المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء الخير والشر



Eslam Ramadan
06-16-2013, 09:49 AM
فيما يلى حوار طويل دار بين وبين أحد الأصدقاء الملحدين (مع الأسف ) عن قضية الخير والشر ، سأنقله هنا للفائدة إن شاء الله ..

أعتقد انه استفذ كل الحجج التى تتحدث عن الخير والشر من جانبه ، وارجوا من الله أن اكون وفقت فى رد حججه .


بارك الله فيكم

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:00 AM
صديقى هذا شاعر وفنان قام بصنع قصيدة شعرية على احدى صور المكذوبين (المجانين ) مهاجماً فيها القدر والسماء ورب السماء . ومن هم على شاكلته أخذوا الزهو به والتعظيم فى قدرته اللغوية وبراعته الفلسفية ، فكان لزاماً على المسلم أن يضع كل شخص فى موقعه المناسب وأن يرد على من تسول له نفسه أن يهاجم الله مجرد هجوم شعورى أهوج ، لا عقل فيه ولا حكمة فقط عاهات نفسية .
1511
قال صديقى :شيء ٌما يسير بشكل خاطئ يا مغزل الأقدار! ألا ترى؟

شوراعنا تكتظ بالهلع يا مغزل الأقدار! ألا ترى؟

أما زلتَ تصرُّ على أن هناك عدلا واعدا و حكمة غائبة؟

الأرض تتقيح يا نجم الحظ الأعمى و أنت ما زلتَ تتلو نصوص الابتلاء و ترتّل :
"أيكم أحسن عملا!!!!!"

إسمنتٌ سماؤك يا مغزل الأقدار ..

إسمنت ٌ نصوصك..

إسمنتٌ وجودك

إسمنتٌ وعودك

خريفٌ زهر نيسانك .. مُذِل ٌّ طول نسيانك

مِت َّ يا مغزل الأقدار حين وُجدنا .. و متنا حين وجودك .. فلا تنتظر أن نلتقي

صفعة في وجه كل مرآة .. و احتقار لكل يد تمتد للمصافحة

كل العزاءات سخرية .. و كل التنظير وقاحة..

و لا شيء حي سوى قلب ذلك المُــلقى على الأسفلت!!

سوى ذاك الذي دفـَّـأه الثرى..

شيء ٌ ما مقيتٌ يخصك يا مغزل الأقدار! ألا ترى؟؟!!

******
بغض النظر عن مدى سخافة الموضوع أو محاولة مصارعة طواحين الهواء ، بتصوير أن الملقى على الأسفلت هو إنسان عاقل لا يجد قوط يومه ويأكل من القمامة ، وهو امر خيالى بعض الشىء وفيه تجنى واضح لكن الحوار دار كالآتى :
...

يتبع بإذن الله

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:02 AM
Eslam Ramadan :
أخ محمود - إذا تكرمت عندى تعقيب بسيط على مضمون الكلام ومن ثم على أسلوب الكتابة فى حد ذاته

بالنسبة للمضمون - أجد أن هناك خلط كبير بين ممارسات الناس وبين خالقهم الذى خلق لهم الحرية - وجعل أمامهم كل الخيارات - التقى والفجور - الكرم والبخل - ( القسوة والرحمة ) وكما يقولون بضدها تُعرف الأشياء
ذنب هذا الرجل يتحمله قساة القلوب الذين يكنزون الأموال - من أمرائنا وملوكنا وخاصتنا - الذين لا ينظرون سوى للمادة فقط -
يقول الشيخ محمد الغزالي ..(رحمة الله) تعليقاً على هذا الأمر (( ومن خسة بعض الناس أن يلعن السماء إذا فسدت الأرض، وبدلاً من أن يقوم بواجبه فى تغيير الفوضى وإقامة الحق يثرثر بكلام طويل عن الدين ورب الدين .. !! ))

فإذا اردت اخى أن تلوم أحد على ما يحدث - لا تلوم الله عز وجل لأنه اعطى لهؤلاء الحرية - بل واجب عليك أن توجه لكل منا سهم التقصير وقساوة القلب -
كثير من الأمور التى نحياها فى مجتمعنا تنسب زوراً وبهتاناً إلى الدين ورب الدين -فلا تحكم على القضية من افعال الناس - فالناس شتى وأفكارهم شتى ولا يمكن ان تقيس المطلق على افعال الناس المتغيرة المتشكلة من وسائط مختلفه -

من ناحية الجانب الأدبى - فأسلوبك طيب ورائع وهذا شىء مميز بحق

وربى لا يحرم الشعر فى حد ذاته ولا" الفن الراقى" مثل الذى تقدمه وهذه ليست مجامله - فأنا من النوع الذى لا يعرف المجاملات

- لكن الحرام و المحظور أن نقوم بنسبة الشر والباطل الذى يفعله الناس إلى الله عز وجل الذى حملنا مسؤلية المحافظة على هذا الكون

((...وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون...))

كما يقولون هذه ضريبة الحرية والعقل وحرية الأختيار التى اعطاها لنا الله - حتى نتحمل مسئولية الكون وما يحدث فيه - ومن ضمنها هذا الرجل الفقير ( ومن مثله ) البائس الذى يمر عليه الكثيرين منا دون أن نفكر فى اى حل له او دون ان نبالى أصلا بوجوده !!

تقبل تحياتى أخى

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:05 AM
محمود :
أشكر ثناءك على الأسلوب ..و لكن و باختصار شديد .. من كان باستطاعته إيقاف مهزلة و موت و جوع و لم يوقفها و وقف يتفرج مؤجلا كل حساباته بحجة الامتحان و حرية الإرادة فهو مشارك في صنع الكارثة لا محالة، بل و قد يكون مستمتعا بالمفارقة الدرامية التي يشاهدها!!! هذا بخلاف أن حتى القبح البشري و الطمع و الظلم التي نحن مسؤولون عنها هي أيضا غرائز مخلوقة لسبب ما لا يمكن إلا أن يكون سببا مجنونا!

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:08 AM
Eslam Ramadan : أخ محمود - القضية هنا ليست مشاهدة أحداث درامية ولا شىء من ذلك - فهذه الشرور والأضاد هى وحدها -دليل على وجود الله- وليس العكس كما تقول أخى -وأنا ارى ان فى هذا غلبة للعاطفة على العقل والمنطق
وأن الواجب علينا فى مثل هذه الامور أن نقدم العقل والمنطق على الجانب العاطفى الغير صائب فى أغلب الأوقات

فكما يقول ديستوفسكى " كل شر مسموح به إذا كان الله غير موجود "

وأما إن كان غير موجود ستصير هذه الأشياء مبهمه غير مفهومه - وغير متقبله - أما بوجود الله وحده يصير لهذه الشرور والأضاد التى تراها معنى

والإمتحان والإختبار - هو وحده تبعات الحريه -

لو سألتك وخيرتك ما بين الحرية مع وجود هذه الشرور ( الواحبة بعد اعطائك للحرية ) - وما بين جبريه و دنيا ليس فيها غير جانب واحد فقط وهو الخير - فلن تعرف حينها الخير ولا الشر لأنك ببساطة لن يكون لك اى أختيار ولا حرية فى افعالك ولا فى تفكيرك - فلن يأتى على بالك هذا السؤال من الأساس

ولكن حينها فقط ستختار الحرية مع التكليف - التكليف بإتباع الخير وترك الشرور - بالرغم من نقائص العالم التى قد تراها بعد ذلك
كما يقول ابو حامد الغوالى ( لولا أنعواج القوس لما رمى )

الشرور ليست مخلوقة داخل الإنسان -بل هى نتاج للحرية التى أكتسبها الإنسان
وأن يلهمها الله الخير والشر - ليس معناه أن الله خلق وزرع فيها الشرور - بل يريك الله هذا الطريق ( الخير ) وتبعاته - وترى ايضاً طريق الشر وتباعاته

وليس كما تقول يا اخى الكريم

وجود الشرور فى العالم - مع وجود الظالمين والمتجبرين وآكلى حقوق البشر - هو وحده دليل على وجود حياة اخرى وحساب وعقاب - ودليل على أنك كإنسان لست مجبراً ولست قرداً متطوراً- بل لديك المقدرة والحرية التامة الخارقة للنطاق الفيزيقى - ولديك ايضاً معرفة للخير وللشر- ومعرفتك لها وتميزها - بالرغم أنها غير موجوده فى الطبيعة- فليس عند الحيوان خير او شر -
كل هذا دليل على أنك من عالم آخر - ليس هذا العالم الفيزيقى الغبى الذى لا يعرف كل المطلقات التى اشرت إليها فى كلامى - والتى اشرت أنت إليها ايضاً فى كلامك
"
تقبل تحياتى أخى

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:11 AM
محمود :
.. اعلم أنك ممتلئ فكرا و اطلاعا و إيمانا .. و لكن يا سيدي قبل أن تتدفق كل هذا التدفق حاول فقط أن تتأني و تعطي الكلام حقه من حيث العمق و تأمله .. ألا يبدو جليا أنني اعتبر فكرة الابتلاء و الاختبار فكرة عابثة؟ ما حدث أن كاتب الدراما خلق غرائز القبح و القتل و الجشع و السيطرة و الحسد و قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ثم بعد ذلك وهب شخصيات المسرحية الحرية في التصرف و أخذ يشاهد المسرحية حتى النهاية علما أنه يعرف النهاية سلفا و قد دونها عنده بدقة .. متجاهلا كل التضرع و الصراخ و التألم و النحيب من أجل فكرة الابتلاء و الاختبار!!! أي قيمة لهذا الاختبار الذي سُحِقنا من أجله؟؟!! أنا اعلم أن لنا إرادة و أن أفعال البشر هي مسؤولية البشر .. و لكن كل هذا من بادئ الأمر لماذا؟؟!
هذا إن كان الحديث عن المعاناة التي هي من صنيع إرادتنا
فما قولك إذن فيما لا نملك له دفعا؟
ما رأيك في : تسونامي- و الزالازل- و الأوبئة- و المجاعات- و التهاب الكبد- و الطواعين- و السرطان- و أعاصير البحار- و الحيوانات المفترسة- و الفيروسات- و غير ذلك... صنيعة من كل هذا؟ و أرجوك أرجوك كل الرجاء لا تقتبس لي عبارات بلاستيكية عن أن هذا هو القدر و هناك حكمة.. و لا تقتبس آية تقول أن ذلك مُعد سلفا.. لأن أحدا لو أخطرني بأنه سيجيء لسرقتي قبل أن يجيء لما أنقص ذلك من جرمه شيئا!! .. أرجوك حاول تقرأ ما كتبت جيدا و لا تضطرني أن أكرر نفس الأفكار

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:13 AM
Eslam Ramadan

مرحباً اخ محمود -
اود أن اقول لك بعض النقاط - وتقبلها منى نصحية اخوية - انا لا اتحاور معك لأظهر لك أو لغيرى أنى على إطلاع او على غير إطلاع - فقط هدفى هو أن اوصل لك ما هو صحيح بأسلوب طيب وراقى بعيداً عت تكفيرات المشايخ وإنغلاق فكرهم (على حد قولك ) - ولو لاحظت انى لا اخاطبك من منظور دينى - فقط أخاطبك من منظور فلسفى -

نقطةً أخرى : - كلامك عن عدم قرائتى لكلامك هو مغالطة منطقية - لأنى قرأت كلامك جيداً وحللته - وإلا لكنت سرت وراء السائرين فى كون هذه القصيدة لا تقصد الإله من قريب أو من بعيد - بل اكدت مراراً انك تقصد بها الله

ولو لم أكن منصفاً - لما مدحت لك إسلوبك - وكنت نقدت ما كتبته من منظور لغوى وجمالى - وبالتأكيد كنت سأخرج منه بكثير من الأخطاء - لأن بحر البلاغة واسع - ولا معصوم فيه من الذلل - حتى المتنبى ذاته لديه أخطاء -
ولكنى اريد شيئاً آخر من حديثى معك هو أن اظهر لك ما خفى عنك بسبب بيئتك التى نشأت فيها- وأن اظهر لك الدين بشكل سلس وطيب كما عرفته وكما علمته

عندما تكلمت عن الشر - لم احدثك عن فكره دينيه أو عن إبتلاء - بل تحدثت معك عن تبعات الحرية - من منظور فلسفى ولم أتطرق لقصة آدم أو ما إلى ذلك - فقط صححت لك مفهومك عن خلق الشرور داخل الإنسان

وقلت لك أن الله عز وجل الهم الإنسان معرفة الحق - ومعرفة الحق لا تعرف إلا بمعرفة الباطل - كما تقول لأبنك وتنهيه عن القتل مثلاً - ولله المثل الأعلى - فليس معنى ذلك أنك تعلمه القتل !!!

اشهدك على كلامك وعلى ردك - هل ترى أنك كنت منصفاً ومنطقياً فى ردك السابق

نقطة أخرى : نحن نتحدث فى نقطة محدده وهى الشرور التى نراها حولنا ومثل حال الرجل - وهو موضوع القصيدة التى كتبتها - وكان الرد عندى على قدر الحيز الذى أنت تعترض عليه - هنا أنت صنعت معى مغالطة رجل القش - وتحاول أن تظهر بأنك كلامك كان شىء وردى كان شىء آخر - وهذا شىء غير موضوعى منك أخى - فأنا لم آتى لإستعراض العضلات- أو ما إلى ذلك من تلك السخافات - بل جئت لك محباً للخير -والله أعلم بما فى قلبى - فلن تنفعنى أمام الله

ولو كان كلامك عاماً يشمل القضية بأسرها - أو أنك تطرقت للشرور الأخرى التى لا دخل فيها للبشر( الكوارث الطبيعية (- لكنت اظهرت لك الحكمة من ذلك وحاولت أن اوصل لك ما يمكن ان يزيل الإشكالية عندك

لكنك يا اخى تحول منهجية الكلام - إلى اللاموضوعية والمغالطات - وهذا شىء استغربه من إنسان مرهف الحس مثلك -ويمكن ان يكون اديباً عظيماً فى المستقبل

يتبع ..فى الكومينت القادم

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:17 AM
Eslam Ramadan :

فى النقطة التى قلت فيها :قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ثم بعد ذلك وهب شخصيات المسرحية الحرية في التصرف و أخذ يشاهد المسرحية حتى النهاية علما أنه يعرف النهاية سلفا و قد دونها عنده بدقة .. متجاهلا كل التضرع و الصراخ و التألم و النحيب من أجل فكرة الابتلاء و الاختبار!!! أي قيمة لهذا الاختبار الذي سُحِقنا من أجله؟؟!!

ردى :
لقد جاوبتك عليها من منظور فلسفى بحت - منظور محايد بعيد عن الدين ورب الدين - وقلت لك أن الحرية من تبعاتها الخطأ والذلل - وأنك لن تستطيع أن تصنع يوتوبيا تكنولوجيا وفى نفس الوقت تترك للإنسان هامش الحرية - كلما زادت الآليه وقلت الأخطاء قلت الحرية وهامشها - وهذا شىء متعارف عليه فى عالم الفيزياء عندما يقارن الفيزيائيين بين فيزياء نيوتن الآليه التى لا هامش فيها لحرية الذرات او الكواركات - آليه وميكانيكيه لا وجود لأخطاء ولا لحرية - وبين نسبية الكوانتوم - وخروجها عن قواعد الآليه الصارمة الخالية من أى حرية -

اعطيك لك الفيصل النهائى - أنت تريد أن يخلق هذا الكون يوتوبيا تكنولوجيه - أى كون بلا شرور وبلا أخطاء - وقد قلت لك أن الحرية لها تبعاتها - وأنك لن تستطيع أن تصنع يوتوبيا ( آليه - لا اخطاء بها ) إلا وإن نزعت الحرية من قاطنى هذه اليوتوبيا - اى اليوتوبيا عكس الحرية
اليوتوبيا = الآلية ،، والحرية = الأخطاء والشرور من اصحاب الحرية

اضافة إلى نقطة أخرى - الله لم يخلق الإنسان للإبتلاء والإمتحان ولكن هذا ايضاً من تبعات الحرية - فمن المستحيل أن تعطى حريتك كامله - وتفعل الشر وتترك هكذا دون حساب أو عقاب - كما هو الحال مع الكثير من الجبارين -
انما خلقنا الله لنعرفه - ولنكون عبادا ً ذو حرية - وأنه بحريتنا هذه سندرك وجوده وندرك نعمه التى جعلنا نعيش فيها
وفكرة ان الله خلقنا هكذا فقط ليمتحنا - فكرة دونكيشوتيه محضه- فكره دخيله عن الدين - فما يفعل الله بعذابنا او بتنعيمنا - وما الذى سيعود عليه من ذلك؟!- انما المنعم هو الذى يعطى بلا مقابل - وأنما وجودك وخلقك فقط - من أجل معرفته أى ان تتوجه له بكل حريتك التى خلقك بها - غير مرغم على شىء - لأنك لو أرغمت علي شىء ستكون حينها مسلوب الإرادة والحرية

وهذه نقطة مهمه جداً حيث أنك يجب أن تعرف أولاً - لما خلقك الله عز وجل - حينها ستعرف أن الأمر ليس مجرد أمتحان عابث وسخيف

