المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقفان ..جميلان ..في قوة الإيمان



أبو القـاسم
11-25-2012, 06:59 PM
-كنت أمشي فلمحت شابًا يلبس بزة موشّاة بعلم بريطانيا ، فتوجهت إليه مداعبا نفسي في حوار نفسي كأني أقول : تجهّز للمعركة ، فلما وصلت إليه صافحته متبسمًا.. ثم قلت : أحب أن أنبهك بأن هذا العلم :صليبٌ لا غير ..ولمّا أُتمَّ حديثي بعدُ على ما أردت ، فإذا به يفجؤني بنزعها ..ويلقيها أرضًا في الطريق..!
-المشهد الثاني : أخي مع صديق له في المطعم يتحسّى شرابًا ، سقطت ذبابة في إنائه فاشمأزت نفسه وعافت الشراب ، بادره أخي ..وقال : إن رسول الله يقول في مثل الحالة : اغمس الذبابة ثم أخرجها واشرب ..فقال الصديق متعجبا :أحقا قال ذلك ؟ قال : نعم ..ففعل من فوره وأتم شرابه ، كأن لم يكن قبل قليل متقززًا..! على نمط (إن كان قال فقد صدق )
-----------------------
هذان الشابان لا يظهر عليهما سيما الصلاح ، غير أن هذه السرعة المباشرة في إجابة داعي الله تدل على قوة إيمان (وعجلتُ إليك رب لترضى ) ، قد يقال : كيف يكون دالا على ذلك وهما يفعلان كيت وكيت من المعاصي ؟ جوابه : أن الإيمان في عقيدة أهل الحق : أهل السنة والجماعة ، ذو شعب كثيرة ..من شعبة إماطة الأذى عن الطريق وما في معناها..إلى شعبة لا إله إلا الله ..فبعض الشعب لها عند الله من الأجر كذا وكذا ، وشعب لها من المنزلة كذا وكذا ..فيكون المجموع الكلي للعبد مشيرًا إلى قوة إيمان من مثل شهادة النجاح ، ترى الطالب ضعيفًا مثلا في العربية ، ولكنه في الفيزياء والكيمياء والرياضيات فوق التسعين ، فيكون المجموع الكلي ساميًا في المحصلة ..وكذلك اعتبر في فهم هذه الحقيقة ما يقارن الأعمال من إخلاص ..فرب عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية ..كما يقول الإمام المبارك ابن المبارك رضي الله عنه..فأوصي نفسي وإخوتي بالمسارعة في التلبية لواعظ الله عز وجل وداعيه ..(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )