المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جواب سائلة ملحدة : أين ربكم ..ولماذا لا ينصركم ؟



أبو القـاسم
11-21-2012, 10:09 PM
الحمد لله ..معز أوليائه وهازم أعدائه ..وصلى الله على سيدنا محمد إمام المجاهدين وقائد الغُر الميامين و على أتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثرا ...جاءني في الخاص هذا السؤال الساخر مقصودا به الحرب في غزة المباركة من أرض فلسطين المقدّسة ..والجواب بعون الله تعالى من شقين وباختصار :
الأول-ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن النصر معقود على اسم الإسلام العام ، ولكن في عامة المواضع تراه مشروطا بتحقيق مرتبة الاتباع الحقيقي لما في الإسلام ..وهذا معنى منزلة الإيمان في هذه السياقات ، كما في قوله تعالى "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا " ولم يقل "أسلموا " وقال "وكان حقا علينا نصر المؤمنين " وما قال "المسلمين " ، وفي بيان معنى هذا اللقب قال عز شأنه بصريح العبارة "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " ..ونصرة الله تعالى إنما تكون بتحقيق شريعته واتباع النبي (ص) ..ويكفي النظر في سجلات التاريخ لمعاينة هذا رأي العين في كوائن النصر والهزيمة .." وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.."الآية ، وحسب التفسير المادي الإلحادي : لابد أن تكون الهزائم لصيقة باسم المؤمنين في الفتوحات الإسلامية ، لأنه مبني على تفسير الغلبة بقانون الأقوى ماديًا ، ولكن في هذه المعارك عبر صفحات الزمان كانت كفة القوى المادية لصالح العدو بفارق ملحوظ في الغالب ، وكانت كفة النصر لأهل الإسلام -حال تحقيق الشرط - ..وذلك في كل عصر ومصر..فصحّ أن هذا برهان قطعي على صحة هذا الدين .

الثاني-سنن الله تعالى تتعاضد ولا تتعارض ، فكما أنه سبحانه لا يحابي على حساب سننه الإلهية أحدًا ، فإنه في ذات الوقت لا يخذل جنده ، فيأتلف من اجتماع هذا وهذا ، أن يتحقق نصر ذو طابع مخصوص من النوع الذي أعلن عنه المجرم موفاز قبل قليل ، حيث طالب بتشكيل لجنة للتحقيق في فشل الحرب على غزة ، ثم قال صراحة بعدُ: إن المنتصر حماس والخاسر الأكبر إسرائيل .فها هو إعلان صريح لهزيمة ساحقة في العُرف العسكري ، ولا يعوز المتأمل بعد ذلك سوى أن يوازن بين إمكانات دولة اليهود الهائلة ووقوف العالم الخؤون كله من ورائهم ظهيرًا..سيرى حينئذ حبلًا ذا شُعب موصولا باليهود ، من كل دولة تسير في الفلك الأمريكي تمتد إليهم منه شعبة ..مع اتخاذ هذه الدول من يزعمونهم إخوانا لهم ظهريًا ..هذا وهم في قلة قليلة مستضعفة ، محاصرة في بقعة ضيقة ، معزولة عن العالم ..و يأبى الله عز وجل إلا أن ينصر عباده ..نصرًا ياتفق مع نظام السنن الإلهي ..ويعترف به العدو أيما اعتراف ..ليكون علامة على صدق وعد الله تبارك وتعالى بتحقيق النصر لعموم الأمة نصرًا بمعناه الشمولي باندحار العدو جملة من بلاد الإسلام ..إذا هي آبت لربها وعادت لرشدها ..ومن هنا تعقل معنى شريفًا من معاني قول الله تعالى "متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب "