ما يكون جواب هذا ؟

[ابنة الاسلام2]

السلام عليكم

ما يكون الجواب إذا وجّه إلينا هذا السؤال ؟؟

إذا كنتم ترفضون شعر نزار قباني مثلاً ,وشعر محمود درويش وغيرهم من اليساريين والذين لا تخلو مؤلفاتهم من عبارات مسيئة للدين ومخدشة للحياء , فلماذا تقرؤون وتدرسون شعر امرئ القيس وأبي نواس وغيرهم من الشعراء القدامى ؟؟

وإن كان المسلم يملك كتباً لهؤلاء وطلبه أحدهم , فهل يجوز له أن يعطيه إياه ؟

[أبو سهيل]

وعليكم السلام ورحمة الله.
يقال لمثل هذا ما قاله جرير بن الخطفى:

أثعلبةَ الفوارسَ أم رياحًا ***** عدلت بهم طهيّة والخشابا
أعني أيُجعل نزار القباني ومحمود درويش وأضرابهما نظراء لامرئ القيس وأبي نواس؟
قال أبو عبيدة معمر بن المُثنَّى: " كان أبو نواس للمحدثين مثل امرؤ القيس للمتقدمين." قال فيه أيضا: "ذهبت اليمن بجد الشعر وهزله: امرؤ القيس بجدّه وأبو نواس بهزله. وكان يقول ذهبت اليمن بجيّد الشعر في قديمه وحديثه. امرؤ القيس في الأوايل وأبو نواس في المحدثين."
وقال الجاحظ: ""ما رأيتُ أحداً كان أعلم باللغة من أبي نواس، ولا أفصح لهجة، مع حلاوة ومجانبة الاستكراه."

فهبهم تساووا في المجون، فأولئك فطاحلة اللغة العربية، مع ما يُعرف لأبي نواس من توبة في آخر حياته. وقصيدته التي يستلطف فيها ربّه سبحانه غاية في الرقة والتودّد.
وهذا بيت منها:

ما لي إليك وسيلة إلاّ الرجا**** وجميل عفوك ثم إني مسلم
وقال له الأمين أنت زنديق!

فقال: يا أمير المؤمنين لست بزنديق وأنا أقول:

أصلي الصلاة الخمس في حين وقتها ***** وأشهد بالتوحيد لله خاضعا
وأحسن غسلي إن ركبت جنابة ***** وإن جاءني المسكين لم أك مانعا
وإني وإن حانت من الكاسِ دعوة ***** إلى بيعة الساقي أجبت مسارعا
وأشربها صرفا على جنب ماعز ***** وجدي كثير الشحم أصبح راضعا
وجواذب حوّاري ولوز وسكر ***** وما زال للخمار ذلك نافعا
وأجعل تخليط الروافض كلهم ***** لنفخة بختيشوع في النار طائعا
فقال له الأمين: ويحك ! وما الذي ألجأك إلى نفخة بختيشوع؟
فقال: به تمت القافية.
أما القباني فهو الذي يقول:


أطلق على الماضي الرصاص..
كن المسدس والجريمة..
من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة[/.

ثم شعر امرئ القيس يستشهد به في اللغة العربية، وقد استشهد بعض علماء العربية بشعر أبي نواس وإن لم يقع عليه الإجماع.

وهذه فتوى العلماء في شعر الغزل وما كان فيه مجون.
قال العلامة الشنقيطي : واعلم أن التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه أن الشعر كلام ، حسنه حسن، وقبيحه قبيح.
وعلى هذا تدل الآية الكريمة:إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الشعراء].
وتذكر كتب السير أن كعب بن زهير رضي الله عنه قدم المدينة خفية لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعده بسبب أبيات قالها، فنزل على أخيه بجير،
فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر قام فأنشده قصيدته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
فخلع عليه النبي صلى الله عليه وسلم بردته الشهيرة والتي اشتراها بعد ذلك أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه، فكان خلفاء بني أمية يتداولونها بعده،
وكان في الصحابة رضي الله عنهم شعراء كبار، وكذلك كان كثير من علماء السلف الصالح من التابعين ومن بعدهم.
وشعر الغزل خاصة إذا لم يكن فاحشا مكشوفا أو معينا فلا مانع من حكايته، خاصة إذا كان لحفظ اللغة أو الاستشهاد به.
وقد رأينا كيف أقر النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وذكر السيوطي في الإتقان من علوم القرآن:
أن ابن عباس رضي الله عنه قطع حديثه مع جلسائه ليسمع من عمر بن أبي ربيعة شعره.
والحاصل: أن الشعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح،
وأن الغزل إذا كان بامرأة معينة وكان يغري بالفاحشة
فلا يجوز للمسلم قوله ولا سماعه،
أما إذا كان مبهما وبقصد الاستشهاد وما أشبهه فلا مانع منه.
والله أعلم.

[ابنة الاسلام2]

جزاكم الله خيراً على هذا الردّ المقنع

لكن ذكرتم أن ابن عبّاس استمع إلى شعر عمر بن أبي ربيعة مع أنه كان شاعراً يتغزل بالغزل الصريح !!! ؟
ثم التغزل بامراة معينة كغزل قيس بن الملوح بليلى مثلاً لا يجوز ؟!! مع أن غزله من الغزل العذري

أليس هذا تناقضاً؟

[ابو علي الفلسطيني]

بسم الله الرحمن الرحيم

اضافة الى ما ذكره الاخ ابو سهيل وفقه الله تعالى فالشعر كما روي عن عمر رضي الله عنه ديوان العرب بمعنى انه تأريخا للعرب ووقائعهم وحروبهم واخلاقهم وفخرهم ... الخ وبالتالي لا مقارنة مع شعر قباني او غيره

[ابنة الاسلام2]

تسمحون لي بنقل الإجابة إلى موقع التواصل الإجتماعي ؟؟

[أبو سهيل]

وجزاكم بمثله.
سمع ابن عباس رضي الله عنه- فيما يُروى- إلى قصيدة ابن أبي ربيعة التي مطلعها:

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ***** غادة غد أم رائح فمهجر
وفي هذا السماع قصة وقعت له مع رئيس الأزارقة نافع ابن الأزرق.
وكان ابن عباس رضي الله عنه يتتبع شعر العرب العرباء، ومن أروى أهل زمانه له.
وقد سمعت الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله في شريط يستشهد ببيت من هذه القصيدة الطويلة وهو:

وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني***** وَأَنتَ امرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ
على أن فعل "عضّ" يتعدى بالباء. ويتعدى بعلى أيضًا، ومنه قول الله تعالى: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ".
وفي فتوى الشنقيطي رحمه الله ثلاثة قيود:
أن يكون الشعر خاليًا من المجون الفاضح
أن لايكون بامرأة معيّنة
أن لايغري بالفاحشة.
وأما شعر قيس بن الملوّح فليس فيه فحش، فجاز روايته وما زال الناس يروونه وأهل الأدب واللغة يتداولونه.
والله تعالى أعلم.

[أبو سهيل]

تسمحون لي بنقل الإجابة إلى موقع التواصل الإجتماعي ؟؟

إن كنتم تقصدون مشاركتي، فإني لا أظنها تستحق ذلك( وأقولها دون تواضعٍ متصنّعٍ)؛ ولكن اصبروا حتى يدخل أهل الاختصاص فعلنا نستفيد جميعًا.
ومع ذلك فإن شئتم نقلها فلكم ذلك.
والشكر موصول إلى الأخ أبي علي الفلسطيني على إضافته القيّمة النافعة.

[ابنة الاسلام2]

جزاكما الله خيراً