المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبادة طاغوت الأهواء ..مقال



محبة الاسلام والعلم
06-30-2013, 12:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع البشر عابدون ..وان اختلفت معبوداتهم ...
فمنهم العابد لله وحده خالق الكون ..ومنهم العابد لمخلوقات الله (عز وجل ) ومنها الشمس والقمر والاحجار والبشر الخ
ومنهم العابد لاهوائه ...

أجمل ما بالاسلام اخوتى هو عقيدة التوحيد ..وترك عبادة الاهواء ..التى حذرنا منها الله (سبحانه وتعالى) ..فى كتابه العزيز ..

هنا مقال اعجبنى يتحدث عن عبادة الاهواء ..
اترككم مع المقال ..

عبادة طاغوت الأهواء

بقلم:

محمد شركي

محبة الاسلام والعلم
06-30-2013, 12:38 PM
لا مفر للإنسان في هذه الحياة الدنيا من عبادتين : عبادة الله عز وجل أو عبادة الطاغوت .
والطاغوت هو كل معبود غير الله تعالى .
وقد يتنبه الناس إلى أشكال عدة من عبادة الطاغوت في شكل أصنام وأوثان وغيرها ، ولكنهم يغفلون عن عبادة طاغوت الأهواء التي يحركها طاغوت الشيطان عدو الإنسان .
فكيف تكون الأهواء طاغوتا ، وكيف يكون حال متبع الأهواء ؟
فالمعروف أن الهوى هو تعلق النفس وميلها إلى ما تستلذه وتستطيبه دون التفكير في طبيعته من حيث صلاحه أو فساده ، حقه أو باطله ، خيره أو شره .

وليس من قبيل الصدفة أن تدل نفس المادة اللغوية للفظة هوى على السقوط من أعلى إلى أسفل .
فمتبع الهوى يسقط من درجة أحسن تقويم إلى درك أسفل سافلين ، من رفعة عبادة الله الجدير بالعبادة إلى ذلة عبادة الطاغوت الذي لا يستحق العبادة .
واتباع الهوى أو اتخاذه إلها من دون الله هو أصل كل شرك بالله عز وجل . فعابد الأصنام والأوثان من أحجار وأجرام سماوية ، وأشخاص ... وغيرها إنما يعبد في الحقيقة هواه ،
فهواه هو الذي يملي عليه اختيار الآلهة المفضلة من الأصنام والأوثان ، ولهذا تكون عبادة طاغوت الأهواء هي أصل كل عبادة الطواغيت . وليس من قبل الصدفة أن تحيل المادة اللغوية للفظة طاغوت على فعل الطغوان أو الطغوى أو الطغيان وهو تجاوز القدر والحد .

فالطاغوت يمارس الطغيان أي يتجاوز قدره وحده عندما يتجاسر على مكانة الخالق المعبود الله جل جلاله .

والله تعالى يخبرنا في القرآن الكريم عن السر وراء إرسال الرسل والرسالات إلى البشر في قوله عز من قائل : (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) .

وقد ورد ذكر الطغيان في الحديث عن متبع الهوى في قوله تعالى : (( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما ما خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ))
إن اختلاف المأوى في الآخرة بين جحيم وجنة سببه اتباع الهوى أو نهي النفس عنه . ومن صفات متبع الهوى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا ، وما إيثارها سوى الاستجابة للأهواء.

والطغيان يفضي إلى الظلم ، والظلم عبارة عن وضع الأمور في غير ما وضعت له في الأصل لهذا يصف الله تعالى أهل الأهواء بالظالمين في قوله تعالى :
(( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ))
أجل إن متبع الهوى أو عابد الهوى يجعل هواه مكان الله عز وجل ظلما ، ولهذا حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من متابعة أهل الأهواء تجنبا لظلمهم فقال : (( ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك العلم إنك إذا لمن الظالمين )) .
ومتبع الهوى يقع في الظلم لأنه ضحية الجهل لهذا قال الله تعالى : (( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله )) كما قال : (( وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم )) .

والغريب في متبع الهوى أنه يسقط في الجهل مع وجود الظروف المناسبة للعلم وهو ما صوره الله عز وجل في قوله : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ))

إن وسائل العلم معطلة عنده فهو لا يستعمل سمعا ولا بصرا ولا قلبا من أجل الوصول إلى الحقيقة لأنه يقع تحت تأثير الهوى الذي شعاره الجهل .

فالهوى لا منطق ولا حجة ولا برهان ولا دليل له ، وهذه علامة الجهل الذي لا يقبل منطقا ولا حجة ولا برهانا ولا دليلا . فعابد الطاغوت سواء كان صنما أم وثنا لا برهان ولا حجة له على عبادته ، فهو معطل لوسائل العلم التي زوده بها الله عز وجل ليصل بها إلى حقيقة مفادها أن الجدير بالعبادة هو الله جل جلاله .

والجهل عند متبع الهوى عبارة عن غفلة إذ يغفل القلب عما سوى الهوى ، وهو أمر صوره القرآن الكريم أيضا في قوله تعالى : (( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) فقلب متبع الهوى مشغول بالهوى عن ذكر الله ، وهو ما يترتب عنه الضياع أو الأمر الفرط بالتعبير القرآني. وحقيقة الضياع هي خوض غمار الحياة بشكل خاطىء أو ضال كما عبر عن ذلك الوحي في قوله تعالى : (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) ففاقد الهدى المتبع لهواه لا يحسن صنعا في الحياة ، ويضع الأمور في غير موضعها.

وضلاله يجعله يكذب بمصدر الهداية لأنه يكشف حقيقته ، وحقيقة الزيف الذي يعيشه لهذا قال الله تعالى : (( ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون)) إنهم يكذبون ، ويشكون ، وينكرون ركنا من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر عن طريق اسقاطه من الحساب والاعتبار والعمل والسعي دون التفكير في السؤال والحساب في الآخرة ، وذلك يجعلهم بربهم يعدلون أي يسوونه بطاغوت الهوى.

ويترتب عن ذلك فساد في الوجود لقوله تعالى : (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) ذلك أن متبع الهوى يضع الأمور في غير ما وضعت له مما يتسبب في اختلال الموازين في الكون ومن فيه من مخلوقات وهو حالة شيوع الظلم بكل أشكاله وفي كل الآفاق .

فاتباع الهوى يتولد عنه بالضرورة الظلم لهذا يقول الله تعالى : (( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم)) .
والمتبع لهواه إنسان يركبه الغرور ، ويجزم بصوابه وهو على ضلال لهذا يقول الله تعالى في حقه : (( أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم )) .
وهذا الغرور يجعله متعصبا لأنه مطبوع ومختوم على قلبه لا يعي حقيقة ولا يوفق في إدراكها ،
وهو ما عبر عنه الوحي في قوله تعالى : (( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ))
فالقلب المملوء بالهوى يختم عليه ، ولا يسع شيئا آخر ولا يستوعبه. ومتبع الهوى متخلف لصيق بالحضيض متنكب للرقي ،

يقول فيه الله عز وجل : (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه )).
وهذا الوصف إنما يصدق على الذين أكرمهم الله عز وجل بدين الإسلام ، ولكنهم استبدلوه باتباع الأهواء فانتكسوا عوض أن يرتفعوا .

ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الانتكاسة وهذا التردي بقوله : " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة . وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه أو بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله "

فالمخلدون إلى الأرض هم أهل الأهواء المخالفة للإرادة الإلهية كما هي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بعيدا عن التأويلات الباطنية ، والتمحلات ، والافتراءات ، والتأويلات المغرضة ، ذلك أن الأهواء عند هؤلاء لا تغادر منهم عرقا ولا مفصلا إلا دخلته ،
وهي تجاريهم كما تجاري الكلاب من يستخدمها .
فكم من فئة ضالة ، وهي تجتهد لتضليل الناس ، وهي من الفئات التي صنفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من فئات النار ، ومع ذلك يأبى عليها اتباعها للأهواء إلا الغرور والتعصب الأعمى لما هي عليه مع أنها في النار لمخالفتها لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وأخيرا أختم بموصف أصحاب الأهواء في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " بئس العبد عبد تخيل واختال ، ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد تجبر واعتدى ، ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد سها ولها ، ونسي المبتدأ والمنتهى ، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين ، بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات ، بئس العبد طمع يقوده ، بئس العبد هوى يضله ، بئس العبد عبد رغب يذله " إنه عابد الهوى ومتبعه .
وما أكثر متبعي الأهواء في زماننا هذا .

OMMNYR
06-30-2013, 01:50 PM
" بئس العبد عبد تخيل واختال ، ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد تجبر واعتدى ، ونسي الجبار الأعلى ، بئس العبد عبد سها ولها ، ونسي المبتدأ والمنتهى ، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين ، بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات ، بئس العبد طمع يقوده ، بئس العبد هوى يضله ، بئس العبد عبد رغب يذله "

مع أن هذا الحديث ضعيف إلا أن فيه معان جميلة

و مقال توحيد الألوهية هذا جميل جدا فجزى خيرا من كتب و من نقل .