المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزئية العقلية الغربية ..



الورّاق
05-16-2013, 02:43 PM
العقلية الغربية تنطلق من جزئية واحدة تريد أن تعممها على كل شيء : ألم ينطلق (نيتشه) من جزئية واحدة و هي إرادة القوة ؟ و بنى عليها كل تفسيره للإنسان والمجتمع ؟ ألم ينطلق قبله (شوبنهاور) من جزئية واحدة و هي إرادة الحياة ؟ ألم ينطلق (فرويد) من جزئية واحدة و يعممها على الإنسان والمجتمع والأحلام بشكل سخيف ومثير للتقزز و هي اللذة الجنسية فقط ؟ ألم ينطلق (دوركايم) من جزئية واحدة وهي عبادة المجتمع ويعممها على كل السلوك الإنساني ؟ ألم ينطلق (سارتر) من جزئية واحدة و هي إثبات الوجود الخاص؟ ألم ينطلق (إدلر) من جزئية واحدة و هي تحقيق الذات ؟ ألم ينطلق (ماركس) من جزئية واحدة وهي الاقتصاد و وسائل الإنتاج ليعممها على سلوك كل الأفراد والجماعات بما فيهم الأنبياء الذين يريدون السيطرة على وسائل الإنتاج ؟!

هذا هو الفكر الغربي : فكر يثير الضحك في جزئيته ..

العقلية الغربية لا تبدأ من الكل إلى الجزء ، بل على العكس : من الجزء إلى الكل ، و هذه هي نقطة ضعفها .. و المعرفة الحقيقية هي التي تبدأ من العام إلى الخاص .. و ما زال الفكر الغربي يكرر نفس الخطأ إلا ما قل ؛ فها هو (سام هاريس) يربط كل سلوك الإنسان بالمجتمع ، و كل الأخلاق لأجل إرضاء ذلك المجتمع ، كما فعل (دوركايم) .. وها هو (داوكينز) من خلال تخصصه يربط سلوك الإنسان بالحيوان ، و يطالب الناس أن يعترفوا بحيوانيتهم قبل أن يناقشوه ، أو حتى أن يسجلوا في موقعه الإليكتروني ..

أين هي الجزئيات ؟ إنها جزئية واحدة .. الثقافة الغربية غير صالحة لدراسة الإنسان أو المجتمع .. المادية و الجزئية لا تستطيع أن تعرف الإنسان ذلك الشامل المطلق المختلف عن قوانين المادة ..

العلماء الملاحدة خانوا الإنسان و خانوا العلم .. لأنهم أصلاً دعاة و مبشرين وليسوا علماء حقيقيين .. و اتجهوا الآن بدلاً من العلم إلى وضع نظريات سخيفة تخدم الإلحاد و المادية و يطالبون الناس بتصديقها بموجب الثقة بأسمائهم العلمية و جامعاتهم العريقة التي يدرّسون بها .. و التي أخذت الثقة بها من الجيل السابق من العلماء الأفذاذ الذين لم تكن تـُعرف و لا توجهاتهم العقدية .. أما هؤلاء فيُعرف إلحادهم أكثر من إضافاتهم العلمية إن وجدت ..


((كتبه الورّاق ، وأشكر من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع: مدونة الورّاق))

mind
05-16-2013, 03:52 PM
وما هو الفكر العربي , أيها الورّاق ؟

مشرف 7
05-16-2013, 08:36 PM
وما هو الفكر العربي , أيها الورّاق ؟

الفكر العربي بعد ظهور الإسلام قام على توحيد الله تعالى بإثبات ربوبيته وألوهيته وصفاته والإيمان بالغيب ويوم الحساب والجنة والنار وتصديق الرسالة . وعلى ذلك كان عملهم فطابقت دعواهم الفطرة الإنسانية ودخلت أمم الأرض في دين الله وسادت أمة الإسلام قرونا ما طبقوا شرع دينهم فلما زاغوا عنه سلط الله عليهم عدوهم وتشرذموا وتفرقت قوتهم , فدين الإسلام الذي صار به للعرب مكانة لا يقوم على فرضيات تنافي الفطرة الإنسانية ولا يقوم على خرافات ولا تعقيدات ولا ماديات لا معنى للروح فيها وإنما قام على دلائل العقل والنفس معا وهو مقابل ما ذكره الأخ الوراق من حال الكافرين والملاحدة


العقلية الغربية تنطلق من جزئية واحدة تريد أن تعممها على كل شيء

متعلم أمازيغي
05-16-2013, 11:19 PM
الأخ "مايند"، في الحقيقة لا يوجد فكر عربي، و إنما هناك فكر إسلامي، يجب أن لا تنطلي علينا حيلة بعض المفكرين الذين ينتقدون الثوابت الإسلامية بدعوى انتقاد الفكر العربي، و أنهم لا يقتربون مما هو ديني إسلامي، هذه الحقيقة يعترف بها كبار المفكرين العلمانيين و هو محمد أركون، يذكر في كتاب له بعنوان "قضايا في نقد العقل الديني"، جوابا على سؤال طرحه عليه مترجم كتبه العلماني الآخر هاشم صالح، أن الذين ينتقدون العقل العربي و الفكر العربي يمارسون تقية و ليست لهم الجرأة ليسموا الأشياء بمسمياتها كما فعل هو ! و في هذا المنتدى من الإخوة من له تمكن في الرد على هؤلاء مثل الأخ الكريم طارق منينة، و الدكتور أحمد الطعان، و هذا الأخير له كتاب قيم في فضح ما يرومونه، و هو كتاب متوفر في الشبكة بعنوان "العلمانيون و القرآن الكريم : تاريخية النص".
أما الفكر الإسلامي فليس مجرد عقائد كما ذكر أخونا المشرف، بل هو فلسفة في الحياة، ليس الإسلام دينا مجردا بالمعنى الذي يضفيه الفيلسوف البوسني علي عزت بيجوفيتش على "الدين المجرد"، بل الإسلام هو الانسجام التام مع رغبات الإنسان، أو قل هو ترجمة الإنسان على المستوى الفكري، و لكن الإشكالية تبقى في تعريف هذا الإنسان، و التصور الذي نقدمه له، ليس الإنسان روحا خالصة، و ليست جسدا ماديا، لذلك فالإسلام الذي جاء ليسعد الإنسان يتفهم هذه الرغبات التي تتأرجح الوجود الإنساني، يقول علي عزت بيجوفيتش و هو يشرح الإسلام بأنه ذلك القالب الذي يُوَفق بين المتناقضات، يقصد المادية و الروحية، فالإسلام "وحدة ثنائية القطب"، لكنه رغم اختزاله في بوثقة واحدة لهذه المتناقضات إلا أنه يبدو أكثر متانة و تماسكا من الفكر المادي الخالص أو حتى الفكر الصوفي الروحي المحض.
هذه الثنائية تبدو في كل أركان الإسلام، فالصلاة ليست تطهيرا للروح فقط، بل هي تطهير للجسد قبل ذلك من خلال الوضوء، و هذه الحيثية غائبة في الفكر الصوفي، فتجد منهم من يتعبد الله بالنجاسة، و الفكر الإسلامي فكر دنيوي كذلك، إن الزكاة هي تعبير عن التكافل داخل المجتمع الإسلامي، و الفيلسوف علي عزت بيجوفيتش يستدل على هذه الثنائية التي تميز الإسلام بمواقف الآخر منه، فمنهم من لا يرى في الإسلام إلا حركة اجتماعية، و هذا موقف الروحانيين منه، و منهم من لا يرى فيه إلا جملة من الأمور الغيبية "الخرافية"، و هذا موقف الماديين، و هو في الحقيقة هذا و ذاك، الإسلام دين و دنيا، و الإنسان المسلم تبعا لهذه الفلسفة هو الناسك المتعبد، و المجاهد الثائر...

hasaneweidah
05-17-2013, 01:16 AM
يعطيك العافية أ/ الورَاق وجزيت خيراً على كلماتك ..

بالتوفيق من الرحمن ..

الورّاق
05-17-2013, 02:06 AM
وما هو الفكر العربي , أيها الورّاق ؟

أهلاً بك وبالإخوة المشاركين هنا ..

إذا قلنا "فكر عربي" فلندع تأثير دين الإسلام جانباً ، لأن هناك مسلمين غير عرب وعرب غير مسلمين ، كأننا نشير إلى الأصل البدوي والقبلي لصياغة هذا الفكر والمتأثر بالبيئة الصحراوية، والذي ينعكس ويتمازج مع الفكر الإسلامي ، فمرة ترجح كفة هذا ومرة ترجح الكفة الأخرى، وتقريباً كل عربي تؤثر فيه ثلاثة تيارات:

التيار العرقي ..
والتيار الإسلامي كدين..
والتيار الغربي كثقافة مسيطرة على العالم..

ومن خلال هذه الثلاثة يتمايز الأشخاص في كون أحدها هو المسيطر على الآخر ، وقل من يحسن التوازن بين هذه الثلاثة والاستفادة منها جميعاً وجعلها غير متناقضة ، بل هذا ما تحتاج له صياغة العقل العربي الحديث .

وبشكل عام أنتجت هذه التيارات الثلاثة واقع الإنسان العربي، فإما صدام بين هذه التيارات أو محاولات توفيق بينها أو جعل السيادة في يد أحدها أو بالتناوب بينها حسب المواقف، مما أنتج شيئاً من الفصام في الشخصية عند البعض.

