المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن الكريم ليس معجزا بلاغيا فحسب



ابن سلامة القادري
06-25-2013, 02:09 AM
القرآن الكريم ليس معجزا بلاغيا فحسب

روى البخاريُّ بسنده عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما من نبيٍّ إلا أُوتِي ما مثله آمَن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتِيتُه وحيًا أُوحِي إليَّ، فأوَدُّ أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة))

قال الإمام بن حجر العسقلاني في شرحه لهذا الحديث :

قوله : ( وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ) أي إن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح ، وليس المراد حصر معجزاته فيه ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه ، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره ، لأن كل نبي أعطي معجزة خاصة به لم يعطها بعينها غيره تحدى بها قومه ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال قومه كما كان السحر فاشيا عند فرعون فجاءه موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا ، ولم يقع ذلك بعينه لغيره وكذلك إحياء عيسى الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لكون الأطباء والحكماء كانوا في ذلك الزمان في غاية الظهور ، فأتاهم من جنس عملهم بما لم تصل قدرتهم إليه ، ولهذا لما كان العرب الذين بعث فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة مثله فلم يقدروا على ذلك . وقيل المراد أن القرآن ليس له مثل لا صورة ولا حقيقة ، بخلاف غيره من المعجزات فإنها لا تخلو عن مثل . وقيل : المراد أن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله صورة أو حقيقة ، والقرآن لم يؤت أحد قبله مثله ، فلهذا أردفه بقوله فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا . وقيل المراد أن الذي أوتيته لا يتطرق إليه تخييل ، وإنما هو كلام معجز لا يقدر أحد أن يأتي بما يتخيل منه التشبيه به ، بخلاف غيره فإنه قد يقع في معجزاتهم ما يقدر الساحر أن يخيل شبهه فيحتاج من يميز بينهما إلى نظر ، والنظر عرضة للخطأ ، فقد يخطئ الناظر فيظن تساويهما . وقيل المراد أن معجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة ، وخرقه للعادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون يدل على صحة دعواه ، وهذا أقوى المحتملات.

و قال ابن كثير في تفسيره : "ومن تدبر القرآن وجد فيه من وجوه الإعجاز فنونا ظاهرة وخفية من حيث اللفظ ومن جهة المعنى، قال الله تعالى: "الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمّ فُصّلَتْ مِن لّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" [هود:1]

و فسر الطبري معنى الحين في قوله تعالى: "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ" [ص:87-88] بقوله: "فلا قول فيه أصح من أن يطلق كما أطلقه الله من غير حصر ذلك على وقت دون وقت"، فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني، ((وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق، وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان))، يقول العلي القدير: "وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" [الأنعام:66و67]،


ونقل ابن كثير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- تفسيره للمستقر بقوله: "لكل نبأ حقيقة، أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين"، وقد تردد هذا الوعد كثيراً في القرآن الكريم بأساليب متعددة كما في قوله تعالى: "ثم إن علينا بيانه" [القيامة:19]، وقوله تعالى: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت:53]، وقوله: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها" [النمل:93]،

و قال بدر الدين الزركشي -ت 794ه في فصل عقده في كتابه "البرهان في علوم القرآن" عنوانه : في القرآن علم الأولين والآخرين. قال فيه : "وفي القرآن علم الأولين والآخرين وما من شيء إلا ويمكن استخراجه منه لمن فهّمه الله تعالى"(46).

و قال الإمام السيوطي -ت 911ه – في كتابه ''الإتقان في علوم القرآن'' تحت عنوان العلوم المستنبطة من القرآن :
قَدِ اشْتَمَلَ كِتَابُ اللَّهِ الْعَزِيزُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَمَّا أَنْوَاعُ الْعُلُومِ فَلَيْسَ مِنْهَا بَابٌ وَلَا مَسْأَلَةٌ هِيَ أَصْلٌ إِلَّا وَفِي الْقُرْآنِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهَا، وَفِيهِ عَجَائِبُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَمَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَا فِي الْأُفُقِ الْأَعْلَى وَتَحْتَ الثَّرَى، وَبَدْءُ الْخَلْقِ ... إلخ

و في نفس كتاب الإمام السيوطي :

وقال ابن سراقة : من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب ، والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة ، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق في قوله ، وأن القرآن ليس من عنده ، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة .

وقال الراغب : إن الله تعالى كما جعل نبوة النبيين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مختتمة ، وشرائعهم بشريعته من وجه منتسخة ومن وجه مكملة متممة ، جعل كتابه المنزل عليه متضمنا لثمرة كتبه التي أولاها أولئك ، كما نبه عليه بقوله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة [ البينة : 2 ، 3 ] . وجعل من معجزة هذا الكتاب أنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم ، بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه ، والآلات الدنيوية عن استيفائه ، كما نبه عليه بقوله : ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله [ لقمان : 27 ] .انتهى

وقال الرافعي في ''إعجاز القرآن'' : (والكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعا وهو من فروض الكفاية وقد تكلم فيه المفسرون والمتكلمون فإن كان ذلك قد وفى بحاجة (تلك) الأزمنة.. فهو لا يفي بحاجة هذا الزمان إذ هي داعية إلى قول أجمع وبيان أوسع وبرهان أنصع في أسلوب أجذب للقلب وأخلب للب وأصغى للأسماع وأدنى إلى الإقناع)

وقال محمد رشيد رضا : "ومن دلائل إعجاز القرآن أنه يبين الحقائق التي لم يكن يعرفها أحد من المخاطبين بها في زمن تنزيله بعبارة لا يتحيرون في فهمها والاستفادة منها مجملة؛ وإن كان فهم ما وراءها من التفصيل الذي يعلمه ولا يعلمونه يتوقف على ترقي البشر في العلوم والفنون الخاصة بذلك"

جاء في موقع إسلام ويب -مركز الفتوى- :

القرآن الكريم معجزة خالدة بهرت العلماء في كل التخصصات :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أعظم معجزة جاء بها الأنبياء هي المعجزة الخالدة التي جاء بها سيد الأولين والآخرين وخاتم رسل الله أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم وهي القرآن الكريم، فالقرآن الكريم معجز في فصاحته وبلاغته، معجز في علومه ومعارفه، وفي قصصه وأخباره، وفي أحكامه وتشريعاته، ولذلك فإنه بهر كل من تأمل فيه من العلماء على اختلاف تخصصاتهم. لأنه كلام رب العالمين الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، قال الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ. {فصلت: 53}. وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. {النمل: 93}.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=132696

إعجاز القرآن.. معناه.. أنواعه و وجوهه :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=27843

الإعجاز العلمي أحد وجوه إعجاز القرآن :

أولا ينبغي تحديد معنى الإعجاز العلمي المقصود و أنه غير التفسير العلمي :

يعرف الدكتور عبد المجيد الزنداني التفسير العلمي بأنه : "الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا يظهر اشتمال القرآن أو الحديث على الحقيقة الكونية التي يؤول يصير وينتهي إليها معنى الآية أو الحديث، ويشاهد الناس مصداقها في الكون فيستقر عندها التفسير ويعلم بها التأويل، كما قال تعالى: (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) [الأنعام: 67]. وقد تتجلى مشاهد أخرى كونية عبر القرون تزيد المعنى المستقر وضوحا وعمقا وشمولا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أوتي جوامع الكلم، فيزداد بها الإعجاز عمقا وشمولا، كما تزداد السنة الكونية وضوحا بكثرة شواهدها المندرجة تحت حكمها".

فهد الرومي، منهج المدرسة العقلية في التفسير، ص550.

و يميز الدكتور "وهبة الزحيلي" بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، حيث يعرف الأخير بأنه : "الكشف عن معاني الآية في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية؛ أي أنه يأتي متأخرا عن اكتشاف النظرية العلمية"، فإذا ثبت عدم إدراك هذه الحقيقة بالوسائل البشرية في زمن الوحي، وقد أخبر بها القرآن فتسمى عندئذٍ إعجازا".

