المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصـة وافــق شـن طبــقـه !



أميرة الجلباب
05-06-2006, 01:16 AM
كان شن رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم _ إذ قال : والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها

فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق فسأله شن :

أين تريد ؟

فقال موضع كذا _ يريد القرية التي يقصدها شن _ فوافقه , حتى إذا أخذا في مسيرهما قال له شن : أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل أنا راكب وأنت راكب , فكيف أحملك أو تحملني ؟

فسكن عنه شن . وسار حتى إذا قربا من القرية إذ بزرع قد استحصد . فقال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا

فقال الرجل : يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا ؟!

فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازه , فقال شن : أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً .

فقال له الرجل : ما رأيت أجهل منك !

ترى جنازة فتسأل عنها أميت صاحبها أم حي .

فسكت شن وأراد مفارقته , فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير إلى منزله فمضى معه .

وكان للرجل بنت يقال لها " طبقه " فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه .

فأخبرها بمرافقته إياه , وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه .

فقالت : يا أبتِ ما هذا بجاهل !

أما قوله : أتحملني أم أحملك ؟ فأراد أتحدثني أم أحدثك ,حتى نقطع طريقنا .

وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا ,فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا .

أما قوله في الجنازة , فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا .


فخرج الرجل فجلس إلى شن , فحادثه ساعة ثم قال : أتحب أن أفسر لك ما سألتني عنه ؟

قال : نعم ففسره فقال شن : ما هذا من كلامك , فأخبرني من صاحبه ؟

قال : ابنة لي فخطبها إليه . فزوجه إياها , وحمله إلى أهله , فلما رأوها قالوا وافق شن طبقه

فذهبت مثلاً لكل إثنين متوافقين

م/ مجمع الأمثال ج2 ص211
المرأة العربيه ج1 ص 50

منقول.