيه من الحكم الكثيرة منها توثيق الروابط بين الأقارب و منها طرح الكلفة بينهم و منها حث على الزياره بينهم فقد يذهب المسلم إلى بيت عمه و هو جائع و لا يجد عمه مثلا فربما لام نفسه على ذهابه فيجد في هذا التشريع فسحة تعزز هذا الفعل الإيجابي أعني التواصل بين الأقارب إلى غير ذلك من الحكم الكثيرة التي تظهر للمتأمل !!

قولك
هل الأكل يكون مما هو موضوع في المائدة أم ما هو مخزن في المطبخ أو مخزن الطعام ... (المفسرين إختلفوا حول هذه المسألة ولم يقدموا إجابة واضحة) ... ولكن بغض النظر عن إختلافهم هذا ، فإذا كان المقصود هو الأكل مما هو مقدم في المائدة فهل يحتاج الأمر لإستئذان وآيات قرآنية ، وإن كان الأكل من المطبخ أو مخزن الطعام ، فكيف الحال إذا كان خالي أو عمي أو صديقي الذي سمحت لي الآية بالأكل في بيته بدون إستئذان هو رقيق الحال ولا يملك من الطعام إلا القليل الذي يختزنه لمؤونة أيام صعبة قادمة ، وماذا لو كان هذا الأكل المختزن في بيت عمي أو خالي هو أكل خاص جداً غالي الثمن (مثلاً كافيار أعده خالي لوليمة ينوي إقامتها لأحد وجهاء المدينة ، فدخلت أنا مطبخه وأكلت الكافيار بدون إستذانه ، مبرراً فعلي ذلك بالتصريح الممنوح لي في الآية !!)... أليست المسألة هنا أيضاً هي مسألة تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنصوص ؟
----------
الآية بينت هذا واضحا فمن لللآية للتبعيض فلا يجوز أن يأكل كل طعامه و نعم المسألة تقدير شخصي ما المشكلة في هذا بل هذا من سماحة الإسلام و رفعه الحرج عن اتباعه فهناك مسائل في الشرع متروكه للإجتهاد الشخصي يقدرها في ضوء إطار عام و في هذا من مرونة الشريعة فهناك تشريعات تتكيف مع حاجات الأشخاص المختلفة و هناك تشريعات مطلقة لا تختلف باختلاف الأشخاص و الزمان و المكان !


تقول الآية ما معناه ... بأنه ليس عليكم جناح بأن تأكلوا في بيوت صديقكم ... فما معنى الصداقة المقصود وما هو معيارها أو مقياس قوتها ... الصداقة كلمة عامة جداً وليس لها حدود واضحة ، فأي نوع من الأصدقاء أو أي مستوى صداقة تقصده الآيات ؟ وكيف الحال إذا كان هذا الصديق هو شخص يدعي صداقتي وأنا لا أطيقه ولا أعتبره صديقاً !! وشاءت الظروف أن يدخل بيتي لسبب أو لآخر !! أليست القضية هي قضية تقدير شخصي ، فكيف يتم إخضاعها لنص قرآني ؟
---
الصداقة في لغة العرب صدق المودة فإذا وجدت من نفسك للشخص صدق الموده و ظهرت لك علامات صدق مودته لك فلا حرج و نعم تخضع للتقدير الشخصي و هذا مثل جوابنا على سؤالك السابق

قولك
وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!
---------
فهمت الآية فهما خاطئا و تبني عليه نتائج خاطئة ملكتم مفاتحه أي البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها فبواب العمارة لا يتنطبق عليه الآية و بهذا يزيل الإشكال الذي تتصوره في ذهنك !

قولك
8. قرأت في تفسير القرطبي هذا المقطع عن تفسير الآية : (الأولى : قوله تعالى : ليس على الأعمى حرج اختلف العلماء في تأويل هذه الآية على أقوال ثمانية . أقربها : هل هي منسوخة ، أو ناسخة ، أو محكمة)(

هذا كلام القرطبي !!! فهل هناك تبرير منطقي لوجود ثمانية أقوال لتفسير آية يفترض أنها نزلت في قرآن منزل لهداية البشر ومفترض فيه الوضوح وسهولة الفهم؟
-----
تفسير منطقي ؟!!!!
أظن هذا أوضحناه في المشاركة السابقة فالناس ليسوا على درجة واحدة من العلم و الفهم فمدارك الناس تختلف و هناك قواعد و أصول في التفسير و توضيح هذا الأصول و القواعد و بيان براهينها يحتاج مجلد كمل قلنا على كل حال ما وافق هذه القواعد فقول المقبول و مخالفها رددناه و لسنا ملزمين بتفسيره !!

الربوبي
05-03-2013, 07:22 PM
بالنسبة للآية موضوع النقاش ... وهي قول القرآن :

(ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ...)

وهي بالفعل آية عجيبة ، ففيها بلاغة قرآنية فائقة لا تتدرك إلا عبر تأمل الآية بشئ من العمق ... وعلى كل حال لا ينكر بلاغة القرآن من اللادينين منصف وإنما نحن ننكر إعجازه البلاغي فقط ... أما بالنسبة لتحفظاتي على الآية ، فأحسب أن الزملاء قد أجابوا على بعضها إجابات معقولة ... ولكن تبقى عدة تساؤلات غير مجابة بخصوص تلك الآية ...


الزميل محب أهل الحديث يقول بأن غرض الآية هو السماح بالأكل في بيوت هؤلاء المذكورين في الآية ... ويكفي ذلك سبباً لنزولها ودحضاً لتحفظاتي عليها ، وأقول للزميل ، صحيح أن القرآن نزل للسماح بالأكل في بيوت الأصدقاء والأقرباء ، ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)

وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية ،، الفكرة الأساسية لهذا الموضوع هي التحفظ على دخول القرآن في تفاصيل دقيقة لا تتناسب (من وجهة نظري) مع كونه دستور شامل للناس في كل زمان ومكان ، والدساتير عادة لا تخوض في التفاصيل الدقيقة ، والصلاحية لكل زمان ومكان تقتضي ترك التفاصيل ما لم يمكن تعميمها ، ولا أرى إمكانية لتعميم ما جاء في هذه الآية

وأخيراً ... هل هناك حالات عملية محددة يمكن الإستفادة بهذه الآية منها أو أحكام شرعية محددة يمكن إشتقاقها من الآية

الزميل السيف المصقول ، لي مداخلة منفصلة للرد على ما جاء في مداخلاتك

مع خالص تحياتي

متروي
05-03-2013, 08:24 PM
ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)
قال ابن عباس: لما أنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ} تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

و معنى هذا أن الآية أزالت إشكالا كان موجودا فأصحاب العاهات كانوا مبعدين من المؤاكلة تقززا و المسلمون كانوا يجدون حرجا في الأكل مع بعضهم أو من أكل بعضهم خوفا من أن يكون في أكلهم تجاوزا لحق المضيف كأن يكون المضيف فقيرا أو متضايقا من الضيف فشعر هؤلاء المسلمون أن طعامهم ربما كانت فيه شبهة فبين الله لهم الحق و انه لا حرج عليهم .

و قال سعيد بن المسيب :أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم، وكانوا يأمرونهم أن ياكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها، ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
و هنا تكون الآية أيضا قد حلت مشكلا فالمجاهدون كانوا يتركون بيوتهم بما فيها أمانة عند المتخلفين و كان هؤلاء المتخلفون يحرسون البيوت و يجدون حرجا في الأكل مما فيها فوضح الله عز وجل لهم أنه لا حرج عليهم في الاكل ..



وأخيراً ... هل هناك حالات عملية محددة يمكن الإستفادة بهذه الآية منها أو أحكام شرعية محددة يمكن إشتقاقها من الآية

الحالات العملية واضحة فالمؤاكلة بين المسلمين حلال و ليس فيه تعدٍ ولا أكل بالباطل و فيها جواز مؤاكلة المرضى و فيها جواز الأكل من بيوت المجاهدين التي يحرسونها دون إذنهم .

و أما قولك :


وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية

هذه الآية مجيزة و ليست مجبرة فليس كل واحد من المذكورين مجبر على استضافة غيره أو مجبر على السماح لغيره بتفتيش بيته بحثا عن الأكل بل هي مجيزة ترفع الحرج عن المسلمين
فمن كان في بيت صديقه و وجد أكلا فله أن يأكل ذلك حلالا دون إنه و لاحظ أننا نتكلم عن الأكل و ليس عن المال ولا عن جمع الأكل في كيس و أخذه ؟؟؟؟ بل نتكلم عن حكم القرابة و الصداقة التي تفرح بأكل القريب و الصديق عندهم .

إلى حب الله
05-03-2013, 10:36 PM
الزميل الربوبي - وقد عهدت منك ذكاء ولكن مع نقص علم في الدين واللغة والتاريخ للأسف - :
أود أن أنصحك بنصيحتين مختصرتين قبل أن تسرد لنا باقي الـ 20 نقطة وسؤال أو شبهة وهما :

1- لا تجعل حالك دوما هيحال مقياس كل ما تقرأ .. فالقرآن نزل لكل الناس ولكل زمان .. وبالتأكيد فيهم ما لا يوجد فيك : وفيك ما لا يوجد فيهم : فتنبه ..

2- هناك بعض الشبهات التي لو نظرت في تقييمها لأول وهلة : وهل تظن أنها مرت على أمة بعلمائها طيلة 14 قرن من الزمان : فهذا وحده كفيل بإعادتك النظر فيما تظن وإعادة البحث فيه .. فربما أغنيتنا وأغنيت نفسك عن السؤال ...

بالتوفيق ...

الربوبي
05-04-2013, 08:39 AM
الزميل السيف المصقول ... تحية طيبة

لا بأس مما ذكرته في مداخلاتك ، ولكن لي بعض التعقيبات


هناك قواعد و أصول في التفسير يجب على المفسر أن يلتزم بها و هي ما تسمى بأصول التفسير يجب مراعاتها عند تفسير الآيات الكريمة

تذكرني هذه العبارة بالإعجازيون (الذين يستخرجون الإعجازات العلمية من القرآن) ، فلا أظن أنهم يلتزمون بأي من أصول التفسير في تأويلاتهم تلك لآيات القرآن ... وعلى كل حال بالنسبة لموضوع التفسير وتحفظاتي على تعدد تفاسير الآية وعدم وجود تفسير قطعي لها ، فهذه النقطة متشعبة ومن عدم الإنصاف إنتقادها بدون الخوض في تفاصيلها كما تفضلت بالقول ...


قولك ( ما هو الحرج في أن يأكل الأعمى والأعرج من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية .... وهل الآية تختص بالأكل أم بالجهاد كما قال بعض المفسرين أو بغير ذلك ) قوله سبحانه و تعالى ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج عرج و لا على المريض حرج ) منفصل عن ( و لا على أنفسكم .... الآية )

شكراً على التوضيح ... ولكن هل أنت متأكد بأنها منفصلة ،
يبدو لي كلامك هنا كمجرد رأي ، وهناك آراء أخرى تخالفه !! أنا عن نفسي محتار ، وكنت أتمنى أن تكون فعلاً منفصلة حتى أستطيع فهم الآية ، فلا تتصور مقدار الجهد والوقت الذي بذلته في محاولة فهمها ، وقد ضعت بين أقوال المفسرين وما ينسبونه من أقوال للصحابة والتابعين حول تفسير الآية


طبائع الناس تختلف فما لم تتحرج فيه غيرك قد يتحرج في ذلك و القرآن لم ينزل ليخاطب فرد أو مجتمع واحد بل ليخاطب البشرية كلها و عوائد المجتمعات و طبائعهم تختلف من مكان لآخر و من زمان إلى زمان و تتغير

أفهم ذلك ... وانا لم أحاول فهم الآية بظروف عصرنا أو ظروفي الخاصة وتجاربي الشخصية ... وما أتحفظ عليه بخصوص الآية هو تقديم نص يحدد للناس كيفية التصرف في شئ يخضع التصرف فيه لإختلاف الظروف والطبائع ومعطيات كل موقف

أما مسألة أن الآية نزلت لكي تسمح للشخص أن يأكل منفرداً دون باقي أهله بدون حرج ... (وطبعاً هذا لا يكون إلا في ظروف ندرة الطعام) ، فلا بأس في ذلك ، ولكن أنا أرى المسالة ببساطة هي ... أما حساسية مفرطة من شخص متحرج من شئ لا يدعو للحرج وعندها مثل هذا الشخص لا يستحق قرآناً منزلاً لرفع تكلفه في الحرج أو خجله الزائد ، وأما أن يكون هناك فعلاً سبب للحرج ، وعندها فالآية ليس لها فائدة عملية وستكون غير صالحة للتطبيق ، فإذا كان هناك ما يدعوني للتحرج من الأكل بدون باقي الأسرة (خوفاً من أن أكل أكثر من نصيبي مثلاً) فالحل لا يكون بالسماح لي بالأكل بدون تحرج ...


لا يتوقف فهم الآية على أسباب النزول و لم يقل بهذا أحد من علماء المسلمين و هناك قاعدة شرعية متقررة عندهم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ففهم الآية متوقف بالدرجة الأولى على البنية اللغوية و دلالاتها و موقعها مما تقتضية الصنعة الإعرابية و هناك قواعد أخرى مذكورة في أصول التفسير ليس منها سبب النزول و وجود روايات مختلفة لأسباب النزول لا يستغرب ما دام وجود الكذب و الكذبة في البشر فمل تقوله في أسباب النزول غير صحيح فلا تلزمنا بشيء لا نلتزمه !!!


أتفق معك أيضاً بأن فهم أسباب النزول ليس هو الشئ الوحيد المعتبر ، ولكن لا بد أنك تتفق معي في أهميته ، فكثير من آيات القرآن هي بالاساس تتعامل مع أحداث محددة وقعت في زمن الرسول فنزلت الآيات لتبين الحكم الشرعي وقواعد التصرف في هذه الحالات ... وعندها فإن أسباب النزول تكون أساسية جداً جداً لفهم سياق الآيات، ولكن مع الأسف وكما أسلفت ، معظم أسباب النزول رغم أهميتها غير قطعية الثبوت ... الشيعية مثلاً أدركوا أهمية اسباب النزول لفهم القرآن فأختلقوا أحاديث بأسانيد مزيفة منسوبة لعلي بن أبي طالب ثم إدعوا بعد ذلك بأن ما من آية من آيات القرآن لها سبب نزول إلا وقام الرسول بتعليم علي بن أبي طالب بأسباب النزول تلك وإعطاءه تفسير قاطع للآيات ...


و هذه من التنظيمات التشريعية في داخل الصف الإسلامي الذي تميزه عن غيره من المجتمعات و التميز فيه من الفوائد و الحكم الكثيرة النفسية و الإجتماعية التي تحافظ على بقاء المجتمع و استمراريته في أداء رسالته و كم من دخل مجتمع مسلم فأسلم و لم يدعه أحد للإسلام و ذلك لمجرد مشاهدته التنظيم الداخلي للمجتمع المسلم

أتفق معك في قضية التظيم الداخلي الرائع للمجمتع المسلم ، ولكن أذكرك بأن هذا التنظيم ليس مرتبطاً بالضرورة بالإسلام ، فهذا التنظيم الرائع الذي تتحدث عنه تجده في معظم المجتمعات الشرقية وفي معظم المناطق الريفية في شتى أنحاء العالم ، وفي نفس الوقت لن تجده في الأحياء الراقية ولدى الطبقات الغنية وحتى المتوسطة التي تعيش في مدن القاهرة والرباط وتونس وعمان ودمشق وغيرها من المدن الكبرى في العالم الإسلامي .

ولكن ما هو علاقة التنظيم الداخلي للمجتع الإسلامي بهذه الآية ... الناس كانت تأكل في بيوت أقاربهم (عندما كانت المجتعمات متماسكة ، بدون ان تعرف أو تسمع حتى بهذه الآية) ، وعندما تفككت المجتمعات الإسلامية الحضرية لم تنفع تلك الآية في حث الناس على تجاوز الحواجز النفسية والاكل بدون إستئذان في بيت العم أو الخال الذي أصبح كالغريب بسبب تباعد المسافات بين الناس في المدن ... ولا أظن أن الآية القرآنية محل النقاش ستكون ذات جدوى في حل تلك المعضلة أو أنها ساهمت في الماضي في حل تلك المعضلة ، فالآية بالأساس غامضة وغير مفهومة ومختلف حولها بين المفسرين ، فكيف يكون لها فائدة عملية


نعم المسألة تقدير شخصي ما المشكلة في هذا بل هذا من سماحة الإسلام و رفعه الحرج عن اتباعه فهناك مسائل في الشرع متروكه للإجتهاد الشخصي


وهذا هو لب المشكلة ، نص قرآني يعطي رأياً غير واضح ، في أمر متوقف على الإجتهاد الشخصي وظروف المجتمعات ويختلف التصرف الأمثل بحسب ظروف الموقف


وتقول الآية ... (أو ما ملكتم مفاتيحه) ، فهل يعني ذلك مثلاً أن بواب العمارة الذي لديه نسخة من مفاتيح شققها لديه تصريح قرآني بالأكل في كل شقق السكان ؟؟؟ كيف يستقيم السماح للغريب الذي يملك مفاتيح منزلي بالأكل في منزلي بدون إذني! ، ولو قصد بمعنى (ما ملكتم مفاتيحه) الوكيل المستؤمن كما قال بعض المفسرين ، فبدايةً المعنى غير متفق عليه مرة أخرى ، وثانياً هل من العدل أو من الذوق أن يأكل الوكيل المستؤمن من بيت أو مخزون غذاء موكله بدون إذن صريح أو ضمني من هذا الموكل ، وطالما أنه كذلك ، فمرة أخرى أجد أن الفائدة العملية من هذه الآية بحاجة لتوضيح !!
---------
فهمت الآية فهما خاطئا و تبني عليه نتائج خاطئة ملكتم مفاتحه أي البيوت التي تملكون التصرف فيها بإذن أربابها فبواب العمارة لا يتنطبق عليه الآية و بهذا يزيل الإشكال الذي تتصوره في ذهنك !

يعني الآية تقصد ، لو ملكت مفتاح منزل وحصلت على إذن من صاحب المنزل للأكل فيه ، فكل ولاحرج عليك !!! يعني كما قلت لك الآية تذكر بديهيات لا تحتاج لتشريع أو تحليل إلهي ، أليس كذلك

تحياتي

الربوبي
05-04-2013, 09:07 AM
الزميل متروي ... تحية طيبة

فيما ردي المختصر على مداخلتك ، وأعذرني على الإختصار ، فأنا مجهد صراحة وقد قضيت ساعات بدون مبالغة في محاولة فهم الآية وفهم تفاسيرها ، بدون جدوى !! المشكلة أن كتب التفسير تحتوي أقوالاً وكأن كاتبها لا يتوقع أن هناك شخص ما سيقوم بقراءة ما تمت كتابته ... كلام يفتقد للمنطق وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع ... وعلى أي حال مع إحترامي للقيمة العلمية التي يحظى بها هؤلاء المفسرين القدامى ... إلا أن شخص لا يتورع عن سرد الإسرائيليات في كتابه مثل الطبري أو إبن كثير ويورد حكايات عن سفينة نوح بأن الفأر إنبثق من منخار الأسد وما شابه ذلك من الحكايات التي تمتلئ بها كتب المفسرين القدامى ، مثل هذا الشخص لا يمكن أن أعطيه عقلي وأنا أقرأ له !!!

والمشكلة الأساسية فيما أوردته أنت هو أنك ذكرت ثلاث أو أربع أسباب نزول ، لا يمكن توفيقها مع بعضها ولا بد من أخذ أحدها على أنه الصحيح وطرح الباقي ولكن أي واحد سنأخذ !!!


قال ابن عباس: لما أنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ} تحرج المسلمون عن مُؤاكلة المرضى والزَّمْنَى [والعمى] والعرج، وقالوا: الطعام أفضل الأموال، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب [والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام] والمريض لا يستوفي الطعام. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

و معنى هذا أن الآية أزالت إشكالا كان موجودا فأصحاب العاهات كانوا مبعدين من المؤاكلة تقززا و المسلمون كانوا يجدون حرجا في الأكل مع بعضهم أو من أكل بعضهم خوفا من أن يكون في أكلهم تجاوزا لحق المضيف كأن يكون المضيف فقيرا أو متضايقا من الضيف فشعر هؤلاء المسلمون أن طعامهم ربما كانت فيه شبهة فبين الله لهم الحق و انه لا حرج عليهم .

نص الآية يصعب فهمه على هذا النحو ، فلو كان هذا هو المقصود فما هي علاقة الآباء والأصدقاء والعمات والخالات بذلك ؟ ولماذا ذكرتهم الآية ؟ فأرجو التوضيح ، لو كان التقزز من مؤاكلة أصحاب العاهات أو الحرص على عدم ظلمهم عند الأكل معهم هو الحرج الذي أرادت الآية رفعه لكان الأولى ذكر الغريب وليس الأقرباء والاصدقاء ، فهم أكثر تقززاً وربما هم من يتحرجون من الأكل مخافة ظلم أصحاب العاهات عند مؤاكلتهم ، أما القريب فهو لا يتقزز ولا يتحرج من الظلم لأنه ينأى بنفسه عنه غالباً وليس بينه وبين ذي العاهة كلفة حتى يتحرج منه ... أرجو منك فقط محاولة وزن كلام إبن عباس وتطبيقه على الآية ، صدقني لن تستطيع ... كلام إبن عباس في وادي والآيات في وادي (طبعاً لو كان هذا كلام إبن عباس أصلاً)


و قال سعيد بن المسيب :أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم، وكانوا يأمرونهم أن ياكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك، فكانوا يقفون أن يأكلوا منها، ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

الله يفتح عليك ، اخيراً وجدت شئ منطقي ومعقول يمكن ان يساعد في فهم الآية ... أنا الآن تقريباً فهمت الآية (أو على الأقل شقها الأول المتعلق بذوي العاهات) ، فهي تعطي تصريح لذوي العاهات ممن يتخلفون عن الجهاد لأن يأكلوا من بيوت المجاهدين التي يحرسونها بدون إذنهم ... كلام جميل جداً ... وأظن أن هذا هو سبب نزول الآية ... ولكن ماذا عن التفاصيل ... (بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتهم ، أو بيوت أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم ... أو بيت صديقكم .. أو ما ملكتم مفاتيحه) ... أحسب أن قول القرآن ما ملكتم مفاتيحه بدون تفصيل يغني ، خصوصاً أن هذا المجاهد قد يستخلف شخصاً في بيته ليس من أقرباءه المذكورين في الآية وليس صديقه ...


هذه الآية مجيزة و ليست مجبرة فليس كل واحد من المذكورين مجبر على استضافة غيره أو مجبر على السماح لغيره بتفتيش بيته بحثا عن الأكل بل هي مجيزة ترفع الحرج عن المسلمين

ما كنا ماشين كويس :13: ... لو أخذنا قول سعيد بن المسيب فإن الآية يجب ان تكون مجبرة وليست مجيزة ...فهي تجبر المجاهدين على قبول قيام متعهدي بيوتهم بالأكل من بيوتهم أثناء خروجهم للجهاد ، وستتحول الآية لنص محلل لشئ محدد (نص محكم) وليس مجرد حديث عن آداب عامة ... لكن عندها سأجد صعوبة في فهم نص مشرع يقول "صديقكم" وهي كلمة عائمة ... تصور نص قانوني مسموح الأكل في بيوت الأصدقاء بدون إذن دون أن يضع تعريفاً دقيقاً لمعنى كلمة الأصدقاء !

الآية لو كانت مجيزة يا زميلي فستصبح بلا معنى ، وأنا لما أبديت إعتراضي على الآية في أول مداخلة كان هذا الإعتراض بناءاً على فهمي للآية بأنها مجيزة وأنها آية آداب عامة ... فقلت لماذا يؤطر القرآن آداب عامة تخضع في المقام الأول لمسألة الذوق والتقدير الشخصي بنصوص محددة ، ولماذا لا تترك هذه المسألة مثلاً للأحاديث النبوية التي تخوض أكثر في التفاصيل ... ولكن عموماً أعجبني ما ذكره "سعيد بن المسيب" من سبب نزول للآية وأراه منطقي جداً


فمن كان في بيت صديقه و وجد أكلا فله أن يأكل ذلك حلالا دون إنه و لاحظ أننا نتكلم عن الأكل و ليس عن المال ولا عن جمع الأكل في كيس و أخذه ؟؟؟؟ بل نتكلم عن حكم القرابة و الصداقة التي تفرح بأكل القريب و الصديق عندهم .

أنت الآن تتكلم عن الشق الثاني من معنى الآية (على إفتراض أن الآية يمكن أن تفهم في شقين مختلفين) ، هذا الشق الذي لا يخص ذوي العاهات والمرضى ولكن يخص كل الناس ... (شق "ولا على أنفسكم") ... وعندها سأقول لك ما ذكرته للزميل السيف المصقول ... كيف ينزل الله قرآناً ليحلل شئ هو حلال بالبديهة أو ليحدد طريقة التصرف في موقف تختلف طريقة التصرف المثلى فيه حسب الزمان والمكان ومعطيات الموقف ... ولماذا يخوض القرآن في تفاصيل لا يمكن تعميمها


الحالات العملية واضحة فالمؤاكلة بين المسلمين حلال و ليس فيه تعدٍ ولا أكل بالباطل و فيها جواز مؤاكلة المرضى و فيها جواز الأكل من بيوت المجاهدين التي يحرسونها دون إذنهم .

بالنسبة لمسألة بيوت المجاهدين التي يحرسونها فليس لي إعتراض عليها تقريباً كحالة عملية واضحة ، أما باقي ما ذكرته فلا يمثل حالات عملية ، فكيف ينزل الله قرآناً ليحلل شئ هو حلال بالبديهة أو ليحدد طريقة التصرف في موقف تختلف طريقة التصرف المثلى فيه حسب الزمان والمكان ومعطيات الموقف

شوف أنا كانت فاكر إني حأختصر لكن ما إختصرت ...

الربوبي
05-04-2013, 09:36 AM
الزميل الربوبي - وقد عهدت منك ذكاء ولكن مع نقص علم في الدين واللغة والتاريخ للأسف - :
أود أن أنصحك بنصيحتين مختصرتين قبل أن تسرد لنا باقي الـ 20 نقطة وسؤال أو شبهة وهما :

1- لا تجعل حالك دوما هيحال مقياس كل ما تقرأ .. فالقرآن نزل لكل الناس ولكل زمان .. وبالتأكيد فيهم ما لا يوجد فيك : وفيك ما لا يوجد فيهم : فتنبه ..

2- هناك بعض الشبهات التي لو نظرت في تقييمها لأول وهلة : وهل تظن أنها مرت على أمة بعلمائها طيلة 14 قرن من الزمان : فهذا وحده كفيل بإعادتك النظر فيما تظن وإعادة البحث فيه .. فربما أغنيتنا وأغنيت نفسك عن السؤال ...

بالتوفيق ...

شكراً زميلي الفاضل على الإطراء ، ونصيحتك مقبولة عموماً ، ولو كانت نصيحتك متعلقة تحديداً بما طرحته في هذا الشريط ، فأطمئنك بأنني أعمل بها ، ولم أقيس على نفسي أو ظروفي أو طباعي الشخصية أو ظروف عصري عندما تناولت الآية موضوع هذا الشريط

أما بالنسبة للشبهات التي مرت أم لم تمر على العلماء (علماء الدين) ، فأنا على يقين بأن كل الشبهات مرت عليهم ، ولكن لا يهمني مرورها عليهم أو عدم مرورها ، يهمني بالمقام الأول تقديمهم لمبررات قوية لدحض هذه الشبهات أم لا ... أعلم بان هناك من سيقدم المبررات ، ولو لم تقدم المبررات فهذا يعني الإعتراف بعدم صحة الدين ...

وأسترجع هنا مداخلة الزميل اللاديني "إنسان راقي" عندما قال بأن صحة الإسلام تتوقف على كماله ، وأي نقض لكماله يعني نقض الإسلام كلياً ، وبالتالي فأي شبهة لا تجاب بشكل واضح هي تعطي مبرر كافي لمن يختار عدم الإيمان لأن دين الله يجب أن يكون أدلة ثبوته واضحة وأدلة نفيه باهتة

وأعلم بأن الشبهات قد مرت على هؤلاء العلماء ولم يكفروا ، (مما يعني بأنهم قد وجدوا تبريراً يقنع عقولهم لهذه الشبهات) ... وهذه أحد الأمور التي تحيرني ... لولا أني آخذ في الإعتبار بان ليس كل البشر مثلي ، ففيهم ما ليس في وفي ما ليس فيهم ...

تحياتي الخالصة

ملحوظة : لن اطيل عليكم بشبهاتي ، وأظن أنني سأطرح موضوعاً آخر فقط بعد هذا الموضوع وأكتفي بهذا القدر ، فليس لي طاقة للدخول في حوارات الساحات التي تتطلب جهداً كبيراً ويكون مطلوب منك فيها محاورة أكثر من شخص

إلى حب الله
05-04-2013, 10:52 AM
الزميل ربوبي ...
إذا كنت قارئا للقرآن وتفاسيره :
وجدت أن الآية الواحدة قد تأتي لحكم عديدة ..
ولذلك تجد العلماء الجامعين للرأي في المسألة الواحدة أو أسباب نزول الآية الواحدة يقولون لك :
ولا مانع من اجتماع كل ذلك في سبب نزول الآية ..
أقول : بل ذلك من كمال حكمة الله تعالى ..

وأما بالنسبة للآية : فهي لبيان جواز : وليس بيان وجوب ...

وأما اعتراضك ((الوهمي)) على أنها تتحدث عن أشياء تختلف من أحد لآخر ومن بيئة ومجتمع لآخر :
أقول : بل هذا من قصور نظرك !!..
بل الله تعالى يحدد أدنى العلاقات المسموح بها والجائزة في الطعام :
ثم يترك لك ولأي أحد أو مجتمع الأخذ بها أو الترك ..!
فماذا في هذا ؟!!..

هل لما يذكر الله تعالى في قرآنه مثلا ً: " وأن تعفوا أقرب للتقوى " : هل يعني ذلك أن الذي لا يعفو يكون ارتكب جرما ؟!
وهل لما يقول : " ادفع بالتي أحسن " أو غيرها من آيات العفو : هل يعني ذلك أن من يعمل بالعدل فيقتص لنفسه : يكون أجرم ؟!
العبرة هنا وكمال التشريع هو في بيان الحد الأدنى المسموح به شرعا ..
فمن أراد الأخذ والعمل به كان .. ومن لم يرد : فلا شيء عليه !!

هذا يرد الكلام الكثير الذي ذكرته وحاولت الطعن به والتشكيك به في آيات محكمات من أروع الآداب الإسلامية !

ورد في الإباحة في هذه الآيات أسباب عدة وكلها وجيهة : ولا مانع من اجتماعها فنزلت تلك الآيات جوابا لها ومثل غيرها من القرآن ..
جاء فيها تحرج أكل المرضى مع الأصحاء .. وتحرج أكل المدعوين منهم مع الأصحاء إذا أخذوهم لبيوت أقاربهم لعدم وجود أكل في بيوتهم : فيتحرج المرضى من الأكل في بيوت غير التي دعوا إليها !!.. وجاء فيها تحرج أكل المرضى من المخلفين في بيوت من تركوا مفاتحها معهم !!.. وورد فيها بعض الحرج عند بعض القبائل من الأكل من بعض بيوت الأقارب أو الصديق .. أو الأكل منفردين أو جماعات - وهي عادات كانت في بعض القبائل - .. فجاء الإسلام في كل ذلك ليبين لهم الأصل والأدنى الذي لا شيء فيه ..

وأما شبهتك أخيرا بأن القرآن يتحدث عن أشياء - لو أخذناه بظاهرة - : ليس لها معنى مثل قوله : " أو من بيوتكم " ؟؟..
أقول :
لو نظرت للفئات المذكورة في الآية - وبكل بساطة - : لن تجد فيها بيوت (( أبنائكم )) ..
فدل ذكره عز وجل بلفظة : " بيوتكم " أنها تشمل بيوت الأبناء : وأن في ذلك عبرة وأدب بليغ وهو :
أنه رغم الأمر بالاستئذان المفصل في الآية الأخرى من القرآن ومجيء كلمة " بيوتكم " فيها - وذلك مراعاة لحرمة زوجة الابن وبناته وعوراتهن - :
فإنه في الحديث عن الطعام : لم يفصل الله تعالى بين وصف بيوتكم : وبيوت أبنائكم ليبين لنا أن ما للابن من رزق وخير وطعام :
هو يحل للوالدين الطعام منه على أي حال ولعظيم ما بذلا لأولادهما ولعظيم حقهما عليهم .. والأحاديث في ذلك واضحة المعنى مثل أنه لا يُقتل والد بولده .. ومثل الحديث التالي :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي اجتاح مالي ..! فقال : أنت ومالك لأبيك !!!.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولادكم من أطيب كسبكم : فكلوا من أموالهم " .. والحديث رواه ابن ماجة وصححه الألباني ..

بالتوفيق ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
05-04-2013, 12:24 PM
الزميل محب أهل الحديث يقول بأن غرض الآية هو السماح بالأكل في بيوت هؤلاء المذكورين في الآية ... ويكفي ذلك سبباً لنزولها ودحضاً لتحفظاتي عليها ، وأقول للزميل ، صحيح أن القرآن نزل للسماح بالأكل في بيوت الأصدقاء والأقرباء ، ولكن ما هي أهمية السماح بما هو عادي (عندما يكون الأكل في بيوت هؤلاء عادياً ومقبولاً) ، وكيف يسمح القرآن بما هو ليس عادياً (إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء ليس عادياً)

وإذا كان الأمر خاضع للتقدير الشخصي ، (كما ذكر الزملاء) ويختلف التصرف المناسب بإختلاف العادات والظروف ، فما أهمية قيام القرآن بالسماح بالأكل في بيوت المذكورين في الآية ،، الفكرة الأساسية لهذا الموضوع هي التحفظ على دخول القرآن في تفاصيل دقيقة لا تتناسب (من وجهة نظري) مع كونه دستور شامل للناس في كل زمان ومكان ، والدساتير عادة لا تخوض في التفاصيل الدقيقة ، والصلاحية لكل زمان ومكان تقتضي ترك التفاصيل ما لم يمكن تعميمها ، ولا أرى إمكانية لتعميم ما جاء في هذه الآية
ما أهمية السماح !
هل هذه شبهة يا رجل بالله عليك ؟؟
أهمية السماح رفع الحرج وهي قضايا لها أسباب نزلت من أجلها ؟؟؟
لكن أنا فهمتك لأن قولك أن القرآن يقول كذا ويفعل كذا معناه أنه من تأليف محمد عليه السلام فليكن هذا واضحا ؟؟؟
طبعا وعلى طريقة الأستاذ السرداب رضي الله عنه أنت وقعت في فخ كبييييير !
هات لنا دليل على أن محمد عليه السلام كان قد ألف الآيات وكان يكذب على الناس بقوله قال الله وأنزل الله ؟؟؟
ها نحن ننتظر ونرجو من الإخوة إلزامه بذلك كون مشكلته ليست في فهم النص وإنما في أصل التنزيل هل هو من الله العزيز الحكيم أم من تأليف بشر كان يصدق القول والفعل مع الناس ويكذب على الله ؟؟؟

السيف الصقيل
05-04-2013, 03:04 PM
مجمل مشاركتك تدور حول تيهك في اختلاف المفسرين و دخول الإسلام في تفاصيل تراها بديهية و ذكرت تعبك في قراءة تفسير الآيات و كل هذا يتعلق بقصورك الذاتي فالمشكلة مشكلتك أنت و ليست مشكلتنا فأنت تعاني من قصور في معرفة اللسان العربي من الناحية النحوية و اللغوية و البيانية بل تعاني من مشكلة كيفية الحصول على المعرفة بذاتها ثم تريد أن تٌبرز هذه المشكلة كمشكلة مطلقة للجميع !!! و قدقلنا اختلاف المفسرين لها أسباب منها تنوع ثقافة كل مفسر وما لديه من علوم ومعطيات وما يستجد في عصره من قضايا و هناك قواعد تحسم خلافهم مثل أن الأصل عودة الضمير علي أقرب مذكور سابق ، وأن الواجب الأخذ بظاهر النص فالأصل هو إجراء الكلام علي معناه الظاهر و أن الأصل بقاء العام علي عمومه ما لم يرد ما يخصصه ، وبقاء المطلق علي إطلاقه ما لم يرد ما يقيده ، و أن النصوص تجمع و يعمل بها جميعا وأن الأصل بقاء النظم القرآني على نسقه وترتيبه ، والاستفادة من تنوع القراءات في إثراء المعنى فلا نرجح قراءة علي قراءة أخري قد ثبتت ، ولا يجوز رد القراءة الثابتةو أن معنى المفردة اللغوية يؤخذ من لسان العرب ما لم يرد نقله من الشارع إلى معنى آخر فحينها يجب الأخذ به و أن يجب مراعاة بنية اللفظة القرآنية من الناحية الصرفية و من الناحية الإعرابية إلى غيرها من قواعد يجب مراعاته أثناء التفسير و التعامل مع اختلاف المفسرين أما قولك أن القرآن في هذه الآيات تتطرق إلى بدهيات فعلى التسليم لك بذلك نسلم لك ذلك جدلا فأولا الله يفعل ما يشاء سبحانه و لا يُسأل عما يفعل و ثانيا كأنك لا تعلم أن هناك من جادل في البديهيات و شكك في الحقائق كلها فما بالك بتشريعات تنظيمية و آداب حسنة لا تهتدي إليها العقول و القرآن الكريم ليس لي أو لك أو لفئة معينة من الناس أو لطبقة معينة القرآن الكريم يخاطب جميع البشر على شتى فئاتهم و اختلاف ثقافاتهم و تنوع طبائعهم و عاداتهم و قدراتهم العقلية و ما دمت أنك صرحت بأن ليس لك طاقة للدخول في حوارات الساحات التي تتطلب جهداً كبيراً كما تزعم فأنصحك بكتابين أولاهما للدكتور الفاضل / فاضل صالح السامرائي هو متخصص كبير في اللغة العربية و له مؤلفات غاية في النفاسة تتعلق باللغة العربية و أبحاثها و الكتاب هو
نبوة محمد من الشك إلى اليقين
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7548
و لعلمك هذا الدكتور كان ملحدا فهداه الله
http://www.youtube.com/watch?v=H2eyXRwIa80

و الكتاب الآخر هو
ظاهريه ابن حزم الاندلسي:نظريه المعرفه و مناهج البحث
و هو بحق قنبلة معرفية يجيب على السؤال الذي أقلق الفلاسفة و أقض مضاجعهم كيف تحصل على المعرفة بيقين ؟!!
فقد لا حظت أن مشكلتك هي تتمحور في عدم التمييز بين المعرفة الظنية و المعرفة اليقينية
http://www.book.feqhweb.com/?book=%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A%D 9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87

الربوبي
05-04-2013, 05:58 PM
فقط للتخفيف وترطيب الموضوع أورد هذا الكليب الرائع ، وجدته صدفة أثناء بحثي في الموضوع ، ولي عودة لاحقة للرد على مداخلات الزملاء


http://www.youtube.com/watch?v=ukCaorfNWw8

متروي
05-04-2013, 08:09 PM
مشكلة الربوبي أنه يقرر العادي و غير العادي بناء على واقعه هو بعيدا عن الواقع الذي نزلت فيه الآية و الوقائع المشابهة فعادات الشعوب تختلف و المسلمون عند نزول الآية كانوا في واقع جديد مختلف تماما عن واقع الجاهلية الذي كانوا فيه و أصبح عندهم تحرج جديد من ظلم بعضهم البعض بقصد أو بغير قصد و لولم يكن واقعهم يحتاج لهذه الآية ما نزلت بل حتى اليوم نجد كثيرين يتحرجون من الأكل عند الأصدقاء دون إذن بل وحتى عند الأقارب فنجد الكثيرين لا يأكلون حتى يُحثون و يقسم عليه و لو كانوا لوحدهم و الطعام أمامهم ما أكلوا و بعضهم يفعل ذلك حياء و بعضهم دينا حسب فهمهم فجاءت الآية لتوضح الأمور بشكل جلي فلا حرج في الأكل و لا حرج في ذلك لا على المرضى ولا على الأصحاء فالمسلمونفكلهم سواء في ذلك ..
أما عدم ذكر الغريب فهو الطبيعي ؟؟؟؟ فالغريب غريب لا يعرف طبعه فكيف يسمح بالإقتراب من بيته دون إذنه ؟؟؟
و أضرب مثلا واقعي هل عادات شعوب أوروبا و الصين و غيرهم مثلا تسمح لأحدهم أن يأكل من بيوت هؤلاء المذكورين بعفوية ؟؟؟؟

الربوبي
05-05-2013, 07:44 PM
الزميل أبو حب الله ... تحية طيبة ، وفيما يلي ردود مختصرة على مداخلتك الأخيرة


الزميل ربوبي ...
إذا كنت قارئا للقرآن وتفاسيره :
وجدت أن الآية الواحدة قد تأتي لحكم عديدة ..
ولذلك تجد العلماء الجامعين للرأي في المسألة الواحدة أو أسباب نزول الآية الواحدة يقولون لك :
ولا مانع من اجتماع كل ذلك في سبب نزول الآية ..
أقول : بل ذلك من كمال حكمة الله تعالى ..

ليس لدي إي إعتراض على آية تأتي بحكم عديدة ، وإنما إعتراضي على آية يكون لها أكثر من مناسبة نزول منقولة بواسطة أقوال الصحابة والتابعين في كتب التفسير ، وإعتراضي على آية يتم تفسيرها بالرأي فتختلف الآراء في تفسيرها بل وتتعارض ، دون أن يكون هناك مجال لترجيح رأي على آخر ... ولسان حال المفسرين يقول قد يكون المقصود كذا وربما كذا وربما كذا ... وهناك فرق بين آية فيها أكثر من حكمة وبين آية فيها أكثر من قول أو رأي حول معناها


وأما بالنسبة للآية : فهي لبيان جواز : وليس بيان وجوب ...

بيان جواز ما هو جائز بداهة !!! أم بيان جواز ما قد يكون غير جائز أحياناً عندما يكون الأكل في بيوت المذكورين من غير اللائق والمناسب !!


وأما اعتراضك ((الوهمي)) على أنها تتحدث عن أشياء تختلف من أحد لآخر ومن بيئة ومجتمع لآخر :
أقول : بل هذا من قصور نظرك !!..
بل الله تعالى يحدد أدنى العلاقات المسموح بها والجائزة في الطعام :
ثم يترك لك ولأي أحد أو مجتمع الأخذ بها أو الترك ..!

الأدنى المسموح هو شئ غير قابل للتحديد أساساً بسبب إعتماد لياقة أو عدم لياقة الأكل في بيوت المذكورين على الظروف وملابسات الموقف ... هل تود القول بأن الآية تفيد بأن الأصل هو السماح بالأكل بدون إسئذان في بيوت المذكورين في الآية ما لم يوجد ما يحول دون ذلك أو يجعله غير مناسباً ... لا بأس في ذلك مبداياً ، سوف أتأمل هذا القول وارجع لك لاحقاً بخصوصه لإقراره أو رفضه


هل لما يذكر الله تعالى في قرآنه مثلا ً: " وأن تعفوا أقرب للتقوى " : هل يعني ذلك أن الذي لا يعفو يكون ارتكب جرما ؟!
وهل لما يقول : " ادفع بالتي أحسن " أو غيرها من آيات العفو : هل يعني ذلك أن من يعمل بالعدل فيقتص لنفسه : يكون أجرم ؟!
العبرة هنا وكمال التشريع هو في بيان الحد الأدنى المسموح به شرعا ..
فمن أراد الأخذ والعمل به كان .. ومن لم يرد : فلا شيء عليه !!

أرى فرقاً بين الآية محل النقاش وتلك الامثلة التي أوردتها ... أن تعفو أقرب للتقوى وأدفع بالتي هي أحسن هي آيات واضحة المعنى وفيها دعوة لخلق كريم محدد هو العفو رغم القدرة على القصاص أو إستحقاق الإنصاف في الآية الأولى ، وخلق التسامح في الآية الثانية ... فما هو الخلق الذي تدعو له الآيات التي نناقشها ، هل تدعو مثلاً لعدم الحرج من الأكل في بيوت الأهل والاصدقاء ...

ورد في الإباحة في هذه الآيات أسباب عدة وكلها وجيهة : ولا مانع من اجتماعها فنزلت تلك الآيات جوابا لها ومثل غيرها من القرآن ..

جاء فيها تحرج أكل المرضى مع الأصحاء .. وتحرج أكل المدعوين منهم مع الأصحاء إذا أخذوهم لبيوت أقاربهم لعدم وجود أكل في بيوتهم : فيتحرج المرضى من الأكل في بيوت غير التي دعوا إليها !!.. وجاء فيها تحرج أكل المرضى من المخلفين في بيوت من تركوا مفاتحها معهم !!.. وورد فيها بعض الحرج عند بعض القبائل من الأكل من بعض بيوت الأقارب أو الصديق .. أو الأكل منفردين أو جماعات - وهي عادات كانت في بعض القبائل - .. فجاء الإسلام في كل ذلك ليبين لهم الأصل والأدنى الذي لا شيء فيه ..

كلام جميل ويبدو منطقياً ... دعني أتأمله ثم أرجع لك بخصوصه


وأما شبهتك أخيرا بأن القرآن يتحدث عن أشياء - لو أخذناه بظاهرة - : ليس لها معنى مثل قوله : " أو من بيوتكم " ؟؟..
أقول :
لو نظرت للفئات المذكورة في الآية - وبكل بساطة - : لن تجد فيها بيوت (( أبنائكم )) ..
فدل ذكره عز وجل بلفظة : " بيوتكم " أنها تشمل بيوت الأبناء : وأن في ذلك عبرة وأدب بليغ وهو :
أنه رغم الأمر بالاستئذان المفصل في الآية الأخرى من القرآن ومجيء كلمة " بيوتكم " فيها - وذلك مراعاة لحرمة زوجة الابن وبناته وعوراتهن - :
فإنه في الحديث عن الطعام : لم يفصل الله تعالى بين وصف بيوتكم : وبيوت أبنائكم ليبين لنا أن ما للابن من رزق وخير وطعام :
هو يحل للوالدين الطعام منه على أي حال ولعظيم ما بذلا لأولادهما ولعظيم حقهما عليهم .. والأحاديث في ذلك واضحة المعنى مثل أنه لا يُقتل والد بولده .. ومثل الحديث التالي :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي اجتاح مالي ..! فقال : أنت ومالك لأبيك !!!.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أولادكم من أطيب كسبكم : فكلوا من أموالهم " .. والحديث رواه ابن ماجة وصححه الألباني ..

في هذه أختلف معك ، فحصر كلمة (في بيوتكم) بأن المقصود بها (في بيوت أبناءكم) هو تأويل يخالف أصل النص ولا قرينة عليه ، ومعظم المفسرين قالوا بأن الأبناء قد يتضمنهم قول القرآن (في بيوتكم) ولكن لا يقتصر المعنى على ذلك ، وإنما المقصود أن يأكل الرجل في بيته دون مشاركة زوجته مثلاً أو العكس أو ما شابه ذلك

تحياتي

الربوبي
05-05-2013, 07:48 PM
الزميل محب أهل الحديث ... تحية طيبة


ما أهمية السماح ! هل هذه شبهة يا رجل بالله عليك ؟؟ أهمية السماح رفع الحرج وهي قضايا لها أسباب نزلت من أجلها ؟؟؟

أهمية السماح بأمر بديهي هي المشكلة ، وأهمية السماح بأمر نسبي قد يكون عمله صحيحاً أو غير صحيح حسب ظروف الموقف هي المشكلة
أنت تقول بأن السماح جاء لرفع الحرج ، كلام جميل ... يعني الآية بالبلدي بتقول للناس ما تتحرجوا من الأكل في بيوت أقربائكم وأصدقاءكم ، يعني بالبلدي أكثر ما تستحوا أو ما تخجلوا أو ما تتكسفوا من الأكل في بيوت المذكورين ... لكن كأن فيه حاجة غلط ، كيف الواحد ما يخجل أو يتحرج إذا كان الأكل في بيوت هؤلاء المذكورين إذا كان هناك مدعاة للحرج ، مثلاً إذا كان قريبي أو صديقي هذا الذي أنا أزوره في بيته علاقتي معه ليست قوية بما يسمح لي بالأكل في بيته بدون إذنه


لكن أنا فهمتك لأن قولك أن القرآن يقول كذا ويفعل كذا معناه أنه من تأليف محمد عليه السلام فليكن هذا واضحا ؟؟؟

هذا واضح جداً يا عزيزي ، وأنا لم أخفيه ، فأنا لاديني وبالتالي أنا بالضرورة أؤمن بأن القرآن ليس كلام الله


طبعا وعلى طريقة الأستاذ السرداب رضي الله عنه أنت وقعت في فخ كبييييير !
هات لنا دليل على أن محمد عليه السلام كان قد ألف الآيات وكان يكذب على الناس بقوله قال الله وأنزل الله ؟؟؟
ها نحن ننتظر ونرجو من الإخوة إلزامه بذلك كون مشكلته ليست في فهم النص وإنما في أصل التنزيل هل هو من الله العزيز الحكيم أم من تأليف بشر كان يصدق القول والفعل مع الناس ويكذب على الله ؟؟؟

يا سيدي البينة على من إدعى ، أعطيني دليل قاطع يثبت صحة الإسلام وأنا مستعد للإيمان

تحياتي

الربوبي
05-05-2013, 07:52 PM
الزميل السيف الصقيل ...

لن اخوض في تفاصيل مداخلتك الآخيرة ، والتي في مجملها تدور حول منهج الظواهر في تفسر القرآن ، وهو منهج أنا أتفق مع الكثير من أصوله ... وشكراً على الكتب الذي الحقتها في مداختلك

أريد منك شئ اساسي لو تكرمت به ، فلعه يحسم هذا الخلاف ... أنا أثق بشدة في الفهم الظاهري للقرآن وأحسب أن التفسير الظاهري سيكون الافضل والاقرب للصحة ، لذا هلا تكرمت وقدمت لنا تفسير للآية من وجهة النظر الظاهرية

شكراً لك

الربوبي
05-05-2013, 08:03 PM
الزميل متروي ... تحية طيبة


أنا مشكلتي بالأساس هو في صعوبة فهم الآية بسبب غموضها وعدم وضوحها ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أتحفظ على الآية من باب عدم إمكانية إشتقاق فوائد عملية منها تصلح لأي واقع وأي ظروف ... وفي نفس الوقت أنا أرفض النصوص القرآنية التي تتعامل مع مواقف محددة حدثت في عصر الرسول وليس لها أي إنعكاسات على عصرنا الحالي ، مثلاً النص الذي يتحدث عن السر الذي إستأمنه الرسول لزوجته حفصه ثم قامت حفصه بإفشاءه لعائشة ، فنزل قرآن يلوم حفصة على عدم كتمان ذلك السر .. هذه الآية تتحدث عن أمور كان يجب أن لا تخرج عن غرف النوم المغلقة ، فلماذا يتضمنها القرآن ...أنا أتحفظ على القرآن عندما يكون مغرقاً في محليته ويتناول أموراً ليس لها اي تطبيق على واقعنا المعاصر !!

وأنا بصدد فهم هذه الآية مررت على الكثير من المقالات والكتب التي تتحدث عن آداب وأصول الضيافة (من جانب الضيف أو من جانب المضيف) فلم أرى فيها أي إشارة ولو بسيطة للآية التي نحن بصدد نقاشها ... فأين إنعكاس الآية على الواقع .. يمكنك أن تقول بأن الآية لها فوائد كذا كذا وتستخرج عشرات الفوائد ، ولكن هل هذه الفوائد هي فعلاً فوائد عملية جديرة بأن ينزل بها القرآن !! ولو كانت كذلك فلماذا لم تتضمنها كتابات من تحدثوا عن آداب الضيافة ، ولماذا هذه الفوائد مشوشة وغير واضحة

وأتحدى من يستخرج لي حكماً شرعياً (رسمياً) مشتقاً من الآية ، أو من يستخرج لي فائدة أو حكمة مشتقة من الآية مذكورة في كتاب أو مقال بخلاف المذكور في تفسير الآية ، فالمفسر عندما يواجه هذه الآية يجد نفسه مضطراً بحكم إتقان الصنعة أن يستخرج بعض الحكم أو الفوائد من الآية ، فيفعل ذلك بشكل متعسف غالباً

تحياتي

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
05-05-2013, 08:25 PM
سبحان الله يا زميل طريقتك للهرب هي نفس طريقة عيسى الربوبي مع الدكتور أمير
البينة على من ادعى .. البينة على من ادعى !!!
يا رجل أنت تقول أن القرآن تأليف بشري وبالتالي فمن يخبر الناس بكذا وكذا يفترض أنه يكذب عليهم وأنهم جاهلون مع أنهم أهل الفصاحة والبيان والذكاء فهات لنا ما يثبت كلامك فالبينة عليك لأنك تقول القرآن بشري وأنت جئت بهذه الدعوة ؟؟؟
اثبت لي أن القرآن تأليف بشري من رجل عُرف بالكذب أو كان يكذب على الناس وبعدها يمكننا نقاشك في الآيات وأي شئ خلافه فهو دعاوي عريضة وتكرار ومماحكات؟

الربوبي
05-05-2013, 08:50 PM
سبحان الله يا زميل طريقتك للهرب هي نفس طريقة عيسى الربوبي مع الدكتور أمير
البينة على من ادعى .. البينة على من ادعى !!!
يا رجل أنت تقول أن القرآن تأليف بشري وبالتالي فمن يخبر الناس بكذا وكذا يفترض أنه يكذب عليهم وأنهم جاهلون مع أنهم أهل الفصاحة والبيان والذكاء فهات لنا ما يثبت كلامك فالبينة عليك لأنك تقول القرآن بشري وأنت جئت بهذه الدعوة ؟؟؟
اثبت لي أن القرآن تأليف بشري من رجل عُرف بالكذب أو كان يكذب على الناس وبعدها يمكننا نقاشك في الآيات وأي شئ خلافه فهو دعاوي عريضة وتكرار ومماحكات؟

بالنسبة لإتصاف الرسول بالصدق ، فهو شئ لا دليل عليه ... وبالتالي لا يصلح بأن يقام دليلاً على صحة الإسلام ...

##### التزم بما فتحت الموضوع لأجله ولا داعي للإغراق بالشبهات التي يمتليء الموقع والنت بالردود المفحمة عليها :) - متابعة إشرافية

محبة الاسلام والعلم
05-05-2013, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعنى كل القصة استاذى بمسألة الاكل من بيوتنا ؟
طيب ..واحدة واحدة ..
حقول رايىء الشخصى ..وحذكر راىء بعض المفسرين ..
بالنسبة للقران ..ما بحبذ تفسيره بجزئية لحالها دون اخذ الاية كلها ..
خلينا نشوف الاية بالتفصيل ..



ليْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون }النور61


الاية طبعا لرفع الحرج والمشقة عن بعض الناس الذين يخجلون من الاكل امام الاخرين (كالاعمى والمريض والاعرج ) ..ولرفع الحرج عن الناس الذين يخجلون من الاكل عند بيوت اقاربهم ..
حضرتك استاذى رفضت تفسير بيوتكم بانها بيوت ابنائكم ..وحابب التفسير الحرفى ..طيب ماشى ..
حرفيا ..ممكن تقولى كيف الانسان بيسلم على نفسه ؟!
القران لا يترجم حرفيا استاذى الفاضل ..
بعض الكلمات قد يكون لها معنى اخر ..
فمثلا كلمة انفسكم ..قد تعنى اهل البيت (حسب ما فهمتها )..
وغيرها كتير كلمات طبعا ..
بعدين الاية ذكرت معظم الاقارب الا الابناء ..فممكن يكون فعلا معنى بيوتكم ..هو بيوت ابنائكم..
الله اعلم بتاويلها ..
هلقيت هذكر اراء المفسرين ..



{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(61)}
قوله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ} [النور: 61]
الحرج: هو الضيق، كما جاء في قوله سبحانه: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السمآء} [الأنعام: 125].
أو الحرج بمعنى: الإثم، فالحرج المرفوع عن هؤلاء هو الضِّيق أو الإثم الذي يتعلق بالحكم الآتي في مسألة الأكل، بدليل أنه يقول {وَلاَ على أَنفُسِكُمْ} [النور: 61].

والأعمى يتحرَّج أنْ يأكل مع الناس؛ لأنه لا يرى طعامه، وربما امتدتْ يده إلى أطيب الطعام فيأكله ويترك أدناه، والأعرج يحتاج إلى راحة خاصة في جلْسته، وربما ضايق بذلك الآخرين، والمريض قد يتأفف منه الناس. فرفَع الله تعالى عن عباده هذا الحرج، وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً} [النور: 61].

فيصح أن تأكلوا معاً؛ لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أنْ يجعل التكامل في الذوات لا في الأعراض، وأيضاً أنك إنْ رأيتَ شاباً مَؤوفاً يعني به آفة، ثم تعامله معاملة خاصة فربما جرحْتَ شعوره، حتى إنْ كان ما به أمراً خَلْقياً من الله لا يتأباه، والبعض يتأبى أن يخلقه الله على هيئة لا يرضاها.

لذلك كانوا في الريف نسمعهم يقولون: اللي يعطي العمى حقه فهو مبصر، لماذا؟ لأنه رضي بهذا الابتلاء. وتعامل مع الناس على أنه كذلك، فطلب منهم المساعدة؛ لذلك ترى الناس جميعاً يتسابقون إلى مساعدته والأخذ بيده، فإنْ كان قد فقد عيناً فقد عوَّضه الله بها ألف عَيْن، أما الذي يتأبّى ويرفض الاعتراف بعجزه ويرتدي نظارة سوداء ليخفي بها عاهته فإنه يسير مُتعسِّراً يتخبّط لا يساعده أحد.

وكأن الحق تبارك وتعالى يريد لأصحاب هذه الآفات أن يتوافقوا مع المجتمع، لا يأخذون منه موقفاً، ولا يأخذ المجتمع منهم موقفاً؛ لذلك يعطف على {لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ} [النور: 61] ثم يقول سبحانه: {وَلاَ على أَنفُسِكُمْ} [النور: 61] يعني: هم مثلكم تماماً، فلا حرجَ بينكم في شيء.

{أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ} [النور: 61] إلخ.
وكان في الأنصار قزازة، إذا جلس في بيت لا يأكل منه إلا إذا أَذِنَ له صاحب البيت، وقد يسافر الرجل منهم ويترك التابع عنده في البيت دون أنْ يأذنَ له في الأكل من طعام بيته ويعود، فيجد الطعام كما هو، أو يجده قد فسد دون أنْ يأكل منه التابع شيئاً، فأراد الحق سبحانه أنْ يرفع هذا الحرج عن الناس، فقال: {لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ وَلاَ على أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ} [النور: 61] إلى آخر هذه المعطوفات.

ولقائل أنْ يقول: وأيّ حرج في أنْ يأكل المرء في بيته؟ وهل كان يخطر على البال أنْ تجد حَرَجاً، وأنت تأكل من بيتك؟
قالوا: لو حاولتَ استقصاء هؤلاء الأقارب المذكورين في الآية لتبيّن لك الجواب، فقد ذكرتْ الآية آباءكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم وأعمامكم وعماتكم وأخوالكم وخالاتكم، ولم تذكر شيئاً عن الأبناء وهم في مقدمة هذا الترتيب، لماذا؟
قالوا: لأن بيوت الأبناء هي بيوت الآباء، وحين تأكل من بيت ولدك كأنك تأكل من بيتك، على اعتبار أن الولد وما ملكتْ يداه مِلْك لأبيه، إذن: لك أن تضع مكان {بُيُوتِكُمْ} [النور: 61] بيوت أبنائكم. ذلك لأن الحق تبارك وتعالى لم يُرِدْ أنْ يجعل للأبناء بيوتاً مع الآباء، لأنهما شيء واحد.

إذن: لا حرجَ عليك أن تأكل من بيت ابنك أو أبيك أو أمك أو أخيك أو أختك أو عمك أو عمتِك، أو خالك أو خالتك {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ} [النور: 61] يعني: يعطيك صاحب البيت مفتاح بيته، وفي هذا إذْنٌ لك بالتصرُّف والأكل من طعامه إنْ أردتَ.
{أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: 61] ٍ وتلحظ في هذه أنها الوحيدة التي وردتْ بصيغة المفرد في هذه الآية، فقبلها: بيوتكم، آباءكم، أمهاتكم.. إلخ إلا في الصديق فقال {أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: 61] ولم يقل: أصدقائكم.
ذلك لأن كلمة صديق مثل كلمة عدو تستعمل للجميع بصغية المفرد، كما في قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لي} [الشعراء: 77].




مقتبس من : تفسير الشعراوى (الله يرحمه )




ولأن الآية آية تشريع، فإننا نلحظ فيها دقة الأداء اللفظي والترتيب الموضوعي، والصياغة التي لا تدع مجالاً للشك والغموض. كما نلمح فيها ترتيب القرابات. فهي تبدأ ببيوت الأبناء والأزواج ولا تذكرهم. بل تقول الآية: {من بيوتكم} فيدخل فيها بيت الابن وبيت الزوج، فبيت الابن بيت لأبيه، وبيت الزوج بيت لزوجته، وتليها بيوت الآباء، فبيوت الأمهات. فبيوت الإخوة، فبيوت الأخوات. فبيوت الأعمام، فبيوت العمات، فبيوت الأخوال، فبيوت الخالات.. ويضاف إلى هذه القرابات الخازن على مال الرجل فله أن يأَكل مما يملك مفاتحه بالمعروف ولا يزيد على حاجة طعامه.. ويلحق بها بيوت الأصدقاء. ليلحق صلتهم بصلة القرابة. عند عدم التأذي والضرر. فقد يسر الأصدقاء أن يأكل أصدقاؤهم من طعامهم بدون استئذان.


مقتبس من ..فى ظلال القران ..



( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ( 61 ) )

اختلف المفسرون - رحمهم الله - في المعنى الذي رفع من أجله الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض هاهنا ، فقال عطاء الخراساني (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16566)، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16327) : نزلت في الجهاد .

[ ص: 85 ]

وجعلوا هذه الآية هاهنا كالتي في سورة الفتح وتلك في الجهاد لا محالة ، أي : أنهم لا إثم عليهم في ترك الجهاد; لضعفهم وعجزهم ، وكما قال تعالى في سورة ( براءة ) : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu)ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ) [ التوبة : 91 ، 92 ] .

وقيل : المراد [ هاهنا ] أنهم كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى; لأنه لا يرى الطعام وما فيه من الطيبات ، فربما سبقه غيره إلى ذلك . ولا مع الأعرج; لأنه لا يتمكن من الجلوس ، فيفتات عليه جليسه ، والمريض لا يستوفي من الطعام كغيره ، فكرهوا أن يؤاكلوهم لئلا يظلموهم ، فأنزل الله هذه الآية رخصة في ذلك . وهذا قول سعيد بن جبير ، ومقسم .

وقال الضحاك : كانوا قبل المبعث يتحرجون من الأكل مع هؤلاء تقذرا وتقززا ، ولئلا يتفضلوا عليهم ، فأنزل الله هذه الآية .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : ( ليس على الأعمى حرج (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ) الآية قال : كان الرجل يذهب بالأعمى أو الأعرج أو المريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه ، أو بيت أخته ، أو بيت عمته ، أو بيت خالته . فكان الزمنى يتحرجون من ذلك ، يقولون : إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم . فنزلت هذه الآية رخصة لهم .

وقال السدي (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468) : كان الرجل يدخل بيت أبيه ، أو أخيه أو ابنه ، فتتحفه المرأة بالشيء من الطعام ، فلا يأكل من أجل أن رب البيت ليس ثم . فقال الله تعالى : ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ) إلى قوله : ( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ) .

وقوله تعالى : ( ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1283#docu) ) ، إنما ذكر هذا - وهو معلوم - ليعطف عليه غيره في اللفظ ، وليساويه ما بعده في الحكم . وتضمن هذا بيوت الأبناء; لأنه لم ينص عليهم . ولهذا استدل بهذا من ذهب إلى أن مال الولد بمنزلة مال أبيه ، وقد جاء في المسند والسنن ، من غير وجه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أنت ومالك لأبيك "


مقتبس من : تفسير ابن كثير ..

ابن سلامة القادري
05-05-2013, 09:17 PM
سأختصر الرد في كلمتين :

- أولا : أن القرآن هو كلام الله خالق العباد و ربهم، و قد أنزل إليهم كتابا فيه بيان كل شيء يتعلق بهم مباشر أو غير مباشر، قال تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء )، و قد صدق الله تعالى في إحقاق هذه الآية، فما ترك من شيء من شيء من شؤون خلقه و عباده إلا أشار إليه في هذا الكتاب، حتى الغائط - أعزكم الله - و هذا الكمال في البيان مع وجازة التعبير هو عين الإعجاز، و دليل كمال هداية الخالق لعباده و تمام نعمته عليهم.

- ثانيا : كلام الله تعالى هو ميثاق رباني فاق كل الدساتير و إن جاء في ثوب يشبه الثوب الذي لبسته، و من ذلك الإحاطة بكل الجزئيات و حتى الأمور الواضحات، و لك أن تقرأ بنودا من بنود أي قانون، لترى هذه الحقيقة جلية، و في ذلك مثل لك و شاهد على أن القرآن نزل بالحق و ليس بكلام فارغ من المحتوى، مثلما نسمع في المرافعات لدى المحاكم، من كلام القضاة و الحراقين، كلاما مفصلا، قد تراه أنت بغير معنى لكنه، لكنه يؤدي في صميمه تمام الرسالة المنوط بها أهل التشريع و القضاء.

محبة الاسلام والعلم
05-05-2013, 09:30 PM
بالنسبة لإتصاف الرسول بالصدق ، فهو شئ لا دليل عليه ...
الرسول (عليه السلام ) ليس صادقا عند قومه فقط استاذى الفاضل ..
بل كان صادق وهو بيحكى الاحداث المستقبلية..
يتطاولون فى البنيان ..اسنمة البخت المنتشرة جدا وغيرها كتير ..
هذا على سبيل المثال مش اكثر ..

وعموماً كل الناس رفعوا من قيمة رسلهم أو مؤسسي الدعوات التي يؤمنوا بها ونسبوا لهم ما ليس فيهم ، حتى أن النصارى ألهوا نبيهم ... فما يلصق بنبي من كرام الخصائص والصفات يجب أن ينظر له بحذر من قبل من أراد الوصول لتقييم محايد وموضوعي لصحة الإسلام ..

الاشكالية مش بس بحب المسلمين واعجابهم بالنبى عليه السلام ..
الاشكالية ايضا باعجاب غير المسلمين من المفكرين فيه عليه السلام ..
بعدين مين قالك انه كل اصحاب الديانات بيمجدوا انبيائهم وبيعلوا من شانهم ..
بالله الاساءة للانبياء فى العهد القديم والجديد يرفع من شان الانبياء (عليهم السلام )؟؟
النصارى مش دفاعا عنهم ..اخر واحدة فى الدنيا تدافع عنهم ..لكن همى عندهم تاليه المسيح من منطلق مولده المعجزة ..مش من منطلق انه نبى (عليه السلام )..

أما الأدلة على عدم صحة إدعاء الرسول بأن القرآن من عند الله فهي أدلة كثيرة وواضحة وقوية قوة الشمس (لمن يطرح خوفه من النار جانباً ويتأمل تلك الأدلة بتجرد وموضوعية) ...
ليش عندكم اعتقاد انه احنا نؤمن فقط من اجل الثواب والعقاب ..
زميلى الفاضل ..حضرتك حاورت مسلمين ..وشايف المسلمين وعقولهم ..فارجوك ما تتهمنا باننا نؤمن لاننا نخاف من النار وليس عن اقتناع ..!

أخطاء علمية وتاريخية بالجملة ،
اذكر النا بعض من هالاخطاء التاريخية ..بس ارجوك ما تقولى عن يا سامرى ..ولا تنقل من منتديات مسيحية ..
قول اخطاء علمية ..بس ما تقول ايضا دحاها والنمل والقلب يعقل ..عشان بكره اشوف شبهة مردود عليها الف مرة ..

نقل حرفي من اليهودية وخاصة من كتب الهاجادة التي هي مجرد كتب أساطير يهودية لا يعترف بها اليهود أنفسهم ،
شبهة النقل من اليهودية و خاصة التلمود مردود عليها ..لو بحثت قليلا كان وجدت الرد ..
بعدين القران بيروى قصص الانبياء والاقوام السابقة ..فطبيعى تنذكر الاقوام ونلاقى نفس القصص بالتوراة مع بعض الاختلاف بالقران (لانه غير محرف )..
لو القران زميلى الفاضل بيروج لليهودية واخذ من اليهودية ..ليش بنلاقى انه فيه نقد كتير لليهود فيه ؟!
وليش ما لقينا فيه تخبيصات اليهود والايمان بيهوه الخ؟

أساطير لا تدخل العقل مثل قصة يونس الذي بلعه الحوت وسليمان الذي كان له جيش من الجن والوحوش ويطير فوق بساط ريح ، وطوفان نوح الذي لا يمكن ان يحدث من ناحية علمية ، وقصة يأجوج ومأجوج والسد الذي لا أحد يعرف مكانه ..

بتعرف شو ..المشكلة الفعلية ..انو احنا بنطبق عالمنا المادى ومقاييسه ..على العالم الغيبى الذى لا ندرى عنه شىء ..والخارج عن ادراكنا وحواسنا ..
لا نؤمن بالسحر ..فقط لانه ما اله تفسير علمى !!!!
لا نؤمن بالجن ..لاننا لا نراهم !!!
ممكن تقولى وين الاشكالية ببلع الحوت ليونس (عليه السلام )..الحوت اكبر من الانسان وقادر على بلعه ..
وطالما انه ربنا هو خالق الحوت ..ويونس نبى من عند الله (سبحانه وتعالى ).. اذن شو المشكلة فى بقاء يونس فى بطن الحوت ؟!

ر

************************************************

متروي
05-05-2013, 09:59 PM
أنا مشكلتي بالأساس هو في صعوبة فهم الآية بسبب غموضها وعدم وضوحها ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أتحفظ على الآية من باب عدم إمكانية إشتقاق فوائد عملية منها تصلح لأي واقع وأي ظروف ...

هنا تتناقض مع نفسك ؟؟؟ ففي الاول كانت مشكلتك مع تعدد أسباب النزول فلو اقتنعت بسبب واحد مما ذكر كرفع الحرج عن العجزة و المتخلفين عن القتال لحراسة بيوت المجاهدين
و الأكل مما فيها بطيبة نفس لوجدت فائدة عملية تصلح لواقع كثير التكرار ..


وفي نفس الوقت أنا أرفض النصوص القرآنية التي تتعامل مع مواقف محددة حدثت في عصر الرسول وليس لها أي إنعكاسات على عصرنا الحالي ، مثلاً النص الذي يتحدث عن السر الذي إستأمنه الرسول لزوجته حفصه ثم قامت حفصه بإفشاءه لعائشة ، فنزل قرآن يلوم حفصة على عدم كتمان ذلك السر .. هذه الآية تتحدث عن أمور كان يجب أن لا تخرج عن غرف النوم المغلقة ، فلماذا يتضمنها القرآن ...أنا أتحفظ على القرآن عندما يكون مغرقاً في محليته ويتناول أموراً ليس لها اي تطبيق على واقعنا المعاصر !!

في هذا النص لو أنصفت معجزة للنبي صلى الله عليه و سلم بالإطلاع على الغيب و كفى بها سببا لتذكر في القرآن و تضاف إلى باقي معجزات النبي صلى الله عليه و سلم ..
فيها تبيان خلق النبي صلى الله عليه وسلم { فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وأظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضهُ وأعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ } ..
فيها تبيان للأزواج كيف كان نبيهم مع زوجاته و أنه كان لطيفا جدا معهن ( تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) و اليوم في أمريكا لا يتولى أحد رئاستها حتى يبين للشعب الأمريكي حياته الأسرية و علاقته بزوجته و ابناءه !!!
فيها أنه حتى النبي صلى الله عليه و سلم لا يملك ان يحرم ما أحل الله ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فكيف بالشيوخ و العلماء ففي غير الإسلام القساوسة و الاحبار و الرهبان يحرمون و يحللون ما يشاؤون فجاءت الآية لتقول لكل الناس أنه لا أحد يملك تحليل الحرام أو تحريم الحلال ؟؟؟
فيها حكم شرعي لكفارة الإيمان قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } ؟؟؟؟
و فيها أنه لا ينفع في الإسلام قرابة النبي ولا واسطة فحتى زوجاته لا ينفعهن قرابته ما لم يتوبا ( إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) ؟؟؟؟
فهذه بعض الحكم من الآية التي تستغرب منها ؟؟؟؟؟
مع أن العلماء اليوم يحرسون أشد الحرس على معرفة الحياة الشخصية للعظماء حتى يستطيعون معرفة حقيقتهم أكثر ؟؟؟؟؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
05-05-2013, 10:04 PM
بالنسبة لإتصاف الرسول بالصدق ، فهو شئ لا دليل عليه
دعاوي عريضة ، فالمواقف تجاه شئ ما إما أن تكون مثبتة وإما أن تكون نافية فموقفك كلاديني يتطلب النفي ولو أحضرنا لك مجلدات فليكن هذا واضحا فالقضية قضية تمويه وتغطية على العقل بمعنى أنك مقتنع بفكرتك وتحاول أن تظل على ذلك ، وقولك لا دليل عليه لو سلمنا به جدلا لافترضنا أن خلافه كذب مدعي النبوة وهذا لا دليل عليه يا عزيزي كونه يرده التاريخ والواقع وأقوال المنصفين من غير المسلمين وكذلك الكتب المبشرة بمبعثه عليه السلام إلى جانب سيرته الكلية من صدق ووفاء واخلاص وجهاد وعدم قبول الاغراءات في سبيل الدعوة إلى جانب الزهد والورع والبعد عن سفاسف الأمور ... وهذه خطوة جيدة منك فكلامك يعني أنك تريد من يثبت لك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كان الأمر كذلك فسنطلب من الإدارة عقد حوار ثنائي معك حول اثبات نبوة محمد وإذا لم تأت بالدليل على خلاف صدق النبي عليه السلام وخلاف سيرته المحمودة لزم من ذلك أنك تسلم بصدقه وإن لم تأت بالدليل ولم تسلم بصدقه كنت مكابر معاند لا ينفع معك الحوار ...

فهو شئ لا دليل عليه ... وبالتالي لا يصلح بأن يقام دليلاً على صحة الإسلام
لم تقدم دليلا أصلا على صحة فكرتك فالحكم على الشئ فرع عن تصوره وحيث لا دليل فالحكم فاسد الاعتبار

هناك الكثير من الأحاديث الضعيفة
وهل طلبنا منك أحاديث ضعيفة !
من جهة أخرى الحديث الصحيح والذي يخبر فيه النبي عليه السلام عن التحلي بمحاسن الأخلاق وذم الكذب ومدح الصدق كفيلة باخبارك عن جوهره ، فالفاسد لا يخبر إلا عن الفساد والفسق والمجون والصادق بخلافه

حديث أبو سفيان مع هرقل
هذا لوحده كفيل لهدم حجتك هنا :

فهو شئ لا دليل عليه

وطبعاً كلا الحديث عليهم تحفظات منطقية كثيرة تجعلني أرجح عدم صحتهما أو عدم دلالتهما على صدق الرسول
يا ساتر !
أنت مشبع بطريقة النفي لأجل النفي لأجل دعم فكرتك يا عزيزي وهذا يدلنا بصدق على أنك مجرد عابث يحاول تحليل الأمور بعقله وينتهي الأمر ...

وعموماً كل الناس رفعوا من قيمة رسلهم أو مؤسسي الدعوات التي يؤمنوا بها ونسبوا لهم ما ليس فيهم
وهل قرأت مثلا أن النبي عليه السلام كان يدعو الناس لذلك ، ألم تسمع أنه منع من اتخاذ قبره مسجدا وأنه لعن من فعل ذلك وأنه قال لا تطروني كما أطرت النصارى المسح ابن مريم وأنه قال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأنه قال بل ما شاء الله وحده أجعلتني لله ندا هذه نصوص قطعية تدلك على أن من قال ذلك لو كان مدعيا كذابا كما تقول لما رأى في ذلك من بأس ولأمر أتباعه بأكثر من ذلك ...

أخطاء علمية وتاريخية بالجملة ، نقل حرفي من اليهودية وخاصة من كتب الهاجادة التي هي مجرد كتب أساطير يهودية لا يعترف بها اليهود أنفسهم ، أساطير لا تدخل العقل مثل قصة يونس الذي بلعه الحوت وسليمان الذي كان له جيش من الجن والوحوش ويطير فوق بساط ريح ، وطوفان نوح الذي لا يمكن ان يحدث من ناحية علمية ، وقصة يأجوج ومأجوج والسد الذي لا أحد يعرف مكانه ، اما الخرافات والأساطير في الأحاديث فحدث ولا حرج ، بدأاً من حديث أن الرعد هو صوت ملاك يضرب السحب بسوطه ، مروراً بقصة الحجر الذي أخذ ملابس موسى وركض هارباً ، مروراً بالحديث عن البقرة والحمار الذي يتحدث ، وأمة بني إسرائيل التي تحولت لفئران وسخط بني إسرائيل لخنازير وقردة ، والاسطورة التي تقول بأن طعام الجن هو العظم والروث ، وقصة نبي الله سليمان الذي كان يطوف في يوم واحد على مائة زوجة ويضاجعهم جميعاً في نفس اليوم ، وغيرها الكثير مما ورد في الأحاديث الصحيحة الواردة في البخاري ومسلم
رد عليك الأخ أبو حب الله في موضوعك الآخر ولم نر ردك عليه وكل كلامك أعلاه والله أنه من قبيل النفي لأجل النفي يعني أنت قلت أساطير وعلى هذا نسجت نسيجك

بعد أن تنتهي من حوارك مع الأخ أبو الحب يسعدنا فتح حوار ثنائي عن نبوة محمد عليه السلام ...

إلى حب الله
05-05-2013, 11:21 PM
الزميل أبو حب الله ... تحية طيبة ، وفيما يلي ردود مختصرة على مداخلتك الأخيرة

ليس لدي إي إعتراض على آية تأتي بحكم عديدة ، وإنما إعتراضي على آية يكون لها أكثر من مناسبة نزول منقولة بواسطة أقوال الصحابة والتابعين في كتب التفسير ، وإعتراضي على آية يتم تفسيرها بالرأي فتختلف الآراء في تفسيرها بل وتتعارض ، دون أن يكون هناك مجال لترجيح رأي على آخر ... ولسان حال المفسرين يقول قد يكون المقصود كذا وربما كذا وربما كذا ... وهناك فرق بين آية فيها أكثر من حكمة وبين آية فيها أكثر من قول أو رأي حول معناها

تعدد الحكمة : من تعدد الحاجة : ويترجمه تعدد أسباب النزول !!!...

ولهذا مقابل في حياتنا العملية إذا كنت لا تتقبل فهم كلامنا إلا بالأمثلة فأقول :

عمارة سكنية ولها مجلس سكان مسؤول عن قراراتها .. طالب البعض منهم بغلق باب العمارة الرئيسي دوما : وعدم فتحه إلا لمن معهم مفتاحه من السكان وأبنائهم والحارس .. ورأى أخرون أن في ذلك تعنتا أو إرهاقا لهم وللضيوف إلخ .. فقال الأولون أنه لا تعب إذا تم توفير جهاز فتح آلي متصل بكل شقة ومتصل بمسماعها (الدكتافون) ..

الذين رأوا غلق الباب ذكر بعضهم لمجلس السكان حادثة القطة التي استوطنت مدخل العمارة لشهر ثم ولدت فيه وكانت تخيف صغارهم ونساءهم إذا نزلوا بمفردهم للمدارس أو التسوق إلخ

الذين رأوا غلق الباب ذكر بعضهم لمجلس السكان حادثة اللص الذي دخل لعمارتهم هاربا في إحدى المرات فنقل المطاردة مع الناس والشرطة إلى العمارة مما آذى السكان !!..

الذين رأوا غلق الباب ذكر بعضهم لمجلس السكان حادثة ضبط شاب وفتاة في وضع مخل داخل المدخل ليلا ....

إلخ إلخ إلخ : فجاء قرار غلق الباب رسميا من مجلس السكان ..... والسؤال الآن للزميل ربوبي :
هل نكون مخطئين إذا وصفنا هذا القرار بأنه : لأكثر من حكمة ؟!!.. لا !!!..
هل نكون مخطئين لو وصفناه بأنه كان لأكثر من سبب ؟!!.. لا !!..
هل لو حكى كل ٌمن السكان مسألته التي - من وجهة نظره - جاء على أثرها القرار :
هل يعد ذلك كذبا ؟!!!.. لا !!!.. هل الجمع بين كل أقوالهم هو من المستحيل أو التعارض الغير منطقي أو الغير مقبول ؟!!.. لا !!!..

على هذا فقس .. وإن كان الله تعالى أحكم في نزول شرعه في الوقت المناسب الذي تكون القلوب والأسماع تشوفت له في حينها لحاجتهم إليه : فيكون أثبت لهم وهم الرعيل الأول لتلقي الشرع وتطبيقه : مقارنة بمن بعدهم والذين تلقوه عنهم تلقائيا مسلما به ..


بيان جواز ما هو جائز بداهة !!! أم بيان جواز ما قد يكون غير جائز أحياناً عندما يكون الأكل في بيوت المذكورين من غير اللائق والمناسب !!

إذا عشت لفترة في بيوت البدو والفلاحين والقرويين : والتي هي أقرب لأهل هذه الأزمان وقت نزول القرآن من مدنية اليوم :
لعلمت أن كلامك لا عبرة فيه وإنما مفرغ من معانيه على أرض الواقع !!!..

فأمثال هذه المجتمعات لها من تلقائية بعض التصرفات وبساطتها ما قد تتحرج أنت منه اليوم لو فعلته في بيت أحد أقاربك أو حتى صديقك أو أو أو أو !
فهل تفكرت بذلك ؟؟!!.. - ولعلك لم تنتبه كفاية لنصيحتي لك في أول مشاركة لي هنا .. فذلك ما قصدته منها - ..
ولو قرأت في أسباب النزول المتعددة : لوجدت فيها أن الواحد ربما كان ينزل عليه الضيف - وليس عنده ما يضيفه به - : فكان يأخذه لبيت أحد أقاربه أو أصدقائه ممن يعلم امتلاكهم لطعام !!!.. هكذا بكل تلقائية وبحياتهم البسيطة بغير تعقيدات !!.. وراجع تفاصيل تلك الحياوات لتدرك مدى مباشرتها وبساطتها والذبح والشوي وحلب الإبل أو الغنم والإطعام إلخ إلخ - وكما في قصص الكرم سواء في الإسلام أو من النبي وصحابته أو من قبل الإسلام - ..
وعلى هذا :
كان الكثيرون يتحرجون من مثل هذا الإطعام في بيوت : ليست هي التي نزلوا عليها ضيوفا أصلا !!!.. وعلى اعتبارها أنها لا يجوز للمضيف الأول الانتقال بهم إليها لإطعامهم فيها !!..

هذا مثال واحد فقط مما لو قارنت عليه المذكور في الآية وكلام العلماء : بما كان في هذه المجتمعات - وما زال اليوم في الريف والقرى والبدو - : لما وجدت وزنا لاعتراضاتك واستعجاباتك أصلا !!..


الأدنى المسموح هو شئ غير قابل للتحديد أساساً بسبب إعتماد لياقة أو عدم لياقة الأكل في بيوت المذكورين على الظروف وملابسات الموقف ... هل تود القول بأن الآية تفيد بأن الأصل هو السماح بالأكل بدون إسئذان في بيوت المذكورين في الآية ما لم يوجد ما يحول دون ذلك أو يجعله غير مناسباً ...

أين قلت أنا أن المسموح هو الأكل (((((( بدون استئذان )))))) ؟!!.. هذه من كيسك أنت وليست من كلامي !!!..
وكيف تقول ذلك : وقد ذكرت لك أصلا الآية الأخرى التي تتحدث عن الاستئذان حتى على أقرب الأقارب والرحم !!!!..


أنه رغم الأمر بالاستئذان المفصل في الآية الأخرى من القرآن ومجيء كلمة " بيوتكم " فيها - وذلك مراعاة لحرمة زوجة الابن وبناته وعوراتهن - :
فإنه في الحديث عن الطعام : لم يفصل الله تعالى بين وصف بيوتكم : وبيوت أبنائكم ليبين لنا أن ما للابن من رزق وخير وطعام :
هو يحل للوالدين الطعام منه على أي حال ولعظيم ما بذلا لأولادهما ولعظيم حقهما عليهم

بل : وكيف تقول ذلك : وآخر الآية التي ذكرتها لنا أصلا جاء فيها قوله عز وجل بعد بيانه لذلك الجواز :
" فإذا دخلتم بيوتا : فسلموا على أنفسكم : تحية من عند الله مباركة طيبة .. كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون " ..

عجيب .....!


لا بأس في ذلك مبداياً ، سوف أتأمل هذا القول وارجع لك لاحقاً بخصوصه لإقراره أو رفضه

خذ راحتك ...


أرى فرقاً بين الآية محل النقاش وتلك الامثلة التي أوردتها ... أن تعفو أقرب للتقوى وأدفع بالتي هي أحسن هي آيات واضحة المعنى وفيها دعوة لخلق كريم محدد هو العفو رغم القدرة على القصاص أو إستحقاق الإنصاف في الآية الأولى ، وخلق التسامح في الآية الثانية ... فما هو الخلق الذي تدعو له الآيات التي نناقشها ، هل تدعو مثلاً لعدم الحرج من الأكل في بيوت الأهل والاصدقاء ...

نعم ... تدعو لعدم الحرج مثلا من الأكل في بيوت الأهل والأصدقاء في مثل الحالات المذكورة عامة وفي أسباب النزول خاصة ..
" ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم ......... " إلى آخر الآية ..


ورد في الإباحة في هذه الآيات أسباب عدة وكلها وجيهة : ولا مانع من اجتماعها فنزلت تلك الآيات جوابا لها ومثل غيرها من القرآن ..
كلام جميل ويبدو منطقياً ... دعني أتأمله ثم أرجع لك بخصوصه

تأمله كما تحب ....


في هذه أختلف معك ، فحصر كلمة (في بيوتكم) بأن المقصود بها (في بيوت أبناءكم) هو تأويل يخالف أصل النص ولا قرينة عليه ، ومعظم المفسرين قالوا بأن الأبناء قد يتضمنهم قول القرآن (في بيوتكم) ولكن لا يقتصر المعنى على ذلك ، وإنما المقصود أن يأكل الرجل في بيته دون مشاركة زوجته مثلاً أو العكس أو ما شابه ذلك

إذا تأملت ما لونته لك من كلامك باللون الأحمر :
تجدني لم أقل غير ذلك !!!!..
فماذا أملك لك إن كانت هناك أفكارا خاصة بك : تسبق إلى عقلك من قبل فهمك لكلامنا ؟!!!!!..
إذ : من أين لك أني قلت أن المعنى هنا ((( اقتصر ))) على ما ذكرته لك من بيوت الأبناء ؟!!!..
هذه من كيسك أنت لا أنا مرة أخرى زميلي ....
فتنبه ...

وإليك نص كلامي كما كتبته فارجع إليه إذا أردت :


وأما شبهتك أخيرا بأن القرآن يتحدث عن أشياء - لو أخذناه بظاهرة - : ليس لها معنى مثل قوله : " أو من بيوتكم " ؟؟..
أقول :
لو نظرت للفئات المذكورة في الآية - وبكل بساطة - : لن تجد فيها بيوت (( أبنائكم )) ..
فدل ذكره عز وجل بلفظة : " بيوتكم " أنها تشمل بيوت الأبناء : وأن في ذلك عبرة وأدب بليغ وهو :
أنه رغم الأمر بالاستئذان المفصل في الآية الأخرى من القرآن ومجيء كلمة " بيوتكم " فيها - وذلك مراعاة لحرمة زوجة الابن وبناته وعوراتهن - :
فإنه في الحديث عن الطعام : لم يفصل الله تعالى بين وصف بيوتكم : وبيوت أبنائكم ليبين لنا أن ما للابن من رزق وخير وطعام :

أرجو التروي زميلي قبل ردودك القادمة بإذن الله ...


تحياتي

هداك الله ...

الربوبي
05-06-2013, 05:45 PM
الزميلة محبة العلم والإسلام ... تحية طيبة وبعد

إسمحي لي في البداية أن أقدر وضوح الرؤية لديك النابع من ذكاءك الفطري ، وكذلك أدبك في الحوار !!


الاية طبعا لرفع الحرج والمشقة عن بعض الناس الذين يخجلون من الاكل امام الاخرين (كالاعمى والمريض والاعرج ) ..ولرفع الحرج عن الناس الذين يخجلون من الاكل عند بيوت اقاربهم ..

بالنسبة للأولى (ذوي العاهات والمرضى الذين يخجلون من الأكل أمام الآخرين) ، فلا بأس في ذلك ، رغم أن هناك روايات اخرى تقول بأن هناك سبب آخر مختلف تماماً ... ولا يمكن في رأيي الجمع بين تلك الروايات المتناقضة ، ووجود تلك الروايات المتناقضة التي كلها في ذات الوقت غير معروفة السند يجعلني أشكك فيها كلها ، فربما كانت تلك الروايات من تركيب بعض الصحابة أو التابعين الذين يريدون أن يظهروا بمظهر العارفين والعلماء !! أو يجاوبوا عن أسئلة ليس لها إجابة واضحة ، وما أسهل ظهور من يدعي المعرفة ويؤلف عندما يحتار الناس في شئ ما !!

ملحوظة : لو قلتي لي ما المانع في أن تكون كل تلك الروايات صحيحة في نفس الوقت فسنكون قد وصلنا لنقطة إختلاف لا يمكن حسمها ويقفل باب النقاش في هذا الجانب (ويمكنك متابعة ردودي على الزميل إبن حب الله الذي سأناقش معه هذا الفرض) ... كل شئ جايز انا معاك ولكن هناك أشياء جائزة ولكنها مستبعدة جداً ، وهذه الأشياء أعطي لنفسي الحق بعدم قبولها

----------------

بالنسبة لرفع الحرج عن الناس الذين يخجلون من الأكل في بيوت أقاربهم ... فنحن يجب أن نتفق أولاً هل المقصود الأكل بإذن من الطعام المقدم أم الأكل بدون إذن ... لاحظي أن تفسير الظلال الذي أوردته أنت يقول بأن المقصود هو الأكل بدون إذن ... ولاحظي أيضاً كيف أن كثير ممن أتحاور معهم في هذا الشريط يصرون على أن المقصود هو الأكل بإذن من طعام مقدم ... يعني يا أما هم صح يا إما صاحب الظلال صح ... ويعنيني من هذا الخلاف بيان غموض الآية وإستعصاء فهمها والإختلاف حول فهمها ، وهذا الخلاف يؤكده بجلاء كذلك تفسير إبن كثير الذي أوردت مقطعاً منه ...


حضرتك استاذى رفضت تفسير بيوتكم بانها بيوت ابنائكم ..وحابب التفسير الحرفى ..طيب ماشى ..
حرفيا ..ممكن تقولى كيف الانسان بيسلم على نفسه ؟!
القران لا يترجم حرفيا استاذى الفاضل ..
بعض الكلمات قد يكون لها معنى اخر ..
فمثلا كلمة انفسكم ..قد تعنى اهل البيت (حسب ما فهمتها )..
وغيرها كتير كلمات طبعا
بعدين الاية ذكرت معظم الاقارب الا الابناء ..فممكن يكون فعلا معنى بيوتكم ..هو بيوت ابنائكم..
الله اعلم بتاويلها ..
هلقيت هذكر اراء المفسرين ...

هذه المشكلة محسومة ، في بيوتكم تعني أن يأكل الشخص في بيته أكلاً على غير المعتاد ، كأن ياكل بدون صحبة أهله مثلاً ... هذا بالإضافة للأكل في بيوت الأبناء ، وهذه النقطة تم تجاوزها ... مع أني أتحفظ أن ينزل الله قرآناً ليقول للناس لا تخجلوا أو تتحسسوا من الأكل في بيوتكم في حال أردتم الأكل بشكل منفرد وبدون صحبة أهلكم أو ضيفكم ... هذا الموضوع خاضع للتقدير الشخصي ، (حتى لو فرضنا ظرف ندرة الطعام ، فالأمر يظل خاضع للتقدير الشخصي ، ولو اراد الشخص عدلاً لإقتسم الطعام فأكل نصفه وترك نصفه ، بدلاً من أن يمتنع عن الأكل تحسساً بدون صحبة زوجه)... والذي يتحسس من ذلك هو أصلاً إنسان غير طبيعي ولا أظن أن مثل هذا التحسس وجد كعرف لدى أي قبيلة أو مجموعة من الناس لينزل فيهم قرآناً

------------------

لاحظي كيف إختلف المفسرين وقالوا اقوال كثيرة متناقضة حول هذه الآية ...
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=132&ID=3913

هل الأكل بإذن أم بدون إذن ، هل الآية ناسخة أم منسوخة ، هل الآية تنطبق على حالة الأعمى والأعرج والمريض أم لكل الناس ، هل الأكل يكون مما هو مقدم أم لا ، ما معنى بيوتكم المقصودة في الآية ، ما هي مناسبة نزول الآية ... أي سؤال من هذه الأسئلة لن تجدي له إجابة قاطعة

يمكنك أن تقولي ببساطة أن الآية يقصد بها رفع الحرج وإزالة الخجل في مسألة الأكل في بيوت الاقرباء والأصدقاء ، ولكن هذا الفهم على بساطته عليه تحفظات وهو غير مقبول لدى معظم المفسرين ... وليس لك أن تفسرى القرآن برأييك وما يتبدى لك ... وإلا ستدخلين نفسك في مشاكل من قبل:
1) من يخجل من الأكل في بيت أبيه وأمه
2) ماذا عن قول القرآن في بيوتكم وكما سبقت الإشارة فإن الآية لا تقتصر على بيوت الأبناء
3) كيف ينزل الله قرآناً ليرفع به الحرج عن الأكل في بيوت الأهل والأصدقاء في حين أن إجابة الضيف لدعوى الطعام هي واجبة شرعاً وعرفاً ، فما بالنا أن يكون هؤلاء من ذوي الارحام ومن أقرب الأقرباء

الربوبي
05-06-2013, 05:51 PM
الزميل إبن سلامة ... تحية طيبة ، ومرحباً بك في هذا النقاش المعقد

بإختصار ، كلامك هو تكرار لأقوال تعاد وتكرر دون وعي لمعناها ودلالتها ، حتى أنك تستعمل نفس التعابير التي كثيراً ما أسمعها ولكن تأمل معي ستلاحظ ما يلي :

لو أردت عمل كتاب يحيط بكل شئ فلا بد لك من ان تركز على العموميات وتترك التفاصيل ، وإلا لإستحال عليك الإحاطة بكل شئ ... ولكن القرآن يغرق في التفاصيل ، ولعل ما ذكرته هذه الآية هو من ضمن التفاصيل التي كان من الأحرى أن تترك لتشتق من عموميات الإسلام الأخرى أو على اضعف تقدير تذكر في حديث وليس آية طالما الأمر متعلق بآداب عامة أو اشياء ليست بهذه الأهمية مثل أكل الناس بإذن أو بدون إذن في بيوت اقاربهم

أما بالنسبة لقولك بأن القرآن هو مثل الدساتير ولكن يعلو عليها ... وتقارنه بالقوانين ... يا سيدي لا يوجد قانون في الدنيا يضع تشريعاً فيقول بانه يحق للصديق أن يفعل كذا ... الصداقة هي شئ عام وغير منضبط وغير معرف بدقة فكيف يصح إعتبارها كمعيار للسماح أو عدم السماح بشئ معين

بعض الترجمات عندما ترجمت هذه الآية قالت في ترجمة "أو صديقكم" .. your sincere friend، ألا يدلك هذا على قصور لغة القرآن التي حاول المترجم تداركه بإضافة كلمة Sincere لتعريف نوع الصداقة التي تسمح لصاحبها بالأكل في بيت صديقه ... والأية عموماً (كما هو الحال في كثير من آيات القرآن جاءت غامضة) فلم تحدد هل المقصود الأكل بإذن أو بدون إذن ولم تحدد نوع أو سبب الحرج الذي أرادت الآية رفعه ، فإحتار فيها المفسرون وحيرونا معهم

صحيح أن من الزملاء (وربما انت كذلك) من يميلون لتفسير الآية ببساطة مخلة فيقولون بانها دعوة لرفع الكلفة والحواجز عند الأكل في بيوت الأصدقاء والأهل .. ولكن هؤلاء يتناسون بأن الآية غالباً تشير للأكل بدون إذن ، وأن التحرج من الأكل خجلاً لطعام مقدم ومأذون به هو شئ لا يستحق أن ينزل فيه القرآن ، فلا يصح أن يتعامل القرآن مع حالات شاذة لأناس يقدمون على تصرفات غير مبررة ... فأنا ما رأيت ولا سمعت عن شخص يخجل من الأكل في منازل الآخرين ، فسمع بهذه الآية فطرح خجله وتحفظه جانباً وأصبح يأكل في بيوت أقربائه بأريحية ... ولا أفهم أن ينزل قرآن ليقول للناس لا تخجلوا من فعل معين لأن الخجل (من شئ لا يستحق الخجل) هو شئ من الطبائع وليس شئ يطلب الإلتزام به

وعلى كل حال فموضوع الخجل والإستحياء هذا غير وارد كمبرر للآية ... فهناك أحاديث كثيرة تحث على إجابة دعوة أي شخص يدعوك لطعام ، حتى أن رفض هذه الدعوة يعد مكروه ... فما بالكم لو كانت الدعوة من قريب ، بالتأكيد الإجابة أولى ... فما فائدة آية تقول لا تتحسسوا من إجابة الدعوة على طعام ، في حين أن هناك أحاديث تقول بأنه لا يصح رفض تلك الدعوة ... والذي يستحي من إجابة دعوة على طعام في بيت أبيه أو أمه هو بالتأكيد شخص غير طبيعي ، ولو تعامل القرآن مع الأشخاص الغير عاديين الذين يقومون بتصرفات غريبة لإحتجنا لمئات الآلاف من الآيات للتحذير من كل أصناف التصرفات الغريبة التي قد يقدم بعض الاشخاص الغير طبيعيين على القيام بها

تحياتي

الربوبي
05-06-2013, 06:08 PM
الزميل متروي ... مرحباً بك مرة أخرى في هذا النقاش الصعب !!


هنا تتناقض مع نفسك ؟؟؟ ففي الاول كانت مشكلتك مع تعدد أسباب النزول فلو اقتنعت بسبب واحد مما ذكر كرفع الحرج عن العجزة و المتخلفين عن القتال لحراسة بيوت المجاهدين و الأكل مما فيها بطيبة نفس لوجدت فائدة عملية تصلح لواقع كثير التكرار ..

أنا لا أناقص نفسي يا زميل ... أنا أتفق معك بمنطقية نزول الآية لخطاب ذوي العاهات ممن يتخلفوا عن الجهاد لحراسة بيوت المجاهدين وسمحت لهم الآية بالأكل في تلك البيوت .. (طبعاً مع تحفظي على تعدد أسباب النزول ، وتحفظي على تفصيل الآية بذكر الآباء والأبناء ... الخ) ... ولكن ما لا اتفق معك بمنطقيته أو بوجود تطبيق عملي واضح له هو الشق الآخر من الآية المتعلق بقول القرآن (ولا على أنفسكم) والتي فهم منها السماح بالأكل في بيوت الاقرباء والاصدقاء لكافة الناس

---------------------

أما بالنسبة للجزء الآخر من مداخلتك حول مسألة إفشاء حفصة للسر الذي إستأمنها الرسول عليه ونزول آيات بهذا الخصوص ، فلعلك تعرف القصة وهي رؤية حفصة للرسول مع مارية القبطية على فراشها وفي يومها وإعتراضها على ذلك .. وبالطبع لدينا روايات تنكر هذه الحادثة ، فأي الروايات نصدق !!! (لاحظ كيف يرفض علماء الدين بمنتهى التحيز هذه الرواية رغم أنها أقوى فقط لأن فيما ما يبدو على أنه إساءة للرسول)

وكذلك في آية تحريم الرسول زوجته على نفسه ، ستجد قصتين الأول تقول أن الزوجة المحرمة هي زينب بنت جحش بسبب حادثة المغافير ، والأخرى هي قصة مارية في فراش حفصة ، مرة أخرى اي الروايتين نصدق ، ومرة أخرى ... نجد أمور غرف النوم المغلقة وقصص زوجات الرسول التي لا طائل من سماعها ، نجدها مسطرة في القرآن !!

أما مسألة الإعجاز في إخبار القرآن للرسول بإفشاء حفصة للسر ، فلا بد أن أذكرك هنا بإختلاف القراءات وهل الراء (في كلمة عرف الواردة في سورة التحريم) هل هي مشددة كما في بعض القراءآت القرآنية أم غير مشددة كما في قراءات أخرى ، وفي حالة عدم التشديد لامجال للحديث عن معجزة ، أما في حال تشديد الراء فإن الكلام عن معجزة يقوم على إفتراض أن عائشة لم تخبر الرسول بالأمر (وهذا أمر أنا شخصياً لا أضمنه ولا تستطيع أنت أنت أن تضمنه إلا من منطلق إيمانك بكل ما يقول الرسول ، وهو إيمان أنا أختلف معك فيه) ... هذا عدا أن الكلام سيجرنا هنا عن ظاهرة تعدد القراءات التي تؤدي لإختلاف المعنى ويقودنا للتساؤل هل القرآن فعلاً محفوظ أم لا ... وكلها مواضيع جانبية لا يجب الخوض فيها ولنركز على مسألة آية (ليس على الأعمى حرج)

الربوبي
05-06-2013, 06:12 PM
الزميل محب أهل الحديث

لا مانع لدي في مناظرة حول إثباتات صحة النبوة ، وللأسف رددت على طلبك فحذف الإشراف ردي (ولا ألومهم على ذلك) ، ولن أستطيع نقاش مداخلتك حتى لا أغضب الإشراف

تحياتي

الربوبي
05-06-2013, 06:19 PM
الزميل أبو حب الله

جميل المثال الذي سقته ... عن الحكمة من غلق باب العمارة ... ولكن هل ثبت فعلاً وقوع الثلاث حوادث ، هل هناك روايات صحيحة تؤكد بأن هناك قطة إستوطنت العمارة وأن هناك لص إقتحم العمارة وأن إثنين من المتحابين ضبطا في العمارة في وضع مخل ...

وأيضاً لاحظ الفرق بين تراكم الاسباب التي تؤدي لنتيجة (كما في المثال الذي ذكرته) وبين حادثة معينة لدينا 3 روايات مختلفة لا يمكن الجمع بينها في تفسيرها كما في الآية التي نحن بصددها ...


إذا عشت لفترة في بيوت البدو والفلاحين والقرويين : والتي هي أقرب لأهل هذه الأزمان وقت نزول القرآن من مدنية اليوم : لعلمت أن كلامك لا عبرة فيه وإنما مفرغ من معانيه على أرض الواقع !!!.فأمثال هذه المجتمعات لها من تلقائية بعض التصرفات وبساطتها ما قد تتحرج أنت منه اليوم لو فعلته في بيت أحد أقاربك أو حتى صديقك أو أو أو أو ! فهل تفكرت بذلك ؟؟!!.

يا سيدي أنا عشت وعاشرت فلاحين وبدو وعاشرت من هم اكثر قرباً من هؤلاء للثفافة العربية الخالصة التي ربما سادت زمن الرسول ... فوجدت لديهم بأن العيب والحرج بل والجريمة هي أن ترفض الأكل من طعام مقدم لك أو أن تتحسس من ذلك .. ووجدت أن بيت العم والخال والأخوان هو مثل بيت الشخص فيأكل منه كيف شاء بدون إذن ... ليس تطبيقاً للآية فهم لا يعرفون هذه الآية وربما قرأوها في القرآن عشرات المرات ولكن لم يفهموا معناها ولم يهتموا بفهم المعنى (كما هو حال معظم المسلمين الذي يركزون على قراءة القرآن لأكبر عدد ممكن من المرات مع إتقان التجويد طلباً للأجر بدون ان يفهموا شيئاً مما يقرأوه)


ولو قرأت في أسباب النزول المتعددة : لوجدت فيها أن الواحد ربما كان ينزل عليه الضيف - وليس عنده ما يضيفه به - : فكان يأخذه لبيت أحد أقاربه أو أصدقائه ممن يعلم امتلاكهم لطعام !!!.. هكذا بكل تلقائية وبحياتهم البسيطة بغير تعقيدات !!.. وراجع تفاصيل تلك الحياوات لتدرك مدى مباشرتها وبساطتها والذبح والشوي وحلب الإبل أو الغنم والإطعام إلخ إلخ - وكما في قصص الكرم سواء في الإسلام أو من النبي وصحابته أو من قبل الإسلام - ..وعلى هذا : كان الكثيرون يتحرجون من مثل هذا الإطعام في بيوت : ليست هي التي نزلوا عليها ضيوفا أصلا !!!.. وعلى اعتبارها أنها لا يجوز للمضيف الأول الانتقال بهم إليها لإطعامهم فيها !!..

هذه قراءة للآية لا باس بها ، ولعلها أفضل القرآءات ... وإذا كان هذا هو فهم الآية الرسمي الثابت والمتفق عليه فلا مجال للخلاف ويكون النقاش قد إنتهى ... ولكن ماذا عن الروايات الأخرى المختلفة ، وما مدى ثبوت هذه الرواية أو الفهم ... أذكرك بأنه ليس من الصعب إختلاق قصة أو تبرير لآية غير مفهومة ولعلك تدرك أن هذا الشئ قد حدث فعلاً في بعض آيات القرآن .


أين قلت أنا أن المسموح هو الأكل (((((( بدون استئذان )))))) ؟!!.. هذه من كيسك أنت وليست من كلامي !!!..

هذه ليست من كيسي ولكن من كيس سيد قطب في الظلال ومفسرين آخرين


وكيف تقول ذلك : وقد ذكرت لك أصلا الآية الأخرى التي تتحدث عن الاستئذان حتى على أقرب الأقارب والرحم !!!!..

شوف التناقض والتضارب والتشوش هنا بين فهمك أنت وفهم آخرين للآية ، أليس هذا دليل عدم وضوحها

تحياتي الخالصة

إلى حب الله
05-06-2013, 06:45 PM
الزميل أبو حب الله

جميل المثال الذي سقته ... عن الحكمة من غلق باب العمارة ... ولكن هل ثبت فعلاً وقوع الثلاث حوادث ، هل هناك روايات صحيحة تؤكد بأن هناك قطة إستوطنت العمارة وأن هناك لص إقتحم العمارة وأن إثنين من المتحابين ضبطا في العمارة في وضع مخل ...

وأيضاً لاحظ الفرق بين تراكم الاسباب التي تؤدي لنتيجة (كما في المثال الذي ذكرته) وبين حادثة معينة لدينا 3 روايات مختلفة لا يمكن الجمع بينها في تفسيرها كما في الآية التي نحن بصددها ...

التدقيق في سند الروايات في التفسير والتاريخ والمغازي : لا يكون إلا في حالة الاحتجاج .. أما غير ذلك : فالروايات المرسلة مثلا - وإن لم تخرج عن أساسيات الإسلام - فهي مقبولة ويسميها العلماء أنها مما يستأنس به في المسألة ..
وأما إذا شئت حديثا صحيحا في ذلك :
فسوف أذكره لك بعد الاقتباس التالي من كلامك : لأن فيه إجابة للبس الذي وقع عندك أيضا في مسألة الجواز والإباحة ...


يا سيدي أنا عشت وعاشرت فلاحين وبدو وعاشرت من هم اكثر قرباً من هؤلاء للثفافة العربية الخالصة التي ربما سادت زمن الرسول ... فوجدت لديهم بأن العيب والحرج بل والجريمة هي أن ترفض الأكل من طعام مقدم لك أو أن تتحسس من ذلك .. ووجدت أن بيت العم والخال والأخوان هو مثل بيت الشخص فيأكل منه كيف شاء بدون إذن ... ليس تطبيقاً للآية فهم لا يعرفون هذه الآية وربما قرأوها في القرآن عشرات المرات ولكن لم يفهموا معناها ولم يهتموا بفهم المعنى (كما هو حال معظم المسلمين الذي يركزون على قراءة القرآن لأكبر عدد ممكن من المرات مع إتقان التجويد طلباً للأجر بدون ان يفهموا شيئاً مما يقرأوه)

أقول : وهذا بالفعل هو حال الكثير من تلك المجتمعات - وليس عند العرب فقط - ولكن :
ما هو الحال بعد نزول الآداب الإسلامية التي خلقت حدودا جديدة على المجتمع الإسلامي الناشيء ؟!!..
والآن مع الحديث ...

ففي سنن أب داود للألباني رحمه الله - 3752 :
حدثنا أحمد بن محمد المروزي حدثني علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال :
" لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم : فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية .. فنسخ ذلك الآية التي في النور قال : ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم .... إلى قوله : أشتاتا .. كان الرجل الغني يدعو الرجل من أهله إلى الطعام .. قال إني لأجنح أن آكل منه .. والتجنح الحرج .. ويقول : المسكين أحق به مني .. فأحل في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه .. وأحل طعام أهل الكتاب " ..
حسنه الألباني ...


هذه قراءة للآية لا باس بها ، ولعلها أفضل القرآءات ... وإذا كان هذا هو فهم الآية الرسمي الثابت والمتفق عليه فلا مجال للخلاف ويكون النقاش قد إنتهى ... ولكن ماذا عن الروايات الأخرى المختلفة ، وما مدى ثبوت هذه الرواية أو الفهم ... أذكرك بأنه ليس من الصعب إختلاق قصة أو تبرير لآية غير مفهومة ولعلك تدرك أن هذا الشئ قد حدث فعلاً في بعض آيات القرآن .

كلامك بغرض الطعن في الإسلام عام .. وتخلط فيه الصحيح بالضعيف لتوهم أن الكل ضعيف أو موضوع ..
والأمر ليس كذلك ...
أما بالنسبة للآية التي بين أيدينا : فهي واضحة في رفع الكلفة والحرج عن الأكل في البيوت المذكورة : ولكل الأسباب المذكورة في كتب التفسير مما تستأنس به النفس مما صح منه أو ضعف : لأن الوضع ليس موضع احتجاج وإنما موضع جواز واضح في الآية ..
والعيب هو فيمن أراد أن يصنع مشكلة من لا شيء ..!


هذه ليست من كيسي ولكن من كيس سيد قطب في الظلال ومفسرين آخرين

كل مفسر ما لم يستدل على تفسيره بآية من القرآن أو بحديث صحيح إلى النبي : فقوله اجتهاد ..
والواجب عليك إذا رد عليك أحدهم بما يدحض حجتك :
لا أن تقول له : ولكن أخطأ فلان !!!.. ولكن : أن تناقشه هو في كلامه لا فلان !!!!!..
وخصوصا في الأمور الاجتهادية ...
مش كده ولا إيه ؟!!!..

وأما دليلي على الاستئذان : فهو الآية الأخرى التي ذكرتها لك ..
وذيل الآية نفها التي نتناقش فيها إذ يقول فيها عز وجل :
" فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة " ..
ومعلوم أن السلام مصاحب للاستئذان بل : يأتي بعده ...
بالإضافة إلى حرمات البيوت التي لا يتماشى كشفها فجأة بحجة ( عدم الاستئذان ) !!!..

فإن كان لديك ردا على ذلك من القرآن والسنة الصحيحة : ائتني به أناقشك فيه ..


شوف التناقض والتضارب والتشوش هنا بين فهمك أنت وفهم آخرين للآية ، أليس هذا دليل عدم وضوحها

كل ٌيؤخذ من قوله ويُرد ... والأخطاء الاجتهادية تنتج عن نظر المجتهد في شق من المسألة وإهماله لشق آخر في العادة أو جهله به ..
والذين قالوا بعدم الاستئذان : نظروا لشق الإباحة العام وإعلان الجواز ورفع الحرج : فحسبوا عدم الحاجة للاستئذان داخلا فيه ..

ولو أن كل اختلاف في الأقوال يعني خطأ المسألة برمتها أو تركها بأكملها أو الشك فيها كلها : لما وجدنا شيء واحد في حياتنا يُعتمد عليه !!..
فحتى أبسط البديهيات : لن تعدم مرضى أنفس ينكرونها !!..
فكيف بما فوقها من مسائل اجتهادية !!!..
ولو أن قضية عُرضت على أكثر من قاضي : فأبدى كل منهم رأيه فيها : فاختلفت بعض الآراء :
فإنه من أجهل الجهل إرجاع الخطأ في ذلك لنفي القضية ذاتها أو الحكم بفسادها ..

ولا .. ليس القرآن بالكلام العام الذي يحتاج كله إلى تفصيل .. ولا هو بالكلام الخاص المفصل الذي تبحث معه عن كليات الأحكام والمسائل فلا تجدها ..
بل فيه ذلك وذاك في نسيج واحد حدده العليم الخبير ...
فحدد أشياء .. وعمم أشياء .. وترك أشياء للاجتهاد ليعمل عليها المسلمون من كل زمان .. وترك أشياء لما ستبديه كشوفات كل زمان ليحق به قوله عز وجل :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم : حتى يتبين لهم أنه الحق " ..


تحياتي الخالصة

:):

الربوبي
05-06-2013, 08:08 PM
الزميل ابو حب الله


أنت قلت : جاء فيها تحرج أكل المرضى مع الأصحاء .. وتحرج أكل المدعوين منهم مع الأصحاء إذا أخذوهم لبيوت أقاربهم لعدم وجود أكل في بيوتهم : فيتحرج المرضى من الأكل في بيوت غير التي دعوا إليها !!.. وجاء فيها تحرج أكل المرضى من المخلفين في بيوت من تركوا مفاتحها معهم !!.. وورد فيها بعض الحرج عند بعض القبائل من الأكل من بعض بيوت الأقارب أو الصديق .. أو الأكل منفردين أو جماعات - وهي عادات كانت في بعض القبائل - .. فجاء الإسلام في كل ذلك ليبين لهم الأصل والأدنى الذي لا شيء فيه ..

وكان تعليقي بأن هذا يبدو سبباً منطقياً ووجيهاً ووعدك بتأمله ثم العودة إليك ... وما ذكرته هو بالفعل سبب منطقي لنزول الآية لولا أن فيه إفتراض غير مثبت وهو أن هناك قبائل كانت تتقزز أو تحسس من الأكل في بيوت الآخرين ، أو بمعنى أصح عرف إجتماعي لدى بعض الأفراد والجماعات ، وليس مجرد جزء من سلوك فردي ينبع من الحياء العادي الذي قد يستشعره الفرد عند الاكل في بيت مضيفه ... ووجدت كلاماً مثل هذا عند الشعرواوي ولكن بحثت في النت فلم أجد أثراً لهذا الكلام أو وجود عرف إجتماعي لدى الأنصار أو غيرهم يدفعهم للتحسس والحرج من الأكل في بيوت الغير

ولكن إجمالاً ورغم عدم معرفتي بسبب نزول الآية على وجه التحديد وتعدد الروايات والآراء حولها ، إلا ان الشئ الذي أنا متيقن منه هو أن هناك سبب ما وجيه وراء تلك الآية أو مناسبة نزول نزلت فيها الآية ... لابد من وجود سبب منطقي لنزول الآية فالرسول أعظم من أن يقول كلام غير متناسق وبدون داعي ... (إلا إذا إفترضنا بأن الآية قد أضيفت خطأاً للقرآن أثناء جمع القرآن ، وهو شئ أنا شخصياً لا أستبعده )

ولكن على كل حال ، فإن الذي آراه هو أن الآية تبقى محيرة وغامضة لحد ما ، ولم أجد من يشتق منها حكماً واضحاً أو رقيقة أو فكرة أو أدب من آداب الضيافة والمعاملات ، مما يعني بأن هذه الآية هي آية محلية بإمتياز نزلت في حادثة محددة جداً وقعت في عصر الرسول وليس لها تطبيق واضح على حاضرنا ، ومن ناحية أخرى فشل الرواة في أن ينقلوا لنا هذه الحادثة بشئ من الوضوح والدقة ولم يحدث إتفاق حول معنى محدد للآية ،

ولعلنا نتحاور في مناسبة أخرى حول الآيات التي ليس لها تفسير واضح وإنما هي متروكة للآراء والإجتهادات والتأويل ، وهل يعد ذلك فضيلة وسمة جيدة في القرآن تسمح بمرونة فهمه أم أنها نقيصة فيه

تحياتي

إلى حب الله
05-06-2013, 09:21 PM
الزميل ابو حب الله



وكان تعليقي بأن هذا يبدو سبباً منطقياً ووجيهاً ووعدك بتأمله ثم العودة إليك ... وما ذكرته هو بالفعل سبب منطقي لنزول الآية لولا أن فيه إفتراض غير مثبت وهو أن هناك قبائل كانت تتقزز أو تحسس من الأكل في بيوت الآخرين ، أو بمعنى أصح عرف إجتماعي لدى بعض الأفراد والجماعات ، وليس مجرد جزء من سلوك فردي ينبع من الحياء العادي الذي قد يستشعره الفرد عند الاكل في بيت مضيفه ... ووجدت كلاماً مثل هذا عند الشعرواوي ولكن بحثت في النت فلم أجد أثراً لهذا الكلام أو وجود عرف إجتماعي لدى الأنصار أو غيرهم يدفعهم للتحسس والحرج من الأكل في بيوت الغير

ولكن إجمالاً ورغم عدم معرفتي بسبب نزول الآية على وجه التحديد وتعدد الروايات والآراء حولها ، إلا ان الشئ الذي أنا متيقن منه هو أن هناك سبب ما وجيه وراء تلك الآية أو مناسبة نزول نزلت فيها الآية ... لابد من وجود سبب منطقي لنزول الآية فالرسول أعظم من أن يقول كلام غير متناسق وبدون داعي ... (إلا إذا إفترضنا بأن الآية قد أضيفت خطأاً للقرآن أثناء جمع القرآن ، وهو شئ أنا شخصياً لا أستبعده )

ولكن على كل حال ، فإن الذي آراه هو أن الآية تبقى محيرة وغامضة لحد ما ، ولم أجد من يشتق منها حكماً واضحاً أو رقيقة أو فكرة أو أدب من آداب الضيافة والمعاملات ، مما يعني بأن هذه الآية هي آية محلية بإمتياز نزلت في حادثة محددة جداً وقعت في عصر الرسول وليس لها تطبيق واضح على حاضرنا ، ومن ناحية أخرى فشل الرواة في أن ينقلوا لنا هذه الحادثة بشئ من الوضوح والدقة ولم يحدث إتفاق حول معنى محدد للآية ،

ولعلنا نتحاور في مناسبة أخرى حول الآيات التي ليس لها تفسير واضح وإنما هي متروكة للآراء والإجتهادات والتأويل ، وهل يعد ذلك فضيلة وسمة جيدة في القرآن تسمح بمرونة فهمه أم أنها نقيصة فيه

تحياتي

رأي شخصي = مقدار فهمك الخاص من الآية = لا يلزم أحد المسلمين الرجوع لرأيك القيم !!!..

بالتوفيق ...

عمر خطاب
05-06-2013, 11:12 PM
يا ربوبي، ما هذا؟ لم أقرأ كل النقاش، بل نظرت سريعًا لبعض المداخلات الأخيرة، وأعجب عجبًا شديدًا منك، هداك الله! أمثل هذا موضوع لنقاش؟! قل لي: افترض أننا لم نقدر على تقديم أي سبب نعرفه لنزول الآية ولا أي حكمة، افترض ذلك. قل لي إذن: هل هذا دليل يُبطل الإسلام؟ إن قلت نعم، فحينئذ لا يكون النقاش معك حول الآية، ولكن حول موضوع آخر! وإن قلت لا، كان النقاش أطول بكثير مما تحتاج! فيكفيك أن تعلم أن الله لم ينزل هذه الآية عبثًا، وما المانع أن يكون هناك طائفة ما لا تعلمها أو أنهم في المستقبل أو في الماضي.. وكان حالهم كذا وكذا، وكانت هذه الآية تُغيِّرُ من طريقة تصرُّفِهم؟ أهناك عاقل يرفض دين الحق لشبهة كهذه؟ أو ألف من مثلها حتى؟! خفاء الحكمة عليك فيه ابتلاء لك! أو مثلًا كيف تؤكِّدُ لنا أنه ليس للآية تأثير على الحال الناس ليكونوا كما هم الآن ويكون الأمر بالنسبة لك عاديًا ترى أنه لا يحتاج لبيان؟ هذا على طريقتك وطريقة من شابهك في الأسئلة والتساؤل والافتراض! فإن رفضت تساؤلاتي وافتراضاتي، ارفض تساؤلاتك. وإن رأيت فيها ردًا عليك، فالحال كما تعلم حينئذ.
سبحان الله!

مشرف 10
05-07-2013, 12:27 AM
تعليقات عامة هامة للقراء فقط :
من أسباب خلاف المفسرين : نجمل الرد في نقاط مختصرة منعاً للتطويل :-
1- اعتماد بعض المفسرين علي الموضوعات والإسرائيليات التي تخالف العقل والنقل واعتبارها أصلا في التفسير مما يتناقض مع الصحيح الوارد في تفسير الآيات
2- اعتماد بعضهم علي مجرد معرفته باللغة والمسارعة إلي تفسير القرآن بظاهر العربية دون الرجوع إلي أصول التفسير وأدواته مما يؤدي إلي كثرة الغلط
3- ومن أسباب الخلاف أيضا أن يكون اللفظ دالا على أكثر من معنى في الحقيقة فهو مشترك لفظي فيصرفه المفسر عن المعنى الذي يدل عليه السياق إلى معنى آخر لا يتناسب مع السياق
4- ومن أسباب الخلاف أيضا : الخطأ في معرفة اشتقاق الكلمة
5- أيضا من أسباب الخلاف : ترك المعنى الظاهر إلى معنى آخر لا علاقة له بالآية من قريب أو من بعيد ، وليس له أصل صحيح في لغة العرب
6- أن يفسر بعضهم المعنى ببيان بعض ما يندرج تحته من أنواع
7- الاختلاف في عودة الضمير
8- كذلك كأن يعبر كل مفسر عن المعنى الواحد بعبارات شتى تدور كلها حول هذا المعنى ، أو تكتمل بها صورته ويستقر المعنى في الأذهان ، أو أن يفسر بعضهم اللفظ بمعان متنوعة لكنها تدور في محور واحد:وبعض المفسرين قد يفسر المعنى بمثال عليه أو بلازمه .
9- من أسباب الاختلاف أيضا : أن يكون اللفظ مشتركا في اللغة له أكثر من استعمال علي الحقيقة فيحمل علي أحد الاستعمالات
10- كذلك أنه قد لا يبلغ الحديث أحد الصحابة ولم يكن قد سمعه من رسول الله فيجتهد في المسألة فيدلي برأي مخالف لما قال به النبي لكنه يتراجع عن رأيه حين يصله الحديث
11- الاختلاف في فهم حروف المعاني ، فقد يدل الحرف على أكثر من معنى
12- من المعلوم أن أسباب النزول تنقسم باعتبار الثبوت إلى قسمين الصحيح والضعيف
13- يقول الشيخ سعيد حوي رحمه الله :"وأما النهي عن إهلاك النفس فإذا نظرنا إلي النص مجردا كان له معنى وإذا نظرنا إليه من خلال الآية التي هو فيها أعطانا معنى آخر وإذا نظرنا إليه أنه جزء من السياق أعطانا معنى جديدا وكل هذه المعاني مرادة وكلها قد ذكرها أئمة التفسير عند شرح الآية فإذا نظرنا إلي النص مجردا فهمنا منه أنه نهي عن قتل أنفسنا ، أي لا تقتلوا أنفسكم بأيديكم كما يقال أهلك فلان نفسه بيده إذا تسبب في هلاكها ،وهل يدخل في ذلك ما لو أمر إنسان بمعروف أو نهي عن منكر فقتل ؟ الجواب لا ؛ بل هو مأجور ، ويدخل في ذلك ما إذا هاجم الكفارَ وألقى بنفسه عليهم فقتل ؟ قالت الحنفية إذا كان بفعله هذا ينكي فيهم ويلقي الرعب في قلوبهم . "
وإذا نظرنا إلي هذا الأمر ووروده بعد الأمر بالإنفاق فهمنا منه أنه نهي عن ترك الإنفاق في سبيل الله ، لأنه سبب للإهلاك ويؤيد ذلك ما رواه البخاري عن حذيفة في الآية قال نزلت في الإنفاق " .
وأورد الشيخ سعيد أقوالا أخرى عن ابن عباس وعن الضحاك وعن سعيد بن جبير وعن الحسن البصري تؤيد ذلك ، ثم أتبعها بقوله :" وإذا نظرنا إلي هذا النهي من خلال وروده بعد آيات القتال فهمنا منه أنه نهي عن ترك الجهاد وأورد الشيخ سعيد قصة أبي أيوب الأنصاري ، وعقب ذلك بقوله :" وقد لاحظنا أن هذه الاتجاهات الثلاثة الرئيسية في فهم هذا النص ، سببها ملاحظة النص مجردا أو السياق القريب ،أو السياق العام وهذا من أبرز الأمثلة الدالة علي أن القرآن لا تتناهي معانيه



يأت الرد بخصوص محلية القرآن وهذا ندرجه كرد مجمل :
1- كل شخص يعشق النبل والعظمة والتبريز العبقرية والابداع يحب ان يعرف دقائق هؤلاء العباقرة المبدعين فلا يوجد مبرز ولا عبقري الا وهو مأخوذ بمطالعة سيرة العباقرة ومجراياتهم وما الذي اتفق لهم سواء مع اسرهم او مع المجتمع يحب هذا جدا يحدوه شيء مشابه لانه ايضا هو انسان عبقري
وقصة الفيلسوف شاعر الهند الكبير في القرن العشرين المنصرم وهو من اعظم الشخصيات الفكرية على الاطلاق برنا طاغور اجاب لماذا الديانة الهندوسية رغم تسامحها المطلق من ناحية نظرية مبدأية اكثر دين متسامح مع الديانات والطوائف والمذاهب ترى ان جميع هذه الاديان والعقائد والطوائف والفلسفات هي طرق مختلفة الى غاية واحدة وهي الحقيقة المطلقة والبوذية لا تقارن بها بهذا الاعتبار لم تصب حظا من النجاح خارج حدودها الجغرافية وليست ديانة تبشيرية ولم يتأثر بها العالمون خارج سبه القارة الهندية سؤال جدا ذكي ساله هذا الشاعر الفيلسوف وكان في سفينة وكان حاضر الحوار وهو الذي نقله سليمان الندوي صاحب الكتاب الاروع في سيرة رسول الله قال انا كنت حاضرا واستمعت الى هذا السؤال المذهل الكبير فقال اجاب الفيلسوف الشاعر من فوره قال لان هذه الديانة تفتقر الى شخصيات من لحم ودم حية تجسدت فيها مبادئها كما حدث في الاسلام والمسيحية اسلام محمد ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا
2- لذلك بعض كبار نقاد الأدب قالوا: " من معايير عالمية الأدب وعالمية الفِكِر أن يُـحدِثَ أثراً في الآخرين و في العالم " . القرآن احدَثَ هذا أو لم يُحدِث ؟!! بل كل العالم يعرف هذا الكتاب المقدّس .. (قوتيه) الأديب والشاعر والفيلسوف والعَالِم صاحب الأدب العالمي قال في كتابه الشهير في الأدب العالمي < الديوان الشرقي للشاعر الغربي > عن القرآن : " يُقال عن هذا الكتاب مخلوق ام غير مخلوق لستُ أدري، وهذا لا يعنيني، لكن الذي أدريه أنه كتـاب العالم " . كما مَدَح الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارت فائقة .
3- يقول احد هؤلاء المعترضين من أمثال الزميل الربوبي:" أين العالمية في السورة وهي قصة زيد و زينب وحفصة وعائشة .. ؟! " . اقول له: مامعيار العالمية عندك؟ هل تفهم مامعنى العالمية؟!،، يقول ساخرا: " هذا كتاب عالمي يتحدث عن قضايا من هذا القبيل ثم يقول لك هذا كتاب عالمي!".. نحن قرأنا ماتيسر من الآداب كالأدب الياباني الأدب الصيني الأدب الهندي الأدب اللاتيني الأدب الأمريكي الأدب الأوروبي عموما يسمونها "الآداب العالمية" ... وكل شيء منها مُغرِق في محليِّته لكن يُطلَق عليه أدب عالمي ! ..
الأدب رغم طابعه القومي أو المحلي، يمكن ان يرتقي الى العالمية، اذا استطاع أن يعبر هذه الجدران المحلية والإقليمية ليُتاخِم و يُلامس المُشتَرَك الإنساني .. كل الأدباء كل العباقرة الفن والأدب والشعر الكبــار يفعلون هذا بإقتدار، و من هنا عالميّتُه !
4- مثلا لو اعترض علينا معترض بخصوص قصة أبو لهب في القرآن ومما عرفناه قريبا أنه في ( الزِّند أفيستا ) كتاب المجوس ذُكِرَ : "أن قريبا من قرابات النبي فعّالُ للشر يتصدى له اسمه ( انجرا مانيو) " ومعنى هذا الإسم بالضبط هو أبو لهب . حتى تكون علَماً من اعلام النبوة .

متروي
05-07-2013, 12:41 AM
رائع جدا يا رقم 10 !!!!
خصوصا معنى العالمية و المحلية و أبولهب ..

ابن سلامة القادري
05-07-2013, 01:28 AM
الزميل إبن سلامة ... تحية طيبة ، ومرحباً بك في هذا النقاش المعقد

بإختصار ، كلامك هو تكرار لأقوال تعاد وتكرر دون وعي لمعناها ودلالتها ، حتى أنك تستعمل نفس التعابير التي كثيراً ما أسمعها ولكن تأمل معي ستلاحظ ما يلي :

لو أردت عمل كتاب يحيط بكل شئ فلا بد لك من ان تركز على العموميات وتترك التفاصيل ، وإلا لإستحال عليك الإحاطة بكل شئ ... ولكن القرآن يغرق في التفاصيل ، ولعل ما ذكرته هذه الآية هو من ضمن التفاصيل التي كان من الأحرى أن تترك لتشتق من عموميات الإسلام الأخرى أو على اضعف تقدير تذكر في حديث وليس آية طالما الأمر متعلق بآداب عامة أو اشياء ليست بهذه الأهمية مثل أكل الناس بإذن أو بدون إذن في بيوت اقاربهم

أما بالنسبة لقولك بأن القرآن هو مثل الدساتير ولكن يعلو عليها ... وتقارنه بالقوانين ... يا سيدي لا يوجد قانون في الدنيا يضع تشريعاً فيقول بانه يحق للصديق أن يفعل كذا ... الصداقة هي شئ عام وغير منضبط وغير معرف بدقة فكيف يصح إعتبارها كمعيار للسماح أو عدم السماح بشئ معين

بعض الترجمات عندما ترجمت هذه الآية قالت في ترجمة "أو صديقكم" .. your sincere friend، ألا يدلك هذا على قصور لغة القرآن التي حاول المترجم تداركه بإضافة كلمة Sincere لتعريف نوع الصداقة التي تسمح لصاحبها بالأكل في بيت صديقه ... والأية عموماً (كما هو الحال في كثير من آيات القرآن جاءت غامضة) فلم تحدد هل المقصود الأكل بإذن أو بدون إذن ولم تحدد نوع أو سبب الحرج الذي أرادت الآية رفعه ، فإحتار فيها المفسرون وحيرونا معهم

صحيح أن من الزملاء (وربما انت كذلك) من يميلون لتفسير الآية ببساطة مخلة فيقولون بانها دعوة لرفع الكلفة والحواجز عند الأكل في بيوت الأصدقاء والأهل .. ولكن هؤلاء يتناسون بأن الآية غالباً تشير للأكل بدون إذن ، وأن التحرج من الأكل خجلاً لطعام مقدم ومأذون به هو شئ لا يستحق أن ينزل فيه القرآن ، فلا يصح أن يتعامل القرآن مع حالات شاذة لأناس يقدمون على تصرفات غير مبررة ... فأنا ما رأيت ولا سمعت عن شخص يخجل من الأكل في منازل الآخرين ، فسمع بهذه الآية فطرح خجله وتحفظه جانباً وأصبح يأكل في بيوت أقربائه بأريحية ... ولا أفهم أن ينزل قرآن ليقول للناس لا تخجلوا من فعل معين لأن الخجل (من شئ لا يستحق الخجل) هو شئ من الطبائع وليس شئ يطلب الإلتزام به

وعلى كل حال فموضوع الخجل والإستحياء هذا غير وارد كمبرر للآية ... فهناك أحاديث كثيرة تحث على إجابة دعوة أي شخص يدعوك لطعام ، حتى أن رفض هذه الدعوة يعد مكروه ... فما بالكم لو كانت الدعوة من قريب ، بالتأكيد الإجابة أولى ... فما فائدة آية تقول لا تتحسسوا من إجابة الدعوة على طعام ، في حين أن هناك أحاديث تقول بأنه لا يصح رفض تلك الدعوة ... والذي يستحي من إجابة دعوة على طعام في بيت أبيه أو أمه هو بالتأكيد شخص غير طبيعي ، ولو تعامل القرآن مع الأشخاص الغير عاديين الذين يقومون بتصرفات غريبة لإحتجنا لمئات الآلاف من الآيات للتحذير من كل أصناف التصرفات الغريبة التي قد يقدم بعض الاشخاص الغير طبيعيين على القيام بها

تحياتي



الآية جاءت في سياق الحديث عن الإستئذان، و بالتالي عن موقف المسلم في حال إذا أحب أن يأكل من أحد تلك البيوت، و هذا من كمال دعوة القرآن لحسن الأدب في قالبه العام الذي يعرض للتفاصيل، و هذا هو منحى القرآن في تعليم الناس ما لم يكونوا يعلمونه، و على هذا يضعك القرآن في مفترق طرق، و يسلك بك الطريق التي من مستواك فتأخذ منه ما يناسبك، ليس في القرآن شيء عبثي لأنه يتعامل مع كل الحالات الإنسانية، يتعامل حتى مع أبسط العقول، و أغلظ الطباع، كما يتعامل مع الأذكياء و النبلاء و المتأنقين.

شيءآخر يجب أن تنتبه إليه و تعمل له حسابا في فهم الآية، و هو أن :

البيوت التي جاء ذكرها في الآية يجب أن تتصور أنها بيوت مختلفة في طابعها عن البيوت العصرية، إنه البيوت العربية التي كانت معهودة بطابعها البدوي الصحراوي، فبحكم قلة البيوت و سعة المساحات التي تبنى عليها تجدها مترامية الأطراف، تضم زرعا أو غلة أو ماشية، و ما من بيت من بيوت العرب إلا و كان له نصيب - بعد انتصار الإسلام - من تلك السعة و الرخاء، فكان لا بد من اعتبار أن قضية الأكل مطروحة على وجه السعة أيضا، إذ ليس المقصود بالذات ما تملكه أنت اليوم كشقة في عمارة مغلقة 24/24، لا تفتح حتى للأقارب إلا ما شاء الله.

الصديق هو أحد أولئك الذين عليهم الإستئذان، إذا شاء أن يأكل من بيت أخيه المسلم، فهو ليس ذا قرابة و لكنه مجرد صديق له حق الأخوة في الإسلام، أما عن الأعمى و الأعرج و المريض، فهؤلاء قد يحتقرهم الناس ذوو السعة و من الناس من سيدفعهم عن بابه، ففتح الإسلام لهم كل باب، بل و افتتح بهم الآية ليُراعى شأنهم أكثر من غيرهم،

أما تقديم النفس على الأقارب فهذا - و الله أعلم وجه من وجوه البلاغة القرآنية، التي اقتضاها مقام النظم القرآني، و هذه أيضا يجب أن تُفهم على سعتها فالأنفس ليس بالضرورة أن ان أكون أنا فقد تكون زوجتي أو ولدي ما دامت زوجتي لباس لي و أنا لباس لها، و ما دام و لدي بضعة مني،

لكن ماذا عن وجود الداعي لذكر هذا مع أنه مسلم به، فالداعي قد يوجد في حالات استثنائية، مثل تحرج بعض الآباء من الأكل في بيت ابن له متزوج، و هذا يحدث عندنا. أو تحرج صاحب بيت أن يأكل في بيت اكتراه لغيره، لكن لم تزل بحوزته ملكيته .. و هكذا قد يطرح الإشكال في حالة استثنائية ربما لم يسبق حدوثها.

و هكذا القول بالنسبة لحالات الأقرباء، و بيوت الأقرباء، فالإستئذان من أجل طعام في هذه البيوت وارد مبدئيا و هو ما يرفع التحرج،

و هذا كله، لا يطرح ما لم تكن الحياة بين المجتمع المسلم مبنية على أساس من الوئام و ما لم يعم الخير، و بعد ذلك تأتي الضوابط و التحفظات،

لقد أنكرت على القرآن تفصيله في هذه الأمور و إجماله في أمر الصداقة، لماذا ؟ أليس هذا من الكيل بمكيالين، يا صديق القرن الحادي و العشرين ؟

مشرف 10
05-07-2013, 03:16 AM
وبخصوص قضية الآية التي رفعت الحرج عن المرضى وغيرهم فالخطاب هنا للقراء كذلك وليعذرنا الزميل لأن تقييمي الشخصي له أنه يحب التعمق والجدال بدون أن يخرج بنتيجة صحيحة:
-المقصود بعالمية القرآن قابليته للوفاء بحاجة الإنسان وصلاحيته لقيادة البشر من غير تمييز بسبب الجنس واللون والبيئة والزمن وغير ذلك من الفروق ...
- مقومات عالمية القرآن تنحصر في أنه دعوة للثوابت الكبرى في الحياة الإنسانية : وهي أنه يدعو إلى كلمة التوحيد بتوحيد الله تعالى والعبادة الخالصة له ، وتحقيق عبودية المخلوق للخالق ، والإستقامة على منهج الحق ، فالإسلام دين الحق ، والعدل ، والحرية ، والشورى ، والمساواة بين الناس ، وإقرار المعروف والأمر به ، ونبذ المنكر والرذيلة والنهي عنه ، والتزام مكارم الأخلاق دون تفريق أو تمييز بين الناس في معاملة بسبب السلطة والرعوية ، والغنى والفقر ، والسيادة والتبعية
والقوة والضعف ، والصداقة والعداوة ، والإنتماء للإسلام أو غيره ، لأن طريق التقدم وبناء الحضارة في القرآن أو الإسلام ، والوسيلة : هي العلم الدقيق المتقن ، وتحريك العقل وإعمال الفكر في مختلف أنحاء الكون ...
- بين العالمية والنزعة الفردية بالانطواء على الذات .....
إن العالمية القرآنية تشمل الأمة والجماعة والأفراد ، فإذا صلح الفرد صلحت الجماعة ، وإذا حسنت أفعال الجماعة كانت الأمة بخير ، وإذا توجهت الأمة نحو مرضاة الله واحترام الثوابت والمبادئ والأخلاق الإلهية ، انتفع منها كل شئ في الوجود ...
يحرص الإسلام على مراعاة الفرد والجماعة ، ويدعو إلى محبة الخير للآخرين ، ويمقت حب الذات أو الأنانية - والتي نراها مبدأ عند الزميل الربوبي من حيث لا يعلم - سواء في الأكل والشرب وغيرهما من المنافع الخاصة ، أو المشروعات العامة وإذا كانت الروح الجماعية هي المسيطرة على شؤون الناس استفاد منها كل الأفراد ..
لذا كانت التوجيهات القرآنية والنبوية نحو الخير العام ، وصلاح الجماعة ، ونقاوة المجتمع ، والبعد عن تدنيس القيم الجماعية ، وإشاعة الفاحشة في الأمة ، وكان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو قاعدة العيش الإجتماعي ، وكان التكافل الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي والسياسي والإنساني
هو مبدأ الإسلام وسياسته العامة في الإصلاح وبناء المجتمعات ، والمثال على ذلك آية تعميم البر في القرآن الكريم (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ... )) وقال النبي عليه السلام (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
يبدو مما سبق أن النزعة الفردية ضارة بالفرد والمجتمع ، والنزعة الجماعية أو العالمية خير للمجتمع والفرد ، وإذا سادت النزعة الأولى كما هو الغالب في الأنظمة الرأسمالية ، ظهرت الطبقية والأحقاد والكراهية والنزاع والتناحر والصراع الطبقي ، وإذا تنامت أو تقوت النزعة الجماعية أو العالمية المنضبطة بهداية القرآن ، برزت عناصر الرحمة والتعاون والتكافل ، وسادت المحبة والأخوة والطمأنينة والسكينة ، وحينئذ تتقوى الأمة وتنمو فيها كل معاني الخير والأخلاق الكريمة ...
ولقد عزو إلى أن أسباب قيام الحرب العالمية التي أنزلت بالبشرية الكوارث ، وحصدت ملايين الرؤوس ... إلى (الضلال الناشئ ) من الفكر المادي ، والحرية الحيوانية ، واتباع الهوى ...
فالقرآن الكريم قد حول كما نعلم مجتمعاً كاملا إلى مجتمع جديد ، وأنقذ كل إنسان من الأنانية - عبد الذات - والعجب بالنفس وغيرهما من الصفات التي تحول دون إدراك الحقائق ، ورسخ بدلاً منها صفات وخصالاً سامية حميدة - مثل عادات الأكل يا عزيزي - كالتواضع والتضحية وغيرهما ، أي لا بد من إعداد النفس والفرد اعداداً قويماً صالحاً ، بحيث يحب الخير لنفسه وأمته ...
هذه هي آفاق عالمية القرآن ، فهي مطامح تسمو على الأوضاع والمصالح المادية ، أساسيها محبة الخير للآخرين ، والإخلاص في تبليغ رسالة الله لجميع العالم ....

محمد ياسين
06-27-2013, 01:42 AM
يالله من دين ويالله من كتاب

سأحكي لكم قصتي في كيفية دخولي لهذا الموضوع والله على ما أقول شهيد

الليلة ( ليلة الاربعاء الى الخميس) وبما أننا في شهر شعبان قررت الصيام، لكن لم أكن في بيتنا فلقد طلب مني خالي المكوث في بيته لأنه مسافر. وفي الليل قدمت الى بيت خالي وبدأت أفكر في كيف سأتسحر بما ان المتاجر بعيدة فلن يتسنى لي ان أشتري ما أتسحر به، ولم أسمح لنفسي أن أتسحر من ما يوجد في ثلاجة بيته ( لأنني لم أكن اعرف الحكم الشرعي ولم أكن لأسمح لنفسي أن اتسحر من حرام).

فقلت لماذا لا ابحث في الانترنت عن الحكم الشرعي واذا بي أجد الاجابات من خلال الأية الكريمة ومن كثير من المواقع الاسلامية...

الشاهد من قصتي : أن الله سبحانه وتعالى لم يترك لنا شيئا من الأمور الدينية الا ووضحه لنا في كتابه العزيز.