مجلة الإعجاز- عدد 1- صفر 1416- يوليو 1995م.

و أجاب د. زغلول النجار على سؤال طرحته عليه شبكة تفسير تضمن الآتي :
هل تعدون الكلام في الإعجاز العلمي من باب التفسير ؟ أم هو من باب التدبر في مخلوقات الله الكونية ؟ والأسرار المكنونة فيها ؟

فأجاب حفظه الله : البحث في الإعجاز العلمي في القرآن ليس تفسيراً بمعناه الدقيق ، وهناك فرق كبيرٌ جداً بين التفسير العلمي للقرآن الكريم، والإعجاز العلمي للقرآن الكريم . كيف ؟ في جانب الإعجاز نحن لا نوظف إلا القضايا التي حسمها العلم ، والتي انتهى منها ، والتي لا رجعة فيها ، وبما أن العلم لم يحسم كل قضية ، وهناك قضايا كثيرة لم تحسم بعدُ ، وقضايا ذكرها القرآن الكريم ، لا نستطيع أن نتحدث فيها بإعجاز ، ولكن نتحدث فيها بتفسيرٍ علمي ، والتفسير العلميُّ يجوز استخدام النظرية فيه حتى لو تغيرت ، لا توجد حقيقة متاحة لنا ، ولكن توجد أربع ، أو خمس نظريات ، فأنا أرجح إحداها بتفسير دلالة الآية ، ولا حرج في ذلك إن شاء الله ، إلا أني كما أشرت أن الذين فسروا باللغة أصابوا وأخطأوا ، والخطأ في التفسير لا يُحسبُ على دلالة القرآن ، وإنما يحسب على جُهد المفسر وفهمه.

http://www.saaid.net/leqa/34.htm

و قال الشيخ محمد متولي شعراوي : "ولكن التحدي في القرآن ومعجزاته ليست للعرب وحدهم.. بل هي للعالم أجمع.. ومن هنا فقد كان إعجاز القرآن اللغوي.. هو تحدٍ للعرب فيما نبغوا فيه، ولكن التحدي لم يأتِ للعرب وحدهم، والقرآن جاء لكل الأجناس، وكل الألسنة، فأين التحدي لغير العرب، ثم هذا الكتاب سيبقى إلى أن تقوم الساعة، فلابد أن يحمل معجزة للعالم في كل زمان ومكان، ومن هنا كانت هناك معجزات للقرآن وقت نزوله، وفي خلال فترة نزوله، وبعد نزوله، وهي مستمرة حتى يومنا هذا، وستستمر إلى قيام الساعة لتظهر لنا آيات الله في الأرض".

المنتخب في تفسير القرآن الكريم- محمد متولي الشعراوي

و قال الأستاذ طاهر العتباني في مقال له بعنوان ''إعجاز القرآن'' و في ذكر أمثلة للإعجاز العلمي :

كذلك فإن إعجاز القرآن العلمي باب واسع، ولا نتكلَّم عن نظريات وفروض لا تزال قيد البحث والنظر، ولكن تلك الحقائق العلمية الراسخة التي أثبَتَها العلم جِيلاً بعد جيل، نجد في القرآن العظيم إشارات إلى جُمَلٍ منها؛ ذلك أن القرآن كتاب هداية وإرشاد، وهو حين يُشِير إلى حقيقة علميَّة يُشِير إليها إشارة مُوجَزة مُجمَلة يعرفها العلماء بعد طُولِ البحث والدرس، ويُلاحِظون تضمُّن الإشارة القرآنية مع رسوخ العلم وطول الممارسة له.

ومن هذه الإشارات الإعجازية البالغة ما يلي :

1- التلقيح في النبات ذاتي وخلطي، والذاتي هو ما اشتملت زهرته على عضو التذكير والتأنيث، والخلطي هو ما كان عضو التذكير فيه مُنفَصِلاً عن عضو التأنيث كالنَّخِيل فيكون بالنقل، ومن وسائل ذلك الرياح، وهذا هو ما جاء في قوله - تعالى -: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر: 22].

2- الأوكسجين هو غاز ضروري للتنفُّس، ويقلُّ في طبقات الجوِّ العُليَا، فكُلَّما ارتفع الإنسان في أجواء السماء أحسَّ بضِيق الصدر وصعوبة التنفُّس، والله - تعالى - يقول: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125].

3- وفي مجال علم الأجِنَّة يقول الله - تعالى -: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 5- 7].

وقد أثبَتَ العلماء هذه الحقيقة العلميَّة؛ إذ إنَّ التكوينات الأولى للبُوَيْضَة والحيوان المنويِّ تبدأ من بين الصلب والترائب، وهي عظام الصدر.

4- ما أرشد إليه القرآن من اختِلاف بصمات الأصابع في الإنسان في قوله - تعالى -: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 3- 4]، فهذه الآية تلفت النظر إلى قدرة الله - تعالى - وحكمته في خلق البَنان بصورة مختلفة من إنسان إلى آخر؛ ممَّا يترتَّب عليه اختلاف بصمات الأصابع.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/21227/#ixzz2X9g0k0zg


و أخيرا، أحب أن أطمئن كل مسلم غيور على دينه بأن القرآن يعلو و لا يُعلى و أنه يدور مع الحقائق حيث دارت، و أن النظريات العلمية ثبتت أم لم تثبت لن تنال من قدسيته شيئا، و ستظل حقائقه بازغة ما بزغت شمس الضحى و كانت أوضح من الشمس في كبد السماء رغم كيد الكائدين و تلبيس الملبسين، لذا لا ينبغي أن نقف موقف الخائف المتردد من كل كشف علمي و نحن أمة إقرأ و أمة البحث العلمي و الحمد لله.

أو نحتج بعدم إحاطة الأولين بعلوم الآخرين و أن ما استجد من العلم هو جديد على القرآن أو بدع من القول لا ينبغي خلطه مع المعاني القدسية للقرآن، فهذا كله من التحفظات التي لا تليق بأهل الصنعة و المتخصصين في علم التفسير، خاصة إذا كانوا مدعومين بعلماء في العلوم الحديثة من المسلمين.

يقول الدكتور عبد الغني عبود: "إن الخلاف بين القرآن الكريم وحقائقه العلمية وبين العلم الحديث خلاف يَشْرُفُ به القرآن، ولا يقلل من قدره بأيّ مقياس من المقاييس يمكن أن يقاس به التشريف، لأن فساد منهج العلم فيما يتوصل إليه من حقائق يخالف بها القرآن يقلل من قيمة الحقائق التي يقول بها العلم، لا من قيمة الحقائق التي يقول بها القرآن"

الإسلام والكون- للدكتور عبد الغني عبود-

وقال جوهري في ''تفسير الجواهر'' : "أما قولك كيف عميت هذه الحقائق على كثير من أسلافنا؟، فاعلم أن الله هو الذي قال: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" وقال: "وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا"، إن الله لا يخلق الأمور إلا في أوقاتها المناسبة وهذا الزمان هو أنسب الأزمنة، والمدار على الفهم والفهم في كل زمان بحسبه، وهذا زمان انكشاف بعض الحقائق"، وفي قوله الله جل وعلا: "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء:37]،


قال الشيخ جوهري: "استبعاد ما جاء في هذه الآيات من الأمور العلمية التي أوضحها علماء العصر الحاضر، فهم يستبعدونها طبعاً لأنهم لا يعقلونها، فقال الله تعالى لا تستبعدوا أيها الناس "سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ"، فإذا لم تفهمها أمم سابقة فسيعرفها من بعدهم، فقد ادخرنا هذه الأمور لأمم ستأتي لتكون لهم آية علمية على صدقك فتكون الآيات دائما متجددة".




لا تحقرن الرأي وهو موافق *** حكم الصواب إذا أتى من ناقص.

فالدر وهو أعز شيء يقتنى *** ما حط قيمته هوان الغائص.

Marvel
06-25-2013, 02:23 AM
جزاك الله خيرا تمتعت بالموضوع.شكرا