المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى ينزل الله سبحانه وتعالى



ahmedmask
05-08-2013, 05:09 AM
هو السؤال دار فى بالى
معلوم فى الاحاديث ان الله سبحانه وتعالى ينزل فى الثلث الاخير من الليل فهل اللى متواجد فى قاره استراليا مثلا هيصلى فى الليل بتوقيته ام سيصلى نهارا
وقد يتسائل ملحد عن هذا الامر وانا بحثت عن رد لم اجد
بالطبع الله خارج كل زمان او مكان ولكن ما هو الليل المقصود وشكرا

ahmedmask
05-08-2013, 05:38 AM
هذا الرد وجدته
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة نزول الله إلى السماء الدنيا ... بلا انتقال ولا تجسيد
لم يرد نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ولا إلى غيرها في القرآن الكريم، وطلب المشركون نزول الملائكة ولم يطلبوا نزول الله تعالى، بل طلبوا رؤيته، أو يأتي بالله والملائكة قبيلاً ليتمكنوا من رؤيتهما، إيمانًا منهم بأن الله قريب، وكلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام ولم يذكر معه تكليمه نزول من الله عز وجل.
قال تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)﴾ البقرة.
إنما ورد نزول الله تعالى في بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له، صحيح البخاري ( رقم 1094)، وصحيح مسلم (758)، وفي رواية عند مسلم: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول... فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)، وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينـزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ... حتى ينفجر الصبح) وفي لفظ آخر: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر)، وفي رواية: (إذا مضى نصف الليل)،... والاختلاف في هذه الروايات يبين اختلاف الليل من مكان إلى مكان؛ فإذا كان الليل في إحدى المناطق في أوله، يكون في مناطق أخرى في آخره، أو وسطه، وفتح باب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل هي للجميع.
وخطاب الله تعالى في هذه الأحاديث؛ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ من يقرض غير عديم (أو عدوم) ولا ظلوم؟ ... وزمن هذا النـزول هو في كل ليلة، وإذا كان الليل يتناوب على نصفي الأرض، والنـزول في الثلث الأول، والشطر(النصف) الأول، وفي الثلث الأخير، والشطر الأخير، حتى ينفجر الصبح، أو يضيء الفجر، وفي رواية (حتى ترجل الشمس)، كما بينته الأحاديث العديدة، والروايات جاءت بألفاظ كثيرة، فمعنى ذلك أن النـزول إلى السماء الدنيا هو في كل وقت، ولكل مكان له نصيب من هذا النـزول.
وهناك نزول خاص في النهار، وليس في الليل؛ هو النـزول يوم عرفه؛ جاء في صحيح ابن حبان رقم (3853) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: (... وما من يوم عند الله أفضل من عرفة، ينـزل الله إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي شعثًا غير ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي؟! فلم يُر يومٌ أكثر عتقًا من النار مثل يوم عرفة).
أما ما ورد في نزول الله تعالى في (النصف من شعبان) فهي مراسيل، والقول فيها أنها ضعيفة، والتوسع في الحديث عنها لا يزيد الموضوع شيئًا ولا يثريه.
وحتى يتم فهم نزول الله في هذه الأحاديث على الوجه الصحيح الذي يليق به سبحانه وتعالى؛ علينا فهم مادة نزل في اللغة، والاستعمال القرآني البليغ لها؛
جاء استعمال هذه المادة "فيما يصل إلينا مما لا نستطيع نحن الوصول إليه":
فماء السحاب الذي في السماء لا نستطيع أن نأتي به لحاجاتنا بأنفسنا، فالله تعالى هو الذي يوصله إلينا، قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) الحجر، وقال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69)﴾ الواقعة.
والله تعالى أنزل الكتاب، والحكمة، والتوراة، والإنجيل، والقرآن، والذكر،... كما جاء في آيات كثيرة، وهذه كلها مما لا يستطيع الإنسان الوصول إليها في كتاب الله، أو اللوح المحفوظ، فيأتي بها بنفسه، فالله تعالى هو الذي أوصل لنا هذه الكتب بما فيها.
وفي نفس الشأن ينـزل الله تعالى الملائكة بالروح والوحي، لتوصيل أمر الله للأنبياء والرسل.
قال تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ (2)﴾ النحل0
وكذلك توصيل الرجز عذابًا على الكفار، قال تعالى: (مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ (8)﴾ الحجر.
وقال تعالى:(إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسقون(34)﴾ العنكبوت.
وإنزال السكينة، والنعاس، والجند، في مواقف الخوف التي تفزع فيها القلوب؛ قال تعالى: (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26)) التوبة.
وقال تعالى في إنزال المحاربين من حصونهم: (وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)﴾ الأحزاب، كان بنو قريظة متحصنين في صياصيهم (حصونهم)، لا يستطيع المسلمون الوصول إليهم، فقذف الله الرعب في قلوبهم، فنـزلوا بأنفسهم يضعون رقابهم في أيدي المسلمين يحكمون فيها بما يرونه من حكم يستحقونه جزاء خيانتهم.