وسأخاطبك بخطاب بعيد عن مصطلحات المتدينين -

ملحوظة لقد قسمت ردودى حتى تكون قرائتك لكلامى سهله - وحتى لا تنزعج من تدفقى (الذى تتحدث عنه )

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:24 AM
Eslam Ramadan :

لو خلقك الله آلياً - ليس لديك هامش حرية - لكنت ستصير مجبراً على قبول ما هو فرض عليك- إضافة إلى أنك لن يكون لك مقدرة على الإعتراض او التساؤل - لن يكون لوجودك أدنى قيمة تذكر - ولا لأى فعل ستفعله قيمة تذكر فقط أنت مجرد ترس صغير فى آلة ضخمة - لها حدود فى التفكير - لها حدود فى الأفعال - من الآخر ( مبرمجة !) ..مثل الإنسان الآلى الذى يبرمجه صاحبة فلا يعطيه حرية - فقط عليه أن يعمل ما هو مبرمج منه - دون أدنى تفكير أو حرية

الحرية التى تتمتع بها الآن - هى قيمتك التى خلقت من أجلها - - فالله خلقك لتكون عبداً له بإرادتك - وهذا هو محض الجمال فى الأمر - أن تعبده بإختيارك لا بفرض عليك كما هو الحال مع الملائكة

ووجودك فى الكون - هو نعمة - وخلقك كله نعمه - جميع المخلوقات- ليس لها حرية ولا معرفة للقبح ولا للجمال - الخير والشر - أنت وحدك من تصنع الجمال - وأنت وحدك من تصنع الشرور

أى لا معرفة للنعيم ولا معرفة حقيقيه لله - بدون حرية - ولا قيمة لوجودك من الأساس بدون حرية - وكما قلت لك قول ابو حامد الغزالى ( لو لا انعواج القوس لما رمى )
أى أن الكون بنواقصه هذه هو افضل ما يمكن - وليس بالإمكان افضل من ما كان !!
وهذه الفكرة فى حد ذاتها - فكره مليئة بالغرور والتكبر على الخالق - أى أنك تريد أن تضع نفسك مكان الخالق - أو أن تحاسبه بعلمك القاصر على افعاله- أو على خلقك لك - بدلاً من الشكر والحمد لما وضعه فيك من عجائب قدرته -

ودعنى اخاطبك بشىء من السعة قليلاً- لنصف خلقك من البداية
ودعنى اوصف لك الصورة ولكن بقليل من التمثيل وسأقتبس اسلوبك التمثيلى الطيب - منكم نتعلم


ما يحدث منك ومن الكثيرين تجاه الله - ولله المثل الأعلى -:

هو نفس حال الإبن العاق لوالديه - فوالديه لا يريد منه جزاء ولا شكورا - وفعل له من الخيرات ما لا يمكن فعله - ولكن فى نفس الوقت نكران النعم والأفضال من جانب الأبن لا يمكن أن يحدث - فقط واجبه تجاه كل هذا هو الشكر
ومعرفة الأفضال والإعتراف بها - ولكن الإبن العاق يأبى كل ذلك ويرفض أن يعترف بأفضال الأب - وبدلاً من الشكر والحمد يظل يسأل اسئلة لا محل لها من الأعراب - مثل ( لماذا خلفتمونى؟؟ لماذا اوجدتمونى فى هذه الدنيا ؟

وإن كان فى (الإعتراض) توجد النعمة وتكمن الحقيقه - أى أن الإيجاد من العدم ( الجزئى ) والرعاية والسهر والتعب - وتعب الأم وآلام الحمل - وكل الأشياء التى لا يمكن حصرها - هى النعمة بحد ذاتها !!- فيكون الإعتراض بعد تفكيكه
هو لماذا نعمتمونى و لماذا خدمتمونى بالسهر?!!! - ولماذا فعلتم كل هذا من أجلى ؟؟!!- أن كل ما فعلتموه هراء! لامعنى له مجرد عبثيه ؟!؟!! ، استغفر الله

هل ترى فى مثل هذه الصورة السابقة أى منطق?? - بالطبع ستتفق معى أنه لا يوجد منطق فيها سوى منطق الجحود والنكران - لامنطق عقلى ولا عاطفة

كذلك حالك الآن مع الله - تتتمرد على كون الله الذى خلقك(من العدم الكلى )- مع أن خلقك فى حد ذاته اعظم النعم - وتسخير كل هذا الكون لك بما فيهم والديك - هو اعظم النعم التى لا تضاهى -
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ( صدقت ياربى ) , ولكن الإنسان ظلوم جهول

ولكنك للأسف يا اخى - تحاكم الإله الكامل - بمنطقك البشرى الناقص - اقولها لك ولا اقصد الإهانة - لكن هذا هو محض التكبر والجحود تجاه خالقك - وهنا لا اخاطبك بمنظور المتدينين ولا اهددك بما يهدد به البعض بل اخاطبك بالمنطق الذى نتفق أنا وأنت على أنه الوسيلة الوحيدة للعقلاء فى هذا الكوكب

فإعتراضك هنا - مثل إعتراض الإبن العاق على والديه

وبصراحه يا اخى فى هذه الجزئية ليس لديك أى مبرر للإعتراض - وحتى كان ردك عليه فيه مغالطة - وهذا شىء أربأ بك عنه

وبالنسبة لجزئية الكوارث الطبيعية والشرور التى لا سبيل لدفعها - سأحاول أن افصل الرد فى الرد القادم إن شاء الله

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:31 AM
Eslam Ramadan :


{ إن وجود الله بمعزله عن سعادة الإنسان أو شقائه }


"دافيد هيوم "



هكذا هى الحقيقة أن وحود الله - لا يتأثر بقضية الشر من قريب أو من بعيد - فالقضية هى قضية عقلية ومنطقيه بشكل كبير -أى أن اسوأ افتراض لوجود كون ملىء بالشر - لايمكنه أن يبطل دلائل وجود الله
لكن على أى حال

دعنى افصل لك لماذا الكوارث الطبيعيه موجوده

كما يقول الأستاذ العقاد فى عقائد المفكرين فى القرن العشرين (( لامعنى للشجاعة بغير الخطر - ولامعنى للكرم بغير الحاجة - ولا معنى للصبر بغير الشدة ولامعنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها ))
ويمكن أن نوسع دائرة هذا القول فى لذاتنا المحسوسة كما يشمل فضائلنا النفسية ومطالبنا العقلية إذا أننا نحن لا نعرف لذة الشبع بغير ألم الجوع ..، ولا نستمتع بالرى مالم نشعر قبله بلهفة الظمأ ولا يطيب لنا منظر جميل مالم يكن من طبيعتنا أن يسؤها المنظر القبيح ))

وبضدها تعرف الأشياء - لا يمكن أن يحكم على الفعل خير او شر - إلا من معرفة نتائجه - لا فى حد ذاته - الفعل الإنسانى مجرد - نتائجه هى التى تكشف طبيعة هذا الفعل - خير أم شر - مثلاً الحروب - تجد أن بدونها لكان الإنسان يعيش فى غياهب العصور الوسطى - وتجد أن معظم التطورات الضخمة والتقدم التكنولوجى نشأ نتاج للتنافس العسكرى ( الشرير )

أى أنك لن تدرك حكمة الأشياء إلا بمعرفة نتائجها كلها ومن جوانبها كلها لا فى ذاتها - فالحروب على قدر أنها تقتل الكثير من الناس - لكن على أى حال هم سيموتون شئنا أم أبينا سواء فى السلم أو فى الحرب
و لا تعرف هل الموت هنا رحمة لهم - أم لا لأنك لا تستطيع أن تجزم بعدم وجود حياة أخرى على أى حال -

التقدمات التكنولوجية المدفوعة بنيران الحرب ومنافستها - لا يمكن تحقيقها فى عصور الركود والسلم -وتشهد على ذلك محركات الطائرات والكثير الكثير من حولنا

لذلك وهذا هو السؤال الفيصل بينى وبينك - هل تدرك كامل الحكمة من النقائص والشرور ؟

بالتأكيد لا - فما الذى أدراك أن نتائج هذا الفعل لن تكون خير فى النهايه - وأن مجرد رؤيتك لقبح الفعل فى حد ذاته ليست دليل على الشر -

مثلا البركان - قد يموت بسببه الكثيرين - لكن أيضاً بسببه وجدت المعادن - وبسببه تصنع افضل التربات الخصبة وبسببه ايضاً توجد اجمل الجزر

فالحكم على ظاهر الشىء بأنه شر - دون النظر إلى نتائجه - أمر غير منطقى - اضف إلى ذلك أن الأمر قد يكون لحكمة لا تعلمها - قد يكون

عقاب من الله لبعد الطغاة - رحمة للفقراء للتعجيل لهم بحياة اكثر سعة - تذكير الغافلين والجبارين - محنة للتكاتف - أختبار لمعدن الإنسان

ولكى اوضح لك سوء النظرة الأحادية للظواهر - أقرأ معى هذا الأقتباس (( لا تحيط النظرة الواحده إلى حالة واحده بالعدالة الإلهية - ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية - إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لونا من الوانها التى لا غنى عنها - أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها ، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ))

وحدها هذه النظرة التى تستطيع بها تفسير الأفعال التى ظاهرها الشرور التى يتعرض لها البشر بغير تدخل منهم ولا إرادة -

سامحنى حتى لا الإلحاد ولا اللاادرية يستطيعون تفسير وجود الشرور فى الكون
بالإيمان وحده تستطيع أن تلتمس الحكمة وأن تعرف لماذا الشرور -
والقضية تحتاج إلى الكثير من الحكمة قبل الإعتراض عليها - تحتاج إلى نظرة شاملة للظاهره ونتائجها - لا مجرد الحكم السطحى عليها

شكراً لسعة صدرك - وعذراً على الإطالة - لكن وددت فقط أن انقل لك كل ما اعرفه وان تكون الأجابة طيبه - يصلح بها حالنا وحالك إن شاء الله

تقبل تحياتى

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:33 AM
محمود :

وجود الشر لا ينفي وجود الله و ليس إنكار الله هو ما سعيت إليه.. و لكن عفوا .. إن كان الله موجودا فكل هذا الشر إما أن ييكون مدانا ، أو أن يكون ضعيفا و غير قادر على كل شيء كما يُشاع و نسبي مثلنا.. لا يصح أبدا أن يكون عدله مطلق و قدرته مطلقة و تكون هذه النتيجة!!!! أنا لا أنكر و لا أثبت .. أنا عدمي لا فرق عندي بين الحالتين .. خلاصة قولي.

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:35 AM
Eslam Ramadan :

أخ محمود - يبدو لى أنك لم تدقق فى كلامى بعض الشىء- لقد رددت على إستفساراتك كلها فى الثلاث مداخلات السابقة - ولك الخيار فى أن تقرأها بقلب متأمل وعقل متفتح - ولك أيضاً الخيار أن تتجاهلها وتظل تكرر فى اسئلتك بدون أى منطق وتظل فى مثل لا أدريتك وعدميتك ..
وخلاصة كلامى ايضاً
- قرآن ربى يقول - أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة - وفى موضع آخر يقول

"ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"

وستظل فى دعائى لعل ربى يهديك ويخرجك من ما أنت فيه

هذا حق الأخ على أخيه- فيوم من الأيام كنت مثلك هكذا - ولولا فضل ربى لما آمنت ...الله يهديك

إلى اللقاء فى موضوع آخر

Eslam Ramadan
06-16-2013, 10:37 AM
هناك حوارات كثيرة دارت بينى وبين صديقى هذا (الله يهديه) ، حول قضية الخير والشر ، أعتقد أنها مفيدة ، خاصةً لأنها السند الوحيد الذى يتشبث به صديقى على لا ادريته وإلحاده ، وإن شاء الله بعد أن امحى منها المعلومات الشخصية لكلانا سأنقلها للفائدة إن شاء الله

تقبلوا تحياتى

د. هشام عزمي
06-16-2013, 11:37 AM
بارك الله فيك يا أخي إسلام ، كلام موفق جدا ومسدد .. وفي الحقيقة فإن وجود الظلم والشر على أيدي البشر في الدنيا من الأدلة على ضرورة وجود حساب أخروي يقتص الله فيه من الظالم للمظلوم ، وهذا هو جوهر البرهان الأخلاقي لـ(كانت) على وجود الله .

وأرجو الله أن يعينني على كتابة بحث يتناول هذه القضية (وجود الشر في العالم) من جميع النواحي ربما يكون نواة لكتاب - أو حتى كتيب - خاص بهذه المسألة فقط نظرًا لأهميتها البالغة .

Eslam Ramadan
06-16-2013, 11:48 AM
بارك الله فيك يا أخي إسلام ، كلام موفق جدا ومسدد .. وفي الحقيقة فإن وجود الظلم والشر على أيدي البشر في الدنيا من الأدلة على ضرورة وجود حساب أخروي يقتص الله فيه من الظالم للمظلوم ، وهذا هو جوهر البرهان الأخلاقي لـ(كانت) على وجود الله .

وأرجو الله أن يعينني على كتابة بحث يتناول هذه القضية (وجود الشر في العالم) من جميع النواحي ربما يكون نواة لكتاب - أو حتى كتيب - خاص بهذه المسألة فقط نظرًا لأهميتها البالغة .

و فيك دكتور هشام ، نحن تلاميذ هذا المنتدى ومنكم أنتم اساتذتنا تعلمنا وحصلنا المعرفة ، فلكم الفضل بعد الله بكل تأكيد

بخصوص البحث ، نعم نحن بحاجة له بشكل لا يوصف ، فملحدينا مع الأسف يكاد يكون 90% منهم إلحادهم نفسى
أنظر إلى هذا الموضوع دكتور هشام الذى يتناقش فيه الأستاذ ابو حب الله مع الملحد (أحمد حرقان ) وأنظر إلى هذا المسكين الذى يريد الهروب من الله بأى شكل ، حتى وإن كانت محصلته المعرفية صفر !
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?53218-%E3%D1%CD%C8%C7%F0

نحتاج إلى الموضوع فعلاً ، بموضوعيتك ومنهجيتك يا دكتور هشام ستخرج موضوع قيم بحق إن شاء الله - قد يكون فى ظروفنا الحالية اكثر فائدة من أى موضوع علمى ، والله أعلم

تقبل تحياتى :emrose:

متعلم أمازيغي
06-16-2013, 03:29 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
هناك رسالة صغيرة تتناول الموضوع و تقاربه مقاربة فلسفية.
فلسفة الشرور في التدبير الإلهي (http://www.mediafire.com/download/cws9nf3f3p1s55l/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B4% D8%B1%D9%88%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AA% D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D 9%87%D9%8A.pdf)

و في اعتقادي و الله أعلم أننا لسنا مضطرين لتفسير ما يحدث في العالم من شرور، فليس في كتابنا و عقيدتنا ما يوحي بأن هذا العالم خلقه الله كاملا، و إنما الكمال في الحياة الأخرى.. ثم إنه لا معنى لحرية الإنسان من دون خلق الأضداد، الخير و الشر، و إلا فلو خلق الله تعالى الخير فقط لارتفع التكليف، بل و لكان الوجودُ عبثا.. الحرية الإنسانية تقتضي إرادة الاختيار، و هذه الأخيرة تقتضي وجود التنوع، خير و شر..

بل و الأهم من ذلك، فالسؤال في حد ذاته دليل على خطأ التفسير المادي، و إلا فأي معنى للخير و الشر داخل عالم مادي كله ذرات عمياء صماء.. الإحساس بوجود شر و خير يمكن تفسيره حتما بوجود عالم آخر غير هذا العالم المادي المرئي منه يستقي الإنسان مرجعيته القيمية.

Eslam Ramadan
06-16-2013, 03:56 PM
بارك الله فيك أخي الكريم
هناك رسالة صغيرة تتناول الموضوع و تقاربه مقاربة فلسفية.
فلسفة الشرور في التدبير الإلهي (http://www.mediafire.com/download/cws9nf3f3p1s55l/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B4% D8%B1%D9%88%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AA% D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D 9%87%D9%8A.pdf)

و في اعتقادي و الله أعلم أننا لسنا مضطرين لتفسير ما يحدث في العالم من شرور، فليس في كتابنا و عقيدتنا ما يوحي بأن هذا العالم خلقه الله كاملا، و إنما الكمال في الحياة الأخرى.. ثم إنه لا معنى لحرية الإنسان من دون خلق الأضداد، الخير و الشر، و إلا فلو خلق الله تعالى الخير فقط لارتفع التكليف، بل و لكان الوجودُ عبثا.. الحرية الإنسانية تقتضي إرادة الاختيار، و هذه الأخيرة تقتضي وجود التنوع، خير و شر..

بل و الأهم من ذلك، فالسؤال في حد ذاته دليل على خطأ التفسير المادي، و إلا فأي معنى للخير و الشر داخل عالم مادي كله ذرات عمياء صماء.. الإحساس بوجود شر و خير يمكن تفسيره حتما بوجود عالم آخر غير هذا العالم المادي المرئي منه يستقي الإنسان مرجعيته القيمية.
بارك الله فيك أخى متعلم على الأفادة والأضافة ، وسأطالع البحث الذى اشرت له لمزيد من الفائدة

:emrose: