المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يمــــوت الحنـــــــــــــــــــــــــــــا ن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



ابو صهيب البيضاوي
06-22-2013, 11:00 PM
كنت في المملكة العربية السعودية أبلغوني أن أباكَ مريضْ !!! قلتُ كيف ذلك؟ طمنوني قالوا لا تقلق - شوية ضغط مرتفع - قلت الحمد لله - وبعدها بأيام تأتي فاجعة سوء التشخيص -

لتقول التحليلات أن أباكَ قد تمكن منه السرطان وحدث ما يسمي بتعطُل كامل في جميع وظائف الكبد !!! حينها لما أُخبرت بذلك نزلــت من عيني الدمعات تتْرا !!! ووالله ما صدّقتهم - وما صدقت أن المرض سوف يؤثر في أبي - ذلك البنيانُ القوي والحيوية الفائقة - تركته منذ ثلاثة أشهر ونصف فقط وهو بكامل قوته المعهودة عنه - قالوا لابد من النزول الي مصر - فربما تكون النهاية - قلت آآآآآآآآآه -أيُّ نهاية تقصدون - أوَ تقصدون أن يموت أبي !!! لا كيف ذلك - لم أتخيل يوما أنني من الممكن أن أفقد نبع الحنان وريحانة الفؤاد بهذه السرعة - كنت دائما أعظ الناس حينما أذهب لزيارة مريض وأذكره بالله وأنه لابد من الصبْر - وأُحسن الكلام جداً في هذا الأمر حتي يصـبر أهـله ويتصـبّروا وتنزل كلماتي عليهم كالسلسبيل العذب الذي يخفف عليهم هجير محنتهم - ؟؟ لكن لما حـلّت بي أنا المصيبة ما تحملتها - صرخت من أعماقي حينما رأيت أمي ريحانة القلب تقابلني علي الباب تحتضنني وتبكي - ليست كعادتها تحتضنني حين الوصول وتبتسم لعودتي - حينها فقط أيقنت أن الموت قد دخل بيتنا ليخطف أبي من بيننا - الكلُ يسلم عليا ويبكي - وأنا والله خائف أن أدخل غرفة أبي الي الآن - أخاف أن أُصدم فيه - أخاف علي إحساسه الرقيق أن يُصدم هو أيضاً بنزولي المفاجيء ويقول جئت يا عاطف !! عرفت أني سأموت يا بني - يــــا اللّــــــه !!! لم أتحمل - قلبي يتمزق ماذا أصنع ؟؟ هل أصبّر أمي وإخوتي أم أدخل علي أبي - لكن لابد من الدخول - دخلت عليه وقدَمَاي لا تكاد تتحرك من الخوف - دخلت وليتني ما دخلت - وجدت ريحانة القلب ونبع الحنان ملقيً علي الفراش لا يستطيع الكلام ولا الحراك ولا يشعر بمن حوله أصلا - صِحْت بالناس أهذا أبي ؟؟؟ أهذا أبي ؟؟

إنتظرته أن يقوم فيحتضنني كعادته - ويقول حمدا لله علي سلامتك ؟؟ لكن للاسف هو في عالم آخر منذ فترة ولم يخبروني !!! شعورٌ صعب لم أتخيله من قبل أبدا - ظللت بجانبه اليَوم كلّه أدعوا له وأبكي - فقد كان أبي صديقي ومعلمي علي بساطته - فكنت لا أذهب لإلقاء خطبة الجمعة الا وهو معي يناصحني - يوجهني - أطلت في هذه - قصرت في هذه - كان ينبغي ان تقول كذا - او لا تقول كذا - ابتعد عن السياسة - وهكذا - وكان لا يدعني في اي بلد أذهب اليه للجمعه بل حتي في دروسي كان يشجعني دائما علي الدعوة منذ أن كنت صغيراً - وكان يفتخر بي بين الناس في كل وقت - يسعد اذا جاء الناس يسلمون علي بعد انتهاء خطبتي - فكنت وسط الناس أتوجه اليه أُقبل يدَه ورأسه لأخبرهم أن الفضل لله ثم لهذا الأب الفاضـــل - كان أبـي صديقـــاً لي يحمل أسراري - ظللت أتذكر كل هذه المواقف وأنا وحدي مع أبي في الغرفة وثالثنا الموت ؟
ثالثنا الموت ولم أكن أعلم أنه معنا - عاش الموت معي في غرفة أبي ثلاثة أيام وقد عاينته بعيناي - فلك أن تتخيل أن حبيبك يموت بالبطيء أمام عينيك ولا تملك أن تفعل له شيئا - كل هذه كانت حقائق لكن لا يدركها الا من عاشها حقيقةً - ظلَلْت أنظر الي أبي وأبكي أكلمه فلا يجيب - أنظــر اليه فلا يجــيب وفجأة فتح الأب الحنون عينيه - واستفاق قليلاً وَنَظر اليّ - ففرحت وكبرت - لكن ليته ما استفاق ولا نظر ؟ نظر الي فأدْرَكني - فأراد أن يقوم ليحتضنني فما استطاع - حاول فما استطاع - فنزلت من عينيه دمعتان وكأنه يقول جئت يا عاطف - لكني سأرحل - والله ان تلك النظرة وهاتان الدّمعتان تذبحني الي الان - وهما أصعب عليّ من جلد السِيَاط صباح مساءْ - هاتان الدّمعتان لهما في حياتي وتربيتي معنيً كبيراً جدااااا

فلا أكاد أنسي حينما كانت تتساقط هاتان الدمعتان من عيناي أبي الحنون وكأنهما بحرُ من الخشوع والتأثر حينما أكون علي المنبر اتلوا يصوتي ايات المقدمة كلّ جُمعة كان يبكي فيها أبي حين يسمع صوتي متأثراً به - ووالله لن أنساهم ما حييت - وليس التأثر لجمال الصوت - إنما التأثر لثمرة التربية وقد كنت أعرف هذا في عينيه - بل انني أتذكر كل موضع في كل مسجد جلس فيه أبي الغالي - وأذهب وأنظر اليه وأبكي وأقول هنا الذكريات ؟ هنا جلس الوالد - هنا بكي الوالد - في وقت كذا - وكنت أقول كذا - بل إنني وفي كثير من الاحيان علي المنبر كنت أبكي علي بكاء الوالد وانا علي - والناس تقول يبكي متأثرا بما يقول - ولا يعلمون المساكين أني أبكي رحمة بأبي ,,

والله الذي لا اله غيره ما هنأت بعيش بعد وفاة أبي !!!! ثلاث أيام وأنا معه في غرفته أدعوا له وأُطَبِبه وفي اليوم الرابع قبض أبي ورحل عن الدنيا !!! يوم الجمعة ليلا قبل الفجر 2012/12/1 - يـــــــااللّــــــــــه لقد مات أبي - ؟؟ عندما يمـــــــــــــو ت الحنـــــــــان ؟؟؟ يمر شريط ذكرياته لحظة موته في ذاكرتي بسرعة البرق واتذكر يوم كنت طفلا لا أحسن استعمال الحمام ويقوم أبي معي وسط الليل الي الحمام - ثم أتذكر يوم دخلت الابتدائية وهو مبتسم ثم نجاحي في الثانوية ثم أتذكر موقفه يوم دخلت الجامعة وفرحته - ثم اتذكر يوم تخرجت وكلامه - وووووو كل هذا وقت أن انقطع أبي عن الحياة ولم يكن بجواره سواي ؟؟؟؟؟؟؟ وقتها ورب الكعبة كدت ان أموت من الحزن عليه -ما ذا أصنع - يـــــارب رحمَـــــــاك !!! انها الآلام والحسرات علي موت الحبيب - لم أك أتخيل أن أبي سينام مسجي الان أمام عيني - وددت لو انتزعت حياتي من بين قلبي ووضعته في قلبه هو ليعيش وأموت - آآآآآآآآه لو كان الموت إنسانا لقتلته حتي لا يموت أبي - كنت أشعر بروحه تسحب من قدميه تصاحبها برودة في الأطراف فأحاول إيقافها بيدي - لا اعتراضا مني علي أمر ربي حاش لله - لكنه احساس بالفراق ولوعته - الآن كيف سأواجه أمي الغالية - وأنا في هذه الحيرة - أحسّت الام بشيء في صدرها وهي في غرفة أخري والله وحدها في نفس اللحظة فقامت تقول كيف أبوك ؟؟ تمالكت وقلت بخير يأماه !! فقالت - إنني أشعر بوحشة في صدري وكأنه قد مات ودخلت تحركه فعلمَت أنه قد مات - وهنا أصابها الأغماء ودخلت في غيبوبة من هول الصدمة ولا زلت أعالج فيها إلي الأن منذ 7 أشهر - لكن كان لابد من التمالك حتي أصبّر أمي المسكينة التي فقدت زوجها الحبيب بعد عِشرةٍ دامت 45 عاما من الحب والود المتبادل بينهم - ما ذهبَت يوما إلي بيت اهلها غاضبة منه طوال هذا العمر ,,

دعوني أقول وبصراحة لقد كُشــف الظهْر - وتخيلت نفسي بعد وفاة أبي كمن يمشي في الصــحراء وهناك من الامطار والرياح والزوابع ما يَعصف به والبرد الشديد القاتل يكاد أن يقضي عليه - لولا الحضن الأبوي الحانْ الذي يحميه من ذلك كله - مهما وصل بك والله السن من الرجولة فأنت تحتاج الي حضن أبيك ولا يمكنك الإستغناء عنه أبدا - لمن ذاق حقيقة هذا الحنان الأبوي الدافيء

تخيلت كمن يمشي في أرض قاحلة جدباء جرداء مليئة بالجبال السوداء من شدة لهيب حرارة الشمس عليها - وكان أبي بمثابة الغطاء لي من تلك الحرارة الملتهبة - يدفع عني الشمس والبــرد والــزمهرير - ويخفف عني هجير الحياة وآلامها -

فقد كان أبي قصةَ كفاحٍ عجيبة - إي والله -كفاحِ في التربية - كفاح في الاجتهاد علي الارزاق وتربية اخوته بعد وفاة ابيه وهو بن 15 عاما فقط - ثم كفـــاح في تربية ابنائه وتعليمهم لاعلي الدرجات - ومن ثمّ نال أبي احترام الناس كبيرا وصغيرا فلا يذكر الا بالخير بين الناس - وكان مشهده يوم أن مات شاهداً علي ذلك رحمه الله ,, عهدته والله في خدمة الناس وحـــل مشاكلهم فكم من قضية أو مشكلة قد حلّها بتوفيق الله له - وقد تعثرت علي أصحابها سنينَ عددا - وكم من أرض إختلف عليها الورثة ولم تجد حلاّ الاّ عنده - إفتقد الجميع أبي من هذه الجهة - لكنني إفتقدت الحنان الأبوي الذي لا مثيل له ولا عوض عنه ,,

إنني والله الآن أكتب وقلبي ينزف - فانني أعيش بدون حياة بعد وفاة أبي رحمه الله - ولا أري الا الموت في كل لحظة - وأشعر ان النهاية قريبة جدا - ولا آمل أن أعيش الي الغد فقد ذهب أبي بكل شيء له طعم حلو في هذه الدنيا ؟

صدقوني أنا أََنام علي الفراش كل ليلة أتذكر ابي في حلّه وترحَاله حتي تختلط دموع عيني بالوسادة التي انام عليها - وما تخيلته قد مـــات أبدا - أذهب الي المقابر لأدفن الموتي فأنظر الي قبر أبي أخاطبه وأسلم عليه باكيا فيخرج من قبره - ولولا أن تقولوا أني مجنون !!!!! لأقسمت بخروجه لي حقيقةكل جنازة بلباسة المتواضع البســيط يســــلم عليا ويحتضنني والله وكأني أنظر اليه الآن وهو ويقول : ازيك يا عاطف - متزعلشي !! كيف أمك واخواتك !! سلّم عليهم - وقل لهم ما يزعلوش !! فأمكث عنده ما شاء الله - أخاطبه حتي ينصرف الناس كلهم من المقابر ولم يتبق إلا أنا أو كادت الشمس أن تغيب وأنا بجوار قبره ناسيا نفسي أتعايش معه الذكريات وأدعوا له بالرحمات - ثم أنصرف وقد تفطر القلب ,,

لما مات الوالد رحمه الله قلت أتفقدأصدقائه من باب البرّ كما قال بن عمر رضي الله عنهما [ إنّ أَبرّ البرّ أن يصل الرجل ودّ أبيه ] وكان نبينا صلي الله عليه وسلم - يُكرم أصدقاء خديجة - لاسيما أختها هالة - وكان بن عمر رضي الله عنهما يفرش ردائه لشيخ كبير اذا رآه ويجلسه عليه فيُسْئل ماذا تفعل - فيقول هذا كان ودا لعمر ـــــــــ وهذا من الوفاء لأبيه أن يكرم أصدقائه ويتعاهدهم ويتفقد أحوالهم ــــــــــــ