وعموماً .. القيمة في المجتمع تبين الأسس العقلية ، ففي حين نجد الكرم كقيمة واضحة لا نجد احترام العمل يأخذ نفس قيمة الكرم أو قيمة العفة والشرف، فنحن لا نجد شمولية في القيم ، وهو ما ينقصنا مع وجود قيم حسنة وإيجابية ، لكن يوجد قيم سلبية ..

والقيم الإيجابية نجد لها الأصل العربي والتعزيز من الفكر الإسلامي مثل:
الكرم، والاهتمام بالجار، والمروءة، والعفاف، والتماسك الأسري واحترام رابطة الزواج مقارنة بالشعوب الغربية، والبساطة، وندرة الطبقية والعنصرية حيث لا تتضح معالمها كما في المجتمع الغربي مثلاً، ووجود تفريق بين معالي الأمور وسفاسف الأمور ، والاهتمام بالنظافة، والخوف من العار، والحرص على السمعة الطيبة، والاهتمام بالأفضل من الأشياء والأمور متى ما عرفت، والاعتراف للمتفوق حتى من المختلفين.

وبالمقابل تعاني هذه العقلية من ضعف القيمة في مجالات مثل:
مجال احترام العمل واحترام المصلحة العامة والتعاون، واحترام الوقت، وطغيان النظرة العاطفية للأمور على النظرة المنطقية والعلمية، ووجود الكثير من الخرافات التي تختلف من مكان لآخر وتأثيرها على العقل، مع الشعور بالنقص مقابل الأمم المتقدمة علمياً وتكنلوجياً ، وضعف الدافع الثقافي وندرة الاعتماد على النفس بالتفكير تبعاً لمشاعر الإحباط ، والخوف من الجديد، وسهولة نشر الشائعات دون تمحيص وتصديق ما قيل لأنه قيل في كثير من الأمور، وعاطفية الأحكام التي تستدعي القسوة في العقوبة تبعاً لمشاعر الغضب وليس العقل، إضافة لعقلية الثأر وغسل العار في كثير من المجتمعات العربية، وهشاشة المدنية وقيمة المؤسسات المدنية في مقابل العادات والتقاليد والمحسوبية، وبساطة الوعي بمجريات العالم ، والتفاوت في مصدر الثقافة بين حداثي وتراثي وقبلي،مما أنتج حالة حوار الطرشان ولهذا فالتحاور البناء والمحترم قليل الوجود في هذه العقلية، بل ينظر للحوار نظرة ريبة وخوف من الأساس نظراً لتحكم العادات والتقاليد حتى في العقل، وتبعاً لاختلاف الثقافة باختلاف المصدر نتجت حالة عسر الحوار العربي العربي..

ومنها: عدم وضوح قيمة العدالة، واعتبار كل من وصل إلى شيء فهو يستحقه بغض النظر عن كيفية وصوله، وعدم القدرة على التخلص من التعصب إلا نادراً (وهذا راجع للأساس القبلي) وبالتالي يأخذ أشكالاً كالتعصب المذهبي أو الرياضي أو السياسي ...الخ، إضافة إلى تعصب الأنساب والتفاخر بها، والنظرة القدسية إلى كل من يبرز وهذا نابع من احترام القبيلة لشيخ القبيلة، حيث كانت له قيمة أخرى غير ما يقدمه للقبيلة لأنه رمز أبوي لها لا يجوز المساس به حتى لو أخطأ..

ومنها أيضاً: اختلاط ما له علاقة بالعمل بما ليس له علاقة حيث الموظف هو الوظيفة وحيث العلاقات الاجتماعية مؤثرة في القرار وأساس هذا من الأساس القبلي حيث تنتشر الواسطة والمحسوبية أكثر من انتشار الرشوة بخلاف شعوب أخرى، والتخوف من كل جديد على التفكير والنظر إلى أي فكرة جديدة نظرة ريبة حتى لو كانت مفيدة، ومنه جاء تعظيم الأسلاف والتراث ودخوله في صراع مع الحداثه في كل مجال وليس فقط في مجال الدين أو العادات، والاحترام الشديد للعادات والتقاليد بغض النظر عن صحتها من عدمها مع وجود مخالفين لهذا ولكل ما سبق، لكن الكلام عن الأكثر.

هذا باختصار شديد لموضوع كبير ..

وتقبلوا تحياتي ..

عَرَبِيّة
06-12-2013, 11:52 PM
مُقنعٌ جدًا أستاذي الورّاق ، أتطلَّع إلى اتحافنا بالمزيد عن هذا الموضوع مستقبلاً إن شاء الله ، زادكَ الله من فضله ونفع بك .