وقال تعالى في شأن أزواج من الأنعام: (وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)﴾ الزمر، إنزال الله تعالى للأزواج الثمانية؛ (البقر، والإبل، والضأن، والمعز،) أي إيصالها للناس لينتفعوا بها؛ وإيصالها كان إما بعد هبوط آدم إلى الأرض، وليس بمقدور آدم، ولا أحد من ذريته، أن يحضرها له من خارج الأرض لتعينه على معيشته فيها إذا لم تكن هذه الأنعام من دواب الأرض من قبل، وإما إنزالها بأن جعلها تقبل سلالتها ترويض وتدجين الناس لها، فتخضع للناس، وتمكنهم من الانتفاع بها، وفي الأرض سلالات شبيهة لها كالغزلان، والوعل الجبلي، والجاموس البري، والزرافة، وما قارب ذلك، لم يستطع الإنسان أن يجعل منها سلالات أليفة، تنـزل عند حكم الإنسان فيها، وتقبل التدجين، والعيش معه بصفة دائمة.
وقال تعالى في شأن الحديد: (وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)﴾ الحديد، أوصلنا الحديد للناس إما بإخراجه من باطن الأرض مع البراكين، وحركات الأرض، وتكسرات طبقاتها التي تكشف عن معادنها، وإما إيصاله إلى الأرض كقطع من الشهب، والنيازك... أما حرارة المجموعة الشمسية فلا تكفي لتكون عنصر الحديد فيها، فكل الحديد في الأرض على رأي العلماء جاء من خارج المجموعة الشمسية.
وقال تعالى في شأن اللباس: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)﴾ الأعراف، أما لباس الناس فهو مما تنتجه الحيوانات؛ كالصوف، والشعر، والوبر، والحرير، والفرو، وجلود الحيوانات، وإما من منتجات النبات؛ كالقطن، والكتان، وكل ذلك مما لا يستطيع الإنسان صنعه بنفسه، وحتى ما صنع من مشتقات البترول فهو من أصل نباتي أو حيواني.
وقال تعالى عن نزول القرآن: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾ الحشر، إن الجبل بنفسه لا يفقه من كتاب الله شيئًا، لكن إذا أوصل الله تعالى ما يريده من الناس إلى الجبل وجعله له، عندها سترى الجبل بالصورة التي وصفها الله له.
قال تعالى بشأن ليلة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)﴾ القدر، إيصال الله تعالى القرآن للناس كان في ليلة القدر من شهر رمضان لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... (185)﴾ البقرة، وإنزاله في ليلة القدر لا يعنى أنه أُنزل كاملاً في ليلة القدر، بل تفيد بداية نزوله كان في ليلة القدر، ثم توالى نزوله في ثلاث وعشرين سنة، لأن الأمر تقرر في إنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا بدأ إنزاله سيتتابع بعد ذلك حتى يكتمل نزوله، وما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أنزل إلى السماء الدنيا دفعة واحدة؛ فإن هذه الأحاديث لم يرفع منها شيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وما قاله ابن عباس رضي الله عنهما؛ إما أن يكون سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكون فهماً منه للآية، وإما سمعه من بعض أهل الكتاب الذين أسلموا فقاسوا نزول القرآن بنزول التوراة التي نزلت دفعة واحدة... ولما لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يؤيد ذلك، وذكر في القرآن خلافه، في قوله تعالى للذين يرغبون من الكفار نزوله جملة واحدة: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)﴾ الفرقان.
والعادة جرت على وصف الشيء في بداية أمره كأنه بلغ إلى منتهاه، كقولنا مثلاً: وصل السيل، عندما نرى أوله وقد يستمر السيل ساعات، أو عدة أيام، ونزل المطر مع أول قطراته، وقد يستمر ساعات أو عدة أيام كذلك، والأهم من كل ذلك أنه لم يرد في القرآن، ولا في حديث مرفوع للرسول صلى الله عليه وسلم، أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا، والمقصود على من يتلقاه فيها، أو يحفظه فيها، أما السماء فهي خلق غازي من خلق الله، سخره الله تعالى للخلق، وحفظ من في الأرض، ولا علاقة له بإنزال الكتب من الله عز وجل، أو حفظها، بل إن الأمانة كما بينته آية الأحزاب؛ عرضت على السموات، والأرض، والجبال، فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها؛ والقرآن هو أعظم أمانة، فكيف تكلف بما أبت حمله من قبل.
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)﴾ يونس.
وقال تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)﴾ يس.
وضع القمر بهذه الأوضاع المختلفة التي تمكن الإنسان من حساب الأيام والأشهر والسنين لم يكن للبشر فيه أي دور، إنما هو من تقدير الله عز وجل، لذلك سمى تعالى هذه المراحل بالمنازل، أي جعل الانتفاع بها بين يدي الإنسان وليس ذلك من مقدرته ولا تدبيره.
والمنازل التي يسكنها الإنسان هي تبع لأماكن نزول المطر، وما ينتج عن ذلك؛ من وجود الأعشاب في المراعي، أو تكون المناطق الزراعية البعلية، أو المروية بماء الأنهار، والينابيع، والعيون، الناتجة عن تساقط الأمطار، وكل ذلك ليس بفعل الإنسان، إنما محكوم لما ينـزله الله سبحانه وتعالى من الأمطار، ومنازل العرب في بيئتهم هي في مساقط الأمطار، أو ما يكون منها.
وقال تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)﴾ القصص، فموسى عليه السلام وصل إلى ماء مدين فارًا غريبًا لا يملك شيئًا، ولا يستطيع أن يجلب لنفسه خيرًا، فدعا هذا الدعاء فاستجاب تعالى له فرزقه وآواه وزوجه.
وقال تعالى فيما أنزله على بني إسرائيل: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)﴾ البقرة، فإنزال المن والسلوى عليهم هو توصيلهما لهم، للانتفاع بهما، وليس بمقدور بني إسرائيل ولا غيرهم جلب ذلك لهم من أنفسهم، فأوصلهما الله تعالى لهما ليغنيهم عن كل طعام، ويتفرغوا لعبادة الله، فلم يشكروا هذه النعمة، وفضلوا عليها دونها مما تخرج الأرض.
وقال تعالى: (إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)﴾ الكهف، وصف جهنم نزلا للكافرين لأنهم لا يريدون أن يصلوا إليها بأنفسهم، إنما هم يقادون ويسحبون إليها سحبًا، وأما وصف الجنة نزلاً للمؤمنين في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)﴾ الكهف، لأنهم لا يستطيعون الوصول إليها بأنفسهم، فالله تعالى هو الذي يوصلهم برحمته إليها، ويجعلهم يتخطون نار جهنم حتى يصلوها.
وأما قول يوسف عليه السلام بأنه خير المنـزلين في قوله تعالى: (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (59)﴾ يوسف، لأن إخوته هم غرباء قدموا إلى مصر من أجل تبضع متاعٍ لهم، ولا يستطيعون أن ينالوا منـزلاً ينـزلون فيه، إلا إذا قدم لهم من أحد أهلها كراء بالأجرة، أو استضافة منه لهم.
فمادة نزل جاءت في وصول أو إيصال ما لا تستطيع أنت الوصول إليه.
فنـزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة، ويوم عرفه، الذي جاء في الأحاديث، ولم يرد في القرآن، يفهم من معرفه استعمال مادة "نزل"؛ فنـزول الله يفيد الوصول إلى من لم يكن هو يستطيع الوصول إلى الله عز وجل.
إن الله تعالى جعل في الأرض ملائكة يحصون على الناس أعمالهم، ويديمون المتابعة لهم، أو طوافين على مجالس الذكر فيهم، أو غير ذلك مما كلفهم الله تعالى به من الأعمال، وهم يرفعون أعمالهم إلى الله، فمن أُلزم بقاؤه مع أحد الإنس أو الجن لا يفارقه في ليل أو نهار، فغيره من الملائكة يرفع عنه الأعمال إلى الله، وهؤلاء هم الذين يسألون كيف تركتم عبادي، كما جاء في الحديث، وهناك من الملائكة من يحملون أوامر الله إلى من في الأرض من الملائكة، وعند نقل الأمر إليهم يجد الجن فرصة لهم لاستراق السمع ... وإذا أردنا أن نقسم الملائكة حسب مكانتهم من الله، بالنظر إلى أعمالهم، ومكانتهم من العرش؛ فمن لازم العرش أكرم ممن يفارقه، ومن يحمل الأوامر من الله ويرجع بالأخبار أكرم ممن يلازم كتابة الأعمال للثقلين في الأرض، ومن يكلف بحمل كلمات الله ورسالاته أكرم عند الله ممن يحمل أمورًا دون ذلك، ومن يكلمه الله مباشرة أكرم ممن يرسل إليه رسولاً.
فنـزول الله إلى السماء الدنيا، وقد بينا في كتابنا "حقيقة السموات كما صورها القرآن" عند الحديث عن تزيين السماء الدنيا؛ أن السماء الدنيا إما أن يراد بها هذه السماء الموجودة في الحياة الدنيا، للتفريق بينها وبين السماء الآخرة المبدلة من السماء الدنيا، كما أبدلت بأرض الدنيا أرض الجنة.
وإما المراد بالسماء الدنيا بالسماء الأولى التي بدايتها وجه الأرض حيث يعيش الإنس والجن، وحيث يوجد معهم الكتبة الحافظون، والخطاب من الله ومناداته الواردة في الأحاديث السابقة لا يسمعها البشر، إنما هي للملائكة، حتى يرفعوا إلى الله من يستغفر، ومن يدعو الله، ومن يسأله، ومن يتوب إليه، .. فكلام الله مع هؤلاء الملائكة المرابطين في الأرض هو نزول من الله إليهم في السماء الدنيا، لأنهم لا يرفعون الأعمال إلى الله تعالى مباشرة، ولا يأتيهم أمر الله مباشرة، ولا يسمعون الله مباشرة، ولا يكلموه مباشرة، فأوصل الله تعالى أمره إليهم مباشرة بمخاطبته لهم، ورفعوا إليه ما طلبه منهم مباشرة، وهو تعالى يباهي يوم عرفه بأهل الأرض من الحجاج أهل السماء الذين هم فيها بسبب ما كلفوا به من مهام وأعمال.
وفي رواية عند الإمام أحمد ( رقم 10626)، (فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا إلى طلوع الفجر يقول قائل ألا داع يجاب ألا سائل يعطيه ألا مذنب يستغفر فيغفر له)، وهي رواية عن ابنه عبد الله وهو موصوف بالضعف، وهي تخالف لفظ الروايات الصحيحة عند البخاري ومسلم وغيرهما بجعل "هبط" مكان "نزل"، ... وهبط لفظ له دلالة وخصوصية غير دلالة نزل وخصوصيته.
فالنـزول هو وصف للاتصال بين طرفين أحدهما لا مقدره له للوصول إلى الطرف الثاني، فإذا حصل اتصال للطرف الثاني بالطرف الأول سمي هذا الاتصال نزول، وهذه التسمية ليست وصف لانتقال أو زوال وحركة، لأن الانتقال والحركة غير مرتبطة بعجز أحدهما، والانتقال والحركة تكون بانتقال الشيء بين مكانين.
لذلك فإن وصف الله تعالى بالنزول إلى السماء الدنيا هو وصف لبيان حصول الوصل والاتصال، بين الله تعالى وملائكته الذين هم في الأرض، وليس حدوث الحركة والزوال والانتقال، ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا هو الفارق بين منـزلة المخاطبين والمكلفين عنده عند العرش، وبين من هم في السماء الدنيا لا يخاطبهم الله تعالى إلا وهم فيها.
فغير ذلك مما لا يليق بالله عز وجل، وليس هناك من بعيد عن كلام الله عز وجل، وسمعه وبصره، فيقترب الله منه ليسمعه أو يبصره أو يكلمه، فيكون من الله تعالى حركة وزوال وتجسيد. مما اجتمعت الأمة على تنزيه الله تعالى عن

بحب دينى
05-08-2013, 06:22 AM
أجيبك أخي الحبيب بإختصار أن صفات الله جل وعلا نؤمن بها ونمرها كما جائت فالمعنى معلوم والكيف مجهول : نثبت الصفة كما جائت بلا تحريف أو تأويل وتعطيل ولا تشبيه وتمثيل : أمرها كما جائت : فنفوض كيفيتها والعلم بكيفيتها لله تبارك وتعالى .
فهذا السؤال مثلاً وغيره ناتج عن قياس صفات الله جل وعلا على صفات المخلوقين ! : فانت تقيس صفات الله بقوانين الأرض او قوانينك أنت كأنسان بقياس يتشابه فيه صفات المخلوقات مع صفات الخالق !! وكأن ما يجري على الانسان يجري على الخالق : ! وهذا خطأ ! وسبحان الله وتعالى .
فـأنت تأتي بالبحث خلف تعاقب الليل والنهار والليل في بلد يختلف عن الأخرى وهذا بالنسبة اليك كمخلوق ! أما الخالق فصفاته ليست كصفات المخلوق : فماء جاء في الروايات ينفذ مثله مثل ما يصلي المسلمون الظهر مثلاً في مصر وفي امريكا يكون الوقت مثلاً ليلاً ! . او يصلي المسلمون العشاء في مصر الساعة الثامنة مثلاً وفي امريكا يكون هناك صلاة الفجر ! مثلاً ! . فكل هذا لا مشكلة فيه فمتى ما جاء توقيت الصلاة المعروف والمأمور به نفذنا وقلنا سمعاً وطاعاً لخالقنا جل وعلا . والعلة من ذلك ان الله أمرنا بذلك سبحانه وتعالى .
لو كل مسألة من أشباه هذه المسائل : عرضت عليها هذه الآية لارتحت جداً ! .
(ليس كمثله شىء وهو السميع البصير )
وأنصحك بكتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ الهراس او مذكرة الشيخ ابن عثيمين عليها لو أردت ان تتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الخالق الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى .

عبدالعزيز عبدالرحمن
05-08-2013, 11:02 AM
الرد على هذا الإشكال من وجوه :
الوجه الأول : أن الله عز وجل كما أن ذاته ليس كمثلها شيء فكذلك صفاته وأفعاله وعليه فلا نقيس أفعال الله عز وجل بأفعال خلقه فهو كما وصف نفسه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "وهذا كلام نفيس للعلامة العثيمين رحمه الله نسوقه لك للفائدة ولتتبين ما هو الواجب تجاه هذه النصوص، قال رحمه الله: سؤالكم عن الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» ، هذا لفظ البخاري في باب الدعاء والصلاة من آخر الليل. فتسألون كيف يمكن الجمع بين هذا الحديث، وبين الواقع إذ الليل عندنا مثلا نهار في أمريكا.

فجوابه: أنه لا إشكال في ذلك بحمد الله تعالى حتى يطلب الجمع، فإن هذا الحديث من صفات الله تعالى الفعلية، والواجب علينا نحو صفات الله تعالى سواء أكانت ذاتية كالوجه واليدين، أم معنوية كالحياة والعلم، أم فعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا فالواجب علينا نحوها ما يلي: 1 - الإيمان بها على ما جاءت به النصوص من المعاني والحقائق اللائقة بالله تعالى.

2 - الكف عن محاولة تكييفها تصورا في الذهن، أو تعبيرا في النطق؛ لأن ذلك من القول على الله تعالى بلا علم. وقد حرمه الله تعالى في قوله: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ. {الأعراف: 33}

وفي قوله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36} .

ولأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يدرك المخلوق كنه صفاته وكيفيتها، ولأن الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف بالنسبة لكيفية صفات الله تعالى.

3 - الكف عن تمثيلها بصفات المخلوقين سواء كان ذلك تصورا في الذهن، أم تعبيرا في النطق لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {الشورى:11}.

فإذا علمت هذا الواجب نحو صفاته تعالى، لم يبق إشكال في حديث النزول ولا غيره من صفات الله تعالى وذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أمته أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر مخاطبا بذلك جميع أمته في مشارق الأرض ومغاربها، وخبره هذا من علم الغيب الذي أظهره الله تعالى عليه، والذي أظهره عليه وهو الله تعالى عالم بتغير الزمن على الأرض، وأن ثلث الليل عند قوم يكون نصف النهار عند آخرين مثلا.

وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخاطب الأمة جميعا بهذا الحديث الذي خصص فيه نزول الله تبارك وتعالى، بثلث الليل الآخر فإنه يكون عاما لجميع الأمة، فمن كانوا في الثلث الآخر من الليل تحقق عندهم النزول الإلهي، وقلنا لهم: هذا وقت نزول الله تعالى بالنسبة إليكم، ومن لم يكونوا في هذا الوقت فليس ثم نزول الله تعالى بالنسبة إليهم، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا بوقت خاص، فمتى كان ذلك الوقت كان النزول، ومتى انتهى انتهى النزول، وليس في ذلك أي إشكال. وهذا وإن كان الذهن قد لا يتصوره بالنسبة إلى نزول المخلوق لكن نزول الله تعالى ليس كنزول خلقه حتى يقاس به، ويجعل ما كان مستحيلا بالنسبة إلى المخلوق مستحيلا بالنسبة إلى الخالق، فمثلا إذا طلع الفجر بالنسبة إلينا وابتدأ ثلث الليل بالنسبة إلى من كانوا غربا قلنا: إن وقت النزول الإلهي بالنسبة إلينا قد انتهى.

وبالنسبة إلى أولئك قد ابتدأ، وهذا في غاية الإمكان بالنسبة إلى صفات الله تعالى، فإن الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . اهـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في شرح حديث النزول: "فالنزول الإلهي لكل قوم مقدار ثلث ليلهم، فيختلف مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب، كما اختلف في المشرق والمغرب، وأيضا فإنه إذا كان ثلث الليل عند قوم فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما يقاربهم من البلاد، فيحصل النزول الإلهي الذي أخبر به الصادق المصدوق أيضا عند أولئك، إذا بقي ثلث ليلهم وهكذا إلى آخر العمارة. انتهى.مُستفاد من موقع اسلام ويب.
سُئل ابن عثيمين رحمه الله : من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية، والله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا فما الجواب عن ذلك؟
الإجابة: الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص، والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل في الصفة أيضاً إلا أنه أخص من التكييف لأنه تكييف مقيد بمماثلة، فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة.

ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال بـ: "لم"؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه عن التفكير في الكيفية، وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيراً، وهذه حال السلف رحمهم الله ولهذا جاء رجل إلى مالك بن أنس رحمه الله قال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فأطرق برأسه وعلته الرحضاء وقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً".

وهذا الذي يقول: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدنيا، لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى المكان الآخر.

جوابنا عليه أن نقول: هذا سؤال لم يسأله الصحابة رضوان الله عليهم ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقول: ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقياً فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفي النزول ونحن لا ندرك كيفية نزول الله ولا نحيط به علماً ونعلم أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم وأن نقول: "سمعنا، وآمنا، واتبعنا، وأطعنا" هذه وظيفتنا.
سُئل الشيخ مشهور بن حسن سلمان حفظه الله : السؤال: بما نجيب من يقول: بما أن الله ينزل من الثلث الأخير من الليل، وثلث الليل الآخر يكون في كل لحظة من اللحظات؟
الإجابة: نحن نؤمن بإله قادر، محكم للقوانين، والمخلوقات تحكم بهذه القوانين، والله جل في علاه لا يحكمه قانون، فهذا الإله الذي نؤمن به، لذا فإنا نؤمن أن الله جل في علاه يدنو من المصلى وهو على عرشه، فهو دان في علوه عال في دنوه، كما قال ابن تيمية رحمه الله.

بعض الناس يقولون مشوشين: الله ينزل في الثلث الأخير من الليل، وكل لحظة يوجد ثلث أخير من الليل، ومعنى ذلك أن الله عز وجل ينزل في كل لحظة، هذا كلام باطل وساقط، لأن هؤلاء جعلوا الله محكوماً بقانون هو وضعه، والله لا يحكم بهذه القوانين، فهي محكمة لنا، فنبينا أخبرنا أن ربنا ينزل في الثلث الأخير من الليل، ويقول: هل من داع فأستجيب له نوهل من مستغفر فأستغفر له، فنقول: سمعنا وأطعنا، فالله جل في علاه لا يخضع لهذه القوانين وإنما هو الذي وضعها فالسؤال خطأ، والله أعلم.
الوجه الثاني : هناك من اهل العلم المعاصرين ذكر أن ذلك خاصاً بالحجاز أو مكة أي بمعنى أو المكان الذي ذكر رسول الله عليه السلام ذلك الحديث فيه فيكون الثلث الاخير من الليل في المكان المذكور فيه الحديث هو وقت النزول الالهي وليس المقصود أن الثلث الاخير في كل مكان هو وقت النزول الالهي وهذا القول بغض النظر عن ضعفه أو قوته لم أورده إلا من باب الامانة العلمية ولا أعلم هل لهذا الشيخ سلف قال بهذا القول أو لا .