من هذا الباب ذهبت أتفقد أصدقاءَ أبي رحــمه الله لاسيما أقربهم وأخلصهم له - قلتُ أزوره وأسئل عنه بعد وفاة أبي بأيام فقط وكان أبي يحبه كثيرا - وكان مع أبي في مرضه لا يتركه كما اخبروني - فذهبت أسئل عنه فقد كان مريضا هو الآخر - قلت أقف بجواره وأطببه كأبي - فقد كنت أري فيه حب الوالد وحنانه - فتفاجئت كما تفاجأ الجميع بعد عودته من مستشفي المنصورة أنه يحمل مرض أبي الذي مات فيه وقد تمكن السرطان من جسده هو الآخر - تذكرت أبي حينها وصحبتني الدمعات رقة له وشفقة بصاحبه - مرت الايام وأجّلت سفري لأطبب صديق والدي بما أستطيع من إعطائه الحقن وما شابه - وأقف معه في محنته - وفجأة بعد حوالي ثلاثة أشهر تزيد قليلا - وكنت في مجلس قراءة سنن أبي داوود في بيتي يقرأها عليّا أحد اخواننا من طلبة العلم - جاءني الخبر - إحضر الآن [ لقد مات عمك حجي الأن ] قلت يـــــــا اللــــــــــــــــه !!! - كتمت آهاتي وأحزاني وذهبت الي هناك مسرعاً وكان البيت قريبا - حدث هذا يوم الخميس ليلا بعد صلاة العشاء في وقت متأخرة وكانت عندي خطبة جمعه دُعيت اليها في مدينة دكرنس الحبيبة -إعتذرت لصاحبي الذي دعاني لأني أنا الذي سأقوم بواجب الغسل والدفن - غسلته وذهبنا الي المسجد - وسط نشيج وبكاء الأهــل والأحباب - استأذن أخي الأكبر من خطيب المسجد وكان طالبا عنده في الثانوية قديما فأذن لي ؛ فصعدت المنبر أتحدث في خطبة بعنوان [ رسالة عاجلة الي مريض علي فراش الموت ] وقتها تذكرت الوالد وأنا علي المنبر فما تمالكت نفسي - تذكرت الوالد وأنا أنظر الي سرير صاحبه وحبيبه في نهاية المسجد - فلم أقوي علي كتم الدمعات والآهات فظللت أبكي وأنتحب علي منبر القرية ولم يتبين الناس الصوت من شدة البكاء وبكي الناس - وبكي النــاس - وضجّ المسجد بالبكــــــــاء - لأنهم يعلمون أني تذكرت والدي وأن هذا صاحبه المقرّب - ونزلت وقد خارت قواي من الحزن علي والدي الحبيب وصاحبه -

صدقوني ووالله انها لنصيحة لِمَن أبوه علي قيد الحياة [ برّ أباك بما تستطيع ] فعمّا قريب ستفقده فانتهز الفرصة - ربما يرحل عنك - أو ترحل عنه أنت - فليرحل وهو راض عنك فياله من فوز تفوز به ,

لذلك عزمت علي ان اكتب رسالة بعنوان [ عندما يموت الحنـــــــــــــان ] أتحدث فيها عن أبي الغالي رحمه الله - وكيف أثرّ فيّ من خلال المواقف العملية والتربوية النافعة - وهذه الأسطر اعتبرتها بمثابة مقدمة ان شاء الله رب العالمين - اسألكم الدعاء لأبي بالرحمة والمغفرة - ولي بالثبات وحسن الخاتمة !!! وصلي اللهم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم ,,,

وكتبه / عاطف بن السيد أحمد
ابو صهيب البيضاوي

بن حيان
06-23-2013, 12:18 AM
قصة مؤثرة
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وما عند الله خير وأبقى فمهما عشنا في هذه الدنيا فمصيرنا أن نفارقها طال الزمان أو قصر
ومما يهون المصيبة علمك بأن أبيك قبض وهو على خير إن شاء الله نسأل الله أن يغفر له وأن يجمعك به ومن تحب في الفردوس الأعلى من الجنة

أمُّ يونُس
12-02-2013, 08:57 PM
هاكم ..

عندما كنت في ال12 في طريق سفر عائلي في سيارتين الأولى فيها أمي و قرابة كل عائلتي ، والثانية التي في المقدمة فيها أخي السائق وأنا وأختي فقط ..بعد دقائق معدودة من غياب الأولى عن ناظرنا ظهرت مجدداً ، وإنما مقلوبة ..
جثة أمي ممددة فقد دق عنقها و قد غطاها لحاف إلا جزء من ساقها حيث كان الجلباب يتلف مع دولاب السيارة اللذي مازال يتحرك ، وبقعة الدماء منقوعة في الأرض تحول بين سيري نحو أخي
الذي به شجة في رأسه و صدره يأز بشهقات الموت ..أختاي هناك إحداهما ممدة عاجزة عن الحراك وأخرى وقفت مشلولة لا تنطق لا تتحرك من أثر الصدمة ، وتلك الصغيرة وهي تحاول إغماض عينيها عبثاً ..
و أما من معي في السيارة فنزلت أختي الأكبر التي معي فأخذت تبكي وتسقط و تتكشف ثم تنهض وتكرر الكرة ، و أما أنا ؟!

فقمت بكل هدوء أغطي أختي كلما تكشفت وادفع بها للسيارة ، ومن ثم أخذت أحمل أخواتي على الدخول للسيارة الأخرى واحدة تلو الأخرى ، وذهبت فمسكت يد الصغرى 4 سنوات وغطيت عينيها و جعلت ظهرها مقابل المشهد، وسألت أخي السائق الذي كان مشغولاً بالذي يحتضر 3 مرات فقط مستفهمة لم لا تسعفون أمي " ماذا عن أمي؟ " فلم يجب في أي منها ، ففهمت أنها قد توفت حينها سكت ولم أزد بكل بساطة ..

طوال ذلك الوقت لم أذرف دمعة واحدة ، ولم أشعر بحاجة للبكاء قط إذ وجدت الأمر منطقياً جداً ؟
أرى الكل من حولي يبكي ، فأخذت أتساءل إن كنت لست طبيعية مثلهم فحاولت أن أرغم نفسي على البكاء عبثاً ولم أستطع .. كدت أجن بعد أن أبصرت شذوذ ردة فعلي عنهم ..
فبمجرد حدوث الحادث تحول عقلي للتفكير بكل منطقية :
حسناً ماتوا ..و أي حقيقة شاذة قد يضفيها ذلك على الحياة .. كل الناس ستموت ..لأنتقل للمرحلة الأخرى ..ما التصرفات المترتبة المنطقية على الحادث .. ماذا يحتاج الموتى منهم في المرحلة القادمة .. ماذا يحتاج الأحياء ... إلخ

في تلك الأثناء كنت أشعر بالذنب القاتل لعدم انفعالي و نواحي الشديدين كما يفعل الكل ولكنني لم أبح بذلك لأحد قط ، وفي العزاء كانوا كل قرابتي يحاولون إعطاء إجابة لأنفسهم لتزول حيرتهم
عن سبب عدم تأثري ..فيقنعون أنفسهم " ما شاء الله مؤمنة ، سكينة ".. ولكنني لا أجد ذلك كما يفعلون ..كنت ولا زلت حقاً لا أعرف السبب .

ربما يكون الأمر بأنني لا أؤمن بوجود العاطفة في هذه الحياة قط ، وأنها خرافة ووهم سلبي تجعل الناس في عالم خيالي ، وأن العقل والمنطق هو سبب النجاة في الدارين .
لستُ أدري حقاً .

واسطة العقد
12-03-2013, 09:26 PM
افهمك تماماً حائرة، الحقيقة انا سعيدة بك.. لانني عندما قرأت ردك شعرت اني اقرأ كلاما لي، لوهلة ظننتها مزحة سمجة و بخصوص الإحساس بالذنب لعدم الشعور، و محاولة اجترار المشاعر عبثا و الكذب على النفس.. كلها امور ستزول مع الوقت، لو كنت اؤمن بالتطور لقلت ان هذه الا طفرة لنوع بشري أرقى.

ابن النبلاء
12-04-2013, 01:10 PM
الان والدي في المستشفى منذ ثلاثة اسابيع تقريبا كل يوم اذهب اليه ادعو له واقرا عليه القران وابكى انها عاطفة ورحمة جعلها الله في قلوب الناس تجاه الوالدين فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم لفراق ابنه ابراهيم
والله ان الانسان ليبكي العالم والكريم والصديق فكيف بالاب او الام

البراء بن مالك 11
12-04-2013, 01:38 PM
جزاك الله خيرا على هذه الرسالة العظيمة اخى الكريم
نسال الله لوالدك الرحمة وان يسكنه فسيح جناته وأن يجعل ماعانى منه طوال مرضة زيادة في الأجر والثواب .

البراء بن مالك 11
12-04-2013, 02:03 PM
الأخت حائرة ما تعانين منه قد يكون رد فعل طبيعى لدى كثير من البشر والله أعلم
وهو من المرحلة الثانية لما يحدث عند موت القريب او العزيز فالمراحل الاولى قد تكون عدم التصديق بما حدث والانكار للذى حصل من موت او حادثه قاسية ومن المرحلة الثانية هى تبلد المشاعر فلا يشعر بالحزن ولا يغتم وهذا الامر ملاحظ فى كثير من الناس عند موت اخوانهم او ابناءهم او احد الوالدين يشعرون وكانه لم يحدث شى ولا يحزنون والمرحلة الثالثه تتمثل فى ضيق الصدر والبكاء واكتئاب خفيف
واظن ان هذا التلميح يفسر ذلك

في تلك الأثناء كنت أشعر بالذنب القاتل لعدم انفعالي و نواحي الشديدين كما يفعل الكل ولكنني لم أبح بذلك لأحد قط
فالحزن لا يفسر على ارض الواقع بالانفعال والولولة ولطم الخدود وشق الجيوب . ان هذا من الجهل كما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ"‏‏.صحيح البخاري
والمرحلة الرابعة وهى التسليم للواقع وتقبل الامر والاستمرار فى الحياة . وهذه المراحل لا تتعدى مدتها 6 أشهر .
اما البكاء بعد مرور سنة او سنتين الانسان الذى يفقد عزيزا عليه وكلما تذكره يضطرب وويبكى ويكون بحالة مزرية لدرجة انه ينعزل عن الناس ويترك وظيفته فهو يحتاج الى مساعده نفسيه لانها أعرض إكتئاب .

من بحث د/عبدالله الخاطر .رحمه الله

أمُّ يونُس
12-04-2013, 06:34 PM
الأخت حائرة ما تعانين
منه قد يكون
عفواً ، هلّا أشرت للأساس العلمي الذي بنيت عليه تشخصيك لحالتي ؟
فلا أحسبني أعاني من أي أمراض نفسية أو فصامية أو ذهانية لا شيزوفينيا ولا ذهان اكتئابي ولا صدمة نفسية ولا فوبيا مرضية ولست شخصية اكتئابية ولا حدية ولا فصامية ..إلخ
أنا أعتقد بأن ردة فعلي قدكانت منطقية وبأنني قد أكون طبيعية أكثر من أي بشري في هذا العصر .

البراء بن مالك 11
12-04-2013, 09:33 PM
عفواً ، هلّا أشرت للأساس العلمي الذي بنيت عليه تشخصيك لحالتي ؟
فلا أحسبني أعاني من أي أمراض نفسية أو فصامية أو ذهانية لا شيزوفينيا ولا ذهان اكتئابي ولا صدمة نفسية ولا فوبيا مرضية ولست شخصية اكتئابية ولا حدية ولا فصامية ..إلخ
أنا أعتقد بأن ردة فعلي قدكانت منطقية وبأنني قد أكون طبيعية أكثر من أي بشري في هذا العصر .
أعتذر عن لفظ تعانين فيما هو واضح من كلامى أنه ليس تشخيصا لأحد يعانى من أى علة نفسية وليس تفسير شخصي لما حدث لكى . ولكن ذكرت أنه رد فعل طبيعى يحدث لكثير من البشر عند مواجهت موت الأقرباء .
يمكنك مراجعة هذا الملف هو المصدر العلمى لما ذكرت صفحة 279
www2.iugaza.edu.ps/ar/periodical/articles/أسامة%20المزيني.pdf
يتكلم عن المعاناة النفسية للأرملة وفيه ذكر تشخيص علماء النفس حول نظرة الإنسان عامة للحزن أثناء موت الأقرباء وانها تختلف من شخص لآخر وقد تختلف من مجتمع لآخر .


أنا أعتقد بأن ردة فعلي قدكانت منطقية وبأنني قد أكون طبيعية أكثر من أي بشري في هذا العصر .
لم أقل غير ذلك وهو مذكور فى البحث .
أدعو الله أن يذهب عنك حيرتك وأن يغفر لنا ولك .

أبو يحيى الموحد
12-05-2013, 02:58 PM
الاخت حائرة...

هل أنت مسلمة ...
أقصد هل تقومين بالفروض و الواجبات ؟ بإنتظام و بإعتقاد ؟

الغريب في الامر.. هو التحليل الذي قمت به ! فهذا لا يوحي بأنك كنت ابنة 12 عاما فقط ! او ربما قد أؤتيت ذكاءا و قوة عقلية منذ الطفولة ...


و اظن بأن قضية ( رحمانية الخالق تعالى ) قد اثرت في رؤيتك للاحداث او حتى نمط تفكيرك و تحليلك....

غفر الله لنا ولك... و ثبتنا على الحق حتى نلقاه ... امين

أمُّ يونُس
12-05-2013, 06:13 PM
الاخت حائرة...

هل أنت مسلمة ...
أقصد هل تقومين بالفروض و الواجبات ؟ بإنتظام و بإعتقاد ؟

الغريب في الامر.. هو التحليل الذي قمت به ! فهذا لا يوحي بأنك كنت ابنة 12 عاما فقط ! او ربما قد أؤتيت ذكاءا و قوة عقلية منذ الطفولة ...


و اظن بأن قضية ( رحمانية الخالق تعالى ) قد اثرت في رؤيتك للاحداث او حتى نمط تفكيرك و تحليلك....

غفر الله لنا ولك... و ثبتنا على الحق حتى نلقاه ... امين

بانتظام نعم ، باعتقاد لا أدري .
و نفي " مريضة نفسياً" لا يعني إثبات " شاذة عن الطبيعة " ،
و ردة الفعل تلك هي المنطقية الطبيعية التي من المفترض أن يقوم بها البشر لولا تفضيلهم الدائم للكذب !

طلبت من الإدارة حذف ردي منذ الوهلة الأولى .

أبو يحيى الموحد
12-05-2013, 07:16 PM
بانتظام نعم ، باعتقاد لا أدري .
و نفي " مريضة نفسياً" لا يعني إثبات " شاذة عن الطبيعة " ،
و ردة الفعل تلك هي المنطقية الطبيعية التي من المفترض أن يقوم بها البشر لولا تفضيلهم الدائم للكذب !

طلبت من الإدارة حذف ردي منذ الوهلة الأولى .
اذا عندك مشكلة في الاعتقاد يا اختي...
و اي خلل في العقيدة ينعكس على السلوك...
و الخلل الذي عندك ليس وسواسا لانك تعتقدينه بإرادتك ...

اما افتراض طبيعية ردة فعلك فليس طبيعيا البتة !
و اظن بأنك قد اسست لهذا الشعور بإرادتك ، يعني : بأنك حللتي و فسرتي بقواعد خاطئة خلقت عندك هذا الشعور ... يعني قد برمجتي نفسك عصبيا على مثل هذه المشاعر... و دليل ذلك بأنك في وقت ما لم تكوني هكذا ، فهذه المشاعر مكتسبة.. و قد ساعدك على ذلك اعتقادك بأن حالتك هذه هي الطبيعية و المنطقية .. و لن تتغير معتقداتك ما لم تحاولي تغييرها و لن تغيريها ما لم تعتقدي بأنها خاطئة...
هدانا الله و اياك..

أبو يحيى الموحد
12-05-2013, 07:25 PM
الأخت حائرة ما تعانين منه قد يكون رد فعل طبيعى لدى كثير من البشر والله أعلم
وهو من المرحلة الثانية لما يحدث عند موت القريب او العزيز فالمراحل الاولى قد تكون عدم التصديق بما حدث والانكار للذى حصل من موت او حادثه قاسية ومن المرحلة الثانية هى تبلد المشاعر فلا يشعر بالحزن ولا يغتم وهذا الامر ملاحظ فى كثير من الناس عند موت اخوانهم او ابناءهم او احد الوالدين يشعرون وكانه لم يحدث شى ولا يحزنون والمرحلة الثالثه تتمثل فى ضيق الصدر والبكاء واكتئاب خفيف
واظن ان هذا التلميح يفسر ذلك

فالحزن لا يفسر على ارض الواقع بالانفعال والولولة ولطم الخدود وشق الجيوب . ان هذا من الجهل كما النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ"‏‏.صحيح البخاري
والمرحلة الرابعة وهى التسليم للواقع وتقبل الامر والاستمرار فى الحياة . وهذه المراحل لا تتعدى مدتها 6 أشهر .
اما البكاء بعد مرور سنة او سنتين الانسان الذى يفقد عزيزا عليه وكلما تذكره يضطرب وويبكى ويكون بحالة مزرية لدرجة انه ينعزل عن الناس ويترك وظيفته فهو يحتاج الى مساعده نفسيه لانها أعرض إكتئاب .

من بحث د/عبدالله الخاطر .رحمه الله

جميل... و واقعي.. و هذا الكلام هو كلام اهل العلم المختصين في النفس و الاجتماع..
بارك الله فيك

أمُّ يونُس
12-05-2013, 07:34 PM
الاعتقاد يعني العقيدة يعني الإيمان ..
ومامن بشري في الكون كله مخول له أن يطلق على نفسه " مؤمن " ؟ !

والله سبحانه وتعالى يقول : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ".

أبو يحيى الموحد
12-05-2013, 07:47 PM
الاعتقاد يعني العقيدة يعني الإيمان ..
ومامن بشري في الكون كله مخول له أن يطلق على نفسه " مؤمن " ؟ !

والله سبحانه وتعالى يقول : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ".

لا يا اختي لم نقصد ذلك... بل لا بد ان تقوم بالصلاة و الزكاة و كافة الاعمال بكل ايمان و اعتقاد .. فقبول كل عمل مشروط بشرطي الاعتقاد و الاتباع... وهذا الذي يميز المؤمن عن المنافق...

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.... و مرحبا بك بيننا اختا في الله.

البراء بن مالك 11
12-05-2013, 10:13 PM
بارك الله فيك اخى ابو يحى وسدد خطاكم

أمُّ يونُس
12-21-2013, 07:10 PM
أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ،أستغفر الله العظيم ، ما أحلم الله عني وما أكرمه وما أرحمه
كنت قد أسأت الظن وجحدت كل نعمه في أمور سرت والآن الآن قبيل دقائق تبين لي عظيم النعم التي وراءها ,أجمل البشارات تلقيتها

أرجو حذف كللللللللللللل مشاركاتي أرجووووووووووكم ، سأفعل مقاابل ذلك أي شيء تريدونه مجاناً .
لا أريده شاهداً علي .

memainzin
12-22-2013, 09:48 AM
أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ،أستغفر الله العظيم ، ما أحلم الله عني وما أكرمه وما أرحمه
كنت قد أسأت الظن وجحدت كل نعمه في أمور سرت والآن الآن قبيل دقائق تبين لي عظيم النعم التي وراءها ,أجمل البشارات تلقيتها
أرجو حذف كللللللللللللل مشاركاتي أرجووووووووووكم ، سأفعل مقاابل ذلك أي شيء تريدونه مجاناً .
لا أريده شاهداً علي .

ليس المهم ماكتبتيه اختنا الكريمة
المهم انك إستغفرتيه وهو رب كريم يحب العفو فرحنا برجوعك الى الحق وفرحت الله اكبر
فلا تقلقى مما كان ولن يكون شاهدا عليك
قد يستفيد منه المنتدى فى ضرب امثلة لاناس كانوا ثم اهتدوا
وفى هذا المنتدى كثير ممن قالوا ثم رجعوا عن ما قالوه ولم تحذف مشاركاتهم الا البعض

ابو صهيب البيضاوي
03-05-2015, 07:56 PM
جزاكم الله خيرا الموضوع لا يعدوا بالنسبة لها الا هول صدمة فحسب

ابو صهيب البيضاوي
07-31-2015, 10:31 PM
جزاكم الله خيرا جميعا فلقد ماتت أمي أيضا قريبا لم تتحمل فراق أبي رحمه الله

ابن سلامة القادري
08-22-2015, 04:20 PM
رحم الله أمكم و غفر لها، إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبر واحتسب. و لا يمر عليك أخي يوم بل صلاة دون أن تجدد الدعاء فيها لأمك .. فهذا أقل دينها عليك.