المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يقول : أريد الايمان ولا أستطيع ! = أنت السبب !!!



بحب دينى
05-23-2013, 02:44 PM
مسخ القلب
ومنها: مسخ القلب، فيمسخ كما تمسخ الصورة، فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته، فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير لشدة شبه صاحبه به، ومنها ما يمسخ على قلب كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك، وهذا تأويل سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} [سورة الأنعام: 38] .
قال: منهم من يكون على أخلاق السباع العادية، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاووس في ريشه، ومنهم من يكون بليدا كالحمار، ومنهم من يؤثر على نفسه كالديك، ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام، ومنهم الحقود كالجمل، ومنهم الذي هو خير كله كالغنم، ومنهم أشباه الثعالب التي تروغ كروغانها، وقد شبه الله تعالى أهل الجحيم والغي بالحمر تارة، وبالكلب تارة، وبالأنعام تارة، وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خفيا، يراه المتفرسون، وتظهر في الأعمال ظهورا يراه كل أحد، ولا يزال يقوى حتى تستشنع الصورة، فتنقلب له الصورة بإذن الله، وهو المسخ التام، فيقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان، كما فعل باليهود وأشباههم، ويفعل بقوم من هذه الأمة يمسخهم قردة وخنازير.
فسبحان الله! كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر؟ وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به؟ وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه؟ ومستدرج بنعم الله عليه؟ وكل هذه عقوبات وإهانات ويظن الجاهل أنها كرامة.
ومنها: مكر الله بالماكر، ومخادعته للمخادع، واستهزاؤه بالمستهزئ، وإزاغته للقلب الزائغ عن الحق.
نكس القلب
ومنها: نكس القلب حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا، والمعروف منكرا والمنكر معروفا، ويفسد ويرى أنه يصلح، ويصد عن سبيل الله وهو يرى أنه يدعو إليها، ويشتري الضلالة بالهدى، وهو يرى أنه على الهدى، ويتبع هواه وهو يزعم أنه مطيع لمولاه؟ وكل هذا من عقوبات الذنوب الجارية على القلب.
حجب القلب عن الرب
ومنها: حجاب القلب عن الرب في الدنيا، والحجاب الأكبر يوم القيامة، كما قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [سورة المطففين: 14 - 15] .
فمنعتهم الذنوب أن يقطعوا المسافة بينهم وبين قلوبهم، فيصلوا إليها فيروا ما يصلحها ويزكيها، وما يفسدها ويشقيها، وأن يقطعوا المسافة بين قلوبهم وبين ربهم، فتصل القلوب إليه فتفوز بقربه وكرامته، وتقر به عينا وتطيب به نفسا، بل كانت الذنوب حجابا بينهم وبين ربهم وخالقهم.
ومنها: المعيشة الضنك في الدنيا وفي البرزخ، والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [سورة طه: 124] .
وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، ولا ريب أنه من المعيشة الضنك، والآية تتناول ما هو أعم منه، وإن كانت نكرة في سياق الإثبات، فإن عمومها من حيث المعنى، فإنه سبحانه رتب المعيشة الضنك على الإعراض عن ذكره، فالمعرض عنه له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه، وإن تنعم في الدنيا بأصناف النعم، ففي قلبه من الوحشة والذل والحسرات التي تقطع القلوب، والأماني الباطلة والعذاب الحاضر ما فيه، وإنما يواريه عنه سكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة، وإن لم ينضم إلى ذلك سكر الخمر، فسكر هذه الأمور أعظم من سكر الخمر، فإنه يفيق صاحبه ويصحو، وسكر الهوى وحب الدنيا لا يصحو صاحبه إلا إذا كان صاحبه في عسكر الأموات، فالمعيشة الضنك لازمة لمن أعرض عن ذكر الله الذي أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في دنياه وفي البرزخ ويوم معاده، ولا تقر العين، ولا يهدأ القلب، ولا تطمئن النفس إلا بإلهها ومعبودها الذي هو حق، وكل معبود سواه باطل، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحا، كما قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [سورة النحل: 97] .
فضمن لأهل الإيمان والعمل الصالح الجزاء في الدنيا بالحياة الطيبة، والحسنى يوم القيامة، فلهم أطيب الحياتين، فهم أحياء في الدارين.
ونظير هذا قوله تعالى: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين} [سورة النحل: 30] .
ونظيرها قوله تعالى: {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله} [سورة هود: 3] .
ففاز المتقون المحسنون بنعيم الدنيا والآخرة وحصلوا على الحياة الطيبة في الدارين، فإن طيب النفس، وسرور القلب، وفرحه ولذته وابتهاجه وطمأنينته وانشراحه ونوره وسعته وعافيته من ترك الشهوات المحرمة، والشبهات الباطلة - هو النعيم على الحقيقة، ولا نسبة لنعيم البدن إليه.
فقد كان يقول بعض من ذاق هذه اللذة: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف.
وقال آخر: إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب.
وقال آخر: إن في الدنيا جنة هي في الدنيا كالجنة في الآخرة، فمن دخلها دخل تلك الجنة، ومن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه الجنة بقوله: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر» وقال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» .
نعيم الأبرار وجحيم الفجار ولا تظن أن قوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم - وإن الفجار لفي جحيم} [سورة الانفطار: 13 - 14] مختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تبارك وتعالى ومحبته، والعمل على موافقته؟ وهل العيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم؟ وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على خليله عليه السلام بسلامة قلبه، فقال: {وإن من شيعته لإبراهيم - إذ جاء ربه بقلب سليم} [سورة الصافات: 83 - 84] .
وقال حاكيا عنه أنه قال: {يوم لا ينفع مال ولا بنون - إلا من أتى الله بقلب سليم} [سورة الشعراء: 88 - 89] .
والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله، فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا، وفي جنة في البرزخ، وفي جنة يوم المعاد.
سلامة القلب
ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص.
وهذه الخمسة حجب عن الله، وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة، تتضمن أفرادا لا تنحصر.
الصراط المستقيم
ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ضرورته، إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس شيء أحوج منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها.
---------------------------------------------------
نقلته للفائدة من الداء والدواء للعلامة الشيخ ابن القيم رحمه الله وأسكنه الجنة ...اللهم آمين .
ومن يريد الزيادة فليراجع فصول ضرر المعاصي فهي مفيدة جداً والأفضل لمن يريد ان يقرأ الكتاب كاملاً أن يقرأه محققاً تحقيقاً حديثياً ليعرف
الصحيح من الضعيف من الروايات فيه ومن واجهه أي استفسار فليراسلني به في الخاص .

دياموند
05-26-2013, 01:15 AM
ما هو دور القرين او الجن او السحر في مسخ القلب وفي المعاصي والكفر والعياذ بالله

بحب دينى
05-27-2013, 09:10 AM
أقرأ كتاب عالم الجن والشياطين للشيخ عمر الأشقر
وكتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار للشيخ وحيد عبد السلام بالي الطبعة الأخيرة وهي ما فوق العشرين