المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي للعميري



خالد الفيل
05-18-2013, 09:52 PM
# بصورة عامة يمثل الكتاب والمنهجية التي تناول بها القضية والكاتب نفسه = أحدي الأنماط والتحولات الفكرية المهمة في التيار السلفي وبداية حقبة فكرية جديدة سيكون لها ما بعدها , والشيخ سلطان العميري ينتمي إلي تلك الفئة الشابة من الباحثين الذين أستطاعوا أن يجمعوا بين التأصيل الشرعي المتين والعميق وبين الإلمام بعلوم العصر والتحديات الفكرية التي يطرحها التيار الحداثي والعلماني ومن هم علي شاكلته مثل الشيخ أحمد سالم , وعمرو بسيوني , وحسام أبو البخاري , ومحمد توفيق وعبد الله العجيري والشيخ عبد العزيز الطريفي الذين أخذوا بنصيحة الشيخ عبد الله الهديق حين قال : " بناءُ الإنسان لحصونه مقدَّمٌ على دكّ حصون الآخرين، فالتسلّح بالمعرفة يكون قبل ثقافة الردود، وكان مما أضعف الخطاب السلفي المعاصر؛ أن المشروع العلمي الكتابي للصحوة كان أكثره قائمًا على ثقافة الردود الوقتية غير المؤصلة وليس على البناء العلمي، غابت تلك الردود مع شمس أحداثها، بعد أن أضرّتْ بعقول نابتة الصحوة من شيوخ اليوم " .
# الكتاب مكون من تمهيد وأربعة فصول .
التمهيد فهو لبيان الإشكالات المنهجية والأخلاقية في الفكر الحداثي العربي الحديث .
الفصل الأول : حقيقة التفسير السياسي (تعريفات وتفريعات ) .
الفصل الثاني : تقويضات أولية علي التفسير السياسي .
الفصل الثالث : التفسير السياسي لتقريرات أهل السنة في العقيدة
الفصل الرابع : تسيس ظاهرة الإفتراق وعلم الكلام
أما التمهيد فهو لبيان الإشكالات المنهجية والأخلاقية في الفكر الحداثي العربي الحديث ., وهو من أمتن وأجود أبواب الكتاب لخصه الكاتب في 24 صفحة , تصلح لأن تكون متناً مستقلاً يدرس ويفهم في نقد الفكر الحداثي العربي الحديث .
ونقده في ثمانية نقاط رئيسية : 1- غرابة المنهج , الإعتماد الكلي في التأسيس علي الغربي بالرغم من الإنقطاع السياقي التأسيس و إنعدام التناسب بين المستورد وبين المحلي , مع إعطاء تاج كسري العمامة الإسلامية !!!
2- خفوت اللغة الإستدلالية البرهانية
3- التعميم في النتائج والأحكام مع ذكر الأمثلة الإستقرائية .
4- شيوع اللغة التهكمية والإستخفافية بالعلماء والفقهاء والدعاة .
5- الإنتقائية المبعثرة والمتحيزة .
6- غياب الهم البنائي .
7-الإختزالية الشديدة
8- الإنعزالية البحثية .
الفصل الأول : حقيقة التفسير السياسي (تعريفات وتفريعات ) = وخلاصة هذا الفصل أن المراد بالتفسير السياسي هو القول بأن القضايا العلمية والتي خاضها الفكر الإسلامي في أول نشأته وما تلاها كان الدافع الأساسي منه هو الدافع السياسي .
ولا يقصد بالتفسير السياسي أن العلماء تكلموا في مسائل تتعلق بالسياسية كالأمامة وغيرها , ولا أن بعض العلماء قالوا أقوال كان لها تأثير سياسي , ولا أن السياسية لم تتسبب في إحداث إشكالات معرفية .
التفسير المادي وأنه أوسع من مفهوم التفسير السياسي أو الماركسي فهو : تفسير التاريخ بالعوامل المادية الواسعة كعامل الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وإرجاع مجريات التاريخ إليه .
ويختم الفصل بأهداف التفسير السياسي التي يريد رواد الفكر الحداثي الوصول إليها من نسبية الحق ونزع القداسة من النصوصو وغيرها .
الفصل الثاني : تقويضات أولية علي التفسير السياسي .
وأهم نقاط في هذا الباب كانت : 1- التفريق والتفكيك في العلاقة بين السياسة والفكر من التفريق بين سبب البحث في الحادثة وبين منطلق البحث , فقد يكون السبب سياسياً ولا يلزم من ذلك أن يكون المنطلق سياسياً .
2- نقد التفسير المادي في النقاط التالية : أ- أن التفسير المادي ينطلق من مقدمة خاطئة وهي أن العقل الإنساني خالاً من أي معرفة قبل إداراك الحس وهو أمر مرفوض فهنالك معارف تكتسب من دون الحةاس مثل المبادئ العقلية وغريزة التدين .
ب- أن التفسير المادي يواجه إشكالات معرفية لم يوجد جواباً لها وهي التي صاغها المسيري حين قال : " فلماذا ياخذ الفكر هذه الصورة ويترك هذه ؟ ولماذا تختلف أفكار شخص عن أفكار شخص آخر يعيش معه في نفس الظروف المادية ؟؟ وهل الأفكار عصارات وأنزيمات أم أنها شئ آخر ؟؟ وما علاقة المؤثر المادي بالإستجابة للفكرية والعاطفية ؟؟؟ "
ج- أن التفسير المادي يعاني من النظرة الواحدية للإنسان إذ يهمل العوامل الروحية والدينية والأخلاقية والقيمية ولا يجعل لها أثرا في الفكر وهذا إختزال وتعال علي الظاهرة الإنسانية .
د- أن أصحاب التفكير المادي حين ربطوا بين الأفكار والواقع لم يفرقوا بين الإرتباط التبعي الذي يجعل أحدهما تابع للأخر وبين الإرتباط التبادلي فكون وجود الرابطة لا يعني بحال من الأحوال تبعية أحدهما للآخر !!! .
3- الأدلة التاريخية والواقعية علي إستقلال الفكر الإسلامي عن السياسية وذكر ثمان حقائق تاريخية قاطعة تأتي علي التفسير السياسي من القواعد .
الفصل الثالث : التفسير السياسي لتقريرات أهل السنة في العقيدة = وطبق ذلك تسيس مصادر الإستدلال من القرآن والسنة والإجماع والقياس , , وفتنة خلق القرآن , وصفات الله تعالي والجدل الذي صاحب تقريرها في التاريخ الإسلامي . وذكر أقوال رواد الفكر الحداثي العربي في هذه القضايا وطريقة تفسيرهم لها وفق المنهج السياسي المادي البحت .
الفصل الرابع : تسيس ظاهرة الإفتراق وعلم الكلام وسلك فيها نفس المنهجية في الفصل الثالث .
# بصورة عامة الكتاب مهم جداً ويطرح قضية كثيراً ما تلاك علي الألسن وفي النقاشات والحوارات الفكرية التلفزونية , والكتاب في نفسة مدرسة للباحثين وطلاب العلم في كيفية النقد وتلمس مواضع الخلاف ونقد الأسس والمرتكزات دون الأحكام والمخرجات .
وصلي الله وسلم علي خير المرسلين والبشر محمد صلي الله عليه وسلم .

BStranger
05-18-2013, 10:19 PM
رابط للكتاب؟

خالد الفيل
05-26-2013, 10:50 PM
الكتاب من إصدرات مركز التأصيل وهو غير متاح في النت بعد.