المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام هو الدين الحق (5) - مثالية الصحابة بعد الإسلام



ابن سلامة القادري
05-15-2013, 11:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا

أي بسكينة ووقار من غير تجبر ولا استكبار.



وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)

إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيء لم يقابلوهم عليه بمثله، بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيراً، كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلماً.


وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)

أي في طاعته وعبادته، كما قال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون}، وقوله: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} الآية، وقال تعالى: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} الآية


وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)

رغم شدة حرصهم على تقوى الله و طاعته في السر و العلن مع أنفسهم و مع الناس يخافون عذاب الله، و هذه أروع صفة تجلي حقيقة الإيمان.

وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)

ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء، فيقصرون في حق أصحاب الحق بل عدلاً خياراً، وخير الأمور أوسطها.


وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ

لا يشركون بالله شيئا فيعتقدون فيه النفع و الضر فيما لا يقدر عليه إلا الله، و لا يجعلون له أندادا فيحبونهم كحبه.


وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ

يعلمون أن كل نفس حرمها الله فلا يسفكون دم أحد مسلم أو غير مسلم بغير حق، فلم يثبت أبدا أنهم ظلموا و اعتدوا كما فعلت الأمم قبلهم و بعدهم، فلا يقتلون او يقاتلون إلا قصاصا أو صادا عن سبيل الله أو مرتدا عن سبيل الله.


وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)

ضربوا أروع الأمثلة في العفة و الحياء، فلم يصدر عنهم الخنا و الفحش و التحرش بالنساء، و لا كان هم أحدهم الإستكثار منهن في حرام أو حتى حلال.


وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ

شهادة الزور هي الكذب متعمداً على غيره، كما في الصحيحين: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر"؟ ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: "الشرك باللّه وعقوق الوالدين"، وكان متكئاً فجاس، فقال: "ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ، والأظهر من سياق الآية أن المراد لا يشهدون الزور أي لا يحضرونه، ولهذا قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} أي لا يحضرون الزور، وإذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا منه بشيء.


وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)

فهم أبعد الناس عن السفيه من القول، بل حتى ما لا يعتد به من الكلام وغيره، ولا يحصل منه فائدة ولا نفع.


وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)

قال قتادة: لم يصموا عن الحق ولم يعموا فيه، فهم واللّه قوم عقلوا عن الحق وانتفعوا بما سمعوا من كتابه.


وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)

اللهم اهدنا سبيلهم و احشرنا يوم القيامة في زمرتهم