أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ

[مجدي]

اذا نظرت الى عقليت أهل الإلحاد فستجد طريقة واحدة للتفكير : هي الركون الى الراحة في التفكير . فمثلا يرفض اصحاب الالحاد الاستدلال لكونه لا يصدق الا ما يرى ! وعند اعطائه دليل لا يركن اليه بل يطلب غيره , وهنا اذكركم بكفار قريش عندما طلبوا من النبي ان يأتي بقران غير هذا او يبدله . فلم يكن عندهم رد على الموجود بل زعموا انهم يريدوا غيره ليؤمنوا به .
لو أنزل الله قران حسب طلبهم أعجمي فما قولهم عند ذلك؟
" وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ "
لماذا لا يجعل جزء عربي وآخر أعجمي ؟
وهذا امر لا يقبله عاقل ولذلك قال الله تعالى موبخا لأصل فعلهم :
"أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ"
بالطبع لا يقال هذا الا عنادا ولو كانوا يريدوا الحق لرجعوا الى هذا القران الذي انزل بلغة عربية واضحة فيه هدى وشفاء لصدور المؤمنين اما الكفار فقد اعمو قلوبهم فاستعمت ابصارهم واستبقوا الطريق فانى يبصرون ؟
"قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)
وأشد انواع العمى ان يرى الانسان كل شيء الا ما يبحث عنه :"
لو أبصروا بعيونهم لاستبصروا ****وعمى البصائر من عمى الأبصار
هلا سعو سعي الكرام فادركوا ******او سلموا لمواقع الأقدار
لذا فهو كما قيل :
وان كان شيء تشتهيه رأيته *** وان كنت لا تشتهيه تعاميت
هنا اود ان اقول لكل ملحد على وجه الأرض ليس العناد سبيل الرشاد وانما اعمال العقول بمنزل العلم هوهالدى .

هؤلاء يزعم بعضهم انه لا يرى بالكون تنظيما فيقول انظر الى الغبار المتناثر وينسى الأرض الشمس والقمر والنجوم :{ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) }
وذلك لسبب في آية ذكره الله تعالى وهو :
{ وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }