المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآية الباهرة ، في أن القران شفاء للمؤمنين ، وشقاء للكافرين



أبو القـاسم
12-03-2012, 05:50 PM
يقول الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا) هذه الآية الشريفة ، آية لأولي الألباب ..أي بيّنة لأصحاب العقول على صحة الإسلام ، بيانه أن القران العظيم وهو شيء واحد إذا نهل منه المؤمن كان شفاء له ورحمة أي طمأنينة وسعادة وزكاة لنفسه وسكينة ودواء من الحيرة والاضطراب وعلاجا للشبه والارتياب كما أنه يكون -بإذن الله- شفاء للداء الحسي كما هو ثابت بالرقية الشرعية..وهو هو نفس القران لو وقع عليه كافر جاحد ، يكون عليه وبالًا وخسارا ولا ينتفع به ولا يزيده إلا عمى .. وهذا أبلغ من أن تكون إناطة الهداية بالقران بمجرد إمرار العين عليه ، لأن ما وقع مشروطا وقع بموجبه الانتقاء الذي وضع على أساسه معنى الابتلاء :

-فإن قيل : فكيف يسلم الكافر إذن ؟ فالجواب عبر الله في الآية بالظالمين للدلالة على أنهم حجبوا انفسهم عن الانتفاع به ظلما منهم لأنفسهم ، نظير مريض أعطاه الطبيب دواء فأبطل أثره بنفسه بتناول ما يضاد مفعوله ..أو بتأبي تعاطيه ..

-وإن قيل ، يجوز لكافر أن يؤلف كتابا في الجحود فيقول فيه :هذا الكتاب يزيد الكفرة قناعة بدينهم ولايزيد المؤمنين إلا ضيقا منه وبعدا عنه ..
فالجواب :أن الحديث ليس عن قناعة نظرية بفكرة مجردة ، إذ واردٌ أن يتكلف المرء إقناع نفسه بأي معنى مهما كان باطلا ..كما تقنع البغي نفسها أن عملها شريف ...أو كما يقدم العهر على أنه فنّ وإبداع ..إلخ ، وإنما الحديث عن شفاء ورحمة ..وشتان بين المعنيين

-وقد يقال : كيف ينتفع بالقران ويستشفي به غير المسلم إذن ؟ ..جوابه : أن يتناوله تناول المريض للدواء فإنه عندئذ يحجب المانع عن الانتفاع به فيصل أثره ولابد ..ألا ترى أن الدواء لو كان أخطأ الطبيب في وصفه فإنه لا يصيب الداء ، بخلاف ما لو وقع الطبيب على الدواء الناجع فإنه يصيب بإذن الله تعالى ، فيلزم أن يكون نظره في القران وسماعه له بطريقة المسترشد أو الباحث المتجرد عن الصوارف المانعة والأحكام المسبقة ..تأمل إن شئت قول الله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)..وهاك- على سبيل المثال لا الحصر- شهادة من مجرب غربي من الوسط الثقافي..تقول ديبورا بوتر D. Potter : ( عندما أكملت القرآن الكريم غمرني شعور بأن هذا هو الحق الذي يشتمل على الإجابات الشافية حول مسائل الخلق وغيرها. وأنه يقدم لنا الأحداث بطريقة منطقية نجدها متناقضة مع بعضها في غيره من الكتب الدينية. أما القرآن فيتحدث عنها في نسق رائع وأسلوب قاطع لا يدع مجالاً للشك بأن هذه هي الحقيقة وأن هذا الكلام هو من عند الله لا محالة..)
ويقول دي كاستري : (أتى محمد بالقرآن دليلاً على صدق رسالته، وهو لا يزال إلى يومنا هذا سرًّا من الأسرار التي تعذر فك طلاسمها ولن يسبر غور هذا السر المكنون إلا من يصدق بأنه منزل من الله..) والحمد لله رب العالمين